الإثنين, 25 11 2024

آخر تحديث: الأحد, 15 أيلول 2024 12am

المقالات
كلمة في اربعين الشهيد نعيم فرحات في بيت شاما البقاعية 15-9-2024

كلمة في اربعين الشهيد نعيم فرحات في بيت شاما البقاعية 15-9-2024

الشيخ دعموش خلال الحفل التكريمي للشهيد السعيد المجاهد على طريق القدس نعيم علي فرحات...

خطبة الجمعة 13-9-2024 – سيرة الهجرة النبوية

خطبة الجمعة 13-9-2024 – سيرة الهجرة النبوية

  الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-9-2024: من يتخلّى عن غزة والضفة شريك في الجريمة...

كلمة في اسبوع الاستاذ نايف علي مرعي 8-9-2024

كلمة في اسبوع الاستاذ نايف علي مرعي 8-9-2024

الشيخ دعموش خلال حفل تأبيني 8-9-2024: المقاومة لن تقبل بتغيير قواعد الاشتباك وكسر...

كلمة في اسبوع الشهيد علي عمرو في المعيصرة 11-8-2024

كلمة في اسبوع الشهيد علي عمرو في المعيصرة 11-8-2024

الشيخ دعموش من المعيصرة 11-8-2024: المقاومة مصمِّمة على ردٍ ميدانيٍ مؤلم ورادع. شدَّد...

كلمة في المجلس العاشورائي في مجمع المجتبى 16-7-2024

كلمة في المجلس العاشورائي في مجمع المجتبى 16-7-2024

الشيخ دعموش من باحة المجتبى 16-7-2024: مجاهدونا يصنعون بحضورهم وتضحياتهم في المعركة...

كلمة في المجلس العاشورائي في القماطية 16-7-2024

كلمة في المجلس العاشورائي في القماطية 16-7-2024

كلمة في المجلس العاشورائي في بلدة القماطية في جبل لبنان الشيخ دعموش من...

كلمة في المجلس العاشورائي في الاوزاعي 15-7-2024

كلمة في المجلس العاشورائي في الاوزاعي 15-7-2024

الشيخ دعموش من الاوزاعي15-7-2024 : نتنياهو يصرُّ على مواصلة العدوان وتعنته لن يوصله إلا...

كلمة في المجلسين العاشورائيين في بريتال وبدنايل 14-7-2024

كلمة في المجلسين العاشورائيين في بريتال وبدنايل 14-7-2024

الشيخ دعموش من بريتال وبدنايل14-7-2024 : أي حرب على لبنان ستصنع فيها المقاومة للكيان...

كلمة في المجلس العاشورائي في الشهابية 13-7-2024

كلمة في المجلس العاشورائي في الشهابية 13-7-2024

الشيخ دعموش من الشهابية 13-7-2024: المقاومة اليوم في أعلى درجات الجهوزية على كلّ...

  • كلمة في اربعين الشهيد نعيم فرحات في بيت شاما البقاعية 15-9-2024

    كلمة في اربعين الشهيد نعيم فرحات في بيت شاما البقاعية 15-9-2024

  • خطبة الجمعة 13-9-2024 – سيرة الهجرة النبوية

    خطبة الجمعة 13-9-2024 – سيرة الهجرة النبوية

  • كلمة في اسبوع الاستاذ نايف علي مرعي 8-9-2024

    كلمة في اسبوع الاستاذ نايف علي مرعي 8-9-2024

  • كلمة في اسبوع الشهيد علي عمرو في المعيصرة 11-8-2024

    كلمة في اسبوع الشهيد علي عمرو في المعيصرة 11-8-2024

  • كلمة في المجلس العاشورائي في مجمع المجتبى 16-7-2024

    كلمة في المجلس العاشورائي في مجمع المجتبى 16-7-2024

  • كلمة في المجلس العاشورائي في القماطية 16-7-2024

    كلمة في المجلس العاشورائي في القماطية 16-7-2024

  • كلمة في المجلس العاشورائي في الاوزاعي 15-7-2024

    كلمة في المجلس العاشورائي في الاوزاعي 15-7-2024

  • كلمة في المجلسين العاشورائيين في بريتال وبدنايل 14-7-2024

    كلمة في المجلسين العاشورائيين في بريتال وبدنايل 14-7-2024

  • كلمة في المجلس العاشورائي في الشهابية 13-7-2024

    كلمة في المجلس العاشورائي في الشهابية 13-7-2024

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-9-2024: من يتخلّى عن غزة والضفة شريك في الجريمة والقتل. الشيخ دعموش: التخلّي عن القضية الفلسطينية وعدم مساندة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة، هو أعظم خيانة للقضية وللأمة ومقدساتها. الشيخ دعموش: صمت الأنظمة إزاء إصرار رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو على مواصلة جرائمه في غزة والضفة، يجعلها شريكة في الجريمة. الشيخ دعموش: جبهات المساندة من لبنان إلى اليمن والعراق وسورية وإيران، مستمرة طالما العدوان مستمر. الشيخ دعموش: العدو فشل بالرغم من التدمير والقتل والمجازر في تحقيق أهدافه، ولم يتمكن من تبديد الخوف والقلق لدى الصهاينة من تكرار ما جرى في 7 تشرين الأول/أكتوبر. الشيخ دعموش: ستبقى هذه المقاومة حاضرة، ولن يتمكن العدو من القضاء عليها، لأنها حق، والحق يعلى ولا يعلى عليه، ولا يمكن لاحد القضاء على الحق والمقاومة. الشيخ دعموش: المقاومة في لبنان كانت السبّاقة في مساندة غزة، واستطاعت أن تفرض معادلات جديدة على العدو، وأظهرت العجز الإسرائيلي عن حماية مواقعه ومستوطناته. الشيخ دعموش: تمادي العدو في الاغتيالات وقتل المدنيين وتوسيع دائرة القصف على القرى والبلدات في الجنوب، لن يعيد المستوطنين الى منازلهم، ولن يخرج نتنياهو من مأزقه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 6-9-2024: الطريق الوحيد لإيقاف العدوان هو الضغط على العدو في الميدان. الشيخ دعموش: العدو الصهيوني لديه أطماع حقيقة في كل فلسطين وفي المنطقة، والهدف الحقيقي والاستراتيجي هو إحكام السيطرة على كل فلسطين التاريخية. الشيخ دعموش: أهم المؤشرات السياسية التي تدل على الأطماع "الإسرائيلية" في فلسطين: ما ذكره الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في أحد خطاباته الانتخابية مؤخرًا من أن مساحة "إسرائيل" تبدو صغيرة على الخارطة. الشيخ دعموش: مشروع نتنياهو وحلفائه في الحكومة هو تحويل كامل فلسطين إلى دولة يهودية وطرد أهلها، ولذلك سيواصل حربه على غزة والضفة لتنفيذ هذا المشروع. الشيخ دعموش: الأميركي شريك مع نتنياهو وداعم مطلق للعدوان "الإسرائيلي" على غزة ولبنان، وملتزم بأمن "إسرائيل". الشيخ دعموش: من المستبعد أن يرضخ نتنياهو لأي ضغوط داخلية أو خارجية، بل سيواصل عدوانه على غزة والضفة ولبنان، وليس أمامنا في محور المقاومة سوى الصمود ومواصلة جبهات الاسناد.

جهاد الحسين(ع) قمة الجهاد

كان الحسين (ع) فيما قدمه في كربلاء في قمة الجهاد وذروة الجهاد وأعظم الجهاد وحق الجهاد, ولايمكن أن نتصور مستوى أرقى  وأعظم درجة من أن يضحي الانسان بنفسه وأمواله وأولاده وأهله  وعياله وأصحابه من أجل الاسلام, كما فعل الحسين (ع) في كربلاء, هذا هو قمة الجهاد

خلاصة الخطبة

 

 الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 14-10-2016:التهديدات الأمريكية ناجمة عن الشعور بالهزيمة الحتمية لأدواتهم المسلحة في سوريا.لفت سماحة الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة : الى أن المقاومة اليوم تسلك طريق الجهاد وتقوم بالدفاع عن الاسلام وعن الأمة في مواجهة الصهاينة وفي مواجهة التكفيريين الارهابيين, 

 

مشدداً: على أنه لا توجد اليوم مقاومة بأهمية ومستوى مقاومة وجهاد الصهاينة وأدواتهم التكفيريين الارهابيين في المنطقة, الذين يتم استخدامهم بصورة علنية من قبل اسرائيل واميركا وحلفائهما  لخدمة مشروع الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية على بلادنا, معتبراً: أن المقاومة ودول محور المقاومة استطاعت أن تعطل حتى الآن هذا المشروع في سوريا.

وقال: بعد مرور أكثر من خمس سنوات على الأزمة في سوريا, وبعد أن أنفقوا عشرات بل مئات مليارات الدولارات وجاؤوا بكل الارهابيين الشاردين في العالم إلى سوريا لاسقاط النظام.. لم يستطيعوا أن يحققوا أهدافهم, بل إن المبادرة اليوم هي بيد النظام وحلفائه وقد حققوا العديد من الانجازات في حلب وغيرها .

 ولذلك التهديدات الاميركية عالية السقف التي توجهها الادارة الاميركية للروس ولسوريا هي بسبب نجاح الجيش السوري وحلفائه في حلب والانجازات التي حققوها حتى الآن ، وهي أيضا للحفاظ على أدواتهم المحاصرين في حلب, باعتبار أن حلب ستحدد مستقبل الحرب في سوريا, لما لها من أهمية على المستوى السياسي والعسكري, باعتبارها هدف استراتيجي للمجموعات المسلحة لأنها جزء أساسي من مخطط الحزام الشمالي الذي تحاول الولايات المتحدة إقامته في شمال سوريا, ولأنها أيضاً يمكن أن تتحول إلى عاصمة ومركز لحكومة المسلحين في مقابل دمشق.

ورأى: أن الولايات المتحدة والغرب يصرخون اليوم ويهددون ليس كرمى لعيون السوريين ولا بسبب الوضع الانساني في حلب ، بل لأنهم يشعرون بالهزيمة الحتمية لأدواتهم المسلحة في حلب والتي تحتضن آلاف المسلحين المحاصرين .

وأشار: الى أن المشهد العام في المنطقة يوحي بالتصعيد والمزيد من التوتر السياسي والميداني, مؤكداً: على أنه وأمام مشهد من هذا النوع, يجب أن يضع الجميع في لبنان نصب أعينهم مسؤولية معالجة الأزمات السياسية وغير السياسية القائمة في البلد, واغتنام فرصة المناخ الإيجابي المستجد على مستوى الرئاسة, والتفاهم على انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية, لأن ذلك يساعد في تثبيت الاستقرار السياسي والأمني, وإيجاد الحصانة اللازمة للبلد, حتى لا يتأثر لبنان بالأوضاع المتفجرة في المنطقة.

 

 

نص الخطبة

}إنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَـئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} البقرة: 218

الجهاد هو العنوان الكبير لعاشوراء ولثورة أبي عبدالله الحسين(ع), فنحن نشهد للحسين(ع) في الزيارة بأنه جاهد في الله حق جهاده فنقول: أشهد أنك قد أقمت الصلاة, وآتيت الزكاة, وأمرت بالمعروف, ونهيت عن المنكر, وجاهدت في الله حق جهاده.. فجهاد الحسين (ع) كان قمة الجهاد وحق الجهاد, فما معنى الجهاد؟ وما المقصود من الجهاد؟ هل هو الجهاد المسلح أي القتال فقط؟ أو أن كلمة الجهاد لها مفهوم أوسع من القتال؟.

 بالعودة الى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة نجد أن القرآن الكريم استعمل كلمة الجهاد في معان أوسع وأشمل من القتال.

هناك الكثير من الآيات واضحة في أن المقصود فيها بكلمة جهاد ومجاهدين هو القتال والمقاتلين والمضحين في المواجهة العسكرية, مثل قوله تعالى: }انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} التوبة: 41, فجاهدوا بأنفسكم في سبيل الله, يعني قاتلوا في سبيل الله , فكلمة جاهدوا في هذه الآية استعملت في القتال,هذا هو الاستعمال الاول والموجود بكثرة في آيات القرآن الكريم, باعتبار أن القتال والمواجهة العسكرية من أبرز مصاديق الجهاد.

الاستعمال الثاني: أن كلمة الجهاد لم تستعمل في القتال واستخدام السلاح, وإنما استعملت بمعنى المواجهة بغير السلاح والقتال, اي المواجهة بالصبر والثبات والصمود والتحدي, والمواجهة بالفكر والثقافة والاعلام والسياسة والموقف الثابت, وعدم الاستسلام للعدو وضغوطه وأساليبه في التعذيب والتنكيل, مثل قوله تعالى الذي نزل في مكة قبل الهجرة: ( فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا) اي جاهدهم بالقرآن, اي بفكره وثقافته ومفاهيمه وتعاليمه التي تدعو الى الصبر والثبات في مواجهة العدو.

ففي مكة لم يكن النبي (ص) مأموراً بالمواجهة العسكرية و استخدام السلاح و قتال قريش, ومع ذلك يقول الله للنبي (ص) في هذه الآية: (وجاهدهم به جهادا كبيرا) يعني واجههم بغير السلاح, بالصبر والثبات والصمود  والفكر ولا تستسلم لهم, فاذا عذبوا المسلمين فاليصبروا, واذا قتلوا منهم فاليصبروا, واذا هجّروا منهم فاليصبروا, ولتكن المواجهة بالوسائل الاخرى غير القتال كالثقافة والسياسة والاعلام وما شاكل ذلك.

الاستعمال الثالث: ان كلمة جهاد استعملت المعنيين السابقين معاً, أي في القتال وفي غير القتال, وفي المواجهة المسلحة وفي غير المواجهة المسلحة, مثل قوله تعالى: (يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين) فكلمة جاهد الكفار يعني قاتلهم, أما كلمة جاهد المنافقين فليس بمعنى قاتلهم, لان النبي(ص) لم يكن مأمورا بقتال المنافقين ولم يدخل معهم بمواجهة عسكرية اطلاقا, وإنما كان مأمورا بمواجهتهم وجهادهم بوسائل اخرى اعلامية ثقافية اجتماعية سياسية, والعمل على فضحهم وكشف حقيقتهم وإظهار زيفهم وكشف مكرهم ومؤمراتهم, وتحذير الأمة منهم, وهذا ما كان يفعله النبي (ص) في مواجهة المنافقين, وكانت آيات القرآن الكريم تنزل بفضحهم مساندةً النبي(ص) في كشف حقيقتهم.

وعندما نأتي الى الروايات نجد أيضاً أن الروايات قد استعملت كلمة جهاد ومجاهدين تارة في القتال, وتارة في غير القتال, وتارة ثالثة في المعنيين.

و يجب ان نعرف أن الجهاد بمعنى القتال والمواجهة المسلحة استخدم كثيرًا في القرآن والروايات, بل إن أكثر الآيات والروايات التي تحدثت عن الجهاد والمجاهدين استخدمت في القتال باعتبار أن القتال من أبرز مصاديق ومفردات وأشكال الجهاد.

 والجهاد بمعنى القتال يجب أن يكون في سبيل الله, ومن اجل تحقيق الاهداف الالهية, وسبيل الله يعني: أن يكون القتال من أجل عيال الله وخلق الله والمستضعفين, وفي سبيل سعادتهم وحريتهم وكرامتهم وكمالهم وهدايتهم.. ومن أجل الدفاع عن الاسلام وصورة الاسلام والقيم, فاذا خرج الانسان للجهاد وكان هدفه وغايته أن يصبح زعيماً أو يحصل على مكاسب وغنائم ومنافع مالية او طموحات ومواقع دنيوية.. فهذا ليس جهاداً في سبيل الله, وليس له قيمة وكرامة الجهاد ولا أجر وثواب الجهاد, بل هو قتال في سبيل الأهواء والشهوات والطموحات والآمال الشخصية.

وفي الروايات كما في القرآن, للجهاد أشكال وأنواع متعددة وكثيرة غير القتال والمواجهة المسلحة والعسكرية:

 فهناك الجهاد بالمال.. في مقابل الجهاد بالنفس, بأن يبذل الانسان من ماله لدعم المقاومة والمجاهدين والمعركة, يقدم الدعم من أجل تجهيز المجاهدين وشراء السلاح وتأمين ما تحتاجه المعركة ، وهذا شكل مهم من أشكال الجهاد, يقول تعالى: (وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم) وهذا التعبير والحث على الجهاد بالمال والنفس ورد في كثير من الآيات التي تتحدث عن الجهاد, وهذا النوع من الجهاد يتأكد على الذين لا يتمكنون من الجهاد بالنفس وعلى الأغنياء والميسورين مالياً.

وهناك نوع آخر من أنواع الجهاد هو جهاد النفس وليس الجهاد بالنفس والروح والمهجة، وجهاد النفس يعني: أن يجاهد الانسان نفسه واهوائه وشهوات نفسه ونزوات نفسه، و يطهرها من الموبقات والسيئات، ويتغلب عليها.. و جهاد النفس هو جهاد حقيقي و جهاد بالمعنى الاسلامي.

 فقد قال رسول الله (ص) لسرية كانت قد عادت من مهمة عسكرية: مرحباً بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي عليهم الجهاد الأكبر, قيل: يا رسول الله وما الجهاد الاكبر؟ قال: جهاد النفس.

 و يقول(ص) في حديث آخر: الشديد عن غلب نفسه. أي القوي هو من سيطر على نفسه وشهواتها وأهوائها, بحيث هيمن عليها وضبط شهواتها وطموحاتها وقادها الى طاعة الله بدل أن تقوده هي اى معصية الله والخضوع لشهواتها.

و عن علي (ع): لا فضيلة كالجهاد ولا جهاد كمجاهدة الهوى.

وهذا التفضيل والتأكيد على جهاد النفس إنما هو لأنه من ينجح في جهاد نفسه يستطيع ان ينجح في جهاد عدوه, لأنه لكي يذهب الانسان لجهاد العدو عليه ان يتغلب على شهواته واهوائه وشيطانه الذي قد يوسوس له بان الذهاب الى القتال والجهاد يجعلك تخسر حياتك ومستقبلك, وتيتم عيالك وأولادك!.

جهاد النفس هدفه أن نزكي و نربي أنفسنا كي تصبح مطيعة لله, وتتحمل مسؤولياتها, ولكي لا تكون خاضعة للاهواء والشهوات أو للشيطان.

ويجب أن يكون جهادنا لأنفسنا أقوى من جهادنا لعدونا.

فليس لأحد ان يقول لنفسه انه مجاهد و ليس هناك احد مثله ويعطي لنفسه الحق في ان يهين الناس و يعتدي عليهم.

ليس لأحد أن يعتبر أنه ما دام يجاهد و يقاتل و يذهب الى الميدان ويضحي فمن حقه أن يعمل ما يريد ويتصرف كيفما يشاء, فيسيء الى هذا ويعتدي على ذاك كما يحلو له.

المؤمن المجاهد يجب أن يكون دائماً مصدراً للخير ويعمل على رفع مستوى مجتمعه, وفاعلاً للخير, في بيته ومع عائلته واسرته, وفي حيّه وقريته, وفي مجتمعه وبلده.

لا يصح أن نعتبر انه اذا كنا نجاهد ونضحي فانه يسمح لنا بارتكاب المعاصي والأخطاء بحق الناس بل على العكس من ذلك, المجاهد ومن ينتمي الى مسيرة المقاومة والجهاد والشهداء تصبح مسؤوليته أكبر وأعظم عن أعماله وتصرفاته, ولذلك يقول الامام الصادق(ع) لأحد أصحابه الذين ينتسبون اليه: (الحسن من كل الناس حسن ومنك احسن لمكانك منا والقبيح من كل الناس قبيح ومنك اقبح لمكانك منا) .

 وهناك شكل آخر من اشكال الجهاد هو جهاد المرأة, وجهاد المرأة هو أن تكون زوجة صالحة لزوجها المجاهد,تحفظه وتصونه وتؤدي اليه حقوقه, وتتحمل مشقة وتعب ومعاناة غيابه في الجهاد وفي الميادين لفترات طويلة.

فقد جاء عن علي (ع) أنه قال: كتب الله الجهاد على الرجال و النساء فجهاد الرجال بذل ماله و نفسه حتى يقتل في سبيل الله و جهاد المرأة حسن التبعل. يعني ان تكون زوجة صالحة و ان تصبر و تتحمل عندما يذهب زوجها الى ساحات الجهاد و يغيب عن البيت اسابيع و اشهر و سنين و هي تتحمل مسؤولية البيت والعائلة, ومعاناة البعد عن زوجها في سبيل الله، وبذلك تصبح المرأة شريكة زوجها في الجهاد وفي الأجر والثواب والفضل والكرامة.

 ومن هنا يجب أن ننوه بتضحيات عوائل الشهداء وعوائل الأسرى وعوائل الجرحى، كما يجب إكبار زوجات المجاهدين والمرابطين من أبناء المقاومة الاسلامية في محاور القتال في سوريا وعلى الحدود الجنوبية والشرقية, فهؤلاء الزوجات الصالحات يساعدن أزواجهن ليستمروا في المقاومة ويعطوا جهدهم وفكرهم للمقاومة، ومما لا شك فيه ان زوجات المجاهدين شريكات في الأجر والثواب والنصر وعز الدنيا وعز الآخرة الذي كتبه الله للمجاهدين والمقاومين.

هذا أيضاً شكل من اشكال الجهاد بالنسبة للمرأة.

إذن كل هذه الأشكال هي جهاد حقيقي بالمفهوم الإسلامي.

لكن أرفع وأرقى وأعظم أنواع وأشكال ودرجات الجهاد, هو الجهاد بالنفس والمال  والولد والأهل والغالي والنفيس..

لان الجهاد درجات ومستويات, وأعظم درجات الجهاد هي لأولئك الذين يبذلون أنفسهم و أموالهم وعيالهم في سبيل الله و من أجل الدفاع عن الاسلام وعن صورة الاسلام ...

يقول تعالى:}الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ{التوبة: 20

ولذلك كان الحسين (ع) فيما قدمه في كربلاء في قمة الجهاد وذروة الجهاد وأعظم الجهاد وحق الجهاد, ولايمكن أن نتصور مستوى أرقى  وأعظم درجة من أن يضحي الانسان بنفسه وأمواله وأولاده وأهله  وعياله وأصحابه من أجل الاسلام, كما فعل الحسين (ع) في كربلاء, هذا هو قمة الجهاد, ولذلك نقول في زيارته: أشهد أنك قد أقمت الصلاة, وآتيت الزكاة, وأمرت بالمعروف, ونهيت عن المنكر, وجاهدت في الله حق جهاده..

وعلى طريق الحسين (ع) تسلك المقاومة اليوم طريق الجهاد وتقوم بالدفاع عن الاسلام وعن الامة في مواجهة الصهاينة وفي مواجهة التكفيريين الارهابيين, ولا توجد اليوم مقاومة ولا يوجد جهاد وقتال بأهمية ومستوى مقاومة وجهاد الصهاينة وأدواتهم التكفيريين الارهابيين في المنطقة, الذين يتم استخدامهم بصورة علنية من قبل اسرائيل واميركا وحلفائهما  لخدمة مشروع الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية على بلادنا.

المقاومة ودول محور المقاومة استطاعت أن تعطل حتى الآن هذا المشروع في سوريا, فبعد مرور أكثر من خمس سنوات على الأزمة في سوريا, وبعد أن أنفقوا عشرات بل مئات مليارات الدولارات وجاؤا بكل الارهابيين الشاردين في العالم إلى سوريا لاسقاط النظام لم يستطيعوا أن يحققوا أهدافهم, بل ان المبادرة اليوم هي بيد النظام وحلفائه وقد حققوا العديد من الانجازات في حلب وغيرها .

 ولذلك التهديدات الاميركية عالية السقف التي توجهها الادارة الاميركية للروس ولسوريا هي بسبب نجاح الجيش السوري وحلفائه في حلب والانجازات التي حققوها حتى الآن ، وهي أيضا للحفاظ على أدواتهم المحاصرين في حلب, باعتبار أن حلب ستحدد مستقبل الحرب في سوريا, لما لها من أهمية على المستوى السياسي والعسكري, باعتبارها هدف استراتيجي للمجموعات المسلحة لأنها جزء اساسي من مخطط الحزام الشمالي الذي تحاول الولايات المتحدة إقامته في شمال سوريا, ولأنها أيضاً يمكن أن تتحول إلى عاصمة ومركز لحكومة المسلحين في مقابل دمشق.

الولايات المتحدة والغرب يصرخون اليوم ويهددون ليس كرمى لعيون السوريين ولا بسبب الوضع الانساني في حلب ، بل لأنهم يشعرون بالهزيمة الحتمية لأدواتهم المسلحة في حلب والتي تحتضن آلاف المسلحين المحاصرين .

ان المشهد العام في المنطقة يوحي بالتصعيد والمزيد من التوتر السياسي والميداني, وأمام مشهد من هذا النوع, يجب أن يضع الجميع في لبنان نصب أعينهم مسؤولية معالجة الأزمات السياسية وغير السياسية القائمة في البلد, واغتنام فرصة المناخ الإيجابي المستجد على مستوى الرئاسة, والتفاهم على انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية, لأن ذلك يساعد في تثبيت الاستقرار السياسي والأمني, وإيجاد الحصانة اللازمة للبلد, حتى لا يتأثر لبنان بالأوضاع المتفجرة في المنطقة.

 

                                                               والحمد لله رب العالمين