الأحد, 19 05 2024

آخر تحديث: الجمعة, 17 أيار 2024 1pm

المقالات
خطبة الجمعة 17-5-2024 الامام الرضا (ع) والنموذج الاخلاقي الرفيع

خطبة الجمعة 17-5-2024 الامام الرضا (ع) والنموذج الاخلاقي الرفيع

الشيخ دعموش: المقاومة في غزة لا زالت تملك الكثير من عناصر القوة. أكد نائب رئيس...

خطبة الجمعة 10-05-2024: المجتمع الشيعي في وصايا الامام الصادق(ع)

خطبة الجمعة 10-05-2024: المجتمع الشيعي في وصايا الامام الصادق(ع)

الشيخ دعموش: مهما حاول العدوّ تجاهل الحقائق لن يُخفي فشله وهزيمته. أكد نائب رئيس...

اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

الشيخ دعموش من البقاع: الحراك الطالبي في ‏الجامعات الأميركية والغربية هو جزء من...

خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان لن يُعوّض عجز الاحتلال عن تحقيق...

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي...

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

الشيخ دعموش: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في...

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

الشيخ دعموش: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير...

  • خطبة الجمعة 17-5-2024 الامام الرضا (ع) والنموذج الاخلاقي الرفيع

    خطبة الجمعة 17-5-2024 الامام الرضا (ع) والنموذج الاخلاقي الرفيع

  • خطبة الجمعة 10-05-2024: المجتمع الشيعي في وصايا الامام الصادق(ع)

    خطبة الجمعة 10-05-2024: المجتمع الشيعي في وصايا الامام الصادق(ع)

  • اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

    اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

  • خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

    خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

  • خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

    خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

  • خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

    خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

  • خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

    خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 17-5-2024: المقاومة في غزة لا زالت تملك الكثير من عناصر القوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 10-05-2024: مهما حاول العدوّ تجاهل الحقائق لن يُخفي فشله وهزيمته. الشيخ دعموش من البقاع: الحراك الطالبي في ‏الجامعات الأميركية والغربية هو جزء من التحول في الرأي العام الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 3-5-2024: التمادي في العدوان على لبنان لن يُعوّض عجز الاحتلال عن تحقيق أهدافه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 26-04-2024: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-4-2024: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-4-2024: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير شيئاَ. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات والتداعيات. الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع الثمن. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 5-4-2024: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة الخداع والنفاق ما لم تُترجم هذه الضغوط المزعومة بوقف العدوان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-3-2024: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024: نحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا وأهلنا إلى أقصى حد. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-3-2024: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-3-2024 المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-3-2024: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. الشيخ دعموش في رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو استهداف. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-3-2024: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. الشيخ دعموش في رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-2-2024: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 23-02-2024: العدوانية الاسرائيلية في غزة ولبنان لا يردعها ولا يسقط اهدافها شيء سوى المقاومة والحضور في الميدان ومواجهة القتل بالقتل والتدمير بالتدمير والتصعيد بالتصعيد. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 16-02-2024: العدو الصهيوني مأزوم في لبنان والمقاومة مصممة على ‏مقابلة التصعيد بالتصعيد. الشيخ دعموش في الاحتفال السنوي لجمعية البر والتقوى 9-2-2024: وقف العدوان على غزة هو الخيار الوحيد لوقف ‏جبهة لبنان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 09-02-2024: العدو وصل إلى طريق ‏مسدود واستمرار العدوان لن يؤدي إلا ‏إلى المزيد من الفشل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 2-1-2024: المقاومة وجهت للعدو رسائل نارية وأفهمته أنّه لا يمكن أن يتمادى في عدوانه على لبنان من دون أن يلقى الرد الحاسم الشيخ دعموش في اسبوع الحاج حسين مرجي: توسيع العدوان على لبنان لن يكون نزهة. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 26-1-2024: التهويل والتهديد للبنان لن يقدم أو يُؤخّر شيئًا ولن يُثني المقاومة عن دعم غزّة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-1-2024: التهديدات والرسائل التي ‏يحملها الموفدون إلى لبنان لن تقفل جبهة الجنوب طالما استمر العدوان ‏على غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-1-2024: من يريد مساعدة "إسرائيل" على الخروج من ورطتها عليه الضغط على العدو لوقف عدوانه قبل الضغط على لبنان أو الحديث عن أي شيء آخر. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيدين عبدالله الاسمر وعباس رمال 10-1-2024: إذا فرض العدو الحرب علينا فسنُريه من قدراتنا وبأسنا ما يجعله يندم على جرائمه وعدوانه. الشيخ دعموش في أسبوع الشهيد عبد الجليل حمزة في بلدة الخضر 07-01-2024: عمليّة ميرون نوعيّة واستراتيجيّة هزّت الكيان الصهيوني. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين علي غزالة في بلدة عدلون 06-01-2024: المقاومة لن تقبل بفرض قواعد جديدة تمكّن العدو من التمادي في جرائمه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 05-01-2024: كلّ جرائم العدو لن تُثني المقاومة عن القيام ‏بواجبها.

الإمام علي (ع) وكرامة الولادة في الكعبة

ولادة علي في جوف الكعبة بهذه الطريقة الإعجازية, هي لطف إلهي بالأمة ورحمة للأمة, وسبب من أسباب هداية الأمة إلى الحق، وسبب من أسباب انضباطها وصلاحها وهدايتها وإيمانها بإمامته وولايته، وابتعادها عن الانحراف والانسياق وراء الأهواء, ووراء من أراد حرف الإمامة عن مسارها الصحيح الذي رسمه النبي (ص) قبل وفاته.

خلاصة الخطبة

الشيخ دعموش في خطبة الجمعة: المواجهة مع التكفيريين هي مواجهة مع المشروع الأمريكي الإسرائيلي الذي يريد تدمير وتفتيت المنطقة من أجل أمن إسرائيل

شدد سماحة الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة: على أن المجموعات التكفيرية هي أداة في المشروع الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة, وأنها أداته لتدمير بلدان هذه المنطقة ونشر الخراب والدمار والقتل فيها.

وقال: لقد أصبحت هذه الجماعات جرثومة فساد وإفساد في هذه المنطقة ويجب اقتلاعها قبل أن تستفحل وتنتقل من بلد إلى بلد, فتصيب بإرهابها بلدنا ووطننا وأهلنا في لبنان, كما أصابت وتصيب بإرهابها وبإرادتها التدميرية سوريا والعراق وباكستان.

واعتبر: أن المواجهة مع هؤلاء هي مواجهة مع المشروع الأمريكي الإسرائيلي الذي يريد تدمير وتفتيت هذه المنطقة من أجل أن تأمن إسرائيل, وأن مواجهتهم ليست مواجهة للسنة أو لأتباع أي مذهب, لأن هؤلاء لا مذهب لهم, هؤلاء يستترون بالإسلام, هؤلاء أدوات للفتنة ولتفتيت المنطقة وتقسيمها, وأدوات لضرب حركات المقاومة في لبنان وفلسطين والقضاء عليها.

وأضاف: مواجهة هؤلاء هي مواجهة للآلة الإسرائيلية التي تريد إحداث الفتنة والقتل على أساس طائفي ومذهبي.

ورأى: أن شهدائنا الأبرار الذين سقطوا في المواجهة الأخيرة (القصير) هم لا ينقصون ولا يقلون من حيث الفضل والقيمة والرفعة والمنزلة والكرامة, ومن حيث الأجر والثواب عن الشهداء الذين سقطوا في مواجهة المحتل الإسرائيلي وصنعوا لنا انتصاراً كبيراً في مثل هذه الأيام من العام 2000, فالمعركة هي المعركة, والمواجهة هي المواجهة, والمشروع هو المشروع, والأهداف هي ذات الأهداف, والاختلاف إنما هو في شكل وصورة العدو.

وأكد: أن شهداء القصير هم شهداء المقاومة وشهداء الوطن بل شهداء الأمة, لأنهم سقطوا للدفاع عن مستقبل المقاومة, وعن البلد واستقراره وأمنه وسلمه الأهلي ووحدته الوطنية, وعن وحدة الأمة.

 

نص الخطبة

اليوم يوم الجمعة الثالث عشر من شهر رجب, ذكرى ولادة أمير المؤمنين وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم، قسيم الجنة والنار، الحق الذي يدور معه كيفما دار, علي بن أبي طالب حيدر الكرار (ع).

لقد ولد علي (ع) يوم الجمعة في الثالث عشر من رجب, بعد ثلاثين سنة من عام الفيل، وقد كان رسول الله (ص) يتيمّن بتلك السنة وبولادة علي فيها, ويسميها سنة الخير وسنة البركة.

وعلي (ع) أبوه: أبو طالب, واسمه عبد مناف، وأمه: فاطمة بنت أسد بن هاشم, ونسبه: نفس نسب رسول الله محمد بن عبد الله (ص) بدءاً من عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف إلى أن يصل إلى عدنان.

وقد قال (ص): أنا وعلي من شجرة واحدة, وسائر الناس من شجر شتى. بل إن النبي (ص) وعلياً (ع) قد خلقا من نور واحد قبل خلق الخلق كما في الروايات.

وقد تواترت الأخبار بأن فاطمة بنت أسد ولدت علياً (ع) في جوف الكعبة, حيث انشق جدار الكعبة لها فدخلت ووضعت علياً في جوف الكعبة، ولم يولد قبله ولا بعده أحد في بيت الله سواه.

فكان ذلك تكريماً وتعظيماً وإجلالاً من الله لهذا المولود, الذي كانت بدايته في بيت الله, ونهايته في بيت الله, وحياته كلها بين البداية والنهاية جهاداً وعطاءاً في سبيل الله ومع الله.

وقد ورد عن الإمام زين العابدين (ع): إن فاطمة بنت أسد كانت في الطواف فضربها الطلق، فدخلت الكعبة، فوضعت أمير المؤمنين (ع) فيها.

ولما ولد (ع) سجد لله، وشهد بالوحدانية وبالرسالة, وفي نص آخر: إنه لما ولد (ع) سجد لله على الأرض وحمده.

وحديث انشقاق جدار الكعبة لفاطمة بنت أسد لتضع مولودها في جوف الكعبة, هو حديث مستفيض لا يمكن التشكيك بصحته, وقد روي عن أشخاص حارب بعضهم علياً (ع) ونصب العداء له وسعى لقتله ولا يرضى بإقرار فضيلة أو منقبة أو كرامة له.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: ما هو السر في اختصاص علي (ع) بكرامة الولادة في جوف الكعبة؟ ولماذا لم يولد غيره كرسول الله(ص) فيها؟؟

بالتأكيد ولادة علي (ع) في جوف الكعبة ليست شيئاً صنعه الإمام (ع) لنفسه، ولا صنعه الآخرون لعلي(ع) لتأييد مفهوم اعتقادي، أو من أجل تكريس واقع سياسي, أو من أجل الانتصار لجهة أو فئة أو طائفة في صراع ديني أو اجتماعي... بل إن ولادته في جوف الكعبة هي أمر صنعه الله سبحانه وتعالى لعلي (ع), ليدل دلالة واضحة على اصطفاء الله له, وعنايته به, ورعايته له, واختياره ليكون ولياً من أوليائه.

وبالتالي: فإن من شأن ذلك أن يسهّل أمر الاهتداء إلى ولايته وقبول إمامته، والإذعان بفضله, وبأنه من صفوة خلق الله ومن عباده المخلصين.

ولادة علي في جوف الكعبة بهذه الطريقة الإعجازية, هي لطف إلهي بالأمة ورحمة للأمة, وسبب من أسباب هداية الأمة إلى الحق، وسبب من أسباب انضباطها وصلاحها وهدايتها وإيمانها بإمامته وولايته، وابتعادها عن الانحراف والانسياق وراء الأهواء, ووراء من أراد حرف الإمامة عن مسارها الصحيح الذي رسمه النبي (ص) قبل وفاته.

إذن هذه الكرامة (كرامة الولادة في جوف الكعبة) هي رحمة للأمة وسبب من أسباب هدايتها للولاية.

لقد ولد علي (ع) ولرسول الله (ص) ثلاثون سنة، وكان (ص) لا يزال في بيت أبي طالب، فأحبه النبي (ص) حباً شديداً، وقال لفاطمة بنت أسد اجعلي مهده بقرب فراشي.

وكان النبي (ص) يتابع تربيته ويطهره في وقت غسله, ويعطيه اللبن, ويحرك مهده عند نومه ويضمه إلى صدره ويقول: هذا أخي وولي وناصري وصفيّ وذخري وكهفي وصهري ووصيي وزوج كريمتي وأميني على وصيتي وخليفتي.

وكان يحمله دائماً ويطوف به جبال مكة وشعابها وأوديتها.

ويقول علي (ع) في خطبته المسماة بالقاصعة وهو يصف رعاية رسول الله (ص) له: وضعني في حجره وأنا ولد، يضمني إلى صدره، ويكنفني في فراشه, ويمسني جسده, ويشمني عرفه, وكان يمضع الشيء ثم يلقمنيه، وما وجد لي كذبة في قول, ولا خطلة في فعل..

ويقول: ولقد كنت اتبعه اتباع الفصيل اثر أمه, يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علماً ويأمرني بالاقتداء به، ولقد كان يجاور في كل سنة بحراء فأراه ولا يراه غيري.

ولم يكن علي (ع) مع النبي (ص) في غار حراء متنزهاً أو متفرجاً, بل كان يشارك النبي (ص) في عبادته لله وتوجهه إلى الله سبحانه, ولكن لماذا في غار حراء وليس في مكة؟

يبدو أن تعبده (ص) وعلي (ع) في غار حراء لم يكن عفوياً, بل كان له سبب هام وهو: أن الاصنام قد وضعت حول الكعبة وفيها وعليها, فلم يكن النبي (ص) يتعبد عندها أو في الكعبة خشية أن يتوهم أحد أن النبي (ص) إنما يسجد للأصنام أو يتعبد لها، أو أنه يكنّ لها الاحترام.

ويلاحظ أيضاً: أن بني هاشم وعلى رأسهم عبد المطلب وأبو طالب لا يذكرون في جملة الذين كانوا يجلسون عند الكعبة، ربما لأنهم كانوا على دين إبراهيم (ع) ويريدون أن ينأوا بأنفسهم عن أن يتوهم أحد في حقهم أنهم يقدسون تلك الأصنام.

وعلى كل حال, فقد كان علي (ع) أحب الناس إلى رسول الله (ص), بل لقد روي عن عائشة أنها قالت: ما خلق الله خلقاً كان أحب إلى رسول الله من علي بن أبي طالب.

ولذلك فقد كفله النبي (ص) وخصه بالرعاية والتربية, ولم يزل حتى بعثه الله رسولاً وهادياً, فكان علي (ع) أول الناس قاطبة إسلاماً وتصديقاً.

النقطة الأخيرة: من أهم ميزات علي (ع) امتلاكه البصيرة ووضوح الرؤية, وملازمته للحق مهما كانت الظروف والتحديات, حتى صار الحق يدور معه كيفما دار.

وانطلاقاً من هذا الوضوح كان يقول (ع): إني والله لو لقيتهم وهم طلاع الأرض     كلها ما باليت ولا استوحشت, وإني من ضلالهم الذي هم فيه والهدى الذي أنا عليه لعلى بصيرة من نفسي ويقين من ربي, وإني إلى لقاء الله لمشتاق, وحسن ثوابه لمنتظر راج, وأيم الله ما ضعفت ولا جبنت ولا خنت ولا وهنت, وأيم الله لأبقرن الباطل حتى أخرج الحق من خاصرته.

وعلي (ع) خاض كل معاركه وحروبه على أساس وضوح الحق, عندما كان مع رسول الله (ص)، وعندما كان وحده بعد وفاة رسول الله(ص) في قتاله للقاسطين والمارقين والناكثين.

يقول (ع) وهو يحث أصحابه على الجهاد ويبعث فيهم روح التضحية ويعطيهم التوجيهات اللازمة لتحقيق الأهداف التي خرج من أجلها والتي قد يشكك البعض فيها وتلتبس عليه الأمور: فأقيموا على شأنكم, والزموا طريقتكم, وعضوا على الجهاد بنواجذكم, ولا تلتفتوا إلى ناعق نعق إن أجيب أضل, وإن ترك ذل, ووالله إن جئتها إني للمحق الذي يتبع, وإن الكتاب لمعي ما فارقته مذ صحبته, فلقد كنا مع رسول الله (ص) وإن القتل ليدور على الآباء والأبناء والأخوان والقرابات فما نزداد على كل مصيبة وشدة إلا إيماناً ومضياً على الحق, وتسليماً للأمر, وصبراً على مضض الجراح, ولكن إنما أصبحنا نقاتل اخواننا في الإسلام على ما دخل عليه من الزيغ والإعوجاج والشبهة والتأويل.

فعلي (ع) قاتل المنحرفين الضالين الذين زاغوا عن الحق, وأصابت عقولهم الشبهات, وأولوا الدين حتى أصبح بعضهم يكفر الآخرين, ويقتل المسلمين ويترك غير المسلمين, يروع المسلمين ويجعل اليهود في مأمن.

الخريت بن راشد وهو ممن تمرد على علي (ع) وفرّ مع بعض أصحابه, أرسل علي (ع) من يلاحقه ليشتبك معه بعد ما بلغه أنه يقتل المسلم من شيعته ويترك اليهودي.

علي (ع) لم يقاتل هؤلاء لأنهم ينتمون إلى نهج معين أو طائفة معينة أو مذهب معين، علي (ع) لم يقاتل أتباع الصحابة الآخرين (أو السنة بتعبيرنا اليوم) وإنما قاتل المنحرفين الذين لا مذهب لهم ولا دين.

واليوم التاريخ يعيد نفسه, اليوم هناك مجموعات تكفيرية تنادي بقتل المسلمين وترك الصهاينة, اليوم هناك مجموعات تنتهك المقدسات وتفجر المقامات الدينية وتنبش قبور الصحابة.

وقد قلنا إن هذه المجموعات هي أداة في المشروع الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة, هي أداة لتدمير بلدان هذه المنطقة.

هذه المجموعات التكفيرية الإرهابية التي تنشر الخراب والدمار والقتل وترتكب المجازر.

هذه المجموعات التي باتت أولويتها قتل المسلمين من أتباع مذاهب معينة.

لقد أقدم هؤلاء على خطف مجموعة من الزائرين اللبنانيين الأبرياء قبل سنة, واعتدوا على مقام السيدة زينب (ع) والسيدة رقية (ع) ونبشوا قبر الصحابي حجر بن عدي, وكل يوم يتوعدونا بأنهم قادمون إلينا بعد الانتهاء من سوريا.

هذه الجماعات أصبحت جرثومة فساد وإفساد في هذه المنطقة ويجب اقتلاعها قبل أن تستفحل وتنتقل من بلد إلى بلد, فتصيب بإرهابها بلدنا ووطننا وأهلنا في لبنان, كما أصابت وتصيب بإرهابها وبإرادتها التدميرية سوريا والعراق وباكستان.

اليوم المواجهة مع هؤلاء هي مواجهة مع المشروع الأمريكي الإسرائيلي الذي يريد تدمير وتفتيت هذه المنطقة من أجل أن تأمن إسرائيل.

 مواجهة هؤلاء ليست مواجهة للسنة أو لأتباع أي مذهب, لأن هؤلاء لا مذهب لهم, هؤلاء يستترون بالإسلام, هؤلاء أدوات للفتنة ولتفتيت المنطقة وتقسيمها, وأدوات لضرب حركات المقاومة في لبنان وفلسطين والقضاء عليها.

مواجهة هؤلاء هي مواجهة للآلة الإسرائيلية التي تريد إحداث الفتنة والقتل على أساس طائفي ومذهبي.

وشهداؤنا الأبرار الذين سقطوا في المواجهة الأخيرة (القصير) هم لا ينقصون ولا يقلون من حيث الفضل والقيمة والرفعة والمنزلة والكرامة, ومن حيث الأجر والثواب عن الشهداء الذين سقطوا في مواجهة المحتل الإسرائيلي وصنعوا لنا انتصاراً كبيراً في مثل هذه الأيام من العام 2000.

المعركة هي المعركة, والمواجهة هي المواجهة, والمشروع هو المشروع, والأهداف هي ذات الأهداف, والاختلاف إنما هو في شكل وصورة العدو.

ولذلك فإن شهداءنا في هذه المواجهة.. هم شهداء المقاومة وشهداء الوطن بل شهداء الأمة.

هم شهداء المقاومة, لأنهم سقطوا للدفاع عن مستقبل المقاومة, وفي سبيل الحفاظ على مستقبلها, لتبقى عنصر القوة الذي يواجه العدو الصهيوني بكل ما ترمز إليه هذه المقاومة في لبنان وفلسطين.

وهم شهداء الوطن, لأنهم يدافعون عن البلد واستقراره وأمنه وسلمه الأهلي ووحدته الوطنية, لأنه إذا لم يتم اجتثاث فساد هؤلاء فإنهم سيأتون إلى بلدنا ليمارسوا الدور الإرهابي الذي يمارسونه في سوريا.

إن لم نذهب لقتالهم فسيأتون إلينا .. يحرضون على الفتنة ويدمرون ويقتلون ويفجرون ويرتكبون المجازر.. وها أنتم تشاهدون ما يحصل في طرابلس.. وهذا نموذج ومثال ومصداق.

وهم شهداء الأمة, لأنهم يواجهون الضالين والمنحرفين الذين لا طائفة لهم ولا مذهب, الذين يسيئون إلى هذا الدين الذي هو أعظم الأديان, وإلى هذه الأمة التي هي أشرف الأمم وخير الأمم.

فهنيئاً لكل شهداء المقاومة الذين صنعوا لنا الانتصارات في 2000 وفي 2006م, هنيئاً لشهداء المقاومة الذين سقطوا في المواجهات الأخيرة وهم يدفعون عنا الفتنة ويدافعون عن وحدة الأمة.

والحمد لله رب العالمين