الإثنين, 03 02 2025

آخر تحديث: الإثنين, 30 كانون1 2024 12am

المقالات
الكلمة النهائية التي القيت في لقاء انطلاق مشروع وعد والتزام  30-12-2024

الكلمة النهائية التي القيت في لقاء انطلاق مشروع وعد والتزام 30-12-2024

اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة...

كلمة في اربعين الشهيد نعيم فرحات في بيت شاما البقاعية 15-9-2024

كلمة في اربعين الشهيد نعيم فرحات في بيت شاما البقاعية 15-9-2024

الشيخ دعموش خلال الحفل التكريمي للشهيد السعيد المجاهد على طريق القدس نعيم علي فرحات...

خطبة الجمعة 13-9-2024 – سيرة الهجرة النبوية

خطبة الجمعة 13-9-2024 – سيرة الهجرة النبوية

  الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-9-2024: من يتخلّى عن غزة والضفة شريك في الجريمة...

كلمة في اسبوع الاستاذ نايف علي مرعي 8-9-2024

كلمة في اسبوع الاستاذ نايف علي مرعي 8-9-2024

الشيخ دعموش خلال حفل تأبيني 8-9-2024: المقاومة لن تقبل بتغيير قواعد الاشتباك وكسر...

كلمة في اسبوع الشهيد علي عمرو في المعيصرة 11-8-2024

كلمة في اسبوع الشهيد علي عمرو في المعيصرة 11-8-2024

الشيخ دعموش من المعيصرة 11-8-2024: المقاومة مصمِّمة على ردٍ ميدانيٍ مؤلم ورادع. شدَّد...

كلمة في المجلس العاشورائي في مجمع المجتبى 16-7-2024

كلمة في المجلس العاشورائي في مجمع المجتبى 16-7-2024

الشيخ دعموش من باحة المجتبى 16-7-2024: مجاهدونا يصنعون بحضورهم وتضحياتهم في المعركة...

كلمة في المجلس العاشورائي في القماطية 16-7-2024

كلمة في المجلس العاشورائي في القماطية 16-7-2024

كلمة في المجلس العاشورائي في بلدة القماطية في جبل لبنان الشيخ دعموش من...

كلمة في المجلس العاشورائي في الاوزاعي 15-7-2024

كلمة في المجلس العاشورائي في الاوزاعي 15-7-2024

الشيخ دعموش من الاوزاعي15-7-2024 : نتنياهو يصرُّ على مواصلة العدوان وتعنته لن يوصله إلا...

كلمة في المجلسين العاشورائيين في بريتال وبدنايل 14-7-2024

كلمة في المجلسين العاشورائيين في بريتال وبدنايل 14-7-2024

الشيخ دعموش من بريتال وبدنايل14-7-2024 : أي حرب على لبنان ستصنع فيها المقاومة للكيان...

كلمة في المجلس العاشورائي في الشهابية 13-7-2024

كلمة في المجلس العاشورائي في الشهابية 13-7-2024

الشيخ دعموش من الشهابية 13-7-2024: المقاومة اليوم في أعلى درجات الجهوزية على كلّ...

  • الكلمة النهائية التي القيت في لقاء انطلاق مشروع وعد والتزام  30-12-2024

    الكلمة النهائية التي القيت في لقاء انطلاق مشروع وعد والتزام 30-12-2024

  • كلمة في اربعين الشهيد نعيم فرحات في بيت شاما البقاعية 15-9-2024

    كلمة في اربعين الشهيد نعيم فرحات في بيت شاما البقاعية 15-9-2024

  • خطبة الجمعة 13-9-2024 – سيرة الهجرة النبوية

    خطبة الجمعة 13-9-2024 – سيرة الهجرة النبوية

  • كلمة في اسبوع الاستاذ نايف علي مرعي 8-9-2024

    كلمة في اسبوع الاستاذ نايف علي مرعي 8-9-2024

  • كلمة في اسبوع الشهيد علي عمرو في المعيصرة 11-8-2024

    كلمة في اسبوع الشهيد علي عمرو في المعيصرة 11-8-2024

  • كلمة في المجلس العاشورائي في مجمع المجتبى 16-7-2024

    كلمة في المجلس العاشورائي في مجمع المجتبى 16-7-2024

  • كلمة في المجلس العاشورائي في القماطية 16-7-2024

    كلمة في المجلس العاشورائي في القماطية 16-7-2024

  • كلمة في المجلس العاشورائي في الاوزاعي 15-7-2024

    كلمة في المجلس العاشورائي في الاوزاعي 15-7-2024

  • كلمة في المجلسين العاشورائيين في بريتال وبدنايل 14-7-2024

    كلمة في المجلسين العاشورائيين في بريتال وبدنايل 14-7-2024

  • كلمة في المجلس العاشورائي في الشهابية 13-7-2024

    كلمة في المجلس العاشورائي في الشهابية 13-7-2024

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-9-2024: من يتخلّى عن غزة والضفة شريك في الجريمة والقتل. الشيخ دعموش: التخلّي عن القضية الفلسطينية وعدم مساندة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة، هو أعظم خيانة للقضية وللأمة ومقدساتها. الشيخ دعموش: صمت الأنظمة إزاء إصرار رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو على مواصلة جرائمه في غزة والضفة، يجعلها شريكة في الجريمة. الشيخ دعموش: جبهات المساندة من لبنان إلى اليمن والعراق وسورية وإيران، مستمرة طالما العدوان مستمر. الشيخ دعموش: العدو فشل بالرغم من التدمير والقتل والمجازر في تحقيق أهدافه، ولم يتمكن من تبديد الخوف والقلق لدى الصهاينة من تكرار ما جرى في 7 تشرين الأول/أكتوبر. الشيخ دعموش: ستبقى هذه المقاومة حاضرة، ولن يتمكن العدو من القضاء عليها، لأنها حق، والحق يعلى ولا يعلى عليه، ولا يمكن لاحد القضاء على الحق والمقاومة. الشيخ دعموش: المقاومة في لبنان كانت السبّاقة في مساندة غزة، واستطاعت أن تفرض معادلات جديدة على العدو، وأظهرت العجز الإسرائيلي عن حماية مواقعه ومستوطناته. الشيخ دعموش: تمادي العدو في الاغتيالات وقتل المدنيين وتوسيع دائرة القصف على القرى والبلدات في الجنوب، لن يعيد المستوطنين الى منازلهم، ولن يخرج نتنياهو من مأزقه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 6-9-2024: الطريق الوحيد لإيقاف العدوان هو الضغط على العدو في الميدان. الشيخ دعموش: العدو الصهيوني لديه أطماع حقيقة في كل فلسطين وفي المنطقة، والهدف الحقيقي والاستراتيجي هو إحكام السيطرة على كل فلسطين التاريخية. الشيخ دعموش: أهم المؤشرات السياسية التي تدل على الأطماع "الإسرائيلية" في فلسطين: ما ذكره الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في أحد خطاباته الانتخابية مؤخرًا من أن مساحة "إسرائيل" تبدو صغيرة على الخارطة. الشيخ دعموش: مشروع نتنياهو وحلفائه في الحكومة هو تحويل كامل فلسطين إلى دولة يهودية وطرد أهلها، ولذلك سيواصل حربه على غزة والضفة لتنفيذ هذا المشروع. الشيخ دعموش: الأميركي شريك مع نتنياهو وداعم مطلق للعدوان "الإسرائيلي" على غزة ولبنان، وملتزم بأمن "إسرائيل". الشيخ دعموش: من المستبعد أن يرضخ نتنياهو لأي ضغوط داخلية أو خارجية، بل سيواصل عدوانه على غزة والضفة ولبنان، وليس أمامنا في محور المقاومة سوى الصمود ومواصلة جبهات الاسناد.

المساجد لله لا للمذاهب والأحزاب

المساجد هويتها وانتماؤها لله، وهي بيوت الله في الارض، يزوروها الجميع ويدخلها الجميع بدون حرج او قلق او خوف، كما في الحديث عن الإمام الصادق (عليه السلام): "عليكم باتيان المساجد، فإنها بيوت الله في الأرض، ومن أتاها متطهرا طهره الله من ذنوبه، وكتب من زواره، فأكثروا فيها من الصلاة والدعاء".

خلاصة الخطبة

أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش "أنه مع تفاقم الأزمات الاقتصادية والسياسية والقضائية، بات اللبنانيون أحوج ما يكون إلى الحوار ‏والتفاهم والاتفاق على رئيس للجمهورية"، لافتًا إلى أن "هناك دولًا إقليمية ودولية وفي مقدمها السعودية، ‏تمنع اللبنانيين من الحوار والتلاقي وتضع الفيتوات وتعقد بتدخلها في شؤوننا الداخلية مسارات ‏الحل".‏

وقال الشيخ دعموش في خطبة الجمعة، "إننا نقبل أن تساعد الدول الخارجية اللبنانيين على التواصل والتلاقي وحث الأطراف على ‏الحوار وتقريب وجهات النظر فيما بينها، لكننا نرفض أن تضع فيتوات على اي مرشح للرئاسة ‏أو أن تفرض رئيسا على لبنان"، معتبرًا أن "هذه الدول تدفع بالبلد نحو ‏الفوضى والانهيار الشامل"‎‏.‏

ورأى أن "اللبنانيين اليوم أمام امتحان صعب وعليهم أن يختاروا إما الحوار والتوافق الذي يضع ‏البلد على مسار الحل، وإما الانصياع للخارج والتشبث بخيارات التحدي والمواجهة الذي يضع ‏البلد على مسار الفوضى والفتنة".‏

وختم الشيخ دعموش قائلا: "لن ننصاع أمام إرادة الخارج ولا تعنينا الفيتوات الخارجية ولن نستسلم للفوضى ‏ولن نسمح بأخذ البلد نحو الفتنة".‏

 

نص الخطبة

نبارك لكم مجددا ذكرى ولادة بقية الله الاعظم الامام الحجة المنتظر(ع) حيث لا زلنا نعيش أجواء الخامس عشر من شهر شعبانالمعظم وهذه الذكرى العطرة والعظيمة.

 وننوه مجددا ايضا بان الاسبوع الاخير من شهر شعبان قد تم اعتماده منذ سنوات اسبوعا للمسجد، لإعمار المسجد وإحيائه وتفعيل دوره في حياتنا ولدى أبناء الأمة، ولذلك سأتحدث في هذه الخطبة وفي الخطبة القادمة إن شاء الله عن هذه المناسبة وما يرتبط بالمساجد ودورها وأهمية اعمارها وإحيائها .

يقول الله تعالى: ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾ الجن: 18.

ما نستوحيه من هذا الآية وغيرها من الآيات والنصوص هو: ان المساجد لله، وهي بيوت الله التي تستوعب وتحتضن الجميع، هي لكل المسلمين على اختلاف مذاهبهم وتوجهاتهم وانتماءاتهم، وليست للمذاهب والاحزاب، ليست  لفئة معينة او شريحة خاصة، ليست  او لهذه الجماعة او تلك ولا  لهذه الجهة او تلك .. هي لله، وانتماؤها لله يلغي كل انتماء آخر لها ، فلا يستطيع احد سواء كان مذهبا او جهة اوجماعة او حزبا او شخصا ان ينسب المساجد اليه ويقول: هذا مسجد فلان او الجهة الفلانية او الحزب الفلاني او المذهب الفلاني، هي لله ولجميع عباد الله المؤمنين به الذين يعبدونه وحده ويسجدون له وحده، فلا يصح ان يحتكرها احد ولا يصح ان نصنفها على اساس مذهبي او حزبي او عائلي، بان تكون هناك مساجد للسنة واخرى للشيعة او مساجد خاصة بهذا الحزب واخرى لحزب آخر، لا يصح احتكار المساجد من اي جهة كانت ، لا يصح ان يحتكرها مذهب او ان تحتكرها فئة او جماعة او حزب او عائلة او عشيرة أو اي اتجاه معين.

 إن معنى: ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ﴾ أن الاجواء التي ينبغي ان تسود في المساجد هي الاجواء الالهية الربانية والروحية، اجواء العبادة لله وحده والتوجه نحو الله وحده ، لا الأجواء المذهبية والفئوية والحزبية ولا الأهواء والعصبيات العشائرية والقبلية والعائلية ( فلا تدعوا مع الله احدا).

المساجد هويتها وانتماؤها لله، وهي بيوت الله في الارض، يزوروها الجميع ويدخلها الجميع بدون حرج او قلق او خوف، كما في الحديث عن الإمام الصادق (عليه السلام): "عليكم باتيان المساجد، فإنها بيوت الله في الأرض، ومن أتاها متطهرا طهره الله من ذنوبه، وكتب من زواره، فأكثروا فيها من الصلاة والدعاء".

 وعن الامام الباقر(ع)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):  قال الله تبارك وتعالى: ألا إن بيوتي في الأرض المساجد، تضئ لأهل السماء كما تضئ النجوم لأهل الأرض، ألا طوبى لمن كانت المساجد بيوته، ألا طوبى لعبد توضأ في بيته ثم زارني في بيتي، ألا إن على المزور كرامة الزائر، ألا بشر المشائين في الظلمات الى المساجد بالنور الساطع يوم القيامة.

واذا كانت المساجد بيوت الله فهي للسنة والشيعة ولكل من يؤمن بالله ويعبده وحده الى اي مذهب او جهة انتمى، كل الهويات والانتماءات والمسميات الاخرى تسقط امام الهوية الجامعة التي تجعل المساجد مفتوحة امام عباد الله .

هذه المسميات والتصنيفات صنعتها السياسة والعصبيات المذهبية والحزبية وأرساها وعزز من وجودها واقع الأمة الممزق والمشرذم، ولو ان ابناء الأمة والمذاهب التزموا عمليا بقوله تعالى ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ﴾ لما تحرج او خاف السني من دخول مسجد شيعي، او الشيعي من دخول مسجد سني، ولما امتنع السني من بناء مسجد في الوسط الشيعي او الشيعي من بناء مسجد في الوسط السني، بل اكثر من ذلك لو ان المسلمين امتلكوا ثقافة (ان المساجد لله) وان المساجد ذات هوية الهية ربانية خالصة لا تداخلها هويات اخرى ولا انتماءات أخرى، لما احتاج السنة ان يبنوا لهم مسجدا في نفس المنطقة التي يوجد فيها مسجد للشيعة ، ولما احتاج الشيعة ان يبنوا لهم مسجدا في نفس المنطقة التي يوجد فيها مسجد للسنة .

لقد اراد الله للمساجد التي هي لله ان تكون المكان الجامع الذي يجتمع فيه المسلمون سنة وشيعة وذوي اتجاهات وانتماءات متنوعة، ليعبدوا الله فيه ويتعارفوا ويتواصلوا ويتوحدوا ويتراصوا ويتآلفوا ويتآخوا ويتعاونوا.

المساجد هي منطلق للوحدة الحقيقية بين المسلمين وهي المكان الذي يستوعب الجميع ويحتضن الجميع ، ولذلك فقد سمى المسجد بالجامع لأنه يجمع المسلمين جميعا، فالمسجد فوق الانتماءات المذهبية والقبلية والطبقية والفئوية، ولا يصح أبداً أن تصنّف المساجد حسب الانتماءات، فهي لله وحده، لا يملكها أحد ولا يحتكرها أحد ولا يصح ان تخصص لفئة معينة او ان يتم وقفها شرعا لشريحة خاصة.

ولذلك نجد ان الفقهاء لم يجوزوا التخصيص في وقف المسجد، بحيث يكون وقفا مخصصاً لطائفة، أو لفئة او لشريحة معينة.

المساجد لله والجميع بالنسبة إلى الله سبحانه على حدّ سواء، وكلهم خلقه وعبيده وقد اشترك الكل في الاستفادة من المسجد بنسبة واحدة وبوجه واحد.

ولذلك فإن الفقهاء نصوا على استحباب الصلاة في أي مسجد بغض النظر عمن بناه سواء بناه السنة ام الشيعة وسواء كان محسوبا على هذه الجهة او تلك الجهة، وكذلك عندما نراجع أحكام المساجد، كحرمة تنجيسها أو حرمة دخول الجنب والحائض إليها، نجد ان هذه الاحكام تنطبق على جميع المساجد دون فرق بين مسجد بناه السنة اومسجد بناه الشيعة، او مسجد بناه هذا الحزب او ذاك.

ولذلك ورد في كتاب وسائل الشيعة للحر العالملي في أحكام المساجد "باب استحباب الصلاة في المسجد وإتيانه حتى مساجد العامة" وباب "عدم كراهة الصلاة في مساجد العامة أداءً ولا قضاء، فرضا ولا نفلا" .

احد أصحاب الامام الصادق(ع) يقول: قلت لأبي عبد الله: إني لأكره الصلاة في مساجدهم فقال: لا تكره إلى أن قال: - فأدِ فيها الفريضة والنوافل واقض ما فاتك.
وهذا ما اكد عليه ائمة اهل البيت(ع) في كل احاديثهم، وهكذا كانت سيرتهم العملية في حياتهم.

وطبعا عندما نقول ان المساجد هي منطلق للوحدة بين المسلمين وانهاالمكان الذي يجمع كل المسلمين المصلين من كل المذاهب وليس وقفا على فئة خاصة، فان هذا لا يعني ان يتخلى المسلمون عن مذاهبهم وانتماءاتهم، فقد تتنوع وتتعدد المذاهب والآراء والأفكار في الأمة، وتختلف فيها التوجهات والانتماءات والمواقف، لكن لا ينبغي للاختلاف في المذاهب والانتماءات والمواقف أن يفقد الأمة الوحدة والانسجام والاجتماع في بيوت الله للعبادة والتقارب والتعاون فيما يرضي الله عزوجل وينفع الامة.

مع الاسف لم يعد المسجد في واقعنا هو العنوان الجامع للامة على اختلاف انتماءاتها ، بل أصبح لكل مذهب مساجده الخاصة ، ولكل عائلة او حزب او جماعة مساجدها الخاصة، لم تعد المساجد واحدة للجميع، وهذا أكبر دليل على أن المساجد في واقعنا الفعلي والميداني ليست لله بالمعنى الذي اراده الله، بل لكل فئة مساجد خاصة يخاف الآخرون ان يدخلوها ويصلوا فيها.

اصبحنا نرتاح نفسيا للصلاة في هذا المسجد أكثر من ذاك، واصبحنا نؤخر الصلاة كي نصلي في هذا المسجد دون ذاك، لان هذا المسجد محسوب لنا وذاك محسوب لغيرنا، اصبحنا نصلي باطمئنان وراحة بال هنا بينما نصلي بقلق هناك، اصبح أحدنا يشعر بالغربة في بعض المساجد مع انه هو في بيت الله الذي يقول الله عنه ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ﴾!!

هذه كلها مظاهر لحقيقة مرة وهي أن حال المساجد في واقعنا الاسلامي ليست كما يريدها الله في انتسابها إليه وحده .

هذه التصنيفات والهويات المختلفة للمساجدأوجد موقفا نفسيا في بعض المناطق، لكنها في مناطق أخرى دفعت إلى ما هو أكثر وأخطر من الموضوع النفسي، دفعت بالبعض الى الاعتداء على بعض المساجد والقيام بتفجيرها وقتل من فيها .

  التفجيرات الإرهابية التي تضرب بعض المساجد في باكستان وافغانستان والعراق وغيرها انما يقوم بها الارهابيون التكفيريون لمجرد انها محسوبة للشيعةويرتادها مسلمون شيعة، وقد بات الاستهداف للمساجد مقبولا في تلك البيئة وفي تلك المناطق، مع ان الاعتداء عليها هو اعتداء على الله ، لانها بيوت الله التي يعبد الله فيها ويسجد لله فيها .

 والأسوء من ذلك هو أن الإدانات والمواقف المستنكرة من بقية العالم الإسلامي ضد هذا النوع من التفجيرات الإرهابية خجولة ولا ترتقي الى المستوى المطلوب.

هذا الواقع مع الاسف موجود اليوم، وهو واقع مخالف لما اراده الله، ومخالف لتعاليم الاسلام التي ارادت احترام المساجد وتعظيمها لان تعظيمها هو تعظيم لله.

اراد الاسلام ان تكون المساجد مكانا وعنوانا للوحدة والتآلف والتآخي لا للتفرقة والتمايز، اراد منا ان نكسر الحواجز النفسية تجاه بعض المساجد لتكون المساجد كلها لله.

في اسبوع المسجد نستحضر هذه المعاني ونؤكد على هذا الدور الوحدوي للمساجد، وعلى عدم التمييز بين المساجد، وعلى اهمية احيائها كلها ، والحضور فيها والصلاة فيها كلها، والانطلاق منها لتحمل مسؤوليات الحياة .

اليوم مع تفاقم الازمات الاقتصادية والسياسية والقضائية بات اللبنانيون احوج ما يكون الى الحوار والتفاهم والإتفاق على رئيس للجمهورية، لكن هناك دولا اقليمية ودولية وفي مقدمها السعودية تمنع اللبنانيين من الحوار والتلاقي وتضع الفيتوات وتعقد بتدخلها في شؤوننا الداخلية مسارات الحل.

نحن نقبل ان تساعد الدول الخارجية اللبنانيين على التواصل والتلاقي وحث الاطراف على الحوار وتقريب وجهات النظر فيما بينها، ولكننا نرفض ان تضع فيتوات على اي مرشح للرئاسة او ان تفرض رئيسا على لبنان .

الدول التي تمنع التلاقي والتوافق بين اللبنانيين وتضع الفيتوات إنما تدفع بالبلد نحو الفوضى والإنهيار الشامل .

واللبنانيون اليوم أمام امتحان صعب وعليهم أن يختاروا اما الحوار والتوافق الذي يضع البلد على مسار الحل، واما الانصياع للخارج والتشبث بخيارات التحدي والمواجهة الذي يضع البلد على مسار الفوضى والفتنة.

نحن لن ننصاع لارادة الخارج ولا تعنينا الفيتوات الخارجية ولن نستسلم للفوضى ولن نسمح بأخذ البلد نحو الفتنة .