فضل شهر رجب وأعماله المستحبة
- المجموعة: مفاهيم عامة
- 12 أيار 2014
- اسرة التحرير
- الزيارات: 11787
مع إطلال شهر رجب الحرام ، لا بد من الحديث عن فضل وعظمة هذا الشهر المبارك ، وأهمية العبادة والأعمال المستحبة فيه ، من أجل الاستفادة من عطاءاته والمعاني الروحية التي يحملها .
- لقد ورد في الأحاديث المروية عن رسول الله وأئمة أهل البيت (ع) : ان رجب شهر الله العظيم وانه لا يقاربه شهر من الشهور ، حرمة وفضلا ، وانه موسم الدعاء والاستغفار والتوبة ، وهو شهر أمير المؤمنين (ع) ، حيث ولد في اليوم الثالث عشر منه ، كما هو شهر الرسالة حيث بُعث رسول الله (ص) بالإسلام في السابع والعشرين منه .
- أكدت الروايات على أهمية الدعاء الاستغفار والتوبة فيه ، فقد ورد عن النبي (ص) : أنه قال :"إنَّ الله تعالى نَصَبَ في السماء السابعة مَلكاً يُقال له (الداعي) فإذا دخل شهر رجب ينادي ذلك الملك كل ليلةٍ منه إلى الصباح : طوبى للذاكرين ، طوبى للطائعين ، يقول الله تعالى : أنا جليس من جالسني ، ومطيع من أطاعني ، وغافر من استغفرني الشهر شهري والعبد عبدي والرحمة رحمتي ، فمن دعاني في هذا الشهر أجبته ، ومن سألني أعطيته ، ومن استهداني هديته ، وجعلت هذا الشهر حبلاً بيني وبين عبادي فمن اعتصم به وصل إلي " .
وعن الإمام الصادق (ع) قال: قال رسول الله (ص) : " رجب شهر الاستغفار لأمتي ، فاكثروا فيه الاستغفار فانه غفور رحيم ، ويسمى الرجب الأصب لأن الرحمة على أمتي تصب صبا فيه فاستكثروا من قول (استغفر الله وأسأله التوبة ) ".
- كما أكدت الروايات على عظيم أجر الصيام فيه ، فقد ورد عن رسول الله ،أنه قال : من صام رجب كله استوجب على الله ثلاثة أشياء ؛ مغفرة لجميع ما سلف من ذنوبه ، وعصمة فيما بقي من عمره ، وأمانا من العطش يوم الفزع الأكبر " فقام شيخ ضعيف فقال يا رسول الله : إني عاجز عن صيامه كله ، فقال رسول الله (ص) :" صم أول يوم منه فان الحسنة بعشر أمثالها ، وأوسط يوم منه ، ،وآخر يوم منه ، فانك تعطى ثواب صيامه كله ". وعن الإمام الكاظم (ع) انه قال : " رجب نهر في الجنة اشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل ، من صام يوما من رجب سقاه الله من ذلك النهر ." (فضائل الأشهر الثلاثة ص23 ح 10 ).
وعن أبي حمزة البطائني احد أصحاب الإمام الصادق (ع) قال : دخلنا على الإمام الصادق في رجب وقد بقيت منه أيام فلما نظر إلي قال لي : يا سالم هل صمت في هذا الشهر شيئا ؟ قلت لا والله يا بن رسول .فقال لي :" لقد فاتك من الثواب ما لا يعلم مبلغه (أي حده وحجمه ) إلا الله عز وجل ، إن هذا الشهر قد فضله الله وعظم حرمته وأوجب للصائمين فيه كرامته . قال ، قلت له يا بن رسول الله ، فان صمت مما بقي شيئا هل أنال فوزا ببعض ثواب الصائمين ؟ قال:" يا سالم من صام يوما من آخر هذا الشهر كان ذلك أمانا من شدة سكرات الموت وأمانا له من هول المطلع وعذاب القبر ومن صام يومين من آخر هذا الشهر كلن له بذلك جواز على الصراط ومن صام ثلاثة أيام من آخر هذا الشهر أمن من الفزع الأكبر من أهواله وشدائده وأعطي براءة من النار .(فضائل الأشهر الثلاثة ص18ح3).
- من الأعمال الهامة في هذا الشهر أيضا القيام بالأذكار والأدعية الواردة في خصوصه التي منها :
أولا: الدعاء في الصباح والمساء ،وبعد كل صلاة بالدعاء المشهور الذي أوله : يا من أرجوه لكل خير وآمن سخطه عند كل شر . . . (وهو موجود في كتب الأدعية ).
ثانيا: القول في تمام الشهر كله ألف مرة ( استغفر الله ذا الجلال والإكرام من جميع الذنوب والآثام ) أي في كل يوم ثلاثين مرة تقريبا .
ثالثا: القول في تمام الشهر كله ، ألف مرة : " لا اله إلا الله " ، أي في كل يوم ثلاثين مرة تقريبا.
رابعا: إحياء ليلة الرغائب وهي ليلة الجمعة الأولى من شهر رجب ، بالعبادة والدعاء.
خامسا: أن نذكر على امتداد هذا الشهر حال السجود ؛ " اللهم عظم الذنب من عبدك فليحسن العفو من عندك ".
" وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين