البعثة النبوية لطف إلهي
- المجموعة: 2017
- 28 نيسان/أبريل 2017
- اسرة التحرير
- الزيارات: 440
ان وجود الأنبياء وبعثهم ضرورة من أجل إحياء القيم والوصول بالإنسان الى قمة السعادة، ولهذا بعث الله هذا العدد الكبير من الرسل الذي بلغ 124 ألف نبي كما في بعض الروايات. كل هذا العدد الضخم من الأنبياء إنما جاء لهداية الإنسان وإسعاده، وقد شاء الله أن يختم النبوة بمن هو الأفضل والأكفأ والأقرب إليه وهو نبينا محمد بن عبد الله ، فكان خاتم الأنبياء والمرسلين.
خلاصة الخطبة
أشار نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة: الى أنه ليس هناك من خيار أمام أمتنا سوى العودة إلى قيم وأخلاق رسول الله(ص) وتعاليم الاسلام الصحيحة وأهداف البعثة النبوية،لا سيما إذا أرادت أن تخرج من هذا الواقع المزري والمهين الذي وصلت اليه، ومن حالة الضياع والتفكك والإنقسامات المذهبية والعرقية والقومية وغيرها.
وقال: الأمة الإسلامية وخاصة في المحيط العربي أصبحت تعيش وضعا شبيها بأوضاع العرب في الجاهلية، معظم الأزمات التي كان يعاني منها الناس في الجاهلية بسبب الجهل والتخلف والعصبية والهمجية أصبحت تعاني منها شعوب المنطقة في الوقت الرهن، ففي دول العالمين العربي والاسلامي اليوم الكثير من الفقر والجهل والأمية والتخلف العلمي والإستبداد الداخلي والإختلافات الداخلية وهيمنة وسيطرة القوى الكبرى على مقدرات وخيرات وثروات هذه الدول والشعوب، إضافة الى ما تعانيه دول وشعوب المنطقة من حروب واقتتال وقتل وفتن وانقسامات وخراب ودمار وإرهاب بسبب الفكر الوهابي التكفيري، والجماعات التكفيرية الإرهابية وداعميهم الإقليميين والدوليين.
ولفت: الى أن في العالم اليوم أكثر من مليار وثلاثمائة مليون مسلم بامكانهم أن يكونوا أمة واحدة موحدة متعاونة، وأن يكون لهم رأي واحد وموقف واحد وكلمة واحدة في كل الأحداث والإستحقاقات والقضايا التي ترتبط بهم وبدولهم، وبامكانهم أن يكونوا على موقف واحد من قضية فلسطين التي يجب ان تكون قضيتهم الأولى، وعلى موقف واحد رافض لللكيان الصهيوني المحتل ولكل شكل من أشكال العلاقة او التعامل معه، وبامكانهم أن يكونوا على موقف واحد من التكفير والإرهاب التكفيري وطرد هذه الجماعات من صفوف الأمة، ومنع هيمنة القوى المستكبرة على بلداننا وثرواتنا وخيرات هذه المنطقة، ولكن حالة الضياع والتشتت والنزاعات والخلافات الداخلية وارتهان البعض للقوى الكبرى من أجل الإحتفاظ بالسلطة والعروش والحكم جعل هذه الأمة أمة ضعيفة وعاجزة ومنقسمة، ولا يوجد حل سوى بالعودة الى أهداف البعثة والى قيم وتعاليم الاسلام وتطبيق أحكامه وتشريعاته عمليا، ورفض الانجرار وراء المصالح الضيقة، ورفض هيمنة الإستكبار على بلداننا، والوقوف موقفاً واحدا موحدا في مواجهة الجماعات الارهابية التي تضر بالإسلام قبل أن تضر بأي دين آخر، وتشوه صورة الإسلام، وتستهدف المسلمين ودولهم ومقدراتهم قبل ان تستهدف أي دول أخرى.
وأضاف : يجب أن تقوم جبهة واحدة موحدة لمواجهة هذا الخطر الداخلي الذي يفتك بشعوب ودول هذه المنطقة ويعيدها الى العصر الجاهلي الظلامي المتخلف واللاإنساني، فالعودة الى قيم الاسلام العظيمة والتمسك بها وتحمل مسؤولياتنا كأمة كفيل بأن نتجاوز هذه المرحلة الصعبة والقاسية التي وصلنا اليها. وهناك أمل كبير بأحرار هذه الأمة وشرفائها وعلمائها، وبالجمهورية الاسلامية في ايران، وبالمقاومة الشريفة في لبنان وفي فلسطين التي قدمت ولا تزال تقدم التضحيات الجسام في التصدي للأطماع الصهيونية وللإرهاب الذي تمارسه الجماعات التكفيرية ضد دول وشعوب المنطقة.
ورأى الشيخ دعموش: أن المقاومة اليوم تقلق الإسرائيلي أكثر من أي وقت مضى، لأنها تعتبر ان المقاومة تعاظمت قدراتها وراكمت الكثير من الخبرات والتجارب العسكرية الهجومية والدفاعية التي تجعلها قادرة على الحاق الهزيمة بالعدو وتحقيق انتصارات في أي حرب قادمة، وهذا ما يزيد في قوة لبنان وحصانة لبنان ومنعة لبنان في مقابل اسرائيل.
وشدد: على أن الاسرائيلي الذي يشعر بتعاظم قدرات المقاومة بات قلقا وخائفا ومرعوبا أكثر من أي وقت مضى، ولذلك يبني الجدران على الحدود من أجل تحصين مستوطناته من المقاومة.
مضيفاً: أن إسرائيل التي باتت تشعر بالأمن من جهة الدول والجيوش العربية المحيطة بها والبعيدة عنها ، ومن جهة الجماعات التكفيرية الارهابية، أصبحت تعتبر المقاومة هي الخطر الأكبر والتهديد الاستراتيجي الفعلي الأخطر الذي تخافه بسبب تعاظم قدرات المقاومة وجهوزيتها..
وأكد: أن اسرائيل تخشى الحرب مع المقاومة ، فهي قد تعتدي هنا او هناك ولكنها لن تستطيع ثني المقاومة عن مواصلة طريقها، وليس من السهل عليها أن تأخذ قراراً بمواجهة شاملة.
نص الخطبة
يقول الله تعالى: ﴿لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولًا من أنفسهم، يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين﴾ .
في ذكرى المبعث النبوي الشريف نستحضر عظمة هذا الحدث الإلهي الكبير الذي لا يضاهيه أي حدث في الوجود، ونستحضر نعمة بعث الأنبياء للناس بشكل عام، ونعمة بعث نبينا محمد رسولا للعالمين ونبيا لهذه الأمة على وجه خاص.
فبعث الانبياء الى الناس نعمة الهية ولطف الهي وضرورة لهداية البشرية الى طريق كمالها وسعادتها وخيرها ومصلحتها في الدنيا والآخرة، لأن الإنسان لا يستغني عن هداية الله وتعليمه له في طريقه وسعيه نحو التكامل والسعادةوتحقيق أهدافه ومصالحه، فهو يحتاج إلى هداية الله وتوجيهه وتعليمه وإرشاده سبحانه وتعالى حتى يسير في طريق الخير ويحقق أهدافه والسعادة لنفسه.
صحيح أن الله سبحانه منح الإنسان نعمة العقل الذي يستطيع من خلاله معرفة بعض الحقائق والوصول للسعادة، إلا إن عقل الإنسان يبقى محدودا ضمن دائرة معارفه وادراكاته .
العقل يمكنه مثلاً أن يدرك الخير والشر ويميز بين الأشياء الحسنة والقبيحة ويعرف ماهو نافع لللإنسان وما هو ضار، إلا أنه لا يستطيع مثلاً أن يجيب على سوأل كيف خلق الانسان؟ والى أين مصيره؟.
الإنسان لديه تساؤلات كثيرة حول مبدأه ومصيره، يحتاج أن يعرف سبب مجيئه إلى هذه الحياة، ومن أوجده وإلى أين مسيره وما هو مصيره؟ هذه التساؤلات تحتاج إلى إجابات صحيحة حتى لا يغرق الانسان في الأوهام والأساطير للحصول على تفسيرات لجوانب الحياة.
وهذه التساءلات لا يستطيع العقل وحده الإجابة عليها فلا بد من هداية الله وبالتالي لا بد من الأنبياء والرسل.
كذلك الإنسان ليس جسما فقط بل هو روح أيضاً وهذه الروح تحتاج الى منهج وبرنامج يملأ البعد المعنوي والروحي في حياته، فكيف له أن يضع هذا البرنامج إذا لم يكن هناك أنبياء يعلمونه ما يسد به الفراغ الروحي ويملؤون به الجانب المعنوي للإنسان؟
إلى جانب ذلك فإن الإنسان في حياته المادية والمعنوية يحتاج إلى نظام وقانون ينظم علاقته مع الآخرين، مع اسرته وأبناء مجتمعه ومحيطه، وينظم حياته بشكل عام، فكيف يصل إلى هذا النظام الاجتماعي، والقانون الذي ينظم حياته؟.
لا شك بأن التجارب الإنسانية قد توصل البشر إلى بعض الحقائق، ولكن اقتصار الإنسان على التجارب الحسية والمادية فقط قد يكلف الإنسان وقتا طويلا وجهدا كبيرا لكي يصل الى بعض الحقائق، ولأجل كل ذلك فهو بحاجة إلى الهدي الإلهي والتعليم الإلهي والتوجيه الإلهي .
والله تعالى بلطفه ورحمته بهذا الإنسان يوفر له الهدي والإرشاد والتعليم الذي يحتاجه في هذه الحياة عن طريق الأنبياء والرسل.
فالأنبياء يربطون الإنسان بالله الخالق الرحيم الرؤوف العطوف، ويحملون إلى الإنسان الهداية والقيم والتعاليم الإلهية التي تدله على الطريق الموصل الى سعادته ونجاحه وفلاحه وفوزه في الدنيا والأخرة.
فالأنبياء أولاً يدعون الناس الى الله لتكون هناك علاقة بين الانسان وخالقه تقوم على اساس العبودية للخالق والخضوع له وليس لأحد غيره مهما كان كبيرا وعظيما، يقول تعالى: يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا .الأحزاب 45-46
والأنبياء يقربون الناس من بعضهم ويرفعون الاختلاف عنهم ويجعلونهم متآلفين متحابين: كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ۚ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۖ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ ۗ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ البقرة(213).
ويمنحون الناس الحرية الحقيقية ويخلصونهم من الطغاة والمستكبرين والأوثان والأصنام: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ. النحل (36)
والأنبياء يعلمون الناس الكتاب والحكمة والأخلاق: هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ. الجمعة(2).
ويفرضون العدل والقسط في حياة الناس : لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ۖ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ .
ويعملون على إحياء كل القيم الإنسانية والإلهية: الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ.الأعراف (157).
وقد كان لهؤلاء الأنبياء الذين بعثهم الله الدور الكبير في هداية الإنسان، وقد أحيا الأنبياء برسالتهم وهديهم في الإنسان الجانب الروحي ونشروا القيم بين الناس، وهدوا البشرية إلى الكثير من الحقائق التي أمكن للبشرية أن تستوعبها منهم.
ان وجود الأنبياء وبعثهم ضرورة من أجل إحياء هذه القيم والوصول بالإنسان الى قمة السعادة، ولهذا بعث الله هذا العدد الكبير من الرسل الذي بلغ 124 ألف نبي كما في بعض الروايات. كل هذا العدد الضخم من الأنبياء إنما جاء لهداية الإنسان وإسعاده، وقد شاء الله أن يختم النبوة بمن هو الأفضل والأكفأ والأقرب إليه وهو نبينا محمد بن عبد الله ، فكان خاتم الأنبياء والمرسلين وكانت رسالته وشريعته هي خاتمة الرسالات والشرائع، لأنها استوعبت كل حاجات الناس وامتلكت من الشمولية والمرونة ما يجعلها صالحة لكل زمن ومكان ولكل مجموعة بشرية مهما تقدمت البشرية وحصل تطورفي حياتها.
لقد بعث النبي في مجتمع قبلي مترد على كل المستويات الدينية والثقافية والأخلاقية والإجتماعية والسكرية والأمنية..، في مجتمع يعيش الجهل والانحطاط والبعد عن القيم والأخلاق، بعث في مجتمع كان يسود فيه الجهل وينعدم فيه القانون وتسيطر عليه الحروب والفاحشة والتخلف واللاانسانية، مجتمع كان على حافة الإنهيار كما قال تعالى: ﴿ وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِفَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ﴾،لقد كان مجتمعا معرضا للإنهيار بشكل كامل ومهددا بالزوال، فصنع منه هذا النبي العظيم مجتمعا جديدا وأمة متقدمة ذات قيم وأخلاق رفيعة وحضارة عريقة استطاعت أن تقود العالم خلال فترة قياسية من الزمن.
اليوم ليس هناك من خيار أمام أمتنا سوى العودة إلى قيم واخلاق رسول الله(ص) وتعاليم الاسلام الصحيحة وأهداف البعثة النبويةإذا أرادت أن تخرج من هذا الواقع المزري والمهين الذي وصلت اليه، ومن حالة الضياع والتفكك والإنقسامات المذهبية والعرقية والقومية وغيرها، الأمة الإسلامية وخاصة في المحيط العربي أصبحت تعيش وضعا شبيها بأوضاع العرب في الجاهلية، معظم الأزمات التي كان يعاني منها الناس في الجاهلية بسبب الجهل والتخلف والعصبية والهمجية تعاني منها شعوب المنطقة في الوقت الرهن.
ففي دول العالمين العربي والاسلامي اليوم الكثير من الفقر والجهل والأمية والتخلف العلمي والإستبداد الداخلي والإختلافات الداخلية وهيمنة وسيطرة القوى الكبرى على مقدرات وخيرات وثروات هذه الدول والشعوب، إضافة الى ما تعانيه دول وشعوب المنطقة من حروب واقتتال وقتل وفتن وانقسامات وخراب ودمار وإرهاب بسبب الفكر الوهابي التكفيري والجماعات التكفيرية الإرهابية وداعميهم الإقليميين والدوليين.
يعيش اليوم في العالم أكثر من مليار وثلاثمائة مليون مسلم بامكانهم أن يكونوا أمة واحدة موحدة متعاونة، وأن يكون لهم رأي واحد وموقف واحد وكلمة واحدة في كل الأحداث والإستحقاقات والقضايا التي ترتبط بهم وبدولهم، بامكانهم أن يكون على موقف واحد من قضية فلسطين التي يجب ان تكون قضيتهم الأولى، وعلى موقف واحد رافض لللكيان الصهيوني المحتل ولكل شكل من أشكال العلاقة او التعامل معه، وبامكانهم أن يكونوا على موقف واحد من التكفير والإرهاب التكفيري وطرد هذه الجماعات من صفوف الأمة ومنع هيمنة القوى المستكبرة على بلداننا وثرواتنا وخيرات هذه المنطقة، ولكن حالة الضياع والتشتت والنزاعات والخلافات الداخلية وارتهان البعض للقوى الكبرى من أجل الإحتفاظ بالسلطة والعروش والحكم جعل هذه الأمة أمة ضعيفة وعاجزة ومنقسمة.. ولا يوجد حل سوى بالعودة الى أهداف البعثة والى قيم وتعاليم الاسلام وتطبيق أحكامه وتشريعاته عمليا، ورفض الإنجرار وراء المصالح السياسية الضيقة، ورفض هيمنة الإستكبار على بلداننا، والوقوف موقفاً واحد موحدا في مواجهة الجماعات الارهابية التي تضر بالإسلام قبل أن تضر بأي دين آخر، وتشوه صورة الإسلام، وتستهدف المسلمين ودولهم ومقدراتهم قبل ان تستهدف أي دول أخرى.
يجب أن تقوم جبهة واحدة لمواجهة هذا الخطر الداخلي الذي يفتك بشعوب ودول هذه المنطقة ويعيدها الى العصر الجاهلي الظلامي المتخلف واللاإنساني .
العودة الى قيم الاسلام العظيمة والتمسك بها وتحمل مسؤولياتنا كأمة كفيل بأن نتجاوز هذه المرحلة الصعبة والقاسية التي وصلنا اليها.
وهناك أمل كبير بأحرار هذه الأمة وشرفائها وعلمائها، هناك أمل بالجمهورية الاسلامية في ايران، وبالمقاومة الشريفة في لبنان وفي فلسطين التي قدمت ولا تزال تقدم التضحيات الجسام في التصدي للأطماع الصهيونية وللإرهاب الذي تمارسه الجماعات التكفيرية ضد دول وشعوب المنطقة.
المقاومة اليوم تقلق إسرائيل أكثر من أي وقت مضى، لأنها تعتبر ان المقاومة تعاظمت قدراتها وراكمت الكثير من الخبرات والتجارب العسكرية الهجومية والدفاعية التي تجعلها قادرة على الحاق الهزيمة بالعدو وتحقيق انتصارات في أي حرب قادمة، وهذا ما يزيد في قوة لبنان وحصانة لبنان ومنعة لبنان في مقابل اسرائيل.
الاسرائيلي الذي يشعر بتعاظم قدرات المقاومة بات قلقا وخائفا ومرعوبا أكثر من أي وقت مضى، خائف على وجوده وعلى مستوطناته، ولذلك يبني الجدران على الحدود من أجل تحصين مستوطناته من المقاومة.
إسرائيل التي باتت تشعر بالأمن من جهة الدول والجيوش العربية المحيطة بها والبعيدة عنها ، ومن جهة الجماعات التكفيرية الارهابية، أصبحت تعتبر المقاومة هي الخطر الأكبر والتهديد الاستراتيجي الفعلي الأخطر الذي تخافه بسبب تعاظم قدرات المقاومة وجهوزيتها..
ولذلك اسرائيل تخشى الحرب مع المقاومة ، قد تعتدي هنا او هناك ولكنها لن تستطيع ثني المقاومة عن مواصلة طريقها، وليس من السهل عليها أن تأخذ قرارا بمواجهة شاملة.
ولذلك أحد كبار ضباط الجيش الاسرائيلي يقول"إن اسرائيل لا تجب عليها المبادرة إلى الحرب فقط بسبب تقدم قدرة العدو (أي قدرة المقاومة) لأنه في هذه الحالة ستجد نفسها في حرب متواصلة كحرب المئة سنة".
والحمد لله رب العالمين