الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-9-2024: من يتخلّى عن غزة والضفة شريك في الجريمة والقتل.
- المجموعة: اخبار المستوى الثاني
- 13 أيلول/سبتمبر 2024
- اسرة التحرير
- الزيارات: 1200
رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش أن التخلّي عن القضية الفلسطينية التي تعتبر القضية الأساسية للأمة، من قبل معظم الأنظمة العربية والإسلامية وعدم مساندة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة، هو أعظم خيانة للقضية وللأمة ومقدساتها.
وخلال خطبة الجمعة التي ألقاها في مجمع السيدة زينب (ع) في بئر العبد، أكد الشيخ دعموش أن صمت الأنظمة إزاء إصرار رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو على مواصلة جرائمه في غزة والضفة، وعدم اتخاذ اجراءات جادة للضغط لوقف الحرب وعدم المبادرة إلى قطع العلاقات مع "إسرائيل"، يجعلها شريكة في الجريمة وفي المخطط الصهيوني الذي يعمل عليه نتنياهو لشطب القضية الفلسطينية، وتحويل فلسطين إلى دولة يهودية، لأن من يتخلّى عن غزة والضفة، شريك في الجريمة والقتل والخيانة، ويساهم في تحقيق المشروع الصهيوني في فلسطين والمنطقة.
وشدد الشيخ دعموش على أن جبهات المساندة من لبنان إلى اليمن والعراق وسورية وإيران، لم تتخلَ ولن تتخلى عن مساندة ونصرة غزة، وكل محاولات إيقاف هذه الجبهات فشلت، وهي مستمرة طالما العدوان مستمر.
ولفت الشيخ دعموش إلى أن العدو فشل بالرغم من التدمير والقتل والمجازر في تحقيق أهدافه، ولم يتمكن من تبديد الخوف والقلق لدى الصهاينة من تكرار ما جرى في 7 تشرين الأول/اكتوبر، وهذه المرة من الضفة الغربية، التي تصعد فيها المقاومة من عملياتها المسلحة، التي باتت تشكل تحديًا حقيقيًا للاحتلال.
وتابع الشيخ دعموش أنه ورغم كل ما يدعيه الصهاينة عن تحقيق انجازات في غزة لا يزال عنوان المعركة هو الفشل، ودليل الفشل هو أن المقاومة لا زالت موجودة ومقتدرة في غزة والضفة وكل فلسطين، رغم كل ما يفعله نتنياهو، وستبقى هذه المقاومة حاضرة، ولن يتمكن العدو من القضاء عليها، لأنها حق، والحق يعلى ولا يعلى عليه، ولا يمكن لاحد القضاء على الحق والمقاومة.
وأكد الشيخ دعموش أن المقاومة في لبنان كانت السبّاقة في مساندة غزة، واستطاعت أن تفرض معادلات جديدة على العدو، وأظهرت العجز الإسرائيلي عن حماية مواقعه ومستوطناته، مشيرًا إلى أن تمادي العدو في الاغتيالات وقتل المدنيين وتوسيع دائرة القصف على القرى والبلدات في الجنوب، لن يعيد المستوطنين الى منازلهم، ولن يخرج نتنياهو من مأزقه، بل سيدفع المقاومة لتهجير المزيد من المستوطنين، لأن المقاومة عازمة على الرد على كل عدوان يطال بلدات جديدة، باستهداف مستوطنات جديدة، وبالتالي تعميق حالة الاحباط والعجز والفشل التي يعيشها الصهاينة على هذه الجبهة.
نص الخطبة
يقول الله تعالى: (وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً) آل عمران:103.
نعزيكم ونعزي صاحب العصر والزمان(عج) بشهادة الامام الحادي عشر من ائمة اهل البيت الامام الحسن العسكري (ع)كما نبارك لكم ولادة النبي الاعظم محمد بن عبدالله(ص) ووولادة حفيده الامام الصادق(ع) في السابع عشر من شهر ربيع الاول واسبوع الوحدة الاسلامية الذي اعلنه الامام الخميني(قده) وهو الاسبوع الواقع بين 12 و17 ربيع الاول.
من يتتبع أحداث السيرة النبوية بعد الهجرة المباركة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة سيجد أن من الخطوات الهامة والبارزة التي قام بها النبي الاكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لبناء المجتمع الاسلامي المتماسك هي المؤاخاة بين المسلمين، اي بين المهاجرين والأنصار.
المهاجرون الذين تركوا بيوتهم وأموالهم وأهليهم ونزحوا الى المدينة ليحافظوا على اسلامهم وعقيدتهم، والانصار وهم السكان الاصليين في المدينة الذين اسلموا وبايعوا رسول الله(ص) على الطاعة والنصرة.
وكان الهدف الاساسي من هذه الخطوة هو تنظيم حياة المسلمين وتأكيد وحدتهم وازالة الفروقات والاختلافات القائمة بين المهاجرين والانصار الذين لا رابطة او علاقة تشد بعضهم الى بعض، والقضاء على العدوات القائمة بين الأوس والخزرج، كانوا يتشكلون من قبيلتي الأوس والخزرج، وكانت العلاقة بينهما فيها حروب وثارات قديمة. وكان الإسلام في تلك المرحلة مقبلاً على استحقاقات كبرى لبناء الدولة والمجتمع السياسي الإسلامي، ونشر الدعوة.
وكان المسلمون، يواجهون تحديات كبرى. تحديات المشركين والمنافقين واليهود في داخل المدينة، وتحديات اليهود والمشركين في مكة وفي الجزيرة العربية بشكل عام. هذه التحديات وحجم المسؤولية التي يتحملها المسلمون لأقامة هذا الدين والدفاع عنه كانت تتطلب قبل أي شيء أن يتناسى المسلمون الأحقاد والثارات والعدوات التي كانت قائمة بينهم في الجاهلية. وأن يزيلوا الحساسيات القبلية، وأن يكون مجتمعهم كتلة واحدة متآلفة ومتماسكة ومترابطة بعد أن كانوا مجتمعات متنازعة ومتحاربة.
وكانت لهذه المؤاخاة نتائج هامة،على الصعيد الاجتماعي وعلى صعيد المواجهة مع العدو:
1-على الصعيد الاجتماعي، تحوّل المسلمون الأوائل في عهد النبي (ص) بفعل هذه الأخوة والوحدة الاسلامية من مجتمع مفكك وغير متعاون إلى مجتمع متكافل ، يهتم ببعضه البعض ويشعر بهموم ومعاناة والام وحاجات بعضه البعض ويبادر للتخفيف منها، فقد كان الأنصار يتسابقون على تقسيم أموالهم على المهاجرين وعندما يتكاثرون على مسلم مهاجر يريدون إبرام عقد الاخوة معه كانوا يضطرون لاستخدام القرعة.
كان الأنصاري يأتي للمهاجر ليقدم له نصف أمواله وبلغ التفاني بأحد الأنصار وهو سعد بن الربيع أنه قال لأخيه المهاجر وهو عبد الرحمن بن عوف أني أكثر الأنصار مالاً فاقسم مالي نصفين نصف لي ونصف لك.
وحتى بعد ان تحسنت أوضاع المهاجرين، ظل الأنصار على وفائهم وتفانيهم فبعد حصول المسلمين على أموال بني النضير وقبل ان توزع تلك الأموال التفت النبي (صلى الله عليه وآله) إلى الأنصار قائلاً لهم.
ان أحببتم قسمت بينكم وبين المهاجرين مما أفاء الله علي من بني النضير، وكان المهاجرين على ما هم عليه من السكنى في منازلكم وأموالكم، وان أحببتم أعطيتهم وخرجوا من دوركم فأجابه الاوس والخزرج: يا رسول الله، بل تقسمه للمهاجرين ويكونون في دورنا كما كانوا ونادت الأنصار رضينا وسلمنا يا رسول الله. هذا على الصعيد الاجتماعي.
اما على صعيد مواجهة العدو، فقد كانت لهذه المؤاخاة نتائج هامة، في تاريخ المواجهة مع العدو، وعلى المستوى الجهادي، حيث تحول المسلمون في عهد النبي (ص) بفعل هذه الأخوة والوحدة الاسلامية من مجتمع متناحر كان يعيش أبناؤه الأحقاد والحروب فيما بينهم، إلى مجتمع متماسك وموحد، هدفه واحد ومصيره واحد. ووجهوا طاقاتهم وإمكانياتهم إلى أعداء الإسلام. واستطاع المسلمون المتآخون تحقيق انتصارات كبرى في معظم المعارك والحروب التي خاضوها في مواجهة العدو، رغم قلة العدد وضعف العتاد وعدم وجود توازن في القوى .
المؤاخاة بين المسلمين هي اعظم دليل على أن الإسلام دعا إلى الوحدة والأخوّة والتّضامن بين المسلمين نظريّا وطَبَّقَها عمليّا. وانه نهى عن كلّ ما من شأنه أن يخدش هذه الوحدة او يُعَكِّر صفو هذه الأخوّة أو يُدنّس هذا التَّضامن بإيذاء او تباغض او حقد او مقاطعة او احتقار أو طعن او اعتداء أو بغي أوغير ذلك مما يتعارض مع روح هذه الأخوّة الإيمانيّة، کما جاء في الحديث الشريف: «إيّاكُم وَالظَّنَّ فإنّ الظَّنَّ أكذَبُ الحَديثِ ولا تَجَسَّسوا ولا تَحَسَّسوا ولا تَنافَسُوا ولا تَحاسَدُوا ولا تَباغَضُوا ولا تَدابَرُوا وكُونُوا عبادَ الله إخواناً كما أَمَركم اللهُ، المسلمُ أخُو المسلم، لا يظلمُهُ ولا يخذُلُهُ ولا يحقرُهُ..) ثم يقول (كلُّ المسلِمِ على المسلِمِ حَرامٌ: دَمُهُ وَعِرضُهُ وَمالُهُ).
إذا كانت التحديات والمخاطر التي واجهها المسلمون في عصر النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قد دعت النّبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى القيام بمثل هذه الخطوة الهامة وهي المؤاخاة بين المسلمين، أفلا نكون نحن المسلمين في هذا العصر الذي يتربص فيه الاعداء كاميركا واسرائيل والغرب لاضعاف المسلمين والنيل من مقدساتهم والهيمنة على بلدانهم وثرواتهم ومقدراتهم ، أحوج إلى الوحدة والأخوّة والتّضامن بيننا؟!
اليوم على الرغم من الاختلافات والتباينات القائمة بين الطوائف والمذاهب والدول الاسلامية في المعتقدات والافكار والاتجاهات والعواطف والممارسات، يجب تقديم المصلحة الإسلاميّة العليا ووحدة المسلمين على كل شيء، والانطلاق من القواسم المشتركة والتوجه نحو الآفاق العليا المشتركة، والتّعالي على الخلافات الضيّقة والجزئيّة الّتي لا تمنع من اللّقاء والإجتماع وانفتاح المسلمين على بعضهم والتعايش مع بعضهم، ومواجهة الاخطار التي يفرضها العدو على بلدان المسلمين ومقدساتهم وقضاياهم .
وقد وجهنا ائمة أهل البيت (عليهم السلام) ومنهم الامام الحسن العسكري (ع) الى الإنفتاح على المسلمين جميعا والتعامل والتّعايش المذهبيّ الإيجابيّ مع کلّ الإتجّاهات والمذاهب الإسلامية.
والمتأمل في سيرة أهل البيت(ع) يجد أنهم كانوا يتعاملون مع اتباع المذاهب الاسلامية الاخرى بالأخلاق الحسنة والاحترام والمحبة والإحسان إليهم وعدم تكفيرهم، ويتجنَّبون كل ما يسبب التخاصم والنزاع والتفرقة، بل كانوا مصرين على حفظ وتقوية أواصر المحبة والتعايش والتآلف والوحدة بين المسلمين، ومن الواضح أنه لا بُدَّ للشيعي أن يتعامل مع اهل السنة بأسلوب أهل البيت (عليهم السلام)، ان نتعامل معهم بالمحبة والمودة ان نواسيهم ونؤدي اليهم حقوقهم ونندمج معهم ونحب لهم ما نحب لانفسنا ونكره لهم ما نكره لانفسنا .
فعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيِه مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ.
وعن حبيب الخثعمي قال: سمعت أبا عبد الله الامام الصادق(عليه السلام) يقول: عليكم بالورع والاجتهاد واشهدوا الجنائز وعودوا المرضى واحضروا مع قومكم مساجدكم وأحبوا للناس ما تحبون لأنفسكم أما يستحيي الرجل منكم أن يعرف جاره حقه ولا يعرف حق جاره.
وفي حديث صحيح عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ أنَّهُ قَالَ: قُلْتُ للامام الصادق (ع)، كَيْفَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَصْنَعَ فِيمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا وَ بَيْنَ خُلَطَائِنَا مِنَ النَّاسِ مِمَّنْ لَيْسُوا عَلَى أَمْرِنَا؟ قَالَ: تَنْظُرُونَ إِلَى أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تَقْتَدُونَ بِهِمْ فَتَصْنَعُونَ مَا يَصْنَعُونَ، فَوَاللَّهِ إِنَّهُمْ لَيَعُودُونَ مَرْضَاهُمْ، وَيشْهَدُونَ جَنَائِزَهُمْ، وَيُقِيمُونَ الشَّهَادَةَ لَهُمْ وَعَلَيْهِمْ، وَيُؤَدُّونَ الْأَمَانَةَ إِلَيْهِم.
وعن الامام الصادق(ع(: عليكم بالصلاة في المساجد وحسن الجوار للناس وإقامة الشهادة وحضور الجنائز، إنه لابد لكم من الناس، إن أحدا لا يستغني عن الناس حياته، والناس لابد لبعضهم من بعض.
و كذلك روى الشيخ الصدوق في الفقيه: عن زيد الشحام عن الامام الصادق(ع) قال: يا زيد، خالقوا الناس بأخلاقهم، صلوا في مساجدهم، وعودوا مرضاهم، واشهدوا جنائزهم، وإنّ استطعتم أن تكونوا الأئمة والمؤذنين فافعلوا، فإنكم إذا فعلتم ذلك قالوا: هؤلاء الجعفرية، رحم اللّه جعفراً ما كان أحسن ما يؤدب أصحابه. وإذا تركتم ذلك قالوا: هؤلاء الجعفرية، فعل اللّه بجعفر، ما كان أسوءَ ما يؤدب أصحابه.
وقد أفتى العديد من علمائنا كالشيخ الكليني والشيح الحر العاملي بوجوب المعاشرة الحسنة وفي مختلف الظروف والاحوال وليس برجحانها او استحبابها فقط وهذا يدل على مدى اهتمام ائمة اهل البيت وفقهائنا بهذا الجانب المهم .
ولذلك كنا دوما من دعاة الوحدة الاسلامية نحن نعمل بتوجيهات قراننا واسلامنا وائمتنا واخلاقهم وسيرتهم ولا نصغي الى الاصوات التي تثير النعرات الطائفية والمذهبية وتدعوا الى المقاطعة والفتنة والتكفير واللعن من اي جهة كانت سواء من السنة او الشيعة لانها اصوات شيطانية لا تخدم الا اميكا واسرائيل واعداء الاسلام والمسلمين.
يقول الامام الخامنئي: كلّ حنجرة تهتف اليوم بالوحدة الإسلاميّة، هي حنجرة إلهيّة، ناطقة عن الله، وكلُّ حنجرة ولسان يُحرّض الشعوب الإسلاميّة، المذاهب والطوائف الإسلاميّة المختلفة لمُعاداة بعضها بعضاً، لإثارة النعرات فيما بينها، هي حنجرة ناطقة عن الشيطان.
وقد ورد عن الامام الباقر عليه السلام انه قال: من أصغى إلى ناطق فقد عبده فإن كان الناطق يؤدي عن الله عز وجل فقد عبد الله وإن كان الناطق يؤدي عن الشيطان فقد عبد الشيطان.
اليوم توحيد العالم الاسلامي وتقدمه وكذلك ووافشال واحباط محاولات الاعداء للسيطرة على العالم الاسلامي وعلى المنطقة، لا يمكن ان يحصل الا اذا عدنا الى خيار الوحدة الاسلامية والى تلك الروحية التي يشعر فيها الانسان المسلم باخوة المسلم، هذه الأخوة التي تقتضي المحبة، والنصرة، والتعاون، والتكافل، والتراحم، وعدم التآمر على اي فئة او جهة او قضية اسلامية او التخلي عنها او تعريضها للاذى والخذلان، الاخوة التي تحولنا الى امة واحدة ومترابطة ومتماسكة وقوية تتحمل مسؤولياتها اتجاه بعضها البعض وتنتصر لبعضها البعض. اليوم التخلي عن القضية الفلسطينية وهي القضية الاساسية للامة من قبل معظم الانظمة العربية والاسلامية وعدم مساندة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب ابادة هو اعظم خيانة للقضية وللامة ومقدساتها، وصمت الانظمة ازاء اصرار نتنياهو على مواصلة جرائمه في غزة والضفة وعدم اتخاذ اجراءات جادة للضغط لوقف الحرب وعدم المبادرة الى قطع العلاقات مع اسرائيل يجعلها شريكة في الجريمة وفي المخطط الصهيوني الذي يعمل عليه نتنياهو لشطب القضية الفلسطينية وتحويل فلسطين الى دولة يهودية، لان من يتخلى عن غزة والضفة شريك في الجريمة والقتل والخيانة ويساهم في تحقيق المشروع الصهيوني في فلسطين والمنطقة.
جبهات المساندة من لبنان الى اليمن والعراق وسوريا وايران لم تتخلى ولن تتخلى عن مساندة ونصرة غزة، وكل محاولات ايقاف هذه الجبهات فشلت، وهي مستمرة طالما العدوان مستمرا على غزة .
واليوم العدو بالرغم من التدمير والقتل والمجازر فشل في تحقيق اهدافه ولم يتمكن من تبديد الخوف والقلق لدى الصهاينة من تكرار ما جرى في 7 اكتوبر وهذه المرة من الضفة الغربية التي تصعد فيها المقاومة من عملياتها المسلحة التي باتت تشكل تحديا حقيقيا للاحتلال الاسرائيلي .
اليوم ورغم كل ما يدعيه الصهاينة عن تحقيق انجازات في غزة لا يزال عنوان المعركة هو الفشل ، ودليل الفشل هو ان المقاومة لا زالت موجودة ومقتدرة في غزة والضفة وكل فلسطين، رغم كل ما يفعله نتنياهو، وستبقى هذه المقاومة حاضرة ولن يتمكن العدو من القضاء عليها، لأنها حق والحق يعلى ولا يعلى عليه، ولا يمكن لاحد القضاء على الحق والمقاومة.
المقاومة في لبنان كانت السبّاقة في مساندة غزة واستطاعت أن تفرض معادلات جديدة على العدو ، واظهرت العجز الإسرائيلي عن حماية مواقعه ومستوطناته، وتمادي العدو في الاغتيالات وقتل المدنيين وتوسيع دائرة القصف على القرى والبلدات في الجنوب لن يعيد المستوطنين الى منازلهم، ولن يخرج نتنياهو من مأزقه، بل سيدفع المقاومة لتهجير المزيد من المستوطنين، لان المقاومة عازمة على الرد على كل عدوان يطال بلدات جديدة باستهداف مستوطنات جديدة، وبالتالي تعميق حالة الاحباط والعجز والفشل التي يعيشها الصهاينة على هذه الجبهة .