السبت, 01 06 2024

آخر تحديث: الجمعة, 31 أيار 2024 9pm

المقالات
خطبة الجمعة 31-5-2024 الأسرة القدوة

خطبة الجمعة 31-5-2024 الأسرة القدوة

الشيخ دعموش: لو أراد الأمريكي إيقاف الحرب المتوحشة على غزة لفعل ذلك بلحظات. رأى نائب...

كلمة في اسبوع الشهيد محمد حسن فارس شمص 26-5-2024

كلمة في اسبوع الشهيد محمد حسن فارس شمص 26-5-2024

الشيخ دعموش من بعلبك: سننتصر في هذه المواجهة كما انتصرنا في كلّ المواجهات...

خطبة الجمعة 24-5-2024 العفو شيمة المجاهدين والمقاومة

خطبة الجمعة 24-5-2024 العفو شيمة المجاهدين والمقاومة

الشيخ دعموش: انتصار العام 2000 يُعطينا القوة لمواصلة المقاومة حتى التحرير...

كلمة في احتفال النصر والتحرير في بر الياس 22-5-2024

كلمة في احتفال النصر والتحرير في بر الياس 22-5-2024

الشيخ دعموش من بر الياس: المقاومة لن تحيد عن نهجها وستبقى في قلب...

خطبة الجمعة 17-5-2024 الامام الرضا (ع) والنموذج الاخلاقي الرفيع

خطبة الجمعة 17-5-2024 الامام الرضا (ع) والنموذج الاخلاقي الرفيع

الشيخ دعموش: المقاومة في غزة لا زالت تملك الكثير من عناصر القوة. أكد نائب رئيس...

خطبة الجمعة 10-05-2024: المجتمع الشيعي في وصايا الامام الصادق(ع)

خطبة الجمعة 10-05-2024: المجتمع الشيعي في وصايا الامام الصادق(ع)

الشيخ دعموش: مهما حاول العدوّ تجاهل الحقائق لن يُخفي فشله وهزيمته. أكد نائب رئيس...

اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

الشيخ دعموش من البقاع: الحراك الطالبي في ‏الجامعات الأميركية والغربية هو جزء من...

  • خطبة الجمعة 31-5-2024 الأسرة القدوة

    خطبة الجمعة 31-5-2024 الأسرة القدوة

  • كلمة في اسبوع الشهيد محمد حسن فارس شمص 26-5-2024

    كلمة في اسبوع الشهيد محمد حسن فارس شمص 26-5-2024

  • خطبة الجمعة 24-5-2024 العفو شيمة المجاهدين والمقاومة

    خطبة الجمعة 24-5-2024 العفو شيمة المجاهدين والمقاومة

  • كلمة في احتفال النصر والتحرير في بر الياس 22-5-2024

    كلمة في احتفال النصر والتحرير في بر الياس 22-5-2024

  • خطبة الجمعة 17-5-2024 الامام الرضا (ع) والنموذج الاخلاقي الرفيع

    خطبة الجمعة 17-5-2024 الامام الرضا (ع) والنموذج الاخلاقي الرفيع

  • خطبة الجمعة 10-05-2024: المجتمع الشيعي في وصايا الامام الصادق(ع)

    خطبة الجمعة 10-05-2024: المجتمع الشيعي في وصايا الامام الصادق(ع)

  • اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

    اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 31-5-2024: لو أراد الأمريكي إيقاف الحرب المتوحشة على غزة لفعل ذلك بلحظات. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد محمد حسن فارس شمص 26-5-2024: سننتصر في هذه المواجهة كما انتصرنا في كلّ المواجهات السابقة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 24-5-2024: انتصار العام 2000 يُعطينا القوة لمواصلة المقاومة حتى التحرير الكامل‎. الشيخ دعموش في احتفال النصر والتحرير في بر الياس 22-5-2024: المقاومة لن تحيد عن نهجها وستبقى في قلب المعركة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 17-5-2024: المقاومة في غزة لا زالت تملك الكثير من عناصر القوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 10-05-2024: مهما حاول العدوّ تجاهل الحقائق لن يُخفي فشله وهزيمته. الشيخ دعموش من البقاع: الحراك الطالبي في ‏الجامعات الأميركية والغربية هو جزء من التحول في الرأي العام الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 3-5-2024: التمادي في العدوان على لبنان لن يُعوّض عجز الاحتلال عن تحقيق أهدافه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 26-04-2024: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-4-2024: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-4-2024: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير شيئاَ. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات والتداعيات. الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع الثمن. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 5-4-2024: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة الخداع والنفاق ما لم تُترجم هذه الضغوط المزعومة بوقف العدوان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-3-2024: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024: نحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا وأهلنا إلى أقصى حد. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-3-2024: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-3-2024 المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-3-2024: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. الشيخ دعموش في رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو استهداف. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-3-2024: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. الشيخ دعموش في رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-2-2024: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 23-02-2024: العدوانية الاسرائيلية في غزة ولبنان لا يردعها ولا يسقط اهدافها شيء سوى المقاومة والحضور في الميدان ومواجهة القتل بالقتل والتدمير بالتدمير والتصعيد بالتصعيد. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 16-02-2024: العدو الصهيوني مأزوم في لبنان والمقاومة مصممة على ‏مقابلة التصعيد بالتصعيد. الشيخ دعموش في الاحتفال السنوي لجمعية البر والتقوى 9-2-2024: وقف العدوان على غزة هو الخيار الوحيد لوقف ‏جبهة لبنان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 09-02-2024: العدو وصل إلى طريق ‏مسدود واستمرار العدوان لن يؤدي إلا ‏إلى المزيد من الفشل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 2-1-2024: المقاومة وجهت للعدو رسائل نارية وأفهمته أنّه لا يمكن أن يتمادى في عدوانه على لبنان من دون أن يلقى الرد الحاسم الشيخ دعموش في اسبوع الحاج حسين مرجي: توسيع العدوان على لبنان لن يكون نزهة. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 26-1-2024: التهويل والتهديد للبنان لن يقدم أو يُؤخّر شيئًا ولن يُثني المقاومة عن دعم غزّة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-1-2024: التهديدات والرسائل التي ‏يحملها الموفدون إلى لبنان لن تقفل جبهة الجنوب طالما استمر العدوان ‏على غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-1-2024: من يريد مساعدة "إسرائيل" على الخروج من ورطتها عليه الضغط على العدو لوقف عدوانه قبل الضغط على لبنان أو الحديث عن أي شيء آخر. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيدين عبدالله الاسمر وعباس رمال 10-1-2024: إذا فرض العدو الحرب علينا فسنُريه من قدراتنا وبأسنا ما يجعله يندم على جرائمه وعدوانه. الشيخ دعموش في أسبوع الشهيد عبد الجليل حمزة في بلدة الخضر 07-01-2024: عمليّة ميرون نوعيّة واستراتيجيّة هزّت الكيان الصهيوني. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين علي غزالة في بلدة عدلون 06-01-2024: المقاومة لن تقبل بفرض قواعد جديدة تمكّن العدو من التمادي في جرائمه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 05-01-2024: كلّ جرائم العدو لن تُثني المقاومة عن القيام ‏بواجبها.

شكر النعم واجب فطري وأخلاقي

  من أبرز مصاديق شكر النعم: استعمال النعم في طاعة الله وإعمار الحياة وتطويرها بما ينفع الناس في الدنيا والآخرة, فمن أعظم مصاديق الشكر: خدمة الناس وقضاء حوائجهم وتحقيق مصالحهم، ورفع الحرمان والإهمال عن المحرومين والمستضعفين وإغاثة الملهوفين، وكفالة الأيتام، والتصدق على الفقراء, والإصلاح بين الآخرين، والدفاع عن المظلومين،وتوحيد الكلمة ودفع المؤمرات والمكائد والأخطار.

خلاصة الخطبة

الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 6-1-2017: الدول التي رعت ودعمت الإرهابيين في سوريا والعراق باتت تكتوي بنارهم.

رأى سماحة الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة : أن التحدي اللأهم بالنسبة لنا اليوم هو الارهاب الصهيوني والتكفيري, مشدداً: على أن الارهاب التكفيري بات خطراً على الجميع, على الشعوب وعلى الدول, حتى على الدول التي وفّرت له الدعم والرعاية السياسية والاعلامية والمالية والعسكرية وغيرها .

وقال: إن الدول التي رعت ودعمت ومولت وسهلت عبور الإرهابيين إلى سوريا والعراق باتت تكتوي بنار الإرهابيين التي ساهمت هي في صنعهم, فالذي نفذ العملية الإرهابية في الملهى الليلي في اسطنبول وقتل لبنانين وغير لبنانين هو داعشي قاتل في سوريا بعد أن عبر الى سوريا من تركيا, فقتل سوريين في سوريا وعاد ليقتل في تركيا أبناءها وسياحها واقتصادها..

ولفت: الى أن الارهاب الذي رعته تركيا والسعودية وقطر والأردن وغيرها من الدول لن يضرب في تركيا وحدها, بل سيضرب في كل هذه الدول عندما يتمكن من ذلك, وسيرتدّ شره ليطال كل هذه الدول التي طالما دعمت هذه العصابات لتنال من سوريا والعراق.

 واعتبر: أن هذه الدول لن تنعم بالأمن والإستقرار ما لم يتم القضاء على هذه الجماعات وما لم تنعم سوريا والعراق بالأمن والإستقرار, وهو ما اعترف به رئيس الوزراء التركي عندما قال بالحرف الواحد: لن تنعم تركيا بالأمان ما لم يتحقق الإستقرار في سوريا والعراق.

 وأكد: أن هذه الحقيقة التي اعترف بها التركي سيعترف بها عاجلاً أم أجلاً السعودي والأردني والقطري وغيرهم ممن دعموا الإرهاب ومولوه وظنوا أنهم بمنىء عن ناره وسمومه التي لن يسلم منها قريب أو بعيد.

نص الخطبة

يقول الله تعالى: (أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ۗ وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ)لقمان/20

النعم التي أغدقها الله على عباده كثيرة لا تعد ولا تحصى (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها)، والنعم هي من موارد الإختبار الإلهي للإنسان، فهو يسبغ علينا نعمه وعطاياه ويسخر لنا ما في السموات وما في الأرض من خيرات وثروات وطاقات وإمكانات وموارد وبركات, ليختبرنا كيف سنتصرف بها, وكيف سنتعاطى معها, فهل نشعر بنعمه علينا؟ وهل نعترف بها أنها من عند الله أم أننا نجحد بذلك؟ هل نشكر الله على مننه وعطاياه أم نكفر بالنعمة؟.

 القرآن الكريم وكذلك الأحاديث الواردة عن النبي (ص) وأئمة أهل البيت(ع) يعلماننا آداب التعامل والتعاطي مع النعم الإلهية وكيفية التصرف بها, القرآن والسنة النبوية يعلماننا:

أولاً:أن علينا أن نشعر بنعم الله وعطاياه ومنحه ونعترف بها، فنحن نغفل عن الكثير من نعم الله علينا, لأننا اعتدنا عليها أو لأنها أصبحت شيئاً طبيعياً في حياتنا وجزءاً من وجودنا, ولذلك يجب أن نذكر أنفسنا بها دائما.

ثانياً: علينا أن نسلم بأن هذه النعم هي من عند الله، وهو الذي أسبغها علينا وهو الذي منحنا إياها، وما من عطية أو نعمة أو حسنة إلا وهي من عند الله سبحانه.

 هو الذي أنعم علينا بنعمة الوجود والخلق ووهبنا الحياة, هو الذي وهبنا الحواس، وهبنا العين ونعمة البصر, ووهبنا الأذن ونعمة السمع, ووهبنا الأنف ونعمة الشم, وهكذا وهبنا بقية الحواس، وهو الذي أعطانا العقل والفهم والإدراك والصحة والعافية والقوة والقدرة, وهو الذي دفع عنا البلاءات والمصائب وما هو أسوء وأمرّ وأدهى, وهو الذي أرسل الأنبياء والرسل والأولياء ليرشدونا ويعلمونا وليدلونا على الطريق الصحيح, وهو الذي سخر لنا كل ما في السموات وما في الارض, سخر لنا الهواء والماء والمطر والشمس وما تختزن الارض من ينابيع وعيون وموارد ونبات ونخيل وأشجار .. (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها..)

ثالثا: بعد معرفة النعم والشعور بها والإقرار بأنها من الله ومن الله وحده, علينا أن نشكره على نعمه وعطاياه, على فضله وجوده وكرمه على منّه وإحسانه.

وشكر المنعم على نعمه وعطاياه واجب فطري وإنساني وأخلاقي وديني, أكد عليه القرآن الكريم في العديد من السور والآيات: فقد أمر بالشكر في بعض الآيات فقال تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ)البقرة172. وقال سبحانه: (بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ) الزمر66 .

وحض غلى الشكر في آيات أخرى فقال تعالى: (وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَالمائدة٦.وقال: ﴿ ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ البقرة: 52.

وقال: (وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ﴾إبراهيم 37.

وندد سبحانه بالعباد الذين لا يشكرون فقال تعالى: (لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ ۖ أَفَلَا يَشْكُرُونَ)  ياسين35 . وقال: (وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (النمل40 إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة التي تدعو الى الشكر.

والسبب في هذا التأكيد على ضرورة الشكر, هو أنه بالشكر تدوم النعم وتنمو وتزيد وتتوسع (لئن شكرتم لأزيدنكم).

والشكر لا يكون باللسان فقط أو بالسجود سجدة الشكر فقط, وإنما يكون أيضاً بالعمل والممارسة والطاعة وطريقة التعامل مع النعم وكيفية التصرف بها.

 فمن أبرز مصاديق شكر النعم: استعمال النعم في طاعة الله وإعمار الحياة وتطويرها بما ينفع الناس في الدنيا والآخرة, فمن أعظم مصاديق الشكر: خدمة الناس وقضاء حوائجهم وتحقيق مصالحهم، ورفع الحرمان والإهمال عن المحرومين والمستضعفين وإغاثة الملهوفين، وكفالة الأيتام، والتصدق على الفقراء, والإصلاح بين الآخرين، والدفاع عن المظلومين،وتوحيد الكلمة ودفع المؤمرات والمكائد والأخطار.

فقد روي عن النبي(ص): "إِنَّ لِلَّهِ عَبَّادًا اخْتَصَّهُمْ بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ، يُقِرُّهُمْ فِيهَا(أي يجعلها عندهم) مَا بَذَلُوهَا في خدمة الناس، فَإِذَا مَنَعُوهَاعن الناس حولها الى غيرهم.

 وكذلك من أعظم مصاديق الشكر عدم استخدام النعم بالمعاصي, فمن كان يملك المال والقوة والسلطة والإمكانات المتنوعة فإن عليه أن لا يستعمل ذلك في صنع الفتن بين الناس أو الأعتداء عليهم, ولا في قتل الناس وتدمير حياتهم كما يفعل المستكبرون وأدواتهم, ومن كان يملك الجاه او موقع أو مسؤولية أو منصب فإن عليه أن لا يستغل موقعه في معصية الله, بأن يسرق وينهب ويهدر المال العام, فإن استخدام النعم أياً كان نوعها في معصية الله, يسلب النعمة ويقضي عليها ويتسبب بزوالها.

كذلك من مصاديق الشكر الحفاظ على النعم وعدم التفريط بها وإهدارها, فالنعم التي تفيد عامة الناس مثل البيئة السليمة والنظيفة علينا ان نحافظ عليها, على سلامتها ونظافتها, أن نحافظ على الأشجار ونظافة الطرقات ومباني السكن والنظام العام, أما تخريب البيئة وتشويه المحيط بالنفايات والأوساخ والفوضى العارمة فهو كفران بالنعمة, وكذلك الحفاظ على الثروات الطبيعية هو من مصاديق الشكر, فلا يجوز إهدار الثروات الطبيعية مثل النفط وغيره وإهمالها لأنها ملك لجميع الناس وليس لفئة أو طائفة أو جماعة معينة, كما لا يجوز إهدار المياه ورميها في البحر كما يحصل مع الأسف عندنا في لبنان, وهكذا لا يجوز الإستهتار بأي نعمة من النعم التي وهبنا الله إياها والأسراف فيها. 

  رابعاً:من آداب التعامل مع النعمة, أن نحدث بالنعمة, بأن نظهر نعم الله علينا (وأما بنعمة ربك فحدث). وعن النبي (ص): (إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده).

فإذا كان الإنسان غنيا وراح يتذمر وينكر وجود امكانات لديه (وينعي ويشكي) ويظهر بمظهر الفقير المعدوم, بأن يكون قادراً على لبس الثياب الجيدة ولكنه يلبس الثياب الرثة العتيقة, فهذا خلاف شكر النعم.

(وأما بنعمة ربك فحدث)لا يعني أن نخبر الناس بما عندنا وبما نملك من عقار وأموال ومصالح, بل أن نظهر نعم الله علينا ليرى الله أثر نعمته علينا, وإظهار النعمة والتحدث بها يجب أن يكون باعتدال وبالحد الوسطي بعيداً عن البطر والإسراف والتبذير .

روي أن رجلا جاء إلى النبي في ثوب عتيق رث وغير مناسب فسأله النبي(ص): ألك مال؟ قال: نعم، قال: أيُّ مال؟ فقال الرجل: أتاني الله من الإبل والخيل والرقين، فقال (ص): إذا أتاك الله مالاً فليُرَ أثرُ نعمة الله عليك وكرامتُه.

بعض الناس يقول أنا لا أريد أن تظهر النعم عليَّ لأن ذلك خلاف الزهد والتدين والتقوى والورع وهو مظهر من مظاهر التعلق بالدنيا!

البعض يفهم الزهد والتقوى والبعد عن زخارف الدنيا بأن يرتدي ثيابا عتيقة ممزقة! ويبقى من دون استحمام ولا يضع الطيب والعطر.

ليس هذا هو الزهد وليس هذا ما أراده الله .

الإمام الصادق (ع) يقول: إن الله يحب الجمال والتجمل ويبغض البؤس والتياؤس.

إن الله يكره أن يظهر الإنسان نفسه فقيرا أو مسكينا أو بائسا وهو ليس كذلك.

 ليس هكذا يكون الزهد ولا هكذا يعبر الإنسان عن عدم تعلقه بالدنيا.

 الزهد والتحذير من الدنيا لا يعني أن لا نملك المال والدار وأن لا يكون لدينا زوجة و أولاد وجاه ومواقع ومصالح بل كل هذا مطلوب ومستحب وقد يكون واجباً.

 فالزهد كما يقول أمير المؤمنين: ليس أن لا تملك شيئاً بل الزهد أن لا يملكك شيء.

فالتحذير من الدنيا والزهد فيها لا يعني أن لا يتنعم الإنسان بنعم الدنيا وأن لا يملك المال والجاه, بل أن لا يملكه المال والجاه ويسيطر عليه ويهيمن على حياته ويحوله الى عبد له ويأخذه أسيراً ومملوكاً, الزهد لا يعني أن لا تكون لنا زوجة وأولاد وهما من مظاهر الدنيا, بل أن لا نصبح أسرى وعبيدا لمثل هذه الأشياء, فتصدنا عن القيام بواجباتنا ومسؤولياتنا, أن لا يكبلنا المال والجاه والزوجة والأولاد ويسلبوننا حريتنا ويقفون حاجزاً بيننا وبين واجباتنا عندما يدعونا الواجب أن نغيب عن ازواجنا وأولادنا, أو حينما يتطلب الواجب منا أن ندفع شيئاً من أموالنا, هذا هو الزهد الحقيقي أن لا تملكنا أشياء الدنيا ومظاهر الدنيا وتعيقنا عن تحمل مسؤولياتنا وواجباتنا.

عندما نتعامل مع نعم الله بمثل هذه الآداب وعندما نشكر الله حق الشكر, فإن الله سيشكرنا, وشكره لنا بأن يزيدنا من نعمه وفضله وكرمه وإحسانه, يزيدنا عزة وكرامة ومنعة وقوة وتماسكاً وهيبة في الدنيا والآخرة, يمنحنا الصب والثبات والنصر في مواجهة الأخطار والتحديات والأعداء والإرهابيين الذين يسلبون الأمن من حياة الناس ويستهدفون الجميع.

اليوم التحدي الاهم بالنسبة لنا هو الارهاب الصهيوني والتكفيري, والارهاب التكفير هو تحد للجميع وخطر على الجميع, على الشعوب وعلى الدول, حتى على الدول التي وفرت له الدعم والرعاية السياسية والاعلامية والمالية والعسكرية وغيرها .

واليوم بعض الدول التي رعت ودعمت ومولت وسهلت عبور الإرهابيين إلى سوريا والعراق باتت تكتوي بنار الإرهابيين التي ساهمت هي في صنعهم, فالذي نفذ العملية الإرهابية في الملهى الليلي في اسطنبول وقتل لبنانين وغير لبنانين, هو داعشي قاتل في سوريا بعد أن عبرالى سوريا من تركيا فقتل سوريين في سوريا وعاد ليقتل في تركيا أبناءها وسياحها واقتصادها..

هذا الارهاب الذي رعته تركيا والسعودية وقطر والأردن وغيرها من الدول لن يضرب في تركيا وحدها, بل سيضرب في كل هذه الدول عندما يتمكن من ذلك. وسيرتدّ شره ليطال كل هذه الدول التي طالما دعمت هذه العصابات لتنال من سوريا والعراق ومحور المقاومة.

 ولن تنعم هذه الدول بالأمن والإستقرار ما لم يتم القضاء على هذه الجماعات وما لم تنعم سوريا والعراق بالأمن والإستقرار.

وهذا ما اعترف به رئيس الوزراء التركي عندما قالبالحرف الواحد: لن تنعم تركيا بالأمان ما لم يتحقق الإستقرار في سوريا والعراق.

 هذه الحقيقة أقرّ بها رئيس الوزراء التركي الذي ظنّت قيادته أن العبور الى أمجاد التاريخ يكون عبر خراب سوريا والعراق وتدميرهما.

 هذه الحقيقة التي اعترف بها التركي سيعترف بها عاجلاً أم آجلاً, السعودي والأردني والقطري وغيرهم ممن دعموا الإرهاب ومولوه وظنوا أنهم بمنىء عن ناره وسمومه التي لن يسلم منها قريب أو بعيد.

 

                                                                    والحمد لله رب العالمين