الزهراء(ع) مظهر الكمال الإنساني
- المجموعة: 2017
- 03 آذار/مارس 2017
- اسرة التحرير
- الزيارات: 608
كانت الزهراء (ع) قمة في الإيمان والتقوى والورع والعبادة والطاعة والعلم والحلم والصدق والاخلاص والعفة والوفاء والشجاعة والتزام الحق وكل الصفات النبيلة والسامية.وكانت تجسد كل هذه القيم في حياتها الخاصة والعامة.
خلاصة الخطبة
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 3-3-2017: لا نخاف التهديدات ولا نخضع بالعقوبات ولن يحصد الأعداء سوى المزيد من الفشل.
لفت سماحة الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة: الى أن الظلم الذي يلحق بالشعوب الفقيرة والمستضعفة كالشعب اليمني والشعب البحريني والشعب الفلسطيني وغيره, يؤدي الى دمار هذه الشعوب وتبديد طاقاتها وقدراتها وإمكاناتها, والظالمون لا بد أن ينالوا جزائهم في الدنيا قبل الآخرة.
وقال: الظالمون المتعجرفون اليوم من الاسرائيلي الى الامريكي والسعودي وصولا الى أدواتهم التكفيريين الارهابيين يتجرعون مرارة الفشل وخيبات الأمل لأن مشروعهم لم ينجح في المنطقة ونجحت المقاومة وحلفاؤها في وضع مشروع هؤلاء على طريق الفشل والهزيمة لا سيما في سوريا والعراق.
واعتبر: ان المقاومة التي كان يراهن الاسرائيلي على انهاكها وإضعافها في سوريا أصبحت بعد سوريا أكثر قوة وعزماً وتصميماً وقدرة على المواجهة ، وأكثر حضوراً في المعادلات الإقليمية، وأكثر استعداداً للدفاع عن لبنان والمنطقة، وها هي المقاومة اليوم تربك العدو الاسرائيلي عندما ترد بشكل حاسم وقاطع على تهديداته المتمادية ضد لبنان من خلال رسم معادلات ردع جديدة , وهي في أتم الجهوزية لمواجهة أي اعتداء أو عدوان محتمل على لبنان.
ورأى: الواجب الشرعي والأخلاقي والإنساني الذي فرض علينا أن نكون في سوريا لمواجهة الإرهاب التكفيري يفرض علينا البقاء لاستكمال المعركة. مؤكداً: أن التهديد والتلويح بفرض عقوبات من أجل الضغط علينا للخروج من سوريا والابتعاد عن منطقة الجولان التي يشكل وجودنا فيها تهديدا مباشرا للاسرائيلي لا يخيفنا, فهم جربوا العقوبات والحملات والضغوط في السابق وفشلوا, وما فشل فيه بوش وأوباما وألمرت وباراك وغيرهم لن ينجح فيه ترامب ونتانياهو.
وشدد: على أن من يستقوي أو يراهن من الأنظمة العربية على ترامب ونتانياهو وسياساتهما وعقوباتهما لتغيير موقفنا فإنما يراهن على سراب, فنحن لا نخاف التهديدات ولا نخضع بالعقوبات, وسيصاب هؤلاء بالإحباط واليأس مجدداً, ولن يحصدوا سوى المزيد من خيبات الأمل والفشل.
نص الخطبة
لا زلنا نعيش هذه الأيام ذكرى شهادة السيدة فاطمة الزهراء (ع) , هذه الايام التي تعرف بالأيام الفاطمية, وهي أيام حزن وألم ومصيبة, نستحضر فيها مأساة الزهراء(ع) ومظلوميتها، كما نستحضر فيها قيم الزهراء وكمالها الإنساني.
لأن الزهراء (ع) هي مظهر الكمال الإنساني ونموذج المرأة الكاملة التي جسدت في ذاتها وفي شخصيتها كل القيم الإيمانية والأخلاقية والإنسانية.
فقد كانت قمة في الإيمان والتقوى والورع والعبادة والطاعة والعلم والحلم والصدق والاخلاص والعفة والوفاء والشجاعة والتزام الحق وكل الصفات النبيلة والسامية.
وكانت تجسد كل هذه القيم في حياتها الخاصة والعامة.
كانت في حياتها الاسرية الأم المقدسة التي ربت أولادها على الايمان والأخلاق والطهر , وكانت في حياتها الزوجية مع علي (ع) تجسيداً حياً للزوجة المثالية التي تراعي حقوق زوجها وواجباتها كزوجة وتتعامل معه ويتعامل معها بمنتهى الاحترام والاكرام والاخلاق والرحمة حتى أن أمير المؤمنين (ع) عندما كان يتحدث عن علاقته بالزهراء (ع) وعلاقة الزهراء به كان يقول: فوالله ما أغضبتها ولا أكرهتها على أمر حتى قبضها الله عز وجل, ولا أغضبتني ولا عصت لي أمراً، ولقد كنت أنظر إليها فتنكشف عني الهموم والأحزان.
أية علاقة أسمى من أن يدخل الرجل إلى بيته فينظر إلى زوجته فتنكشف عنه الهموم والأحزان وضغوط الحياة ومتاعبها.
الأصل الذي يجب بناء العلاقة الزوجية على أساسه, هو أن تكون العلاقة قائمة على أساس الحب والمودة والاحترام والتراحم والتعاون والانسجام بين الزوجين حتى يصبحا كأنهما نفس واحدة.
يقول تعالى: [والله جعل لكم من أنفسكم أزواجاً]. النحل/ 72.
ويقول تعالى: [ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة]. الروم/ 21.
والمودة: هي المحبة, بينما الرحمة: هي الشفقة والرأفة.
وقد روي عن الإمام زين العابدين(ع) في رسالة الحقوق: وحق الزوجة أن تعلم أن الله عز وجل جعلها لك سكناً وأُنساً.
اذن الانسجام هو المطلوب سواء بين الزوجين أو بين أفراد الاسرة عموماً, وهذا الانسجام لا يمكن أن يتحقق في جو تفتقد فيه الأسرة إلى التعامل الأخلاقي وإلى المعاملة الحسنة وإلى الرفق واللين والرحمة والتسامح والعفو وغض النظر عن الأخطاء الصغيرة، لا يمكن ان يكون الانسجام قائماً في جو مشحون بالغضب والانفعال والغلظة والقسوة والخروج عن الضوابط أمام أي مشكلة تحدث داخل المنزل .
يجب ان يتوفر الاحترام داخل الأسرة، احترام أفراد الأسرة واكرامهم والتعامل معهم برفق ولين وأخلاق حسنة.
على الإنسان ان يكرم أهل بيته ويحترمهم قبل ان يحترم غيرهم من سائر الناس، لأنهم أولى بالاحترام والتقدير والمعاملة الحسنة, وان يتحمل ويصبر على اخطائهم، فقد تحصل بعض المشاكل بين الزوجين.. فعلى الزوج ان يستوعب زوجته لأن زوجته بشر قد تخطيء, والزوج قد يخطىء ايضاً وعلى الزوجة أن تصبر وتستوعب بعض انفعالاته وأخطاءه .
فعن النبي (ص) : من صبر على سوء خلق امرأته أعطاه الله من الأجر ما أعطى أيوب(ع)على بلائه, ومن صبرت على سوء خلق زوجها أعطاها الله مثل ثواب آسية بنت مزاحم.
البعض يحسن معاملة الآخرين ويحترم الآخرين ويتحمل ويضبط أعصابه وانفعالاته عندما يكون بين الناس, لأنه يخاف أن يفقد سمعته الطيبة أو مكانته الاجتماعية بينهم, أو يخشى رد فعلهم أو يخشى أن يفقد علاقته بهم وصداقته لهم, بينما لا نجد هذا البعض يهتم كثيراً باحترام عائلته وزوجته وأولاده عندما يتعامل معهم ، لأنه يمون عليهم وعلاقته بهم مضمونة, ولا يخشى رد فعلهم, وهذا تصرف خاطىء .
المطلوب أن يعكس الانسان أخلاقه وطيبته ولطفه ورقته ورفقه ولينه وتسامحه ولياقاته مع أفراد أسرته قبل أن يعكس ذلك مع سائر الناس, لأنهم أولى بمثل هذه المعاملة وأولى بهذه الأخلاق من غيرهم.
النبي (ص) يقول : خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهله .
وعنه (ص) : أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً, وخياركم خياركم لنسائهم.
وعن الإمام الصادق (ع): رحم الله عبداً أحسن فيما بينه وبين زوجته.
هناك الكثير من المشكلات الأسرية ناشئة من سوء المعاملة كما أن ارتفاع نسبة الطلاق في لبنان وبعض دول المنطقة, وكثرة القضايا الخلافية في المحاكم الشرعية, هو مؤشر واضح على سوء المعاملة وعلى عدم مراعاة الحقوق المتبادلة مما يؤدي إلى وقوع الخلافات بين الزوجين.
فالمطلوب ان يتعامل أفراد الأسرة فيما بينهم بأقصى درجات اللياقة والاحترام فيحترم الزوج زوجته وتحترم الزوجة زوجها ، وأن يوقر الصغار الكبار وأن يحترم الكبار الصغار, وأن يتعامل الجميع فيما بينهم بآداب الاسلام وأخلاق الاسلام ، يلقون التحية على بعضهم البعض ، يعينون بعضهم البعض، يقضون حاجات بعضهم البعض ، ينصحون بعضهم البعض، يتحملون أخطاء بعضهم البعض، ويصبرون على بعضهم البعض.
كذلك لا بد للوالدين من اظهار الإحترام المناسب لأولادهم, خاصة أمام الضيوف والغرباء, فلا ينبغي تجاهلهم أو تحقيرهم أو تأنيبهم أمام الآخرين . البعض يفعل ذلك مع أولاده وهذا غير صحيح ، بل ينبغي اعطاء الطفل الاعتبار الكامل والاحترام الكامل خاصة أثناء الحديث معه وأمام الآخرين.
توفير أجواء الإحترام داخل المنزل يساهم في تعزيز الثقة بالنفس ويعمق العلاقة الحميمة بين أفراد الأسرة .
توفير أجواء الإحترام داخل المنزل واحترام الوالدين لأطفالهم يربي الأطفال على التعامل باحترام مع الآخرين خارج المنزل.
عندما يتعامل أفراد الأسرة فيما بينهم بأخلاق ويخاطب بعضهم البعض الآخر بالكلام الطيب والجميل, فإن السنتهم تعتاد على ذلك وتتربى على مثل هذا الكلام في تعاملهم مع الناس.
أما عندما يتعامل أفراد الأسرة فيما بينهم بلا أخلاق, وتسود لغة السباب والشتائم, ويتم التعاطي بانفعال وغضب مع الأمور والمشكلات التي قد تحصل داخل البيت, فإن سلوكهم هذا داخل المنزل ينسحب على تعاملهم بنقس السلوك مع الناس.
والتعامل بأخلاق حسنة بين الزوجين وبينهما وبين الأولاود هو من أهم موجبات الثواب والأجر والحصول على رضا الله سبحانه وتعالى، بل وله بعض الآثار والنتائج الدنيوية مثل الزيادة في العمر .
فعن الصادق (ع) : من حسُن برًه بأهله زاد الله في عمره.
عن الإمام زين العابدين (ع) : إن أرضاكم عند الله أسبغكم على عياله.
والعكس صحيح فإن سوء معاملة الزوج لزوجته والزوجة لزوجها أو كلاهما لأولادهم هو من موجبات انزال العقوبة والسخط الألهي.
فعن النبي (ص) : من كان له أمراءة تؤذيه لم يقبل الله صلاتها ولا حسنة من عملها حتى تعينه وترضيه, وعلى الرجل مثل ذلك الوزر إذا كان لها مؤذياً ظالماً.
الظلم مرفوض سواء داخل الأسرة أو خارجها, لأنه يؤدي الى الدمار والخراب في كل شيء.
اليوم الظلم الذي يلحق بالشعوب الفقيرة والمستضعفة كالشعب اليمني والشعب البحريني والشعب الفلسطيني وغيره, يؤدي الى دمار هذه الشعوب وتبديد طاقاتها وقدراتها وإمكاناتها, والظالمون لا بد أن ينالوا جزائهم في الدنيا قبل الآخرة.
واليوم الظالمون المتعجرفون من الاسرائيلي الى الامريكي والسعودي وصولا الى أدواتهم التكفيريين الارهابيين يتجرعون مرارة الفشل وخيبات الأمل لأن مشروعهم لم ينجح في المنطقة ونجحت المقاومة وحلفاؤها في وضع مشروع هؤلاء على طريق الفشل والهزيمة في سوريا والعراق والمنطقة.
ان انجازات حزب الله في سوريا خيبت آمال العدو الاسرائيلي وأسّقطت رهاناته في تطويق حزب الله وإضعافه جراء مشاركته بالقتال في سوريا .
كان الاسرائيلي يراهن على اضعاف حزب الله وانهاكه في سوريا وجعله أقل قدرة على المواجهة .. إلا أن انتصاراته في سوريا بدّدت رهانات العدو وجعلته يعتقد بأن قدرات حزب الله باتت أشدّ خطراً على اسرائيل, نظراً لتنامي وتطور قدراته العسكرية على المستويين الكمي والنوعي ، إضافة إلى الخبرات القتالية الواسعة التي اكتسبها من خلال مشاركته الفاعلة في مواجهة الجماعات الإرهابية في سوريا.
المقاومة التي كان يراهن الاسرائيلي على انهاكها في سوريا أصبحت بعد سوريا أكثر قوة وعزماً وتصميماً وقدرة على المواجهة ، وأكثر حضوراً في المعادلات الإقليمية، وأكثر استعداداً للدفاع عن لبنان والمنطقة، وها هي المقاومة اليوم تربك العدو الاسرائيلي عندما ترد بشكل حاسم وقاطع على تهديداته المتمادية ضد لبنان من خلال رسم معادلات ردع جديدة , وهي في أتم الجهوزية لمواجهة أي اعتداء أو عدوان محتمل على لبنان.
والواجب الشرعي والأخلاقي والإنساني الذي فرض علينا أن نكون في سوريا لمواجهة الإرهاب التكفيري يفرض علينا البقاء لاستكمال المعركة.
أما التهديد والتلويح بفرض عقوبات من أجل الضغط علينا للخروج من سوريا والابتعاد عن منطقة الجولان التي يشكل وجودنا فيها تهديدا مباشرا للاسرائيلي فهذا النوع من التهديد لا يخيفنا, فهم جربوا العقوبات والحملات والضغوط في السابق وفشلوا, وما فشل فيه بوش وأوباما وألمرت وباراك وغيرهم لن ينجح فيه ترامب ونتانياهو.
ومن يستقوي أو يراهن من الأنظمة العربية على ترامب ونتانياهو وسياساتهما وعقوباتهما لتغيير موقفنا فإنما يراهن على سراب, فنحن لا نخاف التهديدات ولا نخضع بالعقوبات, وسيصاب هؤلاء بالإحباط واليأس مجدداً, ولن يحصدوا سوى المزيد من خيبات الأمل والفشل.
والحمد لله رب العالمين