الأربعاء, 27 11 2024

آخر تحديث: الأحد, 15 أيلول 2024 12am

المقالات
كلمة في اربعين الشهيد نعيم فرحات في بيت شاما البقاعية 15-9-2024

كلمة في اربعين الشهيد نعيم فرحات في بيت شاما البقاعية 15-9-2024

الشيخ دعموش خلال الحفل التكريمي للشهيد السعيد المجاهد على طريق القدس نعيم علي فرحات...

خطبة الجمعة 13-9-2024 – سيرة الهجرة النبوية

خطبة الجمعة 13-9-2024 – سيرة الهجرة النبوية

  الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-9-2024: من يتخلّى عن غزة والضفة شريك في الجريمة...

كلمة في اسبوع الاستاذ نايف علي مرعي 8-9-2024

كلمة في اسبوع الاستاذ نايف علي مرعي 8-9-2024

الشيخ دعموش خلال حفل تأبيني 8-9-2024: المقاومة لن تقبل بتغيير قواعد الاشتباك وكسر...

كلمة في اسبوع الشهيد علي عمرو في المعيصرة 11-8-2024

كلمة في اسبوع الشهيد علي عمرو في المعيصرة 11-8-2024

الشيخ دعموش من المعيصرة 11-8-2024: المقاومة مصمِّمة على ردٍ ميدانيٍ مؤلم ورادع. شدَّد...

كلمة في المجلس العاشورائي في مجمع المجتبى 16-7-2024

كلمة في المجلس العاشورائي في مجمع المجتبى 16-7-2024

الشيخ دعموش من باحة المجتبى 16-7-2024: مجاهدونا يصنعون بحضورهم وتضحياتهم في المعركة...

كلمة في المجلس العاشورائي في القماطية 16-7-2024

كلمة في المجلس العاشورائي في القماطية 16-7-2024

كلمة في المجلس العاشورائي في بلدة القماطية في جبل لبنان الشيخ دعموش من...

كلمة في المجلس العاشورائي في الاوزاعي 15-7-2024

كلمة في المجلس العاشورائي في الاوزاعي 15-7-2024

الشيخ دعموش من الاوزاعي15-7-2024 : نتنياهو يصرُّ على مواصلة العدوان وتعنته لن يوصله إلا...

كلمة في المجلسين العاشورائيين في بريتال وبدنايل 14-7-2024

كلمة في المجلسين العاشورائيين في بريتال وبدنايل 14-7-2024

الشيخ دعموش من بريتال وبدنايل14-7-2024 : أي حرب على لبنان ستصنع فيها المقاومة للكيان...

كلمة في المجلس العاشورائي في الشهابية 13-7-2024

كلمة في المجلس العاشورائي في الشهابية 13-7-2024

الشيخ دعموش من الشهابية 13-7-2024: المقاومة اليوم في أعلى درجات الجهوزية على كلّ...

  • كلمة في اربعين الشهيد نعيم فرحات في بيت شاما البقاعية 15-9-2024

    كلمة في اربعين الشهيد نعيم فرحات في بيت شاما البقاعية 15-9-2024

  • خطبة الجمعة 13-9-2024 – سيرة الهجرة النبوية

    خطبة الجمعة 13-9-2024 – سيرة الهجرة النبوية

  • كلمة في اسبوع الاستاذ نايف علي مرعي 8-9-2024

    كلمة في اسبوع الاستاذ نايف علي مرعي 8-9-2024

  • كلمة في اسبوع الشهيد علي عمرو في المعيصرة 11-8-2024

    كلمة في اسبوع الشهيد علي عمرو في المعيصرة 11-8-2024

  • كلمة في المجلس العاشورائي في مجمع المجتبى 16-7-2024

    كلمة في المجلس العاشورائي في مجمع المجتبى 16-7-2024

  • كلمة في المجلس العاشورائي في القماطية 16-7-2024

    كلمة في المجلس العاشورائي في القماطية 16-7-2024

  • كلمة في المجلس العاشورائي في الاوزاعي 15-7-2024

    كلمة في المجلس العاشورائي في الاوزاعي 15-7-2024

  • كلمة في المجلسين العاشورائيين في بريتال وبدنايل 14-7-2024

    كلمة في المجلسين العاشورائيين في بريتال وبدنايل 14-7-2024

  • كلمة في المجلس العاشورائي في الشهابية 13-7-2024

    كلمة في المجلس العاشورائي في الشهابية 13-7-2024

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-9-2024: من يتخلّى عن غزة والضفة شريك في الجريمة والقتل. الشيخ دعموش: التخلّي عن القضية الفلسطينية وعدم مساندة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة، هو أعظم خيانة للقضية وللأمة ومقدساتها. الشيخ دعموش: صمت الأنظمة إزاء إصرار رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو على مواصلة جرائمه في غزة والضفة، يجعلها شريكة في الجريمة. الشيخ دعموش: جبهات المساندة من لبنان إلى اليمن والعراق وسورية وإيران، مستمرة طالما العدوان مستمر. الشيخ دعموش: العدو فشل بالرغم من التدمير والقتل والمجازر في تحقيق أهدافه، ولم يتمكن من تبديد الخوف والقلق لدى الصهاينة من تكرار ما جرى في 7 تشرين الأول/أكتوبر. الشيخ دعموش: ستبقى هذه المقاومة حاضرة، ولن يتمكن العدو من القضاء عليها، لأنها حق، والحق يعلى ولا يعلى عليه، ولا يمكن لاحد القضاء على الحق والمقاومة. الشيخ دعموش: المقاومة في لبنان كانت السبّاقة في مساندة غزة، واستطاعت أن تفرض معادلات جديدة على العدو، وأظهرت العجز الإسرائيلي عن حماية مواقعه ومستوطناته. الشيخ دعموش: تمادي العدو في الاغتيالات وقتل المدنيين وتوسيع دائرة القصف على القرى والبلدات في الجنوب، لن يعيد المستوطنين الى منازلهم، ولن يخرج نتنياهو من مأزقه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 6-9-2024: الطريق الوحيد لإيقاف العدوان هو الضغط على العدو في الميدان. الشيخ دعموش: العدو الصهيوني لديه أطماع حقيقة في كل فلسطين وفي المنطقة، والهدف الحقيقي والاستراتيجي هو إحكام السيطرة على كل فلسطين التاريخية. الشيخ دعموش: أهم المؤشرات السياسية التي تدل على الأطماع "الإسرائيلية" في فلسطين: ما ذكره الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في أحد خطاباته الانتخابية مؤخرًا من أن مساحة "إسرائيل" تبدو صغيرة على الخارطة. الشيخ دعموش: مشروع نتنياهو وحلفائه في الحكومة هو تحويل كامل فلسطين إلى دولة يهودية وطرد أهلها، ولذلك سيواصل حربه على غزة والضفة لتنفيذ هذا المشروع. الشيخ دعموش: الأميركي شريك مع نتنياهو وداعم مطلق للعدوان "الإسرائيلي" على غزة ولبنان، وملتزم بأمن "إسرائيل". الشيخ دعموش: من المستبعد أن يرضخ نتنياهو لأي ضغوط داخلية أو خارجية، بل سيواصل عدوانه على غزة والضفة ولبنان، وليس أمامنا في محور المقاومة سوى الصمود ومواصلة جبهات الاسناد.

كيف نستقبل شهر رمضان؟

ميزة شهر رمضان أنه منذ بدايته يأتي بالرحمة والمغفرة, فالصائم يحصل على مغفرة الله في أول يوم يبدأ فيه صومه، بخلاف بعض العبادات التي لا يحصل فيها الإنسان على المغفرة إلا بعد إتمام العمل، كما في الحج, فإن الإنسان يحصل على مغفرة الله ويعود كيوم ولدته أمه خالياً من الذنوب عندما يتم مناسكه وينهي أعماله.

خلاصة الخطبة

تطرق سماحة الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة: الى الذكرى السابعة والعشرين لرحيل الإمام الخميني(قده) فاعتبر: أن الإمام استطاع أن يجمع في شخصيته الى جانب الملكات الإيمانية والأخلاقية والإنسانية, المواهب والكفاءات القيادية والسياسية مما جعل من شخصيته شخصية فريدة .

وقال: الإمام الخميني(قده) صنع أعظم ثورة في التاريخ المعاصر, وأسس جمهورية إسلامية في إيران, وأرسى القيَم الإسلامية في المجتمع الإيراني، وساهم في بناء نظام اسلامي نموذجي يمكن ان يكون قدوة لشعوب العالم ، ورفع راية الوحدة الإسلامية في العالم الاسلامي, ودعى الى تعاون حقيقي بين الدول الإسلامية.

 ولفت: الى أن الكثير من الأنظمة الغربية والعربية وقفوا في مواجهة الامام الخميني، وفي مقدمهم السعودية وأمريكا وإسرائيل، وأنفقوا مليارات الدولارات لتشويه صورته وصورة دولته وتجربته، وحاربوه وحاربوا ايران وحاصروها وفرضوا عقوبات جائرة عليها، ليمنعوا تأثيرها في شعوب المنطقة والعالم, ولكنهم فشلوا .

فالامام الخميني وايران رغم كل محاولات التشويه والتضليل والخداع حاضران بقوة في وجدان الشعوب المستضعفة والمظلومة, وفي صلب قضايا المنطقة من افغانستان الى العراق الى فلسطين ولبنان واليمن وغيرها..

ورأى:  أن الجمهورية الاسلامية اليوم تكاد تكون الداعم الوحيد للشعوب المظلومة ولحركات المقاومة في المنطقة, والدولة الوحيدة التي لا تزال تعتبر أن الأولوية هي للقضية الفلسطينية في الوقت الذي تخلى الجميع عن فلسطين وأصبحت في آخر أولوياتهم.

وقال: لو استمع العرب والمسلمون لنداءات الإمام الخميني المتعلّقة بالوحدة وتحرير فلسطين وإزالة "إسرائيل"، وعدم التبعية لدول الإستكبار العالمي, وتعاونوا معه، لما وصلنا اليوم إلى ما حذّر منه الإمام من الفتن التي تعصف بسوريا واليمن والعراق وباقي دول المنطقة.

وأضاف: أمريكا التي تدّعي أنها تحمل راية مواجهة الإرهاب لم تكن يوماً ضد هذا الإرهاب الذي نشاهده في كل هذه المنطقة, بل كانت على الدوام هي الداعم الأول والأساسي له وللجماعات الإرهابية التكفيرية, وكل الكلام الذي تسمعونه عن أن أمريكا تريد مواجهة داعش في الرقة وفي الفلوجة أو في غيرهما هو نفاق وخداع أو من أجل مصالح سياسية أوانتخابية وليس من أجل القضاء على الإرهاب, خصوصاً وأننا على أبواب انتخابات رئاسية امريكية .

 وأكد: أن ايران وحلفائها هم الوحيدون الجادون في مواجهة الجماعات الارهابية التكفيرية في المنطقة, وأن المعوَّل في القضاء على هذه الجماعات ليست أمريكا والسعودية وحلفائهما وانما الدول الجادة والشعوب والقوى الصادقة التي تقاتل التكفيريين من اليمن إلى العراق الى سوريا ولبنان, والتي عليها أن تضاعف من جهودها للقضاء على الإرهاب في هذه المنطقة.  

نص الخطبة

على أبواب شهر رمضان، نستذكر الخطبة الَّتي رويت عن رسول الله(ص) في آخر جمعة من شهر شعبان، والّتي يوجِّه فيها المسلمين إلى الاستعداد الرّوحيّ والنفسي والعبادي والعمليّ، للدّخول في شهر رمضان والاقبال على الله فيه, والتوجه نحو التَّوبة منِ الذّنوب، و عمل الخير.

ولأهمية هذه الخطبة وعظيم مضامينها سوف اتحدث في هذه الخطبة حول أهم ما ورد فيها.

  فقد جاء فيها :أيُّها النّاس، إنّه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرَّحمة والمغفرة.

 

فاولاً: الخطاب موجه إلى عامة الناس(أيُّها النّاس)وليس إلى خصوص المسلمين، فلم يقل: (أيها المسلمون), وإنما قال: (أيها الناس), من أجل أن يلفت إلى أن شهر رمضان يحمل العطايا لكل الناس الذين يحسنون الاستفادة منه، وليس لخصوص المسلمين.. لأن الإسلام رسالة عالمية, ورسول الله (ص) بُعث لكل الناس، وبالتالي فإن دعوته وهدايته وعطاياه ليست خاصة بالمسلمين وإنما هي عامة وشاملة لغيرهم من الطوائف الأخرى .

  ثانياً: شهر رمضان هو شهر الله(قد أقبل إليكم شهر الله)ونسبة هذا الشهر المبارك من بين كل الشهور إلى الله, لأنه الشهر الذي يقدّر الله فيه الآجال, ويحدد فيه الأرزاق, وهو الشهر الذي أنزل فيه القرآن, وجعل فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر, وهو شهر الصيام والعبادة والطاعة لله.. فهو شهر عظيم له خصوصية عند الله سبحانه وتعالى, ولذلك اختاره إليه ونسبه إلى نفسه من بين سائر الشهور. وقد ورد في الحديث القدسي المأثور: الصوم لي وأنا أجزي به.

  وثالثاً: أن شهر الله يُقبل إليكم (بالبركة والرَّحمة والمغفرة): أي بالعطايا والهدايا والهبات, وأول العطايا التي يأتي بها هي البركة والمغفرة والرحمة من الله سبحانه وتعالى.

والبركة: تعني الخير والعطاء النامي والزائد, فشهر رمضان هو شهر البركة, شهر العطاء الواسع والكثير, شهر الخير الذي ينمو ويزيد ويتطور ويتكاثر باستمرار.. لأن شهر رمضان امتاز عن سائر الشهور بأن جعل الله أجر العمل الصالح فيه مضاعفاً, وثواب الطاعات فيه نامياً وزائداً وجزيلاً, فكل عمل يصدر من الإنسان في شهر رمضان يكون مضاعفاً, أجره مضاعف, قيمته مضاعفة, ثوابه مضاعف, آثاره ونتائجه مضاعفة, سواء كان عملاً عبادياً أو عملاً صالحاً, فأجر الصلاة في شهر رمضان مضاعف, وأجر قراءة القرآن مضاعف, وأجر الإصلاح بين الآخرين مضاعف, وكذلك أجر الصدقة.. وهكذا سائر العبادات والطاعات والأعمال الصالحات.

ولذلك ورد في الأحاديث: أن شهر رمضان شهر يضاعف الله فيه الحسنات ويمحو فيه السيئات, ويرفع فيه الدرجات، وأنه من قرأ فيه آية من القرآن كان كمن ختم القرآن في غيره من الشهور، ومن تصدق فيه بصدقة غفر الله له, ومن أحسن فيه إلى ما ملكت يمينه غفر الله له, ومن حسّن فيه خلقه غفر الله له, ومن ضحك في وجه أخيه المؤمن لم يلقه يوم القيامة إلا ضحك في وجهه وبشّره بالجنة، ومن أعان فيه مؤمناً أعانه الله تعالى على الجواز على الصراط يوم تزل فيه الأقدام، ومن كفَّ فيه غضبه كفّ الله عنه غضبه يوم القيامة، ومن أغاث فيه ملهوفاً آمنه الله من الفزع الأكبر يوم القيامة، ومن نصر فيه مظلوماً نصره الله على كل من عاداه في الدنيا ونصره يوم القيامة عند الحساب والميزان.

وهذه يعني أن على الإنسان أن يستثمر هذا الشهر في الطاعات ليحصل على المزيد من الفضل والأجر .

 (والرَّحمة والمغفرة):ميزة شهر رمضان أنه منذ بدايته يأتي بالرحمة والمغفرة, فالصائم يحصل على مغفرة الله في أول يوم يبدأ فيه صومه، بخلاف بعض العبادات التي لا يحصل فيها الإنسان على المغفرة إلا بعد إتمام العمل، كما في الحج, فإن الإنسان يحصل على مغفرة الله ويعود كيوم ولدته أمه خالياً من الذنوب عندما يتم مناسكه وينهي أعماله.

ولذلك ورد في بعض الأحاديث: أن الله سبحانه يعتق الملايين من البشر من النار في الليلة الأولى، ويضاعف ذلك في الليلة الثانية, ويضاعف المضاعف في الليلة الثالثة وهكذا...

ولذلك فإن خواص المؤمنين لا يفكرون في شهر رمضان في الحصول على الرحمة والمغفرة فقط, لأن المغفرة هي هدية أول الشهر وهي تحصيل حاصل لمن أخلص في صيامه، وإنما معظم تفكيرهم يكون في الحصول على رضوان الله ومقام القرب من الله، فهم يسعون للحصول على ذلك في شهر رمضان، فهنيئاً لمن أقبل عليه شهر الله بالمغفرة في أوله، وضمن الرضوان في آخره.

  ورابعاً:شهرٌ هو عند الله أفضل الشّهور -فليس هناك شهرٌ أفضل منه- وأيّامه أفضل الأيّام - فليس هناك يوم أفضل من أيّامه- ولياليه أفضل اللَّيالي، وساعاته أفضل السَّاعات - فهذا الشَّهر بكلِّ مفرداته الزّمنيَّة، هو أفضل الأزمنة في السَّنة كلِّها, وهذه الأفضلية تمنح الأعمال والطاعات في أيامه ولياليه وساعاته أجراً مضاعفاً وثواباً جزيلاً, وبالتالي الأعمال فيها غير متساوية مع الأعمال في غيرها من الليالي والأيام, وهذه يعني أن على الإنسان أن يستثمر هذه الأيام في الطاعات ليحصل على المزيد من الفضل والأجر, فإن الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر.

 (هو شهرٌ دعيتم فيه إلى ضيافة الله)وضيافة الله هي رحمته ومغفرته ورضوانه وجنَّته- وجعلتم فيه من أهل كرامة الله ,أنفاسكم فيه تسبيح - فكلُّ نفسٍ تتنفَّسه في هذا الشّهر، يعتبره الله تسبيحاً لهـ ونومكم فيه عبادة ـفحتّى نومكم الّذي تنامونه في هذا الشَّهر هو عند الله بمثابة عبادة لهـ وعملكم فيه مقبول ـفهناك أعمالٌ قد لا تُقبَل في غير شهر رمضان، ولكن في هذا الشَّهر الكريم أعمالكم مقبولة عند الله ـ ودعاؤكم فيه مستجاب, فاسألوا الله ربَّكم بنيّاتٍ صادقة، وقلوبٍ طاهرة، أن يوفِّقكم لصيامه وتلاوة كتابه-لأنَّ شهر رمضان هو موسم المغفرة- فإنّ الشقيَّ من حرم غفران الله في هذا الشَّهر العظيم.

ثم تتحدَّث هذه الخطبة عن جوع الإنسان وعطشه في شهر رمضان, وأن عليه أن يتذكَّر جوع يوم القيامة وعطشه، ليدفعه ذلك إلى التَّقوى والسَّير في طريق الإيمان، والابتعاد عن كلِّ ما هو حرام.

 واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه,وتصدَّقوا على فقرائكم ومساكينكم - لأنَّ الصَّدقة تدفع البلاء ، وقد ورد في الحديث: أنَّ الصَّدقة تقع في يد الله قبل أن تقع في يد الفقير، فيتقبَّلها الله سبحانه وتعالى كما لو كنت تتصدَّق عليه، مع أنّه ليس بحاجةٍ إلى صدقتكـ ووقّروا كباركم وارحموا صغاركموصلوا أرحامكم ـ فإنَّ صلة الرَّحم تطيل العمر وترضي الله سبحانه وتعالىـ واحفظوا ألسنتكم ـ من كلِّ ما يسيء إلى الآخرينـ وغضّوا عمَّا لا يحلُّ النّظر إليه أبصاركم ـلا تنظروا إلى ما حرَّم الله عليكم النّظر إليه ـ وعمَّا لا يحلّ الاستماع إليه أسماعكم ـ لا تستمعوا إلى ما حرَّم الله عليكم الاستماع إليهـ وتحنَّنوا على أيتام النّاس يتحنَّن على أيتامكم ـ فسوف يأتيكم الأجل، وتتركون أيتاماً من بعدكم، فإذا كنتم ممن يتحنَّنون على أيتام النّاس، فسوف يجعل الله من يتحنَّن على أيتامكمـ وتوبوا إلى الله من ذنوبكم ـ لأنّه سبحانه وتعالى يقبل التّوبة من عباده، ويعفو عن السيّئات، ويحبُّ التوَّابينـ وارفعوا إليه أيديكم بالدّعاء في أوقات صلواتكم ـلأنها أقرب الأجواء إلى الله، لذا، ارفع يديك بالدّعاء إلى الله في كلِّ ما تريد أن يقضيه لك من حاجات، وفي أن يخفِّف عنك مشاكلك وآلامكـ فإنّها أفضل السّاعات، ينظر الله فيها بالرّحمة إلى عباده، يجيبهم إذا ناجوه، ويلبّيهم إذا نادوه، ويستجيب لهم إذا دعوه...

أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّ أَنْفُسَكُمْ مَرْهُونَةٌ بِأَعْمَالِكُمْ، فَفُكُّوهَا بِاسْتِغْفَارِكُمْ، وَظُهُورَكُمْ ثَقِيلَةٌ مِنْ أَوْزَارِكُمْ، فَخَفِّفُوا عَنْهَا بِطُولِ سُجُودِكُمْ. وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ أَقْسَمَ بِعِزَّتِهِ أَنْ لا يُعَذِّبَ الْمُصَلِّينَ وَالسَّاجِدِينَ، وَأَنْ لا يُرَوِّعَهُمْ بِالنَّارِ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ.
أيها الناسمَنْ فَطَّرَ مِنْكُمْ صَائِماً مُؤْمِناً فِي هَذَا الشَّهْرِ، كَانَ لَهُ بِذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ عِتْقُ نَسَمَةٍ، وَمَغْفِرَةٌ لِمَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِهِ. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَلَيْسَ كُلُّنَا يَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ، فَقَالَ (ص): اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشَرْبَةٍ مِنْ مَاءٍ.

أيُّها النّاس، من حسَّن منكم في هذا الشَّهر خلقه ـبأن تحسِّن خلقك في بيتك، مع زوجتك وأولادك، أو تحسِّن خلقك مع النّاس الَّذين تتعامل معهم وتصاحبهم ومع كلِّ أفراد المجتمعـ كان له جوازٌ على الصِّراط يوم تزلّ فيه الأقدام , ومن خفَّف في هذا الشَّهر عمَّا ملكت يمينه ـ عمَّن هو تحت سلطته، سواء كان عاملاً أو موظَّفاً أو خادماً أو خادمة أو زوجةً أو ولداًـ وَمَنْ خَفَّفَ فِي هَذَا الشَّهْرِ عَمَّا مَلَكَتْ يَمِينُهُ، خَفَّفَ اللَّهُ عَلَيْهِ حِسَابَهُ، وَمَنْ كَفَّ فِيهِ شَرَّهُ، كَفَّ اللَّهُ عَنْهُ غَضَبَهُ يَوْمَ يَلْقَاهُ، وَمَنْ أَكْرَمَ فِيهِ يَتِيماً، أَكْرَمَهُ اللَّهُ يَوْمَ يَلْقَاهُ، وَمَنْ وَصَلَ فِيهِ رَحِمَهُ وَصَلَهُ اللَّهُ بِرَحْمَتِهِ يَوْمَ يَلْقَاهُ، وَمَنْ قَطَعَ فِيهِ رَحِمَهُ قَطَعَ اللَّهُ عَنْهُ رَحْمَتَهُ يَوْمَ يَلْقَاهُ، وَمَنْ تَطَوَّعَ فِيهِ بِصَلاةٍ- أي بصلاة مستحبة-كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بَرَاءَةً مِنَ النَّارِ، وَمَنْ أَدَّى فِيهِ فَرْضاً كَانَ لَهُ ثَوَابُ مَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الشُّهُورِ، وَمَنْ أَكْثَرَ فِيهِ مِنَ الصَّلاةِ عَلَيَّ، ثَقَّلَ اللَّهُ مِيزَانَهُ يَوْمَ تَخِفُّ الْمَوَازِينُ، وَمَنْ تَلا فِيهِ آيَةً مِنَ الْقُرْآنِ، كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ خَتَمَ الْقُرْآنَ فِي غَيْرِهِ مِنَ الشُّهُورِ

. ثم يقول(ص:(أَيُّهَا النَّاسُإِنَّ أَبْوَابَ الْجِنَانِ فِي هَذَا الشَّهْرِ مُفَتَّحَةٌ، فَاسْأَلُوا رَبَّكُمْ أَنْ لا يُغَلِّقَهَا عَنْكُمْ، وَأَبْوَابَ النِّيرَانِ مُغَلَّقَةٌ، فَاسْأَلُوا رَبَّكُمْ أَنْ لا يُفَتِّحَهَا عَلَيْكُمْ، وَالشَّيَاطِينَ مَغْلُولَةٌ، فَاسْأَلُوا رَبَّكُمْ أَنْ لا يُسَلِّطَهَا عَلَيْكُمْ.

 فقال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : فقمتُ فقلتُ: يا رسولَ اللهِ ما أفضلَ الأعمالِ في هذا الشهرِ؟ فقال: يا أبا الحسن أفضلُ الاعمالِ في هذا الشهرِ الورعُ عن محارِمِ اللهِ.

والورع عن محارم الله يعني الورع عن ارتكاب المحرمات والورع عن الكذب والغش والاحتيال والغدر والجريمة والقتل والعدوان والظلم..

الورع الذي كان من أهم ميزات وصفات الامام الخميني(قده) الذي نعيش هذه الأيام الذكرى السابعة والعشرين لرحيله.

هذا الإمام الذي استطاع أن يجمع في شخصيته الى جانب الملكات الإيمانية والأخلاقية والإنسانية, المواهب والكفاءات القيادية والسياسية مما جعل من شخصيته شخصية فريدة .

هذا الإمام الذي صنع أعظم ثورة في التاريخ المعاصر, وأسس جمهورية اسلامية في ايران, وأرسى القيَم الإسلامية في المجتمع الإيراني، وساهم في بناء نظام اسلامي نموذجي يمكن ان يكون قدوة لشعوب العالم ، ورفع راية الوحدة الإسلامية في العالم الاسلامي, ودعى الى تعاون حقيقي بين الدول الإسلامية.

 لكن مع الأسف ، وقفت في مواجهته الكثير من الأنظمة الغربية والعربية، وفي مقدمهم السعودية وأميركا وإسرائيل، وأنفقوا مليارات الدولارات لتشويه صورته وصورة دولته وتجربته، وحاربوه وحاربوا ايران وحاصروها وفرضوا عقوبات جائرة عليها، ليمنعوا تأثيرها في شعوب المنطقة والعالم, ولكنهم فشلوا .

فالامام الخميني وايران رغم كل محاولات التشويه والتضليل والخداع حاضران بقوة في وجدان الشعوب المستضعفة والمظلومة, وفي صلب قضايا المنطقة من افغانستان الى العراق الى فلسطين ولبنان واليمن وغيرها.

اليوم الجمهورية الاسلامية تكاد تكون الداعم الوحيد للشعوب المظلومة ولحركات المقاومة في المنطقة, والدولة الوحيدة التي لا تزال تعتبر أن الأولوية هي للقضية الفلسطينية في الوقت الذي تخلى الجميع عن فلسطين وأصبحت في آخر الأولويات.

لو استمع العرب والمسلمون لنداءات الإمام الخميني المتعلّقة بالوحدة وتحرير فلسطين وإزالة "إسرائيل"، وعدم التبعية لدول الإستكبار العالمي, وتعاونوا معه في ذلك، لما وصلنا اليوم إلى ما حذّر منه الإمام من الفتن التي تعصف بسورية واليمن والعراق وباقي دول المنطقة.

هذه الفتن التي صنعتها أميركا في منطقتنا من أجل تدمير هذه المنطقة, والقضاء على المقاومة والدول الداعمة للمقاومة.

أمريكا التي تدّعي أنها تحمل راية مواجهة الإرهاب لم تكن يوماً ضد هذا الإرهاب الذي نشاهده في كل هذه المنطقة, بل كانت على الدوام هي الداعم الأول والأساسي له وللجماعات الإرهابية التكفيرية.

وكل الكلام الذي تسمعونه عن أن أمريكا تريد مواجهة داعش في الرقة وفي الفلوجة هو نفاق وخداع أو من أجل مصالح سياسية أوانتخابية وليس للقضاء على الإرهاب خصوصاً وأننا على أبواب انتخابات رئاسية امريكية .

  ايران وحلفاؤها هم الوحيدون الجادون في مواجهة الجماعات الارهابية التكفيرية في المنطقة, والمعوَّل في القضاء على هذه الجماعات ليست أمريكا والسعودية وحلفائهما, وانما الدول الجادة والشعوب والقوى الصادقة التي تقاتل التكفيريين من اليمن إلى العراق الى سوريا ولبنان, والتي عليها أن تضاعف من جهودها للقضاء على الإرهاب في هذه المنطقة.  والحمد لله رب العالمين