كلمة في الذكرى الثالثة لاستشهاد الشيخ النمر 10-1-2019
- المجموعة: نشاطات ولقاءات
- 10 كانون2/يناير 2019
- اسرة التحرير
- الزيارات: 1788
لفت نائب رئيس المجلس التنفيذي الشيخ علي دعموش: الى ان الجمود في الملف الحكومي ليس في مصلحة البلد ويضر بسمعة لبنان ويفاقم المشكلات والازمات القائمة.
وأكد: أن من يؤخر تشكيل الحكومة ويضيع الوقت والفرص على لبنان هو من يصر على تجاوز نتائج الانتخابات النيابية وعلى عدم الاعتراف بالآخرين وحقهم في التمثيل في الحكومة ويرفض الحلول المطروحة ، مشيرا: الى ان البلد بات في وضع لا يحتمل اَي تاخير او تعطيل في تأليف الحكومة
وخلال كلمة له في احتفال الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد الشيخ نمر النمر في مجمع المجتبى(ع) في الضاحية الجنوبية لبيروت طالب الشيخ دعموش بطرد السعودية من منظمات ومؤسسات حقوق الإنسان لما ترتكبه من جرائم بحق الانسان والانسانية. مؤكدا: أن العطايا المالية السعودية وترامب وادارته ومعهم نتنياهو لن يستطيعوا ان يلمعوا صورة آل سعود بعد كل هذا المسار الحافل بالاجرام ولا محو فضائحهم.
وأشار: الى ان أن السعودية تحولت في السنوات الأخيرة إلى أداة بيد أميركا واسرائيل للتشجيع على التطبيع وتسويق صفقة القرن واقناع العرب والفلسطينيين بها. معتبرا: ان التطبيع مع العدو الصهيوني من قبل النظام السعودي والانظمة الخليجية والتعاون معه ومع اميركا ضد ايران وضد القضية الفلسطينية هو أعظم خيانة للاسلام وللأمة ولفلسطين وللقدس.
وشدد: على ان التطبيع من قبل هذه الأنظمة الخائنة لن يجعل من اسرائيل كيانا مقبولا لدى شعوب المنطقة، بل ستبقى اسرائيل في نظر هذه الشعوب كيانا محتلا غاصبا قائما على القتل والإرهاب والعدوان وارتكاب المجازر.
ورأى: انه ليس أمام الدول والشعوب المستهدفة لمواجهة التهديدات وإفشال المخططات الامريكية والاسرائيلية سوى والثبات والصمود والمقاومة، فالمقاومة في لبنان وفلسطين وسوريا وايران واليمن وخلال كل المراحل السابقة افشلت العدوان والعقوبات والحصار والفتن، والحقت الهزيمة بالمشروع الامريكي الاسرائيلي السعودي في سوريا، ولم تستطع كل آلة الارهاب الامريكي الاسرائيلي ان تحقق أهدافها في المنطقة او أن تثني شعوب المنطقة عن الدفاع عن اوطانها وحقوقها، واليوم مهما حاولوا سيفشلون مجددا وسيصابون بالخيبة والهزيمة .
نص الكلمة
في الذكرى الثالثة لاستشهاد الشيخ نمر النمر نقف مع عالم رباني ورسالي شجاع، لم يصده الاعتقال ولا السجن ولا التهديد ولا الوعيد والترهيب ولا بطش السلطة عن ان يقوم بدوره الرسالي في التزام الحق وفي قول كلمة الحق وفي المطالبة بالحقوق المشروعة لأهله وشعبه، وفي التعبير عن موقفه الداعم للمقاومة في لبنان وفلسطين وللقضية الفلسطينية وللقدس .
لقد استشهد الشيخ النمر بقرار من آل سعود، بقرار من هذه العائلة التي فرضت نفسها على شعب الجزيرة العربية بالمجازر والقتل والترهيب، وأسست مملكتها على سيل من دماء هذا الشعب وقبائله وعشائره بدعم وتمويل بريطاني ،في نفس الوقت الذي كان يحضر فيه الاستعمار البريطاني لإقامة كيان آخر على القتل والمجازر والأشلاء وسيل الدماء اسمه إسرائيل في فلسطين المحتلة.
لم يحمل الشهيد الشيخ النمر السلاح في وجه السلطة ولا انشأ او قاد مجموعة مسلحة ولا دعا إلى حمل السلاح او القتال او العنف ، ولا دعا إلى الانشقاق عن المملكة او تقسيم البلد، لم تكن هذه مشكلة الشيخ النمر كان كل مسار الشيخ النمر هو مسار سلمي، مثل كل العلماء في المنطقة الشرقية وفي البحرين، مشكلة الشيخ النمر الحقيقية أنه صدح بالحق وكان رجلاً شجاعاً، كان يتكلم بالحق، وينتقد ويعترض ويدعو للاصلاح، ويطالب بحقوق شعب الجزيرة العربية، كان يطالب بأن يحصل هذا الشعب على ثرواته، لا أن ينهبه أمراء آل سعود، او يعطى لأميركا لحماية عروشهم، كان يطالب بالحريات الطبيعية التي يطالب بها أي إنسان في أي مكان في العالم، ولكنه يطالب بشجاعة وبوضوح وبصراحة، هذه هي جريمته الوحيدة.
في مملكة آل سعود ممنوع النقد، وممنوع الاعتراض، وممنوع النقاش وممنوع على الشعب ان يطالب بحقوقه وثرواته، ولا مجال لعالم دين ولا لرجل إصلاح ان يقول كلمة الحق، ومن يتكلم أو يعترض يعدم، سواء كان شيعياً أم سنياً، إسلامياً أم غير إسلامي، وطنيا، ام قوميا، ام ليبراليا.. هذه هي السعودية التي تريد أن تنشر الديموقراطية في المنطقة، وتريد أن تدافع عن الحريات في المنطقة.
لقد اراد نظام ال سعود ان يحقق مجموعة اهداف بقتله للشهيد الشيخ النمر ولكنه فشل في معظم أهدافه:
فقد اراد من خلال قتله للشهيد الشيخ النمر اخفات كل صوت معارض يفضح سياساتهم ويكشف حقيقة نظامهم، فاذا بهذه الجريمة وغيرها من الجرائم التي ارتكبها النظام تعري النظام وتفضحه اكثر.
اراد اخافة الآخرين والمعارضة السياسية وترهيبها والقول لكل من ينتقدهم او يعارضهم ان من ينتقدنا أو يعترض علينا سنسفك دمه. فاذا بالاخرين حتى من داخل البيت السعودي ترتفع اصواتهم اكثر واذا بالمعارضة السياسية تتسع لتصبح على مساحة الوطن بدليل حملة الاعتقالات التي جرت على مدى السنتين الاخيرتين والاعداد الكبيرة التي تم زجها بالسجون.
اراد النظام من خلال قتله للشهيد احداث فتنة سنية شيعية وتعميق الفتنة في المنطقة، لكن وعي المسلمين من السنة والشيعة فوت على النظام هذا الهدف.. فهناك مرجعيات دينية شيعية وسنية ومن الجمهورية الإسلامية في إيران، وأطر سياسية وجهادية تنتسب مذهبياً إلى الطائفة السنية الكريمة، اتخذت مواقف عظيمة وجليلة وادانت هذه الجريمة وكانت الأساس في إحباط أهداف آل سعود من هذه الجريمة
هذه الجريمة وان لم تأخذ ابعادها السياسية والانسانية والاعلامية كما أخذت غيرها من الجرائم الا انها ستبقى وصمة عار تملأ وجوه دوتاريخ وحاضر ومستقبل آل سعود إلى يوم القيامة، وستلاحقهم في الدنيا وفي الآخرة.
لقد اسست دماء الشهيد الشيخ النمر لمسار من الفضائح المخزية لهذا النظام فتتالت فضائحه وولا تزال تتكشف في كل يوم حجم الجرائم التي ارتكبها بحق شعبه وبحق شعوب المنطقة.
لقد كشف النظام عن وجهه اللاانساني والوحشي وعن سقوط وانحدار اخلاقي من خلال ما يرتكبه من جرائم بحق شعبه ومعارضيه.
وهذا السقوط والانحدار الاخلاقي والسياسي والاعلامي المدوي للسعودية هذه الايام هو نتيجة هذا المسار الاجرامي الذي يتبعه النظام في الداخل وفي الخارج.
هذا النظام يستحق كل هذا التشهير وكل هذا الانحدار على المستوى الدولي لانه كان يخدع العالم بتمظهره بالخير ويشتري صمت بعض الدول والانظمة عن جرائمه وارتكاباته في اليمن وسوريا والبحرين وغيرها.
لن يستطيع ترامب ولا ادارته ولا نتنياهو ولا العطايا المالية السعودية ان يلمعوا صورة آل سعود بعد كل هذا المسار الحافل بالاجرام ولا محو فضائحهم.
اليوم امام جرائم ال سعود بحق العلماء ورجال الاصلاح والمعارضين وبحق الشعب اليمني والبحريني وشعوب المنطقة مسؤوليتنا ومسؤولية كل انسان حر وشريف أن يكشف المزيد من الحقائق عن هذا النظام للعالم وان يزيل القناع عن الوجه اللاانساني لال سعود.
المواقع الدينية والسياسية والإعلامية والحزبية والاجتماعية والثقافية والحقوقية في عالمنا العربي والإسلامي بل في كل العالم يجب أن تقول الحق الذي كان يقوله الشيخ نمر النمر.
يجب أن يعرف العالم ان منشأ ومصنع وأساس ومبدأ ومنطلق الفكر التكفيري الذي يدمر ويقتل ويرتكب المجازر ويهدد شعوب العالم كله من مسلمين ومسيحيين هو من هذا النظام ومن هذه العائلة ومن هذه المدرسة في السعودية.
يجب أن تقال كلمة الحق في وجه هذا الطاغوت الذي يدمر الإسلام والأمة ويسيء بجرائمه الى العالم الاسلامي.
وهذه المسؤولية هي مسؤولية العلماء والخطباء والنخب والمحللين السياسيين، مسؤولية الجميع، ويجب أن لا نخشى لومة لائم في تحمل هذه المسؤولية، يجب أن نشرح هذه الأمر لشعوبنا، لأمتنا، للعالم وهذا من أعظم الجهاد في هذه الأيام كما يقول سماحةالامين العام.
اليوم أهم رد على جرائم ال سعود وطغيانهم وجبروتهم أن نتحمل هذه المسؤولية، وأن نصدح بالحق الذي كان يصدح به الشهيد الشيخ نمر النمر، وأن نقول الحق على الملأ بكل شجاعة.
يجب ان يعرف العالم، أن هناك شعبا مظلوما في شبه الجزيرة العربية تحكمه مجموعة فاسدة، سارقة، ناهبة لخيراته وثرواته، عندما يتكلم أو ينطق تقطع رأسه بالسيف، وتتهمه بالحرب على الله ورسوله.
على العالم الذي باتت تتكشفت له حقيقة هذا النظام بعد سلسلة الجرائم التي ارتكبها مؤخرا أن يطرد هذا النظام من منظمات ومؤسسات حقوق الإنسان، لان نظاما غارقا في استباحة حقوق الإنسان، وعدم الاعتراف حتى بأبسط الحقوق الإنسانية لأبناء شعبه لا ينبغي ان يكون له مكان في تلك المؤسسات.
يجب ان تعرف شعوب هذه المنطقة والعالم انه وعلى مدى مئة سنة كم قدّم هذا النظام من خدمات لبريطانيا في منطقتنا، وبعدها لأميركا ومعها لإسرائيل، كم ألحق من أضرار بشعوب منطقتنا وحكومات ودول منطقتنا، وقضية العرب والمسلمين المركزية في فلسطين؟
اليوم السعودية تحاول تسريع خطوات التطبيع مع إسرائيل لإنهاء القضية الفلسطينية، كي لا يبقى قضية فلسطينية مركزية للعرب وللمسلمين، لقد تحولت السعودية وخاصة في السنوات الأخيرة إلى أداة بيد أميركا واسرائيل للتشجيع على التطبيع وتسويق صفقة القرن واقناع العرب والفلسطينيين بها .
التطبيع الذي تقوده السعودية مع اسرائيل وصل الى مستويات غير متوقعة وهو ما صرح به رئيس وزراء العدو بنيامين نتانياهو الذي أعلن أكثر من مرة عن وجود تعاون مع دول عربية لم يكن يتوقع ان تتعاون معه بهذا المستوى، وأنّ هذا التعاون لم يسبق له مثيل في تاريخ إسرائيل وطبعا يقصد بالدرجة الاولى المملكة العربية السعودية.
التطبيع مع العدو الصهيوني من قبل النظام السعودي والانظمة الخليجية والتعاون معه ومع اميركا ضد ايران وضد القضية الفلسطينية هو أعظم خيانة للاسلام وللأمة ولفلسطين وللقدس.
التطبيع من قبل هذه الأنظمة الخائنة لن يجعل من اسرائيل كيانا مقبولا لدى شعوب المنطقة، بل ستبقى اسرائيل في نظر هذه الشعوب كيانا محتلا غاصبا قائما على القتل والإرهاب والعدوان وارتكاب المجازر، وهي تجاهر بذلك، وتهدد وتتوعد في كل يوم شعوب المنطقة.
وليس أمام الدول والشعوب المستهدفة لمواجهة هذه الغطرسة وإفشال المخططات الامريكية والاسرائيلية سوى والثبات والصمود والمقاومة، فالمقاومة في لبنان وفلسطين وسوريا وايران واليمن وخلال كل المراحل السابقة افشلت العدوان والعقوبات والحصار والفتن، والحقت الهزيمة بالمشروع الامريكي الاسرائيلي السعودي في سوريا، ولم تستطع كل آلة الارهاب الامريكي الاسرائيلي ان تحقق أهدافها في المنطقة او أن تثني شعوب المنطقة عن الدفاع عن اوطانها وحقوقها، واليوم مهما حاولوا سيفشلون مجددا وسيصابون بالخيبة والهزيمة .
اما في الشأن الحكومي فالمراوحة والجمود في الملف الحكومي ليس في مصلحة البلد ويضر بسمعة لبنان ويفاقم المشكلات والازمات القائمة.
اليوم من يؤخر تشكيل الحكومة ويضيع الوقت والفرص على لبنان هو من يصر على تجاوز نتائج الانتخابات النيابية وعلى عدم الاعتراف بالآخرين وحقهم في التمثيل في الحكومة ويرفض الحلول المطروحة ، لقد ضيعتم الكثير من الوقت والفرص على البلد بعنادكم ومكابرتكم وابتعادكم عن الواقعية السياسية، فلا تضيعوا المزيد منها؛ فالبلد بات في وضع لا يحتمل اَي تاخير او تعطيل، وأي تاخير قد تكون له سلبيات وتداعيات قد لا تقتصر أضرارها على الوضع الاقتصادي والمالي والمعيشي بل تتعداه لالحاق الضرر بمجمل الأوضاع في لبنان.
للشيخ النمر ولكل الشهداء الرحمة والرضوان وعلو الدرجات ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يحشره مع الأنبياء والصالحين والصديقين والشهداء وحسُن أولئك رفيقا. والسلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.