الجمعة, 26 04 2024

آخر تحديث: الجمعة, 19 نيسان 2024 1pm

المقالات
خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

الشيخ دعموش: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في...

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

الشيخ دعموش: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير...

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

الشيخ دعموش: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات...

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع...

خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

الشيخ دعموش: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة...

خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

الشيخ دعموش: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. لفت نائب...

الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024

الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024

الشيخ دعموش من انصارية: نحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا وأهلنا إلى أقصى...

  • خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

    خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

  • خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

    خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

  • كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

    كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

  • اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

    اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

  • خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

    خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

  • خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

    خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

  • الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024

    الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-4-2024: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-4-2024: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير شيئاَ. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات والتداعيات. الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع الثمن. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 5-4-2024: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة الخداع والنفاق ما لم تُترجم هذه الضغوط المزعومة بوقف العدوان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-3-2024: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024: نحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا وأهلنا إلى أقصى حد. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-3-2024: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-3-2024 المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-3-2024: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. الشيخ دعموش في رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو استهداف. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-3-2024: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. الشيخ دعموش في رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-2-2024: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 23-02-2024: العدوانية الاسرائيلية في غزة ولبنان لا يردعها ولا يسقط اهدافها شيء سوى المقاومة والحضور في الميدان ومواجهة القتل بالقتل والتدمير بالتدمير والتصعيد بالتصعيد. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 16-02-2024: العدو الصهيوني مأزوم في لبنان والمقاومة مصممة على ‏مقابلة التصعيد بالتصعيد. الشيخ دعموش في الاحتفال السنوي لجمعية البر والتقوى 9-2-2024: وقف العدوان على غزة هو الخيار الوحيد لوقف ‏جبهة لبنان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 09-02-2024: العدو وصل إلى طريق ‏مسدود واستمرار العدوان لن يؤدي إلا ‏إلى المزيد من الفشل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 2-1-2024: المقاومة وجهت للعدو رسائل نارية وأفهمته أنّه لا يمكن أن يتمادى في عدوانه على لبنان من دون أن يلقى الرد الحاسم الشيخ دعموش في اسبوع الحاج حسين مرجي: توسيع العدوان على لبنان لن يكون نزهة. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 26-1-2024: التهويل والتهديد للبنان لن يقدم أو يُؤخّر شيئًا ولن يُثني المقاومة عن دعم غزّة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-1-2024: التهديدات والرسائل التي ‏يحملها الموفدون إلى لبنان لن تقفل جبهة الجنوب طالما استمر العدوان ‏على غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-1-2024: من يريد مساعدة "إسرائيل" على الخروج من ورطتها عليه الضغط على العدو لوقف عدوانه قبل الضغط على لبنان أو الحديث عن أي شيء آخر. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيدين عبدالله الاسمر وعباس رمال 10-1-2024: إذا فرض العدو الحرب علينا فسنُريه من قدراتنا وبأسنا ما يجعله يندم على جرائمه وعدوانه. الشيخ دعموش في أسبوع الشهيد عبد الجليل حمزة في بلدة الخضر 07-01-2024: عمليّة ميرون نوعيّة واستراتيجيّة هزّت الكيان الصهيوني. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين علي غزالة في بلدة عدلون 06-01-2024: المقاومة لن تقبل بفرض قواعد جديدة تمكّن العدو من التمادي في جرائمه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 05-01-2024: كلّ جرائم العدو لن تُثني المقاومة عن القيام ‏بواجبها. الشيخ دعموش في الذكرى الرابعة للشهيد سليماني في مجمع السيدة زينب: العدوان على غزة زادنا قناعة وتمسكًا بخيار ‏المقاومة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-12-2023: المقاومة في لبنان أوقعت العدو في حرب استنزاف يومية حقيقية. الشيخ دعموش في ملتقى شهيد القدس الثاني الشبابي 28-12-2023: المقاومة في غزة ولبنان مصممة على مواصلة المعركة مهما بلغت التضحيات. الشيخ دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد احمد الحاج علي 23_12_2023: الواقع في جنوب لبنان تحدده المقاومة وليس العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-12-2023: ‏المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي اعتداءات جديدة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد حمد يوسف في عين بعال 18_12_2023: الهمجية الإسرائيلية الأميركية لا تردعها إلاّ القوة ومعادلات المقاومة الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-12-2023: العدوان على غزة محكوم بالفشل الشيخ ‏دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد علي حسن الاتات: إذا فكّر العدو مجددًا بالاعتداء على بلدنا سنصنع انتصارًا جديدًا لوطننا وأمتنا الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-12-2023: المقاومة أدخلت العدو في حرب استنزاف حقيقية وهو أعجز من أن يفرض إرادته على لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-12-2023: المقاومة في غزة والمنطقة لن تدع ‏الإسرائيلي يحقّق أهدافه. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد احمد مصطفى من حولا: المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي استهداف أو اعتداء على لبنان الشيخ دعموش في حفل العباءة الزينبية من الدوير: إذا استأنف العدو عدوانه فستريه المقاومة من بأسها ما لم يرَه من قبل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 24-11-2023: العدو الصهيوني لم يقبل بالهدنة إلا بعدما فشل في كسر المقاومة وفي كسر إرادة أهل غزة. الشيخ دعموش في الاعتصام التضامني الكبير مع غزة في الضاحية الجنوبية: إذا استمر العدوان على غزة فلا يمكن ضمان عدم توسع الحرب وتصبح كل الاحتمالات مطروحة. الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة 17-11-2023: سنواصل دعمنا ونصرتنا لغزة وسنستمر في استنزاف العدو على الحدود الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 10-11-2023: التوغل البري في غزة لن يحقق للعدو أهدافه ولن يوصله إلى نتيجة. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد علي ابراهيم رميتي في مجمع الامام علي الشياح: المقاومة لن تتسامح مع استهداف المدنيين وستردّ بشكل حاسم الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين وليد ذيب في شقرا: نقوم بما تُمليه علينا طبيعة المواجهة مع العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 03-11-2023 : التفويض الغربي للعدو بالحرب المدمرة على غزة سيبقى وصمة عار في تاريخ أميركا والغرب والدول المطبعة . الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 27-10-2023: لن نترك واجبنا في نصرة غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 20-10-2023: الكيان الصهيوني الغاصب زائل حتمًا. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-10-2023: الثبات والصمود في المواجهة الدائرة في غزة كفيل بأفشال أهداف العدو وحلفائه. الشيخ دعموش من بر الياس: السكوت عما يجري في غزة خيانة كبرى ولن نتردد في فعل كل ما نستطيعه من أجل نصرة الشعب الفلسطيني. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-9-2023: لولا المقاومة لكان لبنان اليوم مازال تحت الاحتلال. الشيخ دعموش: الإمام موسى الصدر كان صاحب رؤية جهادية وسياسية واضحة، كان يدعو الدولة إلى تسليح الجنوبيين من أجل الدفاع عن أرضهم لأنه كان يدرك حجم الأطماع الإسرائيلية في لبنان. الشيخ دعموش: تعلمنا من الإمام السيد موسى الصدر المقاومة وأن أرضنا المحتلة لا يمكن استعادتها الا بالجهاد والقتال والشهادة والتضحيات. الشيخ دعموش: الإمام الصدر كان من أشد الحريصين على سيادة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي وعيشه المشترك والإيمان به وطنًا نهائيًا لجميع أبنائه. الشيخ دعموش: نحنعلى درب هذا الإمام الكبير والعزيز سنواصل طريق المقاومة لنحمي بلدنا وخيراتنا وثرواتنا، ولن نتخلى عن فلسطين والقدس. الشيخ دعموش: لن نألو جهدًا على المستوى الداخلي للتخفيف من معاناة أهلنا والحفاظ على الاستقرار والسعي لبناء دولة قوية وعادلة، دولة خالية من الفساد والسرقات الشيخ دعموش: هناك فريق سياسي يدعو جهارًا نهارًا إلى المواجهة والفتنة ويُريد رئيسًا يجمع حوله ما يُسمى بالمعارضة من أجل مواجهة حزب الله ليحقق من حيث يدري أو لا يدري أهداف العدو الإسرائيلي في لبنان. الشيخ دعموش: هذا المنطق يكشف عن عقل يريد تخريب البلد والقضاء على كل أمل بالوصول إلى حل للأزمات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها البلد. الشيخ دعموش: لن نقبل بوصول رئيس للجمهورية يُحقّق أهداف أعداء لبنان ويكون منصة للفتنة والحرب الأهلية كما يريد فريق التحدي والمواجهة الشيخ دعموش: ما نريده انتخاب رئيس لكل اللبنانين يحفظ وحدتهم وسلمهم الأهلي ويعمل على إنقاذ البلد وإخراجه من أزماته. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 25-8-2023: الحصار الأميركي على لبنان فشل. الشيخ دعموش: سياسة العقوبات والحصار والتجويع هي سياسة قديمة جديدة، يستخدمها المستكبرون لإخضاع الشعوب وبهدف السيطرة والهيمنة. الشيخ دعموش: هذه السياسة تستخدمها أميركا اليوم ضد الشعوب والدول الرافضة للخضوع من أجل فرض شروطها وإملاءاتها. الشيخ دعموش: استمرار الوجود الأميركي وتعزيزه، في شمال شرقي سوريا، هو لحماية "داعش" وتشديد الحصار على سوريا. الشيخ دعموش: إننا على ثقة بأنّ الشعب السوري والقيادة السورية سيتجاوزون هذه المرحلة من دون خضوع واستسلام. الشيخ دعموش: لن تثنينا الحملات الإعلامية الخبيثة عن التمسك بسلاح المقاومة والعمل بما تمليه علينا المصلحة الوطنية. الشيخ دعموش: حزب الله أولويته الأولى إنقاذ البلد وانتخاب رئيس للجمهوريّة وإعادة انتظام مؤسسات الدولة، لتقوم بدورها في خدمة الناس ومعالجة أزماتهم. الشيخ دعموش: حزب الله يعمل بكلّ أمل على إيجاد المخارج والحلول للازمات، انطلاقًا من حرصه على وحدة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي

مقال لجريدة الاخبار بعنوان "الإساءة إلى الرسول ليست حرية رأي!"

شهدت السنوات الأخيرة محاولات مدروسة للنيل من شخصية النبي محمد بن عبد الله (ص)، تمثّلت في قيام بعض الغربيين ووسائل إعلام غربية برسوم كاريكاتورية ساخرة ومهينة لرسول الله (ص)، وإصدار بعض الأفلام والمقالات المسيئة، والإيحاء بأنّ محمداً رجل ينتهك حقوق الإنسان ولا يعرف الرحمة.

وقد بدأت هذه المحاولات بكتاب «آيات شيطانية» لسلمان رشدي، واستمرّت مع الرسوم الكاريكاتورية المسيئة لرسول الإسلام، التي نُشرت في الدنمارك قبل سنوات، والفيلم الأميركي Innocence of Muslims الذي يتّهم النبي محمد بالشذوذ، وصولاً إلى الرسوم الكاريكاتورية الجديدة في فرنسا التي غطّاها الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون بذريعة حرية التعبير. ومن المعلوم أنّ كتُب السيرة والتاريخ، فيها ما يكفي من النصوص والمرويات الدخيلة والمندسّة التي ربما تشكّل مادة دسمة للمسيئين للنيل من شخصية رسول الله محمد وتشويه صورته المقدسة.
وهذا ما يدعونا إلى أن نقرأ كتب السيرة والتاريخ بحذر ووعي، وأن لا نأخذ منها إلّا ما ينسجم مع الواقع التاريخي الصحيح، ومع الصورة الحقيقية لرسول الله (ص) التي عكستها النصوص والدلائل والشواهد الصحيحة. ولا شكّ في أنّ سلسلة الإهانات التي تعرّض لها النبي محمد، أخيراً، لم تكن عملاً فرديّاً كما يحاول البعضُ أن يروّج، بل هي عملٌ تقف وراءه جهات دولية وأجهزةُ استخبارات عالمية، حرّضت على إنتاج هذه الأعمال وعرضِها ونشرِها تحت عنوان حرية الرأي، وقد كشف منتج الفيلم المسيء للنبي الذي صدر في أوروبا قبل سنوات، الهولنديArnoud Van Doorn في حوار معه نشرته صحيفة «الرأي» الكويتية، أنّ لوبياً أميركيا - إسرائيلياً شجّعه على إنتاج الفيلم.
لقد أسقطت هذه الأعمال القناع عن الوجه الحقيقي للغرب، وكشفت عن كنه العداء الذي يضمره للإسلام، بل ولكل ما هو مقدّس وديني. ولعلّ من الأهداف الخطيرة لهذا النوع من الإساءات، هو تخريب العلاقات الإسلامية المسيحية، وإيقاع الفتنة بين المسلمين والمسيحيين، وجرّهم إلى صراع دينيّ وطائفيّ دمويّ، وإضعاف الإيمان الديني لدى الشعوب، وإبعادهم عن رموزهم ومقدساتهم التي هي مصدر وحدتهم وقوّتهم.
وثمة خشية حقيقية من أن تكون الاستهدافات والإساءات الجديدة للإسلام ولرسوله الأعظم التي صدرت في كلّ من الدنمارك والسويد وهولندا وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية، بما فيها كلام الرئيس الفرنسي الأخير عن  الإسلام، أداةً في استراتيجية الحرب الناعمة التي يقودها الغرب ضد الإسلام والشعوب والجاليات الإسلامية، ومقدمةً لسلسلة أخرى من الإساءات التي يمكن إدراجُها في سياق هذه الحرب بغية تحقيق الأهداف المذكورة وغيرها.
ولكن حتى الآن يمكننا القول إنه تمّ تعطيل هذه الأهداف بفعل طريقة تعاطي الشعوب والقادة الروحيين والسياسيين، من مسلمين ومسيحيين، مع هذا النوع من الإساءات. حيث إنّ حالة الغضب التي سادت في جميع الدول الإسلامية بسبب الإساءات الفرنسية الأخيرة، وخروج الآلاف على امتداد العالمَين العربي والإسلامي للتعبير عن استنكارهم لتلك الإهانات من جهة، واحترامِهم وتقديسِهم لنبي الإسلام من جهة أخرى، ومسارعةَ قادةٍ مسيحيين دينيين وسياسيين إلى إدانة التعرّض للإسلام، واعتبارهم أنّ الإساءة للإسلام ولنبيّه هي إساءة للمسيح وللمسيحية، كان لها أثر بالغ في تعطيل هذه الأهداف الخطيرة.
بل إنّ محاولات الإساءة، من خلال الكتابات والرسوم والأفلام وغيرها، كانت ولا تزال تعطي مفعولاً معاكساً للنيات والأهداف التي كان يضمرها الأميركيون والصهاينة، بعدما جرى تحويل هذه القضية، بفعل وعي الناس والقادة، من مشروع انقسام وفتنة إلى مناسبة لتأكيد الوحدة على المستوى الإسلامي - الإسلامي، وعلى المستوى الإسلامي - المسيحي.
وخلافاً لكلّ ما قيل أو قد يُقال في الغرب وفي غيره، تحت عنوان حرية الرأي والتعبير، للنيل من الشخصية الإنسانية الرحيمة لرسول الإسلام، فإنّ سيرة وسلوك وأخلاق هذا الرسول العظيم تكشف عن كماله وسموّه الإنساني، وعن سلوك حضاري لم يعرف التاريخ مثيلاً له.
فقد عُرفت هذه الشخصية برجاحة العقل، وأصالة الفكر، وقوة الحكمة، وحسن التدبير، واشتُهرت بالطهر والصدق والأمانة والعفاف، وامتازت بالأخلاق الإنسانية السامية، وبحسن معاشرتها للناس ومعاملتهم بالرفق واللين والرحمة والعفو والتسامح والتواضع والترفّع عن إساءاتهم وتجاوزاتهم. بل إنّ من يلقي نظرة على التاريخ الصحيح للنبي محمد، سيكتشف أنّه كان قمة في التسامح والرحمة والعطف واللين، وأنه كان أشفق الناس على الناس، وأرأف الناس بالناس، ولأجل ذلك فقد اعتبر القرآن هذه الخصائص والصفات من أبرز معالم شخصيته الإنسانية والرسالية، حيث قال مبيّناً هدف إرساله: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين». وقال واصفاً رحمته ورأفته: «فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك». وقال: «لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم». ويقول النبي (ص) عن نفسه: «إنما أنا رحمة مهداة». وعندما قيل له ادع على المشركين قال: «إني لم أبعث لعّاناً وإنّما بعثت رحمة».
وقد شملت رحمته الجميع: الرجال والنساء، والكبار والصغار، الأصحاب والخصوم والأعداء، وكان طابع سلوكه العام في كلّ المجالات العفو والتسامح، سواء في السلم والحرب، أو في الإدارة والسياسة، أو في مختلف المواقع. ومن عظيم رحمته التي خلّدها التاريخ، أنّه عفا عن أهل مكة يوم الفتح، ووقف منهم موقفاً رحيماً، بالرغم من كلّ العذاب والآلام والمعاناة وأنواع الأذى التي واجهته بها قريش قبل الهجرة وبعدها، وبالرغم من كيدها ومؤامراتها واعتداءاتها وحروبها وإرهابها الذي مارسته على مدى سنين بحق المسلمين.
فقد وقف (ص) على باب الكعبة بعد الفتح مخاطباً أهل مكة: ما ترون أني فاعل بكم؟
قالوا: خيراً، أخ كريم وابن أخ كريم.
قال: فإني أقول لكم كما قال يوسف: لا تثريب عليكم، اليوم يغفر الله لكم، وهو أرحم الراحمين، اذهبوا فأنتم الطلقاء.
وعندما قال أحد أصحابه: اليوم يوم الملحمة، اليوم تسبى الحرمة.
قال (ص): اليوم يوم المرحمة، اليوم تراعى الحرمة.
بهذه النفس الرحيمة، وبهذا الخلق الإنساني الرفيع، يعامل رسول الله (ص) أشدّ الناس عداوة له بعدما تمكّن منهم ومن رقابهم. إنّ هذا الخلق النبوي المحمدي الأصيل، لم ولن تستطيع أن تنال منه لا محاولات التشويه التي جرت في التاريخ، ولا كلّ الإساءات التي جرت في الحاضر، أو تلك التي يمكن أن تصدر في المستقبل. الغرب اليوم مدعوّ إلى إعادة النظر في سلوكه المعادي للجاليات الإسلامية وقيمها الدينية، وفي انطباعاته السلبية عن الإسلام، والتي غالباً ما تكون ناجمة، إما عن جهل وقلة معرفة بالواقع الإسلامي وحقائق الإسلام، أو عن عنصرية وأحقاد مضمرة. فالإساءة لرسول الله محمد، ليست حرية رأي، بل إهانة لكلّ الأديان السماوية ورموزها، وجريمة بحق المقدّسات الإنسانية، وخطوة استفزازية لمشاعر ملايين المسلمين في العالم، ودعوة صريحة للكراهية والعنف، وذريعة واضحة لممارسة الإرهاب ضد المسلمين. والإسلام ليس في أزمة كما يدّعي السيد إيمانويل ماكرون؟! بل الأزمة في الجهل به، وفي أخلاق الحاقدين عليه.

*
قيادي في حزب الله