الخميس, 28 03 2024

آخر تحديث: الجمعة, 22 آذار 2024 1pm

المقالات
خطبة الجمعة 22-3-2024: اموال خديجة في خدمة الاسلام

خطبة الجمعة 22-3-2024: اموال خديجة في خدمة الاسلام

الشيخ دعموش: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب...

خطبة الجمعة 15-3-2024: الصبر في مواجهة التحديات

خطبة الجمعة 15-3-2024: الصبر في مواجهة التحديات

الشيخ دعموش: المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. رأى نائب رئيس المجلس...

خطبة الجمعة 8-3-2024: ضيافة الله في الشهر الكريم

خطبة الجمعة 8-3-2024: ضيافة الله في الشهر الكريم

الشيخ دعموش: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. رأى نائب رئيس المجلس...

رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024

رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024

الشيخ دعموش: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. أشار...

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024

الشيخ دعموش من الحلوسية: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو...

خطبة الجمعة 1-3-2024: المساجد ودورها في المواجهة

خطبة الجمعة 1-3-2024: المساجد ودورها في المواجهة

الشيخ دعموش: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. رأى نائب رئيس...

رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-02-2024

رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-02-2024

الشيخ دعموش: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان بمناسبة ولادة...

  • خطبة الجمعة 22-3-2024: اموال خديجة في خدمة الاسلام

    خطبة الجمعة 22-3-2024: اموال خديجة في خدمة الاسلام

  • خطبة الجمعة 15-3-2024: الصبر في مواجهة التحديات

    خطبة الجمعة 15-3-2024: الصبر في مواجهة التحديات

  • خطبة الجمعة 8-3-2024: ضيافة الله في الشهر الكريم

    خطبة الجمعة 8-3-2024: ضيافة الله في الشهر الكريم

  • رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024

    رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024

  • كلمة في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024

    كلمة في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024

  • خطبة الجمعة 1-3-2024: المساجد ودورها في المواجهة

    خطبة الجمعة 1-3-2024: المساجد ودورها في المواجهة

  • رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-02-2024

    رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-02-2024

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-3-2024: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-3-2024 المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-3-2024: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. الشيخ دعموش في رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو استهداف. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-3-2024: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. الشيخ دعموش في رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-2-2024: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 23-02-2024: العدوانية الاسرائيلية في غزة ولبنان لا يردعها ولا يسقط اهدافها شيء سوى المقاومة والحضور في الميدان ومواجهة القتل بالقتل والتدمير بالتدمير والتصعيد بالتصعيد. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 16-02-2024: العدو الصهيوني مأزوم في لبنان والمقاومة مصممة على ‏مقابلة التصعيد بالتصعيد. الشيخ دعموش في الاحتفال السنوي لجمعية البر والتقوى 9-2-2024: وقف العدوان على غزة هو الخيار الوحيد لوقف ‏جبهة لبنان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 09-02-2024: العدو وصل إلى طريق ‏مسدود واستمرار العدوان لن يؤدي إلا ‏إلى المزيد من الفشل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 2-1-2024: المقاومة وجهت للعدو رسائل نارية وأفهمته أنّه لا يمكن أن يتمادى في عدوانه على لبنان من دون أن يلقى الرد الحاسم الشيخ دعموش في اسبوع الحاج حسين مرجي: توسيع العدوان على لبنان لن يكون نزهة. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 26-1-2024: التهويل والتهديد للبنان لن يقدم أو يُؤخّر شيئًا ولن يُثني المقاومة عن دعم غزّة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-1-2024: التهديدات والرسائل التي ‏يحملها الموفدون إلى لبنان لن تقفل جبهة الجنوب طالما استمر العدوان ‏على غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-1-2024: من يريد مساعدة "إسرائيل" على الخروج من ورطتها عليه الضغط على العدو لوقف عدوانه قبل الضغط على لبنان أو الحديث عن أي شيء آخر. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيدين عبدالله الاسمر وعباس رمال 10-1-2024: إذا فرض العدو الحرب علينا فسنُريه من قدراتنا وبأسنا ما يجعله يندم على جرائمه وعدوانه. الشيخ دعموش في أسبوع الشهيد عبد الجليل حمزة في بلدة الخضر 07-01-2024: عمليّة ميرون نوعيّة واستراتيجيّة هزّت الكيان الصهيوني. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين علي غزالة في بلدة عدلون 06-01-2024: المقاومة لن تقبل بفرض قواعد جديدة تمكّن العدو من التمادي في جرائمه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 05-01-2024: كلّ جرائم العدو لن تُثني المقاومة عن القيام ‏بواجبها. الشيخ دعموش في الذكرى الرابعة للشهيد سليماني في مجمع السيدة زينب: العدوان على غزة زادنا قناعة وتمسكًا بخيار ‏المقاومة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-12-2023: المقاومة في لبنان أوقعت العدو في حرب استنزاف يومية حقيقية. الشيخ دعموش في ملتقى شهيد القدس الثاني الشبابي 28-12-2023: المقاومة في غزة ولبنان مصممة على مواصلة المعركة مهما بلغت التضحيات. الشيخ دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد احمد الحاج علي 23_12_2023: الواقع في جنوب لبنان تحدده المقاومة وليس العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-12-2023: ‏المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي اعتداءات جديدة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد حمد يوسف في عين بعال 18_12_2023: الهمجية الإسرائيلية الأميركية لا تردعها إلاّ القوة ومعادلات المقاومة الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-12-2023: العدوان على غزة محكوم بالفشل الشيخ ‏دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد علي حسن الاتات: إذا فكّر العدو مجددًا بالاعتداء على بلدنا سنصنع انتصارًا جديدًا لوطننا وأمتنا الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-12-2023: المقاومة أدخلت العدو في حرب استنزاف حقيقية وهو أعجز من أن يفرض إرادته على لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-12-2023: المقاومة في غزة والمنطقة لن تدع ‏الإسرائيلي يحقّق أهدافه. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد احمد مصطفى من حولا: المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي استهداف أو اعتداء على لبنان الشيخ دعموش في حفل العباءة الزينبية من الدوير: إذا استأنف العدو عدوانه فستريه المقاومة من بأسها ما لم يرَه من قبل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 24-11-2023: العدو الصهيوني لم يقبل بالهدنة إلا بعدما فشل في كسر المقاومة وفي كسر إرادة أهل غزة. الشيخ دعموش في الاعتصام التضامني الكبير مع غزة في الضاحية الجنوبية: إذا استمر العدوان على غزة فلا يمكن ضمان عدم توسع الحرب وتصبح كل الاحتمالات مطروحة. الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة 17-11-2023: سنواصل دعمنا ونصرتنا لغزة وسنستمر في استنزاف العدو على الحدود الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 10-11-2023: التوغل البري في غزة لن يحقق للعدو أهدافه ولن يوصله إلى نتيجة. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد علي ابراهيم رميتي في مجمع الامام علي الشياح: المقاومة لن تتسامح مع استهداف المدنيين وستردّ بشكل حاسم الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين وليد ذيب في شقرا: نقوم بما تُمليه علينا طبيعة المواجهة مع العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 03-11-2023 : التفويض الغربي للعدو بالحرب المدمرة على غزة سيبقى وصمة عار في تاريخ أميركا والغرب والدول المطبعة . الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 27-10-2023: لن نترك واجبنا في نصرة غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 20-10-2023: الكيان الصهيوني الغاصب زائل حتمًا. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-10-2023: الثبات والصمود في المواجهة الدائرة في غزة كفيل بأفشال أهداف العدو وحلفائه. الشيخ دعموش من بر الياس: السكوت عما يجري في غزة خيانة كبرى ولن نتردد في فعل كل ما نستطيعه من أجل نصرة الشعب الفلسطيني. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-9-2023: لولا المقاومة لكان لبنان اليوم مازال تحت الاحتلال. الشيخ دعموش: الإمام موسى الصدر كان صاحب رؤية جهادية وسياسية واضحة، كان يدعو الدولة إلى تسليح الجنوبيين من أجل الدفاع عن أرضهم لأنه كان يدرك حجم الأطماع الإسرائيلية في لبنان. الشيخ دعموش: تعلمنا من الإمام السيد موسى الصدر المقاومة وأن أرضنا المحتلة لا يمكن استعادتها الا بالجهاد والقتال والشهادة والتضحيات. الشيخ دعموش: الإمام الصدر كان من أشد الحريصين على سيادة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي وعيشه المشترك والإيمان به وطنًا نهائيًا لجميع أبنائه. الشيخ دعموش: نحنعلى درب هذا الإمام الكبير والعزيز سنواصل طريق المقاومة لنحمي بلدنا وخيراتنا وثرواتنا، ولن نتخلى عن فلسطين والقدس. الشيخ دعموش: لن نألو جهدًا على المستوى الداخلي للتخفيف من معاناة أهلنا والحفاظ على الاستقرار والسعي لبناء دولة قوية وعادلة، دولة خالية من الفساد والسرقات الشيخ دعموش: هناك فريق سياسي يدعو جهارًا نهارًا إلى المواجهة والفتنة ويُريد رئيسًا يجمع حوله ما يُسمى بالمعارضة من أجل مواجهة حزب الله ليحقق من حيث يدري أو لا يدري أهداف العدو الإسرائيلي في لبنان. الشيخ دعموش: هذا المنطق يكشف عن عقل يريد تخريب البلد والقضاء على كل أمل بالوصول إلى حل للأزمات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها البلد. الشيخ دعموش: لن نقبل بوصول رئيس للجمهورية يُحقّق أهداف أعداء لبنان ويكون منصة للفتنة والحرب الأهلية كما يريد فريق التحدي والمواجهة الشيخ دعموش: ما نريده انتخاب رئيس لكل اللبنانين يحفظ وحدتهم وسلمهم الأهلي ويعمل على إنقاذ البلد وإخراجه من أزماته. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 25-8-2023: الحصار الأميركي على لبنان فشل. الشيخ دعموش: سياسة العقوبات والحصار والتجويع هي سياسة قديمة جديدة، يستخدمها المستكبرون لإخضاع الشعوب وبهدف السيطرة والهيمنة. الشيخ دعموش: هذه السياسة تستخدمها أميركا اليوم ضد الشعوب والدول الرافضة للخضوع من أجل فرض شروطها وإملاءاتها. الشيخ دعموش: استمرار الوجود الأميركي وتعزيزه، في شمال شرقي سوريا، هو لحماية "داعش" وتشديد الحصار على سوريا. الشيخ دعموش: إننا على ثقة بأنّ الشعب السوري والقيادة السورية سيتجاوزون هذه المرحلة من دون خضوع واستسلام. الشيخ دعموش: لن تثنينا الحملات الإعلامية الخبيثة عن التمسك بسلاح المقاومة والعمل بما تمليه علينا المصلحة الوطنية. الشيخ دعموش: حزب الله أولويته الأولى إنقاذ البلد وانتخاب رئيس للجمهوريّة وإعادة انتظام مؤسسات الدولة، لتقوم بدورها في خدمة الناس ومعالجة أزماتهم. الشيخ دعموش: حزب الله يعمل بكلّ أمل على إيجاد المخارج والحلول للازمات، انطلاقًا من حرصه على وحدة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي

الصفحة الرئيسية

محاضرة حول صلح الامام الحسن(ع) في بلدة كيفون بتاريخ 15/ شهر رمضان/ 1418 هـ.

لقد كان الحسن احب الناس الى النبي بل لقد بلغ من حبه له ولأخيه الحسين انه كان يقطع خطبته في المسجد وينزل عن المنبر ليحتضنهما .وكان المسلمون يرون رسول الله كيف يهتم بالحسن ويحتضنه ويصبر عليه وحين كان يصعد وهو بسن الطفولة على ظهر النبي وهو ساجد في الصلاة كان يطيل السجود الى درجة ان المسلمين كانوا يظنون ان الوحي ينزل عليه فيقولون له : يا رسول الله هل نزل عليك الوحي؟ فيقول لهم :لا، ولكني احببت ان لا ازعج ابني حتى ينزل من تلقاء نفسه عن ظهري.

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين

في هذه الأيام المباركة نلتقي بذكرى ولادة الإمام الثاني من ائمة اهل البيت (ع) الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وهو الإمام المجتبى الحسن بن علي بن ابي طالب عليهما السلام الذي ولد في حياة جده الرسول الأكرم (ص) في النصف من شهر رمضان المبارك من السنة الثالثة للهجرة النبوية .

ولا بد لنا ان نقف أمام هذه الذكرى المجيدة لنتعرف على موقع الحسن  في الاسلام والعقيدة ،ولنتعرف على فضله وخطه وبعض مواقفه وسيرته من أجل ان نعيش الالتزام بامامته والاقتداء بشخصيته والارتباط بنهجه والاستفادة العملية من مواعظه وكلماته.

ولاننا لا نستطيع الاحاطة بكل سيرته في مثل هذا الحديث المختصر فانني اقتصر على اثارة وتحليل بعض المواقف والجوانب المتعلقة بحياته في ثلاث نقاط:

في النقطة الأولى : نطلع على بعض المواقف التي اطلقها رسول الله (ص) تجاه الحسن (ع)والتي تبين مكانة وموقع ومنزلة  الحسن (ع) في الاسلام والعقيدة.

في النقطة الثانية :نحلل الحدث السياسي الأبرز في المرحلة التي تولى فيها الحسن (ع) الخلافة وهو صلحه مع معاوية.

وفي النقطة الثالثة : نذكر بعضاً من سيرته وكلماته من اجل الاستفادة العملية منها .

اما النقطة الأولى : فان المعروف ان الإمام الحسن (ع)عاش في ظل جده المصطفى (ص)سبع سنوات ،وفي هذه السنوات السبع كانت هناك علاقة حميمة بين الرسول وبين الحسن تجاوزت حدود العلاقة العائلية والعلاقة العاطفية التي تربط الأب بأبنه والجد بحفيده.

كان النبي (ص) يرعى تربية الحسن رعاية مميزة وخاصة ،فكان يغذيه بادابه ومعارفه ، ويعطيه من علومه واخلاقه وحكمه علماً واخلاقاً وحكمة ويربي فيه المؤهلات الكافية لأن تجله جديراً بدور قيادي على مستوى الأمة في المستقبل .

فالتاريخ ينقل لنا عن الإمام الحسن أنه كان يحضر مجلس رسول الله وهو ابن سبع سنين فيسمع الوحي بعد ان يبينه رسول الله للناس فيحفظه فياتي إلى أمه فيلقي اليها ما حفظه وكان كلما دخل عليها علي (ع) وجد عندها علماً بالتنزيل وهي لم تكن حاضرة في المسجد فيسألها علي(ع) عن ذلك فتقول: من ولدك الحسن.

تقول الرواية :ذات يوم تخفى علي(ع) في الدار ليسمع ولده الحسن كيف يحدث أمه بالتنزيل وكان الحسن قد دخل الدار وقد سمع الوحي ،فاراد ان يلقيه اليها كالعادة فارتج عليه (اي صعب عليه الكلام)وشعر بالرهبة فتعجبت أمه من ذلك : فقال لا تعجبي يا اماه فان كبيراً يسمعني واستماعه قد اوقفني فخرج علي (ع) وقبله اعتزازاً به.

فأن هذا النص يدل على ان الحسن (ع) كان يتغذى من رسول الله روحانية واخلاقاً وعلماً حتى وهو في هذا السن الطفولي.

وكانت هذه السنوات السبع التي عاشها الحسن في رعاية وتربية النبي على قلتها كافية لأن تجعل من الحسن صورة مصغرة عن شخصية رسول الله حتى اصبح جديراً بذلك الوسام الذي منحه اياه رسول الله عندما قال له : اشبهت خلقي وخُلُقي.

ولم يكن هذا الموقف هو الموقف الوحيد من رسول الله تجاه الحسن لقد اطلق رسول الله مواقف عديدة تجاه الحسن تعبر عن عمق مكانة هذا الإمام في الاسلام وفي العقيدة.

وهناك عشرات النصوص المروية التي عكست مواقف متنوعة عن رسول الله في حق الحسن وفي حق اخيه الحسين اللذين لم يكن يفصل النبي بينهما في الرعاية والفضل والمحبة .

فقد كان يقول (ص)فيما رواه المسلمون على اختلاف طوائفهم عنه: الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة .

وكان يقول وهو يشير اليهما :اللهم اني أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما وابغض من يبغضهما .

ويصرح في موقف اخر : الحسن والحسين إمامان قاما او قعدا .

ويشير اليهما فيقول : انتما الإمامان ولأمكما الشفاعة.

وهكذا كان يقول عن الحسن : هو سيد شباب اهل الجنة وحجة الله على الأمة امره امري وقوله قولي من تبعه فانه مني ومن عصاه فانه ليس مني.

وفي موقف اخر ينقله لنا انس بن مالك يقول: دخل الحسن على النبي فاردت ان ابعده عنه فقال (ص) ويحك يا انس دع ابني وثمرة فؤادي فان من اذاى هذا آذاني ومن آذاني فقد آذى الله.

وهكذا كان يقول (ص):لو كان العقل رجلاً لكان  الحسن .

لقد كان الحسن احب الناس الى النبي بل لقد بلغ من حبه له ولأخيه الحسين انه كان يقطع خطبته في المسجد وينزل عن المنبر ليحتضنهما .

وكان المسلمون يرون رسول الله كيف يهتم بالحسن ويحتضنه ويصبر عليه وحين كان يصعد وهو بسن الطفولة على ظهر النبي وهو ساجد في الصلاة كان يطيل السجود الى درجة ان المسلمين كانوا يظنون ان الوحي ينزل عليه فيقولون له : يا رسول الله هل نزل عليك الوحي؟ فيقول لهم :لا، ولكني احببت ان لا ازعج ابني حتى ينزل من تلقاء نفسه عن ظهري.

هذا السلوك من النبي (ص) تجاه الحسن والحسين  وهذا التكريم الرسالي لهما،وتلك المواقف الكبيرة بحقهما لم تكن ناتجة عن القرابة النسبية والعائلية التي تربط الرسول بالحسن والحسين ولا عن مصالح واهواء شخصية من النبي (ص)،لأن رسول الله لم يكن ينطلق في سلوكه وفي مواقفه من منطلقات عاطفية ولا من منطلق المصالح والاهواء الشخصية ،وانما كان (ص) ينطلق في ذلك كله من اجل دين الله ورسالة الله ويتحرك دائماً بالاتجاه الذي يخدم هذا الدين وحاضر ومستقبل هذه الرسالة.

إن اظهار هذه المواقف بشكل علني وفي الوسط الإسلامي العام وأمام الملأ العام وحتى من على المنبر  احياناً، كان له هدف اسمى وابعد من الارتباط العاطفي ،واظهار المحبة والمودة فقط.

هذه المواقف كان لها مؤشرات ودلالات بعيدة المدى ترتبط بمستقبل هذا الدين وهذه الأمة بعد رسول الله.

الهدف من هذه المواقف هو :

اولاً:الفات الامة الى ما ينتظر هذا الوليد الجديد الإمام الحسن من دور قيادي هام على صعيد تحمل مسؤولية هداية ورعاية وقيادة هذه الأمة ، واعداد الناس نفسياً ووجدانياً لقبول امامة الحسن والحسين وسائر الأئمة بعده، واظهار احقية الحسن واهل بيته في خلافة النبي وقيادة الامة الاسلامية من بعده.

ثانياً: اراد النبي (ص)من خلال هذه المواقف إيجاد المناخ النفسي الملائم لدى الأمة من اجل ان لا تستسلم امام محاولات الابتزاز لحقها المشروع في الاحتفاظ بقيادتها الالهية التي فرضها الله لها،او على الاقل ان لا تتأثر بعمليات التشويه التي قد تتعرض لها القيادة الرسالية الشرعية بعد رسول الله .

ثالثاً: ان تلك المواقف التي اطلقها رسول الله بحق الحسن والحسين تعني ان النبي قد بث في الحسنين من العلوم والمعارف والحكم والاخلاق،وربى فيهما المؤهلات الكافية التي تجعلهما جديرين بمقام الخلافة والقيادة بعده.

رابعاً: ان هذه المواقف تشير الى انه يجب ان يكون ارتباطنا بالحسن والحسين وبسائر ائمة اهل البيت عليهم السلام ارتباطاً عقيدياً وارتباطاً فكرياً وليس مجرد ارتباط عاطفي او نفسي او قلبي، ان يكون ارتباطنا بهم ارتباط الولاء لهم وارتباط القيادة وارتباط الطاعة وارتباط  الاتباع وارتباط العمل والسلوك .ان يكونوا لنا قدوة واسوة نهتدي بهم ونستلهم منهم قضايا العقيدة والتشريع والاخلاق  وكل المعاني السامية التي عاشوا من اجلها وضحوا واستشهدوا في سبيلها.

النقطة الثانية : ان الإمام الحسن تولى الخلافة بعد استشهاد ابيه امير المؤمنين في سنة 40 للهجرة وكان أبرز ما في هذه المرحلة على المستوى السياسي هو توقيع الحسن على وثيقة الصلح مع معاوية بعد صراع طويل بدأ منذ ان تمرد معاوية في عهد خلافة امير المؤمنين على الشريعة الاسلامية وبعد ان انتهج معاوية سياسة الارهاب والقتل والتعذيب والتشريد والتجويع بحق المسلمين .

هذه الوثيقة وثيقة الصلح والهدنة والمسالمة ،تخلى بموجبها الإمام الحسن (ع)عن خيار المواجهة والحرب والجهاد الذي بدأ في حياة ابيه في حرب صفين وتم التوقيع على ان يكون الحكم لمعاوية ما دام حياً وفق شروط اشترطها الإمام الحسن (ع) على معاوية وتم التوقيع عليها من قبله.

بنود الصلح:

منها ان يعمل معاوية بكتاب الله وسنة رسوله وبسيرة الخلفاء والصالحين .

منها ان يكون الحكم بعد معاوية للحسن وإلا فلأخيه الحسين .

منها ان يترك سب امير المؤمنين وان لا يذكر علياً الا بخير .

ومنها ان لا يطلق الحسن تسمية امير المؤمنين على معاوية وان لا يقيم عنده شهادة .

ومنها ان يكون جميع الناس آمنون اينما كانوا من ارض الله وان لا يلاحق معاوية احداً بسوابقه وان يكون شيعة علي آمنين وان لا يتعرض لاحد منهم بسوء وان يوصل الى كل ذي حق حقه.

هذه اهم بنود الوثيقة التي وقع معاوية عليها وعاهد الله على الوفاء والالتزام بها .

وهنا قد نتساءل ما هي الاسباب التي دفعت بالحسن الى مثل هذا الصلح؟؟

بالتأكيد لم يتخد الإمام الحسن هذا الموقف لانه لم يكن يملك الشجاعة وروح التضحية ولم يكن رجل موقف والحقيقة ان من يسمح لنفسه ان يتصور ذلك يقع في خطأ كبير.

فنحن نعرف بأن الإمام شارك في حرب صفين ضد معاوية مع ابيه امير المؤمنين وكانت له مواقف تعبر عن منتهى الشجاعة.

فقد كان يبادر في صفين ليحمل على صفوف اهل الشام بكل بسالة وكان عندما يراه امير المؤمنين يقول لمن حوله:امسكوا عني هذا الغلام لا يهدني (اي يهلكني) فإنني أنفس (اي أبخل) بهذين (يعني الحسن والحسين) لئلا ينقطع بهما نسل رسول الله.

فالحسن كان يملك شجاعة الجهاد كما كان يملكها الحسين .

الا ان الظروف التي احاطت بالحسن وواقع شعبه الذي اصيب باخلاقه وعقيدته وسلوكه وحجم الضغوط الداخلية والخارجية والشعور بخطورة الموقف على مسيرة الحركة الرسالية وابناء هذه الحركة كل هذه الامور اضطرت الإمام الحسن للقبول باتفاقية الهدنة والصلح بينه وبين معاوية كخيار وحيد للحفاظ على ابناء الحركة الرسالية الأصيلة.

الظروف والضغوط التي دفعت الحسن لمصالحة معاوية هي:

ان عامة الناس انذاك كانت قد ملت الحرب نتيجة الحروب المتتالية في عهد امير المؤمنين ،فقد مرت على الناس في عهد علي خمس سنين لم يضعوا فيها سلاحهم فقد انتقلوا من حرب الجمل الى حرب صفين الى حرب النهروان بحيث ان هذه الحروب المتتالية جعلتهم يكرهون القتال ويميلون الى السلم والراحة .

وحتى في زمن امير المؤمنين فقد تثاقلوا عن الاستجابة لعلي حين دعاهم للخروج الى صفين مرة ثانية في اواخر حياته الشريفة.

وقد عبر الإمام علي (ع) عن حالة التململ من الحرب التي كان يعيشها الناس انذاك احسن تعبير عندما قال في بعض خطبه:

 لقد سئمت عتابكم أرضيتم بالحياة الدنيا من الاخرة عوضا وبالذل من العز خلفا اذا دعوتكم الى جهاد عدوكم دارت اعينكم كأنكم من الموت في غمرة ومن الذهول في سكرة.

 وفي موضع اخر يقول (ع): ودعوتهم سراً وجهراً وعوداً وبدءاً فمنهم الآتي كرهاً ومنهم المعتل كاذباً ومنهم القاعد خاذلاً واسأل الله ان يجعل منهم فرجاً عاجلاً ، والله لولا طمعي عند لقائي عدوي في الشهادة لاحببت ان لا ابقى مع هؤلاء يوماً واحداً ولا التقي بهم ابداً.

لقد كانت هذه حالة الناس في عهد علي فلما استشهد علي (ع) وتولى الحسن الخلافة برزت هذه الظاهرة ظاهرة التقاعس عن القتال والجهاد على اشدها خاصة عندما دعاهم الحسن للتجهيز لحرب معاوية فإن الاستجابة كانت بطيئة جداً.

وبالرغم من ان الامام الحسن قد استطاع بعد محاولات استنهاض كبيرة ان يجهز جيشا ضخماً لحرب معاوية إلا ان هذا الجيش كان جيشاً مهزوماً قبل ان يواجه العدو بسبب التيارات والاحزاب المتعددة التي كانت تتجاذب هذا الجيش فقد كان فيه جماعة من رؤساء القبائل الذين لا يهمهم الا الحصول على المال والسلطان والموقع كعمر بن سعد وقيس بن الاشعث وغيرهما وهؤلاء استطاع معاوية اغرائهم بالمال والجاه فوعدوه بان يسلموه الحسن حياً او ميتاً.

وكان في الجيش حزب الخوارج وهم الذين يريدون حرب معاوية باية وسيلة وهؤلاء انفسهم كانوا يحملون حقداً بالغاً على الإمام الحسن بسبب حرب النهروان التي خاضها علي (ع) ضدهم.

وكان في الجيش هذا جماعة من الطامعين الذين يطمعون في الحصول على المكاسب والغنائم وكان شعار هؤلاء (من اعطانا الدراهم قاتلنا معه) وكان فيه من اولئك الذين لم يفهموا اهداف الحسن ولا اهداف المعركة وانما كانوا يعتبرون ان الحسن ومعاوية بمستوى واحد كل منهما يريد الحصول على الحكم، وكان في الجيش امثال عبيد الله بن عباس الذي جعله الحسن قائدا على اثنا عشر الف جندي فارتكب خيانة كبرى حيث اشتراه معاوية بمئة الف دينار فقفز فوق القرابة والقيم والضمير والوجدان وتسلل الى معسكر معاوية في الليل ومعه ثمانية الاف جندي ففتح بذلك باب الفتنة والخيانة امام الطامعين واصحاب النفوس الضعيفة فتوالت الخيانات في الجيش.

يضاف الى كل ذلك الحوادث القاسية التي عاشها الحسن (ع) مع هذا الجيش بسبب :

1-خيانة رؤوس القبائل وبعض الجماعات السياسية واتصالهم بمعاوية .

2-الاشاعات الكاذبة التي اشاعها عملاء معاوية داخل صفوف الجيش بان الإمام قد صالح معاوية مما اوقع الجيش في اختلاف كبير حيث اندفع بعض الجنود نحو موقع الإمام فنهبوا امتعته واعتدوا عليه وجرحوه ولو كان لدى زعماء القبائل ايمان بالهدف لقاموا بحماية الإمام من الاعتداء الا انهم لم يفعلوا.

3-رشوات معاوية التي كان يوزعها على بعض الجماعات في الجيش لانتمائهم الى صفه .

4-دعوة معاوية الى الصلح وحقن الدماء مما جعل البسطاء يضعفون عن القتال.

امام هذا الواقع السيء رأى الإمام الحسن ان المجتمع عاجز عن مواجهة معاوية والانتصار عليه وراى ان الحرب والمواجهة ستكلفه القضاء على المخلصين من ابناء الحركة الرسالية ومن اتباعه بينما يستمتع معاوية بنصر حاسم، عند ذلك اختار الصلح كخيار وحيد للحفاظ على رسالته واتباعه.

ولذلك فهو يقول عن بعض اسباب صلحه لمعاوية : (اني خشيت ان يجتث المسلمون عن وجه الأرض فاردت ان يكون للدين ناعٍ.)

اما النقطة الثالثة فاننا نريد ان ننظر الى صورة موجزة عن سيرة الحسن الذاتية كما يصفه لنا ابن اخيه الإمام زين العابدين (ع)

 

يقول الإمام زين العابدين (ع) عن خصائص الحسن : كان اعبد الناس في زمانه واهدهم وافضلهم كان اذا حج حج ماشيا وربما مشى حافيا، وكان اذا ذكر الموت بكى واذا ذكر القبر بكى واذا ذكر البعث والنشور بكى واذا ذكر الممر على الصراط بكى واذا ذكر العرض على الله شهق شهقة يغشى عليه منها، وكان اذا قام في صلاته ترتعد فرائصه بين يدي ربه عز وجل، وكان اذا ذكر الجنة والنار اضطرب اضطراب السليم وسأل الله الجنة وتعوذ به من النار ، وكان لا يقرأ من كتاب الله عز وجل (يا ايها الذين امنوا )الاقال لبيك اللهم لبيك ولم ير في شيء من احواله الا ذاكرا الله سبحانه.

وكان(ع) الحليم الذي يضبط نفسه عند الاستفزاز، كان الحلم منهجا وسلوكا واخلاقا له .

ولذلك يروى انه لما استشهد الحسن (ع) اخرجوا جنازته فحمل مروان بن الحكم سريره فقال له الحسين (ع) تحمل اليوم جنازته وكنت بالأمس تجرعه الغيظ؟ فقال مروان: نعم، كنت افعل ذلك بمن يوازن حلمه الجبال.

هذه صفة الحسن وهي صفة اهل البيت ونحن عندما نتذكر الامام الحسن ونتذكر اهل البيت فاننا نريد ان نجدد التزامنا بهم وبأمامتهم وبخطهم وبكل ما نصحونا وعلمونا لان ذلك معنى ان نكون معهم .

وقد سأله بعض الناس عن رأيه في السياسة فقال (ع):هي ان تراعي حقوق الله وحقوق الاحياء وحقوق الاموات.فاما حقوق الله : فاداء ما طلب والاجتناب عما نهى، واما حقوق الاحياء : فهي ان تقوم بواجبك نحو اخوانك ولا تتأخر عن خدمة امتك ، وان تخلص لولي الأمر ما اخلص لامته، واما حقوق الاموات : فهي ان تذكر خيراتهم وتتغاضى عن مساوئهم فان لهم ربا يحاسبهم .

                                                                        واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين