لماذا الاهتمام بزيارة الحسين؟
- المجموعة: 2023
- 01 أيلول/سبتمبر 2023
- اسرة التحرير
- الزيارات: 86
أشار نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش إلى أنّ الإمام موسى الصدر كان صاحب رؤية جهادية وسياسية واضحة، فعلى المستوى الجهادي هو أول من دعا اللبنانين إلى حمل السلاح واعتماد منطق المقاومة في مواجهة "إسرائيل"
وقال كلمته المشهورة "السلاح زينة الرجال"، وهو عندما دعا لخيار المقاومة لم يكن الجنوب محتلًا، حتى مزارع شبعا لم تكن تحت الاحتلال، وإنما تحدث عن المقاومة لتحرير فلسطين ولاستعادة القدس الشريف، وعندما دعا الدولة إلى تسليح الجنوبيين لم يكن أي شبر من أرض لبنان تحت الاحتلال، وانما كان يدعو الدولة إلى تسليح الجنوبيين من أجل الدفاع عن أرضهم وعن بلدهم لأنه كان يدرك حجم الأطماع الإسرائيلية في لبنان.
وخلال خطبة الجمعة، قال الشيخ دعموش إننا من الإمام السيد موسى الصدر تعلمنا المقاومة وتعلمنا أن أرضنا المحتلة لا يمكن استعادتها بالوسائل السلمية وإنما تستعاد بالجهاد والقتال والشهادة والتضحيات، ولو لم تكن هناك مقاومة ولم يكن هناك قتال وجهاد وتضحيات وشهداء واستشهاديين لكان لبنان اليوم مازال تحت الاحتلال ولكان الجنوب والبقاع الغربي عبارة عن مستعمرات إسرائيلية.
وأضاف أن "المقاومة التي أسّس لها السيد موسى الصدر وأكمل دربها الشهيد السيد عباس والشيخ راغب وكل الشهداء والمجاهدين، هي التي فرضت على الصهاينة الخروج من أرضنا من دون قيد أو شرط مهزومين أذلاء في العام 2000، وهي التي أفشلت أهداف العدو في العام 2006، وهي التي أخرجت إلى جانب الجيش اللبناني ودعم الشعب اللبناني الجماعات الإرهابية من الجرود وصنعت التحرير الثاني.
ورأى أن الإمام الصدر كان من أشد الحريصين على سيادة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي وعيشه المشترك والإيمان به وطنًا نهائيًا لجميع أبنائه، يأبى التقسيم والتفتيت، ومن أشد الساعين لبناء دولة قوية يحكمها القانون.
وتابع أننا "على درب هذا الإمام الكبير والعزيز سنواصل طريق المقاومة لنحمي بلدنا وخيراتنا وثرواتنا، ولن نتخلى عن فلسطين والقدس، ولن نألو جهدًا على المستوى الداخلي للتخفيف من معاناة أهلنا والحفاظ على الاستقرار والسعي لبناء دولة قوية وعادلة، دولة خالية من الفساد والسرقات تشعر بمعاناة شعبها وتعطي أولوية لمعالجة أزماته وتهتم بتوفير سبل العيش الكريم والعزيز له ولأبنائه".
وشدّد على أنّ هناك فريقًا سياسيًا لم يتعلم من تجاربه الفاشلة وبدل أن يدعو إلى رئيس يجمع اللبنانيين ويحفظ السلم الأهلي ويعمل على إنقاذ البلد، فإنّه يدعو جهارًا نهارًا إلى المواجهة والفتنة ويُريد رئيسًا يجمع حوله ما يُسمى بالمعارضة من أجل مواجهة حزب الله ليحقق من حيث يدري أو لا يدري أهداف العدو الإسرائيلي في لبنان.
ولفت إلى أنّ هذا المنطق يُعرقل كل مساعي الحل والتوافق والحوار ولا يبني دولة ولا ينقذ لبنان، بل يعمق أزماته، ويكشف عن عقل يريد تخريب البلد والقضاء على كل أمل بالوصول إلى حل للأزمات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها البلد.
وأكد أننا لن نقبل بوصول رئيس للجمهورية يُحقّق أهداف أعداء لبنان ويكون منصة للفتنة والحرب الأهلية كما يريد فريق التحدي والمواجهة، بل ما نريده انتخاب رئيس لكل اللبنانين يحفظ وحدتهم وسلمهم الأهلي ويعمل على إنقاذ البلد وإخراجه من أزماته.
نص الخطبة
عظم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بأبي عبدالله الحسين(ع) في ذكرى أربعينه، هذه الذكرى الخالدة التي يتوجه فيها الملايين لزيارة قبر الحسين مشيا على الاقدام.
هذا المسير لزيارة الحسين لم يبدأ في العقود الأخيرة بل بدأ منذ شهادة الحسين، فرادى وجماعات، ومشيًا وركبانًا، كان الزوار يتعرضون لأقسى أنواع الأذى والتنكيل والتعذيب والقتل، من اجل ابعادهم عن الحسين وثنيهم عن الزيارة، لكنهم اصروا على مواصلة التوجه للزيارة رغم كل المخاطر والتتضحيات، ولولا هؤلاء لما وصلتنا زيارة الحسين(ع)، لولا تلك التضحيات على مر التاريخ لما وصلنا صوت الحسين(ع) ولما وصلتنا رسالة الحسين(ع).
يقول الإمام الصادق (ع): ”بلغني أن قومًا يأتونه من نواحي الكوفة وناسًا من غيرهم ونساء يندبنه، فمن بين قارئ يقرأ أو قاص يقصّ أو نادب يندب“.
منذ أيام الإمام الصادق(ع)كان الرثاء والنعي والندب على الحسين قائما ومنتشرا تماما كما هو الآن .
وذكر بعض المؤرخين أن أشدّ الخلفاء في محاربة زيارة الحسين كان المتوكل العباسي، الذي هدم قبر الحسين ومحى أثره ووضع رجال امنه على سائر الطرق المؤدية الى حرم الحسين في كربلاء للتنكيل بالزائرين، وأمر مناديًا ينادي ببراءة الذمة ممن زار قبر الحسين، فكانوا لا يجدون أحدًا زار قبر الحسين إلا اعتقلوه وجاؤوا به اليه فقتله أو عذبه ونكل به.
لكن مع ذلك أصرّ اتباع اهل البيت(ع) على مواصلة الزيارة، وكان أغلبهم يخرج متسللا مشيًا بين النخيل والبساتين، حتى يصل إلى القبر الشريف، وفي تلك الظروف الصعبة والمحفوفة بالمخاطر التي كان الشيعة يخرجون فرادى، مشيًا، يتسللون إلى قبر الحسين(ع) صدر عن الائمة العديد من الروايات (اكثر من 17 رواية عن الباقر والصادق والرضا عليهم السلام) التي تحثّ على المشي إلى زيارة الحسين (ع) لئلا ينقطع هذا الطريق، لئلا يموت هذا الدرب، لئلا يتبخر هذا الشعاع، لذلك قال الصادق (ع): من أتى قبر الحسين(ع) ماشيًا كتب الله له بكل خطوة ألف حسنة، ومحا عنه ألف سيئة، ورفع له ألف درجة“. وما زال الشيعة يمشون إلى قبره إلى يومنا هذا، لم ينقطعوا، لم يبتعدوا، أصرّوا على إحياء الشعيرة، أصرّوا على مواصلة الدرب، مشيًا، متحديا كل المخاطر والتهديدات من اجل أن يبقى صوت الحسين(ع) مدويا، ومن اجل ان تبقى راية الحسين(ع) عالية وخفاقة، وفي سبيل أن يبقى الشيعة حسينيين على مدى السنين والأعوام، وفي سبيل أن تبقى زيارة الحسين (ع) فاعلة ومتجددة في كل زمن وفي كل مكان.
والملفت ان هناك اهتماما شديدا وتأكيدا كبيرا على زيارة الامام الحسين(ع) في الروايات الشريفة لم يحصل مثله لزيارة اي من الائمة الأطهار(ع)، فقد ذكر المحدّثون أكثر من 25 زيارة للحسين يزار بها في المناسبات المختلفة، ولا يوجد لأي إمام آخر من ائمة اهل البيت هذا العدد من الزيارات في أيام السنة.
فلماذا هذا الاهتمام كله؟ ما هي خصوصية الحسين(ع)؟ لماذا الحسين بالذات دون غيره من الأئمة الطاهرين المعصومين(ع) يحظى بهذا الاهتمام الكبير في تراث أهل البيت(ع)؟ لماذا كل هذا الحشد من الروايات التي تؤكد على زيارة الحسين(ع)؟.
من خلال هذه الروايات نكتشف أن لزيارة الحسين(ع) علاقة وثيقة بإحياء الدين، فعظمة زيارة الحسين تكمن:
اولا: ان من يزور الحسين هو كمن يشارك في معركة الحسين في كربلاء ويحمل رسالة كربلاء ويرفع راية الحسين كمن يشارك في المواجهة والثورة التي خاضها الحسين في كربلا لحماية الدين من الباطل
وقد أشارت الروايات إلى هذه النقطة، كما في قول الإمام الصادق (ع): من زار الحسين يوم عاشوراء كان كمن تشحط بدمه بين يديه. وفي رواية اخرى عنه(ع): من زار الحسين يوم عاشوراء وبات عنده كان كمن استشهد بين يديه.
فنفس الزيارة هي مشاركة في هذه المعركة، معركة الاسلام ضد الجاهلية، معركة الدين ضد الطغاة والمستكبرين، ومعركة الحق ضد الباطل، أنت بزيارتك تساهم في امتداد كربلاء على مدى الزمان والمكان، وفي انتقال كربلاء بكل ما احتشد فيها من قيم دينية وانسانية من جيل إلى جيل آخر.
وثانيا: ان الزيارة تجعلك قريبا من الله، من رضوانه ورحمته، يغمرك النور الالهي، يغمرك نور الله تعالى، وهذا معنى قول الامام الرضا (ع): "من زار قبر أبي عبد الله الحسين بشط الفرات كان كمن زار الله في عرشه". اي كمن حصل على قرب إلهي لا يحظى به كل أحد، كان كمن زار الله في عرشه، ومن زار الله في عرشه يغمره النور الالهي ويتجلى له النور الإلهي الذي لا يتجلى لكل أحد.
وثالثا: ان زيارة الحسين(ع) ثبتت واقعة كربلاء وما جرى فيها في وجدان الامة ، احياء المسلمين لذكرى عاشوراء وإصرارهم على احياء الاربعين بحشد مليوني مهيب جعل ذكرى الحسين(ع) واقعًا لا يمكن تجاوزه. يقول النبي(ص): إِنَّ لِقَتْلِ اَلْحُسَيْنِ حَرَارَةً فِي قُلُوبِ اَلْمُؤْمِنِينَ لاَ تَبْرُدُ أَبَداً.
زيارة الحسين(ع) وسيلةإعلامية كبرى وقوية لا نظير لها، تظهر مظلومية الحسين، وحقانية مبادئه، وعظمة قيمه، ولذلك في ورد عن معاوية بن وهب عن الإمام الصادق(ع): ”دخلت على أبي عبد الله (ع) وهو يناجي ربه في مصلّاه ويقول: " اللّهُمَّ يا مَنْ خَصَّنا بالْكَرامَةِ؛ وَوَعَدَنا بالشَّفاعَةِ؛ وَخَصَّنا بالوَصيَّةِ؛ وأعْطانا عِلمَ ما مَضى وعِلْمَ ما بَقيَ؛ وَجَعَلَ أفْئدَةً مِنَ النّاسً تَهْوِي إلَيْنا، اغْفِرْ لي ولإخْواني وَزُوَّارِ قَبر أبي الحسين، الَّذين أنْفَقُوا أمْوالَهُمْ وَأشخَصُوا أبْدانَهم رَغْبَةً في بِرِّنا ، وَرَجاءً لِما عِنْدَكَ في صِلَتِنا ، وسُروراً أَدْخَلُوهُ عَلى نَبِيِّكَ، وَإجابَةً مِنهُمْ لأمْرِنا، وَغَيظاً أدْخَلُوهُ عَلى عَدُوِّنا، أرادُوا بذلِكَ رِضاكَ فَكافِئْهُمْ عَنّا بالرِّضْوانِ، واكْلأُهُم باللَّيلِ وَالنَّهارِ، واخْلُفْ عَلىُ أهالِيهم وأولادِهِمُ الَّذين خُلّفوا بأحْسَنِ الخَلَفِ وأصحبهم، وَأكْفِهمْ شَرَّ كلِّ جَبّارٍ عَنيدٍ؛ وَكُلّ ضَعيفٍ مِنْ خَلْقِكَ وَشَديدٍ، وَشَرَّ شَياطِينِ الإنْس وَالجِنِّ، وَأعْطِهِم أفْضَلَ ما أمَّلُوا مِنْكَ في غُرْبَتِهم عَنْ أوْطانِهِم، وَما آثَرُونا بِهِ عَلى أبْنائهم وأهاليهم وقَراباتِهم .
اللّهُمَّ إنَّ أعْداءَنا عابُوا عَلَيهم بخُروجهم، فَلم يَنْهِهم ذلِكَ عَنِ الشُّخوصِ إلينا خِلافاً مِنْهم عَلى مَنْ خالَفَنا، فارْحَم تِلْكَ الْوُجُوهَ الَّتي غَيْرتها الشَّمْسُ، وَارْحَم تِلكَ الخدُودَ الَّتي تَتَقَلّبُ علىُ حُفْرَةِ أبي عَبدِاللهِ الحسينِ عليه السّلام، وَارْحَم تِلكَ الأعْيُنَ الَّتي جَرَتْ دُمُوعُها رَحمةً لَنا، وارْحَم تِلْكَ الْقُلُوبَ الَّتي جَزَعَتْ واحْتَرقَتْ لَنا، وارْحَم تِلكَ الصَّرْخَةً الَّتي كانَتْ لَنا، اللّهمَّ إني اسْتَودِعُكَ تلْكَ الأبْدانَ وَتِلكَ الأنفُس حتّى تَرْويهمْ عَلى الحَوضِ يَومَ العَطَشِ الأكبر.
لو لم يكن لزيارة الحسين هذا الصدى الإعلامي لما اغتاظ الأعداء منها، فزيارة الحسين على مر التاريخ كانت تغيظ الأعداء، لأن الدور الإعلامي لزيارة الحسين(ع) في ابراز مظلومية أهل البيت وفي ايصال رسالتهم وقيمهم الى العالم لا يتأتى في اي مظهر إعلامي آخر
نفس ضخامة العدد هي منصة إعلامية في حدّ ذاتها، حتى لو ان الناس خرجت ساكتة، حتى لو أن الناس زحفت للحسين(ع) صامتة لا تنطق بحرف واحد، إلا أن ضخامة العدد في حد ذاتها هي منصة إعلامية تظهر عظمة الحسين وعظمة قيمه وتجعل رايته راية خفاقة.
واليوم تحوّلت زيارة الأربعين إلى منصّة إعلامية كبرى والى حدث عالمي والى حركة استثنائية لا نظير لها في العالم ولا تضاهيها اي منصّة إعلامية في العالم.
هذا المسير المليوني لزيارة الحسين(ع) في أربعينه له أبعاد عديدة :
البعد العقائدي: فهذا المسير وهذه الزيارة تربي الأجيال، على الارتباط بالحسين بوصفه اماما للمسلمين، وتقوّي علاقة الاجيال بالحسين روحيا وعاطفيا وعمليا بيحث يتحول الحسين الى نموذج للاقتداء والعمل بقيمه ومبادئه .
البعد القيمي: فزيارة الأربعين نهرٌ جار من القيم، كرم، إيثار، تواضع، معاملة حسنة، ضيافة حسنة، تواصل إنساني وولائي لا نظير له، تتجلى خلال هذه الزيارة المليونية عظمة القيم التي ربّى أهل البيت(ع) شيعتهم عليها، كما ورد عن الإمام الصادق (ع): إن الرجل منكم إذا صدق في حديثه وورع في دينه وأدّى الأمانة وحسن خلقه مع الناس قيل هذا جعفري، وقيل هذا أدب جعفر، فيسرّني ذلك.
زيارة الاربعين هي اعلان من قبل الحشود الزائرة بالثبات على المبادئ، فعندما يمشي الانسان لزيارة الحسين ويقول في زيارته: "أشهد أني بكم مؤمن وبإيابكم، موقن بشرائع ديني وخواتيم عملي، وقلبي لقلبكم سلم، وأمري لأمركم متبع"، فهو يتعهد للحسين بالثبات على المبادئ والقيم، التي جاء بها محمد وجسدها آل محمد في سلوكهم وعملهم.
البعد الجهادي: ففي زيارة الحسين يتعلم المجاهدوين كيف يتملون مسؤولياتهم في مواجهة الطغاة والمستكبرين يتعلمون من جهاد الحسين(ع) وتضحياته وبسالة وشجاعة اصحابه واهل بيته كيف يثبتون ويصمدون في مواجهة العدو وكيف يضحون في ميادين القتال فكربلاء مدرسة في الجهاد والتضحية والعطاء في سبيل الله ومن اجل الدين والهدى والقيم والحق.
البعد الاجتماعي، حيث تلتقي في هذا المسيرة شعوب مختلفة ولغات مختلفة وألوان مختلفة، يتواصلون مع بعضهم البعض في رحاب الحسين(ع) ويعيشون معاني الاخوة ويحملون هموم بعضهم ليكونوا جسدا واحدا اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الاعضاء، وصفا واحدا في مواجهة التحديات ومشاريع الاستكبار وسياسات اميركا واسرائيل ومحاولاتهم للهيمنة والسيطرة ونهب الثروات وموارد الدول والشعوب. لا سيما في هذه المنطقة.
بالأمس مرت الذكرى الخامسة والأربعين لإخفاء الامام السيد موسى الصدر وأخويه الشيخ محمد يعقوب والصحافي السيد عباس بدر الدين في ليبيا، أعادهم الله جميعا بخير، هذه الذكرى هي مناسبة لاستحضار مزايا شخصية الإمام السيد موسى الصدر الذي كان قامة إسلامية وعلمية ووطنية وعربية وسياسية وجهادية
الامام الصدر كان صاحب رؤية جهادية وسياسية واضحة، فعلى المستوى الجهادي: هو أول من دعا اللبنانين إلى حمل السلاح، واعتماد منطق المقاومة في مواجهة اسرائيل وقال كلمته المشهورة السلاح زينة الرجال، وهو عندما دعا لخيار المقاومة لم يكن الجنوب محتلاً، حتى مزارع شبعا لم تكن تحت الاحتلال، وإنما تحدث عن المقاومة لتحرير فلسطين ولاستعادة القدس الشريف. وعندما ودعا الدولة الى تسليح الجنوبيين لم يكن أي شبر من أرض لبنان تحت الاحتلال، وانما كان يدعو الدولة إلى تسليح الجنوبيين من أجل الدفاع عن أرضهم وعن بلدهم لأنه كان يدرك حجم الأطماع الإسرائيلية في لبنان.
من الإمام السيد موسى الصدر تعلمنا المقاومة وتعلمنا أن أرضنا المحتلة لا يمكن استعادتها بالوسائل السلمية وانما تستعاد بالجهاد والقتال والشهادة والتضحيات ، ولو لم تكن هناك مقاومة ولم يكن هناك قتال وجهاد وتضحيات وشهداء واستشهاديين لكان لبنان اليوم مازال تحت الاحتلال ولكان الجنوب والبقاع الغربي عبارة عن مستعمرات اسرائيلية.
المقاومة التي أسس لها السيد موسى الصدر وأكمل دربها الشهيد السيد عباس والشيخ راغب وكل الشهداء والمجاهدين، هي التي فرضت على الصهاينة الخروج من أرضنا من دون قيد او شرط مهزومين أذلاء في العام الفين، وهي التي افشلت اهداف العدو في العام 20006، وهي التي أخرجت الى جانب الجيش اللبناني ودعم الشعب اللبناني الجماعات الارهابية من الجرود وصنعت التحرير الثاني.
اما على المستوى السياسي: فقد كان الامام الصدر من أشد الحريصين على سيادة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الاهلي وعيشه المشترك والايمان به وطنا نهائيا لجميع أبنائه، يأبى التقسيم والتفتيت، ومن اشد الساعين لبناء دولة قوية يحكمها القانون .
ونحن على درب هذا الامام الكبير والعزيز سنواصل طريق المقاومة لنحمي بلدنا وخيراتنا وثرواتنا ، ولن نتخلى عن فلسطين والقدس، ولن نألوا جهدا على المستوى الداخلي للتخفيف من معاناة اهلنا والحفاظ على الاستقرار والسعي لبناء دولة قوية وعادلة، دولة خالية من الفساد والسرقات تشعر بمعاناة شعبها وتعطي اولوية لمعالجة أزماته وتهتم بتوفير سبل العيش الكريم والعزيز له ولابنائه.
هناك فريق سياسي لم يتعلم من تجاربه الفاشلة وبدل ان يدعو الى رئيس يجمع اللبنانين ويحفظ السلم الاهلي ويعمل على انقاذ البلد يدعو جهارا نهارا الى المواجهة والفتنة ويريد رئيسا يجمع حوله ما يسمى بالمعارضة من اجل مواجهة حزب الله ليحقق من حيث يدري اهداف العدو الاسرائيلي في لبنان.
هذا المنطق يعرقل كل مساعي الحل والتوافق والحوار، ولا يبني دولة ولا ينقذ بلدا بل يعمق ازماته، ويكشف عن عقل يريد تخريب البلد والقضاء على كل امل بالوصول الى حل للأزمات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها الشعب اللبناني.
نحن لن نقبل بوصول رئيس للجمهورية يحقق أهداف اعداء لبنان ويكون منصة للفتنة والحرب الاهلية كما يريد فريق التحدي والمواجهة ، ما نريده انتخاب رئيس لكل اللبنانين يحفظ وحدتهم وسلمهم الاهلي ويعمل على انقاذ البلد واخراجه من ازماته .