حفل تكريمي للشهيدين سليماني والمهندس في جامعة المصطفى في بيروت 4-1-2023
- المجموعة: نشاطات ولقاءات
- 04 كانون2/يناير 2023
- اسرة التحرير
- الزيارات: 1261
أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش: ان محور المقاومة الذي عمل الشهيد سليماني على تشابك أذرعه وتمتين العلاقة بين اطرافه، أصبح اليوم أكثر قوة وحضورا ونشاطا وحيوية وتفاؤلا مما كان عليه قبل ثلاثة أعوام عندما اغتالو الشهيد.
وأشار خلال الحفل التكريمي الذي اقامته جامعة المصطفى العالمية في بيروت للشهيدين قاسم سليماني وابو مهدي المهندس بحضور السفير الايراني في لبنان مجتبى أماني ومطران جبل لبنان وطرابلس للسريان الارثوذكس جورج صليبا ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود وحشد من العلماء وطلاب الجامعة: الى انه ببركة الدعم الذي قدمه الشهيد سليماني لفصائل المقاومة والتي لا تزال تقدمه الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقيادتها لهذه الفصائل، تحولت المقاومة في لبنان وفلسطين بنظر العدو الى تهديد وجودي حقيقي وليس الى مجرد خيار يصنع توازن ردع او يحمي لبنان وثرواته ونفطه فقط .
واضاف: لقد طوق الشهيد سليماني الكيان الصهيوني بفصائل وجيوش مقاومة صلبة وقوية ومقتدرة لا ترعب الكيان فقط بل تهدد وجوده وبقاءه المؤقت.
واعتبر الشيخ دعموش: ان المقاومة بكل فصائلها هي امانة الشهداء ، وحماية المقاومة وحفظ المقاومة هو من أعظم الوفاء لأمانة الشهداء.
وقال: نحن في حزب الله متمسكون بحقنا في المقاومة لتحرير ارضنا وحماية بلدنا وتحقيق مصالح شعبنا، ولا شيء يمكن أن يجعلنا نتخلى عن هذا الحق، لا الحصار ولا العقوبات ولا الحملات الاعلامية المأجورة ولا الافتراءات والاتهامات الباطلة ولا الاحقاد التي نسمعها من هنا وهناك .
وأهلنا الأوفياء هم معنا والى جانبنا يعبّرون بدورهم عن وفائهم لأمانة الشهداء من خلال حضورهم القوي في الميدان وتمسكهم بالمقاومة، بالرغم من من كل آلالام والمعاناة وسياسة الحصار والتجويع والتشويه التي تعتمدها الادارةالامريكية لابعاد اللبنانيين عن المقاومة .
وشدد: على ان الاستهداف المتواصل من الادارة الامريكية وحلفائها وادواتها في الداخل لحزب الله لن يغير في قناعات اهلنا ولا في مواقفهم من المقاومة، ولن يزيد المقاومة الا اصرارا على المضي في هذا الطريق الذي عبده الشهداء بدمائهم الطاهرة.
نص الكلمة
في محضر شهادة الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني والشهيد القائد الحاج ابو مهدي المهندس نقف مع رجال الهيين كبار ، ومع نموذج ورمز للقائد الجهادي الإسلامي الحقيقي، الذي يصنعه الإسلام وتصنعه مدرسة الإمام الخميني- قدس سره الشريف، وتصنعه قيم ومفاهيم الثورة الإسلامية المباركة".
الشهيد سليماني هو رمز فى الايمان والطاعة لله والعبادة والخشوع بين يدي الله، ورمز في الجهاد والمقاومة والشجاعة والاقدام واخذ زمام المبادرة والتحرك في الميدان دون تردد وتوقف، ورمز في الصدق والاخلاص والتوكل على الله.
الصدق والاخلاص على حد تعبير الامام القائد هما عنوان وجوهر مدرسة سليماني، الصدق: الذي تتحدث عنه الآية الشريفة: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} (الأحزاب، 23)، و«الإخلاص» الذي ورد في آيات كثيرة، منها قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ} (الزمر، 11). هذان العنوانان القرآنيان شكّلا حركة الشهيد سليماني.
لقد عمل الشهيد سليماني في حياته بصدق بكل معنى الكلمة سواء في «الدفاع المقدس»، وفي «قوّة القدس» وفي مختلف الميادين، تحمّل عناء الجهاد في سبيل الأهداف الكبيرة، وبقي وفيّاً للإسلام وللثورة بكل كيانه. بقي وفيّاً للعهد الذي قطعه مع الله ومع الإمام [الخميني]. كان وفيّاً بكل كيانه لشعبه الإيراني وللأمة الإسلامية، وقام بواجباته اتجاه الشعب الإيراني، واتجاه الأمة الإسلامية ومقدساتها لا سيما في فلسطين.
وكان في كل ما قام به مخلصا لله ولا يبتغى سوى وجه الله ورضا الله لم يعمل من اجل الحصول على مكاسب شخصية كانت له شهرته وشعبيته الواسعة وكان بامكانه ان يعتلي اعلى المناصب في الجمهورية الاسلامية ولكنه كان يزهد بكل المناصب والمواقع ويصر على البقاء في خطوط المواجهة الامامية كجندي يدافع عن الاسلام والمقدسات والشعوب المظلومة في مواجهة الاستكبار والاحتلال.
في السنوات الاخيرة وامام كل استحقاق انتخابي لرئاسة الجمهورية في ايران كان الكثير من الناس يطلبون منه ان يرشح نفسه للرئاسة فكان يرفض ذلك بشكل قاطع ويقول: انا مرشح للشهادة لا لرئاسة الجمهورية.
ويطلب من احد المقربين ان ينقل عن لسانه لمن يساله لماذا لا يترشح سليماني؟: ان سليماني جندي وحسب ولا شيء اخر. ثم يقول له هذا الشخص المقرب منه: ماذا لو ان السيد القائد رغب بذلك ؟فاجاب :ان كلفني السيد القائد بذلك فسأذهب اليه وابقى ابكي عنده حتى يعفيني من هذا الامر .
الشهيد الحاج قاسم هو مظهر من مظاهر التواضع ايضا فهو الشخصية المعروفة بتواضعها، فالذين عرفوه وعايشوه لم يشعروا معه لا بالشكليات ولا بالبرتوكولات ولا بالنجوم ولا بالدرجات ولا بالرتب ولا بالمجاملات، بل كانوا يشعرون انه واحد منهم يتعامل معهم ومع الجميع بتواضع ومحبة وطيبة
كان قدوة في العلاقة والارتباط بالولي الفقيه والتقيد والالتزام الدقيق بالتكاليف والتوجيهات والارشادت الصادرة عنه، وهذا الامر كان من ابرز صفاته والسبب الاساسي في نجاحاته وتوفيقاته وانجازاته.
الشهيد سليماني كان الرجل المفعم دائما بروح الامل والتفاؤل وانه مهما كانت الظروف قاسية والافق مسدودا فانه كان يأمل بالفرج ويتفاءل ولا ييأس من فتح الابواب امام الحلول، ولذلك عندما كانت تعرض عليه المشكلات والمصاعب كان يقول الكلمة التي اشتهرت عنه (يقينا كله خير)
الشهيد سليماني هو رجل الميدان وقائد الميدان الحاضر بشكل دائم بين المجاهدين والمقاومين في المحاور وفي الخطوط الأمامية، وفي السواتر الترابية الامامية ، ومشاهد حضوره في السواتر الترابية في العراق، واضحة وموجودة ومنشورة.
كان الحاج قاسم قائدا لا يعرف معنى للهزيمة ولا تركعه الاحداث ولا يعرف معنى للتعب او الخوف او الرهبة.
كان يعرض نفسه للخطر في المواقع الامامية ليدافع عن الجميع سنة وشيعة ومسيحيين وعربا واكرادا
لقد ترك الحاج قاسم اسرته وذهب الى سوريا والعراق ولم يقل لا شأن لنا باهل السنة او بالمسيحيين في سوريا او لا شأن لنا بالاكراد في كردستان، كان يتألم لهؤلاء كما يتألم للشيعة وكان هذا نهجه الذي سار عليه منذ ايام الحرب العراقية الايرانية حيث كان يتألم للاكرادالعراقيين الذين قصفهم صدام بالسلاح الكميائي كما يتألم لعناصر فرقته العسكرية وكان يتفانى في انقاذ ارواحهم جميعا
كان يحب مختلف الطوائف في سوريا والعراق
كان يقاتل في سوريا والعراق بنفس الروح التي كان يقاتل بها من اجل ايران، وكان يقاتل من اجل السنة بنفس العزم الذي كان يقاتل به من اجل الشيعة، وكان على استعداد لكي يقتل على هذا الطريق.
الحاج قاسم هو ذاك الشخص الذي كان يقول "اريد ان افدي بروحي شعبا" قال الامام الخميني بحقه "روحي فداء له" يقصد الشعب الايراني الذي فيه العرب والكرد والاتراك والبلوش والسنة والشيعة والمسحيين والزردشتيين وغيرهم
كان الحاج قاسم ينظر الى كل الشعب الايراني نظرة واحدة وهو كان يخدم الجميع ويحمل هموم الجميع ويدافع عن الجميع وهذه هي مدرسة الاسلام ومدرسة رسول الله والائمة الاطهار الذين لم يفرقوا لقد نهل من مدرسة الامام علي الذي قال عندما استباح جيش معاوية بعض البلدات والقرى في العراق واعتدى على المسلمين والمسيحيين: وَلَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ كَانَ يَدْخُلُ عَلَى الْمَرْأَةِ الْمُسْلِمَةِ وَالْأُخْرَى الْمُعَاهِدَةِ فَيَنْتَزِعُ حِجْلَهَا وَقُلُبَهَا وَقَلَائِدَهَا وَرُعُثَهَا مَا تَمْتَنِعُ مِنْهُ إِلَّا بِالِاسْتِرْجَاعِ وَالِاسْتِرْحَامِ ثُمَّ انْصَرَفُوا وَافِرِينَ مَا نَالَ رَجُلًا مِنْهُمْ كَلْمٌ وَلَا أُرِيقَ لَهُمْ دَمٌ فَلَوْ أَنَّ امْرَأً مُسْلِماً مَاتَ مِنْ بَعْدِ هَذَا أَسَفاً مَا كَانَ بِهِ مَلُوماً بَلْ كَانَ بِهِ عِنْدِي جَدِيراً )
لقد نشأ الحاج قاسم في هذه المدرسة وكان على استعداد دائم كي يقدم كل وجوده على هذا الطريق.
اليوم الشهيد سليماني بهذه الشخصية التي تحمل كل هذه الصفات والخصائص والمزايا الدينية والروحية والاخلاقية والانساني والجهادية أصبح نموذجًا وقدوة للشباب وللمجاهدين وللقادة الجهاديين الكبار وتحول الى رمز يجسد الايمان والصدق والاخلاص والتواضع والمحبة والثقة بالذات والشجاعة والصمود والانتصار وروح الامل .
علاقته مع المقاومة في لبنان وفلسطين ، كانت نموذجية، كان سندا حقيقيا لهذه المقاومة دعمها بالفكر والموقف والمال والسلاح، كان يحمل كل آلامها واوجاعها وآمالها وكل طلباتها وحاجاتها، ويتابعها في الجمهورية الإسلامية، ويقوم بتأمينها أكثر مما كنا نطلب أو نتوقع.
الشهيد سليماني كان العامل الاساسي في تطور وتراكم قدرات المقاومة وشريكا كاملا في انجازاتها وانتصاراتها في لبنان وفي فلسطين وفي العراق وعلى امتداد المنطقة.
الاعداء كانوا يتصورون ان استشهاد الشهيد سليماني وابو مهدي المهندس ورفاقهما يعني نهاية كل شيء إلا انه ببركة دماء الشهيد سليماني فان الاميركيين قد انسحبوا من أفغانستان کما اضطروا ان يتظاهروا بالخروج من العراق ويتحدثون عن مجرد دور استشاري فيه وفقدوا املهم في الهيمنة على المنطقة.
محور المقاومة الذي عمل الشهيد سليماني على تشابك اذرعه وتمتين العلاقة بين اطرافه اصبح اليوم اكثر قوة وحضورا ونشاطا وحيوية وتفاؤلا مما كان عليه قبل ثلاثة اعوام عندما اغتالو الشهيد، وبات الشهيد في عليائه يقض مضاجع الاعداء بل وكما يقول البعض ان “الشهيد سليماني” بات يهدد اعدائه اكثر من "الفريق سليماني".
كل ما تملكه المقاومة اليوم من قوة ردع، وإمكانات، وتجربة، وخبرات، وتطور، هو ببركة ايران والشهيد سليماني.
اليوم ببركة الدعم الذي قدمه الشهيد سليماني لفصائل المقاومة والتي لا تزال تقدمه الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقيادتها وقيادة سماحة الإمام الخامنئي(دام ظله) لهذه الفصائل تحولت المقاومة في لبنان وفلسطين بنظر العدو الى تهديد وجودي حقيقي وليس الى مجرد خيار يصنع توازن ردع او يحمي لبنان وثرواته ونفطه فقط .
لقد طوق الشهيد سليماني الكيان الصهيوني بفصائل وجيوش مقاومة صلبة وقوية ومقتدرة لا ترعب الكيان فقط بل تهدد وجوده وبقاءه واستمراره.
اليوم هذه المقاومة بكل فصائلها هي امانة الشهداء امانة الشهيد السيد عباس والشيخ راغب والحاج عماد ومصطفى بدر الدين والشهيد سليماني وابو مهدي المهندس وكل الشهداء، وحماية والمقاومة وحفظ المقاومة هو من اعظم الوفاء لامانة الشهداء.
نحن في حزب الله متمسكون بحقنا في المقاومة لتحرير ارضنا وحماية بلدنا وتحقيق مصالح شعبنا، ولا شيء يمكن ان يجعلنا نتخلى عن هذا الحق، لا الحصار ولا العقوبات ولا الحملات الاعلامية ولا الافتراءات والاتهامات الباطلة ولا الاحقاد التي نسمعها من هنا وهناك .
واهلنا الاوفياء هم معنا والى جانبنا يعبّرون بدورهم عن وفائهم لامانة الشهداء من خلال حضورهم في الميدان وتمسكهم بالمقاومة، بالرغم من من كل الالام والمعاناة وسياسة الحصار والتجويع والتشويه التي تعتمدها الادارة الامريكية لابعاد اللبنانيين عن المقاومة .
الاستهداف المتواصل من الادارة الامريكية وحلفائها وادواتها في الداخل لحزب الله لن يغير في قناعات اهلنا ولا في مواقفهم من المقاومة، ولن يزيد المقاومة الا اصرارا على المضي في هذا الطريق الذي عبده الشهداء بدمائهم الطاهرة.