محرم شهر الاحزان
- المجموعة: 2024
- 05 تموز/يوليو 2024
- اسرة التحرير
- الزيارات: 31
قال نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش أنّ الشهيد المجاهد القائد الحاج محمد نعمة ناصر (أبو نعمة) كان من القادة الذين لم يتركوا الميدان، فمنذ ريعان شبابه وهو في ساحات القتال،
وتشهد له كل مواقع المقاومة خلال كل المواجهات التي خاضتها مع العدو الصهيوني، وقد ختم الله مسيرته الجهادية بالشهادة كما كان يتمنى، فربح هذه الكرامة، وفاز برضوان الله".
وخلال خطبة الجمعة، أضاف سماحته "ربما يعتقد العدو بأنّ اغتيال القادة من أمثال الشهيد القائد الحاج أبو نعمة يضعف المقاومة وينال من قدراتها وكادرها ويدفعها للتراجع، لكن ما لا يفهمه العدو أنّ كل قائد من هؤلاء القادة ترك وراءه مئات بل آلاف القادة والمقاتلين، وإن دماءه الزكية لن تزيد هذه المقاومة إلّا إصرارًا على مواصلة هذا الطريق، مشددًا على أن "المقاومة قدَّمت قادتها شهداء من الشيخ راغب حرب والسيد عباس الموسوي إلى الحاج عماد مغنية إلى سائر الشهداء القادة، ولم تتراجع ولم تضعف إرادتها، بل ازدادت حضورًا وقوة، كمًّا ونوعًا، لأنّ الشهادة كانت على الدوام تعطيها دفعًا وزخمًا جديدًا وحافزًا للتقدم إلى الأمام".
وأكد أنّ "في المقاومة اليوم كفاءات كبيرة وقادرة على إيلام العدو وإلحاق الهزيمة بجيشه بإذن الله تعالى، وهذه الدماء الطاهرة لشهدائنا هي من بشائر النصر والمسألة هي مسألة وقت ليس أكثر".
ولفت الشيخ دعموش إلى أنّ "المقاومة عملت طيلة السنوات الماضية على بناء كادر قوي ومقتدر، وعلى رفع مستوى الكفاءات القتاليّة والقيادية في صفوفها، ولذلك لم تتأثّر في الماضي عندما ارتقى أمينها العام شهيدًا، وهي اليوم لن تتأثر عندما يرتقي قادة ميدانيون شهداء، ولن تتراجع عن قرارها في التصدي للاحتلال والمضي في جبهة الإسناد حتى تحقيق أهدافها، ويجب أن يعرف العدو أنّه لا عودة للأمن في شمال فلسطين المحتلة إلا بعد عودة الأمن لغزة، ولا عودة للمستوطنين بأمان إلى مستوطناتهم إلّا بعد عودة الأمان لأهل غزة".
نص الخطبة
ايام قليلة تفصلنا عن الدخول في سنة هجرية جديدة هي سنة 1446 والدخول في شهر محرم الذي هو شهر الأحزان، حبث كربلاء وعاشوراء وفاجعة مقتل الحسين بن علي واهل بيته واصحابه في اعظم ملحمة وجريمة عرفها التاريخ الاسلامي، فكانت هذه الواقعة مدعاة لحزن اهل البيت وحزن اتباعهم وشيعتهم على مر التاريخ والى الان.
فقد كان الائمة اذا دخل المحرم دخل الحزن والكآبة والأسى الى بيوتهم، فعن الامام الرضا (عليه السلام) قال : كان أَبِي يعني الكاظم(ع)إِذَا دَخَلَ شَهْرُ الْمُحَرَّمِ لَا يُرَى ضَاحِكاً ، وَكَانَتِ الْكَآبَةُ تَغْلِبُ عَلَيْهِ حَتَّى يَمْضِيَ مِنْهُ عَشَرَةُ أَيَّامٍ ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْعَاشِرِ كَانَ ذَلِكَ الْيَوْمُ يَوْمَ مُصِيبَتِهِ وَ حُزْنِهِ وَ بُكَائِهِ ، وَيَقُولُ هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي قُتِلَ فِيهِ الْحُسَيْنُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ.
وروي عن الامام الصادق (عليه السلام) انه اذا هل هلال عاشور اشتد حزنه وعظم بكاؤه على مصاب جده الحسين (عليه السلام) والناس يأتون اليه من كل جانب ومكان يعزونه بالحسين ويبكون وينوحون على مصاب الحسين فإذا فرغوا من البكاء يقول لهم : ايها الناس اعلموا ان الحسين حي عند ربه يرزق من حيث يشاء وهو (عليه السلام) دائما ينظر الى مكان مصرعه ومن حل فيه من الشهداء وينظر الى زواره والباكين عليه والمقيمين العزاء عليه وهو اعرف بهم وبأسمائهم واسماء آبائهم وبدرجاتهم ومنازلهم في الجنة وانه ليرى من يبكي عليه فيستغفر له ويسأل جده واباه وامه واخاه ان يستغفروا للباكين عليه والمقيمين عزاه ويقول لو يعلم زائري والباكي علي لانقلب الى اهله مسرورا وما يقوم من مجلسه الا وما عليه ذنب وصار كيوم ولدته امه.
وعلى هذا النهج سار شيعة اهل البيت تأسيا بهم فكانوا ولا زالوا بتوجيه من ائمتهم يحيون هذه الذكرى ويقيمون المآتم ومجالس العزاء في الحد الادنى في العشر الاوائل من محرم وبضهم يستمر باقامة المجالس طيلة شهر محرم وبعضهم يستمر الى الاربعين.
اليوم المطلوب الاستعداد لاحياء هذه المناسبة واستقبال هذا الشهر باظهار الحزن والالم واللوعة والأسى، وهذا يجب أن يكون أساس في سلوكنا وممارساتنا وشعائرنا وأدائنا وحركتنا وأيامنا، ان نظهر الحداد والسواد في المجالس في اللباس في البيوت والشوارع في الاسواق والمحال التجارية، وفي المؤسسات والأماكن العامة، وإظهار الحزن من عامة الناس كباراً وصغاراً، نساءا ورجالاً، وعدم القيام بما يتنافى مع حالة الحزن والأسى والحداد طيلة محرم، تأسيا بأهل البيت(ع)، فهذه الأيام هي أيام حزن، وإذا كان هناك من لا يستطع ان يحزن فليحزّن نفسه واذا لم يستطع ان يبكي فليتباكى.
فقد ورد في أحاديث متعددة ـ جملة منها معتبرة ـ الوعد بالجنة لمن بكى على الحسين (ع) كما في بعضها مثل ذلك لمن تباكى عليه .
واريد في هذه الخطبة ان اركز على امرين اساسيين في طريق احيائنا لهذه الذكرى:
الامر الاول : موضوع الاطعام والمضايف التي تقام على حب الحسين(ع): فان سنة الاطعام في عاشوراء وفي الاربعين واقامة المضافات هي سنة حسنة وليست بدعة، بل هي سيرة قائمة منذ زمن أئمتنا عليهم السلام إلی يومنا هذا، فقد روى البرقي عن الإمام السجاد عليه السلام قوله: «لما قتل الحسين بن علي عليه السلام لبس نساء بني هاشم السواد والمسوح، وكنّ لا يشتكين من حرّ ولا برد، وكان علي بن الحسين عليه السلام يعمل لهن الطعام للمأتم. فالاطعام كان موجودا منذ زمن الائمة والى الان .
في السنوات الماضية كبرت ظاهرة الإطعام وهذا ممتاز ومهم جداً، تشجيع هذه الظاهرة ولو كانت فردية، ولو امام البيت او في الحي او بين الجيران ، لكن يجب ان نتساعد في تنظيمها وان لا تخرج عن اجواء الحزن وان لا تتسبب في ازدحام السير او تدافع الناس والفوضى ، او ازعاج المحيط والجيران هناك شوائب يجب معالجتها:
مثلاً من الشوائب ما له علاقة بنوع الطعام، هناك نوع من الأطعمة التي عُرِضَت السنة الماضية هي بالحقيقة تتناسب مع مجالس الفرح والأعراس ولا تتناسب مع الحزن، مثل المشاوي.
2-النظافة والترتيب في محيطها لا سيما في الطرقات والاماكن العامة والحفاظ على سلامة الطعام ومراعاة الضوابط الصحية خصوصا في هذه الايام الحارة.
3- الإسراف والتبذير ورمي الكثير من الطعام في النفايات .
4-الازدحام والتدافع والفوضى حول المضائف بمنظر غير حضاري ولا مناسب ولا لائق بصورتنا ومظهرنا .
5- وضع مكبرات الصوت ليلاً نهاراً وازعاج الناس والجيران واحيانا تبقى الى ساعة متاخرة من الليل.
6- لا يصح اطلاقا توزيع الطعام في المضافات على أبواب المجالس وابواب المجمعات و الحسينيات والمساجد والباحات اثناء انعقاد المجلس، بحيث ان الخطيب قارىء العزاء عم يقرأ عزاء أو المحاضر الشيخ او السيد عم يخطب والدنيا قايمة قاعدة على باب المجلس ومشغلين المكريفونات وداير الأكل والشرب والفوضى والضجة تملأ الاجواء، هذا صار يتناقض مع الهدف الذي هو إحياء المناسبة.
هذه الشوائب والسلبيات والممارسات وغيرها يجب على اصحاب المضايف والقائمين عليها الالتفات اليها ومعالجتها وان يكون لديهم حرص شديد ليحافظوا على الانضباط وعلى اجواء الحزن وعدم التسبب بايذاء الناس وان يتعاونوا مع البلديات ويلتزموا بالضوابط التي تضعها لتنظيم هذا الظاهرة النبيلة والشريفة في مجتمعنا، وبالتالي ليحافظوا على الاجر والثواب الذي ينالونه، وعلى قيمة هذا العمل الشريف عند الله، لان الله لا يرضى ان يطاع من حيث يعصى، لا يرضى ان تطعم على حب الحسين من حيث تسبب الاذى للناس والاضرار بالناس والاخلال بالنظام العام.
الامر الثاني: موضوع مجالس اللطم: نحن نؤكد على إحياء شعيرة اللطم في كل مجالسنا حتى لو بقي خمسة ستة اشخاص في المجلس ليس في ذلك مشكلة، لانه ليس المهم العدد وانما المهم هو إحياء المناسبة وتثبيت هذا النوع من الشعائر، وفيما بعد يكبر العدد.
ويجب ان نشجع خاصة الشباب على الحضور في هذه المجالس والتفاعل فيها، تماما كما يتم التفاعل مع قارىء العزاء، فهذه المجالس هي مجالس عزاء ويجب ان نحافظ على اجواء العزاء فيها، وما يتناسب مع حالة الحزن فيها، وعندما نريد ان نختار المجلس الذي نلطم فيه ينبغي ان ننتبه ونختار المجلس الذي يكون:
اولا: مضمون الشعر فيه مضمونا مفهوما ومفيدا والقصائد التي تتلا فيه قصائد تثير الحزن والالم وتدفع للتأسي ، وليس مجرد صف حكي او قصائد فيها غلو باهل البيت او شعر فيه رموز مثل الشعر الذي فيه ترميز وبيحكي مثلاً عن الخمر عن السكر عن الخمارة او عن الجميلات الغانيات.
المطلوب في مجالس اللطم ان تتلى القصائد التي تربط الناس بالمناسبة وكربلاء ومعاني وقيم عاشوراء ، القصائد التي تعكس البطولات والتضحيات الحقيقية وليست الخيالية.
ولا مانع ان يكون فيها قصائد للإستنهاض والتعبئة الجهادية والمقاومة وقصائد تؤجج الروح الثورية وروح المقاومة ومواجهة الاستكبار والطغاة والمحتلين.، او قصائد تعكس حجم التحديات والضغوط التي يحاول الاعداء فرضها علينا والمواجهة المحتدمة بيننا وبينهم، كل هذا لا مانع منه، وهو موجود بنسبة كبيرة في الاشعار التي تذكر في مجالس اللطم، لكن الطابع العام في اللطم ينبغي ان يكون طابع الحزن والألم والتأسي.
لذلك لا بد من الانتباه للمضامين الشعرية لأنه بالنهاية اللطم هو وسيلة من وسائل التثقيف وترويج الدين وإحياء أمر اهل البيت(ع) وهناك اشخاص لا يما في جيل الشباب يمكن ان ينسجموا مع الرادود أكثر مما ينسجموا مع الخطيب لذلك لا بد ان ننتبه الى المضمون .
يوجد البعض ممن يقول لك ان هذه القصائد مترجمة عن قصائد تذكر في ايران او تقرأ في العراق، جيد لكن ليس كل ما يقرأ في ايران او العراق معناه ان نأخذه اخذ المسلمات في ايران وفي العراق وغيره توجد ثقافات متنوعة .
لذلك ينبغي ان يكون عندنا إحساس بالمسؤولية وإنه ليس كل شيء يأتي من إيران او من العراق او من غيره يعني ناخذه بلا تدقيق وكما هو، بل لابد من الانتباه والتدقيق حتى لا نثقف الناس ثقافة خاطئة او نكرس عادات غير لائقة.
ثانيا: ايضا يجب الانتباه الى موضوع اللحن، يوجد بعض اللطميات فيها لحن غناء وموسيقى وتقرأ في العراق وفي ايران يمكن بعضكم رآها على اليوتيوب والتكيتوك، الحمدلله انها ليست موجودة في لبنان، لكنها موجودة في العراق وايران، ومن المؤكد ان هذا النوع من الالحان بالحد الأدنى فيه اشكال شرعي، وسماحة القائد ببعض اللقاءات مع المداحين أشار لهذا الموضوع، واعتبر انه من الموسيقى والغناء المتعارف في امجالس أهل الفسق والفجور.
ثالثا: في بعض اللطم أصبح رقصا، موجود هذا في عدة أماكن رقص حقيقي رقص، هذا كمان بدنا نكون نحن منتبهين.
رابعا: في بعض مجالس اللطم بالعراق وبإيران ماشية قصة السين سين سين وبدأت تدخل الى بعض مجالسنا في لبنان، ويصطلحون عليه بالتسبيح، يعني الحسين (عليه السلام) باللطم بصير سين سين سين، طبعا سماحة القائد وبعض مراجعنا ما عم يقولوا انه اللطم بهذه الطريقة حرام، لكنهم بوضوح يقولون: هذا غير لائق وغير مناسب، الان اذا بدأنا بالحسين سين، فيما بعد لا نعرف بقية الأئمة (عليهم السلام) كيف نناديهم، لذلك من أول الطريق لا نقول بان هذا حرام لكن لسنا بحاجة الى هذه الطريقة باللطم.
خامسا: في مجالس اللطم يحصل احيانا خلع القمصان اثناء اللطم ،بحيث يلطمون عراة الصدر والظهر، وهذا يصطلحون عليه بالنزع، او احيانا يكون هناك قفز (ونط) وهرولة اثناء اللطم بطريقة غير لائقة، في الاستفتاءات الواردة عن سماحة القائددام ظله لم يقل حراما، لكنه قال غير لائق أو إنه يجب ان تكون الشعائر لائقة ومناسبة ، طبعا إذا كان يوجد في المجلس نساء يصبح فيه إشكالا شرعيا أو حرمة شرعية لاعتبار نظر النساء .
وسادسا: ابعاد اللطم عن الاجواء الاستعراضية وتغليب الحزن بما يشبه قراءة العزاء لكن باسلوب اللطم.
كل هذه الامور ينبغي الالتفات اليها والتنبه لها حتى لا نكرس عادات غير لائقة وتفاليد غير مناسبة، لا تتناسب مع مجالس ابي عبدالله(ع).
عاشوراء هي محطة للتثقيف والتوعية والتربية على الايمان والقيم والاخلاق والجهاد والعطاء والتضحية في سبيل الله، ويجب ان نحافظ على ان تبقى كذلك.
ما نتعلمه من عاشوراء هو ان نقف بكل قوة وصلابة في مواجهة الظالمين والمستكبرين واميركا واسرائيل الذين يحملون منطق يزيد ويرتكبون اليوم أبشع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني وبحق مقدساتنا وشعوب امتنا.
اول امس استهدف العدو الصهيوني قائدا جديدا من قادتنا الجهاديين هو الشهيد القائد الحاج محمد نعمة ناصر ابو نعمة وهو من القادة الذين لم يتركوا الميدان، فمنذ ريعان شبابه وهو في ساحات القتال والمواجهة، وتشهد له كل مواقع المقاومة خلال كل المواجهات التي خاضتها مع العدو الصهيوني، وقد ختم الله مسيرته الجهادية بالشهادة كما كان يتمنى، فربح هذه الكرامة، وفاز برضوان الله .
ربما يعتقد العدو ان اغتيال القادة من أمثال الشهيد القائد الحاج ابو نعمة يضعف المقاومة وينال من قدراتها وكادرها ويدفعها للتراجع، لكن ما لا يفهمه العدو ان كل قائد من هؤلاء القادة ترك وراءه مئات بل الاف القادة والمقاتلين، وان دماءه الزكية لن تزيد هذه المقاومة إلّا إصرارًا على مواصلة هذا الطريق، فهذه المقاومة قدَّمت قادتها شهداء من الشيخ راغب والسيد عباس إلى الحاج عماد مغنية الى سائر الشهداء القادة ولم تتراجع ولم تضعف ارادتها بل ازدادت حضورا وقوة، كما ونوعا، لان الشهادة كانت على الدوام تعطيها دفعًا وزخما جديدا وحافزا للتقدم إلى الأمام، وفي المقاومة اليوم كفاءات كبيرة وقادرة على إيلام العدو وإلحاق الهزيمة بجيشه بإذن الله تعالى، وهذه الدماء الطاهرة لشهدائنا هي من بشائر النصر والمسالة هي مسألة وقت ليس اكثر.
لقد عملت المقاومة طيلة السنوات الماضية على بناء كادر قوي ومقتدر وعلى رفع مستوى الكفاءات القتاليّة والقيادية في صفوفها ، ولذلك لم تتأثر في الماضي عندما ارتقى أمينها العام شهيدا وهي اليوم لن تتأثر عندما يرتقي قادة ميدانيون شهداء، ولن تتراجع عن قرارها في التصدي للاحتلال والمضي في جبهة الاسناد حتى تحقيق اهدافها، ويجب ان يعرف العدو انه لا عودة للأمن في شمال فلسطين المحتلة إلا بعد عودة الأمن لغزة، ولا عودة للمستوطنين بأمان إلى مستوطناتهم إلا بعد عودة الأمان لأهل غزة .