السبت, 04 05 2024

آخر تحديث: الجمعة, 03 أيار 2024 10pm

المقالات
خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان لن يُعوّض عجز الاحتلال عن تحقيق...

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي...

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

الشيخ دعموش: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في...

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

الشيخ دعموش: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير...

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

الشيخ دعموش: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات...

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع...

خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

الشيخ دعموش: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة...

  • خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

    خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

  • خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

    خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

  • خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

    خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

  • خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

    خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

  • كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

    كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

  • اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

    اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

  • خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

    خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 3-5-2024: التمادي في العدوان على لبنان لن يُعوّض عجز الاحتلال عن تحقيق أهدافه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 26-04-2024: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-4-2024: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-4-2024: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير شيئاَ. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات والتداعيات. الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع الثمن. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 5-4-2024: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة الخداع والنفاق ما لم تُترجم هذه الضغوط المزعومة بوقف العدوان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-3-2024: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024: نحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا وأهلنا إلى أقصى حد. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-3-2024: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-3-2024 المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-3-2024: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. الشيخ دعموش في رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو استهداف. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-3-2024: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. الشيخ دعموش في رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-2-2024: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 23-02-2024: العدوانية الاسرائيلية في غزة ولبنان لا يردعها ولا يسقط اهدافها شيء سوى المقاومة والحضور في الميدان ومواجهة القتل بالقتل والتدمير بالتدمير والتصعيد بالتصعيد. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 16-02-2024: العدو الصهيوني مأزوم في لبنان والمقاومة مصممة على ‏مقابلة التصعيد بالتصعيد. الشيخ دعموش في الاحتفال السنوي لجمعية البر والتقوى 9-2-2024: وقف العدوان على غزة هو الخيار الوحيد لوقف ‏جبهة لبنان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 09-02-2024: العدو وصل إلى طريق ‏مسدود واستمرار العدوان لن يؤدي إلا ‏إلى المزيد من الفشل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 2-1-2024: المقاومة وجهت للعدو رسائل نارية وأفهمته أنّه لا يمكن أن يتمادى في عدوانه على لبنان من دون أن يلقى الرد الحاسم الشيخ دعموش في اسبوع الحاج حسين مرجي: توسيع العدوان على لبنان لن يكون نزهة. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 26-1-2024: التهويل والتهديد للبنان لن يقدم أو يُؤخّر شيئًا ولن يُثني المقاومة عن دعم غزّة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-1-2024: التهديدات والرسائل التي ‏يحملها الموفدون إلى لبنان لن تقفل جبهة الجنوب طالما استمر العدوان ‏على غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-1-2024: من يريد مساعدة "إسرائيل" على الخروج من ورطتها عليه الضغط على العدو لوقف عدوانه قبل الضغط على لبنان أو الحديث عن أي شيء آخر. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيدين عبدالله الاسمر وعباس رمال 10-1-2024: إذا فرض العدو الحرب علينا فسنُريه من قدراتنا وبأسنا ما يجعله يندم على جرائمه وعدوانه. الشيخ دعموش في أسبوع الشهيد عبد الجليل حمزة في بلدة الخضر 07-01-2024: عمليّة ميرون نوعيّة واستراتيجيّة هزّت الكيان الصهيوني. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين علي غزالة في بلدة عدلون 06-01-2024: المقاومة لن تقبل بفرض قواعد جديدة تمكّن العدو من التمادي في جرائمه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 05-01-2024: كلّ جرائم العدو لن تُثني المقاومة عن القيام ‏بواجبها. الشيخ دعموش في الذكرى الرابعة للشهيد سليماني في مجمع السيدة زينب: العدوان على غزة زادنا قناعة وتمسكًا بخيار ‏المقاومة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-12-2023: المقاومة في لبنان أوقعت العدو في حرب استنزاف يومية حقيقية. الشيخ دعموش في ملتقى شهيد القدس الثاني الشبابي 28-12-2023: المقاومة في غزة ولبنان مصممة على مواصلة المعركة مهما بلغت التضحيات. الشيخ دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد احمد الحاج علي 23_12_2023: الواقع في جنوب لبنان تحدده المقاومة وليس العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-12-2023: ‏المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي اعتداءات جديدة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد حمد يوسف في عين بعال 18_12_2023: الهمجية الإسرائيلية الأميركية لا تردعها إلاّ القوة ومعادلات المقاومة الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-12-2023: العدوان على غزة محكوم بالفشل الشيخ ‏دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد علي حسن الاتات: إذا فكّر العدو مجددًا بالاعتداء على بلدنا سنصنع انتصارًا جديدًا لوطننا وأمتنا الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-12-2023: المقاومة أدخلت العدو في حرب استنزاف حقيقية وهو أعجز من أن يفرض إرادته على لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-12-2023: المقاومة في غزة والمنطقة لن تدع ‏الإسرائيلي يحقّق أهدافه. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد احمد مصطفى من حولا: المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي استهداف أو اعتداء على لبنان الشيخ دعموش في حفل العباءة الزينبية من الدوير: إذا استأنف العدو عدوانه فستريه المقاومة من بأسها ما لم يرَه من قبل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 24-11-2023: العدو الصهيوني لم يقبل بالهدنة إلا بعدما فشل في كسر المقاومة وفي كسر إرادة أهل غزة. الشيخ دعموش في الاعتصام التضامني الكبير مع غزة في الضاحية الجنوبية: إذا استمر العدوان على غزة فلا يمكن ضمان عدم توسع الحرب وتصبح كل الاحتمالات مطروحة. الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة 17-11-2023: سنواصل دعمنا ونصرتنا لغزة وسنستمر في استنزاف العدو على الحدود الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 10-11-2023: التوغل البري في غزة لن يحقق للعدو أهدافه ولن يوصله إلى نتيجة. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد علي ابراهيم رميتي في مجمع الامام علي الشياح: المقاومة لن تتسامح مع استهداف المدنيين وستردّ بشكل حاسم الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين وليد ذيب في شقرا: نقوم بما تُمليه علينا طبيعة المواجهة مع العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 03-11-2023 : التفويض الغربي للعدو بالحرب المدمرة على غزة سيبقى وصمة عار في تاريخ أميركا والغرب والدول المطبعة . الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 27-10-2023: لن نترك واجبنا في نصرة غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 20-10-2023: الكيان الصهيوني الغاصب زائل حتمًا. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-10-2023: الثبات والصمود في المواجهة الدائرة في غزة كفيل بأفشال أهداف العدو وحلفائه. الشيخ دعموش من بر الياس: السكوت عما يجري في غزة خيانة كبرى ولن نتردد في فعل كل ما نستطيعه من أجل نصرة الشعب الفلسطيني. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-9-2023: لولا المقاومة لكان لبنان اليوم مازال تحت الاحتلال. الشيخ دعموش: الإمام موسى الصدر كان صاحب رؤية جهادية وسياسية واضحة، كان يدعو الدولة إلى تسليح الجنوبيين من أجل الدفاع عن أرضهم لأنه كان يدرك حجم الأطماع الإسرائيلية في لبنان. الشيخ دعموش: تعلمنا من الإمام السيد موسى الصدر المقاومة وأن أرضنا المحتلة لا يمكن استعادتها الا بالجهاد والقتال والشهادة والتضحيات. الشيخ دعموش: الإمام الصدر كان من أشد الحريصين على سيادة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي وعيشه المشترك والإيمان به وطنًا نهائيًا لجميع أبنائه. الشيخ دعموش: نحنعلى درب هذا الإمام الكبير والعزيز سنواصل طريق المقاومة لنحمي بلدنا وخيراتنا وثرواتنا، ولن نتخلى عن فلسطين والقدس. الشيخ دعموش: لن نألو جهدًا على المستوى الداخلي للتخفيف من معاناة أهلنا والحفاظ على الاستقرار والسعي لبناء دولة قوية وعادلة، دولة خالية من الفساد والسرقات الشيخ دعموش: هناك فريق سياسي يدعو جهارًا نهارًا إلى المواجهة والفتنة ويُريد رئيسًا يجمع حوله ما يُسمى بالمعارضة من أجل مواجهة حزب الله ليحقق من حيث يدري أو لا يدري أهداف العدو الإسرائيلي في لبنان. الشيخ دعموش: هذا المنطق يكشف عن عقل يريد تخريب البلد والقضاء على كل أمل بالوصول إلى حل للأزمات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها البلد. الشيخ دعموش: لن نقبل بوصول رئيس للجمهورية يُحقّق أهداف أعداء لبنان ويكون منصة للفتنة والحرب الأهلية كما يريد فريق التحدي والمواجهة الشيخ دعموش: ما نريده انتخاب رئيس لكل اللبنانين يحفظ وحدتهم وسلمهم الأهلي ويعمل على إنقاذ البلد وإخراجه من أزماته. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 25-8-2023: الحصار الأميركي على لبنان فشل. الشيخ دعموش: سياسة العقوبات والحصار والتجويع هي سياسة قديمة جديدة، يستخدمها المستكبرون لإخضاع الشعوب وبهدف السيطرة والهيمنة. الشيخ دعموش: هذه السياسة تستخدمها أميركا اليوم ضد الشعوب والدول الرافضة للخضوع من أجل فرض شروطها وإملاءاتها. الشيخ دعموش: استمرار الوجود الأميركي وتعزيزه، في شمال شرقي سوريا، هو لحماية "داعش" وتشديد الحصار على سوريا. الشيخ دعموش: إننا على ثقة بأنّ الشعب السوري والقيادة السورية سيتجاوزون هذه المرحلة من دون خضوع واستسلام. الشيخ دعموش: لن تثنينا الحملات الإعلامية الخبيثة عن التمسك بسلاح المقاومة والعمل بما تمليه علينا المصلحة الوطنية. الشيخ دعموش: حزب الله أولويته الأولى إنقاذ البلد وانتخاب رئيس للجمهوريّة وإعادة انتظام مؤسسات الدولة، لتقوم بدورها في خدمة الناس ومعالجة أزماتهم. الشيخ دعموش: حزب الله يعمل بكلّ أمل على إيجاد المخارج والحلول للازمات، انطلاقًا من حرصه على وحدة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي

فكرة حفر الخندق هل هي لسلمان الفارسي فعلاً؟!!..(44)

غزوة الأحزاب وعوامل الانتصار(44)

في معركة الخندق- في مسلسل تاريخي ايرانيإن معركة الأحزاب، وكما هو معلومٌ من اسمها، كانت حرباً احتشدت فيها كلُ الجماعاتِ السياسية والقبائلِ والفئاتِ والأحزابِ المعادية للقضاء على رسول الله (ص) وعلى رسالته.وكان اليهودُ هم الذين خططوا لهذه الحرب, وحرّضوا عليها, وأقنعوا المشركين بها, وعقدوا التحالفات من أجلها، وكوّنُوا أكبرَ تجمعٍ عسكريٍ تشهدُهُ المنطقةُ آنذاك لمهاجمة المدينة والقضاء على الإسلام.

المشركون واليهود يتحضّرون للمعركة :
ويذكر المؤرخون أن عدد أفراد جيوش الكفر التي زحفت باتجاه المدينة في غزوة الأحزاب كان أكثرَ من عشرةِ آلافِ مقاتل, في حين أن عدد المسلمين لم يكن يتجاوزُ الثلاثةَ آلافِ رجل.

ومن المعلوم أن المسلمين حفروا خَنْدَقاً عظيماً حول المدينة بعدما وصلت إليهم أنباءُ جموع الأحزاب من أجل الدفاع عن المدينة ومنعِ هؤلاء الأعداء من اجتياحها, ولذلك سميت هذه الحرب أيضاً بغزوة الخندق نسبةً إلى هذا الخندق الكبير الذي حفره المسلمون حول المدينة. وعندما وصلت جيوش الكفار إلى حدود المدينة تفاجأوا بوجود الخندق فنزلوا عند حافته من جانبٍ, بينما تمركز المسلمون في الجانب الآخر من جهة المدينة وهم مشرفون على الخندق بحيث كانوا يستطيعون من خلال الرُماةِ السيطرةَ الكاملةَ على كل تحركات العدو ومنعَهُ من اجتياز الخندق.

وعلى كل حال فإن جيش الكفار استطاع محاصرة المسلمين في المدينة من جميع الجهات وبقي هذا الحصار عشرين يوماً وقيل خمسةً وعشرين يوماً وحَسَبَ بعض الروايات بقي شهراً كاملاً.

ومع أن العدو كان متفوقاً على المسلمين من جهات مختلفة من حيث العددُ والعتادُ والخبرةُ القتالية وغيرُ ذلك إلا أن المسلمين استطاعوا بتأييد من الله عز وجل الانتصارَ في هذه المعركة وإلحاقَ الهزيمة بكل هذه الحشود وإجبارَهَا على التقهقر والعودةِ من حيث أتت من دون أن تحقق شيئاً من أهدافها. والسؤال الذي يُطرح هنا: ما هي العواملُ التي ساعدت المسلمين على تحقيق هذا النصر  رُغم عدم وجود تكافؤٍ في القوى بينهم وبين الأعداء؟ !.

الرسول (ص) يقترح فكرة الخندق وسلمان يشرحها :

حرب في التاريخ الإسلامي- مسلسلفي الواقعُ أن هناك عدةَ عناصرَ ساهمت في تحقيق النصر في هذه المعركة :
العنصرُ الأول: التخطيطُ العسكريُ الدقيقُ الذي تمثل بحفر الخندق وتحصينِ المدينة والحيلولةِ دون اجتياحها.

والمشهورُ بين المؤرخين أن الذي اقترح حفر الخندق حول المدينة هو سلمانُ الفارسي باعتبار أن مسألة حفر الخندق كانت أسلوباً دفاعياً معروفاً ومعتاداً في بلاد فارس آنذاك ولم يكن هذا الأسلوبُ معروفاً عند العرب إلى ذلك اليوم بل كان يعد ظاهرةً جديدة, فسلمانُ الفارسي نقل هذه التجربةَ الدفاعيةَ من بلاد فارس, وعمل بها النبيُ(ص) والمسلمون. هذا هو المعروف بين المؤرخين ولكن بعض المحققين يرى أن النبي (ص) هو صاحبُ فكرةِ حفر الخندق وليس سلمانَ الفارسي. وأن النبي (ص) هو الذي بادر إلى طرح هذه الفكرة أمام المسلمين ولكن عندما اختلف المسلمون في ذلك تكلم سلمانُ بطريقة بيّن لهم فيها وجه الحكمة في اعتماد هذا التدبير العسكري وهذا الإجراءِ الدفاعي المتقن باعتبار أن سلمان هو من بلاد فارس وهذا الإجراء كان إجراء معروفاً في بلاده.

ومما يدل على أن صاحب الفكرة هو النبيُ (ص) هو ما كتبه النبيُ(ص) في رسالته الجوابية لأبي سفيان حيث قال له فيها: وأما قولُكَ من علَّمَنَا الذي صنعنا في الخندق, فإن الله ألهمني ذلك. فإن عبارة "فإن الله ألهمني ذلك" تدل على أن فكرة حفر الخندق هي إلهامٌ من الله لرسوله, فالله هو الذي هداه إلى هذه الفكرة ولم تكن هذه الفكرةُ باقتراح من أحد غيرِه.

العنصرُ الثاني: الذي ساهم في انتصار المسلمين في هذه المعركة هو الدورُ البطوليُ الذي قام به الإمامُ عليُ بنُ أبي طالب (ع) في هذه المعركة, حيث تمكن (ع) من قتل عمروِ بنِ عبدِ ود بطل معسكر الأعداء وأحدِ أبرزِ شجعانِ العرب وأبطالِها آنذاك والذي كان يعد بألف فارس, وبقتل هذا الرجل انهارت قوةُ الأعداء فيئسوا وشعروا بالرعب والضعفِ والهزيمة فقرروا الرجوعَ مهزومين من حيث أتوا.

علي (ع) يتحدى عمر بن ود العامري
ويذكر المؤرخون في توضيح هذا الدور البطولي لعلي عليه السلام: إن عناصر من جيش الأحزاب استطاعوا اختراق الخندق والعبورَ بخيولهم إلى الجانب الآخر من خلال نقطة ضيقة فيه كانت بعيدةً نسبياً عن مرمى الرماة المسلمين, وكان من بينهم عمرُ بنُ عبد ود. فتقدم هذا الرجل بعزة واعتداد بالنفس نحو المسلمين وكانت له خبرة قتالية كبيرة, ورفع صوته طالباً من يبارزه, ولما لم يجرؤ أحد من المسلمين على إجابته, تقدم علي (ع) نحو رسول الله وقال : أنا له يا رسول الله, فقال النبي(ص) : إجلِسْ يا علي إنه عمرو بنُ عبد ود.

وكرر عمرو النداء مرة ثانية فلم يتحرك له أحد من المسلمين سوى علي, والنبي (ص) يأمره بالجلوس, فلما رأى عمرو أن أحداً لا يجيبه إلى المبارزة والقتال, بدأ يسخر من المسلمين ويتحداهم ويقول: أين جنتُكم التي تزعمون أن من قتل منكم دخلها؟ هل فيكم من أُرسلُهُ إلى الجنة, أو يدفعني إلى النار؟.

فقال علي (ع) للمرة الثالثة وقال: أنا له يا رسول الله, فأذن له النبي(ص) وأعطاه سيفه الخاص ذا الفقار, وألبسه درعه وعممه بعمامته, وقال: اللهم أحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شِماله ومن فوقه ومن تحته. فبرز إليه علي (ع), وهنا قال النبي(ص) كلمته المشهورة: برز الإيمانُ كُلُهُ إلى الشرك كُلِهِ, وعندما تقدم علي (ع) نحوه وتقابلا, قال له عمرو: من أنت؟ .
 قال: عليُ بنُ أبي طالب.
 فقال عمرو: ليبرزَ إليَّ غيرُك فإني أكره أن أقتلك لأن أباك كان صديقاً لي في الجاهلية.
 فقال علي: ولكنني أحبُّ أن أقتُلك, وإن قريشاً تتحدثُ عنك أنك تقول: لا يدعوني أحدٌ إلى ثلاث خِلاَلٍ إلا أجبتُ ولو إلى واحدةٍ منها.
 قال: نعم هذا صحيح.
 فقال علي(ع): فإني أدعوك إلى الإسلام.
 فقال: دعْ عنك هذه.
 قال: فإني أدعوك إلى أن ترجِعَ بمن تبعك من قريشٍ إلى مكة.
 قال: إذن تتحدثُ عني نساءُ مكةَ أن غلاماً مثلَكَ خدعني.
 قال: فإني أدعوك إلى القتال راجلاً.
 فقال: إني لا أحبُ أن أقتلك.
 فقال علي (ع): ولكنني أحبُّ أن أقتلك, فأخذه الحماس وتقابلا واستطاع عليٌ(ع) أن يضربه ضربة قاضية فقتله.

سيف  علي بن ابي طالب الذي حسم المعركة- من فيلم الرسالةويذكر المؤرخون أن علياً توقف عن ضربه لحظةً بعد أن وصل إليه فتعجب المسلمون من ذلك, فلما رَجَعَ سأله النبيُ(ص) عن ذلك, فقال عليٌ(ع): كان قد شتمَ أمي, وتَفَلَ في وجهي, فخشيت أن أضربه لحظِ نفسي, فتركتُهُ حتى سكنَ غضبي ثم قتلتُهُ في الله.
لقد حطمت ضربةُ علي(ع) لعمروِ بنِ عبد ود معنوياتِ الأعداء وهزمتْهُم نفسياً وبددتْ آمالَهم بالنصر, ولذلك قال النبي (ص) في حقها: ضربةُ عليٍ يومَ الخندق أفضلُ من عبادة الثَقَلين أو أفضلُ من أعمال أمتي إلى يوم القيامة, وذلك لأنه لم يبق بيتٌ من بيوت المشركين إلا وقد دخله ذُلٌ بقتل عمرو, ولم يبق بيتٌ من بيوت المسلمين إلا وقد دخلَه عِزٌ بقتل عمرو.

العنصرُ الثالث: الذي ساهم أيضاً في الانتصار في هذه المعركة هو العملُ الإعلاميُ والاستخباريُ والأمني الذي قام به نعيمُ بنُ مسعود بتوجيه من رسول الله (ص) في إيجاد الخلاف والنزاع بين الأحزاب والفئات المشاركة في هذه الحرب وبثِِ الفُرقةِ فيما بينها من خلال خطةٍ أمنيةٍ استخباراتية دقيقةٍ ومتقنة.

ولقد استطاع هذا الرجل الذي كان يخفي إسلامه, تفريقَ الأحزاب المجتمعةِ على حرب المسلمين وإيجادَ الخلاف بينهم لانعدام الثقةِ فيما بينهم, فانهار الحلفُ الذي كان بينهم وخرج بنو قريظة وغيرُهُم من المعركة فاضطر الباقون إلى الخروج من ساحة المعركة والعودةِ بالهزيمة والذلِ إلى مناطقهم وبلادهم.

والعنصر الرابع: الذي ساهم بالانتصار هو الإيمانُ بالله والاعتمادُ عليه والثقةُ بنصره التي كان يتحلى بها المسلمون بفعل توجيه النبي(ص) وروحه الكبيرة ، إضافةً إلى التأييد الإلهي الذي تمثل بجنود الله الغيبيين الذين نزلوا ساحة المعركة, والذي تمثل أيضاً بالرياح والعواصف الهوجاء التي أصابت معسكرَ الأعداء فزلزلتْ استقرارَهم وخيامَهم ومزقتْ جيوشَ الأحزاب. لقد اجتمعتْ كلُ هذه العواملِ والعناصر, ووضعتْ الأحزابَ والأعداء أمامَ خِيَارٍ وحيد هو الهزيمةُ والفرارُ من ساحة الحرب خائبين أذلاء من دون تحقيق شيء.

الشيخ علي دعموش