محاضرة حول الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حركة الإمام علي (ع) ألقيت في قاعة الرابطة الثقافية في حارة حريك .
- المجموعة: محاضرات
- 01 كانون2/يناير 1998
- اسرة التحرير
- الزيارات: 4390
الحديث هو حول بعض النماذج التي جسدت فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حركتها وسلوكها وسيرتها وفي عملية التغيير التي قادتها هذه النماذج باتجاه تحكيم الإسلام ومفاهيمه وقيمه في الحياة العامة.
وسوف اقتصر على ذكر نموذجين بارزين أحيا وجسدا هذه الفريضة في عملية التغيير التي قاداها:
أحدهما: تاريخي، هو الإمام علي بن أبي طالب (ع)
والثاني: معاصر، هو الإمام الخميني رضوان الله عليه مفجر الثورة الإسلامية في إيران.
فنحن نجد أن من أبرز الشخصيات التي جسدت هذه الفريضة في حركتها وفي سيرتها وفي جهدها وجهادها هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وخاصة في الفترة التي تولى فيها الخلافة، حيث تجسدت هذه الفريضة وأبعادها في حركته بشكل بارز، وكذلك فإن حركة الإمام الحسين (ع) في كربلاء الذي كان أحد دوافعها ومنطلقاتها الكبرى هو وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، جسدت هذه الفريضة في مختلف جوانبها أيضاً ... ولذلك فإن الحديث عن النماذج التاريخية هو حديث عن نموذج علي (ع) ونموذج الحسين (ع).
نحن نعرف أن للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مراتب متدرجة من الأدنى إلى الأعلى، فالإنكار مثلا يبدأ بالقلب، وإذا لم ينفع فباللسان، وإذا لم تنفع الكلمة فباليد، واليد هنا تنفع حيث لا ينفع إلا العنف، فهي فريضة مرنة تستجيب للحالات المتنوعة للأوضاع المختلفة، فرب إنسان تنفع في ردعه عن المنكر الكلمة، فينبغي الاقتصار على الردع بالكلمة واللسان، ورب إنسان لا ينفع في ردعه وفي شأنه إلا العنف، فيتم اللجوء إلى استخدام القوة لردع المنكر.
وهكذا نرى أن لكل حالة من هذه الحالات والمراتب طريقة أمرها ونهيها التي يقدرها الآمر والناهي العارف، فالآمر والناهي يقدر لكل حالة طريقة أمرها ونهيها، ويتصرف بقدرها فلا يتجاوزها إلى ما هو فوقها حيث لا تدعو الحاجة إليه، ولا ينحط بها إلى ما دونها حيث لا يؤثر ذلك في ردع السفيه عن غيه وضلاله وانحرافه وحمله على الاستقامة والصلاح.
وثمة حالات من الأمر والنهي لا بد فيها من القتال وهي حالات الانحراف الخطيرة جدا التي لا ينفع معها إلا الإنكار باليد.
وهذه الحالات تحتاج إلى أن يقود عملية التغيير والأمر والنهي فيها الولي الفقيه الذي يتولى أمر المسلمين.
وفي مثل هذه الحالات لا يجوز لآحاد الناس أو للجماعات والفئات والتيارات والأحزاب والجمعيات وغيرها أن يبادروا إلى مواجهتها بالعنف من دون قيادة ولي الأمر أو أذنه.
والحالات الكبرى التي لا بد فيها من تدخل ولي الأمر قد تبلغ درجة كبرى من الخطورة بحيث لا بد فيها من الانكار بالقلب واللسان وأقصى حالات الإنكار باليد أي بالقتال، وهذه كما في الحالات التي يتعرض فيها المجتمع لانحراف واسع وخطير يهدد القيم الإنسانية والإلهية. وليس بالضرورة أن يكون الانحراف انحرافا أخلاقيا ومسلكيا، بل ربما يكون الانحراف انحرافا سياسيا ... كما لو كان هناك جماعة من الناس تواجه النظام الإسلامي العادل والشرعي بالتمرد والمعارضة المسلحة بما يهدد ويعرض أصل النظام للإنهيار والسقوط، ففي مثل هذه الحالات قد يكون من وظيفة الحاكم العادل (ولي الأمر) مواجهة التمرد بالسلاح والجهاد والقتال إضافة إلى الإنكار بالقلب واللسان.
وهذا ما فعله أمير المؤمنين (ع) في مواجهة حالات المنكر السياسي في عهده (ع).
الحالات الخطيرة في عهد علي (ع)
المجتمع الإسلامي في عهد أمير المؤمنين علي (ع) واجه حالات خطيرة وكبرى من الانحراف تمثلت في ثلاثة أطراف أساسية مارسوا المنكر على المستوى السياسي وشكلت حركتهم تمردا على الشرعية الإسلامية هددت أصل النظام وسلامة المجتمع الإسلامي في عهده (ع) هذه الأطراف الثلاثة وضعت علياً (ع) وجها لوجه أمام دوره التاريخي للقيام بمهمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ومواجهة هذا التمرد الذي لم يكن يملك علي (ع) تجاهه أي خيار سوى خيار الانكار بأعلى مراتبه وهو الإنكار باليد والقوة والمواجهة العسكرية، والأطراف الثلاثة هي:
1- حركة الناكثين، وهم الذين تمردوا على الشرعية الإسلامية التي يمثلها أمير المؤمنين، فنكثوا البيعة واعتدوا على مدينة البصرة وحرضوا الناس على التمرد والثورة على النظام. وكانت هذه الحركة بقيادة الزبير وطلحة وعائشة. وقد حاول الإمام (ع) في البداية أن يعالج الموضوع بالحسنى ... لكن دعوته لهم بالحسنى لم تفلح في عودتهم إلى الطاعة وإلى أحضان الشرعية، واضطروه إلى أن يخوض ضدهم معركة الجمل في البصرة.
2- حركة القاسطين: وهم الذين تمردوا على خلافة أمير المؤمنين (ع) بقيادة معاوية بن أبي سفيان في الشام ورفضوا جميع الصيغ السياسية التي عرضها عليهم الإمام (ع) ليعودوا إلى الطاعة، فاضطر الإمام (ع) أيضا إلى مواجهتهم بالجهاد فخاض ضدهم معركة صفين.
3- حركة المارقين: وهم الخوارج الذين رفضوا كل عروض السلام التي قدمت لهم وأصروا على الفتنة ومارسوا الإرهاب ضد الفلاحين والآمنين والأطفال والنساء، فواجههم الإمام (ع) في معركة النهروان وقضى عليهم.
هذه هي الحالات الخطيرة التي واجهها علي (ع) أثناء توليه الخلافة، وقد استعمل معها أعلى درجات ومراتب الانكار وهو الانكار باليد والجهاد والقتال لأنها كانت تمثل أعلى درجات المنكر السياسي والأخلاقي.
وفي هذه الحالات الخطيرة على الإنسان المسلم المستقيم المؤمن أن يبرأ من الاتحراف بقلبه وأن يدينه علناً بلسانه، وأن ينخرط في أي حركة يقودها الحاكم العادل ولي أمر المسلمين لتقويم الانحراف بالقوة والجهاد إذا اقتضى الأمر ذلك.وقد كان يتوقع أمير المؤمنين (ع) من مجتمعه أن يشاركه بقوة في إنكاره لحالات التمرد والخروج على الشرعية التي حدثت في عهده، وأن يستجيب أفراده له عندما كان يدعوهم للقيام بوظيفتهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولكن التاريخ يحدثنا عن أن النخبة الاجتماعية التي عاشت في عهد علي (ع)، كانت تعيش حالة من التراخي والغفلة عن القيام بمسؤولياتها اتجاه الوظيفة الإلهية، لقد كانت النخبة في عهد علي (ع) تعيش مصالحها الشخصية وتفتش عن امتيازاتها الذاتية وكانت القلة القليلة هي التي تحمل هموم شعبها وتقوم بدورها في مواجهة حالات المنكر والانحراف والفساد السياسي والأخلاقي الذي عاشه المجتمع الإسلامي في تلك المرحلة.
قال (ع) فيما يبدو أنه تقسيم لمواقف الناس الذين كان يقودهم من المنكر المبدئي الخطير الذي كان يتهدد المجتمع الإسلامي كله في استقراره وتقدمه ووحدته:
" فمنهم المنُكِرُ للمنكر بيده ولسانه وقلبه، فذلك المستكمل لخصال الخير، ومنهم المنكر بلسانه وقلبه والتارك بيده فذلك متمسك بخصلتين من خصال الخير ومضيع خصلة. ومنهم المنكر بقلبه والتارك بيده ولسانه فذلك الذي ضيع أشرف الخصلتين من الثلاث تمسك بواحدة. ومنهم تارك لانكار المنكر بلسانه وقلبه ويده فذلك ميت الأحياء".
وميت الأحياء: هو الذي لا يستشعر الأخطار المحدقة بمجتمعه وأمته ولا يستجيب، فهو بمنزلة الجثة التي لا تستجيب لأي مثير، وهو ميت القلب والضمير والوجدان، ومن كان كذلك فهو لا يثيره شيء.
ويقول الإمام لأصحابه عندما لاقوا أهل الشام في صفين:
" أيها المؤمنون انه من رأى عدواناً يعمل به ، ومنكراً يدعى إليه فأنكره بقلبه فقد سلم وبريء، ومن أنكره بلسانه فقد أُجر، وهو أفضل من صاحبه، ومن أنكره بالسيف لتكون كلمة الله هي العليا، وكلمة الظالمين هي السفلى فذلك الذي أصاب سبيل الهدى وقام على الطريق ونوَّر في قلبه اليقين".
وقد وضع الإمام هنا للإنكار بالسيف شرطاً وهو أن تكون الغاية منه إعلاء كلمة الله لا العصبية العائلية أو العنصرية ولا المصلحة الشخصية الخاصة، والعاطفة الشخصية.
إن إحياء هذه الفريضة وجعلها إحدى هواجس المجتمع الدائمة، وإحدى الطاقات الفكرية المحركة للمجتمع كان من شواغل الإمام الدائمة وكان يحمله على هذا الأمر عاملان:
الأول: أنه إمام المسلمين وأمير المؤمنين ومن أعظم واجباته أن يواجه الانحرافات الكبرى، وأن يعلم الأمة وظيفتها تجاه هذه الانحرافات وأن يجعل الشريعة حية في ضمير الأمة وفي حياتها.
الثاني: هو قضية الشخصية في معاناته مع النخبة من المجتمع التي لم تكن تستجيب وتقوم بواجبها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تجاه الحالات الخطيرة التي تمس حياة المجتمع والأمة.
فقد كان يواجه الإمام في مجتمعه حالة شاذة تمثلت في الغفلة والتراخي واللامبالاة تجاه وظيفة الأمر والنهي. ولا يمكن علاج هذه الحالة إلا بأن يجعل وظيفة الأمر والنهي قضية التزام شخصي واع وصارم لكل شخص بالغ في المجتمع.
لقد استاء الإمام كثيرا من النخبة في مجتمعه لأنها لم تلتزم قضية شعبها ووطنها وإنما تخلت عن هذه القضية سعيا وراء أمال شخصية وطموحات شخصية وامتيازات شخصية، أكثر من هذا لقد اتهم الإمام هذه النخبة مراراً بأنها خائنة، ومن مظاهر خيانتها هو عدم ممارستها للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
يقول الإمام:
" إلى الله اشكو من معشر يعيشون جهالاً ويموتون ضلالاً، ليس فيهم سلعة أبورُ من الكتاب إذا تلي حق تلاوته، ولا سلعة أنفق بيعا ولا أغلى ثمنا من الكتاب إذا حرف عن مواضعه ولا عندهم أنكر من المعروف ولا أعرف من المنكر".
في نص آخر يقول (ع)
" ألا واني قد دعوتكم إلى قتال هؤلاء القوم ليلاً نهاراً وسراً وعلانية، وقلت لكم أغزوهم قبل أن يغزوكم فوالله ما غزي قوم قط في عقر دارهم إلا ذلوا، فتواكلتم وتخاذلتك حتى شنت عليكم الغارات وملكت عليكم الأوطان"
والأمر الذي كان يحمل هؤلاء على التخاذل عن القيام بهذه الفريضة، هو خوفهم أن يعرضوا حياتهم للخطر. وعلاقاتهم الاجتماعية والسياسية للاهتزاز، أو يعرضوا مصادر عيشهم ورزقهم للانقطاع.
لقد عالج الإمام علي (ع) ظاهرة الغفلة والتراخي الذي كان يعيشه مجتمعه عن القيام بوظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باسلوبين.
1. بالتوجيه المباشر
2. وبالتنظير التاريحي
1- اتبع الإمام (ع) في الاسلوب الأول، التوجيه المباشر، فكان يبين (ع) لشعبه قيمة وأبعاد هذه الفريضة ومخاطر الغفلة والتراخي عنها، ويدفع الأوهام والخيالات التي كان يتصورها البعض عن هذه الوظيفة ونتائجها.
يقول (ع) في إحدى توجيهاته المباشرة:
" لا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولى عليكم شراركم، ثم تدعون فلا يستجاب لكم"
ويقول (ع) " والجهاد على أربع شعب:
على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والصدق في المواطن (أي مواطن الجهاد والقتال) وشنآن الفاسقين (أي كرههم)، فمن أمر بالمعروف شد ظهور المؤمنين، ومن نهى عن المنكر أرغم أنوف الكافرين، ومن صدق في المواطن قضى ما عليه، ومن شنيء الفاسقين وغضب لله، غضب الله له وأرضاه يوم القيامة.
ويقول (ع) : أول ما تغلبون عليه من الجهاد الجهاد بأيديكم، ثم بألسنتكم، ثم بقلوبكم، فمن لم يعرف بقلبه معروفاً. ولم ينكر منكراً، قُلب فجعل أعلاه أسفله وأسفله أعلاه".
وقد نبه الإمام (ع) في موضعين من نهج البلاغة على أن التخاذل عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خشية التعرض للأذى ناشيء عن أوهام ينبغي أن يتجاوزها المؤمن الملتزم بقضية مجتمعه.
قال (ع) في الموضع الأول فيما خاطب به أهل البصرة في إحدى خطبه، وقد كانوا بحاجة إلى هذا التوجيه المباشر، لما شهدته مدينتهم وتورط فيه كثير منهم من فتنة الجمل:
" وإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لخلقان من خلق الله سبحانه، وانهما لا يقربان من أجلٍ، ولا ينقصان من رزق"
فالذي يتصور أن الأمر والنهي يقرب من أجل الإنسان هو مخطئ وواهم لأن الأجل مكتوب وسيأتي سواء قمنا بالأمر والنهي أم لا، كما أن الذي يعتقد أن الأمر والنهي يفوت عليه رزقه ومعاشه وامتيازاته فهو واهم أيضاً ، لانهما لا ينقصان من رزق أحد بل قد يكون العكس هو الصحيح ، لأنه عندما يتم القضاء على حالات الانحراف والفساد عن طريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإن المجتمع سيعيش الأمن والطمأنينة والرخاء والتقدم حتى على المستوى الاقتصادي، فيتوفر العيش الرغد للناس جميعاً ويتسع رزقهم في ظل الأمن والرخاء.
ويقول (ع) في الموضع الآخر:
" وإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقربان من أجل ولا ينقصان من رزق"
2- واتبع الإمام (ع) في الاسلوب الثاني التنظير بالتاريخ وما حل بالأمم الماضية من عذاب ومآسي نتيجة تهاونهم وتخليهم عن وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
يقول (ع) في الخطبة القاصعة:
" وإن عندكم الأمثال من بأس الله وقوارعه، وأيامه ووقائعه، فلا تستبطئوا وعيده جهلا بأخذه، وتهاونا ببطشه، ويأسا من بأسه، فإن الله سبحانه لم يلعن القرن الماضي بين أيديكم إلا لتركهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلعن الله السفهاء لركوب المعاصي والحلماء لترك التناهي"
واللعن هنا ليس عقابا روحيا وأخرويا فقط، إنه هنا يأخذ معنى سياسيا، إن اللعن هنا هو البعد عن رحمة الله ورعايته وتوفيقه وتسديده وتأييده .
وهذا يعني أن الملعون يتعرض للنكبات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية التي تؤدي به في النهاية إلى الانحطاط والانهيار والسقوط. فالذين يتخلون عن قيامهم بواجباتهم ومسؤولياتهم ويتهاونون في وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يسلبهم الله توفيقه وتسديده ورعايته ويعرضهم للازمات المختلفة.
وهذا ما حصل بالنسبة إلى اولئك الذين لم يقفوا إلى جانب أمير المؤمنين (ع) عندما كان يدعوهم للوقوف إلى جانبه في مواجهة معاوية وأمثاله ممن تمردوا على الشرعية الإسلامية، فقد تعرضت الأمة بعد أمير المؤمنين لكل أنواع وأشكال البؤس والشقاء والقتل والعذاب والإرهاب الذي كان يمارسه معاوية على أطراف العراق وعلى المسلمين من أتباع علي (ع).
وقد أصابهم ما أصابهم نتيجة التراخي عن القيام بوظيفة الأمر والنهي ومواجهة معاوية وانحرافه وتمرده في عهد علي (ع) . وكان قد توعدهم (ع) بهذا المستقبل المظلم الذي سيكون النتيجة الحتمية لهذا الصمت والسكوت واللامبالاة تجاه الظالم.
وأخيراً لقد بلغ من أهمية فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عند الإمام علي (ع) أنه جعلها إحدى وصاياه البارزة الهامة لأبنيه الحسن والحسين، وقد تكررت هذه الوصية مرتين: إحداهما لابنه الإمام الحسن في وصيته الجامعة التي كتبها إليه بحاضرين عند انصرافه من صفين، والأخرى في وصيته للإمامين الحسن والحسين في وصيته لهما وهو على فراش الاستشهاد بعد أن ضربه ابن ملجم بالسيف.
كما بلغ من أهمية هذه الفريضة وخطورتها عند الإمام الحسين (ع) أنه جعلها إحدى المنطلقات والدوافع الأساسية لنهضته الكبرى في كربلاء ضد الانحراف الأموي حيث قال (ع)
" إني لم أخرج أشراُ ولا بطراً، ولا ظالماً ولا مفسداً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر....) وقد جسد الإمام (ع) هذه الفريضة في حركته التغييرية الكبرى، وقدم في سبيل القيام بها نفسه وأولاده وأهل بيته وأصحابه وقدم بذلك نموذجاً فريداً في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.