كلمة في المجلس العاشورائي حوض الولاية 2-9-2019
- المجموعة: نشاطات ولقاءات
- 02 أيلول/سبتمبر 2019
- اسرة التحرير
- الزيارات: 1367
أشار نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش:الى أن المقاومة نفذت وعدها وردت على العدو الاسرائيلي وافهته ان مقابل كل عدوان هناك رد حتما، وقد اثبتت المقاومة بالفعل من خلال عملية إفيفيم النوعية انها لن تسمح لاسرائيل بتغيير قواعد الاشتباك
التي أرستها المقاومة بالدم في حرب تموز وحمت البلد من خلالها على مدى ثلاثة عشر عاما، وما بني بالدم لا يمكن لاسرائيل ان تسقطه او تقفز فوقه بسهولة.
ورأى خلال كلمة له في المجلس العاشورائي الذي يقيمه حزب الله في مدرسة الاناث في حوض الولاية: أن أهلنا بفعل المقاومة ووحدة الموقف اللبناني الرسمي والشعبي ومعادلة الجيش والشعب والمقاومة يعيش بأمان على طول الحدود مع فلسطين، وفي الوقت الذي كان العدو والمستوطنون يختبئون خلف الحدود على بعد عدة كيلومترات وفي الملاجىء، كان اهلنا يتجولون على الحدود ويمارسون حياتهم الطبيعية بكل ثقة وطمأنينة وثبات، بفضل المقاومة التي تمكنت من أن تزرع الثقة والعنفوان والثبات والقوة في مجتمعنا ولدى أهلنا.
وأكد: أن المقاومة بتنفيذها لوعدها أكدت أن المبادرة بيدها، وكبلت يد العدو مجددا، وأعادت تثبيت معادلة الردع، ومنعت العدو من توسيع دائرة قصفه، وبعثت برسالة اطمئنان لكل اللبنانيين ان العدو لن يجرىء على التمادي بعدوانه، وان لبنان في أمن واستقرار، وأبقت على جهوزيتها للدفاع عن لبنان امام اي تطور او استحقاق يمكن ان يقدم عليه العدو.
نص الكلمة بعنوان ( الحياء)
كربلاء زاخرة بالمعاني والقيم، ومن الصفات والقيم التي تحلى بها اصحاب كربلاء، رجالا ونساءا، هي صفة الحياء.
والحياء هو صفة في شخصية الانسان تمنعه من فعل القبيح او من ان يقوم بما ينافي الآداب والاخلاق والتقاليد والاعراف السليمة والاتزان، فعن عليّ عليه السلام: "الحياء يصدّ عن فعل القبيح .
والانسان الذي لديه حياء عندما يريد ان يقدم على أمر قبيح او معيب يتغير وجهه ويشعر بالانكسار خوفا من الاقتراب من العيب فيبتعد بموجب الحياء عن ذلك الفعل ولذلك قيل ان الحياء محله الوجه يعني يظهر على الوجه وملامح الانسان .
وهناك ارتباط شديد بين الإيمان والحياء، بحيث ان الإيمان من دون الحياء لا يتحقق او هو بلا قيمة، فعن الإمام الصادق عليه السلام: "لا إيمان لمن لا حياء له"3.يعني الذي لا يستحي ولا يخجل ولا يتورع عن ارتكاب امورقبيحة ومعيبة لا ايمان حقيقي له لان الايمان ينبغي ان ينعكس على سلوك الانسان بحيث يستحي ويخجل من ارتكاب الامور السيئة والمخلة بالآداب والاخلاق فاذا ارتكبها ولم يخجل فلا ايمان حقيقي له
والحياء يجب ان يكون اولا من الله لان الله يطلع على كل تصرفاتك وافعالك وخفاياك فاذا اردت ان تعصي الله فحتى لو كنت متسترا لم يرك احد من الناس لانك في الخفاء فاخجل من الله واعرف بان الله يراك ولا بد ان تستحي منه.
قيل للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: أوصني، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: "استحي من الله كما تستحيي من الرجل الصالح من قومك
ثانيا ان يخجل من النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم والأئمّة عليهم السلام لان النبي والائمة يطلعون على اعمال الانسان:
فعن الباقر عليه السلام: "إنّ أعمال العباد تعرض على نبيّكم كلّ عشية خميس، فليستحي أحدكم أن يُعرَض على نبيّه العمل القبيح"
وعن يعقوب بن شعيب قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قوله تعالى: ﴿... اعْمَلُواْ فَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُون...﴾ ، قال عليه السلام: "هم الأئمّة عليهم السلام"
ثالثا: الحياء من الملائكة:عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ليستحِ أحدكم من ملكيه اللذين معه كما يستحي من رجلين صالحين من جيرانه وهما معه بالليل والنهار
ورابعا: الحياء من الناس:عن عليّ عليه السلام: "من لم يستحِ من الناس لم يستحِ من الله سبحانه".
وخامسا: الحياء من النفس:عن علي عليه السلام: "أحسن الحياء استحياؤك من نفسك .وعنه عليه السلام: "الحياء مفتاح كلّ خير".
ومعظم الروايات تشير إلى أنّ على الإنسان أن يستحي من ارتكاب المعاصي، وعليه أن يستحي من ترك الواجبات وفعل المحرّمات! وان يستحي مما يتنافي مع الخلق الحسن والصفات الجميلة؛ لأنّ الذي يستحي من الله تعالى لا يمكن أن يعصيه وهو ينظر إليه، وكذلك الذي يستحي من النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يمكن أن يقع في المعصية وهو يعلم أنّ معصيته هذه ستُعرض على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم...
والحياء كما في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "هو الدين كلّه".فكلّما ازداد الحياء ازداد الدين، فعن عليّ عليه السلام: "على قدر الحياء تكون العفة".
ومن مصاديق ومفردات الحياء التي ينبغي الالتفات اليها والتقيد بها:
أ-الحياء في الستر:عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: "أيّها الناس إنّ الله يحبّ من عباده الحياء والستر فأيّكم اغتسل فليتوارَ من الناس فإنّ الحياء زينة الإسلام"
احيانا نجد البعض يشبك يده بيد زوجته في الشارع او يقبل زوجته امام الناس او يعبطها او ما شاكل هذا خلاف الاتزان والحياء.
ب- الحياء في النظر:يقول تعالى: ﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ﴾.والذي يتلصص على اعراض الناس عليه ان يخجل من نفسه.
ج- الحياء في القول: فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّ الله حرّم الجنّة على كلّ فاحش بذيء قليل الحياء لا يبالي ما قال وما قيل فيه".فبذاء اللسان والسب والشتم وكيل الاهانات خلاف الحياء حتى في حال الغضب والانفعال.
والحياء مطلوب من الإنسان بشكل عامّ، ولكنّه مطلوب من النساء بشكل أكيد، فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّ الله قسّم الحياء عشرة أجزاء فجعل في النساء تسعة وفي الرجال واحداً.
اليوم هناك استهداف للمرأة من خلال الحرب الناعمة لضرب الحياء لديها والعفة والحشمة وصولا الى جعلها انسانة مائعة ومتهتكة تحت عنوان حرية المرأة .
من الامور التي تتنافى مع الحياء والعفّة لدى المرأة:
1ـ التشبّه بالرجال: هناك أموراً تناسب الرجل وأخرى تناسب المرأة، وقد أكّد الإسلام على ضرورة أن يلتزم كلّ منهما بما يناسبه، فلا يقتحم الرجل ما يناسب المرأة ولا تقترف المرأة ما يناسب الرجل ولا يتناسب مع حيائها وعفّتها، لأنّ ما يصلح لأحدهما قد يكون مفسداً للآخر، وقد شدد النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم على ذلك حتى لعن المرأة التي تتخلّى عما يناسبها لتتشبّه بالرجال فقد ورد عنه صلى الله عليه وآله وسلم: "لعن الله المتشبّهات بالرجال من النساء ولعن الله المتشبّهين من الرجال بالنساء.
والتشبّه له الكثير من النماذج، وهو يشمل كلّ ما خالف طبيعة المرأة ووافق طبيعة الرجل، ومن أوضح هذه النماذج التشبّه باللباس بحيث تلبس المرأة لباس الرجل أو يلبس الرجل لباس المرأة!.او التهتك بالحجاب وعدم التقيد بالحجاب الشرعي الذي فرضه الله على المرأة. وهو الحجاب الفضفاض الذي يستر جسد المرأة وشعرها ولا يفصل البدن او يجعل المراة كالرجل في الزي والثياب
اليوم هناك لباس لا حياء فيه وهناك حجاب يتنافى مع الحياء والحشمة وهذه الموديلات والموضة هي وافدة من اجل ان يتم القضاء على الحجاب بالتدريج .
2- مما يتنافى مع الحياء ايضا الاختلاط وسلوك بعض الفتيات وبعض الفتيان اللذين لم تعد هناك حواجزولا حدود في العلاقة بينهما، حيث يتحدث اليوم الشاب مع الفتاة ويخرجان معا فيذهب الشاب والشابة الى الرحلات والقاءات وعلى البحر ويسحران ويتسامران ويتواصلان عبر وسائل التواصل ويتكلمان بما يتكلم به الزوج مع زوجته وهما غير متزوجان وكانه لا حدود للعلاقة بينهما هذا يحصل في مجتمعنا
في السابق عندما كانت التربية صحيحة وكانت البنت والاهل حريصين على الحشمة والعرض والشرف والسمعة كانت تخجل البنت ان تتحدث مع شاب وكان الحياء والخجل هو السمة العامة لفتياتنا كانت البنت لا تجرأ على الحديث مع شاب الا اذا كان طالبا للزواج كانت حتى اذا تريد ان تسألعن حكم شرعي نسائي لا تسأل الشيخ حياءا بل كانت توس اباها او اخاها او تبحث عن اخت متفقهة لتسأل عن الحكم اليوم باتت الجرأة ان لم نقل الميوعة هي السمة العامة بدل الخجل والحياء اليوم الاحاديث التي تجري بين بعض الفتيات والشباب مخجلة المكالمات الهاتفية الحديث عبر التواصل الاجتماعي
بل اليوم لم يعد هناك حياء حتى لدى المحصنة التي تسمح لنفسها ان تتحدث مع انسان غريب اوشاب غريب متجاوزة كل التقاليد والاعراف وقواعد العفة والحشمة والحياء مما يؤدي في كثير من الاحيان الى الطلاق وتدمير البيوت والعائلة.
اليوم إذا أردنا الخير في أنفسنا، ولاولادنا لابد لنا من أن نربي انفسنا وأولادنا على الحياء والعفة، حتى لا تنتشر في المجتمع السلوكيات السيئة، حتى يمتنع اللسان عن نطق الكلم البذيء، وتمتنع أعيننا عن متابعة عورات الناس، وتمتنع قلوبنا عن فعل الرذيلة، ويتنع اولادنا عن الاختلاط المخل، هذا يجعل حصانة في المجتمع والمجتمع المحصن اخلاقيا واجتماعيا والمتماسك يستطيع ان يواجه التحديات بشكل اقوى.
بالامس مارست المقاومة حقها ونفذت وعدها وردت على اسرائيل وافهت الاسرائيلي ان مقابل كل عدوان هناك رد حتما وقد اثبتت المقاومة بالفعل ومن خلال العملية النوعية بالامس انها لن تسمح لاسرائيل بتغيير قواعد الاشتباك التي ارستها المقاومة بالدم في حرب تموز وحمت البلد منة خلالها على مدى ثلاثة عشر عاما وما بني بالدم لا يمكن لاسرائيل ان تسقطه او تقفز فوقه.
لقد ولى الزمن الذي كان فيه العدو الاسرائيلي يسرح ويمرح على الحدود مع لبنان ويعتدي ويقتل ويدخل إلى أية قرية من هذه القرى كي يعتقل أي شاب من شبابها ويدمر أي بيت من بيوتها،
اليوم اهلنا بفعل المقاومة ووحدة الموقف اللبناني الرسمي والشعبي ومعادلة الجيش والشعب والمقاومة يعيش اليوم بأمان على طول الحدود مع فلسطين وفي الوقت الذي كان العدو والمستوطنين يختبئون خلف الحدود على بعد عدة كيلومترات وفي الملاجىء كان اهلنا يتجولون على الحدود ويمارسون حياتهم الطبيعية بكل ثقة وطمأنينة وثبات بفضل المقاومة التي تمكنت من أن تزرع الثقة والعنفوان والثبات والقوة في مجتمعنا ولدى أهلنا وشبابنا.
اليوم المقاومة بتنفيذ وعدها اكدت ان المبادرة بيدها وكبلت يد العدو مجددا واعادت تثبيت معادلة الردع ومنعته من توسيع دائرة قصفه، وبعثت برسالة اطمئنان لكل اللبنانيين ان العدو لن يجرىء على التمادي بعدوانه وان لبنان في أمن واستقرار، وابقت على جهوزيتها للدفاع عن لبنان امام اي تطور او استحقاق يمكن ان يقدم عليه العدو.