كلمة في تخريج طلاب مدارس LIC في عيناثا 12-5-2018
- المجموعة: نشاطات ولقاءات
- 12 أيار 2018
- اسرة التحرير
- الزيارات: 1952
رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي فيحزب الله الشيخ علي دعموش ان "نتائجالانتخابات النيابية أسقطت كل محاولات الطرف الآخر الداخلية والخارجية لإضعاف تمثيل حزب الله في البرلمان".
وقال: "لقد حققنا في الانتخابات انتصاراً سياسياً كبيراً وحصلنا نحن وحلفاؤنا على كتلة نيابية وازنة وعلى نتائج عظيمة أذهلتأميركا والسعودية وغيرهما ممن كان يتآمر علىالمقاومة ويراهن على الانتخابات لمحاصرتها وتحجيمها".
واشاد الشيخ دعموش خلال احتفال لتخريج طلاب مدارسlic في قاعة المنتدى الثقافي في عيناثا بـ"الحضور القوي الذي اثبته أهلنا في هذا الاستحقاق الذين اقترعوا بكثافة وبما يشبه الاستفتاء الحقيقي لخيار المقاومة وللمعادلة الثلاثية الذهبية بالرغم من أساليب التحريض والتضليل والتشويه التي قام بها الطرف الآخر للتأثير على خيارات شعبنا وإبعاده عن التصويت للوائح المقاومة".
وأضاف: "لقد برهن أهلنا مجدداً أنهم أهل الوعي والثبات والتضحية والوفاء والاباء وان لا شيء يمكن أن يزحزحهم عن خياراتهم الوطنية وتمسكهم بالمقاومة وتأييدهم لها . واعتبر: ان حزب الله حقق العديد من الإنجازات في الانتخابات فبالإضافة الى إسقاط مشروع اضعاف المقاومة ورفع نسبة الاقتراع والحضور الشعبي القوي في هذا الاستحقاق تمكن من دعم بعض حلفاءه ممن يملك حيثية شعبية في منطقته وساهم في فوزهم ووصولهم الى قبة البرلمان".
وشدد على ان "نتائج الانتخابات هذه ستعزز سيادةلبنان واستقلاله وقوته وستشكل حصانة للمقاومة وستساهم في ارساء معادلةالجيش والشعب والمقاومة كمعادلة وطنية متجذرة في لبنان تحمي أمنه واستقراره في مواجهة كل التحديات والمخاطر".
نص الكلمة
العلم هو قيمة إنسانية ينبغي أن يسخر الإنسان لها كل وقته وإمكاناته لاكتسابه وتحصيله وأن يسعى ليحصل على أعلى مراتبه ودرجاته وأن لا يشبع من طلبه كما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع): نهمان لا يشبعان طالب علم وطالب مال.
ولذلك على الإنسان أن لا يتعب من تحصيل العلم وأن لا يكتفيأيضا باتحصيل بعض مستوياته بل لا بد أن يستمر في طلبه للوصول الى أعلى الدراسات والإختصاصات والمراتب التي تساهم في بناء شخصية الإنسان وفي خدمة المجتمع والوطن.
ولا بد أن يقترن العلم بالأخلاق والأدب والسلوك الحسن لأن العلم إن لم ينعكس على أعمال الإنسان وتصرفاته وأخلاقه وسلوكه لا قيمة له لأنه يتحول الى مجرد ترف فكري لا ينفع ولا يجدي ولا ينتج .
لا بد أن يقترن العلم والمعرفة بالإيمان والأخلاق وبذلك يسطيع الانسان ان يبني شخصيته المعرفية والإيمانية وأن يكون عنصرا فاعلا ومنتجا وخيرا في المجتمع .
الأخلاق هي الأساس الى جانب العلم والمعرفة ، والدين دعى الى العلم وجعل الغاية والمقصد والهدف النهائي لعقائده وعباداته هي العمل والأخلاق والتحلي بالقيم السلوكية والإنسانية.
واليوم، هناك حروب متنوّعة تشن علينا، سياسية وعسكرية وأمنيّة وإعلاميّة واقتصاديّة واجتماعيّة وثقافية. ولكن أخطر هذه الحروب هي الحرب الثقافية والاخلاقية والمعنوية وهي التي يتحدّث عنها بشكل دائم سماحة الامام القائد السيد علي الخامنئي دام ظلّه الشّريف ويسميها بالحرب الناعمة.
هناك مخطط ممنهج لإفساد مجتمعنا أخلاقيا وثقافيا .. هناك قوى كبرى ومؤسسات ومراكز دراسات ومؤتمرات تخطط وتضع أساليب وتطوّر وسائل من أجل إفساد مجتمعاتنا، وليس آخرها المؤتمر الذي عقد في الامارات قبل شهرين تحت عنوان فك شيفرة حزب الله حيث خرج بتوصيات أهمها العمل على إفساد مجتمعنا مجتمع المقاومة أخلاقيا، لأنهم عجزوا عن إخضاع مجتمعنا عسكريا وأمنيا من خلال الارهاب الصهيوني والارهاب التكفيري فاتجهوا لتدميره من الداخل.
وجدوا أن أهل هذه المنطقة رجالها ونسائها؛ الكل مستعدّ أن يتحمّل ويقاتل ويصبر ويتحمّل تضحيات، ويرون المقاتلين وصبر زوجات المقاتلين، الشهداء وصبر أمّهات الشهداء، والناس مستمرة ولن تستسلم ولن تنصاع. إذاً، يريد أن يدخل إلينا ليضرب هذا المجتمع من داخله ويدمّره. إذا لم يقدر أن يدمّره أمنياً وعسكرياً وإقتصادياً يريد أن يدمّره معنويا وثقافيا كي ينهار.
وهم يركزون في هذه الحرب على عدة أمور أهمها:
1-إغراق الأشخاص وخاصة الشباب والشابات بالملذّات والشهوات. ويصبح شغله الشاغل ـالشاب والشابة والرّجل والمرأةـ هو كيف يريد أن يحضر أفلام ويتابع قصص بلا فائدة. هّمه الأكل والشّرب وشمّ الهوا وإشباع غرائزه: أكل، وشرب، وجنس، وشم هوا ...إلى آخره. أمّا ماذا يحصل للناس لا يعنيه. وماذا يحصل للبلد لا يعنيه. فهم يأخذونا إلى الاهتمامات التي لا تمتّ إلينا بصلة، لا تمتّ إلى حاجات الناس ولا مصيرهم ولا كرامتهم ولا مقدّساتهم ولا مستقبلهم ولا علمهم ولا عملهم ولا رزقهم بصلة.
2-يعملون على نزع حياء المرأة وسلب عفتها فالمرأة جزء من ماهيتها وحقيقتها وجوهرها هو الحياء. وهم يريدون مسح الحياء في المجتمع النسوي حتى نصل إلى مكان؛ لا الأم لديها حياء ولا البنت لديها حياء ولا الصديقة عندها حياء ولا أحد عنده حياء. هذا متعمّد ويُعمَل عليه ليل نهار. لأن هذا يؤدي إلى الانحلال الأخلاقي والانحلال الروحي وفي نهاية المطاف إلى الانهيار.
3-يروجون المخدرات في كل مكان، والجميع مستهدف مسلمين ومسحيين، في لبنان وخارج لبنان في الضيع والمدن والمدارس والجامعات وفي المقاهي والمطاعم والشوارع مخدرات يتم بيعها وتسهيلها وترويجها. وأحيانا ترويجها على سبيل الخداع: يقدّمون للشباب والصبايا علكة أو شوكولا أو ما شاكل او يضعونها في النرجيلة او السكائر ثم يتبيّن أنها مخدرات لكي يتعلقوا فيما بعد بالمخدّرات. وهذا ليس صدفة،هؤلاء ليسوا فقط تجار مخدرات عاديين أو شبكات ترويج مخدرات عادية، هؤلاء يعملون في جبهة العدو الذي يريد تدمير مجتمعنا لمصلحة هيمنته واحتلاله وسيطرته.
4-يفككون العائلة؛ قلب المجتمع من خلال الطلاق والتحلل الأخلاقي .
كل هذه التحديات تدعونا الى التمسك بالقيم والأخلاق واعتبار الأخلاق اساس في التربية وتحملنا جميعا مسؤولية.
مسؤوليتنا كأهل وكمدارس وكبيئة وكمؤسسات هي:
1- صيانة الأولاد من الإنحراف الخلقي والإجتماعي فالشباب والشابات لم يعد بالإمكان تركهم كما في الماضي، في الماضي كان الأهل يتركون ويهملون أبناءهم بالحقول، بالشارع، عالبيدر... إلى آخره. لكن البيئة التي كان يوضع فيها الولد سواء كانت صبي أو بنت هي بيئة سليمة كلها هواء نقي وضيعة ومساحات خضراء. وهي بيئة سليمة؛ فكيفما وضعت الولد صبي أم بنت يأخذ البعض من الأخلاق والقيم والعادات والتقاليد. لأن ضِيَعنا كانت سليمة. فإن ترك الولد وإهمال تربيته تجعله يذهب إلى الإنترنت، إلى التلفزيونات أي إلى الخلاعة، إلى المخدّرات، إلى البيئة الفاسدة الموبؤة. لا؛ الآن لا يمكن فعل هذا. تلك البيئة كانت نظيفة فمن الممكن للمنطق أي يقول ذلك، أما الآن هذا ليس لديه أي منطق. هناك بيئة من أفسد البيئات الروحية والاجتماعية على مرّ التاريخ ، لا يوجد بيئة ثقافية واجتماعية وأخلاقية أفسد من العصر الحاضر في كل العالم.
ب- الآباء والأمهات مسؤولان عن دنيا وآخرة أولادهم، فكما تفكر الأم والأب بمدرسة الاولاد وتعليمهم وبثيابهم وأكلهم، عليكم أن تفكّروا بآخرتهم. الأم ليست الأم التي تنجب فقط بل الأم التي تحضن والتي تربّي وتواكب اولادها في تصرفاتهم واعمالهم واخلاقهم وصداقاتهم وعلاقاتهم، وكذلك الأب ليس هو الذي يؤمن لقمة العيش الكريمة لاولاده فقط بل الذي يعمل على تربيتهم وهدايتهم وتامين مصيرهم في الآخرة يقول تعالى يا ايها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة
مسؤولية الأباء والأمهات هداية اولادهم الى دين الله وطاعة الله والالتزام بالاخلاق والقيم .
هذه مسؤولياتكم ومسؤولية الكلّ فكّروا بمستقبله حتى في الدنيا، هذا الصبي أو البنت إذا انحرف أو أصبح معتاد للمخدرات أو فلت أخلاقياً وأدبياً. وعندما نرى نموذج فلان قتل أمّه بالرصاص أو فلان قتل أمّه بالسكين، هذا نتيجة تربية. تربية سيئة .. بينما في المقابل هناك تربية صحيحة بدل ان تنتجع مجرمين وفاسدين في المجتمع تنتج وتصنع أناس صالحين مجاهدين مضحين يتحملون مسؤولياتهم الدينية والأخلاقية والوطنية.
المجاهدون والشهداء الذين سلكوا طريق المقاومة انما صاروا مجاهدين ومضحين نتيجة تربية صالحة سليمة ونتيجة حضورهم في المساجد ومجالس ابي عبدالله ومجالس شهر رمضان من هنا تخرجوا وتحملوا المسؤوليات.
اليوم نحن نعيش في هذه المناطق بأمن وأمان وكرامة بسبب دماء وتضحيات وانتصارات المقاومة، وكل البلد يعيش بأمن وأمان سلامة وكرامة بسبب هذه الدماء الزكية وبقية الدماء الزكية. ولو قّدرللأسرائيلي ان يبقى محتلا لأرضنا ولو قدر لداعش والنصرة وأمثال هؤلاء أن ينتصروا في سوريا لكان لبنان غير لبنان
لولا التضحيات والانتصارات ومعادلة الجيش والشعب والمقاومة لما جرت الانتخابات النيابية الأحد الماضي في لبنان بالشكل الذي جرت فيه من دون مشاكل امنية ولا حوادث تذكر.
لقد حققنا العديد من الانجازات في هذه الانتخابات :
اولا: اسقطنان محاولات الطرف الآخر الداخلية والخارجية لإضعاف تمثيل حزب الله في البرلمان، وحصلنا نحن وحلفاؤنا على كتلة نيابية كبيرة وازنة وعلى نتائج عظيمة أذهلتأميركا والسعودية وغيرهما ممن كان يتآمر علىالمقاومة ويراهن على الانتخابات لمحاصرتها وتحجيمها".
ثانيا : اثبت أهلنا انهم حاضرون بقوة في هذا الاستحقاقالى جانب خيلار المقاومة فاقترعوا بكثافة وبما يشبه الاستفتاء الحقيقي لخيار المقاومة وللمعادلة الثلاثية الذهبية بالرغم من أساليب التحريض والتضليل والتشويه التي قام بها الطرف الآخر للتأثير على خيارات شعبنا وإبعاده عن التصويت للوائح المقاومة".وبرهن أهلنا مجدداً أنهم أهل الوعي والثبات والتضحية والوفاء والاباء وان لا شيء يمكن أن يزحزحهم عن خياراتهم الوطنية وتمسكهم بالمقاومة وتأييدهم لها .
ثالثا: تمكين بعض حلفاءه ممن يملك حيثية شعبية في منطقته من الفوزوالوصول الى قبة البرلمان"بما يحقق العدالة في الاختيار والتمثيل .
"نتائج الانتخابات هذه ستعزز سيادةلبنان واستقلاله وقوته وستشكل حصانة للمقاومة وستساهم في ارساء معادلةالجيش والشعب والمقاومة كمعادلة وطنية متجذرة في لبنان تحمي أمنه واستقراره في مواجهة كل التحديات والمخاطر".