خصائص الامام علي(ع)
- المجموعة: 2020
- 06 آذار/مارس 2020
- اسرة التحرير
- الزيارات: 1142
الإمام علي بن ابي طالب (ع) شخصية فريدة منذ الولادة وحتى الشهادة. ولد في الكعبة ولم يولد قبله ولا بعده احد ، وتربى في حجر رسول الله (ص) ولم يتربى في حجره الشريف احد غيره من الصحابة ، وهو أوَّل الناس إسلاماً ، وأخو رسول الله (ص) دون غيره ، وأحبُّ الخلق إلىٰ الله ، و صاحب حوض رسول الله (ص) يوم القيامة ، والمبلِّغ عن رسول الله (ص) بأمرٍ من السماء ، وهو صاحب راية رسول الله(ص) في كل المواقع الجهادية والكرَّار غير الفرَّار يوم خيبر.
خلاصة الخطبة
شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي فيحزب الله الشيخعلي دعموشفي خطبة الجمعة: على ضرورة التعاطي بجدية مع التحذيرات والارشادات الصحية الصادرة عن وزارة الصحة التي تهدف الى الحد من انتشار مرض الكورونا في لبنان.معتبرا: ان اي تهاون في ذلك يمثل مخالفة شرعية عند امكانية نقل العدوى للآخرين.
وقال: ان تساهل العائدين من بلدان ضربها المرض وعدم اكتراثهم بالارشادات الصحية وممارستهم لحياتهم بشكل اعتيادي واختلاطهم بأسرهم وبالناس يعتبر تهاونا بصحة الناس ويعرض الناس للخطر.
واضاف: في الوقت الذي ندعو فيه الى عدم التساهل والتهاون في الوقاية من المرض ندعو اهلنا الى الهدوء والتحلي بالطمأنينة وعدم الهلع وبث الشائعات، فالمرض في لبنان لا يزال في دائرة الاحتواء، وبالرغم من خطورة المرض وعدم وجود علاج له حتى الآن إلا إن نسبة الوفيات بسبب "كورونا" لم تتعد 2 بالمئة من مجموع المصابين حول العالم.
وعلى الصعيد السياسي أكد الشيخ دعموش: ان الحكومة تسعى لانقاذ البلد بأقل الاضرار الممكنة وتعمل على ايجاد حلول للازمة المالية لا تجعل لبنان رهينة لصندوق النقد الدولي الذي لا يتحمل لبنان واللبنانيون شروطه واملاءاته.داعيا: الشعب اللبناني والقوى السياسية الى مساندة قرار الحكومة الذي ستتخذه بشأن استحقاق اليوروبوند ودعم برنامجها الاصلاحي بدل التصويب عليها والوقوف بوجهها، لان الجميع معني بانقاذ البلد وبتقديم المصلحة الوطنية على المصالح الضيقة والخاصة.
نص الخطبة
في شهر رجب تحتشد المناسبات والذكريات الخالدة، من هذه الذكريات ذكرى ولادة الامام التاسع من ائمة اهل البيت وهو الامام محمد الجواد(ع) الذي كانت ولادته في مثل هذا اليوم اي في العاشر من شهر رجب .
ومن المعروف ان الامام الجواد(ع) هو الإمام المعجزة، حيث تسلّم الإمامة وهو لم يبلغ سنّ البلوغ، واستطاع أن يفرض شخصيته الروحية والعلمية على المجتمع الإسلامي، بحيث بهر العلماء بسعة علمه ومعارفه بالرغم من صغر سنه ما دفع المأمون العباسي - وهو الخليفة آنذاك - لشدّة إعجابه به وبعلمه وفضله، إلى أن يزوّجه - بمبادرة منه لا من الإمام الجواد - ابنته "أمّ الفضل".
ومن مناسبات هذا الشهر ايضا ذكرى ولادة الامام علي بن ابي طالب(ع) في الثالث عشر من شهر رجب، علي(ع) الذي تعددت خصاله وخصائصه وميزاته فكان شخصية فريدة منذ الولادة وحتى الشهادة. ولد في الكعبة ولم يولد قبله ولا بعده احد ، وتربى في حجر رسول الله (ص) ولم يتربى في حجره الشريف احد غيره من الصحابة ، وهو أوَّل الناس إسلاماً ، وأخو رسول الله (ص) دون غيره ، وأحبُّ الخلق إلىٰ الله ، و صاحب حوض رسول الله (ص) يوم القيامة ، والمبلِّغ عن رسول الله (ص) بأمرٍ من السماء ، وهو صاحب راية رسول الله(ص) في كل المواقع الجهادية والكرَّار غير الفرَّار يوم خيبر ، الى غير ذلك من الخصائص التي ذكرها المؤرخون والصحابة.
بل اننا نجد ان بعض الصحابة ذكر عددا من هذه الخصائص تذكيراً بحقِّ علي ومكانته ومنزلته ، وإنكاراً علىٰ أُناس جهلوه أو تجاهلوه ، ومنهم من ذكر له خصالاً يتمنّىٰ لو كانت له واحدة منها .
١ ـ فقد تمنّى عمر بن الخطَّاب لنفسه واحدة من خصال ثلاث اجتمعن في عليٍّ (عليه السلام) فقال : لقد أُعطي عليُّ بن أبي طالب ثلاث خصال ، لأن تكون لي خصلة منها أحبُّ إليَّ من أن أُعطىٰ حُمر النعم ! ( حمر النعم: الإبل الحمر، وهي من أغلى الاشياء في ذلك الوقت وكانوا ،يضربون بها المثل في قيمة الشيء ونفاسته وأنه ليس هناك أعظم منه)
قيل : وما هنَّ ؟
قال : تزوُّجه فاطمة بنت رسول الله (ص)، وسكناه المسجد مع رسول الله يحلُّ له فيه ما يحلُّ له ، والراية يوم خيبر .
٢ ـ وتمنى سعد بن أبي وقَّاص لنفسه واحدة من ثلاث خصال أُخرى اجتمعن في عليٍّ (عليه السلام)، وكان يردّ بها علىٰ معاوية حين طلب منه سبِّ أمير المؤمنين (عليه السلام) !
قال معاوية لسعد : ما يمنعك أن تسبَّ ابن أبي طالب ؟
قال سعد : لا أسبُّه ما ذكرت ثلاثاً قالهنَّ له رسول الله (ص)لأن تكون لي واحدة منهنّ أحبُّ إليَّ من حُمر النعم !
قال معاوية : ما هنَّ يا أبا إسحاق ؟
قال : لا أسبُّه ما ذكرت حين نزل عليه الوحى ؛ فأخذ عليَّاً وابنيه وفاطمة فأدخلهم تحت ثوبه ، ثُمَّ قال : « ربِّ إنَّ هؤلاء أهل بيتي ».
ولا أسبُّه ما ذكرت حين أمره في غزوة تبوك ان يبقى في المدينة، فقال له علي : « خلَّفتني علىٰ الصبيان والنساء يا رسول الله!» ، فقال له رسول الله : « ألا ترضىٰ أن تكون منِّي بمنزلة هارون من موسىٰ إلَّا أنَّه لا نبيَّ بعدي؟ ».
ولا أسبُّه ما ذكرت يوم خيبر ، حيث قال رسول الله (ص): « لأُعطينَّ هذه الراية رجلاً يحبُّ الله ورسوله ، ويفتح الله علىٰ يديه » ، فتطاولنا لرسول الله (ص)، كل منا يتمنى ان يكون ذلك الرجل فقال النبي(ص) : « أين عليٌّ » ؟ قالوا : هو أرمد.
فقال : « ادعوه » فدعوه، فمسح عينيه بريقه، ثُمَّ أعطاه الراية ففتح الله على يديه .
٣ ـ وسعد هذا أيضاً يذكر ثلاث خصال أُخرى لعليٍّ (ع) يتمنَّىٰ إحداهنَّ، ويشهد منهنّ بفضل عليٍّ وحقِّه ، رغم أنَّه قد تخلَّف عنه في حروبه ..
قيل لسعد : إنَّ عليَّاً يقع فيك أنَّك تخلَّفت عنه.
فقال سعد : والله إنَّه لرأي رأيته ، وأخطأ رأيي ! إنَّ عليَّ بن أبي طالب أُعطي ثلاثاً لأن أكون أُعطيت إحداهنَّ أحبُّ إليَّ من الدنيا وما فيها :
لقد قال رسول الله (ص) يوم غدير خُمٍّ: « ألست أولىٰ بالمؤمنين من انفسهم؟ » قلنا : نعم. قال : « اللَّهمَّ من كنت مولاه فعليٌّ مولاه ،اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه ».
وجيء به يوم خيبر وهو أرمد ما يبصر ، فقال : « يا رسول الله إنِّي أرمد ». فتفل في عينيه ودعا له فلم يرمد حتّىٰ قُتل ، وفتح عليه خيبر.
وأخرج رسول الله (ص)لّى الله عليه وآله وسلّم عمَّه العبَّاس وغيره من المسجد ، فقال له العبَّاس : تخرجنا ونحن عصبتك وعمومتك ، وتسكن عليَّاً ؟!
فقال : « ما أنا أخرجتكم وأسكنته ، ولكنَّ الله أخرجكم وأسكنه » (۳).
وهناك الكثير من أمثال هذه الخصائص وردت علىٰ ألسنة الصحابة في علي (ع) نكتفي بهذا القدر منها لنختم بموعظة للإمام علي (ع)، لأنّنا نحتاج إلى ما يليّن قلوبنا القاسية، ونحتاج إلى ما يعرّفنا معنى الدنيا ومعنى الآخرة، لأنّ الدنيا تشغلنا وتخدعنا وتغرّنا وتتلاعب بنا وتنسينا الله وتنسينا الآخرة.
يقول (ع):"أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ اثْنَانِ اتِّبَاعُ الْهَوَى وَطُولُ الْأَمَلِ، فَأَمَّا اتِّبَاعُ الْهَوَى فَيَصُدُّ عَنِ الْحَقِّ، وَأَمَّا طُولُ الْأَمَلِ فَيُنْسِي الْآخِرَةَ، أَلَا وَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ وَلَّتْ حَذَّاءَ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلَّا صُبَابَةٌ كَصُبَابَةِ الْإِنَاءِ اصْطَبَّهَا صَابُّهَا، أَلَا وَإِنَّ الْآخِرَةَ قَدْ أَقْبَلَتْ وَلِكُلٍّ مِنْهُمَا بَنُونَ فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الْآخِرَةِ وَلَا تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا، فَإِنَّ كُلَّ وَلَدٍ سَيُلْحَقُ بِأَبِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَإِنَّ الْيَوْمَ عَمَلٌ وَلَا حِسَابَ وَغَداً حِسَابٌ وَلَا عَمَلَ. فالامام يخاف علينا ان نتبع الهوى، والهوى هو كلّ شهوات النّفس واهوائها التي تنطلق من الغرائز ومن نقاط الضعف ومن المصالح والاطماع الضيقة، لان اتّباع الهوى يصدّ عن الحقّ،ويجعل اعمالنا بعيدة عن الحق.
ويحذرنا من طول الامل يعني من التسويف في العمل، بان نقول غدا نعمل وبعد غد نطيع الله ونقوم بالفرائض وهكذا، لأن طول الأمل ينسي الآخرة ، لأنه كلّما كان لدى الانسان أمل في عمر مديد، فإنه قد يتصوّر بأنه خالد فيالدنيا، وأنه ليس هناك موت، وإذا نسيت الموت، نسيت الآخرة، ونسيت الله، ونسيت واجباتك ومسؤولياتك.
ثم يشير(ع) الى ان الدنيا تمر بسرعة، سنينها وشهورها وايامها وساعاتها تمر بسرعة، وسرعان ما يفاجىء الانسان بقصر عمره وبالموت والانتقال الى الاخرة (أَلَا وَإِنَّ الْآخِرَةَ قَدْ أَقْبَلَتْ وَلِكُلٍّ مِنْهُمَا بَنُونَ) اي للدّنيا أبناء يستغرقون فيها ويعملون لها، وللآخرة أبناء يعملون لها ، (فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الْآخِرَةِ وَلَا تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا، فَإِنَّ كُلَّ وَلَدٍ سَيُلْحَقُ بِأَبِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) اعملوا للآخرة، لتكن هدفكم في كلّ ما تعملون وفي كلّ ما تقولون، (فإِنَّ الْيَوْمَ عَمَلٌ وَلَا حِسَابَ وَغَداً حِسَابٌ وَلَا عَمَلَ).
اليوم امام مرض كورونا الذي يواصل الانتشار في العالم وفي لبنان لا بد من التعاطي بجدية مع التحذيرات والارشادات الصحية الصادرة عن وزارة الصحة وغيرها من المؤسسات المعنية، التي تهدف الى الحد من انتشار هذا المرض في البلد.
يجب ان نجتنب السفر غير الضروري للبلدان التي ينتشر فيها هذا المرض على نطاق واسع.
وعلى المواطنين العائدين الى لبنان من دول موبوءة الخضوع الفوري للفحص الطبي والاستجابة لإجراءات الحجر الصحي، وعدم الاختلاط بأفراد أسرهم وسائر الناس مدة (14) يوما على الأقل واي تهاون في ذلك يمثل مخالفة شرعية عند امكانية نقل العدوى للآخرين.
كما ان تساهل العائدين من بلدان ضربها المرض وعدم اكتراثهم بالارشادات وممارستهم لحياتهم بشكل اعتيادي واختلاطهم باسرهم وبالناس يعتبر تهاونا بصحة الناس ويعرض الناس للخطر.
ونحن ندعو في هذا السياق إلى ترك بعض العادات التي يمكن أن تسهل انتقال العدوى مثل التقبيل والمعانقة والمصافحة في مختلف المناسبات.والالتزام بالعادات الصحية المطلوبة مثل غسل اليدين وتغطية الفم والأنف عند السعال او العطس، وتقوية جهاز المناعة في الجسم من خلال تناول الغذاء الصحي والسليم، كما اننا ننصح كل من لديه عوارض الرشح ان يتجنب الحضور في اماكن التجمعات كالمساجد والحسينيات والنوادي وما شاكل.
وفي الوقت الذي ندعو فيه الى عدم التساهل والتهاون في الوقاية من المرض ندعو اهلنا الى الهدوء و التحلي بالطمأنينة وعدم الهلع وبث الشائعات، فالمرض في لبنان لا يزال في دائرة الاحتواء، وبالرغم من خطورة المرض وعدم وجود علاج له حتى الآن إلا إن نسبة الوفيات بسبب "كورونا" لم تتعد 2 بالمئة من مجموع المصابين حول العالم.
لذلك لا داعي للهلع أو المبالغة في القلق بل لا بد من التوكل على الله والثقة به والاعتماد على لطفه ورحمته ورأفته بعباده، والتوكل على الله لا يعني الاستسلام للمشكلة والخضوع لها بل يعني البحث عن الحلول والسعي لمواجهة المشكلة وتلافي اضرارها .
اما على الصعيد السياسي فان الحكومة تسعى لانقاذ البلد بأقل الاضرار الممكنة وتعمل على ايجاد حلول للازمة المالية لا تجعل لبنان رهينة بيد صندوق النقد الدولي الذي لا يتحمل لبنان شروطه واملاءاته.
ولذلك المطلوب منالشعب اللبناني والقوى السياسية مساندة قرار الحكومة الذي ستتخذه بشأن استحقاق اليوروبوند ودعم برنامجها الاصلاحي بدل التصويب عليها والوقوف بوجهها، لان الجميع معني بانقاذ البلد وبتقدم المصلحة الوطنية على المصالح الضيقة والخاصة.