الثبات على المبدأ في مواجهة الضغوط
- المجموعة: 2014
- 28 شباط/فبراير 2014
- اسرة التحرير
- الزيارات: 3583
على الشباب المؤمن والفتيات المؤمنات خصوصا الجامعيين الذين قد يعيشون في مجتمعات متنوعة أو في محيط سيء أو بيئة فاسدة وغير ملتزمة،أن يلتزموا بمبادئهم وقيمهم وأحكام دينهم وأن لا يخضعوا للأجواء السائدة داخل المجتمع او الجامعة أو المدرسة.
خلاصة الخطبة
الشيخ دعموش: الواجب الوطني يفرض على الحكومة الجديدة التمسك بحق اللبنانين في المقاومة.
اكد سماحة الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة :أن الثبات على المبدأ وعلى الحق هو الموقف الذي ينبغي للإنسان المؤمن أن يتخذه في مواجهة الضغوط والصعوبات والتحديات المختلفة. وليس من المقبول أن يتنازل المؤمن عما يعتقد به لإرضاء الآخرين أو لعدم قناعتهم به.
وقال: على الشباب المؤمن والفتيات المؤمنات خصوصا الجامعيين الذين قد يعيشون في مجتمعات متنوعة أو في محيط سيء أو بيئة فاسدة وغير ملتزمة، عليهم أن يلتزموا بمبادئهم وقيمهم وأحكام دينهم وأن لا يخضعوا للأجواء السائدة داخل المجتمع او الجامعة أو المدرسة لجهة العادات والتقاليد واللباس والأخلاق والسلوك الذي قد يتنافى مع مبادئنا وقيمنا وأخلاقنا وعاداتنا. بل عليهم أن يتمسكوا بالقيم وأحكام الدين حتى ولو قالوا عنهم إنهم معقدون أو متزمتون أو متشددون وحتى لو اتهموهم بالتخلف والرجعية.. فليقولوا ما شاءوا .. ولا ينبغي للمؤمن ان يتأثر طالما أنه منسجم في سلوكه مع مبادئه وقناعاته وما يؤمن به.
وأضاف: أن الإنسان المؤمن يجب أن يكون واثقاً من نفسه ومن دينه ومن مبادئه التي آمن بها عن حق ومن أحقية قضيته التي يضحي من أجلها.. فلا ينبغي أن يتزلزل أو يضطرب أو تهتز قناعاته..
وشدد الشيخ دعموش: على أهمية الثبات على الحق في القضايا السياسية وفي مواجهة الاستكبار والمستكبرين والطغاة، وفي مواجهة الأعداء وعندما نكون في وسط المعركة، وأن على الانسان أن لا يضعف ولا يتراجع ولا يقدم التنازلات ولا يستسلم أمام الأعداء مهما كانت المعاناة والآلام والتضحيات .
وقال: ان النبي (ص) كان كلما اشتدت في وجهه الضغوط والمحن والأزمات واجتمع عليه الطغاة والمستكبرون والأعداء كان يزداد إصراراً وصموداً وثباتاً ومضياً على طريق الحق والدعوة إلى الله..وكذلك فعل أئمتنا (ع) والعلماء والصالحون والشهداء على مر التاريخ.
واعتبر الشيخ دعموش: أن على الإنسان عندما يشعر بأنه سيضعف وسيتسرب الشك إلى نفسه أن يلجأ إلى الله، لكي يثبته ويعينه ليستمد منه القوة والعزم والإرادة على هذه المواجهة. هكذا كان يفعل المؤمنون والمجاهدون ايضا طوال التاريخ.
يقول تعالى: [ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبراً وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين].
ويقول الإمام الصادق (ع) وهو يتحدث عن بلاء المؤمنين وما كانوا يواجهونه في طريق الحق وعن صبرهم وثباتهم:
(وقد كان قبلكم قوم يقتلون ويحرقون وينشرون بالمناشير وتضيق عليهم الأرض برحبها فما يردهم عما هم عليه شيء مما هم فيه من غير ترة وتروا من فعل ذلك بهم ولا أذى (يعني يتعرضون للقتل من غير سبب سوى) وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد، فاسألوا ربكم درجاتهم واصبروا على نوائب دهركم تدركوا سعيهم).
وأكد في نهاية الخطبة: أننا بحاجة إلى هذا الثبات في مواجهة إسرائيل وأمريكا وما تحيكه لهذه المنطقة وفي مواجهة فتنة التكفيريين وإرهابهم.
معتبراً أن التمسك بحق اللبنانيين في المقاومة يفترض أن يكون ثابتة وطنية غير قابلة للنقاش.. وأن الواجب الوطني يفرض على الحكومة الجديدة أن تتمسك بهذا الحق، وتحمى كل عناصر قوة لبنان حتى لا يكون البلد مكشوفاً أمام الإسرائيلي.
وختم: لا يجوز إعطاء أي إشارة إيجابية عن قصد أو عن غير قصد تريح إسرائيل وتطمئنها، وتجعل لبنان مستباحاً أمام إرهابها وعدوانها.
نص الخطبة:
يقول تعالى: [وكلاً نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبّت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين].
الثبات على المبدأ وعلى الحق هو الموقف الذي ينبغي للإنسان المؤمن أن يتخذه في مواجهة الضغوط والصعوبات والتحديات المختلفة.
التمسك بالمبادئ والقيم التي يؤمن بها الإنسان عن قناعة وعن علم ومعرفة وحجة هو الموقف المطلوب من الإنسان المؤمن الملتزم بدينه، وليس من المقبول أن يتنازل المؤمن عما يعتقد به لإرضاء الآخرين أو لعدم قناعة الآخرين به.
الثبات على المبدأ مطلوب في مجال الدين والالتزام الديني.
الشباب المؤمن والفتيات المؤمنات الذين قد يعيشون في مجتمعات متنوعة كمجتمعاتنا في لبنان أو يعيشون في محيط سيء أو في بيئة فاسدة أو غير ملتزمة، عليهم أن يلتزموا بمبادئهم وقيمهم وأحكام دينهم وأن لا يتأثروا بالضغوط الاجتماعية والأخلاقية التي قد تواجههم وأن لا يستسلموا لرغبات الآخرين وتوجهاتهم..
الشباب والشابات الذين يذهبون للجامعات أو للثانويات أو المدارس والمعاهد المختلفة عليهم أن لا يخضعوا للأجواء السائدة داخل الجامعة أو المدرسة لجهة العادات والتقاليد واللباس والأخلاق والسلوك الذي قد يتنافى مع مبادئنا وقيمنا وأخلاقنا وعاداتنا. بل عليهم أن يتمسكوا بالقيم وأحكام الدين حتى ولو قالوا عنهم إنهم معقدون أو متزمتون أو متشددون وحتى لو اتهموهم بالتخلف والرجعية.. فليقولوا ما شاءوا طالما أن الإنسان المؤمن منسجم في سلوكه مع مبادئه وقناعاته وما يؤمن به.
الشباب والفتيات الذين يعيشون في محيط فاسد بحيث يكون الانحراف فيه هو السمة العامة ويكون الفساد والبعد عن الأخلاق والقيم هو السلوك الرائج بين الناس لا ينبغي أن يدفعهم ذلك للإنسياق مع هذه الأجواء.
بعض الناس إذا سألتهم لماذا تفعلون هذا؟ لماذا تلبسون هكذا؟ يقولون هذه هي الموضة الدارجة وأنا لا يمكن أن أكون شاذاً عما هو دارج في المجتمع.. هكذا هو المجتمع.. وهذا غير صحيح.
على الشباب أن يتمسكوا بمبادئهم وأن لا ينساقوا مع موجات الفساد والإنحراف التي قد تحصل في المجتمع، أن لا يستسلموا لهذه الموضة أو تلك، أن لا يتأثروا بهذا السلوك أو ذاك إذا كان كل ذلك مخالفاً لأحكام الدين ولقيم الدين.
عليهم أن لا يستوحشوا في طريق الهدى حتى لو تخلى كل الناس عن الهدى.
عليهم أن يأنسوا بالحق ويستوحشوا من الباطل كما قال الإمام الباقر (ع): (لا يؤنسنك إلا الحق ولا يستوحشنك إلا الباطل).
ومن أهم مجالات الثبات أيضاً الثبات على الحق في القضايا السياسية وفي مواجهة الاستكبار والمستكبرين والطغاة، الثبات على الحق وأنت تواجه الأعداء وأنت في وسط المعركة، أن تثبت في مواجهتهم، أن لا تضعف ولا تتراجع ولا تقدم التنازلات ولا تستسلم أمام الأعداء مهما كانت المعاناة والآلام والتضحيات .
الأنبياء عانوا في طريق الحق واتهموا بالجنون والسحر وتفرق الناس من حولهم، ومع ذلك ثبتوا ولم يتنازلوا أو يتراجعوا..
الإنسان المؤمن يجب أن يكون واثقاً من نفسه ومن دينه ومن مبادئه التي آمن بها عن حق ومن أحقية قضيته التي يضحي من أجلها.. فلا ينبغي أن يتزلزل أو يضطرب أو تهتز قناعاته..
النبي (ص) كان كلما اشتدت في وجهه الضغوط والمحن والأزمات واجتمع عليه الطغاة والمستكبرون والأعداء كان يزداد إصراراً وصموداً وثباتاً ومضياً على طريق الحق والدعوة إلى الله..
أئمتنا (ع) كذلك، العلماء والصالحون والشهداء كذلك، والسؤال الذي يطرح في هذا المجال: ما الذي يجعل الإنسان يبتعد عن التمسك بالحق؟
عندما نفتش عن الأسباب والعوامل التي تجعل الناس يتزلزلون وتهتز قناعاتهم وإيمانهم ويهربون من معركة الحق سنجد أن الخوف من الموت والقتل هو من العوامل التي تدفع الناس للتراجع عن الحق، خوف الإنسان على نفسه وحياته وعلى حياة عائلته وأقربائه من القتل هو الذي يجعله يتراجع عن الحق..
الإنسان يكون ثابتاً صلباً إلى جانب الحق فإذا هدده الأعداء بالقتل يتزلزل ويتراجع..
الذين بايعوا الحسين (ع) في الكوفة وبايعوا ابن عمه مسلم بن عقيل كانوا في البداية على استعداد للوقوف إلى جانب الحق الذي كان يمثله الحسين بن علي (ع)، ولكن عندما هددهم عبيد الله بن زياد بالقتل والموت ومارس عليهم حرباً نفسية بان خوفهم بالجيوش الزاحفة نحوهم من الشام.. تزلزلوا وتراجعوا وسقطوا.
لكن عندما يعرف الإنسان بأنه غير مخلد وأن الموت سيأتيه عاجلاً أم آجلاً، وأن الهروب من المعركة والابتعاد عن طريق الحق لن يبعده عن الموت، لا يعود الموت والقتل يعني له شيئاً حتى يكون سبباً في تزلزله وتراجعه عن قناعاته ومبادئه.
يقول تعالى: [الذين قالوا لاخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرءوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين].
البعض يتزلزل خوفاً على أمواله وأرزاقه ومصالحه فلكي يحمي أمواله ومصالحه يتراجع عن الحق.
البعض يتزلزل خوفاً على الدنيا لأنه يعتقد بأن الدنيا باقية ويغفل عن كونها زائلة وفانية ، يغفل عن أن الذين كانوا فيها ذهبوا ورحلوا، أين هم اليوم؟ أين أموالهم وكنوزهم وقصورهم؟! لقد عاشوا قليلاً وارتحلوا سريعاً.. هذه هي الدنيا.
على الإنسان عندما يشعر بأنه سيضعف وسيتسرب الشك إلى نفسه أن يلجأ إلى الله، عندما تبدأ النفس والشيطان والناس بالوسوسة وتثبيط العزائم وشل الإرادات.. علينا أن نلجأ إلى الله لكي يثبتنا ويعيننا لنستمد منه القوة والعزم والإرادة على هذه المواجهة. هكذا كان يفعل المؤمنون والمجاهدون طوال التاريخ.
يقول تعالى: [ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبراً وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين].
وفي آية أخرى: [وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لِماَ أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين، وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين]. فكانت النتيجة أن استجاب الله دعوتهم.. [فآتاهم الله ثواب الدنيا وحُسْنَ ثواب الآخرة والله يحب المحسنين] أعطاهم ثواب الدنيا بأن نصرهم ومكنهم وأعزهم فيها ثم منحهم ثواب الآخرة.
على الإنسان في معركة الحق أن يتآسى بالنبي محمد (ص) وما تحمله وصبر عليه من الأذى والآلام والإساءات، على الإنسان أن يتآسى بأهل البيت (ع) وما أصابهم في طريق الحق من مصائب عظيمة.
انست رزيتكم رزايانا التي سلفت وهونت الرزايا الآتية
الإمام الصادق (ع) يتحدث عن بلاء المؤمنين وما كانوا يواجهونه في طريق الحق وعن صبرهم وثباتهم فيقول:
(وقد كان قبلكم قوم يقتلون ويحرقون وينشرون بالمناشير وتضيق عليهم الأرض برحبها فما يردهم عما هم عليه شيء مما هم فيه من غير ترة وتروا من فعل ذلك بهم ولا أذى (يعني يتعرضون للقتل من غير سبب سوى) وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد، فاسألوا ربكم درجاتهم واصبروا على نوائب دهركم تدركوا سعيهم).
اليوم نحن بحاجة إلى هذا الثبات في مواجهة إسرائيل وفي مواجهة أمريكا وما تحيكه لهذه المنطقة وفي مواجهة فتنة التكفيريين وإرهابهم.
التمسك بحق اللبنانيين في المقاومة يفترض أن يكون ثابتة وطنية غير قابلة للنقاش.. والواجب الوطني يفرض على الحكومة الجديدة أن تتمسك بهذا الحق، وتحمى كل عناصر قوة لبنان حتى لا يكون البلد مكشوفاً أمام الإسرائيلي، لا يجوز إعطاء أي إشارة إيجابية عن قصد أو عن غير قصد تريح إسرائيل وتطمئنها، وتجعل لبنان مستباحاً أمام إرهابها وعدوانها.
والحمد لله رب العالمين