حقوق المسلمين في توجيهات الامام العسكري(ع)
- المجموعة: 2015
- 30 كانون2/يناير 2015
- اسرة التحرير
- الزيارات: 908
الامام الحسن العسكري (ع) يعتبر ان الانسان إذا اراد ان يكون له شأن عظيم عند الله ومكانة ومنزلة كبيرة عنده سبحانه ، فإن عليه أن يهتم بمعرفة حقوق اخوانه اولاً وان يؤدي حقوقهم ثانياً.
خلاصة الخطبة:
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة: المقاومة أثبتت من جديدة أن يدها العليا لا اليد الاسرائيلية.
أكد سماحة الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة: على أن المقاومة أثبتت مرة جديدة قدرتها على اختيار التوقيت المناسب للرد ومكانه وأهدافه, وأن يدها هي الطولى والعليا وليست اليد الاسرائيلية, وأن الاسرائيلي أوهن وأضعف وأعجز مما يتصوره بعض المنهزمين في لبنان.
وأشار: الى أن العملية النوعية الدقيقة التي نفذتها المقاومة الاسلامية في مزارع شبعا رداً على عدوان القنيطرة كشفت عن فشل استخباري وعملياتي من الدرجة الاولى لدى العدو, وفي المقابل أظهرت التفوق الاستخباري واللوجستي والعسكري الذي تمتلكه المقاومة ، خصوصاً ون العملية وقعت في منطقة جغرافية حساسة ومعقدة, وجرت في ظل تأهب واستنفار صهيوني غير مسبوق على طول الحدود الشمالية من الناقورة إلى الجولان.
واعتبر: أن أهم ما حققته العملية أنها أفشلت محاولة اسرائيل تعديل قواعد الاشتباك, واعادت تثبيت معادلة الردع على قاعدة أن أي اعتداء تتعرض له المقاومة سيلقى الرد المناسب .
ورأى: أن الرسالة الأبلغ التي فهمها الاسرائيلي من عملية مزارع شبعا هي أن المقاومة ومن موقع جهوزيتها الدائمة قادرة على تنفيذ عمليات دقيقة من هذا النوع في المستقبل وكلما دعت الحاجة ومهما كانت ظروف المكان الجغرافية حساسة ومعقدة وصعبة.
نص الخطبة
في الثامن من شهر ربيع الأول مرت علينا ذكرى ولادة الامام الحادي عشر من أئمة أهل البيت(ع) الامام الحسن العسكري (ع) والد منقذ البشرية أمل الانسانية الامام الحجة النتظر (عج).
وفي ذكراه نقف مع توجيه من توجيهات الامام(ع) المتعلقة بحقوق الاخوان وادائها والالتزام بها.
فقد ورد عن الإمام الحسن العسكري(ع): أعرف الناس بحقوق الاخوان وأشدهم قضاء لها ، أعظمهم عند الله شأناً.
فالامام (ع) يعتبر ان الانسان إذا اراد ان يكون له شأن عظيم عند الله ومكانة ومنزلة كبيرة عنده سبحانه ، فإن عليه أن يهتم بمعرفة حقوق اخوانه اولاً وان يؤدي حقوقهم ثانياً.
فهنا أمران:
الأول: معرفة حقوق الاخوان.
الثاني: آداء هذه الحقوق والالتزام بها.
والحقوق هي الاشياء الثابتة على الانسان للآخرين أو على الاخرين للإنسان...
والاخوان هنا ليسوا اخوان النسب والاشقاء فقط ، بل هم ابناء دينك ومجتمعك الايماني الذي تنتمي إليه, سواء كنت ترتبط بهم ارتباط النسب أو لا ، وسواء كانوا اشقاء أو لا.
فأولاً: معرفة الحقوق: فما هي حقوق المسلمين تجاه بعضهم البعض؟.
هناك روايات كثيرة بينت وشرحت مسألة الحقوق .. سأقتصر على رواية جامعة منها رُويت عن أمير المؤمنين (ع) عن رسول الله(ص) حيث يقول: " للمسلم على اخيه ثلاثون حقاً، لا براءة له إلا الاداء أو العفو : يغفر زلته (اي خطيئته)، ويرحم عبرته، ويستر عورته(العورة هي كل ما يرغب الانسان في ستره , وهي تعبير عن السيئات والهفوات والأخطاء التي تصدر عن الانسان)، ويُقيل عثرته(اي يستوعب سلبياته واساءاته ويتسامح معه ويتغاضى عنها)، ويقبل معذرته( فاذا صدرت من هفوة أو أساء واعتذر قَبِل عذره)، ويرد غيبته( فلا يسكت امام من يغتابه او يرضى باغتيابه)، ويُديم نصيحته، ويحفظ خلته، ويرعى ذمته، ويعود مرضته، ويشهد ميتته، ويجيب دعوته، ويقبل هديته، ويكافئ صلته، ويشكر نعمته، ويُحسن نصرته، ويحفظ خليلته، ويقضي حاجته، ويشفع مسألته، ويُسمِت عطسته، ويُرشد ضالته، ويرد سلامه، ويطيب كلامه، ويبر أنعامه، ويصدّق أقسامه، ويوالي وليّه ويعادي عدوه، وينصره ظالماً أو مظلوماً ـ فأما نصرته ظالماً فيرده عن ظلمه، وأما نصرته مظلوماً فيعينه على أخذ حقه ـ ولا يسلمه، ولا يخذله، ويحب له من الخير ما يحب لنفسه, ويكره له من الشر ما يكره لنفسه، ولا يبرأ المسلم يوم القيامة من هذه الحقوق إلا إذا أداها أو نال من صاحبه العفو "
وثانياً :اداء الحقوق : فالاسلاميعتبر أداء الحقوق أمراً واجباً وليس أمراً كمالياً, فحينما تحترم حقوق اخيك المؤمن وتتعامل معه تعاملاً جيداً فهذا ليس احساناً وتفضلاً منك وانما هو واجب عليك، يجب ان تؤديه، كما لو كان عندك موظف واعطيته راتبه الشهري مثلاً، فهذا ليس تفضلاً منك وانما واجب يستحقه لقاء عمله.
واحترام حقوق الاخوان والالتزام بها هي احترام للدين وتعظيم للدين, كما ورد عن الامام الكاظم (ع): من عظم دين الله عظم حق اخوانه، ومن استخف بدينه استخف باخوانه.
فحينما تحترم ابناء مجتمعك وابناء دينك واخوانك فانك تحترم دينك ومجتمعك والانتماء الذي تشترك معهم فيه, بينما اذا تهاونت بحقوقهم فانك تتهاون بدينك وعقيدتك وتستخف بها.
واحترام حقوق الأقربين والارحام والزوجة والاولاد وحتى الاصدقاء أولى من سائرالناس , فلا ينبغي تضييع حقوقهم لقربهم منك أو لأنك تمون عليهم، أو لأن لك دالة عليهم أو لموقعك ومكانتك عندهم , فبعض الناس يتساهل في حقوق القريبين منه على اساس دالته عليهم ومقعه منهم ,وكأن ذلك يعفيه من التزاماته تجاههم، وهذا خطأ كبير, فمراعاة حقوق الآقربين أولى لأنهم أكثر احتكاكاً وارتباطاً بالانسان , وكذلك المال بالنسبة للأصدقاء فإن التساهل في حقوقهم اعتماداً على تغاضيهم قد يسبب تدمير الصداقة وانهاء العلاقة والاخوة.
فعن أمير المؤمنين(ع) يقول :"لا تضيعن حق أخيك اتكالاً على ما بينك وبينه فإنه ليس لك أخ من ضيعت حقه".
الحقوق واجبة لكل أحد، وهي من أهم العبادات كما يقول الإمام الصادق (ع) : " ما عُبد الله بشئ أفضل من آداء حق المؤمن".
وورد عن الامام الكاظم (ع) انه وقف أمام الكعبة المشرفة ثم قال: " ما أعظم حقك يا كعبة ! ووالله إن حق المؤمن لأعظم من حقك".
والحقوق متبادلة فعلى الانسان أن يؤدي الواجبات التي عليه وأن يتمتع بالحقوق التي له.
هذه هي المعادلة واذا حصل خلل في هذه المعادلة فإن العلاقات بين الناس تتفكك وتضطرب.
ففي العلاقات الانسانية، الحقوق متبادلة وليس هناك طرف يتمتع ويختص بالحقوق بينما يحرم منها الآخرون.
يقول الإمام علي (ع) : " ثم جعل سبحانه من حقوقه حقوقاً افترضها لبعض الناس على بعض " وهذا تأكيد على تبادل الحقوق.
واذا اراد الانسان ان يبني علاقة صحيحة مع الآخرين وناجحة يجب ان يبادر هو إلى آداء الحقوق المتوجبة عليه تجاه الاخرين، فهذا يشجع الآخرين على التعامل بالمثل وحينئذ تنتظم العلاقة بين الناس.
وهذا معناه: ان على الانسان ان يفكر بالواجبات التي عليه قبل ان يفكر بالحقوق التي له, وأن يبدأ من نفسه فيلزمها بآداء حقوق الآخرين قبل ان يطالب الآخرين بحقوقه.
بعض الناس لا يفكرون إلا بأنفسهم ودائماً يتحدثون بالمفروض والواجبات التي على الآخرين، ولا يلتفتون إلى ما عليهم من واجبات.
مثلاً : إذا كان دائناً يشدد على واجب المدين بتسديد الدين وحرمة المماطلة والتسويف , أما إذا كان مديناً فإنه يركز على ضرورة الصبر ( وان كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة) .
البعض تراه ينتقد السائقين الذين لا يتقيدون بأحقية المرور واشارات السير , ولكنه لا يتقيد هو بذلك . البعض نعم يفصّل الحقوق على قياسه .. وهذا خطأ..
هناك اشخاص كانوا يعارضون الأنظمة الديكتاتورية ويرفعون شعارات الحرية والعدالة ، فلما اصبحوا في السلطة جعلوا الاولوية للأمن والاستقرار على حساب الحرية والعدالة ، وأصبحوا ديكتاتوريين أكثر ممن سابقهم.
البعض في لبنان يُنظّر علينا في كيفية حماية البلد, فاذا دافعنا عن انفسنا وبلدنا يقف ليقول انتم تأخذون البلد الى المجهول او انكم تعرضون البلد لعدوان اسرائيلي جديد..وكأن البعض يريد العودة بلبنان الى مرحلة الضعف والعجز وهذا ما لا تقبل به المقاومة.
مرة جديدة أثبتت المقاومة قدرتها على اختيار التوقيت المناسب للرد ومكانه وأهدافه, وأن يدها هي الطولى والعليا .. لا اليد الاسرائيلية , وأن الاسرائيلي أوهن وأضعف وأعجز مما يتصوره بعض المنهزمين في لبنان ممن تماهت مواقفهم مع مواقف نتنياهو في التنديد بعملية المقاومة, وتماهت مواقفهم مع مواقف الصهاينة وعاشوا الرعب الذي عاشه..
العملية النوعية التي نفذتها المقاومة الاسلامية في مزارع شبعا رداً على عدوان القنيطرة كشفت عن فشل استخباري وعملياتي من الدرجة الاولى لدى العدو وفي المقابل أظهرت التفوق الاستخباري واللوجستي والعسكري الذي تمتلكه المقاومة ، خصوصاً وإن العملية وقعت في منطقة جغرافية حساسة ومعقدة, وجرت في ظل تأهب واستنفار صهيوني غير مسبوق على طول الحدود الشمالية من الناقورة إلى الجولان.
ولعل أهمية ما حققته العملية انها أفشلت محاولة اسرائيل تعديل قواعد الاشتباك, واعادت تثبيت معادلة الردع على قاعدة ان أي اعتداء تتعرض له المقاومة سيلقى الرد المناسب .
والرسالة الابلغ التي فهمها الاسرائيلي من عملية مزارع شبعا ان المقاومة قادرة على تنفيذ عمليات من هذا النوع في المستقبل وكلما دعت الحاجة مهما كانت ظروف المكان الجغرافية حساسة ومعقدة وصعبة.
والحمد لله رب العالمين