الولاية ضمانة الوحدة
- المجموعة: 2016
- 12 شباط/فبراير 2016
- اسرة التحرير
- الزيارات: 773
ولي الأمر هو مقياس الحق ، عندما تشتبه علينا المقاييس ، وعندما تختلف مقاييس الحق والباطل ، ورد عن الإمام الباقر (ع): " إن الله لم يدع الأرض بغير عالم ولولا ذلك لم يعرف الحق من الباطل " .
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-2-2016: هناك تصميم على استئصال الإرهاب من سوريا والعراق ولا مكان للتراجع.
اعتبر سماحة الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة: أن الشعب الإيراني صنع قبل سبعة وثلاثين عاماً معجزة في إيران ببركة ولاية وقيادة الإمام روح الله الموسوي الخميني (قده) والالتزام بتوجيهاته وإرشاداته..واليوم بولاية الإمام القائد آية الله العظمى السيد علي الخامنئي دام ظله الشريف وقيادته الحكيمة استطاعت إيران أن تواجه كل الأخطار والتحديات والحصار والعقوبات والعزلة وتخرج منتصرة, ودولة نووية باعتراف العالم كله.
وقال: اليوم إيران ببركة الولاية أصبحت عنوانا ًونموذجاً للعلم والحضارة والتقدم والتطور والاقتدار والازدهار والعدالة الاجتماعية.. وعنواناً للاستقلال والسيادة والحرية والديمقراطية.. وعنواناً للرحمة والتسامح والتواضع.. بينما بعض الدول المجاورة كالسعودية كانت ولا تزال وستبقى عنواناً للجهل والتخلف والتحجر والعجرفة والتكبر .. وعنواناً للقسوة والغلظة والظلم وقتل الأبرياء كما في اليمن حيث تدمر السعودية كل مقدرات هذا البلد الفقير ومؤسساته وموارده.
وأشار: الى أن السعودية إضافة إلى جهات ودول أخرى ترى مصلحتها في الصراع مع إيران. فالذين لا يمكنهم اليوم تبرير الحرب على اليمن وقتل الفقراء فيه يرغبون أن تستمر هذه الجرائم تحت غطاء التخويف من إيران والخطر الإيراني.
واعتبر: أن الحديث عن تدخل بري سعودي في سوريا ضد داعش هدفه الحقيقي تبييض صفحة السعودية والحصول على براءة ذمة من تهمة دعم داعش, حيث إن العالم بات يعرف أن السعودية هي من يدعم الجماعات الإرهابية التكفيرية في المنطقة, وأيضاً هدفه الحفاظ على المجموعات الإرهابية المدعومة من السعودية في ظل التقدم الميداني الكبير الذي يحققه الجيش السوري والمقاومة وحلفاؤهما في أكثر من منطقة في سوريا.
وأكد: أن ظهور السعودية بمظهر من تحارب داعش لن يجديها نفعاً ولن يبيض صفحتها ولن يبرئها من تهمة دعم الإرهاب, بل ولا من تهمة أنها أساس الإرهاب وملهمة الإرهاب والجماعات الإرهابية في المنطقة. ولن ينفعها أيضاً في الحفاظ على الجماعات الإرهابية وما يسمى بفصائل المعارضة المعتدلة التي تتهاوى والتي باتت ضعيفة وهزيلة ومربكة, لأن هناك تصميماً على استئصال الإرهاب من سوريا والعراق ولا مكان للتراجع في هذه المعركة.
نص الخطبة
نحن نعتقد بالإمامة والولاية, ونعتقد بأن المعصوم(ع) - النبي(ص) أو الإمام (ع) - هو الذي يحدد التكليف والوظيفة الشرعية للمؤمنين والمسلمين، وليس المؤمنون هم من يحدد التكليف لأنفسهم على مزاجهم أو بحسب ما يناسبهم أو بحسب مصالحهم, فالناس تختلف أمزجتهم وأهدافهم فلو ترك الخيار لهم لرأينا أن هؤلاء يريدون أن يعملوا أحزاباً سياسية مثلاً, وأولئك يريدون ان يعملوا مسيرات, وجماعة ثالثة تريد أن تعمل ثورات وانتفاضات، أو أن هؤلاء المؤمنين مثلاً يحبون أن تكون طبيعة عملهم اجتماعي أو ثقافي أو جهادي، المؤمنون ليسوا أحراراً في أن يفعلوا ما يحلو لهم إن كانوا يريدون رضا الله سبحانه وتعالى .. المؤمنون والسائرون في خط العبودية لله يتطلعون دائماً إلى ما يريده الله منهم أولاً, وما يريده الرسول(ص) منهم وما يريده الإمام منهم.
لذلك نرى أن المسلمين والمؤمنين في مكة كانوا يعذبون ويضطهدون وتصادر ممتلكاتهم ويشردون ويهجرون من بلدهم.. لكن لم يكن هناك قرار من النبي(ص) في تلك المرحلة بالمواجهة والدخول في صراع مع الأعداء أو القيام بردة فعل على ذلك, وإنما كان تكليفهم هو الصبر والثبات والتحمل في تلك المرحلة, بعد ذلك كان تكليفهم الهجرة من مكة الى المدينة, ثم كان هناك الإذن الإلهي بالقتال: [أُذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير].
عمل النبي(ص) في مكة ولاحقاً في المدينة على عدم مواجهة المنافقين الذين كانوا يظهرون الإيمان والمودة والمحبة للمسلمين ويضمرون الكفر والعداء لهم,وكان القرار عدم الدخول في قتال مع هؤلاء, وإنما الصبر على أذاهم وألاعيبهم ومؤامراتهم ومخططاتهم, نعم كان النبي(ص) يفضح خططهم ويكشف مؤامراتهم.
في بعض المراحل كان الأئمة يأمرون الناس بأن يسكتوا في مواجهة الطغاة والظالمين وأن يكونوا أحلاس بيوتهم, وفي بعض المراحل كمرحلة الإمام الحسين (ع) كان يأمر الإمام بالثورة والنهوض فكانت كربلاء وعاشوراء.
إذن المعصوم هو الذي كان يحدد للمؤمنين تكاليفهم ومسؤولياتهم ووظائفهم الشرعية تبعاً للمصالح والمفاسد التي يشخصها هو, وانطلاقاً من الإعتبارات التي يراها هو.
وهنا نلفت إلى أن شخصية المعصوم(ع) لها بعدان : بُعدٌ تشريعي وبُعدٌ قيادي : ففي البعد الأول ؛ يحدد النبي(ص) أو الإمام(ع) الحكم الإلهي الثابت في التشريع ، بمعنى أنه يبين أحكام الله الواقعية الثابتة إلى يوم القيامة ، فيقول هذا حلال وذاك حرام وذلك مستحب أو مكروه أو مباح وهكذا .
وفي البعد الثاني، يحدد النبي(ص) أو الإمام(ع) تكليف الناس ومسؤولياتهم على ضوء الأوضاع والظروف ، والمصالح والمفاسد ، فيكون قرار الحرب والسلم بيده ، فيأمر بالجهاد في مرحلة, ويأمر بالصلح في مرحلة آخرى, ويعين هذا الولي وهذا الحاكم في هذا الموقع وفي هذه المنطقة ، ويعين ذاك في موضع ومكان آخر ، وقد يتخذ قرارات تفصيلية تتعلق بشؤون الناس وحياتهم وأوضاعهم, يتخذ قرارات إدارية وسلطوية وولائية, يتخذ قراراً مثلاً برفع أسعار السلع في حالات وظروف معينة, أو قرارا بخفضها في حالات أخرى ، وهكذا يمارس ولايته وسلطته فيما يتعلق بأمور الناس وشؤونهم وحياتهم.
وما يقوله المعصوم(ع) في البعد الأول ، هو حكم ثابت في كل عصر وزمان لأن حلال محمد حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة ، وما يقوله في البعد الثاني ، هو تكليف شرعي له علاقة بالظروف والمرحلة وطبيعة الأوضاع السياسية والاجتماعية والإقتصادية والأمنية القائمة فعلا ، فمثلا عندما ينهى الإمام الصادق (ع) المؤمنين عن الخروج والثورة في زمنه ، فليس لذلك بعد تشريعي بالمعنى الأول ، أي ليس معنى ذلك أن الحكم الإلهي هو حرمة الثورة إلى يوم القيامة ، وأن هذا التكليف هو تكليف المؤمنين إلى يوم القيامة ، وانما لهذا النهي علاقة بطبيعة المرحلة والظروف القائمة فعلا ، فقد يكون ذلك ناشئا من كون الثورة ليس لها أفق واضح, وأنها اذا قامت سوف يقضى عليها في مهدها, أو أن أهدافها لا تنسجم مع أهداف الاسلام ، أو لغير ذلك مما يراه ويشخصه الإمام (ع), فالإمام هو الذي يشخص أين هي مصلحة المسلمين وهو الذي شخص أن لا مصلحة للمسلمين في الثورة والمواجهة الآن وفي هذه المرحلة تبعاً لظروف وأوضاع هذه المرحلة .
ولذلك نجد ان الأئمة (ع) حاربوا في مرحلة كما في عهد أمير المؤمنين علي(ع) الذي حارب معاوية وأعوانه في صفين, وحارب المارقين البغاة في حرب الجمل في البصرة، وحارب الخوارج في النهروان، وكما في زمن الإمام الحسين (ع) الذي خرج الى كربلاء وصنع تلك الملحمة التاريخية الخالدة في وجه الظالمين والطغاة, بينما في مرحلة أخرى كمرحلة الإمام الحسن (ع) فإن الإمام صالح معاوية وأمر الناس بالصلح ، وفي مرحلة ثالثة أمر الأئمة(ع) ، كالباقر والصادق والرضا وغيرهم(ع) , أمروا الناس بأن يجلسوا في بيوتهم .
فالمعصوم(ع) كان يحدد التكليف ، بحسب المرحلة والظروف القائمة ، وكان المؤمنون يلتزمون ويتقيدون بما يحدده الأئمة(ع) لهم .
والآن في عصر الغيبة الكبرى ، عصر غيبة الإمام المعصوم الحجة المنتظر(عج) فإن الفقيه الجامع للشرائط, العالم العارف بمقتضيات الزمان العادل الحكيم الشجاع الحازم الحاسم المتصدي لشؤون المسلمين الذي هو نائب الإمام الحجة (ع) هو الولي الذي يحدد التكليف والوظيفة الشرعية للناس في مختلف القضايا والمستجدات والأحداث والتطورات والشؤون .
وفي ظل المرحلة التي نعيشها و المتغيرات السياسية والاجتماعية والأمنية التي نشهدها, وفي زمن اختلاف المقاييس وتنوع الأهواء والمصالح والإنتماءات والتوجهات, تبرز أهمية الولاية والتمسك بها أكثر فأكثر .
فالولاية اليوم - كما هي في زمن المعصوم (ع) - هي ضمانة وحدة الأمة, والولي الفقيه هو ضمانة عدم تمزق الأمة وتشرذمها ووقوعها في الضياع والفتنة والاختلاف .
ولي الأمر هو مقياس الحق أيضاً ، عندما تشتبه علينا المقاييس ، وعندما تختلف مقاييس الحق والباطل ، ولذلك فقد ورد عن الإمام الباقر (ع): " إن الله لم يدع الأرض بغير عالم ولولا ذلك لم يعرف الحق من الباطل " .
ولذلك فقد جعل النبي(ص) علياً (ع) مقياساً للحق فقال : علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما دار.
ومن أراد أن يعرف موقعه اليوم من الحق عليه أن يحدد موقفه من الولاية وأن يكون الى جانب الولى يتمسك ويلتزم بولايته وتوجيهاته وما يحدده من واجبات ومسؤوليات.
ومع الولاية نقترب إلى أقصى حد من الحق والحقيقة والواقع ورضا الله عز وجل ، وبراءة الذمة أمام الله سبحانه وتعالى, وبدون الولاية لا نعرف أين نتجه وإلى أين سنصل .
الشعب الإيراني قبل سبعة وثلاثين عاماً صنع معجزة في إيران, وأسقط عرش أكبر طاغوت في هذه المنطقة هو شاه إيران.. بماذا؟ بالولاية .. بولاية وقيادة الإمام روح الله الموسوي الخميني (قده)، وبالطاعة وبالالتزام بتوجيهاته وإرشاداته..تحققت هذه المعجزة في ايران.
الولاية، ولاية الإمام الخميني(قده), الفقيه العارف العالم العادل الحكيم الشجاع الحازم الحاسم القوي, كانت أحد أهم العوامل التي ساعدت على انتصار الثورة الإسلامية في إيران التي نعيش هذه الأيام الذكرى السابعة والثلاثين لانتصارها.
واليوم بولاية الإمام القائد آية الله العظمى السيد علي الخامنئي دام ظله الشريف وقيادته الحكيمة استطاعت إيران أن تواجه كل الأخطار والتحديات والحصار والعقوبات والعزلة وتخرج منتصرة ودولة نووية باعتراف العالم كله.
اليوم إيران أصبحت ببركة الولاية عنوانا ًونموذجاً للعلم والحضارة والتقدم والتطور والاقتدار والازدهار والعدالة الاجتماعية.. وعنواناً للاستقلال والسيادة والحرية والديمقراطية.. وعنواناً للرحمة والتسامح والتواضع.. بينما بعض الدول المجاورة كالسعودية كانت ولا تزال وستبقى عنواناً للجهل والتخلف والتحجر والعجرفة والتكبر.. وعنواناً للقسوة والغلظة والظلم وقتل الأبرياء كما في اليمن الذي تدمر السعودية كل مقدرات هذا البلد الفقير ومؤسساته وموارده.
السعودية بسياستها الصبيانة في المنطقة تحاول إعادة الأوضاع إلى ما قبل الاتفاق النووي، لأن تلك الظروف والأوضاع كانت مثالية بالنسبة لها, حيث تتمنى السعودية أن تبقى الأجواء متوترة بين إيران وبين بقية دول العالم حتى تتمكن من مواصلة الاستفادة من عزل إيران وحصارها.
السعودية إضافة إلى جهات ودول أخرى ترى مصلحتها في الصراع مع إيران. فالذين لا يمكنهم اليوم تبرير الحرب على اليمن وقتل الفقراء فيه يرغبون أن تستمر هذه الجرائم تحت غطاء التخويف من إيران والخطر الإيراني.
والذين لا يمكنهم تبرير حصار غزة وخنق الشعب الفلسطيني يرغبون أن تستمر هذه الجرائم بحجة الخطر الإيراني والخوف من إدخال السلاح الإيراني إلى الشعب الفلسطيني.
أما الحديث عن تدخل بري سعودي في سوريا ضد داعش فهو كلام فارغ هدفه الحقيقي تبييض صفحة السعودية والحصول على براءة ذمة من تهمة دعم داعش, حيث إن العالم بات يعرف أن السعودية هي من يدعم الجماعات الإرهابية التكفيرية في المنطقة, وأيضاً هدفه الحفاظ على المجموعات الإرهابية المدعومة من السعودية في ظل التقدم الميداني الكبير الذي يحققه الجيش السوري والمقاومة وحلفاؤهما في أكثر من منطقة في سوريا.
لكن في كل الأحوال ظهور السعودية بمظهر من يحارب داعش لن يجديها نفعاً ولن يبيض صفحتها ولن يبرئها من تهمة دعم الإرهاب, بل ولا من تهمة أنها أساس الإرهاب وملهمة الإرهاب والجماعات الإرهابية في المنطقة. ولن ينفعها أيضاً في الحفاظ على الجماعات الإرهابية وما يسمى بفصائل المعارضة المعتدلة التي تتهاوى والتي باتت ضعيفة وهزيلة ومربكة, لأن هناك تصميماً على استئصال الإرهاب من سوريا والعراق ولا مكان للتراجع في هذه المعركة.
والحمد لله رب العالمين