الخميس, 28 03 2024

آخر تحديث: الجمعة, 22 آذار 2024 1pm

المقالات
خطبة الجمعة 22-3-2024: اموال خديجة في خدمة الاسلام

خطبة الجمعة 22-3-2024: اموال خديجة في خدمة الاسلام

الشيخ دعموش: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب...

خطبة الجمعة 15-3-2024: الصبر في مواجهة التحديات

خطبة الجمعة 15-3-2024: الصبر في مواجهة التحديات

الشيخ دعموش: المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. رأى نائب رئيس المجلس...

خطبة الجمعة 8-3-2024: ضيافة الله في الشهر الكريم

خطبة الجمعة 8-3-2024: ضيافة الله في الشهر الكريم

الشيخ دعموش: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. رأى نائب رئيس المجلس...

رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024

رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024

الشيخ دعموش: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. أشار...

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024

الشيخ دعموش من الحلوسية: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو...

خطبة الجمعة 1-3-2024: المساجد ودورها في المواجهة

خطبة الجمعة 1-3-2024: المساجد ودورها في المواجهة

الشيخ دعموش: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. رأى نائب رئيس...

رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-02-2024

رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-02-2024

الشيخ دعموش: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان بمناسبة ولادة...

  • خطبة الجمعة 22-3-2024: اموال خديجة في خدمة الاسلام

    خطبة الجمعة 22-3-2024: اموال خديجة في خدمة الاسلام

  • خطبة الجمعة 15-3-2024: الصبر في مواجهة التحديات

    خطبة الجمعة 15-3-2024: الصبر في مواجهة التحديات

  • خطبة الجمعة 8-3-2024: ضيافة الله في الشهر الكريم

    خطبة الجمعة 8-3-2024: ضيافة الله في الشهر الكريم

  • رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024

    رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024

  • كلمة في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024

    كلمة في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024

  • خطبة الجمعة 1-3-2024: المساجد ودورها في المواجهة

    خطبة الجمعة 1-3-2024: المساجد ودورها في المواجهة

  • رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-02-2024

    رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-02-2024

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-3-2024: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-3-2024 المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-3-2024: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. الشيخ دعموش في رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو استهداف. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-3-2024: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. الشيخ دعموش في رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-2-2024: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 23-02-2024: العدوانية الاسرائيلية في غزة ولبنان لا يردعها ولا يسقط اهدافها شيء سوى المقاومة والحضور في الميدان ومواجهة القتل بالقتل والتدمير بالتدمير والتصعيد بالتصعيد. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 16-02-2024: العدو الصهيوني مأزوم في لبنان والمقاومة مصممة على ‏مقابلة التصعيد بالتصعيد. الشيخ دعموش في الاحتفال السنوي لجمعية البر والتقوى 9-2-2024: وقف العدوان على غزة هو الخيار الوحيد لوقف ‏جبهة لبنان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 09-02-2024: العدو وصل إلى طريق ‏مسدود واستمرار العدوان لن يؤدي إلا ‏إلى المزيد من الفشل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 2-1-2024: المقاومة وجهت للعدو رسائل نارية وأفهمته أنّه لا يمكن أن يتمادى في عدوانه على لبنان من دون أن يلقى الرد الحاسم الشيخ دعموش في اسبوع الحاج حسين مرجي: توسيع العدوان على لبنان لن يكون نزهة. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 26-1-2024: التهويل والتهديد للبنان لن يقدم أو يُؤخّر شيئًا ولن يُثني المقاومة عن دعم غزّة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-1-2024: التهديدات والرسائل التي ‏يحملها الموفدون إلى لبنان لن تقفل جبهة الجنوب طالما استمر العدوان ‏على غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-1-2024: من يريد مساعدة "إسرائيل" على الخروج من ورطتها عليه الضغط على العدو لوقف عدوانه قبل الضغط على لبنان أو الحديث عن أي شيء آخر. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيدين عبدالله الاسمر وعباس رمال 10-1-2024: إذا فرض العدو الحرب علينا فسنُريه من قدراتنا وبأسنا ما يجعله يندم على جرائمه وعدوانه. الشيخ دعموش في أسبوع الشهيد عبد الجليل حمزة في بلدة الخضر 07-01-2024: عمليّة ميرون نوعيّة واستراتيجيّة هزّت الكيان الصهيوني. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين علي غزالة في بلدة عدلون 06-01-2024: المقاومة لن تقبل بفرض قواعد جديدة تمكّن العدو من التمادي في جرائمه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 05-01-2024: كلّ جرائم العدو لن تُثني المقاومة عن القيام ‏بواجبها. الشيخ دعموش في الذكرى الرابعة للشهيد سليماني في مجمع السيدة زينب: العدوان على غزة زادنا قناعة وتمسكًا بخيار ‏المقاومة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-12-2023: المقاومة في لبنان أوقعت العدو في حرب استنزاف يومية حقيقية. الشيخ دعموش في ملتقى شهيد القدس الثاني الشبابي 28-12-2023: المقاومة في غزة ولبنان مصممة على مواصلة المعركة مهما بلغت التضحيات. الشيخ دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد احمد الحاج علي 23_12_2023: الواقع في جنوب لبنان تحدده المقاومة وليس العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-12-2023: ‏المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي اعتداءات جديدة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد حمد يوسف في عين بعال 18_12_2023: الهمجية الإسرائيلية الأميركية لا تردعها إلاّ القوة ومعادلات المقاومة الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-12-2023: العدوان على غزة محكوم بالفشل الشيخ ‏دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد علي حسن الاتات: إذا فكّر العدو مجددًا بالاعتداء على بلدنا سنصنع انتصارًا جديدًا لوطننا وأمتنا الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-12-2023: المقاومة أدخلت العدو في حرب استنزاف حقيقية وهو أعجز من أن يفرض إرادته على لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-12-2023: المقاومة في غزة والمنطقة لن تدع ‏الإسرائيلي يحقّق أهدافه. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد احمد مصطفى من حولا: المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي استهداف أو اعتداء على لبنان الشيخ دعموش في حفل العباءة الزينبية من الدوير: إذا استأنف العدو عدوانه فستريه المقاومة من بأسها ما لم يرَه من قبل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 24-11-2023: العدو الصهيوني لم يقبل بالهدنة إلا بعدما فشل في كسر المقاومة وفي كسر إرادة أهل غزة. الشيخ دعموش في الاعتصام التضامني الكبير مع غزة في الضاحية الجنوبية: إذا استمر العدوان على غزة فلا يمكن ضمان عدم توسع الحرب وتصبح كل الاحتمالات مطروحة. الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة 17-11-2023: سنواصل دعمنا ونصرتنا لغزة وسنستمر في استنزاف العدو على الحدود الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 10-11-2023: التوغل البري في غزة لن يحقق للعدو أهدافه ولن يوصله إلى نتيجة. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد علي ابراهيم رميتي في مجمع الامام علي الشياح: المقاومة لن تتسامح مع استهداف المدنيين وستردّ بشكل حاسم الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين وليد ذيب في شقرا: نقوم بما تُمليه علينا طبيعة المواجهة مع العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 03-11-2023 : التفويض الغربي للعدو بالحرب المدمرة على غزة سيبقى وصمة عار في تاريخ أميركا والغرب والدول المطبعة . الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 27-10-2023: لن نترك واجبنا في نصرة غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 20-10-2023: الكيان الصهيوني الغاصب زائل حتمًا. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-10-2023: الثبات والصمود في المواجهة الدائرة في غزة كفيل بأفشال أهداف العدو وحلفائه. الشيخ دعموش من بر الياس: السكوت عما يجري في غزة خيانة كبرى ولن نتردد في فعل كل ما نستطيعه من أجل نصرة الشعب الفلسطيني. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-9-2023: لولا المقاومة لكان لبنان اليوم مازال تحت الاحتلال. الشيخ دعموش: الإمام موسى الصدر كان صاحب رؤية جهادية وسياسية واضحة، كان يدعو الدولة إلى تسليح الجنوبيين من أجل الدفاع عن أرضهم لأنه كان يدرك حجم الأطماع الإسرائيلية في لبنان. الشيخ دعموش: تعلمنا من الإمام السيد موسى الصدر المقاومة وأن أرضنا المحتلة لا يمكن استعادتها الا بالجهاد والقتال والشهادة والتضحيات. الشيخ دعموش: الإمام الصدر كان من أشد الحريصين على سيادة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي وعيشه المشترك والإيمان به وطنًا نهائيًا لجميع أبنائه. الشيخ دعموش: نحنعلى درب هذا الإمام الكبير والعزيز سنواصل طريق المقاومة لنحمي بلدنا وخيراتنا وثرواتنا، ولن نتخلى عن فلسطين والقدس. الشيخ دعموش: لن نألو جهدًا على المستوى الداخلي للتخفيف من معاناة أهلنا والحفاظ على الاستقرار والسعي لبناء دولة قوية وعادلة، دولة خالية من الفساد والسرقات الشيخ دعموش: هناك فريق سياسي يدعو جهارًا نهارًا إلى المواجهة والفتنة ويُريد رئيسًا يجمع حوله ما يُسمى بالمعارضة من أجل مواجهة حزب الله ليحقق من حيث يدري أو لا يدري أهداف العدو الإسرائيلي في لبنان. الشيخ دعموش: هذا المنطق يكشف عن عقل يريد تخريب البلد والقضاء على كل أمل بالوصول إلى حل للأزمات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها البلد. الشيخ دعموش: لن نقبل بوصول رئيس للجمهورية يُحقّق أهداف أعداء لبنان ويكون منصة للفتنة والحرب الأهلية كما يريد فريق التحدي والمواجهة الشيخ دعموش: ما نريده انتخاب رئيس لكل اللبنانين يحفظ وحدتهم وسلمهم الأهلي ويعمل على إنقاذ البلد وإخراجه من أزماته. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 25-8-2023: الحصار الأميركي على لبنان فشل. الشيخ دعموش: سياسة العقوبات والحصار والتجويع هي سياسة قديمة جديدة، يستخدمها المستكبرون لإخضاع الشعوب وبهدف السيطرة والهيمنة. الشيخ دعموش: هذه السياسة تستخدمها أميركا اليوم ضد الشعوب والدول الرافضة للخضوع من أجل فرض شروطها وإملاءاتها. الشيخ دعموش: استمرار الوجود الأميركي وتعزيزه، في شمال شرقي سوريا، هو لحماية "داعش" وتشديد الحصار على سوريا. الشيخ دعموش: إننا على ثقة بأنّ الشعب السوري والقيادة السورية سيتجاوزون هذه المرحلة من دون خضوع واستسلام. الشيخ دعموش: لن تثنينا الحملات الإعلامية الخبيثة عن التمسك بسلاح المقاومة والعمل بما تمليه علينا المصلحة الوطنية. الشيخ دعموش: حزب الله أولويته الأولى إنقاذ البلد وانتخاب رئيس للجمهوريّة وإعادة انتظام مؤسسات الدولة، لتقوم بدورها في خدمة الناس ومعالجة أزماتهم. الشيخ دعموش: حزب الله يعمل بكلّ أمل على إيجاد المخارج والحلول للازمات، انطلاقًا من حرصه على وحدة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي

الصفحة الرئيسية

محاضرة حول الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حركة الإمام علي (ع) ألقيت في قاعة الرابطة الثقافية في حارة حريك .

       الحديث هو حول بعض النماذج التي جسدت فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حركتها وسلوكها وسيرتها وفي عملية التغيير التي قادتها هذه النماذج باتجاه تحكيم الإسلام ومفاهيمه وقيمه في الحياة العامة.

وسوف اقتصر على ذكر نموذجين بارزين أحيا وجسدا هذه الفريضة في عملية التغيير التي قاداها:

       أحدهما: تاريخي، هو الإمام علي بن أبي طالب (ع)

       والثاني: معاصر، هو الإمام الخميني رضوان الله عليه مفجر الثورة الإسلامية في إيران.

       فنحن نجد أن من أبرز الشخصيات التي جسدت هذه الفريضة في حركتها وفي سيرتها وفي جهدها وجهادها هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وخاصة في الفترة التي تولى فيها الخلافة، حيث تجسدت هذه الفريضة وأبعادها في حركته بشكل بارز، وكذلك فإن حركة الإمام الحسين (ع)  في كربلاء الذي كان أحد دوافعها ومنطلقاتها الكبرى هو وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، جسدت هذه الفريضة في مختلف جوانبها أيضاً ... ولذلك فإن الحديث عن النماذج التاريخية هو حديث عن نموذج علي (ع) ونموذج الحسين (ع).

      نحن نعرف أن للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مراتب متدرجة من الأدنى إلى الأعلى، فالإنكار مثلا يبدأ بالقلب، وإذا لم ينفع فباللسان، وإذا لم تنفع الكلمة فباليد، واليد هنا تنفع حيث لا ينفع إلا العنف، فهي فريضة مرنة تستجيب للحالات المتنوعة للأوضاع المختلفة، فرب إنسان تنفع في ردعه عن المنكر الكلمة، فينبغي الاقتصار على الردع بالكلمة واللسان، ورب إنسان لا ينفع في ردعه وفي شأنه إلا العنف، فيتم اللجوء إلى استخدام القوة لردع المنكر.

وهكذا نرى أن لكل حالة من هذه الحالات والمراتب طريقة أمرها ونهيها التي يقدرها الآمر والناهي العارف، فالآمر والناهي يقدر لكل حالة طريقة أمرها ونهيها، ويتصرف بقدرها فلا يتجاوزها إلى ما هو فوقها حيث لا تدعو الحاجة إليه، ولا ينحط بها إلى ما دونها حيث لا يؤثر ذلك في ردع السفيه عن غيه وضلاله وانحرافه وحمله على الاستقامة والصلاح.

وثمة حالات من الأمر والنهي لا بد فيها من القتال وهي حالات الانحراف الخطيرة جدا التي لا ينفع معها إلا الإنكار باليد.

       وهذه الحالات تحتاج إلى أن يقود عملية التغيير والأمر والنهي فيها الولي الفقيه الذي يتولى أمر المسلمين.

       وفي مثل هذه الحالات لا يجوز لآحاد الناس أو للجماعات والفئات والتيارات والأحزاب والجمعيات وغيرها أن يبادروا إلى مواجهتها بالعنف من دون قيادة ولي الأمر أو أذنه.

والحالات الكبرى التي لا بد فيها من تدخل ولي الأمر قد تبلغ درجة كبرى من الخطورة بحيث لا بد فيها من الانكار بالقلب واللسان وأقصى حالات الإنكار باليد أي بالقتال، وهذه كما في الحالات التي يتعرض فيها المجتمع لانحراف واسع وخطير يهدد القيم الإنسانية والإلهية. وليس بالضرورة أن يكون الانحراف انحرافا أخلاقيا ومسلكيا، بل ربما يكون الانحراف انحرافا سياسيا ... كما لو كان هناك جماعة من الناس تواجه النظام الإسلامي العادل والشرعي بالتمرد والمعارضة المسلحة بما يهدد ويعرض أصل النظام للإنهيار والسقوط، ففي مثل هذه الحالات قد يكون من وظيفة الحاكم العادل (ولي الأمر) مواجهة التمرد بالسلاح والجهاد والقتال إضافة إلى الإنكار بالقلب واللسان.

       وهذا ما فعله أمير المؤمنين (ع) في مواجهة حالات المنكر السياسي في عهده (ع).

الحالات الخطيرة في عهد علي (ع)

       المجتمع الإسلامي في عهد أمير المؤمنين علي (ع) واجه حالات خطيرة وكبرى من الانحراف تمثلت في ثلاثة أطراف أساسية مارسوا المنكر على المستوى السياسي وشكلت حركتهم تمردا على الشرعية الإسلامية هددت أصل النظام وسلامة المجتمع الإسلامي في عهده (ع) هذه الأطراف الثلاثة وضعت علياً (ع) وجها لوجه أمام دوره التاريخي للقيام بمهمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ومواجهة هذا التمرد الذي لم يكن يملك علي (ع) تجاهه أي خيار سوى خيار الانكار بأعلى مراتبه وهو الإنكار باليد والقوة والمواجهة العسكرية، والأطراف الثلاثة هي:

1-              حركة الناكثين، وهم الذين تمردوا على الشرعية الإسلامية التي يمثلها أمير المؤمنين، فنكثوا البيعة واعتدوا على مدينة البصرة وحرضوا الناس على التمرد والثورة على النظام. وكانت هذه الحركة بقيادة الزبير وطلحة وعائشة. وقد حاول الإمام (ع) في البداية أن يعالج الموضوع بالحسنى ... لكن دعوته لهم بالحسنى لم تفلح في عودتهم إلى الطاعة وإلى أحضان الشرعية، واضطروه إلى أن يخوض ضدهم معركة الجمل في البصرة.

2-              حركة القاسطين: وهم الذين تمردوا على خلافة أمير المؤمنين (ع) بقيادة معاوية بن أبي سفيان في الشام ورفضوا جميع الصيغ السياسية التي عرضها عليهم الإمام (ع) ليعودوا إلى الطاعة، فاضطر الإمام (ع) أيضا إلى مواجهتهم بالجهاد فخاض ضدهم معركة صفين.

3-               حركة المارقين: وهم الخوارج الذين رفضوا كل عروض السلام التي قدمت لهم وأصروا على الفتنة ومارسوا الإرهاب ضد الفلاحين والآمنين والأطفال والنساء، فواجههم الإمام (ع) في معركة النهروان وقضى عليهم.

هذه هي الحالات الخطيرة التي واجهها علي (ع) أثناء توليه الخلافة، وقد استعمل معها أعلى درجات ومراتب الانكار وهو الانكار باليد والجهاد والقتال لأنها كانت تمثل أعلى درجات المنكر السياسي والأخلاقي.

وفي هذه الحالات الخطيرة على الإنسان المسلم المستقيم المؤمن أن يبرأ من الاتحراف بقلبه وأن يدينه علناً بلسانه، وأن ينخرط في أي حركة يقودها الحاكم العادل ولي أمر المسلمين لتقويم الانحراف بالقوة والجهاد إذا اقتضى الأمر ذلك.وقد كان يتوقع أمير المؤمنين (ع) من مجتمعه أن يشاركه بقوة في إنكاره لحالات التمرد والخروج على الشرعية التي حدثت في عهده، وأن يستجيب أفراده له عندما كان يدعوهم للقيام بوظيفتهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولكن التاريخ يحدثنا عن أن النخبة الاجتماعية التي عاشت في عهد علي (ع)، كانت تعيش حالة من التراخي والغفلة عن القيام بمسؤولياتها اتجاه الوظيفة الإلهية، لقد كانت النخبة في عهد علي (ع) تعيش مصالحها الشخصية وتفتش عن امتيازاتها الذاتية وكانت القلة القليلة هي التي تحمل هموم شعبها وتقوم بدورها في مواجهة حالات المنكر والانحراف والفساد السياسي والأخلاقي الذي عاشه المجتمع الإسلامي في تلك المرحلة.

قال (ع) فيما يبدو أنه تقسيم لمواقف الناس الذين كان يقودهم من المنكر المبدئي الخطير الذي كان يتهدد المجتمع الإسلامي كله في استقراره وتقدمه ووحدته:

 " فمنهم المنُكِرُ للمنكر بيده ولسانه وقلبه، فذلك المستكمل لخصال الخير، ومنهم المنكر بلسانه وقلبه والتارك بيده فذلك متمسك بخصلتين من خصال الخير ومضيع خصلة. ومنهم المنكر بقلبه والتارك بيده ولسانه فذلك الذي ضيع أشرف الخصلتين من الثلاث تمسك بواحدة. ومنهم تارك لانكار المنكر بلسانه وقلبه ويده فذلك ميت الأحياء".

وميت الأحياء: هو الذي لا يستشعر الأخطار المحدقة بمجتمعه وأمته ولا يستجيب، فهو بمنزلة الجثة التي لا تستجيب لأي مثير، وهو ميت القلب والضمير والوجدان، ومن كان كذلك فهو لا يثيره شيء.

ويقول الإمام لأصحابه عندما لاقوا أهل الشام في صفين:

" أيها المؤمنون انه من رأى عدواناً يعمل به ، ومنكراً يدعى إليه فأنكره بقلبه فقد سلم وبريء، ومن أنكره بلسانه فقد أُجر، وهو أفضل من صاحبه، ومن أنكره بالسيف لتكون كلمة الله هي العليا، وكلمة الظالمين هي السفلى فذلك الذي أصاب سبيل الهدى وقام على الطريق ونوَّر في قلبه اليقين".

وقد وضع الإمام هنا للإنكار بالسيف شرطاً وهو أن تكون الغاية منه إعلاء كلمة الله لا العصبية العائلية أو العنصرية ولا المصلحة الشخصية الخاصة، والعاطفة الشخصية.

إن إحياء هذه الفريضة وجعلها إحدى هواجس المجتمع الدائمة، وإحدى الطاقات الفكرية المحركة للمجتمع كان من شواغل الإمام الدائمة وكان يحمله على هذا الأمر عاملان:

الأول: أنه إمام المسلمين وأمير المؤمنين ومن أعظم واجباته أن يواجه الانحرافات الكبرى، وأن يعلم الأمة وظيفتها تجاه هذه الانحرافات وأن يجعل الشريعة حية في ضمير الأمة وفي حياتها.

الثاني:  هو قضية الشخصية في معاناته مع النخبة من المجتمع التي لم تكن تستجيب وتقوم بواجبها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تجاه الحالات الخطيرة التي تمس حياة المجتمع والأمة.

فقد كان يواجه الإمام في مجتمعه حالة شاذة تمثلت في الغفلة والتراخي  واللامبالاة تجاه وظيفة الأمر والنهي. ولا يمكن علاج هذه الحالة إلا بأن يجعل وظيفة الأمر والنهي قضية التزام شخصي واع وصارم لكل شخص بالغ في المجتمع.

لقد استاء الإمام كثيرا من النخبة في مجتمعه لأنها لم تلتزم قضية شعبها ووطنها وإنما تخلت عن هذه القضية سعيا وراء أمال شخصية وطموحات شخصية وامتيازات شخصية، أكثر من هذا لقد اتهم الإمام هذه النخبة مراراً بأنها خائنة، ومن مظاهر خيانتها هو عدم ممارستها للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

يقول الإمام:

" إلى الله اشكو من معشر يعيشون جهالاً ويموتون ضلالاً، ليس فيهم سلعة أبورُ من الكتاب إذا تلي حق تلاوته، ولا سلعة أنفق بيعا ولا أغلى ثمنا من الكتاب إذا حرف عن مواضعه ولا عندهم أنكر من المعروف ولا أعرف من المنكر".

في نص آخر يقول (ع)

" ألا واني قد دعوتكم إلى قتال هؤلاء القوم ليلاً نهاراً وسراً وعلانية، وقلت لكم أغزوهم قبل أن يغزوكم فوالله ما غزي قوم قط في عقر دارهم إلا ذلوا، فتواكلتم وتخاذلتك حتى شنت عليكم الغارات وملكت عليكم الأوطان"

والأمر الذي كان يحمل هؤلاء على التخاذل عن القيام بهذه الفريضة، هو خوفهم أن يعرضوا حياتهم للخطر. وعلاقاتهم الاجتماعية والسياسية للاهتزاز، أو يعرضوا مصادر عيشهم ورزقهم للانقطاع.

لقد عالج الإمام علي (ع) ظاهرة الغفلة والتراخي الذي كان يعيشه مجتمعه عن القيام بوظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باسلوبين.

1.  بالتوجيه المباشر

2.  وبالتنظير التاريحي

1-               اتبع الإمام (ع) في الاسلوب الأول، التوجيه المباشر، فكان يبين (ع) لشعبه قيمة وأبعاد هذه الفريضة ومخاطر الغفلة والتراخي عنها، ويدفع الأوهام والخيالات التي كان يتصورها البعض عن هذه الوظيفة ونتائجها.

يقول (ع) في إحدى توجيهاته المباشرة:

" لا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولى عليكم شراركم، ثم تدعون فلا يستجاب لكم"

   ويقول (ع) " والجهاد على أربع شعب:

على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والصدق في المواطن (أي مواطن الجهاد والقتال) وشنآن الفاسقين (أي كرههم)، فمن أمر بالمعروف شد ظهور المؤمنين، ومن نهى عن المنكر أرغم أنوف الكافرين، ومن صدق في المواطن قضى ما عليه، ومن شنيء الفاسقين وغضب لله، غضب الله له وأرضاه يوم القيامة.

ويقول (ع) : أول ما تغلبون عليه من الجهاد الجهاد بأيديكم، ثم بألسنتكم، ثم بقلوبكم، فمن لم يعرف بقلبه معروفاً. ولم ينكر منكراً، قُلب فجعل أعلاه أسفله وأسفله أعلاه".

وقد نبه الإمام (ع) في موضعين من نهج البلاغة على أن التخاذل عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خشية التعرض للأذى ناشيء عن أوهام ينبغي أن يتجاوزها المؤمن الملتزم بقضية مجتمعه.

قال (ع) في الموضع الأول فيما خاطب به أهل البصرة في إحدى خطبه، وقد كانوا بحاجة إلى هذا التوجيه المباشر، لما شهدته مدينتهم وتورط فيه كثير منهم من فتنة الجمل:

" وإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لخلقان من خلق الله سبحانه، وانهما لا يقربان من أجلٍ، ولا ينقصان من رزق"

فالذي يتصور أن الأمر والنهي يقرب من أجل الإنسان هو مخطئ وواهم لأن الأجل مكتوب وسيأتي سواء قمنا بالأمر والنهي أم لا، كما أن الذي يعتقد أن الأمر والنهي يفوت عليه رزقه ومعاشه وامتيازاته فهو واهم أيضاً ، لانهما لا ينقصان من رزق أحد بل قد يكون العكس هو الصحيح ، لأنه عندما يتم القضاء على حالات الانحراف والفساد عن طريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإن المجتمع سيعيش الأمن والطمأنينة والرخاء والتقدم حتى على المستوى الاقتصادي، فيتوفر العيش الرغد للناس جميعاً ويتسع رزقهم في ظل الأمن والرخاء.

ويقول (ع) في الموضع الآخر:

" وإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقربان من أجل ولا ينقصان من رزق"

2-               واتبع الإمام (ع) في الاسلوب الثاني التنظير بالتاريخ وما حل  بالأمم الماضية من عذاب ومآسي نتيجة تهاونهم وتخليهم عن وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

يقول (ع) في الخطبة القاصعة:

" وإن عندكم الأمثال من بأس الله وقوارعه، وأيامه ووقائعه، فلا تستبطئوا وعيده جهلا بأخذه، وتهاونا ببطشه، ويأسا من بأسه، فإن الله سبحانه لم يلعن القرن الماضي بين أيديكم إلا لتركهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلعن الله السفهاء لركوب المعاصي والحلماء لترك التناهي"

واللعن هنا ليس عقابا روحيا وأخرويا فقط، إنه هنا يأخذ معنى سياسيا، إن اللعن هنا هو البعد عن رحمة الله ورعايته وتوفيقه وتسديده وتأييده .

       وهذا يعني أن الملعون يتعرض للنكبات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية التي تؤدي به في النهاية إلى الانحطاط والانهيار والسقوط. فالذين يتخلون عن قيامهم بواجباتهم ومسؤولياتهم ويتهاونون في وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يسلبهم الله توفيقه وتسديده ورعايته ويعرضهم للازمات المختلفة.

       وهذا ما حصل بالنسبة إلى اولئك الذين لم يقفوا إلى جانب أمير المؤمنين (ع)  عندما كان يدعوهم للوقوف إلى جانبه في مواجهة معاوية وأمثاله ممن تمردوا على الشرعية الإسلامية، فقد تعرضت الأمة بعد أمير المؤمنين لكل أنواع وأشكال البؤس والشقاء والقتل والعذاب والإرهاب الذي كان يمارسه معاوية على أطراف العراق وعلى المسلمين من أتباع علي (ع).

       وقد أصابهم ما أصابهم نتيجة التراخي عن القيام بوظيفة الأمر والنهي ومواجهة معاوية وانحرافه وتمرده في عهد علي (ع) . وكان قد توعدهم (ع) بهذا المستقبل المظلم الذي سيكون النتيجة الحتمية لهذا الصمت والسكوت واللامبالاة تجاه الظالم.

        وأخيراً لقد بلغ من أهمية فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عند الإمام علي (ع) أنه جعلها إحدى وصاياه البارزة الهامة لأبنيه الحسن والحسين، وقد تكررت هذه الوصية مرتين: إحداهما لابنه الإمام الحسن في وصيته الجامعة التي كتبها إليه بحاضرين عند انصرافه من صفين، والأخرى في وصيته للإمامين الحسن والحسين في وصيته لهما وهو على فراش الاستشهاد بعد أن ضربه ابن ملجم  بالسيف.

كما بلغ من أهمية هذه الفريضة وخطورتها عند الإمام الحسين (ع) أنه جعلها إحدى المنطلقات والدوافع الأساسية لنهضته الكبرى في كربلاء ضد الانحراف الأموي حيث قال (ع)

              " إني لم أخرج أشراُ ولا بطراً، ولا ظالماً ولا مفسداً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر....) وقد جسد الإمام (ع) هذه الفريضة في حركته التغييرية الكبرى، وقدم في سبيل  القيام بها نفسه وأولاده وأهل بيته وأصحابه وقدم بذلك نموذجاً فريداً في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

       وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.