الثلاثاء, 07 05 2024

آخر تحديث: الجمعة, 03 أيار 2024 10pm

المقالات
خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان لن يُعوّض عجز الاحتلال عن تحقيق...

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي...

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

الشيخ دعموش: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في...

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

الشيخ دعموش: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير...

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

الشيخ دعموش: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات...

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع...

خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

الشيخ دعموش: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة...

  • خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

    خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

  • خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

    خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

  • خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

    خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

  • خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

    خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

  • كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

    كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

  • اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

    اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

  • خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

    خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 3-5-2024: التمادي في العدوان على لبنان لن يُعوّض عجز الاحتلال عن تحقيق أهدافه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 26-04-2024: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-4-2024: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-4-2024: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير شيئاَ. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات والتداعيات. الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع الثمن. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 5-4-2024: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة الخداع والنفاق ما لم تُترجم هذه الضغوط المزعومة بوقف العدوان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-3-2024: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024: نحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا وأهلنا إلى أقصى حد. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-3-2024: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-3-2024 المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-3-2024: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. الشيخ دعموش في رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو استهداف. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-3-2024: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. الشيخ دعموش في رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-2-2024: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 23-02-2024: العدوانية الاسرائيلية في غزة ولبنان لا يردعها ولا يسقط اهدافها شيء سوى المقاومة والحضور في الميدان ومواجهة القتل بالقتل والتدمير بالتدمير والتصعيد بالتصعيد. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 16-02-2024: العدو الصهيوني مأزوم في لبنان والمقاومة مصممة على ‏مقابلة التصعيد بالتصعيد. الشيخ دعموش في الاحتفال السنوي لجمعية البر والتقوى 9-2-2024: وقف العدوان على غزة هو الخيار الوحيد لوقف ‏جبهة لبنان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 09-02-2024: العدو وصل إلى طريق ‏مسدود واستمرار العدوان لن يؤدي إلا ‏إلى المزيد من الفشل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 2-1-2024: المقاومة وجهت للعدو رسائل نارية وأفهمته أنّه لا يمكن أن يتمادى في عدوانه على لبنان من دون أن يلقى الرد الحاسم الشيخ دعموش في اسبوع الحاج حسين مرجي: توسيع العدوان على لبنان لن يكون نزهة. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 26-1-2024: التهويل والتهديد للبنان لن يقدم أو يُؤخّر شيئًا ولن يُثني المقاومة عن دعم غزّة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-1-2024: التهديدات والرسائل التي ‏يحملها الموفدون إلى لبنان لن تقفل جبهة الجنوب طالما استمر العدوان ‏على غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-1-2024: من يريد مساعدة "إسرائيل" على الخروج من ورطتها عليه الضغط على العدو لوقف عدوانه قبل الضغط على لبنان أو الحديث عن أي شيء آخر. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيدين عبدالله الاسمر وعباس رمال 10-1-2024: إذا فرض العدو الحرب علينا فسنُريه من قدراتنا وبأسنا ما يجعله يندم على جرائمه وعدوانه. الشيخ دعموش في أسبوع الشهيد عبد الجليل حمزة في بلدة الخضر 07-01-2024: عمليّة ميرون نوعيّة واستراتيجيّة هزّت الكيان الصهيوني. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين علي غزالة في بلدة عدلون 06-01-2024: المقاومة لن تقبل بفرض قواعد جديدة تمكّن العدو من التمادي في جرائمه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 05-01-2024: كلّ جرائم العدو لن تُثني المقاومة عن القيام ‏بواجبها. الشيخ دعموش في الذكرى الرابعة للشهيد سليماني في مجمع السيدة زينب: العدوان على غزة زادنا قناعة وتمسكًا بخيار ‏المقاومة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-12-2023: المقاومة في لبنان أوقعت العدو في حرب استنزاف يومية حقيقية. الشيخ دعموش في ملتقى شهيد القدس الثاني الشبابي 28-12-2023: المقاومة في غزة ولبنان مصممة على مواصلة المعركة مهما بلغت التضحيات. الشيخ دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد احمد الحاج علي 23_12_2023: الواقع في جنوب لبنان تحدده المقاومة وليس العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-12-2023: ‏المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي اعتداءات جديدة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد حمد يوسف في عين بعال 18_12_2023: الهمجية الإسرائيلية الأميركية لا تردعها إلاّ القوة ومعادلات المقاومة الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-12-2023: العدوان على غزة محكوم بالفشل الشيخ ‏دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد علي حسن الاتات: إذا فكّر العدو مجددًا بالاعتداء على بلدنا سنصنع انتصارًا جديدًا لوطننا وأمتنا الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-12-2023: المقاومة أدخلت العدو في حرب استنزاف حقيقية وهو أعجز من أن يفرض إرادته على لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-12-2023: المقاومة في غزة والمنطقة لن تدع ‏الإسرائيلي يحقّق أهدافه. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد احمد مصطفى من حولا: المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي استهداف أو اعتداء على لبنان الشيخ دعموش في حفل العباءة الزينبية من الدوير: إذا استأنف العدو عدوانه فستريه المقاومة من بأسها ما لم يرَه من قبل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 24-11-2023: العدو الصهيوني لم يقبل بالهدنة إلا بعدما فشل في كسر المقاومة وفي كسر إرادة أهل غزة. الشيخ دعموش في الاعتصام التضامني الكبير مع غزة في الضاحية الجنوبية: إذا استمر العدوان على غزة فلا يمكن ضمان عدم توسع الحرب وتصبح كل الاحتمالات مطروحة. الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة 17-11-2023: سنواصل دعمنا ونصرتنا لغزة وسنستمر في استنزاف العدو على الحدود الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 10-11-2023: التوغل البري في غزة لن يحقق للعدو أهدافه ولن يوصله إلى نتيجة. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد علي ابراهيم رميتي في مجمع الامام علي الشياح: المقاومة لن تتسامح مع استهداف المدنيين وستردّ بشكل حاسم الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين وليد ذيب في شقرا: نقوم بما تُمليه علينا طبيعة المواجهة مع العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 03-11-2023 : التفويض الغربي للعدو بالحرب المدمرة على غزة سيبقى وصمة عار في تاريخ أميركا والغرب والدول المطبعة . الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 27-10-2023: لن نترك واجبنا في نصرة غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 20-10-2023: الكيان الصهيوني الغاصب زائل حتمًا. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-10-2023: الثبات والصمود في المواجهة الدائرة في غزة كفيل بأفشال أهداف العدو وحلفائه. الشيخ دعموش من بر الياس: السكوت عما يجري في غزة خيانة كبرى ولن نتردد في فعل كل ما نستطيعه من أجل نصرة الشعب الفلسطيني. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-9-2023: لولا المقاومة لكان لبنان اليوم مازال تحت الاحتلال. الشيخ دعموش: الإمام موسى الصدر كان صاحب رؤية جهادية وسياسية واضحة، كان يدعو الدولة إلى تسليح الجنوبيين من أجل الدفاع عن أرضهم لأنه كان يدرك حجم الأطماع الإسرائيلية في لبنان. الشيخ دعموش: تعلمنا من الإمام السيد موسى الصدر المقاومة وأن أرضنا المحتلة لا يمكن استعادتها الا بالجهاد والقتال والشهادة والتضحيات. الشيخ دعموش: الإمام الصدر كان من أشد الحريصين على سيادة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي وعيشه المشترك والإيمان به وطنًا نهائيًا لجميع أبنائه. الشيخ دعموش: نحنعلى درب هذا الإمام الكبير والعزيز سنواصل طريق المقاومة لنحمي بلدنا وخيراتنا وثرواتنا، ولن نتخلى عن فلسطين والقدس. الشيخ دعموش: لن نألو جهدًا على المستوى الداخلي للتخفيف من معاناة أهلنا والحفاظ على الاستقرار والسعي لبناء دولة قوية وعادلة، دولة خالية من الفساد والسرقات الشيخ دعموش: هناك فريق سياسي يدعو جهارًا نهارًا إلى المواجهة والفتنة ويُريد رئيسًا يجمع حوله ما يُسمى بالمعارضة من أجل مواجهة حزب الله ليحقق من حيث يدري أو لا يدري أهداف العدو الإسرائيلي في لبنان. الشيخ دعموش: هذا المنطق يكشف عن عقل يريد تخريب البلد والقضاء على كل أمل بالوصول إلى حل للأزمات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها البلد. الشيخ دعموش: لن نقبل بوصول رئيس للجمهورية يُحقّق أهداف أعداء لبنان ويكون منصة للفتنة والحرب الأهلية كما يريد فريق التحدي والمواجهة الشيخ دعموش: ما نريده انتخاب رئيس لكل اللبنانين يحفظ وحدتهم وسلمهم الأهلي ويعمل على إنقاذ البلد وإخراجه من أزماته. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 25-8-2023: الحصار الأميركي على لبنان فشل. الشيخ دعموش: سياسة العقوبات والحصار والتجويع هي سياسة قديمة جديدة، يستخدمها المستكبرون لإخضاع الشعوب وبهدف السيطرة والهيمنة. الشيخ دعموش: هذه السياسة تستخدمها أميركا اليوم ضد الشعوب والدول الرافضة للخضوع من أجل فرض شروطها وإملاءاتها. الشيخ دعموش: استمرار الوجود الأميركي وتعزيزه، في شمال شرقي سوريا، هو لحماية "داعش" وتشديد الحصار على سوريا. الشيخ دعموش: إننا على ثقة بأنّ الشعب السوري والقيادة السورية سيتجاوزون هذه المرحلة من دون خضوع واستسلام. الشيخ دعموش: لن تثنينا الحملات الإعلامية الخبيثة عن التمسك بسلاح المقاومة والعمل بما تمليه علينا المصلحة الوطنية. الشيخ دعموش: حزب الله أولويته الأولى إنقاذ البلد وانتخاب رئيس للجمهوريّة وإعادة انتظام مؤسسات الدولة، لتقوم بدورها في خدمة الناس ومعالجة أزماتهم. الشيخ دعموش: حزب الله يعمل بكلّ أمل على إيجاد المخارج والحلول للازمات، انطلاقًا من حرصه على وحدة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي

الصفحة الرئيسية

كيف أغرت قريش النبي (ص) للعدول عن دعوته للإسلام؟(20)

أساليب قريش في ردع النبي (ص) عن دعوته (20):

محمد رسول الله وخاتم الأنبياء والرسل بعدما اصطدمت قبيلة قريش بمواقف أبي طالب وابن أخيه الرسول محمد (ص) الرافضة لكل أشكال التسويات والمفاوضات، يطرح السؤال ماذا بعد فشل المفاوضات وما هي الخطوات والأساليب الجديدة التي اتبعتها قريش في مواجهة النبي (ص) لردعه عن متابعة تبليغ الدين الإسلامي.؟.

 

إن من يدقّق في التاريخ يجد أن المشركين قاموا يعدة خطوات وسياسات بعد فشل المفاوضات لتضعيف النبي (ص) والوقوف في وجه دعوته. وطبعاً لم تكن الحرب المسلحة ضده وضد أتباعه إحدى هذه الأساليب. وذلك لأن خيار الحرب لم يكن وارداً عندها في تلك المرحلة لأسباب ذكرناها في مقالات سابقة. ولذلك فإن أول خطوة التي اتبعها المشركون في هذه المرحلة هي مفاوضة النبي (ص) مباشرة ومساومته على الدعوة عبر إغرائه بالمال والمنصب والجاه وغير ذلك. فأرسلوا إليه عتبة بن ربيعة، الذي كان سيداً من سادات قريش، لمحادثته مباشرة فجاء إليه وقال له :" فإن كنت تريد بما جئت به من هذا الأمر مالاً جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالاً. وإن كنت تبغي شرفاً جعلناك سيداً علينا حتى لا نقطع أمراً دونك. وإن كنت تريد ملكاً ملّكناك علينا ....".

ومضى عتبة يتحدث إلى النبي (ص) بأسلوب هادئ ولين محاولاً بذلك إغراؤه وإقناعه بالعدول عن تبليغ رسالته. أما النبي (ص) فقد رفض عروضه كلها وأسمعه شيئاً من آيات القرآن الكريم ولما يدعو إليه من المبادئ والقيم الإنسانية. فرجع عتبة إلى أصحابه خائباً إنما مدهوشاً بعظمة هذا الرجل وببيانه. فقد رأى أمامه رجلاً من نوع أخر، لا طمع له في مال ولا في تكريم ولا في تعظيم ولا في سلطان ..!! إنه رجل يدعو إلى الحق والخير وإلى إله واحد صمد يتساوى عنده جميع الناس، العبيد والأشراف، الفقراء والأغنياء، الرجال والنساء.. لا يرضى الزنى ولا الربى ولا القتل ولا كبرياء الأغنياء ولا تسلط المستكبرين والطغاة.

ولذلك بدأ عتبة يحدّث أصحابه بما سمع وشاهد من النبي (ص). فقال لهم :"لقد سمعت منه قولاً والله ما سمعت مثله قط. والله ما هو بالشعر ولا بالسحر.. يا معشر قريش أطيعوني واجعلوها لي وخلّوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه واتركوه. فوالله لا يكونن لقوله الذي سمعته منه نبأ عظيم. فإن تصبه العرب فقد كفاكم غيركم عنه، وإن يظهر على العرب فملكه ملككم وعزّه عزّكم وكنتم أسعد الناس به".

قريش مجتمعة - مشهد من مسلسل عمرفقالو له :"لقد سحرك الرجل يا أبا الوليد ببيانه ولسانه". فقال :"هذا هو رأي فيه، فاصنعوا ما بدا لكم". ويبدو من كتب التاريخ والسيرة أن المشركين جرّبوا أكثر من مرة إقناع النبي (ص) بالتراجع عن دعوته، عن طريق الإغراء بالمال والجاه. إلا إن جميع محاولاتهم على اختلاف أساليبها باءت بالفشل، ولم تغيّر مواقفه بل زادته إصراراً على متابعة الدعوة بشكل متصلب في جميع مواقفه وقراراته. فالرسول (ص) لم يكن طالباً للمال أو المنصب أو الجاه أو الحكم والسلطان، بل كان طالب حق وداعياً للخير والهدى لأولئك الذين تكتلوا ضده ووقفوا في وجه رسالته.

وهناك خطوة ثانية قام بها المشركون مع النبي (ص) للحد من انتشار دعوته، فراحوا ينهون الناس عن الالتقاء به وعن الاستماع ما جاء به من القرآن الكريم. ولقد قال الله تعالى عن ذلك :"وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون". وبعدما فشلوا في كل ذلك، اتبعوا خطوة ثالثة، وهي التعرض لشخص النبي (ص) بالسخرية والتهكم والاستهزاء والإيذاء المباشر، حيث رجموا بيته بالحجارة وألقوا رحم الشاة المذبوحة عليه، وألقوا التراب على رأسه الشريف، وسلّطوا الصبيان عليه يرمونه بالحجارة، وألقوا بالنجاسات أمام داره، إلى غير ذلك من الممارسات العدوانية الحاقدة.

ولقد كان يتولى القيام بهذه الممارسات المشينة سفاؤهم وعبيدهم، وأحياناً كان يتولى ذلك زعماؤهم ووجاؤهم أيضاً، مثل أبي جهل وعقبة بن أبي معين، حيث حاول الأخير خنق الرسول (ص) ذات مرة وهو يطوف في المسجد، وأبي لهب وزوجته وغيرهم. ويحدّثنا المؤرخون أن رسول الله (ص) تعرّض لأذى لا مثيل له، من قبل عمه أبي لهب وزوجته أم جميل، فقد ألقيا التراب والرماد على رأسه الشريف أكثر من مرة. وكانت أم جميل تضع الأشواك في طريقه، وأمام باب داره، وكانت تشجع العبيد والجواري على الإساءة إليه، فكانوا يقذفونه بالكذب والسحر، أينما وجدوه، ويلقون عليه الأوساخ وهو قائم يصلي في محرابه. ولقد أنزل الله قرآناً بشأن أبي لهب وامرأته بسبب ذلك، فقد قال تعالى :"تبّت يد أبي لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب سيصلى ناراً ذات لهب وامرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد".

لقد نال رسول الإسلام (ص) من أتباع الجاهلية في سبيل دعوته ما لم ينله نبي من الأنبياء (عليهم السلام)، حتى كان يقول :"ما أوذي نبي مثل ما أوذيت". ولكن رسول الله (ص) كان يواجه كل هذا الأذى بصبر عظيم، وبتحمل لا نظير له، محتسباً كل ذلك عند الله عز وجل.

تعذيب المشركين للمسلمين في بدايةا لدعوة- لقطة من مسلسل عمروعندما شعر المشركون بإصرار النبي (ص) على متابعته تبليغ الدعوة رغم كل الأذى الذي يلحق به، ووجدوا أنه لا يكاد يمرّ يوم إلا ويدخل شخص في الإسلام، فقرروا اتباع سياسة أخرى ضده، ومن أجل الضغط على المسلمين لإجبارهم على التراجع عن الإسلام. وكانت سياسة الإرهاب والتعذيب والتنكيل بالصفوة المؤمنة من المسلمين، وخاصة الفقراء والمساكين، والذي لا يتبعون لأي عشيرة كي لا ينالوا حمايتها. وقرروا أيضاً أن تتولى كل قبيلة تعذيب المسلمين فيها تفادياً لأي صدام بين القبائل. فأقدمت كل قبيلة على تعذيب من فيها من المسلمين بالضرب والحبس والتجويع، وإلقاء النار والأحجار الثقيلة على صدورهم، وغير ذلك من الأساليب الوحشية.

وكان من اولئك الذين عذّبوا عمّار بن ياسر وزوجته وأبوه وأمه. فقد جاء أبو جهل ومعه جماعة من المشركين – كما يحدّثنا التاريخ – إلى دار آل ياسر وأضرموا النار فيها ووضعوا عماراً وأبويه في الأغلال، واقتادوهم إلى بطحاء مكة، حيث انهالوا عليهم هناك بالضرب حتى سالت دماؤهم، ثم سلّطوا النار على صدورهم وأيديهم ووضعوا الأحجار الثقيلة على صدورهم. واستمروا في تعذيب ياسر وزوجته بوحشية لم تعهدها الجاهلية من قبل إلى أن استشهدا تحت التعذيب. وكانا أول شهيدين في الإسلام.

وممن عذّبهم المشركون في تلك المرحلة أيضاً بلال الحبشي وعامر بن مهيرة، ومصعب بن عمير وغيرهم. ولقد ضرب لنا هؤلاء ولكل الأجيال والأحرار والشرفاء في العالم المثل في الصمود والثبات والجهاد من أجل العقيدة والمبدأ ومن أجل قضية الحق مع معرفتهم بأنهم لا يملكون قوة تستطيع أن تدفع عنهم غير إرادة الله سبحانه، وأنهم كانوا يتحدون العالم كله، الذي كان بكل ما فيه ومن فيه ضدهم. وهنا تكمن عظمة هؤلاء وسر امتيازهم عن غيرهم.

الشيخ علي دعموش