السبت, 04 05 2024

آخر تحديث: الجمعة, 03 أيار 2024 10pm

المقالات
خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان لن يُعوّض عجز الاحتلال عن تحقيق...

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي...

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

الشيخ دعموش: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في...

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

الشيخ دعموش: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير...

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

الشيخ دعموش: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات...

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع...

خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

الشيخ دعموش: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة...

  • خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

    خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

  • خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

    خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

  • خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

    خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

  • خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

    خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

  • كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

    كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

  • اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

    اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

  • خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

    خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 3-5-2024: التمادي في العدوان على لبنان لن يُعوّض عجز الاحتلال عن تحقيق أهدافه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 26-04-2024: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-4-2024: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-4-2024: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير شيئاَ. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات والتداعيات. الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع الثمن. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 5-4-2024: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة الخداع والنفاق ما لم تُترجم هذه الضغوط المزعومة بوقف العدوان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-3-2024: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024: نحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا وأهلنا إلى أقصى حد. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-3-2024: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-3-2024 المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-3-2024: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. الشيخ دعموش في رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو استهداف. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-3-2024: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. الشيخ دعموش في رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-2-2024: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 23-02-2024: العدوانية الاسرائيلية في غزة ولبنان لا يردعها ولا يسقط اهدافها شيء سوى المقاومة والحضور في الميدان ومواجهة القتل بالقتل والتدمير بالتدمير والتصعيد بالتصعيد. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 16-02-2024: العدو الصهيوني مأزوم في لبنان والمقاومة مصممة على ‏مقابلة التصعيد بالتصعيد. الشيخ دعموش في الاحتفال السنوي لجمعية البر والتقوى 9-2-2024: وقف العدوان على غزة هو الخيار الوحيد لوقف ‏جبهة لبنان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 09-02-2024: العدو وصل إلى طريق ‏مسدود واستمرار العدوان لن يؤدي إلا ‏إلى المزيد من الفشل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 2-1-2024: المقاومة وجهت للعدو رسائل نارية وأفهمته أنّه لا يمكن أن يتمادى في عدوانه على لبنان من دون أن يلقى الرد الحاسم الشيخ دعموش في اسبوع الحاج حسين مرجي: توسيع العدوان على لبنان لن يكون نزهة. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 26-1-2024: التهويل والتهديد للبنان لن يقدم أو يُؤخّر شيئًا ولن يُثني المقاومة عن دعم غزّة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-1-2024: التهديدات والرسائل التي ‏يحملها الموفدون إلى لبنان لن تقفل جبهة الجنوب طالما استمر العدوان ‏على غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-1-2024: من يريد مساعدة "إسرائيل" على الخروج من ورطتها عليه الضغط على العدو لوقف عدوانه قبل الضغط على لبنان أو الحديث عن أي شيء آخر. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيدين عبدالله الاسمر وعباس رمال 10-1-2024: إذا فرض العدو الحرب علينا فسنُريه من قدراتنا وبأسنا ما يجعله يندم على جرائمه وعدوانه. الشيخ دعموش في أسبوع الشهيد عبد الجليل حمزة في بلدة الخضر 07-01-2024: عمليّة ميرون نوعيّة واستراتيجيّة هزّت الكيان الصهيوني. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين علي غزالة في بلدة عدلون 06-01-2024: المقاومة لن تقبل بفرض قواعد جديدة تمكّن العدو من التمادي في جرائمه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 05-01-2024: كلّ جرائم العدو لن تُثني المقاومة عن القيام ‏بواجبها. الشيخ دعموش في الذكرى الرابعة للشهيد سليماني في مجمع السيدة زينب: العدوان على غزة زادنا قناعة وتمسكًا بخيار ‏المقاومة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-12-2023: المقاومة في لبنان أوقعت العدو في حرب استنزاف يومية حقيقية. الشيخ دعموش في ملتقى شهيد القدس الثاني الشبابي 28-12-2023: المقاومة في غزة ولبنان مصممة على مواصلة المعركة مهما بلغت التضحيات. الشيخ دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد احمد الحاج علي 23_12_2023: الواقع في جنوب لبنان تحدده المقاومة وليس العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-12-2023: ‏المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي اعتداءات جديدة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد حمد يوسف في عين بعال 18_12_2023: الهمجية الإسرائيلية الأميركية لا تردعها إلاّ القوة ومعادلات المقاومة الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-12-2023: العدوان على غزة محكوم بالفشل الشيخ ‏دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد علي حسن الاتات: إذا فكّر العدو مجددًا بالاعتداء على بلدنا سنصنع انتصارًا جديدًا لوطننا وأمتنا الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-12-2023: المقاومة أدخلت العدو في حرب استنزاف حقيقية وهو أعجز من أن يفرض إرادته على لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-12-2023: المقاومة في غزة والمنطقة لن تدع ‏الإسرائيلي يحقّق أهدافه. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد احمد مصطفى من حولا: المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي استهداف أو اعتداء على لبنان الشيخ دعموش في حفل العباءة الزينبية من الدوير: إذا استأنف العدو عدوانه فستريه المقاومة من بأسها ما لم يرَه من قبل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 24-11-2023: العدو الصهيوني لم يقبل بالهدنة إلا بعدما فشل في كسر المقاومة وفي كسر إرادة أهل غزة. الشيخ دعموش في الاعتصام التضامني الكبير مع غزة في الضاحية الجنوبية: إذا استمر العدوان على غزة فلا يمكن ضمان عدم توسع الحرب وتصبح كل الاحتمالات مطروحة. الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة 17-11-2023: سنواصل دعمنا ونصرتنا لغزة وسنستمر في استنزاف العدو على الحدود الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 10-11-2023: التوغل البري في غزة لن يحقق للعدو أهدافه ولن يوصله إلى نتيجة. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد علي ابراهيم رميتي في مجمع الامام علي الشياح: المقاومة لن تتسامح مع استهداف المدنيين وستردّ بشكل حاسم الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين وليد ذيب في شقرا: نقوم بما تُمليه علينا طبيعة المواجهة مع العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 03-11-2023 : التفويض الغربي للعدو بالحرب المدمرة على غزة سيبقى وصمة عار في تاريخ أميركا والغرب والدول المطبعة . الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 27-10-2023: لن نترك واجبنا في نصرة غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 20-10-2023: الكيان الصهيوني الغاصب زائل حتمًا. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-10-2023: الثبات والصمود في المواجهة الدائرة في غزة كفيل بأفشال أهداف العدو وحلفائه. الشيخ دعموش من بر الياس: السكوت عما يجري في غزة خيانة كبرى ولن نتردد في فعل كل ما نستطيعه من أجل نصرة الشعب الفلسطيني. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-9-2023: لولا المقاومة لكان لبنان اليوم مازال تحت الاحتلال. الشيخ دعموش: الإمام موسى الصدر كان صاحب رؤية جهادية وسياسية واضحة، كان يدعو الدولة إلى تسليح الجنوبيين من أجل الدفاع عن أرضهم لأنه كان يدرك حجم الأطماع الإسرائيلية في لبنان. الشيخ دعموش: تعلمنا من الإمام السيد موسى الصدر المقاومة وأن أرضنا المحتلة لا يمكن استعادتها الا بالجهاد والقتال والشهادة والتضحيات. الشيخ دعموش: الإمام الصدر كان من أشد الحريصين على سيادة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي وعيشه المشترك والإيمان به وطنًا نهائيًا لجميع أبنائه. الشيخ دعموش: نحنعلى درب هذا الإمام الكبير والعزيز سنواصل طريق المقاومة لنحمي بلدنا وخيراتنا وثرواتنا، ولن نتخلى عن فلسطين والقدس. الشيخ دعموش: لن نألو جهدًا على المستوى الداخلي للتخفيف من معاناة أهلنا والحفاظ على الاستقرار والسعي لبناء دولة قوية وعادلة، دولة خالية من الفساد والسرقات الشيخ دعموش: هناك فريق سياسي يدعو جهارًا نهارًا إلى المواجهة والفتنة ويُريد رئيسًا يجمع حوله ما يُسمى بالمعارضة من أجل مواجهة حزب الله ليحقق من حيث يدري أو لا يدري أهداف العدو الإسرائيلي في لبنان. الشيخ دعموش: هذا المنطق يكشف عن عقل يريد تخريب البلد والقضاء على كل أمل بالوصول إلى حل للأزمات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها البلد. الشيخ دعموش: لن نقبل بوصول رئيس للجمهورية يُحقّق أهداف أعداء لبنان ويكون منصة للفتنة والحرب الأهلية كما يريد فريق التحدي والمواجهة الشيخ دعموش: ما نريده انتخاب رئيس لكل اللبنانين يحفظ وحدتهم وسلمهم الأهلي ويعمل على إنقاذ البلد وإخراجه من أزماته. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 25-8-2023: الحصار الأميركي على لبنان فشل. الشيخ دعموش: سياسة العقوبات والحصار والتجويع هي سياسة قديمة جديدة، يستخدمها المستكبرون لإخضاع الشعوب وبهدف السيطرة والهيمنة. الشيخ دعموش: هذه السياسة تستخدمها أميركا اليوم ضد الشعوب والدول الرافضة للخضوع من أجل فرض شروطها وإملاءاتها. الشيخ دعموش: استمرار الوجود الأميركي وتعزيزه، في شمال شرقي سوريا، هو لحماية "داعش" وتشديد الحصار على سوريا. الشيخ دعموش: إننا على ثقة بأنّ الشعب السوري والقيادة السورية سيتجاوزون هذه المرحلة من دون خضوع واستسلام. الشيخ دعموش: لن تثنينا الحملات الإعلامية الخبيثة عن التمسك بسلاح المقاومة والعمل بما تمليه علينا المصلحة الوطنية. الشيخ دعموش: حزب الله أولويته الأولى إنقاذ البلد وانتخاب رئيس للجمهوريّة وإعادة انتظام مؤسسات الدولة، لتقوم بدورها في خدمة الناس ومعالجة أزماتهم. الشيخ دعموش: حزب الله يعمل بكلّ أمل على إيجاد المخارج والحلول للازمات، انطلاقًا من حرصه على وحدة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي

ما دور اليهود في غزوة الأحزاب، ولماذا حرضّوا ضد النبي (ص)؟.(43)

غزوة الأحزاب ودور اليهود (43)

غزوة الأحزاب من أهم حروب رسول اللهفي السنة الخامسةِ بعد الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة كانت معركةُ الأحزاب والتي تسمى أيضاً معركةُ الخندق نسبة إلى الخندق الذي حفره المسلمون حول المدينة لمنع الأحزاب والأعداء من اقتحام المدينة المنورة. فقد كانت هذه المعركةُ في الواقع نقطةَ تحولٍ في تاريخ الإسلام وقلبت موازين القوى بين الإسلام والكفر لمصلحة المسلمين.

 

وكان النصرُ الذي تحقق فيها للمسلمين مفتاحاً للانتصارات المستقبلية العظيمة التي حققها المسلمون في حياة النبي(ص), فقد انقسم ظهرُ الأعداء من المشركين واليهود وغيرِهم في هذه الغزوة, ولم يستطيعوا بعد ذلك القيامَ بأي عمل عدائي مُهمٍّ تجاه المسلمين.

اليهود يحرّضون ضد النبي (ص) :

إن حرب الأحزاب وكما يدل عليها اسمُها كانت مواجهةً شاملة من عامة أعداء الإسلام والفئاتِ والأحزاب المختلفة آنذاك, من قريشٍ واليهودِ والقبائلِ العربية المشركة الذين تعرضت مصالحُهُم ومنافعُهُم جميعاً للخطر نتيجةَ توسعِ وانتشارِ الإسلام. وما أريد أن أتحدث عنه في هذه المقالة من جوانب هذه المعركة هو الجانبُ المتعلقُ بدور اليهود فيها, فماذا كان دور اليهود في معركة الأحزاب؟؟.

بالعودة إلى الوقائع التاريخية نجدُ أن اليهود كانوا هم أولَ من أطلق شَرَارةَ هذه الحرب, وخططَ لها, وحرّضَ عليها, وجمعَ الحشود والأحزابَ من أجلها, بهدف: اجتياح المدينة المنورة, وقتلِ النبي(ص), والقضاءِ على الإسلام والمسلمين إلى الأبد. والأسبابُ التي دفعتهم إلى القيام بهذا الدور العدوانيِ الكبيرِ والخطير ضد الإسلام والمسلمين هي عدةُ أمور:

أولاً: ان اليهود رأوا وبشكل واضح كيف أن المسلمين يزدادون قوة, وكيف أن الإسلام يزداد اتساعاً وانتشاراً باستمرار ويوماً بعد يوم, وهم يرون أن نفوذَهم كمصدر وحيد للمعارف والعلوم بدأ ينحسرُ ويتلاشى أمام حركةِ الإسلام ومعارفهِ وعلومهِ ومفاهيمه, وأمامَ النقدِ الذي وجهه الإسلام لادعاءاتهم, وتفنيدِهِ لكل مزاعمهم التي منها: أنهم شعبُ اللهِ المختار, حيث جاء الإسلام ورفع شعار: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) وشعار: (لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى).

اليهود حرضوا القبائل العربية ضد النبيهذه المفاهيمُ الجديدةُ التي جاء بها الإسلام كانت تزلزلُ مكانتَهم ونفوذَهم وتفقدَهُمُ الشيءَ الذي كانوا يعتزون ويفتخرون به على الناس, فامتلأت قلوبُهُم بالغيظ والحقد على الإسلام وأتباعه, مما دفعهم إلى أن يتآمروا على الإسلام ويقوموا بدور تحريضي ضده وضِدَ المسلمين, وأصبحوا يتطلعون إلى هدف استئصال النبي(ص) وأتباعِهِ بأية وسيلة.

وثانياً: أن يهود المنطقة آنذاك كانوا أصحابَ أموال وأملاكٍ كبيرة بحيث إن حركة الاقتصاد والتجارة في المدينة المنورة ومحيطِها والمنطقةِ بشكل عام كانت بيدهم. كما كانوا أصحاب وجاهةٍ وزعامةٍ ورئاسة, وكان نفوذُهُمُ الاقتصاديُ والسياسيُ يمتدُ على تلك المِنْطَقَةِ وأهلها, هكذا كان حال اليهود قبل أن يأتيَ الاسلامُ وينتشرَ في ذلك المحيط, أما بعد مجيء الاسلام فإن انتشار الإسلام المستمر في ذلك المحيط الذي يعيشون فيه, جعلهم يشعرون أنهم يفقدون نفوذهم وسيطرتَهم على المنطقة وأهلها, فبدأوا يشككون الناس بنبوة النبي(ص) وانطلقوا بعد ذلك في دورهم التحريضيِ ضدَ الإسلام والمسلمين.

وثالثاً: أن النبي (ص) استطاع أن ينتصر على اليهود في واقعة بني قينقاع وواقعة بني النضير حيث تم إجلاؤهُم وإخراجُهُم من المدينة إلى منطقة خيبر وبلادِ الشام بعد أن نقضوا العهدَ مع النبي(ص) وأخلّوا بأمن الدولة.

فأرادوا أن يأخذوا بثأرهم من المسلمين الذين طردوهم من المدينة وسيطروا على جزء من أموالهم وممتلكاتهم, ولكنهم كانوا يدركون جيداً أنهم لا يستطيعون أن يأخذوا بثأرهم لوحدهم لأنهم أعجزُ من أن يحاربوا المسلمين من دون الاستعانةِ بقوى أخرى, لذلك لجأوا إلى تحريض قريشٍ والقبائلِ العربية المشركة والفئاتِ والأحزابِ المتضررةِ من الإسلام والطامعةِ في الحصول على مكاسبَ ماليةٍ وغيرِ مالية, حرضوا هؤلاء جميعاً على حرب رسول الله(ص) واجتياحِ المدينة مَعْقِلِ المسلمين, وأمدوهم بأموال كثيرة ووعدوهم بأن يقفوا إلى جانبهم حتى النَفَسِ الأخير في الحرب ضد النبي والمسلمين.

اليهود يشهدون للمشركين بأحقية دينهم :

وقد ذكر المؤرخون كشاهد على تحريض اليهود ودورِهم في إشعال فتيل حرب الأحزاب ضد المسلمين: أن بعض زعماءِ اليهود من قبيلة بني النضير كسلامِ بنِ أبي الحقيق وحيِ بنِ أخطب وغيرِهم جاؤوا إلى مكة وتكلموا مع زعماء قريش ودعوهم إلى حرب رسول الله(ص) وقالوا لهم: "إنا سنكون معكم عليه حتى نستأصله فلقد جئنا لنحالفكم على عداوة محمدٍ وقتالهِ". وعندما سألهم المشركون: أفديننا أهدى أم دينُ محمد؟ أجاب اليهودُ: بل دينُكُم خيرٌ من دينه, وأنتم أولى بالحق!.

غزوة الأحزاب من أهم حروب رسول اللهوهكذا شهد اليهودُ للمشركين عبدةِ الأصنامِ والأوثان: بأنهم أهدى من محمدٍ سبيلاً وأن دينهم خيرٌ من دينه , كلُ ذلك من أجل تحقيق أهدافهم في استمالة المشركين نحوَهم. مما جعلَ المشركين يثقون بهم, فتحالفوا معهم وأقنعوا بعضَ القبائل العربية الأخرى, كبني أسدٍ وبني سُليم وقبيلةِ غطفانَ اليهودية على الدخول في التحالف, وبذلوا الأموال لهم، حيث أعطوا قبيلةَ غطفانَ وحدَهَا كلَ تمر خيبرَ لمدة سنة كاملة, وهكذا التقت مصالحُ هؤلاء الأحزاب والجماعات والفئات المختلفة على حرب النبي(ص) والمسلمين في معركة الأحزاب والخندق.

وقال تعالى: "ألم تَرَ إلى الذين أُوتُوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجِبْتِ والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلاً, أولئك الذين لعنَهُمُ الله, ومن يَلعنِ اللهُ فلن تجد له نصيراً) النساء / 51-52.

لقد وقف المسلمون الأولون في غزوة الخندق أمامَ كلِ جموعِ وحشودِ اليهودِ والأحزاب بقوةٍ وعزمٍ وثبات, واستطاعوا بوعيهم وثباتهم أن يسقطوا كلَ خططِ الأعداء ومؤامراتِهم, والمطلوبُ اليومَ أن يقف المسلمون في العالم الاسلامي كما وقف المسلمون الأولون بكل قوة وعزمٍ وإرادة صلبة في مواجهة اسرائيل التي تحتلُ ارضَ المسلمين ومقدساتهم من اجل استعادةِ هذه الارض والمقدسات، وأن لا يبالوا بحشود العدو ولا بإمكاناته ولا بوعيده وتهديداته, وأن لا يزيدَهم  ذلك إلا إيماناً بقضيتهم ورسالتهم وأرضهم ومقدساتهم, وان يكونوا كما قال الله تعالى: ولما رأى المؤمنون الأحزابَ قالوا هذا ما وعدنا اللهُ ورسُولُهُ وصدقَ اللهُ ورسُولُهُ وما زادَهُمْ إلا إيماناً وتسليماً. الأحزاب / 22.

الشيخ علي دعموش