المواجهة الأولى العسكرية للنبي (ص) كيف كانت وكيف انتصر ؟.(39)
- المجموعة: لبيك يا رسول الله2
- 03 تشرين1/أكتوير 2013
- اسرة التحرير
- الزيارات: 3221
معركة "بدر" أحداث وعبر (39)
كانت معركة بدر أولَ معركة مسلحة كبرى خاضها النبي(ص) والمسلمون في مواجهة المشركين من قريش, وقد حصلت هذه المعركة يومَ الجمعة في السابعَ عَشرَ من شهر رمضان المبارك, في السنة الثانية بعد الهجرة الى المدينة.
وقد بدأت المعركةُ عندما قرر رسولُ الله (ص) أن يفرُض حصاراً اقتصادياً على قريش, لأن قريشاً كانت لها رحلاتٌ تجاريةٌ سنوية إلى الشام وكان طريقُ هذه الرحلات يمر بالقرب من المدينة المنورة. وفي السنة الثانية للهجرة علم النبيُ (ص) أن قافلةً تجاريةً كبيرةً لقريش بقيادة أبي سفيان آتيةٌ من الشام باتجاه مكة وفيها أموالٌ وبضاعةٌ لقريش, فأمر النبيُ بعضَ المسلمين أن يعترضوا طريق هذه القافلة, ولم يكن الهدفُ من هذا الإجراء الحصولَ على المال والغنيمة, أو قطعَ الطريق من أجل السلب والنهب طمعاً في المال كما يحاول بعضُ المستشرقين أن يصوّرَ ذلك, وإنما كان الهدفُ هو أن النبي كان يريد أن يظهر لقريش أنه في موقع القوة وأنها في موقع الضعف وأنه قادرٌ على أن يحاصرهم في تجارتهم وأن يعطل حركتهم الاقتصادية حتى يدفعَهُم ذلك إلى أن يمتنعوا عن محاربة الدعوة والتآمرِ على الإسلام وعلى النبي (ص).
وَعَرَفَ أبو سفيان أن قافلته ملاحقةٌ من قبل المسلمين, فأرسل إلى مكة رجلاً ليُبْلِغَ قريشاً بذلك, ليهبّوا إلى نجدته ونجدةِ قافلتِهِم التي فيها أموالُهُم, ثم غيَّرَ طريقَه ولم يمرّ بالقافلة قُربَ المدينة كما هي العادة, واستطاع أن ينجو من سرية المسلمين التي كانت ترصدُه وتلاحقُه.
وبعدما استطاع أبو سفيان أن ينجوَ بالقافلة أرسل إلى قريش أنه قد نجا وأنّه لا حاجة لخروجهم, وعندما وصلهم هذا الخبر كانوا قد خرجوا من مكة وأصبحوا في الطريق إلى المدينة, فاختلفوا فيما بينهم فرأى بعضُهُم: أن يرجعوا إلى مكة ما دام أن القافلة قد نجت, وأصرّ البعضُ الآخر ومنهم أبو جهل على متابعة السير لمحاربة النبي حتى لا يجرؤَ مرة أخرى على اعتراض قوافلهم ومحاصرتِهم اقتصادياً, وانتصر هذا الرأي وتابعت قريشٌ مسيرها بكلّ قوتها البشرية والمالية والعسكرية وقد بلغ عددُهُم تِسعَمَائةٍ وخمسين مقاتلاً معهم مئةُ فرس وسبعُمَائة بعير محملةٍ بالطعام والعتادِ والسلاح.
ولمّا علم رسولُ الله(ص) بخروج المشركين وتصميمِهِم على قتاله, جمع المسلمين واستشار أصحابه المهاجرين والأنصار في أمر القتال. إن سيرة رسولِ الله(ص) في استشارة أصحابه والاستماعِ إلى آرائهم وهو الرسولُ المسددُ في كل آرائه وخطواته من الله عز وجل, توحي إلينا وإلى كل قيادة إسلامية أن لا تستبدَ برأيها, حتى لو كانت تملك الرأي السديدَ والصائب بل إن عليها أن تستشير لا سيما في القضايا المصيرية والكبرى. ولأن معركة بدر كانت معركةً مصيريةً يتقرر على أساس نتائِجِها مصيرُ الإسلام والشرك في المنطقة في المستقبل المنظور على الأقل, فقد استشار النبي أصحابه المهاجرين والأنصار في أمر هذه الحرب, وبرز في المسلمين آنذاك موقفان:
الموقفُ الأول: موقفُ الذين كانوا يهابون قوةَ قريش وإمكاناتِها البشريةَ والعسكريةَ الواسعة وهؤلاء كأنهم أرادوا أن يَنْهَوا النبي(ص) عن مواجهة المشركين بأسلوب المثبطين للعزائم والإرادات, فقد قال بعضهم في التعبير عن هذا الموقف: يا رسول الله, إنها قريشٌ وغدرُها, والله ما ذَلَّتْ منذ عَزَّتْ, ولا آمنت منذ كفرت, والله لا تُسلمُ عِزَّهَا أبداً ولتقاتلنَك فاتهبْ لذلك أُهبَتَه وأَعِدَّ لذلك عُدّتَه.
الموقف الثاني: ولكن في مقابل هذا الموقف كان هنالك موقفٌ آخر: موقفُ أولئك المجاهدين الذين لا يخافون في الله لومة لائم, موقفُ الأقوياء والشجعان الذين يدركون أنهم على حق وأن الله معهم ولن يتخلى عنهم, موقفُ الذين لا يبالون بقوة العدو وقدراته وإمكاناته الواسعة برغم قلةِ عددِهم وضعفِ إمكاناتهم وبساطةِ عتادهم وسلاحهم.
فقد وقف بعضُهُم في بدر كما يقف المجاهدون والمقاومون اليوم وقالوا: يا رسول الله إمض لأمر الله فنحن معك, والله لا نقولُ لك كما قالت بنو إسرائيل لنبيها إذهب أنت وربُك فقاتلا إنا ههنا قاعدون, ولكن إذهب أنت وربُك فقاتلا إنا معكما مقاتلون, والذي بعثك بالحق يا رسول الله لو سِرْتَ بنا إلى بُرْكِ الغُمَاد - وهي منطقة بالقرب من اليمن - لسِرْنَا معك.
ووقف رجلٌ آخر وهو سعدُ بنُ معاذ سيدُ الأوس وقال للنبي: لقد آمنا بك يا رسول الله وصدّقناك وشهدنا أنّ ما جئتَ به هو الحق, وأعطيناك مواثيقَنَا وعهودَنَا على السمع والطاعة فامض يا نبي الله لما أردت, فوالذي بعثكَ بالحق لو استعرضت بنا هذا البحرَ وخضتَهُ لخُضْنَاهُ معك ... ولعل اللهَ يُريكَ منا بعضَ ما تَقَرُّ به عينُك, فسر بنا على بركة الله.".
وهنا كأن اللهَ قد أعطى رسولَه النتيجةَ الغيبيةَ للمعركة فقال لهم رسول الله(ص): سيروا وأبشروا, فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين - أي إما الغنيمةُ أو النصر - واللهِ كأني أنظرُ إلى مصارعِ القوم.
وهكذا خرج النبيُ(ص) بمن معهم من المسلمين لمواجهة المشركين, وكان عدد المسلمين ثلاثمائةٍ وثلاثةَ عشَرَ مقاتلاً, وكان معهم فَرَسَانِ من الخيل، وسبعون بعيراً من الإبل ومعهم من السلاح ستةُ أدرعٍ وثمانيةُ سيوف, وسار المسلمون حتى نزلوا بدراً وهي قرية تبعد عن المدينة المنورة نحو مِئةٍ وخمسين كيلو متراً جنوبَ غربيِ المدينة المنورة, وفي صبيحة يومِ السابعَ عشَرَ من شهر رمضان عبأ النبيُ أصحابه المقاتلين, وكانت رايتُه مع أمير المؤمنين عليِ بنِ أبي طالب, وكان عليٌ(ع) صاحبَ لواء رسولِ الله(ص) في هذه المعركة وفي كلِ المعاركِ الأخرى التي خاضها المسلمون في حياة رسول الله, حيث يؤكد المؤرخون أن لعليا الدور الأكبر في مسار حروب النبي وحسمها بالنصر، وبدأت المعركة بالمبارزة, ثم احتدمت والتحم الجيشان وهما غيرُ متكافئين لا من حيث العدد ولا من حيث العتاد, ولكن الله في هذه المعركة أنزل الكثير من ألطافه ورحمته, وأنزلَ الملائكةَ لا ليقاتلوا ولكن ليعيشوا أجواء المعركة وليُعطُوا المسلمين القوةَ الروحية لتطمئن قلوبُهُم, وانتصر المسلمون واستطاعوا أن يُلحقوا بالمشركين هزيمةً نكراء رُغمَ قلةِ عددِهم وعتادِهم وكثرةِ عددِ المشركين, فقد أسفرت معركةُ بدر عن قتل سبعينَ رجلاً من المشركين وأسرِ سبعينَ منهم ولم يسقط من المسلمين سوى أربعةَ عَشَرَ شهيداً ولم يُؤسرْ منهم أحد.
إن ما نستفيدُهُ من تلك المعركةِ التاريخيةِ الخالدة, هو أن القلة عندما تعيش الإيمانَ والإخلاصَ والثقةَ بالله، وتملكُ الوحدةَ والإرادةَ القوية، وتصبرُ وتثبُتُ في مواقع الجهاد والمواجهة، وتخططُ جيداً ولا تبالي بحشود العدو وقدراتِه وإمكاناته, تستطيعُ أن تصنعَ الانتصاراتِ بإذن الله حتى ولو كان العدو يملك الكثرةَ والقوةَ الكبيرة, وهذا هو سرُ بدر, فإن أصحاب بدر إنما انتصروا لأنهم كانوا يعيشون روحيةً واحدة وقلباً واحداً وموقفاً واحداً.
معركة "بدر" أحداث وعبر (33)
كانت معركة بدر أولَ معركة مسلحة كبرى خاضها النبي(ص) والمسلمون في مواجهة المشركين من قريش, وقد حصلت هذه المعركة يومَ الجمعة في السابعَ عَشرَ من شهر رمضان المبارك, في السنة الثانية بعد الهجرة الى المدينة.
وقد بدأت المعركةُ عندما قرر رسولُ الله (ص) أن يفرُض حصاراً اقتصادياً على قريش, لأن قريشاً كانت لها رحلاتٌ تجاريةٌ سنوية إلى الشام وكان طريقُ هذه الرحلات يمر بالقرب من المدينة المنورة. وفي السنة الثانية للهجرة علم النبيُ (ص) أن قافلةً تجاريةً كبيرةً لقريش بقيادة أبي سفيان آتيةٌ من الشام باتجاه مكة وفيها أموالٌ وبضاعةٌ لقريش, فأمر النبيُ بعضَ المسلمين أن يعترضوا طريق هذه القافلة, ولم يكن الهدفُ من هذا الإجراء الحصولَ على المال والغنيمة, أو قطعَ الطريق من أجل السلب والنهب طمعاً في المال كما يحاول بعضُ المستشرقين أن يصوّرَ ذلك, وإنما كان الهدفُ هو أن النبي كان يريد أن يظهر لقريش أنه في موقع القوة وأنها في موقع الضعف وأنه قادرٌ على أن يحاصرهم في تجارتهم وأن يعطل حركتهم الاقتصادية حتى يدفعَهُم ذلك إلى أن يمتنعوا عن محاربة الدعوة والتآمرِ على الإسلام وعلى النبي (ص).
وَعَرَفَ أبو سفيان أن قافلته ملاحقةٌ من قبل المسلمين, فأرسل إلى مكة رجلاً ليُبْلِغَ قريشاً بذلك, ليهبّوا إلى نجدته ونجدةِ قافلتِهِم التي فيها أموالُهُم, ثم غيَّرَ طريقَه ولم يمرّ بالقافلة قُربَ المدينة كما هي العادة, واستطاع أن ينجو من سرية المسلمين التي كانت ترصدُه وتلاحقُه.
وبعدما استطاع أبو سفيان أن ينجوَ بالقافلة أرسل إلى قريش أنه قد نجا وأنّه لا حاجة لخروجهم, وعندما وصلهم هذا الخبر كانوا قد خرجوا من مكة وأصبحوا في الطريق إلى المدينة, فاختلفوا فيما بينهم فرأى بعضُهُم: أن يرجعوا إلى مكة ما دام أن القافلة قد نجت, وأصرّ البعضُ الآخر ومنهم أبو جهل على متابعة السير لمحاربة النبي حتى لا يجرؤَ مرة أخرى على اعتراض قوافلهم ومحاصرتِهم اقتصادياً, وانتصر هذا الرأي وتابعت قريشٌ مسيرها بكلّ قوتها البشرية والمالية والعسكرية وقد بلغ عددُهُم تِسعَمَائةٍ وخمسين مقاتلاً معهم مئةُ فرس وسبعُمَائة بعير محملةٍ بالطعام والعتادِ والسلاح.
ولمّا علم رسولُ الله(ص) بخروج المشركين وتصميمِهِم على قتاله, جمع المسلمين واستشار أصحابه المهاجرين والأنصار في أمر القتال. إن سيرة رسولِ الله(ص) في استشارة أصحابه والاستماعِ إلى آرائهم وهو الرسولُ المسددُ في كل آرائه وخطواته من الله عز وجل, توحي إلينا وإلى كل قيادة إسلامية أن لا تستبدَ برأيها, حتى لو كانت تملك الرأي السديدَ والصائب بل إن عليها أن تستشير لا سيما في القضايا المصيرية والكبرى. ولأن معركة بدر كانت معركةً مصيريةً يتقرر على أساس نتائِجِها مصيرُ الإسلام والشرك في المنطقة في المستقبل المنظور على الأقل, فقد استشار النبي أصحابه المهاجرين والأنصار في أمر هذه الحرب, وبرز في المسلمين آنذاك موقفان:
الموقفُ الأول: موقفُ الذين كانوا يهابون قوةَ قريش وإمكاناتِها البشريةَ والعسكريةَ الواسعة وهؤلاء كأنهم أرادوا أن يَنْهَوا النبي(ص) عن مواجهة المشركين بأسلوب المثبطين للعزائم والإرادات, فقد قال بعضهم في التعبير عن هذا الموقف: يا رسول الله, إنها قريشٌ وغدرُها, والله ما ذَلَّتْ منذ عَزَّتْ, ولا آمنت منذ كفرت, والله لا تُسلمُ عِزَّهَا أبداً ولتقاتلنَك فاتهبْ لذلك أُهبَتَه وأَعِدَّ لذلك عُدّتَه.
الموقف الثاني: ولكن في مقابل هذا الموقف كان هنالك موقفٌ آخر: موقفُ أولئك المجاهدين الذين لا يخافون في الله لومة لائم, موقفُ الأقوياء والشجعان الذين يدركون أنهم على حق وأن الله معهم ولن يتخلى عنهم, موقفُ الذين لا يبالون بقوة العدو وقدراته وإمكاناته الواسعة برغم قلةِ عددِهم وضعفِ إمكاناتهم وبساطةِ عتادهم وسلاحهم.
فقد وقف بعضُهُم في بدر كما يقف المجاهدون والمقاومون اليوم وقالوا: يا رسول الله إمض لأمر الله فنحن معك, والله لا نقولُ لك كما قالت بنو إسرائيل لنبيها إذهب أنت وربُك فقاتلا إنا ههنا قاعدون, ولكن إذهب أنت وربُك فقاتلا إنا معكما مقاتلون, والذي بعثك بالحق يا رسول الله لو سِرْتَ بنا إلى بُرْكِ الغُمَاد - وهي منطقة بالقرب من اليمن - لسِرْنَا معك.
ووقف رجلٌ آخر وهو سعدُ بنُ معاذ سيدُ الأوس وقال للنبي: لقد آمنا بك يا رسول الله وصدّقناك وشهدنا أنّ ما جئتَ به هو الحق, وأعطيناك مواثيقَنَا وعهودَنَا على السمع والطاعة فامض يا نبي الله لما أردت, فوالذي بعثكَ بالحق لو استعرضت بنا هذا البحرَ وخضتَهُ لخُضْنَاهُ معك ... ولعل اللهَ يُريكَ منا بعضَ ما تَقَرُّ به عينُك, فسر بنا على بركة الله.".
وهنا كأن اللهَ قد أعطى رسولَه النتيجةَ الغيبيةَ للمعركة فقال لهم رسول الله(ص): سيروا وأبشروا, فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين - أي إما الغنيمةُ أو النصر - واللهِ كأني أنظرُ إلى مصارعِ القوم.
وهكذا خرج النبيُ(ص) بمن معهم من المسلمين لمواجهة المشركين, وكان عدد المسلمين ثلاثمائةٍ وثلاثةَ عشَرَ مقاتلاً, وكان معهم فَرَسَانِ من الخيل، وسبعون بعيراً من الإبل ومعهم من السلاح ستةُ أدرعٍ وثمانيةُ سيوف, وسار المسلمون حتى نزلوا بدراً وهي قرية تبعد عن المدينة المنورة نحو مِئةٍ وخمسين كيلو متراً جنوبَ غربيِ المدينة المنورة, وفي صبيحة يومِ السابعَ عشَرَ من شهر رمضان عبأ النبيُ أصحابه المقاتلين, وكانت رايتُه مع أمير المؤمنين عليِ بنِ أبي طالب, وكان عليٌ(ع) صاحبَ لواء رسولِ الله(ص) في هذه المعركة وفي كلِ المعاركِ الأخرى التي خاضها المسلمون في حياة رسول الله, حيث يؤكد المؤرخون أن لعليا الدور الأكبر في مسار حروب النبي وحسمها بالنصر، وبدأت المعركة بالمبارزة, ثم احتدمت والتحم الجيشان وهما غيرُ متكافئين لا من حيث العدد ولا من حيث العتاد, ولكن الله في هذه المعركة أنزل الكثير من ألطافه ورحمته, وأنزلَ الملائكةَ لا ليقاتلوا ولكن ليعيشوا أجواء المعركة وليُعطُوا المسلمين القوةَ الروحية لتطمئن قلوبُهُم, وانتصر المسلمون واستطاعوا أن يُلحقوا بالمشركين هزيمةً نكراء رُغمَ قلةِ عددِهم وعتادِهم وكثرةِ عددِ المشركين, فقد أسفرت معركةُ بدر عن قتل سبعينَ رجلاً من المشركين وأسرِ سبعينَ منهم ولم يسقط من المسلمين سوى أربعةَ عَشَرَ شهيداً ولم يُؤسرْ منهم أحد.
إن ما نستفيدُهُ من تلك المعركةِ التاريخيةِ الخالدة, هو أن القلة عندما تعيش الإيمانَ والإخلاصَ والثقةَ بالله، وتملكُ الوحدةَ والإرادةَ القوية، وتصبرُ وتثبُتُ في مواقع الجهاد والمواجهة، وتخططُ جيداً ولا تبالي بحشود العدو وقدراتِه وإمكاناته, تستطيعُ أن تصنعَ الانتصاراتِ بإذن الله حتى ولو كان العدو يملك الكثرةَ والقوةَ الكبيرة, وهذا هو سرُ بدر, فإن أصحاب بدر إنما انتصروا لأنهم كانوا يعيشون روحيةً واحدة وقلباً واحداً وموقفاً واحداً.
الشيخ علي دعموش