علاج الخلافات الزوجية (9)
- المجموعة: الحديث الرمضاني 1438 هـ
- 12 حزيران/يونيو 2017
- اسرة التحرير
- الزيارات: 2749
الشيخ دعموش في الحديث الرمضاني 12-6-2017:على الزوجين أن يحاولا الاستفادة من الخلافات لفتح حوار هادئ وبنّاء يؤسّس لعلاقة متينة بينهما.
الطلاق أو التهديد به او العنف ليس هو العلاج للخلافات التي تحصل بين الزوجين فحينما تظهر بوادر الخلاف أو النشوز أو الشقاق فليس الطلاق أو استخدام سياسة العنف هو الحل، الطلاق له آثار وتداعيات سلبية كبيرة تحدثنا عن بعضها فيما سبق، وكذلك العنف يعمق المشكلة ولا يحلها، أهمّ ما يُطلب في المعالجة هو الصبر، والتحمّل، والإستعداد للتسامح والتغاضي عن كثير من الأمور. ومن دون ذلك لا تعالج المشاكل. فقد لا تكون المصلحة والخير دائماً في ما يحبّ الإنسان ويشتهي، بل قد تكون المصلحة والخير على عكس ما يرغب أو يظنّ:﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا﴾
الطلاق أو التهديد به او العنف ليس هو العلاج للخلافات التي تحصل بين الزوجين فحينما تظهر بوادر الخلاف أو النشوز أو الشقاق فليس الطلاق أو استخدام سياسة العنف هو الحل، الطلاق له آثار وتداعيات سلبية كبيرة تحدثنا عن بعضها فيما سبق، وكذلك العنف يعمق المشكلة ولا يحلها، أهمّ ما يُطلب في المعالجة هو الصبر، والتحمّل، والإستعداد للتسامح والتغاضي عن كثير من الأمور. ومن دون ذلك لا تعالج المشاكل. فقد لا تكون المصلحة والخير دائماً في ما يحبّ الإنسان ويشتهي، بل قد تكون المصلحة والخير على عكس ما يرغب أو يظنّ:﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا﴾
لذلك ينبغي على كلا الزوجين أن يحاولا الاستفادة من هذه الخلافات للانطلاق في حوار هادئ وبنّاء يؤسّس لعلاقة متينة بين الزوجين؛ إذ غالباً ما تكون مشاكل كهذه عاملاً مهمّاً من عواملالحوار والتفاهم، شرط أن يحسن الإنسان التعامل معها والاستفادة منها
ومن الأساليب الإيجابية النافعة في حلّ الخلافات والمشاكل الأسريّة:
1.التنبّه إلى طريقة التكلّم:
الكلمات الحادّة، والعبارات العنيفة، تعلق في ذهن الآخر حتى بعد انتهاء الخلاف عن الرسول الأعظم صلى الله عليه واله وسلم أنّه قال في اللسان الذي لم يتقيّد بأوامر الشرع ونواهيه: "إن كان في شيء شؤم ففي اللسان"
وهذه ليست دعوة للصمت والسكوت؛ لأنّهما حلّ سلبي ومؤقّت لمعالجة الخلافات والمشاكل, بل ينبغي الكلام وفتح باب الحديث والنقاش المتبادل بعد اختيار الزمان والمكان المناسبين، لكن الأهمّ من ذلك كلّه التنبّه لطريقة الكلام عند بدء الحديث، فلا يصدر منّا ما يؤذي الطرف الآخر أو يُسيء إليه. والأهمّ في هذا كلّه الابتعاد عن الغضب، وترك الجدال والنقاش غير المجدي واللغو في الكلام؛ لأنّها تورث العداوة والبغضاء، ولا تحقّق الهدف المرجو من النقاش.
روي عن الرسول الأعظم صلى الله عليه واله وسلم: "ثلاث من لقي الله عزّ وجلّ بهنّ دخل الجنّة من أيّ باب شاء: من حسن خلقه، وخشي الله في المغيب والمحضر، وترك المراء(اي الطعن في كلام الغير خاصة اثناء الجدال بهدف اذلاله وتحقيره) وإن كان محقّاً.
وذُكر الغضب عند الإمام أبي جعفر عليه السلام فقال: "إن الرّجل ليغضب فما يرضى أبداً حتّى يدخل النّار، فأيّما رجل غضب على قوم وهو قائم فليجلس من فوره ذلك؛ فإنّه سيذهب عنه رجز الشّيطان، وأيّما رجل غضب على ذي رحم فليدن منه فليمسّه فإنّ الرّحم إذا مُسّت سكنت"
2.الابتعاد عن الأساليب غير المجدية:
ينبغي الابتعاد عن الأساليب التي قد ينتصر بها أحد الطرفين على الآخر، لكنّها في المقابل تعمّق الخلاف بينهما وتجذّره؛ كأساليب التهكّم والسخرية، أو الإنكار والرفض، أو السباب والشتائم. قال أمير المؤمنين عليه السلام في وصيّته لمحمد بن الحنفية في مداراة المرأة: "إنّ المرأة ريحانة وليست بقهرمانة، فدارها على كلّ حال، وأحسن الصحبة لها؛ فيصفو عيشك".
وعن الإمام الصادق عليه السلام عن النبي صلى الله عليه واله وسلم أنه قال: لا تسبّوا النّاس فتكتسبوا العداوة بينهم"
3. عدم اتّخاذ القرار إلا بعد دراسته:
فلا يصلح أن يقول الزوج في أمر من الأمور "لا"، أو "نعم"، ثمّ بعد الإلحاح عليه يغيّر قراره. أو أنّه يعرف خطأ قراره فيلجأ إلى اللجاج والعناد. البعض مثلا عندما تعرض عليه حلا معيناً يبادر فوراً الى الرفض من دون تأني وخاصة الزوجة اذا كانت قد خرجت من البيت بعد الخلاف فانها ترفض العودة فوراً وتبدأ بوضع شروط سرعان ما تعود وتتنازل عن كل ما وضعته لأنها لم تتخذ قرارها عن دراسة وتأمل، فمثل هذه الأساليب تُفقِد كل من الزوجين المصداقية والهيبة وحسن الظنّ بالآخر وبقراراته. لذا، ينبغي قبل اتّخاذ أيّ قرار أو موقف تقييمه ودراسته بشكل جيّد ثم تحديد الموقف.