الإمام الكاظم(ع) قمة الحلم
- المجموعة: 2017
- 21 نيسان/أبريل 2017
- اسرة التحرير
- الزيارات: 409
كان الامام الكاظم (ع) قمة في الحلم والتسامح، كان يحسن إلى من أساء إليه، ويعفو عمّن اعتدى عليه، ويتّسع صدره حتى لأعداءه، ليعلّمهم كيف يحبّ الإنسان الإنسان، بقطع النظر عن معتقداته وأفكاره وتوجهاته
خلاصة الخطبة
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 21-4-2017:منطق الإستعلاء والتفرد الأمريكي في المنطقة والعالم ولىّ عليه الزمن.لفت نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة:الى أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعي من أجل العودة الى المنطقة بقوة وإيجاد موطئ قدم في سوريا والعراق.
وقال: هناك حركة أمريكية جديدة يراد من خلالها فرض واقع جديد في سوريا والعراق تستطيع من خلاله أميركا إثبات حضورها وتحقيق مصالحهافي المنطقة.
معتبراً: أن من أهم أهداف الحركة الأمريكية الجديدة في المنطقة: الحفاظ على أمن الكيان الصهيوني وتحقيق مصالح إسرائيل وحلفاءها الجدد في المنطقة، لا سيما السعودية التي دفعت لأميركا مؤخراً أكثر من مائتي مليار دولار من أجل مساعدتها على تثبيت نظامها وتمكين محمد بن سلمان من الحكم، وتحقيق أهدافها وتطلعاتها في سوريا، وقطع الطريق على إيران وإضعاف حضورها ونفوذها في المنطقة.
وأشار: الى أن الدعم السعودي للولايات المتحدة الأمريكية يترجم اليوم بالضغط الأمريكي على النظام السوري وعلى الرئيس السوري، وبفرض حل في سوريا يحقق لهم شروطهم وأهدافهم ، ويترجم ايضاً بالضغط على روسيا من أجل فك تحالفها مع إيران وسوريا، إلا أن الرد الروسي الإيراني جاء سريعاً من خلال إجتماع وزراء خارجية روسيا وإيران وسوريا في موسكو في اليوم التالي لمغادرة وزير خارجية أميركا لموسكو, حيث أكد المجتمعون على متانة التحالف القائم بين هذه الدول، وعلى حرص روسيا وإيران على دعم سوريا والوقوف الى جانبها وعدم السماح بالمس بسيادتها، والتأكيد على أن موقف هذه الدول سيبقى موحداً حتى الوصول الى حل سياسي وتسوية ترضي هذه الدول.
ورأى: أن منطق الإستعلاء والتفرد الأمريكي في المنطقة والعالم ولىّ عليه الزمن، ولم تعد أميركا هي القوة الوحيدة في المنطقة والعالم, هناك قوى أخرى موجودة في هذا العالم ولها إرادتها ومشروعها، وإذا كانت الولايات المتحدة تعتقد بأنها لا زالت القوة الوحيدة في العالم فهي مخطئة.
وشدد: على أن هناك متغيرات في العالم وأن العالم تغير، وعلى أميركا أن تعترف بهذه المتغيرات، وأن لا تتصرف من موقع كونها القوة الوحيدة التي تستطيع أن تفرض مشروعها وإرادتها من دون أن يعترضها أحد، هناك قوى أخرى في المنطقة والعالم وهي تستطيع أن تقف في مواجهة المشروع الأمريكي والإرادة الأمريكية.
وأكد: أن محور المقاومة بعد التدخل الأمريكي المباشر في سوريا أمام مرحلة جديدة من المواجهة، لكن سنتجاوزها كما تجاوزنا المراحل االسابقة، فمحور المقاومة أقوى وأشد وأكثر تماسكاً من أن يزعزعه الحضور والتهويل الأمريكي الجديد في المنطقة.
نص الخطبة
في الخامس والعشرين من شهر رجب نلتقي بذكرى شهادة الإمام موسى بن جعفر والتي كانت في سنة 183هـ٬ وهو في الخامسة والخمسين من عمره.الشريف،والإمام موسى هو السابع من أئمة أهل البيت(ع) ٬ وقد ولد سنة 128هـ٬ ونشأ وتربى في ظل أبيه الإمام جعفر الصادق(ع).
وقد اتصف الإمام الكاظم(ع) بكل صفات الكمال التي اتصف بها أبوه الامام الصادق(ع)٬
وكان من أشهر ألقابه التي عُرف بها:الكاظم ، لكثرة تجاوزه عن إساءات الآخرين، وحلمه، وصبره٬ ودماثة أخلاقه٬ ومقابلته الإساءة بالإحسان.
فقد كان الامام قمة في الحلم والتسامح، كان يحسن إلى من أساء إليه، ويعفو عمّن اعتدى عليه، ويتّسع صدره حتى لأعداءه، ليعلّمهم كيف يحبّ الإنسان الإنسان، بقطع النظر عن معتقداته وأفكاره وتوجهاته ، كان(ع) يواجه الغيظ والإساءة من كلّ الذين لا يحترمون إنسانية الإنسان، ومن كلّ المستكبرين والظالمين والطغاة، الذين يضمرون الحقد والعداوة والبغضاء، للناس الطيبين، أولئك الذين لا يعرفون معنى الرحمة والرأفة والإنسانية، لكنّ الإمام(ع) كان يكظم غيظه، فلم يتحرّك بردّ فعل سلبيّ، بل كان لديه فعل من نوع آخر، فلقد كان القوم يسيئون إليه، وكان يحاول أن يعطيهم درساً في الإحسان والمعروف، ودرساً في العفو والتسامح، ولذلك سمّي كاظم الغيظ.
والكظم هو الحبس والامساك، والغيظ هو الغضب، وكظم الغيظ: يعني أن يحبس الانسان غيظه ويمسك غضبه ويتجرعه عندما تمتلىء نفسه منه، وبتعبير اخر: معنى كظم الغيظ: السيطرة على النفس، ومنع النفس من اصدار رد فعل تجاه من أغاظها او ظلمها او أساء اليها،فحينما يواجه الإنسان إساءة تزعجه٬ أو تصرفاً يؤذيه أو موقفاً يثيره٬ فينفعل ويغضب٬ ويمتلأ قلبه غيظاًوغضبا٬ً ولكنه يسيطر على انفعالاته٬ ويكتم مشاعره ٬ ويحكم عقله، فلا يقوم رد فعل انتقامي٬ ولا يجعل الغضب يظهر حتى على قسمات وجهه٬ أو في أقواله وألفاظه ، فإن هذا المستوى من الإرادة والتحكم وضبط الأعصاب٬ يطلق عليه كظم الغي،. فهو تغليب للعقل على قوة الغضب وعلى شهوات الانسان وأهوائه ورغبات نفسه، بأن يكون العقل هو المسيطر على النفس عندما تستفز او يساء اليها لا الغضب والإنفعال.
والحلم يشبه كظم الغيظ، فهو ضبط النفس عند الغضب، بينما العفوهو ترك عقوبة الذنب، والصفح: ترك اللوم على الذنب، والمقصود من كل هذه العناوين : أن يضبط الإنسان نفسه عندما يستفزه أحد أو عندما يغضبه أحد،وأن لا تصدر منه ردات فعل غاضبة أو انفعالية، سواء في القول أو في الفعل ، أو في الممارسة أو في الموقف أو في المبادرة الى العقوبة واستعمال القوة وما شاكل ذلك .
الآن قد تكون هناك أشياء كثيرة في واقعنا وفي حياتنا وفي مجتمعاتنا ومناطقنا تثير الإنسان وتتلف أعصابه داخل بيته وخارج بيته نتيجة مشاكل الحياة وضغوط الحياة فاذا لم يكن الإنسان كاظماً غيظه وضابطاً لإعصابه لخلق مشلة في كل ساعة خصوصاً أمام الفوضى والفلتان واللانظام الذي يعيشه مجتمعنا وتعيشه مناطقنا عموماً.
لذلك نحن نحتاج الى هذا الخلق، خلق كظم الغيظ والحلم والعفو والتسامح مع أسرنا وأزواجنا ومع أبناء مجتمعنا ومع الناس لنتلافى الكثير من المشاكل .
عندما يتحلى الانسان بمثل هذا الخلق وبمثل هذا السلوك، فيمنع نفسه من سرعة الغضب والانفعال، ويضبطها عن أن يصدر منها رد فعل سلبي عندما تواجه إساءة أو سباً أو شتماً أو استفزازاً معيناً، فان هذا من أفضل الأخلاق وأشرف الملكات، والحليم والكاظم الغيظ هو صاحب هذه الملكة وصاحب هذه الأخلاق.
ولا يصل الإنسان إلى هذه المستوى الأخلاقي ٬ إلا إذا كان على درجة من الوعي والعقل والنضج والتهذيب النفسي، لأن الطبيعة الأولية للإنسان تستجيب للمثيرات٬ وتندفع للانتقام٬ وتقع تحت تأثير الغضب والانفعال ، فمن ُيسا ُء إليه٬ ويعتدى على شيء من حقوقه٬ فينزعج وُيستفز ويغضب وهو يملك شجاعة المجابهة٬ لكنه يقرر لجم غضبه٬ وكبح جماح غيظه٬ لهدف أسمى٬ ومصلحة أهم٬ فهو الذي يتصف بهذه الصفة العظيمة: كظم الغيظ.
وقد حث القران المؤمنين على تربية نفوسهم على هذه القيم والعمل بها وتحويلها الى سلوك ومنهج في التعاطي مع المسيئين والمخطئين والمستفزين وسائر الناس، فقد أراد الله أن تتحول هذه الأخلاق الى سلوك دائم وليس الى سلوك موسمي أو مرحلي، لأن البعض تراه على خلق رفيع في موسم معين وفي مرحلة معينة لكنه في مرحلة أخرى يتغير ويتعاطى بلا أخلاق ولا ضوابط .
يقول الله تعالى في في وصف المتقين: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين) وأمر بالعفو والتسامح والصفح في العديد من الآياتفقال تعالى: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ) وقال تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) وقال تعالى: (فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ) وقال(ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ) وقال: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ).إلى غير ذلك.من الآيات الكثيرة.
وقد جسد الإمام الكاظم هذا الخلق الرفيع في سيرته وحياته وسلوكه وطريقة تعاطيه مع الآخرين، حتى اصبح لقباً له مصاحباً لإسمه٬ ويذكر المؤرخون العديد من الشواهد والمواقف٬ التي ضرب الإمام فيها أروع الأمثلة والنماذج على كظم الغيظ٬ في تعامله الشخصي مع الآخرين٬ وكانت نتيجة ذلك التعامل في الغالب التأثير في عقول وقلوب أولئك المسيئين وتحويلهم إلى محبين.وإحداث تحول في شخصيتهم.
روي أن شخصاً كان يسيء للإمام٬ ويكيل السب والشتم لجده أمير المؤمنين(ع) ٬ فأراد أصحابه الانتقام من هذا الرجل بتصفيته واغتياله٬ فنهاهم الإمام عن ذلك٬ وكان يتحمل الإساءات المتكررة من ذلك الرجل٬ وذات يوم سأل الإمام عن مكانه٬ ٬ فقيل: إنه يزرع في بعض نواحي المدينة٬ فركب الإمام بغلته٬ ومضى إليه٬ فوجده في مزرعته٬ فأقبل نحوه٬ فصاح الرجل: لا تطأ زرعنا. فمضى الإمام إليه٬ وجلس إلى جنبه٬ وأخذ يلاطفه٬ ويحدثه بأطيب الحديث٬ ثم قال له بلطف ولين:« كم غرمت في زرعك هذا؟» قال الرجل: مئة دينار٬ فسأله الإمام: «كم ترجو أن تصيب منه؟»٬ قال الرجل: أنا لا اعلم الغيب٬ فقال الإمام(ع): «إنما قلت لك: كم ترجو أن يجيئك منه؟»٬ قال الرجل: أرجو أن يجيئني منه مائتا دينار. فأعطاه الإمام(ع) ثلاثمائة دينار٬وقال:« هذه لك وزرعك على حاله.»بعد هذه الحادثة تغّير موقف الرجل من الإمام٬ و أدرك أنه لا مبرر لحقده وسوء تعامله مع الإمام٬ فصار يبدي الاحترام والتقدير للإمام كلما التقاه.
نحن كلنا قد نواجه استفزازاً من هذا النوع في حياتنا ، وبعض الاستفزازات قد تكون اختباراً لقدرتنا على التحمل والصبرة وضبط النفس والسيطرة عليها، فلا بد للإنسان أن ينتبه حتى لا يسقط في مثل هذا الإختبار.
وحتى لا يسقط عليه أن يتحلى بكل المزايا والصفات التي تساعده على التحمل وكظم الغيظ في مواقع الغضب والإنفعال، فهناك عوامل عديدة ومزايا كثيرة اذا تحلى بها الانسان فانها تساعده على لجم غضبه وكظم غيظه، منها:
أولاً: الرحمة بالمخطئ والشفقة عليه، واللين معه والرفق به، تماما كما هو سلوك النبي(ص) مع المخطئين، (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْر)[آل عمران: 159].
ثانيًا: من الأسباب التي تدفع أو تهدئ الغضب سعة الصدر ؛ مما يحمل الإنسان على العفو.
ثالثًا: الترفع عن الاساءات والاخطاء، بحيث يترفع الإنسان عن السباب، ويسمو بنفسه فوق هذا المقام.
رابعًا: أن يرجو الانسان عندما يضبط أعصابه وغضبه الثواب والأجر من الله، فالكاظم لغيظه يستحق من الله تعالى الثواب العظيم والتقدير الكبير٬ ففي الحديث عن رسول الله(ص) أنه قال:« من كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رجا ًء يوم القيامة».
وفي حديث آخر عنه(ص) أنه قال: «ما من جرعة أعظم أجراً عند الله من جرعة غيظ كظمها عبد ابتغاء وجه الله».
خامسًا: ان يستحي الإنسان من أن يضع نفسه في مستوى المخطئ والمسيء، وأن يتدرب على الصبر والتسامح والتنازل عن الحقوق الشخصية مع الامكان، وان لا نواجه السب بسب والشتم بشتم ، ولا الإساءة بإساءة ولا الأذى بأذى مثله.
حُكِيَ أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِضِرَارِ بْنِ الْقَعْقَاعِ: وَاَللَّهِ لَوْ قُلْت وَاحِدَةً؛ لَسَمِعْت عَشْرًا !
فَقَالَ لَهُ ضِرَارٌ: وَاَللَّهِ لَوْ قُلْت عَشْرًا؛ لَمْ تَسْمَعْ وَاحِدَةً !
نحن بحاجة الى هذا التسامح والى هذا النوع من التنازل على المستوى الشخصي، وهذا لا يعني أبداً أن نتنازل عن حقوقنا العامة ولا أن نداهن أو نتنازل على حساب الحق .
هناك من يحاول أخذ حقوقنا والسيطرة على مقدراتنا ومقدرات شعوب ودول هذه المنطقة، لا بد أن نقف في مواجهته ومواجهة مشاريعه كأميركا واسرائيل.
أمريك تحاول الهيمنة والسيطرة على منطقتنا من جديد لسلب مقدرات وإمكانات وقدرات دول وشعوب هذه المنطقة وإضعافها وتفتيت أبنائها.
اليوم هناك سعي أميركي من أجل العودة الى المنطقة بقوة وإيجاد موطئ قدم في سوريا والعراق.
هناك حركة أمريكية جديدة يراد من خلالها فرض واقع جديد في سوريا والعراق تستطيع من خلاله الولايات المتحدة إثبات حضورها وتحقيق مصالحهافي المنطقة.
من أهم أهداف الحرةك الأمريكية الجديدة في المنطقة: الحفاظ على أمن الكيان الصهيوني وتحقيق مصالح إسرائيل وحلفاءها الجدد في المنطقة، لا سيما السعودية التي دفعت لأميركا مؤخراً أكثر من مائتي مليار دولار من أجل مساعدتها على تثبيت نظامها وتمكين محمد بن سلمان من الحكم، وتحقيق أهدافها وتطلعاتها في سوريا، وقطع الطريق على إيران وإضعاف حضورها ونفوذها في المنطقة.
الدعم السعودي للولايات المتحدة الأمريكية يترجم اليوم بالضغط على النظام السوري وعلى الرئيس السوري، وبفرض حل في سوريا يحقق لهم شروطهم وأهدافهم ، ويترجم ايضاً بالضغط على روسيا من أجل فك تحالفها مع إيران وسوريا، إلا أن الرد الروسي الإيراني جاء سريعاً من خلال إجتماع وزراء خارجية روسيا وإيران وسوريا في موسكو في اليوم التالي لمغادرة وزير خارجية أمريكا لموسكو، حيث أكد المجتمعون على متانة التحالف القائم بين هذه الدول، وعلى حرص روسيا وإيران على دعم سوريا والوقوف الى جانبها وعدم السماح بالمس بسيادتها، والتأكيد على أن موقف هذه الدول سيبقى موحداً حتى الوصول الى حل سياسي وتسوية ترضي هذه الدول.
إن منطق الإستعلاء الأمريكي والتفرد الأمريكي في المنطقة والعالم ولى عليه الزمن، ولم تعد أمريكا هي القوة الوحيدة في المنطقة والعالم, هناك قوى أخرى موجودة في هذا العالم ولها إرادتها ومشروعها ،إذا كانت الولايات المتحدة تعتقد بأنها لا زالت القوة الوحيدة في العالم فهي مخطئة ، هناك متغيرات والعالم تغير وعلى أمريكا أن تعترف بهذه المتغيرات، وأن لا تتصرف من موقع كونها القوة الوحيدة التي تستطيع أن تفرض مشروعها وإرادتها من دون أن يعترضها أحد، هناك قوى أخرى في المنطقة والعالم وهي تستطيع أن تقف في مواجهة المشروع الأمريكي والإرادة الأمريكية.
نحن اليوم وبعد التدخل الأمريكي المباشر في سوريا أمام مرحلة جديدة من المواجهة مع الأمريكي وحلفائه، لكن سنتجاوزها كما تجاوزنا المراحل االسابقة, فمحور المقاومة أقوى وأشد وأكثر تماسكاً من أن يزعزعه الحضور الأمريكي والتهويل الأمريكي الجديد في المنطقة.
والحمد لله رب العالمين