الصفحة الرئيسية
أهل البيت (ع) ضرورة الدين والأمة
- 18 أيلول/سبتمبر 2015
- الزيارات: 925
اهل البيت (ع) تميزوا بغزارة العلم والمعرفة والعصمة والفضل وكانوا أعلم الناس وأعرف من بقية الصحابة بحقائق الدين, أصبحوا ضرورة للدين والأمة واختارهم الله من بين كل الصحابة والمسلمين ليكونوا مرجعية للناس بعد النبي(ص).
شدد سماحة الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة 18-9-2015: على أن اسرائيل هي المستفيد الأكبر مما يجري في المنطقة من حروب وتدمير وصراعات داخلية.وقال: في ظل انشغال العرب والمسلمين في الصراعات الداخلية وأمام حالة الضعف والتفكك التي تعيشها مجتمعات ودول المنطقة تأخذ إسرائيل فرصتها لتتمادى في عدوانها وانتهاكاتها وهتكها لحرمة المسجد الأقصى,واستباحتها لباحاته ومبانيه، واعتداءاتها على المصلين, وتخريبها وإحراقها لمحتويات المسجد. معتبراً: أن كل ذلك يجري في ظل صمت عربي ودولي مريب.
ووجه التحية إلى المرابطين في المسجد الأقصى لثباتهم وتصديهم لتلك الاعتداءات الإرهابية الآثمة. معتبراً: أن الفلسطينيين وحدهم في ساحة المواجهة ويقاومون المعتدين على حرمة المسجد باللحم العاري.
ورأى: أن على العرب والمسلمين أن يتحملوا مسؤولياتهم تجاه المسجد الأقصى وفلسطين وأن يكونوا إلى جانب الشعب الفلسطيني في هذه المواجهة.
وأكد: على ضرورة أن يعلن العرب والمسلمون والأحرار في العالم - دولاً وشعوباً- عن سخطهم وغضبهم من الممارسات الإسرائيلية, وبدل أن تقوم بعض الدول في المنطقة بدعم العصابات والتيارات التكفيرية الإرهابية التي تدمر المجتمعات والدول وتضعف جيوش المنطقة وتضع المقاومة في دائرة الإستهداف وتشرع أبواب المنطقة أمام التدخلات الخارجية، كان الأجدر بها أن تدعم خيار المقاومة ضد العدو الصهيوني الذي بات يشكل خطراً وجودياً وتهديداً دائماً للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم..
وأشار: الى أن المقاومة أثبتت خلال كل التجارب والمراحل السابقة أنها قادرة على ردع العدو ولجمه عن عدوانه وإرهابه , لأنه عدو لا يفهم إلا بمنطق المقاومة ولغة المقاومة..
نص الخطبة
قبل أيام التقينا بذكرى شهادة الإمام محمد الجواد(ع) والتي كانت في آخر ذي القعدة سنة 220هـ حيث كانت شهادته بواسطة زوجته أم الفضل بنت المأمون العباسي التس سمته بعد تحريض عمها المعتصم العباسي. وبعد أيام نلتقي بذكرى شهادة الإمام محمد الباقر (ع) التي كنت في السابع من شهر ذي الحجة سنة 114هـ
والجامع المشترك بين هذين الإمامين العظيمين اللذين عاش كل واحد منهما في عصر مختلف عن عصر الآخر هو غزارة العلم والمعرفة، والعصمة، والفضل، والدور، فقد كانا عالمين عارفين, كانا يملكان علماً خاصاً ورثاه عن رسول الله(ص), وكانا معصومين وقد شهد بفضلهما ومكانتهما ومنزلتهما أهل العلم واهل الفكر والفضل, وكان دورهما مكملاً لدور رسول الله (ص) في تبليغ الرسالة ونشر القيم الإلهية وإيصال المفاهيم الإسلامية الأصيلة إلى عقول وقلوب الناس، كما كان نموذجاً في تجسيد وتطبيق تلك المفاهيم والقيم في حياتهما وسيرتهما ومواقفهما وعلاقاتهما.
ولذلك فإن وجود أهل البيت (ع) ضرورة للدين وللأمة بل وللبشرية جمعاء ,لأنهم يمثلون مرجعية في العلم والمعرفة والأخلاق والقيم , ومرجعية بعد النبي (ص) في بيان وتوضيح وشرح معارف الإسلام ومفاهيمه وتشريعاته.
أما لماذا أهل البيت (ع) خاصة وليس الصحابة أو اولئك المسلمين الذين عاصروا وعاشوا مع النبي(ص) وسمعوا منه وتعلموا في مدرسته؟ لماذ أصبح وجود أهل البيت ضرورة للدين والأمة وليس غيرهم من كبار الصحابة؟ لأن أهل البيت (ع) هم معدن العلم ومهبط الوحي والتنزيل , وقد كان علي(ع) قد لازم رسول الله (ص) ولم يفارقه, وكان النبي(ص) يخصه بالعلوم والمعارف التي لم يعلمه لأحد من بقية الصحابة, ولذلك امتازأهل البيت(ع) بقدرات أعلى وأعظم وأفضل من بقية الصحابة وقد ورثوا العلم والمعرفة عن علي(ع) الذي خصه رسول الله (ص) بالعلم الخاص، لذلك كانت معرفتهم بالدين ومفاهيمه أشمل وأعمق وأصوب وأكثر دقة من بقية الصحابة, وهذا ما يعترف به الصحابة أنفسهم وهو منقول في الكتب والمصادر الإسلامية ولا ينكره أحد.
إذن: لأن اهل البيت (ع) تميزوا بغزارة العلم والمعرفة والعصمة والفضل وكانوا أعلم الناس وأعرف من بقية الصحابة بحقائق الدين, أصبحوا ضرورة للدين والأمة واختارهم الله من بين كل الصحابة والمسلمين ليكونوا مرجعية للناس بعد النبي(ص).
وقد ذكرت المصادر فضل أهل البيت ومكانتهم العلمية, وذكرت كيف أن كبار الصحابة كانوا يرجعون الى علي(ع) عندما كانت تواجههم بعض القضايا والمسائل والمشاكل التي يصعب عليهم حلها أو معرفة حكمها, ونقلت الكثير من اقوال الصحابة في حق علي(ع) كقول الخليفة الثاني عمر بن الخطاب المشهور في حق الإمام علي : لولا علي لهلك عمر"، وكلمته الأخرى: "قضية ولا أبو حسن لها "، "مشكلة ولا أبو حسن لها "ويقول الإمام علي (ع):كان لي مدخلان على رسول الله، مدخل في الليل، ومدخل في النهار" وفي هذا إشارة إلى النبي(ص) كان يخصص أوقاتاً في الليل والنهار لعلي (ع) لكسب العلم ، وقال(ع): "علمني رسول الله ألف باب من العلم، يفتح لي من كل باب ألف باب"، وورد عن رسول الله (ص)أنه قال:أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم والحكمة، فليأتها من بابها"، وقال(ص) أيضا: "أقضاكم علي بن أبي طالب"،"أعلمكم علي بن أبي طالب"، "أفقهكم علي بن أبي طالب".
ويقول ابن عباس:" علمي من علم علي بن أبي طالب، وعلم علي من علم رسول الله، وما علمي وعلم أصحاب محمد في علم علي إلا كالقطرة في سبعة أبحر".
اذن: أعلمية علي(ع) وأفضليته على بقية الصحابة كانت أمراً متسالماً عليه حتى بين الصحابة انفسهم.
ولأجل ذلك كله افترض الله علينا إتباع أهل البيت(ع) والأخذ عنهم والإقتداء بهم في الأخلاق والسلوك والمواقف وفي كل شيء.
ولذلك واجبنا تجاه أهل البيت (ع) يتلخص بثلاثة أمور:
الأمر الأول: هو إظهار المحبة والمودة والولاء والإرتباط العاطفي والنفسي والقلبي والوجداني بهم, فإن كل من يطَّلع على سيرة أهل البيت (ع) وحياتهم الصافية والنقية والمشرقةوالمضيئة، وعلى سلوكهم المنسجم مع قيم الدين والرسالة فإنه ينشد اليهم يرى نفسه متيمّاً بحبهم, حتى أعدائهم أو من لم يطلعوا على حقيقة أهل البيت(ع) أو لم يسمعوا أو يقرأوا عنهم فإنهم عندما اطلعوا على أخلاقهم وسلوكهم إنشدوا اليهم وتعلقوا بهم, حتى إن بعض المسيحيين عندم اطلعوا على كلمات أهل البيت وتعاليمهم تعلقوا بهم وكتبوا عنهم كالكاتب الكبير جورج جرداق الذي كتب كتاباً من خمس مجلدات بعنوان "صوت العدالة الإنسانية: علي ابن أبي طالب" وهو من أروع ما كتب عن علي(ع) في هذا العصر، والشاعر بولس سلامة الذي كتب ملحمة شعرية اسماها "عيد الغدير" وغيرهما.
فإن مثل هذه الشخصيات المسيحية المنصفة عندما اطلعت على سيرة علي(ع) ومعالم شخصيته والمثل العليا التي جسدها في حياته ما وسعها إلا أن تحب علياً(ع) وتعبر عن حبها له بما كتبته عنه.
الأمرالثاني: هو الاقتداء بأهل البيت (ع) وبتعاليمهم وسيرتهم والالتزام بمبادئهم وقيمهم عملياً, بأن تكون أخلاقنا كأخلاقهم وسلوكنا كسلوكهم ومواقفنا كمواقفهم, وأن نعلم أولادنا وأسرنا وجيراننا و أصدقائنا ومجتمعنا وأمتنا كلماتهم وتعاليمهم وأخلاقهم وقيمهم.
إذن المطلوب أن نرتبط بهم إرتباطاً عملياً وأن نمثل الشخصية الإسلامية التي جسدوها في حياتهم وإلا لا نكون أتباعاً حقيقيين لأهل البيت(ع), لأن الشيعي الحقيقي هو الذي يعمل بعملهم ويأخذ بسنتهم وسيرتهم.
والأمرالثالث: هوالتعريف بأهل البيت(ع) بأن نُطلع الجميع على تعاليمهم ليستضيء الجميع بنورهم, لأن أهل البيت(ع) ليسوا لشيعتهم وأتباعهم فقط وإنما هم لكل الناس والطوائف والمذاهب والأحرار, وهؤلاء جميعاً يجب ان يتعرفوا على حقيقة اهل البيت(ع) وحقيقة تعاليمهم, لأنهم عندما يطلعون على معارفهم وقيمهم سيرتبطون بهم ويقتدون بهم.
ولذلك واجبنا ووظيفتنا اليوم تجاه أهل البيت(ع) التعريف بقيمهم وهذه مسؤليتنا جميعاً وليس مسؤولية العلماء والكتاب والمثقفين والنخب فقط..هي مسؤولية كل موالٍ لأهل البيت(ع) يعرف شيئاً من سيرتهم وتعاليمهم وكلماتهم.
لأن أعداءأهل البيت(ع) حاولوا بكل الوسائل والطرق التشويه والتحريف والتزوير وإلقاء الشبهات حول أهل البيت(ع), وقد جرت محاولات كثيرة للتعمية على حقيقة فكر ومنهج أهل البيت(ع), والى الآن هناك دولاً اسلامية تمنع دخول الكتب التي تتحدث عن أهل البيت(ع) والكتاب الشيعي إليها بهدف التعمية على فكرهم وسيرتهم ورسالتهم, ولأنهم يخافون من الحقيقة الساطعة التي جسدها أهل البيت(ع).
هم يمنعون إنتشار هذه التعاليم وهذه القيم وهذه المفاهيم المحمدية الأصيلة ويخافون من ان تصل الى قلوب وعقول الناس.
وهم لم يمنعوا فقط بل أنفقوا مليارات الدولارات لمواجهة فكر أهل البيت(ع) وتشويه صورة التشيع, فالسعودية أنفقت مليارات الدولارت من أجل مواجهة فكر أهل البيت(ع).
هذه المحاولات جرت ولا تزال تجري حتى اليوم مما حرم شريحة كبيرة من المسلمين من الإطلاع على هذا الفكر المشرق, وعلى أخلاق وسيرة وتعاليم أهل البيت(ع) التي لو اتبعها المسلمون لما حلّ بالعالم الإسلامي ما يحل به اليوم.
كل المصائب التي نشاهدها اليوم في منطقتنا إنما هي بفعل فهم خاطىء للدين وفهم مشوه للإسلام.
لو أن الناس أخذوا عن أهل البيت (ع) تعاليم دينهم وأحكام دينهم, لما أصاب المسلمين ما أصابهم اليوم من تلك الجماعات التكفيرية الإرهابية التي تتحرك تحت شعارات إسلامية وهي لا تمت الى الإسلام بصلة.
اليوم في ظل انشغال العرب والمسلمين في الصراعات الداخلية وأمام حالة الضعف والتفكك التي تعيشها مجتمعات ودول المنطقة تأخذ إسرائيل فرصتها لتتمادى في عدوانها وانتهاكاتها وهتكها لحرمة المسجد الأقصى واستباحتها لباحاته ومبانيه، واعتداءاتها على المصلين وتخريبها وإحراقها لبعض محتويات الأقصى، يجري كل ذلك على مرىء ومسمع العالم وفي ظل صمت عربي ودولي مريب، وحدهم الفلسطينيون في ساحة المواجهة، يواجهون المعتدين على حرمة المسجد باللحم العاري، ويجب توجيه التحية إلى أولئك المرابطين في المسجد الاقصى لثباتهم وتصديهم لتلك الاعتداءات الإرهابية الآثمة.
وعلى العرب والمسلمين أن يتحملوا مسؤولياتهم تجاه المسجد الأقصى وفلسطين, وأن يكونوا إلى جانب الشعب الفلسطيني في هذه المواجهة بالموقف والتضامن بالحد الأدنى.
يجب أن يعلن العرب والمسلمون والأحرار في العالم -دولاً وشعوباً- عن سخطهم وغضبهم واستيائهم من الممارسات الإسرائيلية, وبدل أن تقوم بعض الدول في المنطقة بدعم العصابات والتيارات التكفيرية الإرهابية التي تدمر المجتمعات والدول وتضعف جيوش المنطقة وتضع المقاومة في دائرة الإستهداف وتشرع أبواب المنطقة أمام التدخلات الخارجية، كان الأجدر بها أن تدعم خيار المقاومة ضد العدو الصهيوني الذي بات يشكل خطراً وجودياً وتهديداً دائماً للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم..
المقاومة أثبتت خلال كل التجارب والمراحل السابقة أنها قادرة على ردع العدو ولجمه عن عدوانه وإرهابه , لأنه عدو لا يفهم إلا بمنطق المقاومة ولغة المقاومة..
والحمد لله رب العالمين