الصفحة الرئيسية
الخوارج والتكفيريون تشابه الفكر والسلوك
- 10 تموز/يوليو 2015
- الزيارات: 698
هناك التشابه الكبير بين الخوارج والوهابيين والتكفيريين في العقل المتحجر والفكر الجامد, التشابه في الجمود والجفاء والجهل وقلة الفهم والتناقض في السلوك.. فالخوارج في حين كانوا يتورعون عن أكل حبة تمر سقطت من نخلة ليست لهم, وعن قتل خنزير شارد, يقتلون عبد الله بن خباب والقرآن في عنقه, ويبقرون بطن زوجته...
خلاصة الخطبة:
شدد سماحة الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة: على ان الأولوية لدى الوهابيين والتكفيريين قتل المسلمين ومهادنة اليهود والصهاينة وترك إسرائيل مرتاحة ومطمئنة؟!.وقال: لم ينقل عن الوهابيين والجماعات التكفيرية أنهم حاربوا اليهود أو قتلوهم,أو أنزلوا بهم العذاب والذل والهوان كما فعلوا ويفعلون بالمسلمين في دول هذه المنطقة.
وأضاف: هم لم يطلقوا رصاصة واحدة ضد الاحتلال الصهيوني من أجل استعادة القدس وفلسطين, ولم يقتلوا أحداً من الصهاينة المحتلين والمغتصبيين للقدس التي هي القبلة الأولى للمسلمين, ولكنهم قتلوا المسلمين من السنة والشيعة ومن الأكراد والتركمان والعرب, قتلوا العراقيين والسوريين واليمنيين وخربوا ودمروا بلاد المسلمين.. ولم يتعرضوا لإسرائيل في كل تاريخهم بسوء.. بل على العكس من ذلك .. هناك اليوم تعاون سعودي وهابي صهيوني واضح في ضرب اليمن وفي مواجهة إيران وسوريا.. وهذا بدأ يتسرب في الصحف ووسائل الإعلام, وبعض الوهابيين السعوديين لم يعد يخجل من إعلان علاقته بإسرائيل وتعاونه مع الإسرائليين.
معتبراً: التعاون بين اسرائيل والجماعات التكفيرية الإرهابية هو تعاون وثيق وفي مختلف المجالات, ووزير الأمن الإسرائيلي الذي هو أعلى مسؤول أمني في إسرائيل يصرح بوضوح أنهم يقدمون مساعدات إنسانية! بين مزدوجين لهذه الجماعات مقابل أن تقوم هذه الجماعات بحراسة حدود الكيان الصهيوني وحمايته من الإرهابيين؟!
وأشار: الى أن هؤلاء التكفيريين ليسوا أنهم فقط لا يضعون قتال إسرائيل واستعادة القدس وفلسطين في حساباتهم, بل باتوا حراساً يحمون اسرائيل واحتلالها للقدس وفلسطين.
وأكد: أن هذه الحقيقة تؤكد ما كنا نقوله باستمرار من أن هذه الجماعات هي أدوات إسرائيلية أمريكية لزرع الفتنة بين المسلمين, ولاقتتال المسلمين فيما بينهم, ولتدمير دول هذه المنطقة, وبالتالى لتُنسى قضية فلسطين والقدس, ولتصبح في مطاوي النسيان والإهمال بعدما يتلهى المسلمون بقتل بعضهم البعض وينسون شيئاً اسمه فلسطين والقدس وقبلة المسلمين الأولى, وبذلك تبقى اسرائيل مرتاحة ومطمئنة ومحمية وتبقى الأقوى في المنطقة بعدما يتم ضرب وتدمير كل دول المحيط من قبل التكفيريين, لافتاً الجميع: الى وجوب تعطيل هذه الأهداف قبل فوات الآوان.
نص الخطبة
نتقدم من صاحب العصر والزمان (عج) بالعزاء بمصاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وذكرى شهادته على يد أشقى الأشقياء المسمى عبد الرحمن بن ملجم الخارجي الذي ينتمي إلى تيار الخوارج..
هذا التيار الذي ظهر في حرب صفين التي وقعت بين علي (ع) الإمام والخليفة الشرعي للمسلمين من جهة, وبين معاوية بن أبي سفيان الرجل الباغي المتمرد الذي كان يحاول الاستئثار بالسلطة وبشؤون الأمة من جهة أخرى.
وكان ظهروهم العلني بعد خدعة رفع المصاحف في تلك الحرب من قبل جيش معاوية بمشورة من عمرو بن العاص الرجل الداهية الماكر الذي كان قد اتخذه معاوية مستشاراً أساسياً له.
فقد كانت كل الوقائع ومجريات الميدان في صفين تميل لمصلحة جيش علي(ع) وتدل على حتمية هزيمة جيش معاوية فيما لو استمرت المعركة.. وفي تلك اللحظة بالذات أشار عمرو بن العاص على معاوية أن يلجأ إلى خدعة رفع المصاحف والدعوة الى التحكيم بينه وبين علي في الصراع الدائر بينهما, ليحدث بذلك انقساماً وانشقاقاً في صفوف جيش علي (ع) ويعطل انتصار هذا الجيش الذي بدأ يلوح بالأفق على جيش معاوية.
وبالفعل فقد أحدثت هذه الخدعة زلزالاً في جيش علي (ع) حيث أدت إلى انقسام حاد وخطير في جيش علي (ع) , فقد قبل أكثر عناصر الجيش فكرة التحكيم التي اقترحها عمرو بن العاص ورفضوا مواصلة القتال. بينما رفض علي (ع) وأهل بيته وخاصة أصحابه وعدد قليل من عناصر جيشه هذه الفكرة, لعلمهم بمكر معاوية وخدعه وحيله..
كان علي(ع) يعلم بأن هذه خدعة من معاوية, وهو المعروف لدى علي(ع) بدهائه ومكره وخداعه وغدره, فلم تكن لتنطلي هذه الحيلة على علي بن أبي طالب (ع) ولذلك كان يقول(ع): والله ما معاوية بأدهى مني ولكنه يغدر ويفجر, ولولا كراهية الغدر لكنت من أدهى الناس.
إذن علي(ع) رفض التحكيم بداية لأنه كان يعلم خلفياته وأهدافه ولكنه اضطر(ع) تحت ضغط خطر انقسام الجيش وتفككه, وتحت ضغط شبح الفتنة التي ظهرت ملامحها في صفوف الجيش, اضطر إلى القبول بالتحكيم حفاظاً على وحدة الجيش ومنع الفتنة.
لقد وافق علي(ع) على التحكيم ولكن التحكيم الذي لو التزم الحكمان بشروطه وفق ما يفرضه عليهما الموقف الشرعي لكانت نتيجته هي أحقاق الحق الذي يمثله علي (ع) وإبطال الباطل الذي يمثله معاوية, ولكن الذي حصل في الواقع هو أن الحكمين أبا موسى الأشعري وعمرو بن العاص لم يريدا أن يحكما بما يفرضه القرآن والموقف الشرعي، لأن أبا موسى الأشعري لم يكن يحب علياً وكان يريد أن يتولى الخلافة ابن عمر.. أما عمرو بن العاص فكان همه أخذ الأمور باتجاه معاوية, فاحتال على أبي موسى الأشعري وساق الأمور باتجاه معاوية في إطار عملية خداع مشهورة في التاريخ وهكذا فشل التحكيم...
وكانت المفاجأة أن أولئك الذين أجبروا علياً (ع) على قبول التحكيم وهددوه بأن يسلموه لمعاوية أو أن يفعلوا به ما فعلوه بعثمان.. عادوا وانقلبوا عليه ورفضوا التحكيم وعارضوه, واعتبروا قبول علي (ع) به كفراً.. فكفّروا علياً (ع) وطلبوا منه أن يعترف بهذا الكفر ثم يتوب إلى الله منه.
ومنذ ذلك التاريخ نشأ تيار باسم الخوارج, وقد وقف هذا التيار منذ تأسيسه في مواجهة علي (ع) وأتباعه وشيعته, وبدأ يقوم بممارسات إجرامية بحق المسلمين الأبرياء.. والاعتداء على البلدات والقرى والمدن الموالية لعلي(ع) ..
فقد قتلوا عبد الله بن خباب بن الأرت صاحب رسول الله, وقتلوا زوجته وبقروا بطنها وهي حامل، وقتلوا ثلاث نسوة من قبيلة طيء, وقتلوا امرأة تدعى أم سنان كانت من صحابة النبي (ص).
وقتلوا رسول علي (ع) إليهم وهو الحرث بن مرة العبدي الذي بعثه علي (ع) إليهم لينظر في صحة ما يأتيه عنهم من معلومات وأخبار ومعطيات.
وقد لخص أمير المؤمنين (ع) ما جرى بينه وبين الخوارج في كلام لأصحابه فكان مما قال: حتى إذا عاثوا في الأرض مفسدين, وقتلوا المؤمنين, أتيناهم فقلنا لهم ادفعوا إلينا قتلة اخواننا, فقالوا: كلنا قتلتهم وكلنا استحللنا دماءهم ودماءكم, وشدت علينا خيلهم ورجالهم فصرعهم الله مصارع القوم الظالمين.
وهكذا دخل علي (ع) في مواجهتهم وكان لا بد من هذا الموقف الحازم والحاسم لوضع حد لعدوانهم وفسادهم وإرهابهم وترويعهم للمسلمين ولتركهم اليهود في أمان..
وهكذا كانت حرب النهروان حيث قتلهم علي (ع) وكانوا على الأرجح أربعة آلاف مقاتل.. قتلهم ولم يسلم منهم سوى تسعة أشخاص تفرقوا في البلاد وحافظوا على انتشار هذا التيار في العالم الإسلامي فيما بعد.
وصدق ما كان قد أخبر به علي(ع) أصحابه قبل نشوء الخوارج من أن رسول الله (ص) أخبره بأنه يقتل المارقين والخارجين عليه فلا يبقى منهم سوى أقل من عشرة.
وعندما ندقق في أوضاع الخوارج تاريخياً, في معتقداتهم وشعاراتهم وأهدافهم وأخلاقهم وسلوكهم, من جهة, وفي أوضاع وأحوال الجماعات التكفيرية المعاصرة وبعض الفرق التكفيرية المعاصرة كالوهابيين، في معتقداتهم وشعاراتهم وأهدافهم وأولوياتهم وأخلاقهم وسلوكهم أيضاً من جهة أخرى, عندما ندقق ونجري مقارنة بين هؤلاء وبين هؤلاء سنجد أن هناك تشابهاً كبيراً بين الخوارج من جهة والوهابيين والتيارات التكفيرية الإرهابية من جهة أخرى، تشابه في في الفكر والثقافة والآراء والشعارات والأولويات والأدبيات والسلوك وشكل ونمط الحياة والنظرة للآخر..
1 ـ فالخوارج كانوا يُكفّرون كل من عداهم ويستبيحون قتل كل من لا يوافقهم الرأي، والجماعات التكفيرية كداعش والنصرة وأخواتهما يُكفّرون كل من عداهم ويستبيحون دم كل من لا يوافقهم الرأي.
2 ـ وكما كان الخوارج يعتبرون أن كل مايمت إلى علي بن أبي طالب (ع) بصلة هو جريمة وكفر وخروج عن الدين, ويحاربون كل من ينتمي إلى علي (ع) والتشيع، كذلك الجماعات التكفيرية والوهابية يفعلون ذلك.. بل ليس للوهابية شغل في هذا العالم المليء بأعداء الإسلام وبالمتآمرين على المسلمين وبالصهياينة, ليس لهم شغل إلا محاربة الشيعة, وتحريض الناس ضدهم, وشحن النفوس بالحقد عليهم، وهم بذلوا ويبذلون عشرات مليارات الدولارات في افريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية والشمالية وكل مكان ضد الشيعة وفي مواجهة التشيع.
والتحريض المذهبي الذي مارسه ويمارسه دعاة الوهابية الجهلة والحاقدين في السعودية وغيرها ضد الشيعة هو الذي دفع ببعض الشبان السعوديين لتفجير أنفسهم بالمصلين الشيعة قبل أسابيع في الكويت وفي السعودية, وهو الذي يدفع بالشباب المسلم المتحمس والجاهل للالتحاق بالجماعات التكفيرية الإرهابية التي تمارس القتل والتدمير في كل بلدان هذه المنطقة.
3 ـ ثم هناك التشابه الكبير بين الخوارج والوهابيين والتكفيريين في العقل المتحجر والفكر الجامد, التشابه في الجمود والجفاء والجهل وقلة الفهم والتناقض في السلوك.. فالخوارج في حين كانوا يتورعون عن أكل حبة تمر سقطت من نخلة ليست لهم, وعن قتل خنزير شارد, يقتلون عبد الله بن خباب والقرآن في عنقه, ويبقرون بطن زوجته, ويقتلون أطفال المسلمين وشيوخهم ويسبون نساءهم.. والوهابيون السعوديون والتكفيريون الإرهابيون أيضاً كالخوارج في جمودهم وتحجرهم وتناقضهم وجهلهم وقلة فهمهم.. فهم في الوقت الذي يحرمون التدخين ويعاقبون عليه يستحلون دماء المسلمين اليمنيين ويدمرون هذا البلد الفقير على رؤوس أهله.
4 ـ التشابه في السلوك الإجرامي الوحشي واللاإنساني.. فالتكفيريون كالخوارج يذبحون ويبقرون البطون ويقتلون الأطفال ويسبون النساء ويبيعونهم في الأسواق.. كما فعلوا في الموصل وغيرها.
5 ـ الخوارج كانوا أشداء على المسلمين بينما رحماء باليهود والمشركين, فكانوا يرفقون بهم ويقيمون علاقات حميمة معهم.
الخوارج الذين كان موقفهم من المسلمين هو القتل والذبح حتى أنهم ما كانوا يتورعون عن قتل حتى أطفالهم وشيوخهم ونساءهم.. نجد موقفهم من غير المسلمين, من المشركين واليهود, موقفاً إيجابياً ومتعاطفاً ومسالماً وحميمياً. فهم كانوا يقتلون المسلم إذا كان على خلاف معتقدهم ورأيهم, ويتركون اليهودي والمشرك ويوصلونه الى مأمنه.
ويكفي أن نذكر: أن واصل من عطاء استطاع هو ومن معه أن ينجو من الموت المحتم على أيديهم حين ادعى أنه هو وأصحابه مشركين! وأنهم يريدون أن يتعرفوا على الإسلام ويسمعوا كلام الله وأن عليهم أن يوصلوهم إلى مأمنهم كما يأمر القرآن.
وهكذا استجابوا له وأوصلوه ومن معه إلى مأمنهم ولم يتعرضوا لهم بسوء لمجرد ادعائهم الشرك في الوقت الذي كانوا يقتلون كل مسلم يصادفونه في طريقهم.
كما أن سهم بن غالب الخارجي كان يأخذ المسلمين فيقتلهم بينما يطلق صراح يهود صرحوا بيهوديتهم.
وصادف أن التقى شخص واسمه ابن عرباض بالخوارج وهم يذبحون مسلمين بسيوفهم, فخاف أن يقتلوه وأوهمهم بأنه يهودي! فقال لهم: هل خرج في اليهود إليكم بشيء؟ قالوا: لا، قال: فامضوا راشدين, فمضوا وتركوه.
وهذا كله يدل على أن أولوياتهم كانت قتل المسلمين وترك الكفار واليهود.
ولذلك يقول المستشرق فلهوزن عن الخوارج: ولم يعد جهادهم ضد الكفار، بل ضد أهل السنة والجماعة من عامة المسلمين, إذ كانوا يرون في هؤلاء كفاراً بل أشد كفراً من النصارى واليهود والمجوس! ويحسبون قتال عدوهم هذا الداخلي أهم الفروض.
هذه هي أذن أولوية الخوارج .. هي قتال المسلمين وترك اليهود.
وهذا بعينه ما نشاهده في الجماعات التكفيرية الإرهابية, في داعش والنصرة واخواتهما, وفي الوهابيين التكفيريين.
ألم تصبح الأولوية لدى الوهابيين والتكفيريين قتل المسلمين ومهادنة اليهود والصهاينة وترك اسرائيل مرتاحة ومطمئنة؟!
ألم تصبح الأولوية لدى الوهابيين السعوديين قتل المسلمين اليمنيين الفقراء وتدمير بلادهم ؟!.
لم ينقل عن الوهابيين والجماعات التكفيرية أنهم حاربوا اليهود أو قتلوهم,أو أنزلوا بهم العذاب والذل والهوان كما فعلوا ويفعلون بالمسلمين في دول هذه المنطقة!.
هم لم يطلقوا رصاصة واحدة ضد الاحتلال الصهيوني من أجل استعادة القدس وفلسطين, ولم يقتلوا أحداً من الصهاينة المحتلين والمغتصبيين للقدس التي هي القبلة الأولى للمسلمين, ولكنهم قتلوا المسلمين من السنة والشيعة ومن الأكراد والتركمان والعرب, قتلوا العراقيين والسوريين واليمنيين وخربوا ودمروا بلاد المسلمين.. ولم يتعرضوا لإسرائيل في كل تاريخهم بسوء.
بل على العكس من ذلك .. هناك اليوم تعاون سعودي وهابي صهيوني واضح في ضرب اليمن وفي مواجهة إيران وسوريا.. وهذا بدأ يتسرب في الصحف ووسائل الإعلام, وبعض الوهابيين السعوديين لم يعد يخجل من إعلان علاقته بإسرائيل وتعاونه مع الإسرائليين.
أما التعاون بين الجماعات التكفيرية الإرهابية وإسرائيل فهو أكثر من معلن، خاصة جبهة النصرة التي هي فرع من فروع القاعدة , فهذ الجماعات ترسل منذ زمن طويل جرحاها إلى داخل الكيان الصهيوني لتلقي العلاج في المستشفيات الإسرائيلية.
يقول مراسل صحيفة يديعوت أحرنوت في الجولان المحتل: (المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تدير اتصالات مع المتمردين{أي جبهة النصرة الموجودة على الحدود} وتقدم المساعدة الإنسانية لجرحاهم لعلاجهم في مستشفياتها إضافة إلى إرسال إمدادات أساسية لهم). ما هي الأمدادات الأساسية؟ بالتأكيد يعني السلاح والمال والخدمات الإستخبارية والعسكرية وغير ذلك.
ونقلت صحيفة وول ستريت الأمريكية عن مصدر عسكري إسرائيلي: (إن إسرائيل قامت حتى الآن بتوفير العلاج في مستشفياتها لأكثر من ألفي عنصر من جرحى النصرة والجماعات التكفيرية الأخرى).
وكشفت صحيفة هآرتس: (أن إسرائيل تقوم بتدريب مقاتلين من تلك الجماعات { أي المعارضة السورية} وعناصر جبهة النصرة يقومون مقابل ذلك بتوفير معلومات استخباراتية لإسرائيل).
أما وزير الأمن الإسرائيلي موشيه يعلون فيقول في تصريح آخر شهر حزيران 2015: (ليس سراً أن الجهات المرابطة على الجدار الأمني{ أي على الحدود مع الجولان}تتلقى مساعدات إنسانية من قبل إسرائيل, ويضيف: اشترطنا أن لا تسمح هذه الجهات باقتراب تنظيمات إرهابية إلى الجدار).
اذن التعاون بين اسرائيل والجماعات التكفيرية الإرهابية هو تعاون وثيق وفي مختلف المجالات, ووزير الأمن الإسرائيل الذي هو أعلى مسؤول أمني في إسرائيل يصرح بوضوح أنهم يقدمون مساعدات إنسانية بين مزدوجين لهذه الجماعات مقابل أن تقوم هذه الجماعات بحراسة حدود الكيان الصهيوني وحمايته من الإرهابيين؟!
إذن هؤلاء التكفيريون ليسوا أنهم فقط لا يضعون قتال إسرائيل واستعادة القدس وفلسطين في حساباتهم, بل باتوا حراساً يحمون اسرائيل واحتلالها للقدس وفلسطين.
هذه هي الحقيقة.. وهذه الحقيقة تؤكد ما كنا نقوله باستمرار من أن هذه الجماعات هي أدوات إسرائيلية أمريكية لزرع الفتنة بين المسلمين, ولاقتتال المسلمين فيما بينهم, ولتدمير دول هذه المنطقة, وبالتالى لتُنسى قضية فلسطين والقدس, ولتصبح في مطاوي النسيان والإهمال بعدما يتلهى المسلمون بقتل بعضهم البعض وينسون شيئاً اسمه فلسطين والقدس وقبلة المسلمين الأولى, وبذلك تبقى اسرائيل مرتاحة ومطمئنة ومحمية وتبقى الأقوى في المنطقة بعدما يتم ضرب وتدمير كل دول المحيط من قبل التكفيريين, هذه هي الأهداف التي يجب على الجميع العمل على تعطيلها قبل فوات الآوان.
والحمد لله رب العالمين