كلمة في احتفال بمناسبة الاربعين في المعيصرة 30-10-2018
- المجموعة: نشاطات ولقاءات
- 30 تشرين1/أكتوير 2018
- اسرة التحرير
- الزيارات: 1766
قال نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش خلال احتفال بمناسبة أربعين الامام الحسين (ع) أقيم في المنتدى الثقافي في بلدة المعيصرة بحضور حشد من الشخصيات العلمائية والثقافية والاجتماعية:
اليوم مجتمع المقاومة مستهدف وبيئة المقاومة مستهدفة مستهدفة ليس أخلاقيا واجتماعيا فقط بل سياسيا ايضا فاعداء المقاومة يحاولون ضرب بيئة المقاومة ببعضها من خلال زرع الفتن الحزبية والمناطقية والعشائرية والعائلية، والضغط على جمهور المقاومة بالعقوبات المالية والتجارية، وهناك أدوات وجهات دولية واقليمية ومحلية تعمل على تنفيذ ذلك، ولكن بوعينا سنفشل هذا المخطط كما أفشلنا ما سبقه من مخططات ومشاريع.
هناك ايضا مراكز دراسات ووسائل إعلام وأقلام مأجورة وظيفتها وشغلها الشاغل العمل على تشويه صورة المقاومة والتحريض عليها وابعاد الشباب والأجيال عنها والفصل بينها وبين جمهورها وتخويف الناس منها واتهامها والافتراء عليها، هناك من يحرض اللبنانيين على المقاومة في كل يوم ويدعوهم الى المواجهة والفتنة، ويكفي ان تقرأوا بعض الصحف الخليجية لتكتشفوا حجم التحريض والضغط اليومي الذي تمارسه هذه الصحف على اللبنانيين لتأليبهم على المقاومة.
وهذه الممارسات والاجراءات ليست جديدة، هم جربوا ذلك في السابق، واستخدموا اساليب التشويه والتحريض والإفتراء خلال الانتخابات النيابية وقبلها وبعدها ، وعملوا على تضليل الرأي العام واتهام المقاومة بالتقصير امام اَهلها وشعبها، ودفعوا مئات ملايين الدولارات من اجل ان تتخلوا ويتخلى الشباب اللبناني عن المقاومة وخياراتها السياسية، ولكنهم فشلوا وخابت آمالهم، واصطدموا بوعيكم وثباتكم وشهامتكم وإرادتكم وصلابة مواقفكم.
يجب ان يشعر الأعداء باليأس من ان يحققوا أهدافهم ضد المقاومة. ونحن ننصحهم بان ييأسوا، لانهم لن يصلوا الى نتيجة، فهذه المقاومة باهلها وشهدائها وعوائل شهداءها وجرحاها ومجاهديها متجذرة وراسخة في لبنان، وهي أقوى وأصلب من أن ينال منها أحد أو ان يضعفها شيء من هنا او مؤامرات من هناك ،ولا يستطيع احد ان ينال من ارادتها وعزمها وروحها المستمدة من إرادة وعزم وروح كربلاء وعاشوراء.ونحن على ثقة تامة بان مقاومتنا واهلنا وبما يملكون من وعي وبصيرة وصبر وثبات سيفشلون مخططات العدو وكل محاولاته الجديدة كما أفشلوا كل المحاولات السابقة، وستبقى هذه المقاومة قوية وعزيزة ومقتدرة لانها مقاومة سيد الشهداء، وستبقى منتصرة تحمي لبنان وتحافظ على حريته وسيادته واستقراره، وتساهم الى جانب كل الحريصين على الوطن في بناءه وازدهاره ليبقى هذا البلد بلدا قويا وعزيزا وقادرا على مواجهة كل التحديات وكل المؤامرات والمخططات التي تستهدف أمنه وسلامه ووحدته واقتصاده وشعبه.
اليوم أمام الهموم الكبيرة التي يعيشها الناس في لبنان لا سيما على الصعيدين المعيشي والاقتصادي يصبح وجود حكومة جامعة ومتوازنة وقوية أمرا ملحا، ومسار التشكيل بات في مرحله الاخيرة وسنصل الى نتيجة في نهاية المطاف عاجلا ام آجلا، نحن منذ البداية طالبنا بوضع معيار واضح ومحدد وكانت مطالبنا واضحة منذ البداية ايضا وقدمنا كل التسهيلات المطلوبة لولادة الحكومة واليوم على الطرف الآخر ان يساعد نفسه ويقدم التسهيلات اللازمة من أجل الوصول الى نتيجة سريعة. وبطبيعة الحال بعد تشكيل الحكومة سيجري البحث في البيان الوزاري كالعادة، ولذلك من الآن نقول: نحن في حزب الله لدينا ثوابت لن نتخلى عنها في البيان الوزاري، ونأمل أن لا يضيع احد وقتا في نقاش ما اصبح من الثوابت.
فالحكومة التي ستتشكل ينتظرها عمل كثير ولا مجال لتضييع المزيد من الوقت، ولذلك المطلوب انجاز البيان الوزاري سريعا والتوجه نحو العمل ، والمطلوب من الحكومة أن تبذل جهودا مضاعفة فتعمل بفاعلية أكبر وبمسؤولية وجدية للتعويض عن الفترة الماضية وتحقيق انجازات على الصعد المختلفة،من أجل اعادة كسب ثقة اللبنانيين الذين شعروا في الفترة الأخيرة بأن همومهم في مكان وهموم المسؤولين في مكان آخر.
المطلوب اداء حكومي مسؤول لان استمرار الآداء الحكومي بعدتشكيل الحكومة الجديدة على ما هو عليه، سيعرّض الوضع الاقتصادي لمزيد من التدهور، "وبالتالي تكمن أهمية الحكومة الجديدة في آدائها كما تكمن في تركيبتها.
الأولوية في الحكومة الجديدة وفي المرحلة المقبلة يجب أن تكون لاصلاح الوضع الاقتصادي ومكافحة الفساد والهدر ومعالجة المشكلات الحياتية للمواطنيين كحل مشكلة الكهرباء والمياه والنفايات ودعم القطاعات الاقتصاديّة المنتجة لا سيما قطاعاتالزراعة والصناعة،اضافة الى العديد من الملفّات السياسيّة والأساسيّة الأخرى سواء المرتبطة بالنازحين او وباستخراجالنفط والغاز او بالعلاقة مع سوريا او بالتصدي لصفقة القرن وللعقوبات الأميركية على لبنان، واذا لم تتمكن الحكومة من انطلاقة قوية وايجابية في هذه الملفات وغيرها فقد نشهد وضعاً أكثر سوءاً من الوضع الذي نحن فيه.