صلح الإمام الحسن (ع) تدبير فرضته مصلحة الإسلام والمسلمين
- المجموعة: 2014
- 11 تموز/يوليو 2014
- اسرة التحرير
- الزيارات: 2881
هناك العديد من الأسباب التي دفعت بالإمام (ع) إلى خيار الصلح أهمها:عدم رغبة الجيش في القتال , وتواطؤ الكثير من القادة والجنود مع معاوية وطمعهم بالمال والدنيا, والخيانات الفعلية التي حصلت داخل الجيش , وعدم الإخلاص للقيادة , والبلبلة الكبيرة التي حصلت في صفوف القادة والجنود نتيجة الشائعات والحرب النفسية.
خلاصة الخطبة:
تناول سماحة الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة صلح الامام الحسن(ع) مع معاوية فاعتبر: أن هناك العديد من الأسباب التي دفعت بالإمام (ع) إلى خيار الصلح أهمها:عدم رغبة الجيش في القتال , وتواطؤ الكثير من القادة والجنود مع معاوية وطمعهم بالمال والدنيا, والخيانات الفعلية التي حصلت داخل الجيش , وعدم الإخلاص للقيادة , والبلبلة الكبيرة التي حصلت في صفوف القادة والجنود نتيجة الشائعات والحرب النفسية.
وقال: لم يكن الصلح هروباً من المواجهة أو ميلاً من الإمام الحسن(ع) نحوالراحة والعافية، أو لأن الإمام الحسن (ع) لا يملك شجاعة أخيه الحسين (ع) , فالحسن لا يقل شجاعة عن الحسين وقد اشتركا معاً في معركة صفين وكانا في الخطوط الامامية .. وقاتل الحسن ببسالة في تلك المعركة حتى خاف عليه أمير المؤمنين (ع) الهلاك فكان يقول لمن حوله: ( امسكوا عني هذا الغلام لا يهدني فإنني أنفس(أبخل) بهذين (اي الحسن والحسين) لئلا ينقطع بهما نسل رسول الله).
إذن لم يكن الصلح هروباً من المعركة بل كان ضرورة فرضتها الظروف السياسية والعسكرية والامنية وغيرها, وتدبيراً ينسجم مع مصلحة الإسلام والأمة.
وشدد على أن الامام الحسن(ع) كان يملك كل الشجاعة للتضحية بنفسه والقيام بعمل استشهادي كما فعل الحسين(ع) لو علم بان ذلك سيكون في مصلحة الاسلام , إلا ان تضحية الإمام الحسن(ع) وشهادته لو حصلت في تلك الظروف لكانت بلا صدى , وسيذهب دمه هدراً من دون أن تقوى تلك الدماء الزكية على إحداث تغيير في وجدان الأمة أو تحوّلٍ في مسار الأحداث ومجرياتها..
وأكد الشيخ دعموش على أن مصلحة الأمة اليوم أن تقاتل إسرائيل .. اسرائيل التي تحتل الارض وتدنس المقدسات وتشرد شعبا بأكمله,اسرائيل هذه لا مكان للصلح معها طالما تحتل الارض والمقدسات وتعتدي وتمارس إرهابها ليس على الشعب الفلسطيني وحده وإنما على كل هذه الأمة.
وقال: لا زالت غزة تواجه عدواناً صهيونياً يستهدف المدنيين والأبرياء من الشيوخ والنساء والأطفال، ويدمر المنازل والمؤسسات والبنى التحتية وكل شيء يتحرك على الأرض، والغريب أن كل هذا القتل والدمار يحصل تحت أعين عالم صامت يدعي أنه يدافع عن حقوق الإنسان, متسائلا : أين دعاة حقوق الإنسان مما يجري في غزة وفي حق الشعب الفلسطيني؟!
ورأى: أن العرب نسيوا شيئاً أسمه فلسطين وغزة وباتت الأولوية لدى البعض منهم هي دعم المجموعات الإرهابية الظلامية كداعش وغيرها .. من أجل قتل المسلمين وتدمير بلاد المسلمين وإيقاع الفتنة في كل المنطقة.
واعتبر: أنه لم يعد لدينا ولدى شعوب هذه المنطقة أمل سوى بالمقاومة..فالمقاومة في غزة فاجأت العدو بمستوى ردها الناري وأربكت العدو عندما وسعت من دائرة استهدافاتها.
المقاومة فرضت على خمسة ملايين إسرائيلي الاختباء في الملاجئ , ووسعت من نطاق استهدافها للمدن والمستوطنات الإسرائيلية فطالت صواريخها المباركة تل أبيب وحيفا والقدس وبئر السبع وديمونا وغيرها حتى بلغت مديات الصواريخ مدناً ومستوطنات تبعد أكثر من 140 كيلومتراً عن غزة.
ولم تتمكن الأجهزة الاستخباراية والعسكرية للعدو من اكتشاف مخازن الصواريخ، أو الحد من إطلاقها..
كما لم تتمكن ولن تتمكن كل آلة القتل الصهيونية من النيل من صمود المقاومة أو كسر عنفوانها أو تحطيم إرادتها.
وختم بالقول: ان اعتماد المقاومة كخيار لرد العدوان في غزة وفي كل فلسطين هو الخيار الوحيد لاسترجاع الحقوق ولاسترداد العزة والكرامة ولتحقيق النصر, وكل الخيارات الأخرى غير ذلك التي قد يكون قد فكر فيها بعض الفلسطينيين في المرحلة السابقة لن تصنع لهم نصراً ولن تستعيد لهم حقوقاً ولن تجلب لهم سلاماً وأمناً.
نص الخطبة
يقول الله تعالى في كتابه المجيد: [إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا].
في هذه الأيام نلتقي بذكرى ولادة الإمام الثاني من أئمة أهل البيت (ع) وهو الإمام الحسن بن علي المجتبى (ع) الذي كانت ولادته في النصف من شهر رمضان في السنة الثالثة هجرية.
لقد عاش الحسن (ع) في ظل جده المصطفى (ص) سبع سنوات وكانت هذه السنوات السبع كافية لتطبع شخصية الحسن (ع) بشخصية رسول الله (ص) حتى استحق ذلك الوسام من النبي (ص) عندما قال له: (لقد أشبهت خلقي وخلقي) فكان شبيهاً لرسول الله (ص) في تكاوينه وملامحه الشخصية وشبيهاً له في أخلاقه وسلوكه.
وبعد رسول الله (ص) عاش الحسن (ع) في كنف أبيه المرتضى علي بن أبي طالب (ع) وعاصر كل التجربة المرة التي خاضها علي (ع) مع شعبه، لا سيما في أيام خلافته ، وبعد شهادة علي(ع) في سنة 40 هجرية تولى الحسن (ع) الخلافة وبايعه المسلمون من كل أنحاء العالم الاسلامي أنذاك من العراق والحجاز واليمن ومصر , وتمردت الشام بقيادة معاوية بن سفيان عليه وعلى الخلافة الشرعية كما تمردت على أبيه وخلافته من قبل.
وكان أبرز ما في هذه المرحلة (مرحلة خلافة الإمام الحسن "ع") على المستوى السياسي هو توقيع الإمام الحسن (ع) على وثيقة الصلح مع معاوية بعد صراع طويل بدأ منذ أن تمرد معاوية على حكومة علي (ع) وخلافته.
وقد تخلى الإمام الحسن بموجب هذه الوثيقة عن خيار المواجهة والحرب ضد معاوية الذي بدأ في حياة أبيه في حرب صفين، كما تخلى بموجبها عن الحكم .. وتم التوقيع على أن يكون الحكم لمعاوية ما دام حياً وفق شروط اشترطها الإمام الحسن(ع) على معاوية ووافق الأخير عليها.
ولعل من أهم الأسباب التي دعت الإمام الحسن (ع) إلى تغليب خيار الصلح على خيار المواجهة:
أولاً: إن الحسن (ع) ورث عن أبيه شعباً كان قد ملَّ الحرب وتعب منها إلى الحد الذي كان أمير المؤمنين(ع) في أواخر حياته يواجه صعوبات كبيرة في جمعهم للجهاد وإعادة تشكيل الجيش الذي كان يعده لمواجهة معاوية من جديد بعد فشل معركة صفين ، وذلك بسبب تقاعس الجماهير وتخاذلهم وعدم رغبتهم في تحمل مسؤولياتهم الجهادية وميلهم نحو الدعة والراحة والعافية.
ولم تسمح الظروف لأمير المؤمنين(ع) من بناء جيش عقائدي يقف إلى جانبه حتى النهاية ويكمل المسيرة.
وبالرغم من أن الإمام الحسن (ع) استطاع بعد معاناة كبيرة من تشكيل جيش قد يعد بعشرات الآلاف لمواجهة معاوية إلا أن هذا الجيش كان متعدد الانتماءات والولاءات والاتجاهات والأهواء، ولم يكن موحداً في أهدافه وأفكاره وعواطفه، كان فيه من شيعة الحسن وفيه من الخوارج وفيه من الطامعين الذين لا هم لهم سوى الحصول على المغانم والمكاسب، وقد عبر الإمام (ع) عن ذلك بقوله: [رأيت أهل الكوفة قوماً لا يثق بهم أحد أبداً إلا غُلب، ليس أحدٌ منهم يوافق آخر في رأي أو هوى، مختلفين، لا نية لهم في خير ولا شر).
كان هم البعض في الجيش وخارج الجيش أن يحصل على المال ومصالح الدنيا، وكانت الدنيا بكل منافعها مقدمة على الدين , وحينما تصبح الدنيا ومصالحها وأهوائها وشهواتها مقدمة على الدين يصبح المقاتل تابعاً لمصالحه الذاتية وليس لمصلحة القضية التي يقاتل من أجلها , وقد وصف الإمام الحسن (ع) حال عناصر جيشه بقوله: (كنتم في مسيركم إلى صفين، ودينكم أمام دنياكم، وأصبحتم اليوم ودنياكم أمام دينكم).
كان هذا هو حال عامة جيش الإمام الحسن (ع) ولم تكن هناك إلا القلة من العناصر المخلصة في ولائها للإمام كأمثال حجر بن عدي وقيس بن سعد لأن معظم المخلصين كانوا قد استشهدوا في معركة صفين, أو اغتالهم معاوية.
وهذا الواقع الذي كان عليه جيش الإمام الحسن (ع) – واقع الاختلاف وتعدد الاراء والطمع في المال والدنيا- أفرز العديد من الظواهر السلبية بين قادة وعناصر الجيش:
1 ـ ظاهرة عدم الإخلاص والصدق في القتال وعدم الاستعداد للعطاء والتضحية والشهادة في سبيل الله.
2 ـ ضعف القدرة على الثبات والصبر والصمود إلى آخر المعركة.
3 ـ عدم الانقياد للقيادة وعدم الانضباط أمام أوامرها وتعليماتها وتوجيهاتها.
4 ـ التعاطف مع العدو طمعاً في أمواله ومناصبه.
5 ـ الاستعداد الفعلي للغدر والخيانة وقد صدرت خيانات من كبار قادة الجيش من أمثال عبيد الله بن العباس حين مال بعشرة آلاف جندي إلى معسكر معاوية بعدما أغراه بالمال والمواقع.
6 ـ الوقوع تحت تأثير الشائعات والحرب النفسية التي كان يشنها معاوية وأتباعه على أهل العراق وجيش الإمام الحسن (ع).
لقد أدت هذه الظواهر إلى التحاق بعض قادة وعناصر جيش الإمام بجيش معاوية كما أدت إلى استعداد البعض لتسليم الإمام إلى معاوية أو القيام بمحاولات لاغتياله.
ولذلك كله أصبح الإمام(ع) أمام خيارين:
الأول: خيار الدخول في مواجهة خاسرة -وبجيش مهزوم مسبقاً- يؤدي إلى إضعاف الكيان الإسلامي ويعرض الثلة المؤمنة المتبقية للإبادة.
الثاني: خيار الصلح والحفاظ على الوجود.
فاختار الإمام (ع) الصلح على الدخول في معركة خاسرة.
السبب الثاني: أن المواجهة بجيش من النوع الذي ذكرناه كانت ستؤدي إلى قتل الإمام الحسن (ع) من قبل عملاء معاوية المندسين في صفوف الجيش..وسيتنصل معاوية من جريمة القتل هذه, أو ستؤدي المواجهة الى تسليم الامام الى معاوية من قبل القادة الخونة في الجيش,وفي كلا الحالين سيكون معاوية هو االغالب.
يقول الامام (ع) عن ذلك: (يزعمون أنهم لي شيعة , ابتغوا قتلي وانهبوا ثقلي واخذوا مالي,والله لئن آخذ من معاوية أحقن به دمي وآمن به في أهلي خير من ان يقتلوني,فيضيع أهل بيتي وأهلي,والله لو قاتلت معاوية,لأخذوا بعنقي حتى يدفعوني اليه سلما,فوالله لئن أسالمه وأنا عزيز خير من ان يقتلني وانا اسيره)
وكان الامام الحسن(ع) يملك كل الشجاعة للتضحية بنفسه والقيام بعمل استشهادي كما فعل الحسين(ع) لو علم بان ذلك سيكون في مصلحة الاسلام إلا ان تضحية الإمام الحسن(ع) وشهادته لو حصلت في تلك الظروف لكانت بلا صدى , وسيذهب دمه هدراً من دون أن تقوى تلك الدماء الزكية على إحداث تغيير في وجدان الأمة أو تحوّلٍ في مسار الأحداث ومجرياتها..
إضافة إلى ذلك ان هذه التضحية كانت ستؤدي إلى القضاء على الإمامين الحسن والحسين (ع) وبقية بني هاشم والبقية الصالحة من أتباع أهل البيت (ع) وبالتالي ستخلو الساحة لمعاوية وأتباعه ليتلاعب كيفما يشاء بدين الله وقيمه وأحكامه..
والخلاصة: أن هناك العديد من الأسباب التي دفعت بالإمام (ع) إلى خيار الصلح هي إضافة إلى ما ذكرناه:
1 ـ عدم رغبة جيش الإمام في القتال.
2 ـ التواطؤ مع معاوية من قبل الكثير من القادة والجنود.
3 ـ الخيانات الفعلية التي حصلت داخل الجيش والمتمثلة بالتحاق أعداد كبيرة منه بمعاوية أو الفرار من المعسكرات والعودة إلى البيوت.
4 ـ عدم الإخلاص للقيادة وللقضية التي يقاتلون من أجلها.
5 ـ حدوث بلبلة كبيرة في صفوف القادة والجنود في جيش الإمام (ع) نتيجة تسرب بعض الشائعات والحرب النفسية.
إذن لم يكن الصلح هروباً من المواجهة أو ميلاً من الإمام الحسن(ع) نحوالراحة والعافية، أو لأن الإمام الحسن (ع) لا يملك شجاعة أخيه الحسين (ع) , فالحسن لا يقل شجاعة عن الحسين وقد اشتركا معاً في معركة صفين وكانا في الخطوط الامامية وقاتل الحسن ببسالة في تلك المعركة حتى خاف عليه أمير المؤمنين (ع) الهلاك فكان يقول لمن حوله: ( امسكوا عني هذا الغلام لا يهدني فإنني أنفس(أبخل) بهذين (اي الحسن والحسين) لئلا ينقطع بهما نسل رسول الله).
إذن لم يكن الصلح هروباً من المعركة بل كان ضرورة فرضتها الظروف السياسية والعسكرية والامنية وغيرها, وتدبيراً ينسجم مع مصلحة الإسلام ومعمصلحة الأمة في تلك المرحلة ,ولذلك فإن الإمام الحسين (ع) وافق على الوثيقة وصالح عندما صالح أخوه وإمامه ووليه الإمام الحسن (ع).
وعندما طلب أهل الكوفة من الإمام الحسين(ع) أن يثور على معاوية بعد شهادة الحسن رفض ذلك.. لانه لم يكن يرى مصلحة للإسلام والأمة في ذلك.
ولو أن الإمام الحسن كان موجوداً حينما بويع يزيد لكان موقفه بالتأكيد نفس موقف الإمام الحسين (ع), إنهما في نهج واحد، ليس هناك من فرق بين الحسن والحسين (ع) بأن هذا مهادن وذاك ثائر ، كلاهما ثوريان عندما تقضي مصلحة الإسلام والمسلمين الثورة وكلاهما يلجأن إلى الصلح والمهادنة والمسالمة عندما تكون مصلحة الإسلام والمسلمين في ذلك.
إن صلح الإمام الحسن كجهاد الإمام الحسين, وكربلاء الحسين كصلح الإمام الحسن من حيث الالتزام بما تقتضيه مصلحة الإسلام والمسلمين.
ولعل الأحاديث الواردة عن رسول الله (ص) والتي تقرن بين الحسن والحسين(ع) تريدنا أن نفهم ذلك بعمق (ابناي هذان إمامان قاما أوقعدا)..
ولا شك أن سيرة الإمام الحسين (ع) رحمة للأمة وسيرة الإمام الحسين (ع) رحمة للأمة. فالأمة بحاجة في بعض المراحل إلى النهج الحسيني عندما تكون مصلحتها في ذلك , وبحاجة ايضا إلى النهج الذي سلكه الحسن (ع) في بعض المراحل عندما تكون مصلحتها في ذلك.
ومصلحة الأمة اليوم أن تقاتل إسرائيل .. اسرائيل التي تحتل الارض وتدنس المقدسات وتشرد شعبا بأكمله,اسرائيل هذه لا مكان للصلح معها طالما تحتل الارض والمقدسات وتعتدي وتمارس إرهابها ليس على الشعب الفلسطيني وحده وإنما على كل هذه الأمة.
لا زالت غزة ولليوم الخامس على التوالي تواجه عدواناً صهيونياً يستهدف المدنيين والأبرياء من الشيوخ والنساء والأطفال، ويدمر المنازل والمؤسسات والبنى التحتية وكل شيء يتحرك على الأرض، والغريب أن كل هذا القتل والدمار يحصل تحت أعين عالم صامت يدعي أنه يدافع عن حقوق الإنسان.
أين دعاة حقوق الإنسان مما يجري في غزة وفي حق الشعب الفلسطيني؟!
الدفاع عن حقوق الإنسان يحصل عندما يتعلق الأمر بما يجري في سوريا وغيرها مما يخدم مصالح الغرب, أما عندما يتعلق الموضوع بأطفال فلسطين ونسائها وشيوخها وتصل النوبة إلى ما يرتكبه الصهاينة من مجازر وأعمال إجرامية بحق هؤلاء الأبرياء فإن الموضوع يختلف فلا نسمع شيئا عن حقوق الانسان بل نرى العكس .. نرى كيف يشدون على أيدي الصهاينة ونتنياهو من أجل أن يتمادى في عدوانه أكثر ويمعن في القتل أكثر..
ما يجري أيضاً يحصل على مرأى ومسمع من الأنظمة العربية من دون أن تحرك ساكناً في مواجهة هذا الإجرام.
لقد نسي العرب شيئاً أسمه فلسطين وغزة وباتت الأولوية لدى البعض هي دعم المجموعات الإرهابية الظلامية كداعش وغيرها .. من أجل قتل المسلمين وتدمير بلاد المسلمين وإيقاع الفتنة في كل المنطقة.
لم يعد لدينا ولدى شعوب هذه المنطقة أمل سوى بالمقاومة..فالمقاومة في غزة فاجأت العدو بمستوى ردها الناري وأربكت العدو عندما وسعت من دائرة استهدافاتها.
المقاومة فرضت على خمسة ملايين إسرائيلي الاختباء في الملاجئ , ووسعت من نطاق استهدافها للمدن والمستوطنات الإسرائيلية فطالت صواريخها المباركة تل أبيب وحيفا والقدس وبئر السبع وديمونا وغيرها حتى بلغت مديات الصواريخ مدناً ومستوطنات تبعد أكثر من 140 كيلومتراً عن غزة.
ولم تتمكن الأجهزة الاستخباراية والعسكرية للعدو من اكتشاف مخازن الصواريخ، أو الحد من إطلاقها..
كما لم تتمكن ولن تتمكن كل آلة القتل الصهيونية من النيل من صمود المقاومة أو كسر عنفوانها أو تحطيم إرادتها.
اعتماد المقاومة كخيار لرد العدوان في غزة وفي كل فلسطين هو الخيار الوحيد لاسترجاع الحقوق ولاسترداد العزة والكرامة ولتحقيق النصر, وكل الخيارات الأخرى غير ذلك التي قد يكون قد فكر فيها بعض الفلسطينيين في المرحلة السابقة لن تصنع لهم نصراً ولن تستعيد لهم حقوقاً ولن تجلب لهم سلاماً وأمناً.
والحمد لله رب العالمين