الجمعة, 19 04 2024

آخر تحديث: السبت, 06 نيسان 2024 10am

المقالات
اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع...

خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

الشيخ دعموش: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة...

خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

الشيخ دعموش: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. لفت نائب...

الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024

الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024

الشيخ دعموش من انصارية: نحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا وأهلنا إلى أقصى...

جولة تفقدية للشيخ دعموش على مائدة الإمام زين العابدين (ع) في برج البراجنة

جولة تفقدية للشيخ دعموش على مائدة الإمام زين العابدين (ع) في برج البراجنة

جال نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش على أقسام مائدة الإمام زين...

خطبة الجمعة 22-3-2024: اموال خديجة في خدمة الاسلام

خطبة الجمعة 22-3-2024: اموال خديجة في خدمة الاسلام

الشيخ دعموش: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب...

خطبة الجمعة 15-3-2024: الصبر في مواجهة التحديات

خطبة الجمعة 15-3-2024: الصبر في مواجهة التحديات

الشيخ دعموش: المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. رأى نائب رئيس المجلس...

  • اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

    اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

  • خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

    خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

  • خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

    خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

  • الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024

    الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024

  • جولة تفقدية للشيخ دعموش على مائدة الإمام زين العابدين (ع) في برج البراجنة

    جولة تفقدية للشيخ دعموش على مائدة الإمام زين العابدين (ع) في برج البراجنة

  • خطبة الجمعة 22-3-2024: اموال خديجة في خدمة الاسلام

    خطبة الجمعة 22-3-2024: اموال خديجة في خدمة الاسلام

  • خطبة الجمعة 15-3-2024: الصبر في مواجهة التحديات

    خطبة الجمعة 15-3-2024: الصبر في مواجهة التحديات

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع الثمن. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 5-4-2024: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة الخداع والنفاق ما لم تُترجم هذه الضغوط المزعومة بوقف العدوان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-3-2024: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024: نحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا وأهلنا إلى أقصى حد. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-3-2024: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-3-2024 المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-3-2024: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. الشيخ دعموش في رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو استهداف. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-3-2024: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. الشيخ دعموش في رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-2-2024: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 23-02-2024: العدوانية الاسرائيلية في غزة ولبنان لا يردعها ولا يسقط اهدافها شيء سوى المقاومة والحضور في الميدان ومواجهة القتل بالقتل والتدمير بالتدمير والتصعيد بالتصعيد. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 16-02-2024: العدو الصهيوني مأزوم في لبنان والمقاومة مصممة على ‏مقابلة التصعيد بالتصعيد. الشيخ دعموش في الاحتفال السنوي لجمعية البر والتقوى 9-2-2024: وقف العدوان على غزة هو الخيار الوحيد لوقف ‏جبهة لبنان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 09-02-2024: العدو وصل إلى طريق ‏مسدود واستمرار العدوان لن يؤدي إلا ‏إلى المزيد من الفشل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 2-1-2024: المقاومة وجهت للعدو رسائل نارية وأفهمته أنّه لا يمكن أن يتمادى في عدوانه على لبنان من دون أن يلقى الرد الحاسم الشيخ دعموش في اسبوع الحاج حسين مرجي: توسيع العدوان على لبنان لن يكون نزهة. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 26-1-2024: التهويل والتهديد للبنان لن يقدم أو يُؤخّر شيئًا ولن يُثني المقاومة عن دعم غزّة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-1-2024: التهديدات والرسائل التي ‏يحملها الموفدون إلى لبنان لن تقفل جبهة الجنوب طالما استمر العدوان ‏على غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-1-2024: من يريد مساعدة "إسرائيل" على الخروج من ورطتها عليه الضغط على العدو لوقف عدوانه قبل الضغط على لبنان أو الحديث عن أي شيء آخر. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيدين عبدالله الاسمر وعباس رمال 10-1-2024: إذا فرض العدو الحرب علينا فسنُريه من قدراتنا وبأسنا ما يجعله يندم على جرائمه وعدوانه. الشيخ دعموش في أسبوع الشهيد عبد الجليل حمزة في بلدة الخضر 07-01-2024: عمليّة ميرون نوعيّة واستراتيجيّة هزّت الكيان الصهيوني. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين علي غزالة في بلدة عدلون 06-01-2024: المقاومة لن تقبل بفرض قواعد جديدة تمكّن العدو من التمادي في جرائمه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 05-01-2024: كلّ جرائم العدو لن تُثني المقاومة عن القيام ‏بواجبها. الشيخ دعموش في الذكرى الرابعة للشهيد سليماني في مجمع السيدة زينب: العدوان على غزة زادنا قناعة وتمسكًا بخيار ‏المقاومة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-12-2023: المقاومة في لبنان أوقعت العدو في حرب استنزاف يومية حقيقية. الشيخ دعموش في ملتقى شهيد القدس الثاني الشبابي 28-12-2023: المقاومة في غزة ولبنان مصممة على مواصلة المعركة مهما بلغت التضحيات. الشيخ دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد احمد الحاج علي 23_12_2023: الواقع في جنوب لبنان تحدده المقاومة وليس العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-12-2023: ‏المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي اعتداءات جديدة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد حمد يوسف في عين بعال 18_12_2023: الهمجية الإسرائيلية الأميركية لا تردعها إلاّ القوة ومعادلات المقاومة الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-12-2023: العدوان على غزة محكوم بالفشل الشيخ ‏دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد علي حسن الاتات: إذا فكّر العدو مجددًا بالاعتداء على بلدنا سنصنع انتصارًا جديدًا لوطننا وأمتنا الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-12-2023: المقاومة أدخلت العدو في حرب استنزاف حقيقية وهو أعجز من أن يفرض إرادته على لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-12-2023: المقاومة في غزة والمنطقة لن تدع ‏الإسرائيلي يحقّق أهدافه. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد احمد مصطفى من حولا: المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي استهداف أو اعتداء على لبنان الشيخ دعموش في حفل العباءة الزينبية من الدوير: إذا استأنف العدو عدوانه فستريه المقاومة من بأسها ما لم يرَه من قبل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 24-11-2023: العدو الصهيوني لم يقبل بالهدنة إلا بعدما فشل في كسر المقاومة وفي كسر إرادة أهل غزة. الشيخ دعموش في الاعتصام التضامني الكبير مع غزة في الضاحية الجنوبية: إذا استمر العدوان على غزة فلا يمكن ضمان عدم توسع الحرب وتصبح كل الاحتمالات مطروحة. الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة 17-11-2023: سنواصل دعمنا ونصرتنا لغزة وسنستمر في استنزاف العدو على الحدود الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 10-11-2023: التوغل البري في غزة لن يحقق للعدو أهدافه ولن يوصله إلى نتيجة. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد علي ابراهيم رميتي في مجمع الامام علي الشياح: المقاومة لن تتسامح مع استهداف المدنيين وستردّ بشكل حاسم الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين وليد ذيب في شقرا: نقوم بما تُمليه علينا طبيعة المواجهة مع العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 03-11-2023 : التفويض الغربي للعدو بالحرب المدمرة على غزة سيبقى وصمة عار في تاريخ أميركا والغرب والدول المطبعة . الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 27-10-2023: لن نترك واجبنا في نصرة غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 20-10-2023: الكيان الصهيوني الغاصب زائل حتمًا. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-10-2023: الثبات والصمود في المواجهة الدائرة في غزة كفيل بأفشال أهداف العدو وحلفائه. الشيخ دعموش من بر الياس: السكوت عما يجري في غزة خيانة كبرى ولن نتردد في فعل كل ما نستطيعه من أجل نصرة الشعب الفلسطيني. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-9-2023: لولا المقاومة لكان لبنان اليوم مازال تحت الاحتلال. الشيخ دعموش: الإمام موسى الصدر كان صاحب رؤية جهادية وسياسية واضحة، كان يدعو الدولة إلى تسليح الجنوبيين من أجل الدفاع عن أرضهم لأنه كان يدرك حجم الأطماع الإسرائيلية في لبنان. الشيخ دعموش: تعلمنا من الإمام السيد موسى الصدر المقاومة وأن أرضنا المحتلة لا يمكن استعادتها الا بالجهاد والقتال والشهادة والتضحيات. الشيخ دعموش: الإمام الصدر كان من أشد الحريصين على سيادة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي وعيشه المشترك والإيمان به وطنًا نهائيًا لجميع أبنائه. الشيخ دعموش: نحنعلى درب هذا الإمام الكبير والعزيز سنواصل طريق المقاومة لنحمي بلدنا وخيراتنا وثرواتنا، ولن نتخلى عن فلسطين والقدس. الشيخ دعموش: لن نألو جهدًا على المستوى الداخلي للتخفيف من معاناة أهلنا والحفاظ على الاستقرار والسعي لبناء دولة قوية وعادلة، دولة خالية من الفساد والسرقات الشيخ دعموش: هناك فريق سياسي يدعو جهارًا نهارًا إلى المواجهة والفتنة ويُريد رئيسًا يجمع حوله ما يُسمى بالمعارضة من أجل مواجهة حزب الله ليحقق من حيث يدري أو لا يدري أهداف العدو الإسرائيلي في لبنان. الشيخ دعموش: هذا المنطق يكشف عن عقل يريد تخريب البلد والقضاء على كل أمل بالوصول إلى حل للأزمات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها البلد. الشيخ دعموش: لن نقبل بوصول رئيس للجمهورية يُحقّق أهداف أعداء لبنان ويكون منصة للفتنة والحرب الأهلية كما يريد فريق التحدي والمواجهة الشيخ دعموش: ما نريده انتخاب رئيس لكل اللبنانين يحفظ وحدتهم وسلمهم الأهلي ويعمل على إنقاذ البلد وإخراجه من أزماته. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 25-8-2023: الحصار الأميركي على لبنان فشل. الشيخ دعموش: سياسة العقوبات والحصار والتجويع هي سياسة قديمة جديدة، يستخدمها المستكبرون لإخضاع الشعوب وبهدف السيطرة والهيمنة. الشيخ دعموش: هذه السياسة تستخدمها أميركا اليوم ضد الشعوب والدول الرافضة للخضوع من أجل فرض شروطها وإملاءاتها. الشيخ دعموش: استمرار الوجود الأميركي وتعزيزه، في شمال شرقي سوريا، هو لحماية "داعش" وتشديد الحصار على سوريا. الشيخ دعموش: إننا على ثقة بأنّ الشعب السوري والقيادة السورية سيتجاوزون هذه المرحلة من دون خضوع واستسلام. الشيخ دعموش: لن تثنينا الحملات الإعلامية الخبيثة عن التمسك بسلاح المقاومة والعمل بما تمليه علينا المصلحة الوطنية. الشيخ دعموش: حزب الله أولويته الأولى إنقاذ البلد وانتخاب رئيس للجمهوريّة وإعادة انتظام مؤسسات الدولة، لتقوم بدورها في خدمة الناس ومعالجة أزماتهم. الشيخ دعموش: حزب الله يعمل بكلّ أمل على إيجاد المخارج والحلول للازمات، انطلاقًا من حرصه على وحدة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي

الصفحة الرئيسية

حوار مع جريدة العهد حول مؤتمر عاشوراء الاول

لقد تمكنت المجالس الحسينية في السنين الأخيرة وبفضل وتوفيق وتسديد من الله عز وجل، وبفعل الجهود التي بذلها المنظمون لها في المناطق والمحاضرون والخطباء، وبفعل تعلق الناس بعاشوراء وبدماء سيد الشهداء من أن تحقق تطورات شكلية ذات أهمية كبرى، ابرزها كثرة هذه المجالس وتوسع انتشارها في مختلف المناطق والبلدات والقرى على امتداد الوجود الإسلامي في لبنان.                          

بسم الله الرحمن الرحيم

1-              ما هو الدافع لإقامة هذا المؤتمر اليوم؟ وما هي الآفاق التي تنشدونها؟

تميزت المجالس الحسينية التي اقيمت هذا العام في مختلف المناطق اللبنانية بدرجة عالية من التنظيم والإدارة، كما تميزت بالحشود الكبيرة والحضور المميز للناس فيها.

ونحن نعتقد أن المجالس الحسينية في السنين الاخيرة تمر بمرحلة جديدة لم تمر فيها في المراحل، لا من حيث التنظيم والإدارة، ولا من حيث الامتداد والتوسع والانتشار وحجم المجالس، ولا من حيث الحضور الشعبي ومستوى التفاعل وتنوع الحضور.

لقد تمكنت المجالس الحسينية في السنين الأخيرة وبفضل وتوفيق وتسديد من الله عز وجل، وبفعل الجهود التي بذلها المنظمون لها في المناطق والمحاضرون والخطباء، وبفعل تعلق الناس بعاشوراء وبدماء سيد الشهداء من أن تحقق تطورات شكلية ذات أهمية كبرى، ابرزها كثرة هذه المجالس وتوسع انتشارها في مختلف المناطق والبلدات والقرى على امتداد الوجود الإسلامي في لبنان.

كما حققت تطورات نوعية اهمها: اقتراب الخطاب العاشورائي من الحاجات الثقافية والتربوية الواقعية للناس، والتفاعل الكبير من قبل الناس مع هذه الذكرى وقيمها ومعانيها الإنسانية، وما شهدناه في مسيرات اليوم العاشر الحاشدة هذه السنة يدل على حجم التفاعل والمشاركة والحضور المميز.

إن التطور الشكلي والنوعي المطرد سنة بعد سنة في إحياء ذكرى عاشوراء والاقبال الكبير الذي تشهده المجالس الحسينية، واستثنائية الفرصة التي توفرها هذه المناسبة العظيمة والتي قد لا توفرها أية مناسبة اخرى للمحاضرين والخطباء في توجيه الناس، والتأثير فيهم، وبث الوعي الفكري والعقيدي والتاريخي والاخلاقي والجهادي والسياسي في نفوسهم، يضعنا امام مسؤوليات جديدة إن على مستوى ما يتعلق بالمجالس من حيث التنظيم والإدارة، أو على مستوى ما يرتبط بالمضمون والمحتوى الفكري والثقافي والتاريخي والتوجيهي الذي يطرح فيها، خصوصا وإن مضمون الخطاب العاشورائي لم يعد في كثير من الحالات موجها للشيعة وحدهم. وإنما بات يسمعه ويتفاعل معه غيرهم من الناس على تنوع انتماءاتهم الدينية والمذهبية والفكرية ،كما اصبح يثير اهتماما وجدلا على اكثر من صعيد في مختلف وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ولدى الكثيرين من الناس .

لذلك لم يعد المنبر الحسيني حالة خاصة بنا نمارسها بدون قيود أو ضوابط وبصورة عفوية تقوم على التساهل والتسامح، بل عاد مدخلا كبيرا للتعرف علينا، ودراسة هويتنا واختباراتنا الفكرية.

لقد اصبح العالم مكانا واحدا تنتقل فيه الكلمة بسرعة قصوى، كما اصبح يقراؤنا كل الناس، واصبحنا تحت المجهر،  فهناك من يرصد كلماتنا ويمكن أن يقتنص أية كلمة غير مناسبة ليملأ الدنيا بالضجيج ويصوغ منها مادة اتهام...

من هنا لا بد من إعادة تقييم للمجالس الحسينية من حيث المضمون الفكري والتاريخي، ومن تقويم المنبر الحسيني الذي يحمل رسالتنا وفكرنا للناس.

فإن المنبر الحسيني مثله مثل باقي شؤون الحياة المتحركة التي تحتاج إلى ملاحقة بالتقويم وتحديد المناهج واولويات الخطاب تبعا لحاجات المرحلة الثقافية والفكرية وغيرها.

لا بد من التقييم والتطوير بعد ان اصبحت مسؤوليات الخطباء كبيرة وثقيلة ومهمتهم شاقة بعد ان تغير الزمان ووضع المنبر الحسيني مباشرة أمام سمع العالم وبصره، عن طريق وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، وصار الناس يستمعون إلى اطروحتنا ويقرأون عقولنا وافكارنا ليحكموا علينا سلبا أو إيجاباً.

لذلك ومن اجل الوصول بالخطاب العاشورائي إلى المستوى الذي يتلائم مع الأهداف الكبرى للنهضة الحسينية، مع الحفاظ على صفة الاصالة والقداسة التي تحفظ للمجالس الحسينية قدسيتها الدينية وفوائدها الروحية والتربوية، كانت فكرة هذا المؤتمر، وهي فكرة كان قد اطلقها الأمين العام لحزب الله سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد حسن نصر الله قبل اكثر من سنتين، ليقوم هذا المؤتمر بتقييم الأساليب المتبعة في إحياء مراسم عاشوراء ودراسة سبل تطوير المراسم بما في ذلك دراسة وتقييم المجالس الحسينية من حيث المضمون الفكري ومن حيث المحتوى التاريخي والتأشير على اهم السلبيات التي قد تحصل على هذه الصعد ووضع الحلول لها ودراسة سبل العلاج والتطوير لرفع مستوى الخطاب العاشورائي إلى الدرجة الذي يلامس فيها واقع الناس ويلبي حاجاتهم الثقافية، ويكون قادرا على مواجهة التحديات الفكرية والاجتماعية والسياسية والجهادية المعاصرة، وان يساهم بشكل أكثر فاعلية في إغناء الإنسان وبناء ذاته وإثراء عالمه الداخلي وعلى التناغم مع واقعه الخارجي، وهذا هو ما ننشده من هذا المؤتمر.

 

2-ما هي المحاور التي سيتم مناقشتها؟

باعتبار أن المؤتمر يُعنى بتقييم ودراسة المجالس الحسينية من حيث المضمون والمحتوى الفكري والثقافي الذي يطرح فيها، فإن المحاور التي سيتم مناقشتها في اروقة المؤتمر هي ثلاثة محاور اساسية تتصل  بالهدف والغاية من المؤتمر وهي:

المحور الأول: دراسة المضمون الفكري للمجالس الحسينية حيث سيتم في هذا المحور:

-                    دراسة الاشكاليات التي طرحت من قبل الناس، وكذلك في الصحف ومختلف وسائل الإعلام حول عاشوراء في لبنان، وخاصة الاشكاليات المتعلقة بالمضمون الثقافي ليعرف ما يمكن معالجته إن كانت الإشكالية صحيحة، ورد الإشكالية إن كانت باطلة، وسوف يقدم المؤتمر خلاصة عن اهم الإشكاليات والسلبيات التي طرحت في الصحف ليتم مناقشتها.

-                    بحث خصائص المضمون الثقافي والتوجيهي العام الذي ينبغي أن يتناوله المحاضرون أو خطباء المنبر الحسيني في مجالس عاشوراء؟ والبحث في كيفية الارتقاء بالخطاب العاشورائي إلى المستوى الذي يلامس فيها الموضوعات التي تمس واقع الناس، وتعنيهم وتلبي حاجاتهم وحياتهم في الدنيا والآخرة.

-                    تحديد أولويات الخطاب الذي ينبغي توجيهه للناس في مجالس عاشوراء، والبحث في المجال التربوي الاخلاقي، والتاريخي والعقائدي والسياسي وغيرها .... وتحديد المفاهيم التي يجب التركيز عليها مما يحتاجه الناس على المستوى الثقافي والتربوي.

-                    كما يتم في هذا المحور البحث في كيفية التأسيس لخطاب استنهاضي عام، والبحث في سبل الارتقاء بالخطاب العاشورائي من خطاب طائفي إلى خطاب إسلامي عام. والبحث حول كيفية تعميم لغة المجالس الحسينية لتخاطب الناس على اختلاف اديانهم ومذاهبهم وانتماءاتهم الفكرية.

والمحور الثاني: دراسة المادة التاريخية لعاشوراء، وتركز الدراسة في هذا المحور على جانبين اساسيين لهما علاقة مباشرة بالخطيب الحسيني.

       الأول: جانب الوقائع والاحداث العاشورائية التي يستعرضه الخطيب في مجالسه.

       الثاني: الاشعار التي يختارها ليستخدمها بلغة النعي من أجل إثارة عواطف الناس ، والتأثير فيهم.

       في الجانب الأول يبحث المؤتمرون في كتب السيرة الحسينية (كتب المقاتل) التي تشكل المصادر الاساسية للمادة التاريخية فيحدد المصادر التي ينبغي اعتمادها والمصادر التي ينبغي الابتعاد عنها. ويبحث في كيفية تقديم مادة تاريخية عن عاشوراء نقية وصحيحة أو قريبة من الواقع، وفي نفس الوقت تحفظ جوهر وقداسة السيرة الحسينية ولا تثير إشكاليات معينة، كما يناقش المؤتمر إمكانية توحيد المصرع الحسيني الذي يتلى في اليوم العاشر، ومحتواه ومضمونه وخصائصه.

وفي الجانب الثاني: يدرس المؤتمر خصائص المادة الشعرية التي تستخدم في لغة النعي والمصادر التي ينبغي اعتمادها في اختيار هذه المادة، كما يدرس اللطميات الحسينية من حيث المضمون والشكل والاداء الفني بما في ذلك طريقة اللطم، ويضع مقترحات عملية لرفع مستوى اللطميات الحسينية.

المحور الثالث: هو شخصية الخطيب ولغة الخطاب وفنياته، حيث يتناول المؤتمرون في هذا المحور مناقشة:

-                    شخصية الخطيب، لجهة المواصفات والمؤهلات العلمية والفكرية وغيرها التي ينبغي أن تتوافر في شخصيته والتي يستطيع من خلالها أن يخاطب الناس بالفكر السليم ويؤثر فيهم وتحديد ذلك بصورة عملية قابلة للتطبيق.

-                    مناقشة دور المحاضر ودور خطيب المنبر الحسيني وما هو المطلوب منهما. وكيف نوزع المهمات بينهما؟ وكيف يتكاملان؟

-                    البحث في مستوى الخطاب الإسلامي العام، وعناصر الإثارة العاطفية والتأثير العاطفي والوجداني في الخطاب العاشورائي.

-                    كما يتناول المؤتمر في هذا المحور دراسة اللهجات والاطوار المتعددة التي يستخدمها الخطيب في لغة النعي، وبيان ما يتناسب منها مع الجمهور اللبناني الذي قد لا يفهم كثيرا من اللهجات المتبعة والمتداولة، وإمكانية إيجاد بديل عنها.

 

3- هل سيصدر عن المؤتمر توصيات أو منهج ورؤية عملية جديدة تدفع المجالس الحسينية نحو الهدف الذي ترجونه؟

       نحن نتجه بالمؤتمر اتجاها عمليا، وهذا ملاحظ من خلال المحاور والعناوين المطروحة التي سيعالجها المؤتمر، ومن خلال آلية عمل المؤتمر التي اعتمدت اسلوب اللجان المتخصصة لبحث تلك العناوين، ونحن نهيء الفرصة من خلال هذا المؤتمر لنخبة من اهل العلم والفكر والاختصاص والمهتمين ليتداولوا في هذه الموضوعات المهمة والحساسة ويبدوا وجهات نظرهم ومقترحاتهم العملية حول التطوير.

       وكلنا امل في أن يتوصل المؤتمرون إلى توصيات ومقررات مهمة على مستوى تطوير المنبر الحسيني والارتفاع به إلى المستوى الذي يتلائم واهداف النهضة الحسينية العظيمة، وأن يساهم في بلورة خصائص مادة تاريخية كربلائية صحيحة ومتناسبة مع الواقع اللبناني المتنوع، وأن يرسم بدقة أولويات الخطاب الإسلامي الثقافي والسياسي والجهادي في هذه المرحلة