الثلاثاء, 19 03 2024

آخر تحديث: الجمعة, 15 آذار 2024 12pm

المقالات
خطبة الجمعة 15-3-2024: الصبر في مواجهة التحديات

خطبة الجمعة 15-3-2024: الصبر في مواجهة التحديات

الشيخ دعموش: المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. رأى نائب رئيس المجلس...

خطبة الجمعة 8-3-2024: ضيافة الله في الشهر الكريم

خطبة الجمعة 8-3-2024: ضيافة الله في الشهر الكريم

الشيخ دعموش: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. رأى نائب رئيس المجلس...

رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024

رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024

الشيخ دعموش: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. أشار...

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024

الشيخ دعموش من الحلوسية: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو...

خطبة الجمعة 1-3-2024: المساجد ودورها في المواجهة

خطبة الجمعة 1-3-2024: المساجد ودورها في المواجهة

الشيخ دعموش: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. رأى نائب رئيس...

رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-02-2024

رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-02-2024

الشيخ دعموش: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان بمناسبة ولادة...

خطبة الجمعة 23-02-2024: الامام المهدي(ع) وبناء الحضارة

خطبة الجمعة 23-02-2024: الامام المهدي(ع) وبناء الحضارة

من الاهداف الاساسية والاستراتيجية التي بعث من اجلها الآنبياء والرسل والكتب السماوية...

  • خطبة الجمعة 15-3-2024: الصبر في مواجهة التحديات

    خطبة الجمعة 15-3-2024: الصبر في مواجهة التحديات

  • خطبة الجمعة 8-3-2024: ضيافة الله في الشهر الكريم

    خطبة الجمعة 8-3-2024: ضيافة الله في الشهر الكريم

  • رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024

    رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024

  • كلمة في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024

    كلمة في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024

  • خطبة الجمعة 1-3-2024: المساجد ودورها في المواجهة

    خطبة الجمعة 1-3-2024: المساجد ودورها في المواجهة

  • رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-02-2024

    رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-02-2024

  • خطبة الجمعة 23-02-2024: الامام المهدي(ع) وبناء الحضارة

    خطبة الجمعة 23-02-2024: الامام المهدي(ع) وبناء الحضارة

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-3-2024 المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-3-2024: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. الشيخ دعموش في رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو استهداف. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-3-2024: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. الشيخ دعموش في رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-2-2024: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 23-02-2024: العدوانية الاسرائيلية في غزة ولبنان لا يردعها ولا يسقط اهدافها شيء سوى المقاومة والحضور في الميدان ومواجهة القتل بالقتل والتدمير بالتدمير والتصعيد بالتصعيد. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 16-02-2024: العدو الصهيوني مأزوم في لبنان والمقاومة مصممة على ‏مقابلة التصعيد بالتصعيد. الشيخ دعموش في الاحتفال السنوي لجمعية البر والتقوى 9-2-2024: وقف العدوان على غزة هو الخيار الوحيد لوقف ‏جبهة لبنان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 09-02-2024: العدو وصل إلى طريق ‏مسدود واستمرار العدوان لن يؤدي إلا ‏إلى المزيد من الفشل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 2-1-2024: المقاومة وجهت للعدو رسائل نارية وأفهمته أنّه لا يمكن أن يتمادى في عدوانه على لبنان من دون أن يلقى الرد الحاسم الشيخ دعموش في اسبوع الحاج حسين مرجي: توسيع العدوان على لبنان لن يكون نزهة. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 26-1-2024: التهويل والتهديد للبنان لن يقدم أو يُؤخّر شيئًا ولن يُثني المقاومة عن دعم غزّة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-1-2024: التهديدات والرسائل التي ‏يحملها الموفدون إلى لبنان لن تقفل جبهة الجنوب طالما استمر العدوان ‏على غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-1-2024: من يريد مساعدة "إسرائيل" على الخروج من ورطتها عليه الضغط على العدو لوقف عدوانه قبل الضغط على لبنان أو الحديث عن أي شيء آخر. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيدين عبدالله الاسمر وعباس رمال 10-1-2024: إذا فرض العدو الحرب علينا فسنُريه من قدراتنا وبأسنا ما يجعله يندم على جرائمه وعدوانه. الشيخ دعموش في أسبوع الشهيد عبد الجليل حمزة في بلدة الخضر 07-01-2024: عمليّة ميرون نوعيّة واستراتيجيّة هزّت الكيان الصهيوني. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين علي غزالة في بلدة عدلون 06-01-2024: المقاومة لن تقبل بفرض قواعد جديدة تمكّن العدو من التمادي في جرائمه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 05-01-2024: كلّ جرائم العدو لن تُثني المقاومة عن القيام ‏بواجبها. الشيخ دعموش في الذكرى الرابعة للشهيد سليماني في مجمع السيدة زينب: العدوان على غزة زادنا قناعة وتمسكًا بخيار ‏المقاومة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-12-2023: المقاومة في لبنان أوقعت العدو في حرب استنزاف يومية حقيقية. الشيخ دعموش في ملتقى شهيد القدس الثاني الشبابي 28-12-2023: المقاومة في غزة ولبنان مصممة على مواصلة المعركة مهما بلغت التضحيات. الشيخ دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد احمد الحاج علي 23_12_2023: الواقع في جنوب لبنان تحدده المقاومة وليس العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-12-2023: ‏المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي اعتداءات جديدة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد حمد يوسف في عين بعال 18_12_2023: الهمجية الإسرائيلية الأميركية لا تردعها إلاّ القوة ومعادلات المقاومة الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-12-2023: العدوان على غزة محكوم بالفشل الشيخ ‏دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد علي حسن الاتات: إذا فكّر العدو مجددًا بالاعتداء على بلدنا سنصنع انتصارًا جديدًا لوطننا وأمتنا الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-12-2023: المقاومة أدخلت العدو في حرب استنزاف حقيقية وهو أعجز من أن يفرض إرادته على لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-12-2023: المقاومة في غزة والمنطقة لن تدع ‏الإسرائيلي يحقّق أهدافه. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد احمد مصطفى من حولا: المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي استهداف أو اعتداء على لبنان الشيخ دعموش في حفل العباءة الزينبية من الدوير: إذا استأنف العدو عدوانه فستريه المقاومة من بأسها ما لم يرَه من قبل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 24-11-2023: العدو الصهيوني لم يقبل بالهدنة إلا بعدما فشل في كسر المقاومة وفي كسر إرادة أهل غزة. الشيخ دعموش في الاعتصام التضامني الكبير مع غزة في الضاحية الجنوبية: إذا استمر العدوان على غزة فلا يمكن ضمان عدم توسع الحرب وتصبح كل الاحتمالات مطروحة. الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة 17-11-2023: سنواصل دعمنا ونصرتنا لغزة وسنستمر في استنزاف العدو على الحدود الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 10-11-2023: التوغل البري في غزة لن يحقق للعدو أهدافه ولن يوصله إلى نتيجة. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد علي ابراهيم رميتي في مجمع الامام علي الشياح: المقاومة لن تتسامح مع استهداف المدنيين وستردّ بشكل حاسم الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين وليد ذيب في شقرا: نقوم بما تُمليه علينا طبيعة المواجهة مع العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 03-11-2023 : التفويض الغربي للعدو بالحرب المدمرة على غزة سيبقى وصمة عار في تاريخ أميركا والغرب والدول المطبعة . الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 27-10-2023: لن نترك واجبنا في نصرة غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 20-10-2023: الكيان الصهيوني الغاصب زائل حتمًا. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-10-2023: الثبات والصمود في المواجهة الدائرة في غزة كفيل بأفشال أهداف العدو وحلفائه. الشيخ دعموش من بر الياس: السكوت عما يجري في غزة خيانة كبرى ولن نتردد في فعل كل ما نستطيعه من أجل نصرة الشعب الفلسطيني. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-9-2023: لولا المقاومة لكان لبنان اليوم مازال تحت الاحتلال. الشيخ دعموش: الإمام موسى الصدر كان صاحب رؤية جهادية وسياسية واضحة، كان يدعو الدولة إلى تسليح الجنوبيين من أجل الدفاع عن أرضهم لأنه كان يدرك حجم الأطماع الإسرائيلية في لبنان. الشيخ دعموش: تعلمنا من الإمام السيد موسى الصدر المقاومة وأن أرضنا المحتلة لا يمكن استعادتها الا بالجهاد والقتال والشهادة والتضحيات. الشيخ دعموش: الإمام الصدر كان من أشد الحريصين على سيادة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي وعيشه المشترك والإيمان به وطنًا نهائيًا لجميع أبنائه. الشيخ دعموش: نحنعلى درب هذا الإمام الكبير والعزيز سنواصل طريق المقاومة لنحمي بلدنا وخيراتنا وثرواتنا، ولن نتخلى عن فلسطين والقدس. الشيخ دعموش: لن نألو جهدًا على المستوى الداخلي للتخفيف من معاناة أهلنا والحفاظ على الاستقرار والسعي لبناء دولة قوية وعادلة، دولة خالية من الفساد والسرقات الشيخ دعموش: هناك فريق سياسي يدعو جهارًا نهارًا إلى المواجهة والفتنة ويُريد رئيسًا يجمع حوله ما يُسمى بالمعارضة من أجل مواجهة حزب الله ليحقق من حيث يدري أو لا يدري أهداف العدو الإسرائيلي في لبنان. الشيخ دعموش: هذا المنطق يكشف عن عقل يريد تخريب البلد والقضاء على كل أمل بالوصول إلى حل للأزمات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها البلد. الشيخ دعموش: لن نقبل بوصول رئيس للجمهورية يُحقّق أهداف أعداء لبنان ويكون منصة للفتنة والحرب الأهلية كما يريد فريق التحدي والمواجهة الشيخ دعموش: ما نريده انتخاب رئيس لكل اللبنانين يحفظ وحدتهم وسلمهم الأهلي ويعمل على إنقاذ البلد وإخراجه من أزماته. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 25-8-2023: الحصار الأميركي على لبنان فشل. الشيخ دعموش: سياسة العقوبات والحصار والتجويع هي سياسة قديمة جديدة، يستخدمها المستكبرون لإخضاع الشعوب وبهدف السيطرة والهيمنة. الشيخ دعموش: هذه السياسة تستخدمها أميركا اليوم ضد الشعوب والدول الرافضة للخضوع من أجل فرض شروطها وإملاءاتها. الشيخ دعموش: استمرار الوجود الأميركي وتعزيزه، في شمال شرقي سوريا، هو لحماية "داعش" وتشديد الحصار على سوريا. الشيخ دعموش: إننا على ثقة بأنّ الشعب السوري والقيادة السورية سيتجاوزون هذه المرحلة من دون خضوع واستسلام. الشيخ دعموش: لن تثنينا الحملات الإعلامية الخبيثة عن التمسك بسلاح المقاومة والعمل بما تمليه علينا المصلحة الوطنية. الشيخ دعموش: حزب الله أولويته الأولى إنقاذ البلد وانتخاب رئيس للجمهوريّة وإعادة انتظام مؤسسات الدولة، لتقوم بدورها في خدمة الناس ومعالجة أزماتهم. الشيخ دعموش: حزب الله يعمل بكلّ أمل على إيجاد المخارج والحلول للازمات، انطلاقًا من حرصه على وحدة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي

تجسد الأعمال وحضورها يوم القيامة (72)

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.(يوم تجد كلُ نفس ما عملت من خير محضراً وما عملت من سوء تودُّ لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً ويُحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد) آل عمران/30.

هذه الآية تبين بوضوح تجسد الأعمال وحضورها يوم القيامة، الأعمال الصالحة والأعمال السيئة يجدها الإنسان حاضرة أمامه يوم القيامة، فيرى كلُ إنسان ما عمل من خيرٍ وما عمل من سوء حاضراً أمامه.

الذين يشاهدون أعمالهم الصالحة والحسنة يفرحون ويستبشرون, أما الذين يشاهدون أعمالهم السيئة فإنه يستولي عليهم الخوفُ والرعبُ ويتمنون لو أنهم يستيطعون أن يبتعدوا عن تلك الأعمال.

وكلمة (الأمد) الواردة في الآية (توَدّ لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً) تعني الفاصل الزمني, أي أن كل نفس عندما تجد عملها السيء حاضراً أمامها تود وتتمنى لو أن بينها وبين عملها السيء فاصلاً زمانياً بعيداً.

إذن فالمذنب والعاصون كما تقول الآية يتمنون أن يمتد الفاصل الزماني بينهم وبين ذنوبهم زمناً طويلاً، وهو تعبير عن ذروة ما يشعرون به من تعاسة جراء ذنوبهم وأعمالهم السيئة، وإذا كان المذنبون يتمنون لو كان بينهم وبين أعمالهم السيئة فترةٌ زمنية طويلة، فالصالحون والمطيعون على العكس من هؤلاء فهم يتمنون عندما يشاهدون أعمالهم الصالحة لو أنهم كانوا أسرع للوصول إليها، ولم يكن بينهم وبينها أيُ فاصل زمني.

ثم تقول الآية: (ويحذرُكم الله نفسه والله رؤوف بالعباد) ففي الجملة الأولى من هذه العبارة أي (ويحذركم الله نفسه)، يحذر الله الناس من عصيان أوامره, أي أن على الناس أن تخاف الله وأن تحذر من التمرد عليه، وفي الجملة الثانية (والله رؤوف بالعباد)، يذكر الله الناس برأفته ورحمته، ويبدو أن هاتين الجملتين هما على عادة القرآن مزيج من الوعد والوعيد والترهيب والترغيب ومن المحتمل أيضاً أن تكون الجملة الثانية (والله رؤوف بالعباد) تأكيداً للجملة الأولى (ويحذركم الله نفسه)، وهذا أشبه بمن يقول لك: إني احذرك من هذا العمل الخطير وإن تحذيري إياك دليلٌ على رأفتي بك إذ لولا حبي لك لما حذرتُك.

ومهما يكن فإن الآية كما قلنا تدلُ بوضوح على نظرية تجسد وتجسم الأعمال يوم القيامة وحضورها.

وهناك آياك أخرى كثيرة تدل على حضور الاعمال يوم القيامة كقوله تعالى في سورة الكهف: (ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربك أحداً) 49.

وهنا لا بد أن نعرف معنى حضور الأعمال الصالحة والسيئة يوم القيامة؟ وبعبارة أخرى: كيف يكون حضور الأعمال في الآخرة؟؟

بعض المفسرين قال: إن المقصود من حضور الأعمال هو حضور ثوابها وعقابها، فعندما يقول الله: (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضراً وما عملت من سوء) أي يوم يجد الإنسان ثواب عمله الصالح حاضراً أمامه فيتنعم بذلك الثواب؟, ويوم يجد عقاب عمله السيء حاضراً أمامه فيتعذب ويتألم بذلك العقاب.

وبعض المفسرين قال: إن المراد من حضور الأعمال حضورُ سجل الأعمال وصحيفة الأعمال التي دونت فيها الأعمال كلها, ففي يوم القيامة تجد فيه كلُ نفس سجل أعمالها حاضراً أمامها وقد كتب فيه ما عملته من أعمال صالحة وسيئة, خيرة وشريرة.

ولكن من الواضح أنه لا هذا القول ولا ذاك القول ينسجم مع ظاهر الآية, لأن الآية تقول بوضوح: إن الإنسان يوم القيامة يجد عمله (يوم تجد كل نفس).

وتقول أيضاً: (إن المذنب والمسيء يود لو أن بينه وبين (عمله) القبيح فاصلاً زمنياً طويلاً (أمداً بعيداً) فهنا العمل نفسه هو الذي يدور حوله الكلام، لا سجل الأعمال ولا ثواب الأعمال وعقابها, فالآية لم تقل يوم تجد كل نفس سجل ما عملت من خير محضراً، ولم تقل يوم تجد كل نفس ثواب ما عملت, أي تجد عملها فالعمل هو نفسه الذي يحضر يوم القيامة وليس شيئاً آخر.

أما كيف يحضر وعلى أية صورة؟ فإن الذي يظهر من بعض الآيات والأحاديث الواردة في هذا المجال هو أن العمل نفسه يحضر يوم القيامة ولكن بصورة أخرى أي شيء آخر وليس بصورته الدنيوية, وتوضيح ذلك: هو أن لكل عمل من أعمالنا حسناً كان أم سيئاً لكل عمل من أعمالنا صورةٌ دنيوية هي التي نراها عندما نمارس نفس العمل, وصورة آخروية كانت في باطن العمل وفي يوم القيامة، وبعد أن تطرأ على العمل تحولات وتجري عليه تغييرات وتبديلات يفقد العمل صورته الدنيوية ويظهر بصورته الآخروية, مثلاً عمل الغيبة الذي يمارسه الإنسان في الدنيا صورته الدنيوية هو الكلام والحديث عن عيوب الناس، لكن هذا العمل يوم القيامة يظهر ويحضر بصورته الآخروية ويتجسم بصورة طعام كلاب النار، كما في بعض الأحاديث.

وفي موضوع أكل مال اليتيم يذكر القرآن الكريم: (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً)، فأكل مال اليتيم ظلماً هو سلبُ أموال اليتيم واختلاسُ ممتلكاته وهذه هي صورة هذا العمل في الدنيا, ولكن هناك صورةٌ آخروية لهذا العمل كامنةٌ في باطن هذا العمل وهذه الصورة لا تظهر في الدنيا وإنما تظهر في الآخرة وهي أكل النار فعندما ينتقل الإنسان الذي سلب أمول اليتامى إلى الآخرة فإن النار تلتهمه وتحرقه, لأن أكل مال اليتيم ظلماً يتجسم في الآخرة على صورة أكل النار, فتلتهم النار ذلك الإنسان العاصي الذي ارتكب هذا العمل في الدنيا.

وأما الأعمال الصالحة التي يفعلها الإنسان في هذه الدنيا فإنها تأتي في الآخرة وتحضر بصورة نور وضياء ونعيم مادية جميلة.

إذن فنحن يوم القيامة نجد أعمالنا عينها حاضرة وموجودة ولكن بشكلها الآخروي وبصورتها الآخروية وليست بصورتها الدنيوية, فتتمثل الأعمال الصالحة نعيماً وصوراً جميلة، بينما تتمثل الأعمال السيئة ناراً وحيات وعقارب وما إلى ذلك, أي يظهر الوجه الباطني للأعمال في الآخرة فتظهر على حقيقتها، وهذا هو معنى تجسيد الأعمال الذي يقول به أكثر المفسرين والعلماء.

وقد ورد في روايات الإسراء والمعرج أن النبي (ص) عندما شاهد النار شاهد فيها أشخاصاً ينالون مختلف ألوان العذاب, وألوان العذاب هذه كان تجسيداً لأعمالهم السيئة التي ارتكبوها في الدنيا, يقول النبي (ص) في بعض تلك الأحاديث التي يذكر فيها مشاهداته في حادثة المعراج: "مضيت فإذا أنا بأقوام تُقذف النارُ في أفواههم وتخرج من أدبارهم فقلت: من هؤلاء يا جبرائيل؟ فقال هؤلاء الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً، إنما يأكلون في بطونهم ناراً، ثم مضيت فإذا أنا بأقوام يريد أحدهم أن يقوم فلا يقدر من كبر بطنه فقلت: من هؤلاء يا جبرائيل؟ فقال: هؤلاء الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس.

ويقول في حديث آخر: رأيت امرأةً معلقةً بشعرها، ودماغ رأسها يغلي فسألت عنها فقيل إنها كانت لا تغطي شعرها من الرجال، ورايت امرأة معلقة بلسانها لأنها كانت تؤذي بلسانها الناس، ورأيت امرأةً تأكل من لحم جسدها لأنها كانت تزين للناس، ورأيت امرأةً رأسها رأس خنزير وبدنها بدن حمار لأنها كانت نمامة كذابة.

إذن هذه الأعمال السيئة التي ارتكبها هؤلاء في الدنيا تجسدت في الآخرة على هذه الصور.

وإذا كانت نفس الأعمال تحضرُ أمام الإنسان يوم القيامة وتتجسد بصورها الحقيقية الآخروي,ة فإن الدرس الذي يجب أن نأخذه من هذه الفكرة، هو أن علينا أن ندقق فيما نرسله من أعمالنا لآخرتنا كما قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله) الحشر/ 18.

فإن هذه الآية تدعو المؤمنين بلغةٍ صريحةٍ واضحةٍ وتأمرُهم أن يدققوا فيما يرسلونه من أعمالٍ لغدهم لآخرتهم لأنكم ستجدون عين ما ترسلونه وليس شيئاً آخر، ما ترسله من عملك في الدنيا إلى الآخرة سوف تجده يوم القيامة بعينه بحقيقته بصورته الآخروية التي فيها نعيم أو عذاب حاضراً أمامك ولن تجد شيئاً آخر، لذلك  على الإنسان أن يدقق في أعماله وسلوكه ومواقفه لئلا يُرسل شيئاً يجده يوم القيامة شقاءاً وعذاباً.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين