مقابلة مع إحدى المجلات
- المجموعة: مقابلات وحوارات
- 06 حزيران/يونيو 2014
- اسرة التحرير
- الزيارات: 7013
1- يواجه العمل الإسلامي بشكل عام تحديات جديدة على المستوى الثقافي و الإجتماعي تفرضها بعض القوى المرتبطة بالإستكبار العلمي لتشويه المفاهيم و القيم الإسلامية في محاولة لإستبدالها بمفاهيم و قيم غربية تحت شعارات مختلفة .
و في ظل هذا الجو يكتسب النشاط التبليغي اهمية على مستوى هداية الناس و توجيههم و تركيز الوعي في نفوسهم سواء الوعي الديني او الإجتماعي او السياسي و الجهادي .
و العلماء و اصحاب الفكر هم الذين يملكون الكفأة للقيام بهذا الدور و قد اخذوا على انفسهم القيام بهذه المسؤولية انطلاقا" من قوله تعالى : (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم)
و من هنا فان عليهم ان ينطلقوا في عملهم التبليغي من موقع هذه المسؤولية لامن موقع الوظيفة ليكون الدافع ذاتيا" و ليس وظيفيا".
و مع تقديرنا و اعتزازنا بكل المحاولات التي بذلت لتنظيم العمل التبليغي في اطار مؤسسات ,، لا تزال هناك ثغرات كبيرة على المستوى التطبيقي ، حيث ان هذه المؤسسات لم ترتق الى مستوى المتابعة الجادة لكل العاملين و لكل المناطق الشاغرة على اساس خطة مدروسة تستوعب الحاجات الفعلية في بعض المناطق و القرى .
لذلك ، اقترح دراسة الواقع بشكل ميداني لإكتشاف العاملين ، و المواقع الشاغرة ، ليشمل العمل التبليغي اكبر عدد ممكن من العلماء الذين يملكون الكفأة للقيام بدور مميز على مستوى توجيه الأمة و أوسع دائرة ممكنة من البلدات و القرى ، كما اقترح وضع صيغ عملية للتنسيق بين العلماء العاملين في المناطق و القرى . ليتدارسوا الواقع و اسلوب الحركة و يعملوا على تقويم كل الثغرات ليكونوا في مستوى التحدي .
2_ اعتقد ان مصلحة الشعب اللبناني هي ان يختار بنفسه رئيسا" يضع في اهدافه رضى الناس و تحقيق مصالحهم و التخفيف من معاناتهم ، و يضع في اولوياته مقاومة الإحتلال الإسرائيلي و ما يفرضه من تحديات لتحرير الأرض و تحقيق السيادة ، و يعمل على اقامة العدل و توفير فرص التقدم الإجتماعي ، و يتحرى تطبيق العدالة بدقة و امانة دون ان يراعي في ذلك اية اعتبارات عاطفية او طائفية او مصلحية خاصة ، و يترفع عن المحسوبيات حتى لايقع في ظلم الناس .
و لا يجوز من الناحية الحضارية ان يفرض على الشعب اللبناني حاكم او يمدد لرئيس دون ان يكون له ارادة فيه ، فهذا يشكل اهانة للبنانيين و احتقارا"للإنسان . لذلك فان المضمون الأخلاقي و الإنساني و الحضاري يقضي بأن يكون اختيار الرئيس بواسطة الناس أنفسهم كما هو الحال في الدول المتحضرة لان هذا الاستحقاق يتصل بحياتهم وواقعهم وليس لمجموعة منهم ان يقرروا عنهم ما يتصل بحياتهم.
هذا فيما ينبغي ان تكون عليه الأشياء من الناحية الموضوعية . اما على مستوى الواقع السياسي في لبنان فاننا نرى ان قرار التمديد للرئيس الحالي او العمل على انتخاب رئيس جديد، ليس قرارا" لبنانيا" داخليا" فحسب بل هو قرار له حساباته و ابعاده السياسية على الصعيد الاقليمي و الدولي ، و ربما كانت الأمور تسير باتجاه التمديد الذي هو ليس في مصلحة اللبنانيين لإعتبارات سياسية قد يكون منها ان الظروف الاقليمية و الضغوط التي تتعرض لها بعض دول القرار الاقليمية لا تسمح باجراء انتخابات رئاسية .
و لذلك اتصور بان المجلس النيابي سيعمد الى تعديل المادة 47 من الدستور ليفسح بالمجال امام خيار التمديد كخيار مرحلي .
3_ في الواقع هناك عدة ثغرات في القانون الانتخابي الحالي، منها عدم مساواة الناخبين في حقهم الانتخابي حيث ان الناخب في دائرة يمكنه الاقتراع لثلاثة مرشحين فقط بحسب عدد مقاعدها، بينما الناخب في دائرة أخرى يمكنه الاقتراع لعشرين مرشحا أو اكثر بحسب عدد مقاعدها ايضاً.
لذلك اعتبر أن الخيار الذي يخدم مصلحة اللبنانيين كلهم في اي منطقة كانوا،ويتيح نقل همومهم والتعبير عن مواقفهم بشكل صحيح هو في اعتماد لبنان دائرة انتخابية واحدة، فالدائرة الواحدة تفتح المناطق بعضها على بعض وتجعل الاهتمام بالوطن كله وليس بمنطقة على حساب مناطق اخرى،كما انها تعزز الانصهار الوطني وتزيل التناقضات الطائفية، وتحمّل الجميع مسؤولية شاملة، وحينذاك يتطلع المسؤولين إلى الوطن كله وليس إلى بلد أو مدينة أودائرة ضيقة دون اخرى.
4_ لا اتصور في يوم من الأيام أن امريكا كانت حريصة على امن الخليجيين بقدر ما هي حريصة على مصالحها وسياستها وما تخططه لمستقبل المنطقة، فكلنا يعرف بأن امريكا كانت الرابح الأكبر فيما سمي بعملية عاصفة الصحراء على جميع المستويات.
لذلك اعتقد بأن هناك اهدافا أخرى تتجاوز أمن الخليجيين وتتجاوز العراق نفسه من وراء التحركات السياسية والعسكرية الامريكية الأخيرة على صعيد المنطقة . فقد بات العالم يعرف بأن العراق لم يعد في وضع يستطيع معه تهديد امن المنطقة، ولو كانت اميركا تريد إسقاط نظام صدام لما احتاجت إلى كل هذه الحشود العسكرية.
لهذا اعتقد بأن هذه التحركات تستهدف إيران أولا وبالذات، وكل من يرفض الانصياع للإرادة الامريكية والدخول في النظام العالمي الجديد الذي تسوق له في المنطقة والذي يحتل فيه الكيان الصهيوني موقعا متقدما، فاستحقاق الانتخابات الإسرائيلية كما الأمريكية بات قريبا، وما يزال في المنطقة دول وقوى مؤثرة ترفض الاستسلام وتقف في وجه ما يسمى بعملية التسوية حتى غدت فاشلة من الناحية العملية، والإدارة الامريكية الصهيونية تحمل إيران وسوريا ولبنان والمقاومة الإسلامية في لبنان وفي فلسطين مسؤولية هذا الفشل. ولذلك لا بد من ضغط على هؤلاء حتى يستسلموا للعبة، ولكن المقاومة والثبات على المواقف الرافضة للاستسلام، والوحدة والتعاون فيما بين هذه القوى، ستقف حاجزا أمام تحقيق هذه الأهداف بعون الله.
5_ في الحقيقة إن جماعات التطرف النسائية،كان لها دور فعال في إعداد وثيقة متمر بكين كما ذكرت ذلك دراسة أعدتها إحدى الباحثات الأمريكيات الناشطات في مجال جمعيات الدفاع عن الاسرة والحق في الحياة بالولايات المتحدة: حيث اشارت إلى أن 10% من اعضاء تلك المؤسسات من الشاذات جنسيا وان واحدة من اولئك الشاذات رأست إحدى جلسات مؤتمر الجمعيات الأهلية الذي عقد في نيويورك في كانون الأول الماضي في إطار الإعداد لوثيقة بكين.
لذلك نحن نعتقد بأن من اهداف هذا المؤتمر الخروج بمقررات تضفي الصبغة القانونية على ممارسات الشاذين ودعاة الإباحية تحت شعار تحرير المرأة، وحمل الدول المشاركة على الالتزام بتلك المقررات والتعهد بتطبيقها في بلدانها.
وفي ما يتعلق بالوثيقة المعدة لعمل المؤتمر فإننا إذ نؤيد بعض بنودها المتعلقة بضرورة حضور المرأة في المجالات الاجتماعية والسياسية وضرورة مشاركتها في مسيرة البشرية ورفع الظلم عنها، نسجل رفضنا لكل بند يدعو المرأة إلى التحرر من الدين والقيم والاخلاق والإنسانية ويخل بكرامتها وعفافها، أو يخل بنظام الأسرة وموقع الأم فيها، أويحولها إلى مجرد سلعة إعلانية وتجارية ومصدر للاغراء والاستمتاع الجنسي، وعلى سبيل المثال، نرفض ما أشير إليه في بعض بنود الوثيقة من أن شكل الاسرة ليست سوى عادة بشرية يمكن الاستغناء عنها، ونعتبر ذلك مخالفا للفطرة البشرية وللاجتماع الإنساني، كما نلفت إلى أن البند المتعلق بالمساواة بين الرجل والمرأة يراد من خلاله ضرب الأصول والتشريعات الدينية الأصيلة.
كما أن البند المتعلق بتشريع إباحة الإجهاض يمثل انتهاكا لأبسط حقوق الإنسان وهو حقه في الحياة والوجود.
كما نرفض كل بند يتنافى مع احكام الشريعة الإسلامية المقدسة.
ولا بد من التنويه في هذا المجال بجهود المسلمات من وفود الجمهورية الاسلامية (في ايران) وبعض البلدان الإسلامية التي كان لها دور في مواجهة حملات التشويه والافتراء التي يتعرض لها الإسلام.والتذكير بالنساء المعذبات كما في البوسنة ولبنان وفلسطين.
والحمد لله رب العالمين.