الإثنين, 07 10 2024

آخر تحديث: الأحد, 15 أيلول 2024 12am

المقالات
كلمة في اربعين الشهيد نعيم فرحات في بيت شاما البقاعية 15-9-2024

كلمة في اربعين الشهيد نعيم فرحات في بيت شاما البقاعية 15-9-2024

الشيخ دعموش خلال الحفل التكريمي للشهيد السعيد المجاهد على طريق القدس نعيم علي فرحات...

خطبة الجمعة 13-9-2024 – سيرة الهجرة النبوية

خطبة الجمعة 13-9-2024 – سيرة الهجرة النبوية

  الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-9-2024: من يتخلّى عن غزة والضفة شريك في الجريمة...

كلمة في اسبوع الاستاذ نايف علي مرعي 8-9-2024

كلمة في اسبوع الاستاذ نايف علي مرعي 8-9-2024

الشيخ دعموش خلال حفل تأبيني 8-9-2024: المقاومة لن تقبل بتغيير قواعد الاشتباك وكسر...

كلمة في اسبوع الشهيد علي عمرو في المعيصرة 11-8-2024

كلمة في اسبوع الشهيد علي عمرو في المعيصرة 11-8-2024

الشيخ دعموش من المعيصرة 11-8-2024: المقاومة مصمِّمة على ردٍ ميدانيٍ مؤلم ورادع. شدَّد...

كلمة في المجلس العاشورائي في مجمع المجتبى 16-7-2024

كلمة في المجلس العاشورائي في مجمع المجتبى 16-7-2024

الشيخ دعموش من باحة المجتبى 16-7-2024: مجاهدونا يصنعون بحضورهم وتضحياتهم في المعركة...

كلمة في المجلس العاشورائي في القماطية 16-7-2024

كلمة في المجلس العاشورائي في القماطية 16-7-2024

كلمة في المجلس العاشورائي في بلدة القماطية في جبل لبنان الشيخ دعموش من...

كلمة في المجلس العاشورائي في الاوزاعي 15-7-2024

كلمة في المجلس العاشورائي في الاوزاعي 15-7-2024

الشيخ دعموش من الاوزاعي15-7-2024 : نتنياهو يصرُّ على مواصلة العدوان وتعنته لن يوصله إلا...

كلمة في المجلسين العاشورائيين في بريتال وبدنايل 14-7-2024

كلمة في المجلسين العاشورائيين في بريتال وبدنايل 14-7-2024

الشيخ دعموش من بريتال وبدنايل14-7-2024 : أي حرب على لبنان ستصنع فيها المقاومة للكيان...

كلمة في المجلس العاشورائي في الشهابية 13-7-2024

كلمة في المجلس العاشورائي في الشهابية 13-7-2024

الشيخ دعموش من الشهابية 13-7-2024: المقاومة اليوم في أعلى درجات الجهوزية على كلّ...

  • كلمة في اربعين الشهيد نعيم فرحات في بيت شاما البقاعية 15-9-2024

    كلمة في اربعين الشهيد نعيم فرحات في بيت شاما البقاعية 15-9-2024

  • خطبة الجمعة 13-9-2024 – سيرة الهجرة النبوية

    خطبة الجمعة 13-9-2024 – سيرة الهجرة النبوية

  • كلمة في اسبوع الاستاذ نايف علي مرعي 8-9-2024

    كلمة في اسبوع الاستاذ نايف علي مرعي 8-9-2024

  • كلمة في اسبوع الشهيد علي عمرو في المعيصرة 11-8-2024

    كلمة في اسبوع الشهيد علي عمرو في المعيصرة 11-8-2024

  • كلمة في المجلس العاشورائي في مجمع المجتبى 16-7-2024

    كلمة في المجلس العاشورائي في مجمع المجتبى 16-7-2024

  • كلمة في المجلس العاشورائي في القماطية 16-7-2024

    كلمة في المجلس العاشورائي في القماطية 16-7-2024

  • كلمة في المجلس العاشورائي في الاوزاعي 15-7-2024

    كلمة في المجلس العاشورائي في الاوزاعي 15-7-2024

  • كلمة في المجلسين العاشورائيين في بريتال وبدنايل 14-7-2024

    كلمة في المجلسين العاشورائيين في بريتال وبدنايل 14-7-2024

  • كلمة في المجلس العاشورائي في الشهابية 13-7-2024

    كلمة في المجلس العاشورائي في الشهابية 13-7-2024

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-9-2024: من يتخلّى عن غزة والضفة شريك في الجريمة والقتل. الشيخ دعموش: التخلّي عن القضية الفلسطينية وعدم مساندة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة، هو أعظم خيانة للقضية وللأمة ومقدساتها. الشيخ دعموش: صمت الأنظمة إزاء إصرار رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو على مواصلة جرائمه في غزة والضفة، يجعلها شريكة في الجريمة. الشيخ دعموش: جبهات المساندة من لبنان إلى اليمن والعراق وسورية وإيران، مستمرة طالما العدوان مستمر. الشيخ دعموش: العدو فشل بالرغم من التدمير والقتل والمجازر في تحقيق أهدافه، ولم يتمكن من تبديد الخوف والقلق لدى الصهاينة من تكرار ما جرى في 7 تشرين الأول/أكتوبر. الشيخ دعموش: ستبقى هذه المقاومة حاضرة، ولن يتمكن العدو من القضاء عليها، لأنها حق، والحق يعلى ولا يعلى عليه، ولا يمكن لاحد القضاء على الحق والمقاومة. الشيخ دعموش: المقاومة في لبنان كانت السبّاقة في مساندة غزة، واستطاعت أن تفرض معادلات جديدة على العدو، وأظهرت العجز الإسرائيلي عن حماية مواقعه ومستوطناته. الشيخ دعموش: تمادي العدو في الاغتيالات وقتل المدنيين وتوسيع دائرة القصف على القرى والبلدات في الجنوب، لن يعيد المستوطنين الى منازلهم، ولن يخرج نتنياهو من مأزقه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 6-9-2024: الطريق الوحيد لإيقاف العدوان هو الضغط على العدو في الميدان. الشيخ دعموش: العدو الصهيوني لديه أطماع حقيقة في كل فلسطين وفي المنطقة، والهدف الحقيقي والاستراتيجي هو إحكام السيطرة على كل فلسطين التاريخية. الشيخ دعموش: أهم المؤشرات السياسية التي تدل على الأطماع "الإسرائيلية" في فلسطين: ما ذكره الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في أحد خطاباته الانتخابية مؤخرًا من أن مساحة "إسرائيل" تبدو صغيرة على الخارطة. الشيخ دعموش: مشروع نتنياهو وحلفائه في الحكومة هو تحويل كامل فلسطين إلى دولة يهودية وطرد أهلها، ولذلك سيواصل حربه على غزة والضفة لتنفيذ هذا المشروع. الشيخ دعموش: الأميركي شريك مع نتنياهو وداعم مطلق للعدوان "الإسرائيلي" على غزة ولبنان، وملتزم بأمن "إسرائيل". الشيخ دعموش: من المستبعد أن يرضخ نتنياهو لأي ضغوط داخلية أو خارجية، بل سيواصل عدوانه على غزة والضفة ولبنان، وليس أمامنا في محور المقاومة سوى الصمود ومواصلة جبهات الاسناد.

صلح الحديبية هل يبرر الصلح مع اسرائيل؟

أتاح صلح الحديبية الفرصة أمام النبي (ص) ليخوض بهدوء صراعاً ضد القوى الأخرى المعاديةِ للإسلام والمسلمين, كاليهود الذين تم القضاءُ عليهم في حصون خيبرَ والمواقعِ المجاورةِ لها, والبيزنطيين وحلفائِهمْ العرب الذين ازداد تآمرُهُم على الإسلام في الجهات الشمالية للجزيرة العربية.

خلاصة الخطبة

شدد سماحة الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة: على أنه لا يصح تبرير التواصل والتطبيع والصلح مع العدو الصهيوني بصلح الحديبية أو بالمعاهدة التي أبرمها النبي(ص) مع اليهود بعد الهجرة, لاختلاف طبيعة المرحلة والمصلحة اليوم عن طبيعة المرحلة والمصلحة في عهد النبي(ص).

متسائلاً: أين هي مصلحة الأمة والفلسطينيين وفلسطين في التطبيع مع الصهاينة اليوم؟وهم يحتلون الارض والمقدسات وقد طردوا الملايين من أبناء الشعب الفلسطيني ويرفضون حقه في العودة ويقتلون في كل يوم الفلسطينيين ويعززون الاستيطان ويدنسون المسجد الاقصى ويحاصرون قطاع غزة منذ سنوات طويلة ويهددون شعوب المنطقة؟؟ هل مصلحة المسلمين والشعب الفلسطيني التنازل عن أرضه ومقدساته الاسلامية والمسيحية في فلسطين للصهاينة؟ هل مصلحة الشعب الفلسطيني في التخلي عن المطالبة بحقه في العودة الى وطنه وأرضه؟هل مصلحة الشعب الفلسطيني في مهادنة العدو وهو لا يزال يمعن في قتله وسجنه وقضم أرضه وسلب حقوقه؟ هل التواصل والتطبيع بلا أثمان وبلا مكاسب مع الصهاينة كما يفعل اليوم النظام السعودي يعيد للشعب الفلسطيني أرضه وللمسلمين مقدساتهم وهو الذي لا يزال يمعن في تدنيسها والاعتداء عليها وهتك حرمة المسجد الاقصى؟.

وأكد: أن كل علماء المسلمين سنة وشيعة في الماضي والحاضر أفتوا بعدم جواز الصلح مع اليهود طالما يغتصبون شبراً واحداً من بلاد المسلمين،من علماء فلسطين الى علماء نجدوالعراق والأزهر وصولاً الى علماء ايران وباكستان والهند وغيرهم.

واعتبر: أن أي كلام آخر غير هذا الكلام بشأن الصلح مع اسرائيل, هو ليس لعلماء الاسلام ومشايخ الاسلام الحقيقيين, بل لمشايخ ومفتي الملوك والأمراء والسلاطين, فما تسمعونه الآن وما قد تسمعونه في المستقبل من قبل مشايخ ومفتين سعوديين او خليجيين لا يمثل رأي الاسلام ولا علماء الاسلام في العلاقة مع اسرائيل, لأن هؤلاء لا يفتون استناداً للكتاب والسنة وإنما يفتون بناءً على رغبات الحكّام وتبريراً لسياساتهم.

ولفت: الى أن المشايخ والمفتين الذين يجوزون إقامة العلاقات مع اسرائيل أو يغطون التواصل السعودي مع الصهاينة أو حتى يسكتون عن ذلك ولا يجرؤن على الرفض..إنما يضللون الأمة, ويساهمون في الترويج لفكرة القبول بإسرائيل والتعايش مع إسرائيل وإقامة التحالفات معها .

وطالب: علماء الأمة بأن يعلو صوتهم ويؤكدوا رفضهم للخطوة التي أقدم عليها النظام السعودي تجاه اسرائيل بكل جرأة وشجاعة, لأن المطلوب أن يقولوا الحق وأن لا يجاملوا , فهذا الموضوع خطير وحساس وغير قابل للمجاملة, ويجب أن ينتهي الزمن الذي كان لا يجرؤ فيه أحد على قول الحق بوجه آل سعود, خصوصاً بعد أن  انكشف وجههم الحقيقي من خلال ما يمارسونه من قتل وتدمير في اليمن, ومن خلال دعمهم للجماعات التكفيرية الإرهابية في سوريا, واليوم من خلال تواصلهم المشبوه مع الكيان الصهيوني.

وقال: بعد اليوم يجب أن يخجل كل الذين لا يزالون يدافعون عن آل سعود ونظامهم البائس الذي بات مصدراً للإرهاب في العالم, وعنواناً للخضوع أمام الصهاينة.

ورأى: بأن أكثرية الشعوب في العالمين العربي والاسلامي يرفضون سياسات آل سعود في المنطقة , ويراهنون على المقاومة التي صدقت وثبتت وصنعت الانتصارات لهذه الأمة في مواجهة الصهاينة وفي مواجهة الإرهاب التكفيري, وهذه الأكثرية لن تبدل مواقفها من الصهاينة ولا التزامها بالقضية الفلسطينية, كما لن تتخلى عن تمسكها بخيار المقاومة, مهما بلغ حجم تآمر النظام العربي الرسمي وانسحاقه أمام العدو الإسرائيلي. 

 

 

نص الخطبة

في أول شهر ذي القعدة من السنة السادسة للهجرة قرر رسولُ الله (ص) أن يسير بأصحابه إلى مكة لأول مرة بعد الهجرة منها, بهدف أداء مناسك العُمرة, وذلك بعد أن رأى في المنام أنه يدخل المسجدَ الحرامَ هو وأصحابُهُ آمنين من غير حربٍ ولا قتال.

فتوجه (ص) ومعه ما يقربُ من ألفٍ وأربَعِمِئةٍ من المهاجرين والأنصار نحو مكة, وهم يحملون السلاحَ الفردي وساقوا معهم الهديَ لتنحرَ في مكة.

 وعندما وصل الى منطقة تسمى بالحديبية, وهي تبعد عن مكة حوالى 50كم تقريباً, وصل الخبر إلى قريش ففزعتْ وخافتْ وظنتْ أن النبي (ص) يريد الهجومَ عليها, فبعثت عدةَ مندوبين الى النبي(ص) لاستيضاح أهدافه التي جاء من أجلها, فأبلغهم النبيُ (ص) بجواب واحد: إنا لم نجئ لقتال أحد وإنما جئنا معتمرين...

ولكن قريشاً لم تقتنع بذلك,واتهمت بعضَ مبعوثيها بالجبن والكذب والتواطؤ مع النبي (ص) فقرر النبي(ص) أن يبعث مندوبين من جهته إلى قريش ليوضحَ لهم الهدفَ الذي جاء من أجله, فأرسل(ص) أكثر من مبعوث لهم إلا أن قريشاً أبدت تصلباً, وبقيت مصرة على أن النبي(ص) أهدافه عسكرية وليست سلمية, وعندها لم يبقى أمام الرسولُ (ص) سوى خيار التهيؤ للجهاد والقتال, بعد أن فشلت كل محاولاته الودية لدخول مكة سلمياً, فدعا(ص) الناسَ إلى مبايعته على الصمود والثبات بوجه قريش, فأخذ المسلمون يبايعونه على الثبات والوفاء واحداً واحداً, وعلى أن يدافعوا عن الإسلام حتى النفس الأخير, وقد كان النبي (ص) جالساً تحت شجرةٍ سميت شجرةِ الرضوان, وقد سميت هذه البيعة ببيعة الرضوان التي جاء ذكرها في قوله تعالى:" لقد رضي اللهُ عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزلَ السكينةَ عليهم وأثابهم فتحاً قريباً" الفتح 18.

وهنا راجعت قريش موقفها وتخوفتْ من قدرات المسلمين واستعدادهم للقتال ومبايعتِهم للنبي(ص) على الجهاد والصمود, فقررت استئنافَ المفاوضات مع المسلمين, وأرسلتْ احد رجالها وهو سهيل بن عمرو لمفاوضة  النبي (ص) فالتقى سهيلٌ بالرسول (ص) وجرت مفاوضاتٌ طويلة انتهت أخيراً بالاتفاق على إبرام معاهدةِ هُدنةٍ بين الطرفين, فدعا النبيُ (ص) علياً (ع) فكتب الوثيقة التي عُرفتْ بهدنة الحديبية أو صلحِ الحديبية.

وكان من أبرز بنودها:

أولاً: الاتفاق على وقف القتال بين الطرفين عشرَ سنين

ثانياً: يعود النبيُ (ص) بمن معه من المسلمين هذا العام من غير أن يدخل مكة على أن يأتي في العام المقبل فيدخلَ مكة ويقيمَ فيها ثلاثةَ أيام.

 ثالثاً: يصبح الإسلام ظاهراً وعلنياً في مكة, وللمسلمين أن يمارسوا شعائرَهُمُ الدينيةَ فيها بحرية ولا يُجبر أحدٌ على دينه ولا يُؤذَىَ ولا يُعَيَّرْ.

رابعا:ً تتوقف قريشٌ عن التحريض على المسلمين ولا تستعين بأحدٍ ضدهم .

خامسا: للطرفين حرية عقد التحالفات مع من يريدان من القوى والتجمعات القبلية.

سادسا:للقبائلِ الحريةَ المطلقة في أن تختار المعسكرَ الذي تراه مناسباً لها.

هذه أهمُ بنود وثيقة صلح الحديبية, وبموجب هذه الاتفاقية جُمِّدتْ حالةُ الصراع بين المسلمين وقريش وعاشت المنطقةُ فترةً من الهدوء والاستقرار انعكس إيجاباً لمصلحة الإسلام والمسلمين.

ويعبر عن هذه المعاهدة او الصلح حَسَبَ المصطلح الفقهي الإسلامي بـ"الهُدنة", لأن الهُدنة هي المعاقدة على ترك الحرب وتجميدِ حال الصراع مع العدو مدةً معينة, وهذا ما حصل في الحديبية, حيث وقَّعَ النبيُ (ص) صُلحاً مؤقتاً مع المشركين مدتُهُ عشرُ سنوات.

والهدنة بهذا المعنى جائزةٌ في الإسلام إذا اقتضت مصلحةُ المسلمين ذلك, والمصلحةُ هنا إنما يشخصها وليُ أمر المسلمين, لا أفرادُ المسلمين أو جماعاتهم أو أحزابهم أو من يَفرِضُ زعامته عليهم من الرؤساء والملوك والأمراء , فوليُ الأمر الذي بيده قرارُ الحرب والسلم هو الذي يُشخِّصُ مصلحةَ المسلمين تبعاً للظروف والأوضاعِ الاجتماعية والسياسية والأمنية وغيرِها, فهو وحده الذي يحدد بحسب طبيعة المرحلة في كل عصر وزمان ما إذا كانت مصلحةُ المسلمين تقتضي الحربَ او السلم,الجهادَ أو الهُدنة, مواصلة القتال أو الصلح مع العدو.

ويبدو من نظرة معمقةٍ لأوضاع الإسلام والمسلمين قبل معاهدة الحديبية وبعدَهَا وما تمخضَ عنها من نتائج, أن هذه المعاهدة جاءت في مصلحة الإسلام والمسلمين بالكامل.

فأولاً:  عاشت المنطقةُ فترةً من الهدوء والاستقرار أتاحت لرسول الله (ص) أن يقوم بحرية تامة بنشاط تبليغيٍ واسعٍ للإسلام في كل المناطق, داخل المنطقة العربية وفي العالم, فوجه سفرائه ومبعوثيه إلى كبار أُمراء العرب المشركين وزعمائِهم والى أباطرة العالم وملوكِهِ يعرض عليهم الدعوةَ التي بعث بها إلى الناس جميعاً, وهذا النوع من النشاط لم يكن متاحاً قبل الصلح.

ثانياً:سمحَ صلحُ الحديبية لمختلِفِ القبائلِ المشركة المنتشرةِ في الجزيرة العربية بالاتصال بالمسلمين, وبالتعرف عن قرب إلى مبادئ الإسلام ومفاهيمه وقيمه وأحكامه بعد أن منحَ الصلحُ تلك القبائلِ الحريةَ المطلقة في أن تختار المعسكرَ الذي تراه مناسباً, كما فتحَ الصلحُ المجالَ أمامَ المسلمين لينطلقوا بحرية في الدعوة إلى الإسلام حتى داخلَ مكة, حيث أصبح اعتناق الاسلام أمراً مسموحاً به بعد ان كان محظوراً, وفسح المجال أيضاً أمامَ قبيلة خزاعة للانضمام إلى معسكر المسلمين والدخولِ في تحالف وثيق معهم, وهذا يعد نصراً كبيراً للمسلمين نظراً لقوة قبيلة خزاعة وحضورها الواسع آنذاك, فدخل الكثير من الناس في الإسلام, بل لقد دخل في الإسلام خلال سنتين أكثرُ مما دخل فيه على امتداد كل السنوات السابقة للصلح, بدليل أن النبي  (ص) خرج إلى الحديبية في ألفٍ وأربَعِمِئةِ مقاتل, بينما خرج في فتح مكة بعد سنتين على رأس عَشَرَةِ آلافِ مقاتل.

ثالثاً:أتاح صلح الحديبية الفرصة أمام النبي (ص) ليخوض بهدوء صراعاً ضد القوى الأخرى المعاديةِ للإسلام والمسلمين, كاليهود الذين تم القضاءُ عليهم في حصون خيبرَ والمواقعِ المجاورةِ لها, والبيزنطيين وحلفائِهمْ العرب الذين ازداد تآمرُهُم على الإسلام في الجهات الشمالية للجزيرة العربية, فضلاً عن التجمعات القبلية البدوية المشركة المنتشرةِ في الصحراء والتي كانت تنتظر الفرصة المؤاتية لإنزال الضربات بالمسلمين.

هذه هي بعض وجوه المصلحة التي دفعت بالنبي(ص)لإبرام معاهدة الحديبية وتجميد الصراع مع العدو, فصلح الحديبية فرضته أوضاع وظروف تلك المرحلة واقتضته مصلحة الاسلام والمسلمين, ولذلك لا يصح تعميم أحكام تلك المرحلة من الصراع مع المشركين على المرحلة الحالية من الصراع مع الصهاينة, لا يصح تبرير التواصل والتطبيع والصلح مع العدو الصهيوني بصلح الحديبية أو بالمعاهدة التي أبرمها النبي(ص) مع اليهود بعد الهجرة, لاختلاف طبيعة المرحلة والمصلحة اليوم عن طبيعة المرحلة والمصلحة في عهد النبي(ص). اذ اين هي مصلحة الأمة والفلسطينيين وفلسطين في التطبيع مع الصهاينة اليوم, وهم يحتلون الارض والمقدسات وقد طردوا الملايين من ابناء الشعب الفلسطيني ويرفضون حقه في العودة ويقتلون في كل يوم الفلسطينيين ويعززون الاستيطان ويدنسون المسجد الاقصى ويحاصرون قطاع غزة منذ سنوات طويلة ويهددون شعوب المنطقة؟؟ هل مصلحة المسلمين والشعب الفلسطيني التنازل عن أرضه ومقدساته الاسلامية والمسيحية في فلسطين للصهاينة؟ هل مصلحة الشعب الفلسطيني في التخلي عن المطالبة بحقه في العودة الى وطنه وأرضه؟هل مصلحة الشعب الفلسطيني في مهادنة العدو وهو لا يزال يمعن في قتله وسجنه وقضم أرضه وسلب حقوقه؟ هل التواصل والتطبيع بلا أثمان وبلا مكاسب مع الصهاينة كما يفعل اليوم النظام السعودي يعيد للشعب الفلسطيني أرضه وللمسلمين مقدساتهم والعدو لا يزال يمعن في تدنيسها والاعتداء عليها وهتك حرمة المسجد الاقصى؟

كل علماء المسلمين سنة وشيعة في الماضي والحاضر أفتوا بعدم جواز الصلح مع اليهود طالما يغتصبون شبراً واحداً من بلاد المسلمين، من تلك الفتاوى مثلاً:

 فتوى علماء فلسطين التي صدرت عن المؤتمر الأول المنعقد في القدس عام 1935م.

 وفتوى الشيخ محمد رشيد رضا في السنة نفسها.

 وفتوى رئيس جمعية العلماء المركزية في الهند في السنة نفسها

. وفتوى علماء نجد عام 1937م.

 وفتوى علماء العراق في العام نفسه.

 ونداء علماء الأزهر بتحريم الصلح مع اليهود ووجوب الجهاد عام 1956م.

 وفتوى شيخ الأزهر ومفتي الديار المصرية حسن مأمون.

 وفتوى علماء المؤتمر الدولي الإسلامي في باكستان عام 1968م.

 وفتوى لجنة الفتوى بالأزهر عام 1979م، وقد جاءت في رد على سؤال يخص التنازل عن أي جزء من فلسطين، وقد نُشرت في جمعية الإصلاح بالكويت في كتاب صدر عنها في عـام 1990م.

وقد وقَّع على هذه الفتوى أكثر من ستين عالمًا من علماء المسلمين في الفترة الممتدة من 1988م إلى 1989م.

واليوم أي كلام آخر غير هذا الكلام بشأن الصلح مع اسرائيل, هو ليس لعلماء الاسلام ومشايخ الاسلام الحقيقيين, بل لمشايخ ومفتي الملوك والأمراء والسلاطين, فما تسمعونه الآن وما قد تسمعونه في المستقبل من قبل مشايخ ومفتين سعوديين او خليجيين لا يمثل رأي الاسلام ولا علماء الاسلام في العلاقة مع اسرائيل, لأن هؤلاء لا يفتون استناداً للكتاب والسنة وإنما يفتون بناءً على رغبات الحكّام وتبريراً لسياساتهم.

المشايخ والمفتون الذين يجوزون إقامة العلاقات مع اسرائيل أو يغطون التواصل السعودي مع الصهاينة أو حتى يسكتون عن ذلك ولا يجرؤن على الرفض.. هؤلاء إنما يضللون الأمة ويساهمون في الترويج لفكرة القبول بإسرائيل والتعايش مع إسرائيل وإقامة التحالفات معها .

علماء الأمة يجب أن يعلو صوتهم ويؤكدوا رفضهم للخطوة التي أقدم عليها النظام السعودي تجاه اسرائيل بكل جرأة وشجاعة, لأن المطلوب أن يقولوا الحق وأن لا يجاملوا , فهذا الموضوع خطير وحساس وغير قابل للمجاملة, ويجب أن ينتهي الزمن الذي كان لا يجرؤ فيه أحد على قول الحق بوجه آل سعود, خصوصاً بعد أن  انكشف وجههم الحقيقي من خلال ما يمارسونه من قتل وتدمير في اليمن ومن خلال دعمهم للجماعات التكفيرية الإرهابية في سوريا واليوم من خلال تواصلهم المشبوه مع الكيان الصهيوني.

بعد اليوم يجب أن يخجل كل الذين لا يزالون يدافعون عن آل سعود ونظامهم البائس الذي بات مصدراً للإرهاب في العالم, وعنواناً للخضوع أمام الصهاينة.

ونحن على يقين بأن أكثرية الشعوب في العالمين العربي والاسلامي يرفضون سياسات آل سعود في المنطقة , ويراهنون على المقاومة التي صدقت وثبتت وصنعت الانتصارات لهذه الأمة في مواجهة الصهاينة وفي مواجهة الإرهاب التكفيري, وهذه الأكثرية لن تبدل مواقفها من الصهاينة ولا التزامها بالقضية الفلسطينية, كما لن تتخلى عن تمسكها بخيار المقاومة, مهما بلغ حجم تآمر النظام العربي الرسمي وانسحاقه أمام العدو الإسرائيلي. 

 
                                                            والحمد لله رب العالمين