لقاء علمائي في مليتا في يوم القدس العالمي 21-6-2017
- المجموعة: نشاطات ولقاءات
- 21 حزيران/يونيو 2017
- اسرة التحرير
- الزيارات: 1670
أقامت مراكز الإمام الخميني(قده) في الجنوب لقاء علمائيا واسعا في قاعة معلم مليتا إحياء ليوم القدس العالمي الذي دعا إليه الإمام الخميني (قده) تقدمه نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش، الشيخ ماهر حمود رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المقاومة ورئيس مجلس تجمع العلماء المسلمين في لبنان الشيخ أحمد الزين، ولفيف من علماء صيدا والجنوب.
وبعد آي من الذكر الحكيم تحدث الشيخ علي دعموش فأكد “ان يوم القدس هو يوم للتذكير والاضاءة على هذه المأساة وهذه القضية وهو يوم لرسم الطريق وتحديد المسؤوليات بعيدا عن المجاملات الدبلوماسية والسياسية” .
اضاف:” على شعوبنا العربية والاسلامية ان تعرف جيدا ان كل ما يجري في منطقتنا اليوم تحت عنوان الحرية والديمقراطية والطائفية والمذهبية والدفاع عن العروبة هي مجموعة اكاذيب، وان الهدف الحقيقي هو تدمير دول المنطقة وتمزيقها، والقضاء على حركات المقاومة فيها، من اجل حماية اسرائيل . وان طريق المقاومة هو الخيار الذي يؤدي الى التحرير”.
وحول المشروع التكفيري قال:” انه ليس هناك من افق امام هذا المشروع لا في العراق ولا في سوريا ولا امل لها في تحقيق شيء .فالمنطقة تشهد تحولات استراتيجية وانجازات لصالح محور المقاومة وآخرها الوصول الى الحدود العراقية السورية من طرفي البلدين . وأن هزيمة داعش في سوريا والعراق ستساهم في انهاء هذه الحروب وأيقاف الفتن واستقرار الامن في دول المنطقة“.
وبعد قصيدة للشاعر الشيخ إبراهيم البريدي القى الشيخ ماهر حمود كلمة ومما جاء فيها “ان هناك مؤامرة وصراع مع وعد الهي بالانتصار وهذا حاصل إن شاء لله”.
بعدها القى الشيخ أحمد الزين كلمة دعا فيها العلماء الى وضع مشروع دعوة للامة الاسلامية لتحرر من هذا الفراغ المشين عندها نصل الى تحرير القدس الشريف”.
ثم القى الشيخ محمد الموعد رئيس تجمع علماء فلسطين كلمة تساءل خلالها اين العرب والمسلمين مما يجري في فلسطين من قتل” .
بعدها القى رئيس جمعية المشاريع الخيرية فضيلة الشيخ رويد عماش كلمة اكد فيها إنه بالوحدة تحرر القدس الشريف“.
وتحدث رئيس الهيئة الإسلامية الفلسطينية للرعاية والإرشاد الشيخ سعيد القاسم وأكد “أن فلسطين هي القضية المركزية للأمة وأن المقاومة هي الخيار الوحيد لتحريرها وأن الوحدة الإسلامية هي ضمانة الأمة في نبذ التفرقة والوقوف أمام كل المؤامرات الأمريكية والإسرائيلية والهجمة التكفيرية”.
وبعدها توجه المجتمعون وأدوا الصلاة الجامعة بإمامة الشيخ ماهر حمود ، وبعد الصلاة تناولوا طعام الإفطار الذي أقامته مراكز الإمام الخميني على شرف الحضور.
نص كلمة الشيخ دعموش في اللقاء العلمائي في معلم مليتا السياحي بمناسبة يوم القدس العالمي 21-6-2107.
نلتقي هنا في موقع من مواقع الجهاد والمقاومة لإحياء يوم القدس العالمي الذي دعا إليه الإمام الخميني (رضوان الله عليه) في آخر يوم جمعة من شهر رمضان المبارك، شهر العبادة والصلاة والصيام. وكان هدف الإمام(رضوان الله عليه) من هذا الإعلان:
أولاً: إبقاء قضية القدس حية في وجدان الأمة وثقافتها واهتماماتها وأولوياتها، ومشاريعها، وجهادها ونضالها..أن تبقى حيّة في الذااكرة والوجدان حتى لا تنساها الشعوب ولا تنساها الأمة ولا ينساها المسلمون، وليفهموا أن قضية القدس هي جزء من التزامهم وعبادتهم وصلاتهم وصيامهم، وبأنه لا يمكن للإنسان أن يدّعي التزاماً حقيقياً بدين الله (سبحانه وتعالى)، وهو يترك كياناً كالكيان الإسرائيلي، يحتل مقدساتنا ويعتدي على الشعب الفلسطيني وعلى شعوب المنطقة ويتآمر على الأمة ويعيث في الأرض فساداً.
ثانياً: أن يسلّط الضوء في كل عام، على مستوى الأمة وعلى مستوى العالم، على قضية فلسطين وشعبها ومقدساتها وأسراها في السجون الإسرائيلية، وما يعانيه الشعب الفلسطيني من حصار وضغوط وظروف حياتية قاسية في غزة أو في الضفة الغربية أو في أراضي الثمانية وأربعين وفي الشتات.
يوم القدس هو يوم للتذكير ويوم للإضاءة على هذه المأساة، وهذه القضية، وهو يوم أيضا لرسم الطريق وتحديد المسؤوليات بوضوح وبعيداً عن المجاملات الدبلوماسية والسياسية.
وفي هذا السياق يجب التأكيد والتذكير:
أولا: بان فلسطين، من البحر إلى النهر، أرض محتلة مغتصبة مسروقة من أهلها وأصحابها الشرعيين، وإسرائيل كيان غاصب ومحتل وسارق لا يجوز الاعتراف به ولا التسليم له ولا تقديم التنازلات له ويجب أن يزول من الوجود وأن يعود الحق كاملاً إلى أهله وإلى أصحابه، وأن تعود فلسطين كلها الى شعبها وأهلها.
هذا هو الحق والمنطق والقانون والأخلاق والدين. وأي كلام آخر هو خداع وتزوير وباطل وتجاوز لحقائق الدين والأخلاق والقيم الإنسانية والتاريخية.
ثانياً: أياً تكن الظروف والأوضاع التي آلت اليها الأمة والواقع العربي والاسلامي من ضعف ووهن وعجز فإن ذلك لا يسوّغ التسليم للعدو والاعتراف بشرعيته والقبول به والتوقيع لإعطاء الأرض له، وصولا إلى التطبيع معه وإقامة علاقات تجارية ودبلوماسية وأمنية ، والتواطؤ معه على المقاومين والصامدين والرافضين للاستسلام وللخنوع. وهذا ما يحصل الآن، للأسف بعض الأنظمة العربية اليوم اصبحت تزايد على اسرائيل في اظهار العداء لحركات المقاومة وإيران وتعتبر ايران والمقاومة هي العدو وليس اسرائيل وهي تسعى للتطبيع مع اسرائيل واقامة علاقات تجارية واقتصادية ويمكن تسيير رحلات جوية قريباً .
نحن في يوم القدس نقول لكل هؤلاء: لا تعترفوا بإسرائيل ولا تعطوها الشرعية. إن كنتم أنتم ضعافاً وعاجزين، ولستم أهلاً لهذه المعركة المصيرية والتاريخية، اتركوا هذا الأمر للأجيال وللمستقبل، للأجيال اللائقة والقادرة والكفوءة المستعدة لتحرير الأرض والمقدسات وإزالة هذه الغدة السرطانية من جسد هذه المنطقة.
ثالثاً: الطريق الوحيد المتاح أمام الشعب الفلسطيني وأمام شعوب المنطقة التي يستهدفها هذا الكيان، ويعتدي عليها ، ويحتل بعض أراضيها ويطمع بخيراتها ، هو الصمود والمقاومة ولو بالنفس الطويل. المفاوضات والتسويات لم تؤدي سوى إلى الاعتراف بإسرائيل، إلى إعطاء القسم الأكبر من أرض فلسطين إلى إسرائيل، وإلى فتح الأبواب للخانعين العرب ليطبّعوا ويقيموا العلاقات مع إسرائيل، وإلى تطويق المقاومين وإلى فرض أصعب ظروف العيش والحياة على الشعب الفلسطيني وعلى شعوب المنطقة.
وهذا الحقيقة واضحة، لا تحتاج إلى الكثير من الأدلة ولا الى المزيد من الشواهد التاريخية، لأن الوقائع منذ ما قبل 48 إلى اليوم تؤكد هذه الحقيقة.
بينما ما حققته وصنعته المقاومة في العقود الأخيرة من انتصارات وانجازات حقيقية في لبنان وفي فلسطين وعلى مستوى المنطقة يؤكد أن خيار المقاومة هو الخيار الأجدى والأصوب الذي يستعيد الارض والحقوق وهو قادر على استعادة كل المقدسات.
ولأن المقاومة اثبتت جدواها خلال كل مراحل الصراع مع العدو وباتت تتقدم على مستوى الأمة وإرادتها وثقافتها وتأييدها ويتقدم مشروعها في مواجهة المشروع الصهيوني والاحتلال الإسرائيلي، كان المطلوب العمل على اسقاطها وإحباطها وتشويه سمعتها وسحقها وقد عمل الأعداء خلال السنوات الأخيرة على هذا الهدف عبر طريقين:
الطريق الأول: إنشاء الجماعات التكفيرية كداعش وأخواتها وإشعال الحروب والمواجهات والفتن والاقتتال الداخلي في المنطقة تحت عناوين كاذبة: الحرية والديموقراطية والطائفية والمذهبية، والهدف هو ضرب المقاومة والدول الداعمة لها من جهة، وضرب ارادة وثقافة المقاومة لدى شعوب أمتنا من جهة أخرى.
والطريق الثاني: هو تطبيع العلاقات مع اسرائيل من خلال اللقاءات العلانية، والتنسيق الإعلامي، وصولاً إلى محاولة تقديمها كصديق أو كحليف وأنها جزء من المعسكر والمحور التي تحشد له السعودية ضد ايران والمقاومة ، اليوم صارت اسرائيل جزءاً من معسكر محاربة الإرهاب الذي هو حركات المقاومة حزب الله وحماس وايران وسوريا.
اليوم نفس النظام السعودي والعائلة السعودية الحاكمة نفس آل سعود، الذين عملوا منذ البداية في العشرينات االأربعينات والستينات، على فتح الطريق أمام اميركا وبريطانيا ليقيموا دولة إسرائيل، وليحصلوا بمقابل ذلك على عروشهم. هم الذين ما زالوا الآن يقاتلون لتبقى الأبواب مفتوحة أمام إسرائيل، ويحاربون كل حركات المقاومة، في لبنان وفلسطين، من أجل أن تبقى لهم عروشهم، نفس المعادلة ونفس الحيثية ونفس الجهات، والتاريخ يعيد نفسه. هؤلاء هم أنفسهم قبل عقود وفي بدايات القرن الماضي لم يقاتلوا إسرائيل ولم يسمحوا بقتال إسرائيل وساعدوا لتقوم إسرائيل، وثبطوا عزائم هذه الأمة. وعندما قامت جيوش وحكومات لتقاتل إسرائيل تآمروا عليها وحاربوها وحاربوا كل ما هو مقاوم وقومي وعروبي تحت حجج مشابهة للحجج الحالية، والآن هم يعيدون الكرّة نفسها في مواجهة محور المقاومة.
والهدف الحقيقي والأهم والأساسي من كل الحملة التي تقودها السعودية ضد ابران والمقاومة ومن الشراكة الأمريكية السعودية الاسرائيلية التي تجلت بوضوح خلال قمة الرياض وما بعدها، هو تصفية القضية الفلسطينية،ودفع الشعوب للتخلي عن هذه القضية لكننا نحن وأنتم وكل الأحرار لن نتخلى عن هذه القضية .
على السعودية وكل أدوات أميركا وإسرائيل في المنطقة أن ييأسوا من إمكانية أن تتخلى شعوبنا وحركاتنا وقوانا الحية عن فلسطين وعن القدس وعن شعب فلسطين، وعن المقاومة مهما فعلتم،ومهما تآمرتم .
هذه رسالة واضحة يجب أن يفهمها هؤلاء، لن تستطيعوا أن تفرضوا ـ لا بالحديد ولا بالنار ولا بالقتل ولا بالمجازر ولا بالحروب ولا بالتضليل الإعلامي ولا بالتحريض الطائفي ولا بالاتهام ـ أن تفرضوا على أهل هذا المحور وعلى شعوبه وعلى حكوماته أن تتخلى عن فلسطين وأن تنسى القدس وأن تسمح لإسرائيل بأن تسيطر على هذه الأرض المباركة وتعيث في منطقتنا فسادا.
على شعوبنا العربية والإسلامية أن تعرف جيداً أن كل ما يجري في منطقتنا اليوم تحت عنوان الحرية والديموقراطية والطائفية والمذهبية والدفاع عن العروبة هي مجموعة من الأكاذيب، وأن الهدف الحقيقي هو تدمير دول المنطقة وتمزيقها وتفتيتها والقضاء على حركات المقاومة في المنطقة من أجل حماية إسرائيل وبقاء إسرائيل.
ويجب أن يعرفوا ايضا أن طريق المقاومة هو الخيار الذي يؤدي للتحرير وللنصر.
طريق المقاومة ممكن وموصل، ويجب على كل شعوب عالمنا العربي والإسلامي أن تضرب على يد هؤلاء الذين يصنعون الحروب ويفرضون الحروب ويصرّون على مواصلة الحروب، ويعطّلون أي شكل من أشكال الحل السياسي في سوريا أو في اليمن أو في البحرين أو في ليبيا أو في أي بلد، ويدعمون الحركات التكفيرية والإرهابية التي نشأت أساساً في فكرهم وفي أحضانهم وفي بيوتهم.
عندما تأخذ الأمة هذا الموقف، نعم يمكن أن تقف هذه الحروب ويمكن أن تقف هذه الفتنة، وعندما يعود المضللون التكفيريون الى صوابهم ويتخلوا عن التكفير وارادة القتل والتدمير يمكن ان تتوقف الحرب وتعود الأمة الى فلسطين، ويمكن أن نعود جميعاً إلى الطريق الصحيح والصواب وإلى المعركة الحقيقية التي بالتأكيد نستطيع أن ننتصر فيها جميعاً.
ليس هناك من أفق امام المشروع التكفيري في المنطقة ، ولا أفق للمعركة التي تخوضها داعش في العراق وسوريا ، ولا أمل لها فداعش باتت على طريق الإنهيار الكامل في الموصل وفي بادية الشام والمنطقة اليوم تشهد تحولات استراتيجة وانجازات استراتيجية لصالح محور المقاومة، وآخر إنجاز هو وصول القوات العراقية والسورية الى طرفي الحدود بين العراق وسوريا .
هذا الإنجاز الإستراتيجي يحبط المخطط الإمريكي الذي كان يسعى الى السيطرة على طول الحدود العراقية السورية لقطع التواصل البري بين دول محور المقاومة
اليوم الميدان هو الذي يحدد نتائج المعركة وهو الذي يرسم مستقبل المنطقة وكل الوقائع الميدانية تؤشر الى تراجع المشروع الأمريكي الإسرائيلي السعودي التكفيري في المنطقة بالرغم من المليارات السعودية والدعم اللامتناهي الذي تقدمه السعودية لهذا المشروع ماليا وسياسيا واعلاميا وعسكريا، بينما في المقابل مشروع محور المقاومة في تقدم مستمر ولديه تصميم على مواصلة المعركة حتى الحاق الهزيمة الكاملة بالمشروع الأمريكي الإسرائيلي وأدواته في المنطقة.
اليوم هزيمة داعش في سوريا والعراق ستساهم في انهاء هذه الحروب وإيقاف هذه الفتن الملعونة وفي اسقرار وأمن دول المنطقة ، ولبنان سيكون اول المستفيدين والرابحين لأن أمن لبنان من أمن االمنطقة ،وعلى لبنان القوي بجيشه وشعبه ومقاومته ان يلاقي انجازات الجيش السوري والعراقي بطرد داعش والنصرة من جرود عرسال ورأس بعلبك واستأصال وجودهما من الأراض اللبنانية حتى نحمي وطننا واهلنا ونعزز أمننا واسقرار بلدنا