الثلاثاء, 19 03 2024

آخر تحديث: الجمعة, 15 آذار 2024 12pm

المقالات
خطبة الجمعة 15-3-2024: الصبر في مواجهة التحديات

خطبة الجمعة 15-3-2024: الصبر في مواجهة التحديات

الشيخ دعموش: المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. رأى نائب رئيس المجلس...

خطبة الجمعة 8-3-2024: ضيافة الله في الشهر الكريم

خطبة الجمعة 8-3-2024: ضيافة الله في الشهر الكريم

الشيخ دعموش: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. رأى نائب رئيس المجلس...

رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024

رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024

الشيخ دعموش: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. أشار...

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024

الشيخ دعموش من الحلوسية: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو...

خطبة الجمعة 1-3-2024: المساجد ودورها في المواجهة

خطبة الجمعة 1-3-2024: المساجد ودورها في المواجهة

الشيخ دعموش: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. رأى نائب رئيس...

رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-02-2024

رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-02-2024

الشيخ دعموش: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان بمناسبة ولادة...

خطبة الجمعة 23-02-2024: الامام المهدي(ع) وبناء الحضارة

خطبة الجمعة 23-02-2024: الامام المهدي(ع) وبناء الحضارة

من الاهداف الاساسية والاستراتيجية التي بعث من اجلها الآنبياء والرسل والكتب السماوية...

  • خطبة الجمعة 15-3-2024: الصبر في مواجهة التحديات

    خطبة الجمعة 15-3-2024: الصبر في مواجهة التحديات

  • خطبة الجمعة 8-3-2024: ضيافة الله في الشهر الكريم

    خطبة الجمعة 8-3-2024: ضيافة الله في الشهر الكريم

  • رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024

    رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024

  • كلمة في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024

    كلمة في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024

  • خطبة الجمعة 1-3-2024: المساجد ودورها في المواجهة

    خطبة الجمعة 1-3-2024: المساجد ودورها في المواجهة

  • رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-02-2024

    رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-02-2024

  • خطبة الجمعة 23-02-2024: الامام المهدي(ع) وبناء الحضارة

    خطبة الجمعة 23-02-2024: الامام المهدي(ع) وبناء الحضارة

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-3-2024 المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-3-2024: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. الشيخ دعموش في رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو استهداف. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-3-2024: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. الشيخ دعموش في رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-2-2024: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 23-02-2024: العدوانية الاسرائيلية في غزة ولبنان لا يردعها ولا يسقط اهدافها شيء سوى المقاومة والحضور في الميدان ومواجهة القتل بالقتل والتدمير بالتدمير والتصعيد بالتصعيد. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 16-02-2024: العدو الصهيوني مأزوم في لبنان والمقاومة مصممة على ‏مقابلة التصعيد بالتصعيد. الشيخ دعموش في الاحتفال السنوي لجمعية البر والتقوى 9-2-2024: وقف العدوان على غزة هو الخيار الوحيد لوقف ‏جبهة لبنان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 09-02-2024: العدو وصل إلى طريق ‏مسدود واستمرار العدوان لن يؤدي إلا ‏إلى المزيد من الفشل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 2-1-2024: المقاومة وجهت للعدو رسائل نارية وأفهمته أنّه لا يمكن أن يتمادى في عدوانه على لبنان من دون أن يلقى الرد الحاسم الشيخ دعموش في اسبوع الحاج حسين مرجي: توسيع العدوان على لبنان لن يكون نزهة. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 26-1-2024: التهويل والتهديد للبنان لن يقدم أو يُؤخّر شيئًا ولن يُثني المقاومة عن دعم غزّة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-1-2024: التهديدات والرسائل التي ‏يحملها الموفدون إلى لبنان لن تقفل جبهة الجنوب طالما استمر العدوان ‏على غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-1-2024: من يريد مساعدة "إسرائيل" على الخروج من ورطتها عليه الضغط على العدو لوقف عدوانه قبل الضغط على لبنان أو الحديث عن أي شيء آخر. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيدين عبدالله الاسمر وعباس رمال 10-1-2024: إذا فرض العدو الحرب علينا فسنُريه من قدراتنا وبأسنا ما يجعله يندم على جرائمه وعدوانه. الشيخ دعموش في أسبوع الشهيد عبد الجليل حمزة في بلدة الخضر 07-01-2024: عمليّة ميرون نوعيّة واستراتيجيّة هزّت الكيان الصهيوني. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين علي غزالة في بلدة عدلون 06-01-2024: المقاومة لن تقبل بفرض قواعد جديدة تمكّن العدو من التمادي في جرائمه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 05-01-2024: كلّ جرائم العدو لن تُثني المقاومة عن القيام ‏بواجبها. الشيخ دعموش في الذكرى الرابعة للشهيد سليماني في مجمع السيدة زينب: العدوان على غزة زادنا قناعة وتمسكًا بخيار ‏المقاومة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-12-2023: المقاومة في لبنان أوقعت العدو في حرب استنزاف يومية حقيقية. الشيخ دعموش في ملتقى شهيد القدس الثاني الشبابي 28-12-2023: المقاومة في غزة ولبنان مصممة على مواصلة المعركة مهما بلغت التضحيات. الشيخ دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد احمد الحاج علي 23_12_2023: الواقع في جنوب لبنان تحدده المقاومة وليس العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-12-2023: ‏المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي اعتداءات جديدة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد حمد يوسف في عين بعال 18_12_2023: الهمجية الإسرائيلية الأميركية لا تردعها إلاّ القوة ومعادلات المقاومة الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-12-2023: العدوان على غزة محكوم بالفشل الشيخ ‏دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد علي حسن الاتات: إذا فكّر العدو مجددًا بالاعتداء على بلدنا سنصنع انتصارًا جديدًا لوطننا وأمتنا الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-12-2023: المقاومة أدخلت العدو في حرب استنزاف حقيقية وهو أعجز من أن يفرض إرادته على لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-12-2023: المقاومة في غزة والمنطقة لن تدع ‏الإسرائيلي يحقّق أهدافه. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد احمد مصطفى من حولا: المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي استهداف أو اعتداء على لبنان الشيخ دعموش في حفل العباءة الزينبية من الدوير: إذا استأنف العدو عدوانه فستريه المقاومة من بأسها ما لم يرَه من قبل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 24-11-2023: العدو الصهيوني لم يقبل بالهدنة إلا بعدما فشل في كسر المقاومة وفي كسر إرادة أهل غزة. الشيخ دعموش في الاعتصام التضامني الكبير مع غزة في الضاحية الجنوبية: إذا استمر العدوان على غزة فلا يمكن ضمان عدم توسع الحرب وتصبح كل الاحتمالات مطروحة. الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة 17-11-2023: سنواصل دعمنا ونصرتنا لغزة وسنستمر في استنزاف العدو على الحدود الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 10-11-2023: التوغل البري في غزة لن يحقق للعدو أهدافه ولن يوصله إلى نتيجة. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد علي ابراهيم رميتي في مجمع الامام علي الشياح: المقاومة لن تتسامح مع استهداف المدنيين وستردّ بشكل حاسم الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين وليد ذيب في شقرا: نقوم بما تُمليه علينا طبيعة المواجهة مع العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 03-11-2023 : التفويض الغربي للعدو بالحرب المدمرة على غزة سيبقى وصمة عار في تاريخ أميركا والغرب والدول المطبعة . الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 27-10-2023: لن نترك واجبنا في نصرة غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 20-10-2023: الكيان الصهيوني الغاصب زائل حتمًا. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-10-2023: الثبات والصمود في المواجهة الدائرة في غزة كفيل بأفشال أهداف العدو وحلفائه. الشيخ دعموش من بر الياس: السكوت عما يجري في غزة خيانة كبرى ولن نتردد في فعل كل ما نستطيعه من أجل نصرة الشعب الفلسطيني. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-9-2023: لولا المقاومة لكان لبنان اليوم مازال تحت الاحتلال. الشيخ دعموش: الإمام موسى الصدر كان صاحب رؤية جهادية وسياسية واضحة، كان يدعو الدولة إلى تسليح الجنوبيين من أجل الدفاع عن أرضهم لأنه كان يدرك حجم الأطماع الإسرائيلية في لبنان. الشيخ دعموش: تعلمنا من الإمام السيد موسى الصدر المقاومة وأن أرضنا المحتلة لا يمكن استعادتها الا بالجهاد والقتال والشهادة والتضحيات. الشيخ دعموش: الإمام الصدر كان من أشد الحريصين على سيادة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي وعيشه المشترك والإيمان به وطنًا نهائيًا لجميع أبنائه. الشيخ دعموش: نحنعلى درب هذا الإمام الكبير والعزيز سنواصل طريق المقاومة لنحمي بلدنا وخيراتنا وثرواتنا، ولن نتخلى عن فلسطين والقدس. الشيخ دعموش: لن نألو جهدًا على المستوى الداخلي للتخفيف من معاناة أهلنا والحفاظ على الاستقرار والسعي لبناء دولة قوية وعادلة، دولة خالية من الفساد والسرقات الشيخ دعموش: هناك فريق سياسي يدعو جهارًا نهارًا إلى المواجهة والفتنة ويُريد رئيسًا يجمع حوله ما يُسمى بالمعارضة من أجل مواجهة حزب الله ليحقق من حيث يدري أو لا يدري أهداف العدو الإسرائيلي في لبنان. الشيخ دعموش: هذا المنطق يكشف عن عقل يريد تخريب البلد والقضاء على كل أمل بالوصول إلى حل للأزمات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها البلد. الشيخ دعموش: لن نقبل بوصول رئيس للجمهورية يُحقّق أهداف أعداء لبنان ويكون منصة للفتنة والحرب الأهلية كما يريد فريق التحدي والمواجهة الشيخ دعموش: ما نريده انتخاب رئيس لكل اللبنانين يحفظ وحدتهم وسلمهم الأهلي ويعمل على إنقاذ البلد وإخراجه من أزماته. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 25-8-2023: الحصار الأميركي على لبنان فشل. الشيخ دعموش: سياسة العقوبات والحصار والتجويع هي سياسة قديمة جديدة، يستخدمها المستكبرون لإخضاع الشعوب وبهدف السيطرة والهيمنة. الشيخ دعموش: هذه السياسة تستخدمها أميركا اليوم ضد الشعوب والدول الرافضة للخضوع من أجل فرض شروطها وإملاءاتها. الشيخ دعموش: استمرار الوجود الأميركي وتعزيزه، في شمال شرقي سوريا، هو لحماية "داعش" وتشديد الحصار على سوريا. الشيخ دعموش: إننا على ثقة بأنّ الشعب السوري والقيادة السورية سيتجاوزون هذه المرحلة من دون خضوع واستسلام. الشيخ دعموش: لن تثنينا الحملات الإعلامية الخبيثة عن التمسك بسلاح المقاومة والعمل بما تمليه علينا المصلحة الوطنية. الشيخ دعموش: حزب الله أولويته الأولى إنقاذ البلد وانتخاب رئيس للجمهوريّة وإعادة انتظام مؤسسات الدولة، لتقوم بدورها في خدمة الناس ومعالجة أزماتهم. الشيخ دعموش: حزب الله يعمل بكلّ أمل على إيجاد المخارج والحلول للازمات، انطلاقًا من حرصه على وحدة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي

الصفحة الرئيسية

محاضرة تحت عنوان مكانة الإمام الحسن (ع) في الإسلام

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا وحبيب قلوبنا وشفيع ذنوبنا أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين.في هذه الأيام المباركة نلتقي بذكرى ولادة الإمام الثاني من ائمة أهل البيت (ع) الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وهو الإمام الحسن بن علي بن ابي طالب عليهما السلام، الذي ولد في حياة جده الرسول الأكرم (ص) في النصف من شهر رمضان المبارك من السنة الثالثة للهجرة النبوية، وكان أول ولد لفاطمة الزهراء.

       ولا بد لنا أن نقف مع هذه الذكرى المجيدة لنتعرف على موقع ومنزلة الحسن في الإسلام والعقيدة، ولنتعرف على فضله وبعض مواقفه وسيرته من اجل أن نعيش الالتزام بإمامته، والاقتداء بشخصيته، والارتباط بخطه ونهجه، والاستفادة العملية من مواعظه وكلماته وحكمه.

       ولأننا لا نستطيع الإحاطة بكل سيرته وحياته في هذا الحديث المختصر فإنني سأقتصر على إثارة وتحليل بعض الجوانب المتعلقة بحياته في نقطتين:

في النقطة الأولى: نطلع على بعض المواقف التي اطلقها رسول الله (ص) تجاه الحسن والتي يبين فيها مكانة وموقع ومنزلة الحسن (ع) في الإسلام.

وفي النقطة الثانية: نذكر شيئا من سيرته الذاتية وكلماته من اجل الاستفادة العملية منها.

أما النقطة الأولى: فإن المعروف أن الإمام الحسن (ع) عاش في ظل جده المصطفى(ص) سبع سنوات، وفي هذه السنوات السبع كانت هناك علاقة حميمة بين الرسول (ص) وبين الحسن (ع) ، تجاوزت هذه العلاقة حدود العلاقة العائلية والعلاقة العاطفية التي تربط الأب بأبنه والجد بحفيده فقد كان النبي (ص) يرعى تربية الحسن رعاية خاصة ومميزة، فكان يغذيه بآدابه ومعارفه ويعطيه من علومه واخلاقه، ويربي فيه المؤهلات الكافية لأن تجعله جديرا بدور قيادي على مستوى الأمة في المستقبل.

       وكانت تلك السنوات السبع التي عاشها الإمام الحسن (ع) في رعاية وتربية النبي (ص) على قلتها كافية لأن تجعل من الحسن (ع) صورة مصغرة عن شخصية رسول الله حتى اصبح جديرا بذلك الوسام الذي منحه اياه رسول الله (ص) عندما قال له : (أشبهت خلقي وخُلُقي).

       ولم يكن هذا الموقف هو الموقف الوحيد الذي اطلقه رسول الله (ص) تجاه الحسن (ع)، فهناك عشرات النصوص المروية عنه (ص) في حق الإمام الحسن (ع) وفي حق أخيه الإمام الحسين (ع) اللذين لم يكن يفصل رسول الله (ص) بينهما في الرعاية والفضل والمحبة. 

       هذه النصوص عكست مواقف كثيرة ومتنوعة لرسول الله (ص) تجاه هذين الإمامين،وعبرت عن عمق مكانتهما في الإسلام والعقيدة، وعما ينتظرهما من دور قيادي على صعيد تحمل مسؤولية هداية ورعاية وقيادة الأمة من بعده.

       من هذه الأحاديث ما رواه المسلمون على اختلاف طوائفهم عن النبي (ص) من أنه قال "الحسن والحسين سيدا شباب الجنة،.

       وكان يقول (ص) وهو يشير إليهما: اللهم إني احبهما فأحبهما وأحب من يحبهما وابغض من يبغضهما.

       ويصرح في موقف آخر : الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا ويشير إليهما فيقول: انتما الإمامان ولأمكما الشفاعة.

وهكذا كان يقول عن الحسن: هو سيد شباب أهل الجنة، وحجة الله على الأمة، امره امري، وقوله قولي، ومن اتبعه فإنه مني، ومن عصاه فإنه ليس مني.

وفي موقف آخر ينقله لنا أنس بن مالك يقول:دخل الحسن على النبي فأردت ان ابعده عنه، فقال (ص): ويحك يا أنس دع ابني وثمرة فؤادي، فإن من آذى هذا آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله.

وهكذا كان يقول (ص): لو كان العقل رجلاً لكان الحسن.

لقد كان الحسن أحب الناس إلى النبي بل لقد بلغ من حبه له ولأخيه الحسين أنه كان يقطع خطبته في المسجد وينزل عن المنبر ليحتضنهما.

وكان المسلمون يرون رسول الله كيف يهتم بالحسن ويحضنه ويصبر عليه، وحين كان يصعد وهو في سن الطفولة على ظهر النبي وهوساجد في الصلاة، كان يطيل النبي السجود إلى درجة أن المسلمين كانو يظنون أن الوحي ينزل عليه، فيقولون له: يا رسول الله هل نزل عليك الوحي ؟ فيقول لهم : لا، ولكني احببت أن لا ازعج ابني حتى ينزل من تلقاء نفسه عن ظهري.

هذا السلوك من النبي تجاه الحسن واتجاه اخيه الحسين،  وهذا التكريم الرسالي لهما، وتلك المواقف الكبيرة بحقهما لم تكن بدافع القرابة التي تربط رسول الله (ص) بالحسن والحسين (ع) ولا بدافع العاطفة، ولا هي ناتجة عن مصالح وأهواء شخصية من النبي(ص) ، وإنما كان (ص) ينطلق في مواقفه وفي احاديثه وفي سلوكه من اجل هذا الدين ومن اجل حاضر ومستقبل هذه الرسالة. وهذه الأمة, لأنه كما اخبرنا القرآن عنه (ص) : (لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى)، فكلماته وحي واحاديثه وحي الهي ومواقفه وحي الهي ... وهكذا ...

إن إظهار هذه المواقف من قبل النبي (ص) بصورة علنية ، وفي الوسط الاسلامي العام وحتى من على المنبر احيانا، كان له هدف اسمى وابعد من إظهار المحبة والمودة فقط للإمامين الحسن والحسين (ع).

لقد كان لهذه المواقف دلالات واهداف بعيدة المدى ترتبط بمستقبل هذا الدين وبمستقبل الأمة بعد رسول الله (ص) ، ولعل من ابرز تلك الدلالات والأهداف :

أولا: الفات الأمة إلى ما ينتظر هذا الوليد الجديد (الإمام الحسن (ع) ) من دور قيادي بعد رسول الله (ص) وإعداد الناس نفسيا ووجدانيا لقبول إمامة الحسن والحسين (ع) وسائر الأئمة (ع) وإظهار احقيتهم في خلافة النبي (ص) وقيادة الامة من بعده .

ثانيا: ان النبي قد بث في الحسنين من العلوم والمعارف والحكم والأخلاق، وربى فيهما من المؤهلات ما يجعلهما جديرين بمقام الخلافة والقيادة وهداية الأمة وتحمل مسؤولياتها من بعده.

ثالثا: اراد النبي (ص) من تلك المواقف ايضا، إيجاد المناخ النفسي الملائم لدى الأمة من اجل أن لا تستسلم أمام محاولات الابتزاز لحقها المشروع في الاحتفاظ بقيادتها الإلهية التي فرضها الله لها، أو على الأقل أن لا تتأثر بعمليات التشويه التي قد تتعرض لها القيادة الشرعية بعد رسول الله (ص).

       رابعاً: أراد النبي (ص) من خلال هذه المواقف ايضا: توجيه الأمة للارتباط بالحسن والحسين وسائر أئمة أهل البيت (ع) ارتباطا عقيديا وليس مجرد ارتباط عاطفي أو نفسي أو قلبي، أي أن يكون ارتباطنا بهم ارتباط الولاء لهم وارتباط الاتباع والقيادة وارتباط الطاعة والعمل أن يكونوا قدوة واسوة لنا، نهتدي بهم ونتعلم منهم الاسلام وقضايا الفكر والعقيدة والتشريع  والاخلاق، وكل المعاني السامية التي عاشوا من اجلها وضحوا واستشهدوا في سبيلها.

       أما النقطة الثانية: وهي النقطة المتعلقة بسيرة الإمام الحسن (ع)، فقد جاء في كتب السيرة والتاريخ أن الحسن (ع) كان اشبه الناس خلقا وخُلُقاً برسول الله (ص)،وكان الناس إذا اشتاقوا إلى رسول الله بعد وفاته ينظرون إلى الحسن (ع) ليجدوا فيه سمات النبي (ص) وصفاته.

       وكان (ع) اعبد اهل زمانه وازهدهم واكثرهم طاعة لله. فقد ورد عنه أنه كان إذا توضأ ارتعدت فرائصه، واصفر لونه من خشية الله.

       فقد سئل عن ذلك فقال (ع) : حق على كل من وقف بين يدي رب العرش أن يصفر لونه وترتعد فرائصه.

       ويصف لنا الإمام زين العابدين (ع) عمه الإمام الحسن (ع) وسيرته الذاتية وعلاقته بالله فيقول: كان اعبد الناس في زمانه،وازهدهم وافضلهم، وكان إذا حج حج ماشيا وربما مشى حافيا وكان إذا ذكر الموت بكى،وإذا ذكر القبر بكى، وإذا ذكر البعث والنشور بكى، وإذا ذكر المرور على الصراط بكى، وأذا ذكر العرض على الله شهق شهقة يخشى عليه منها. (يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية).

 وكان إذا قام للصلاة ترتعد فرائصه بين يدي الله عز وجل، وإذا ذكر الجنة والنار يضطرب اضطراب السليم، وسأل الله الجنة وتعوذ من النار،وكان إذا قرأ في  القرآن (يا أيها الذين امنوا)  رفع صوته وقال : )إلهي ضيفك ببابك، يا محسن قد اتاك المسيء، فتجاوز ما عندنا بجميل ما عندك يا كريم)وهذا هو الدخول الواعي إلى المسجد.

وكان عليه السلام: عندما يرى بعض الناس الذين يطلبون الهيبة والعزة من خلال السلطة أو الموقع أو الطائفة أو العشيرة أو ما شاكل ذلك كان يقول لهم : (من أراد عزا بلا عشيرة، وهيبة بلا سلطان، فلينتقل من ذل معصية الله إلى عز طاعته). فكن المطيع لله ليعطيك الله هيبة من هيبته، وكن المتقي لله ليعطيك الله عزا من عزته، وهذا ما عبر عنه الإمام زين العابدين (ع) حيث كان يقول في الدعاء (واعصمني يا رب من أن اظن بذي عدم – أي فقير – خساسة ، أو اظن بصاحب ثروة فضلا، فإن الشريف من شرفته طاعتك والعزيز من اعزته عبادتك).

       فمقياس الشرف والعزة في ثقافة أهل البيت (ع) هو الطاعة لله سبحانه.

       واختم حديثي هنا بما ورد عن الإمام الحسن (ع) في السياسة، فقد سأله بعض الناس عن رأيه في السياسة فقال (ع): هي أن تراعي حقوق الله وحقوق الأحياء وحقوق الأموات، فأما حقوق الله: فأداء ما طلب والاجتناب عما نهى, وأما حقوق الأحياء: فهي أن تقوم بواجبك نحو اخوانك، ولا تتأخر عن خدمة امتك، وأن تخلص لولي الأمر ما أخلص لأمته، وأما حقوق الأموات: فهي أن تذكر خيراتهم وتتغاضى عن مساوئهم، فإن لهم ربا يحاسبهم.

       هذه هي صفة الحسن (ع) وسيرته وهي صفة أهل البيت (ع) جميعا، ونحن عندما نتذكر الإمام الحسن (ع) ونتذكر اهل البيت (ع) وكلماتهم المضيئة، فإننا نريد أن نجدد التزامنا بهم وبإمامتهم وبخطهم وبكل ما نصحونا وعلمونا لأن ذلك معنى أن نكون معهم.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب رالعالمين