الصفحة الرئيسية
كلمة في المجلس العاشورائي في حوض الولاية 8-7-2024
- 08 تموز/يوليو 2024
- الزيارات: 763
شدّد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش على أنّ "الموقف الذي اتّخذته جبهات المقاومة من فلسطين إلى لبنان والعراق واليمن لمساندة غزّة هو موقف مبدئي وشرعي،
يستند إلى ثقافة الانتصار للحق وأحقيّة القضية الفلسطينية ومظلومية الشعب الفلسطيني، وليس مجرّد موقف عاطفي وأخلاقي وإنساني ووطني وقومي".
وفي كلمة له خلال مجلس عاشورائي في منطقة حوض الولاية ببيروت اعتبر الشيخ دعموش أنّه "من الطبيعي عندما نساند غزّة في ميدان القتال أن يرتقي لنا شهداء أعزاء من قادتنا وكوادرنا وشبابنا، وأن تقصف قرانا وبلداتنا وتُهدم بيوتنا، لأننا في معركة مفتوحة وأمام عدو مجرم ومتوحش"، مؤكّدًا أنّنا "نحن وبيئتنا الشريفة لسنا ممن يتراجع عن مواقفه أو يتردّد على الإطلاق".
وأضاف الشيخ دعموش: "لقد أثبت أهلنا الشرفاء وبيئة المقاومة في لبنان وعلى امتداد الأشهر التسعة الماضية، وفي كلّ مراحل الصراع مع العدوّ، أنّها البيئة التي تلتزم قضايا الحق ونصرة الحق، ولا تقف على الحياد، ولا تبالي بالموت والتضحيات، بل تتحمّل مسؤولياتها وتمتلك روح الإيمان والمقاومة والجهاد، وقد دفعت بأبنائها وفلذات أكبادها نحو المقاومة والشهادة ولم نرَ منها ومن هذا المجتمع المقاوم والوفي، ومن عوائل الشهداء والجرحى والأسرى، بالرغم من كلّ الظروف الصعبة والمعاناة والآلام، إلا الصبر والثبات، والوعي والبصيرة، والتضحية والاستعداد، لتقديم المزيد على طريق الحق ومن أجل نصرة المظلومين وحماية هذا الوطن وأهله وشعبه".
خلاصة الكلمة :
تحدث عن موقف الحياد في معركة الحق والباطل واعتبره خيانة واعتبر موقف الحياديين خطيئة كبرى اتجاه قضايا الحق.
واضاف: عندما نكون حياديّين في معركة الحقّ والباطل، فإنَّنا نعطي الباطل قوَّة، ونمنع عن الحقّ القوّة ، وبذلك يختلّ توازن المعركة، فتصبح الكثرة كثرةً لا قيمة لها، "ولكنَّكم غثاء كغثاء السَّيل"، كما يقول النبي الاعظم (ص) لان الكثرة عندما تتحول الى غثاء يجرفها السيل تتلاشى وتنهار وتضيع ولا تقوى على شيء .
الصهاينة كانوا قلة بالقياس الى عدد العرب والمسلمين وامكاناتهم، لكنهم احتلوا فلسطين وانتصروا على العرب، لأنَّ الاغلبية كانت متخاذلة ووقفت تتفرج على الصراع، والَّذين حاربوا الصهاينة كانوا القلة اما البقية فحاربوا بالهتافات والشِّعارات، وجبنوا عن المواجهة وتخلوا عن مسؤولياتهم في نصرة القضية الفلسطينية فخذلوا القضية وبعضهم اختارالتطبيع مع العدو .
لكن المقاومة في لبنان وفلسطين ومحور المقاومة في المنطقة وبيئة المقاومة ومجتمع المقاومة في المنطقة كان لهم موقف اخر،
فالموقف الذي اتخذته جبهات المقاومة من فلسطين الى لبنان والعراق واليمن لمساندة غزة هو موقف مبدئي وشرعي يستند الى ثقافة الانتصار للحق واحقية القضية الفلسطينية ومظلومية الشعب الفلسطيني وليس مجرد موقف عاطفي واخلاقي وانساني ووطني وقومي.
نحن امام القضية الفلسطينية ومظلومية الشعب الفلسطيني والاحتلال والاجرام الصهيوني امام قضية حق واضح وبين لا لبس فيه ولا يحتاج الى جدل ونقاش وتدقيق.
هناك حق واضح اسمه فلسطين وشعب فلسطين والمقدسات في فلسطين وشعوب منطقتنا وحقّها في العيش الكريم والأمن والسلام والاستفادة من خيراتها ومياهها ونفطها وغازها وبحرها، وهناك باطل اسمه إسرائيل التي تعني الاحتلال والاغتصاب والعدوان والتهديد والقتل والمجازر المروعة الذي نشاهده كل يوم على مدار الساعة في غزة وفي لبنان.
واليوم من يتجاهل المجازر التي تجري في غزة وفي فلسطين، من يتجاهل المظالم التي تلحق الشعب الفلسطيني في فلسطين وجبهات الإسناد، من يتجاهل ما يتعرّض له الأسرى في السجون، المعتقلون من الإعدامات الميدانية ومن التعذيب والتجويع، هو إنسان بلا قلب، لا روح، لا عاطفة، وبلا مشاعر إنسانية وسيسئل يوم القيامة عن موقفه، وعمله، وسلوكه، ماذا فعل ماذا قدّم؟ وعليه أن يُحضّر الجواب للآخرة. لانه في الدنيا يمكن لا أحد يسأل أحد، في الدنيا كثر يتهرّبون من المسؤولية ويجدون الأعذار الكاذبة والواهية ويغرقون في أوهامهم، ولكن يوم القيامة لا مجال من المسؤولية
نحن مسؤوليتنا أن ننصر الحق، عندما نذهب لنصرة الحق سنُواجه مشاكل وأخطار وتحديات كبيرة والكثير من التبعات السياسية، سنواجه الكثير من الاتهامات، والتشكيك والتُثبّيط للعزائم، والتقليل من اهمية وجدوى ما نقوم به على الجبهة، كما يحصل في لبنان من بعض السياسيين الموتورين لكننا لا ينبغي ان نبالي لهؤلاء وليكن موقفنا كما قال علي الاكبر ألسنا على الحق؟ إذًا لا نبالي، لا نُبالي بكل هذا الضجيج وكل الاتهامات والتهديدات والصراخ الذي نسمعه.
وايضا عندما نذهب لنصرة الحق في ميدان القتال سيسقط لنا شهداء وشهداء أعزاء وشهداء قادة، سيُقتل من شبابنا ومن كبارنا ومن قادتنا، من رجالنا ومن نسائنا ومن أطفالنا، ستُهدم بيوتنا، سنواجه الخطرولكننا اأمام كل هذه التضحيات فنهن وبيئتنا الشريفة لسنا ممن يتراجع او يتردد على الإطلاق، لا نتراجع لأنّنا نقول للحق كما قال علي الأكبر في ذلك الموقف ألسنا على الحق؟ ، إذًا لا نُبالي بالموت.
لقد اثبت اهلنا الشرفاء وبيئة المقاومة في لبنان وعلى امتداد الاشهر التسعة الماضية وفي مراحل الصراع انها بيئة تلتزم قضايا الحق ونصرة الحق ولا تقف على الحياد ولا تبالي للموت والتضحيات بل تتحمل مسؤولياتها وتمتلك روح الايمان والجهاد وقد دفعت بابنائها وفلذات اكبادها نحو المقاومة والشهادة ولم نرى منها ومن هذا المجتمع المقاوم والوفي ومن عوائل الشهداء والجرحى والاسرى بالرغم من كل الظروف الصعبة والمعاناة والالام الا الصبر والثبات والوعي والبصيرة والتضحية والاستعداد لتقديم المزيد على طريق الحق ومن اجل نصرة المظلومين وحماية هذا الوطن وأهله وشعبه، هكذا كانت في المراحل السابقة وهكذا هي الان وهكذا ستبقى في المستقبل لانها تستلهم كل هذه القيم والمعاني السامية من كربلاء ومدرسة ابي عبدالله الحسين (ع).