أهداف البعثة النبوية
- المجموعة: 2013
- 07 حزيران/يونيو 2013
- اسرة التحرير
- الزيارات: 1444
لقد بعث رسول الله (ص) من أجل أن يتم مكارم الأخلاق لتتحلى البشرية والإنسانية بالأخلاق الإنسانية الرفيعة في ذاتها وفي تعاملها مع الآخرين.كان النبي (ص) رؤوفاً رحيماً عطوفاً يعامل الناس بتواضع ويعاشرهم برحمة..
خلاصة الخطبة
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة: من يهزم في القصير وفي سوريا أعجز من أن ينقل المعركة إلى لبنان.
تساءل سماحة الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة: لماذا مسموح لبعض الدول أن تقوم بضرب الجماعات التكفيرية الإرهابية في بلدانها عندما تشعر بخطرها كما يحصل في السعودية وفي اليمن وافغانستان وباكستان وتونس ومصر.. ولا يحق لنا أن نواجه خطرهم في سوريا؟.
وقال: نحن دخلنا في مواجهة القصير لأننا نريد أن نحمي ظهر المقاومة, واستقرار بلدنا وسلمنا الأهلي من خطر هؤلاء.. ومعركة القصير تحولت إلى معركة أميركا ومعركة العالم كله.. في مواجهة المقاومة وفي مواجهة سوريا, لقد رأينا في بداية المعركة كيف شنت الطائرات الإسرائيلية غارات وهمية على البقاع من أجل إخافة مجتمع المقاومة, وكيف أن الاتحاد الأوروبي بدأ بالضغط لوضعنا على لائحة الإرهاب, أوباما (الرئيس الامريكي) نفسه طلب الانسحاب الفوري من القصير بلغة تحذيرية تهديدية من أجل الضغط على حزب الله.
وأضاف: لذلك الانتصار في القصير والإنجاز الذي تحقق في القصير يضاف إلى انتصارات وإنجازات المقاومة في مواجهة المشروع الأميركي الإسرائيلي في المنطقة, ودلالاته المعنوية والإيمانية والجهادية والسياسية كبيرة وعظيمة جداً, أكبر من كل أولئك الذين يصرخون لهزيمتهم, وهو إنجاز ما كان ليتحقق لولا دماء الشهداء الأبرار, وصبر وثبات ووعي عوائل الشهداء وأمهات الشهداء وآباء الشهداء وأخوانهم وأخواتهم وأقربائهم وأبناء بلداتهم.
واعتبر: أن من شأن الانتصار في القصير أن يجنب لبنان انتقال الإرهاب إليه, وأن يسرع في الحلول السياسية للأزمة السورية, ويساهم في التخفيف من معاناة الشعب من التكفيريين. مؤكداً: أن من يهزم في القصير وفي سوريا هو أعجز من أن ينقل المعركة إلى لبنان.
نص الخطية
[هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين].
إن أهم أهداف البعثة هي:
1 ـ الدعوة إلى الله: وعبادة الله, وطاعة الله, والتوجه إلى الله باعتباره مبدأ الخلق.
قال تعالى: [يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيرا]. الأحزاب / 45 ـ 46.
[قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين]. يوسف/ 108.
[ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين].
2 ـ تعليم الكتاب والحكمة: تعليم الناس ما في الكتاب من قيم ومفاهيم وأحكام.
قال تعالى: [هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة].
[ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم يتلوا عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم]. البقرة/ 129.
عن علي (ع): بَعث إلى الجن والإنس رسله ليكشفوا لهم عن غطائها, وليحذروهم من ضرائها، وليضربوا لهم أمثالها, وليبصروهم عيوبها, وليهجموا عليهم بمعتبر من تصرف مصاحها وأسقامها وحلالها وحرامها وما أعد الله للمطيعين منهم والعصاة من جنة ونار وكرامة وهوان. النهج ـ خ 183.
3 ـ تحقيق العدالة: وقيام الناس بالقسط ورفع الظلم.
قال تعالى: [لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينُصُره ورُسُله بالغيب إن الله قوي عزيز].
4 ـ تهذيب النفس وتزكيتها وإرساء الأخلاق الحسنة في العالم وإحياء كل القيم الإنسانية:
قال تعالى: [هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم].
في آية أخرى: [ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم].
قال رسول الله (ص): بعثت بمكارم الأخلاق ومحاسنها.
وفي حديث مشهور: إنما بعثت بمكارم الأخلاق.
لقد بعث رسول الله (ص) من أجل أن يتم مكارم الأخلاق لتتحلى البشرية والإنسانية بالأخلاق الإنسانية الرفيعة في ذاتها وفي تعاملها مع الآخرين.
كان النبي (ص) رؤوفاً رحيماً عطوفاً يعامل الناس بتواضع ويعاشرهم برحمة..
[فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك]. فأخلاق النبي ورحمته كانت عامل استقطاب وجذب للمسلمين.
وإحياء القيم الإنسانية والخصال النبيلة والصفات الحسنة هي من مهمة البعثة أيضاً.
يقول تعالى: [الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إسرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون]. الأعراف/ 157.
إن من أسباب سرعة انتشار الإسلام هو أخلاق النبي (ص) وسلوكه وأسلوبه ورحمته وهذه القيم التي جاء بها.
وهذا يعني أن من شروط الداعية إلى الله, والقائد, والإنسان الذي يدعو الناس إلى الإسلام والهداية والالتزام, أن تكون أخلاقه لينة, وأن يكون رحيماً وعطوفاً.
[فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك].
[وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين].
وطبعاً هذا لا يعني أن النبي(ص) كان ليناً في الأمور التي تحتاج إلى موقف صلب وحازم .. بل كان من أشد الناس صلابة في تطبيق أحكام وتشريعات الله وفي قضايا المبدأ والعقيدة، وهو الذي كان يقول: والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها.
ففي القضايا الفردية والشخصية كان النبي (ص) في منتهى اللين والعطف, وكان كثير العفو والصفح.
وكان(ص) بشوشاً يواجه الناس بابتسامته, هناك بعض المتدينين لا ترى في وجوههم سوى العبوس, ولا ترى في وجهه بسمة واحدة, وكأن من لوازم التقوى والورع أن يكون الإنسان عبوساً قمطريراً.. لماذا؟ مع أن (المؤمن بشره في وجهه وحزنه في قلبه).
على المؤمن أن يخفي أحزانه دنيوية كانت أم آخروية فردية أم اجتماعية أن يخفيها في قلبه وفي داخله وأن يواجه الناس بوجه بشوش ومبتسم.
كان علي (ع) يواجه الناس بوجه بشوش مثلما كان يفعل رسول الله (ص) الذي إحدى صفاته (من غير أن يطوي عن أحد بشره).
الأسلوب الذي يرتضيه الإسلام للقائد وللإنسان المؤمن العادي هو اللين والرحمة وحسن الخلق, لا العبوس وخشونة الطبع والتعامل بقسوة.
لقد جسد النبي (ص) كل هذه الأهداف والقيم التي بُعث من أجلها:
فقد كان (ص) مظهر العلم والمعرفة, ومظهر العبادة لله سبحانه, ومظهر الأخلاق والرحمة والعدالة.. وهذه هي احتياجات البشر..
هذه الحاجات لم تتغير على مر الزمن, فالتحولات والتطورات في حياة الناس وتغير أوضاعهم وأحوالهم الاجتماعية والحياتية وغيرها لم تغير المطالب الأساسية للبشر.
فمنذ بداية الخلق وإلى اليوم كان الناس يبحثون عن الأمن والاستقرار والعدالة والأخلاق الحسنة والقيم والارتباط العميق بالخالق، وهذه حاجات تنبع من فطرة الإنسان, وتدعو إليها الفطرة, وقد جسد النبي(ص) كل هذه القيم في حياته.
ونحن المسلمون بحاجة إلى كل هذه القيم في حياتنا.
نحن بحاجة إلى التقدم العلمي، وإلى الثقة والطمأنينة, وإلى العدالة, إلى الأخلاق الحسنة, وإلى العلاقات السليمة فيما بيننا, وإلى الأخوة , وإلى الرحمة والتعاطي مع بعضنا بالصفح والحلم والعفو والتجاوز عن الأخطاء.
وهذا ما يجب أن نتعلمه من النبي (ص) الذي كان مظهراً لجميع هذه الخصائص, فحلمه وعفوه ورحمته وتودده للضعفاء وعدالته ظهرت وتجسدت في شخصيته بأبهى صورها.
وكذلك استقطب الناس وجذبهم إليه, واستطاع أن يقدم الإسلام على أنه دين إنساني وحضاري يدخل إلى حياة الناس ليجعلها حياة مشرفة.
ومسؤوليتنا أن نقدم الإسلام على هذا الأساس, ليس بالقول فقط وإنما بالعمل والسلوك والممارسة وطريقة التعامل.. أن نقدمه على أساس أنه دين الرحمة, لا أن نقدمه كما يقدمه بعض المتطرفين والتكفيريين من أكلة قلوب البشر الذين لا يعرفون سوى شق الصدور وجز الرؤوس..
هؤلاء الذين أصبحوا جزءاً من الآلة الأميركية والإسرائيلية التي تريد أن تقدم الإسلام للعالم بهذه الطريقة ومن خلال هذا النموذج الذي صنعوه لتشويه الإسلام وأهداف الإسلام وقيم الإسلام..
هذا النموذج هو نموذج فريد في المسلمين, هو لا يقبل الآخر ولا يعترف بالآخر, لا يعترف بالأديان الأخرى ولا حتى بالمذاهب الإسلامية الأخرى حتى السنية منها.
هؤلاء ضد السنة وضد الشيعة, فضلاً عن أنهم ضد الأديان السماوية كالمسيحية وغيرها.
ولذلك فإن هؤلاء لم يتورعوا حتى عن قتل السنة وعلماء السنة، والتنكيل بالمسيحيين ومقدساتهم والاعتداء على كنائسهم, كما حصل في العراق وسوريا, وهناك مواقف كثيرة لعلماء سنة وشخصيات سنية تنتقد هؤلاء وأعمالهم..
هناك علماء مصريون سنة وتونسيون سنة وليبيون سنة ينتقدون تصرفات هؤلاء وبدأوا يشعرون بعبئهم..
اليوم هؤلاء يساهمون في تدمير بلدان هذه المنطقة ويحرضون على القتل والتخريب والفتنة في أكثر من بلد إسلامي وعربي.
لماذا مسموح لبعض الدول أن تقوم بضرب هذه الجماعات الإرهابية في بلدانها عندما تشعر بخطرها كما يحصل في السعودية وفي اليمن وافغانستان وباكستان وتونس ومصر.. ولا يحق لنا أن نواجه خطرهم في سوريا.. لماذا يُدعمون هنا في سوريا ويُقتلون هناك في تلك الدول؟
لماذا هنا تقوم الدنيا ولا تقعد عندما نتدخل.. ويصبح الموضوع مذهبياً وفتنة بين السنة والشيعة أو اعتداءً على السنة أو ما شاكل ذلك؟.
نحن دخلنا في هذه المواجهة (مواجهة القصير) لأننا نريد أن نحمي ظهر المقاومة, واستقرار بلدنا وسلمنا الأهلي من خطر هؤلاء.. ومعركة القصير تحولت إلى معركة أميركا ومعركة العالم كله.. في مواجهة المقاومة وفي مواجهة سوريا, لقد رأينا في بداية المعركة كيف شنت الطائرات الإسرائيلية غارات وهمية على البقاع من أجل إخافة مجتمع المقاومة, وكيف أن الاتحاد الأوروبي بدأ بالضغط لوضعنا على لائحة الإرهاب, أوباما (الرئيس الامريكي) نفسه طلب الانسحاب الفوري من القصير بلغة تحذيرية تهديدية من أجل الضغط على حزب الله.
لذلك الانتصار في القصير والإنجاز الذي تحقق في القصير يضاف إلى انتصارات وإنجازات المقاومة في مواجهة المشروع الأميركي الإسرائيلي في المنطقة, ودلالاته المعنوية والإيمانية والجهادية والسياسية كبيرة وعظيمة جداً, أكبر من كل أولئك الذين يصرخون لهزيمتهم, وهو إنجاز ما كان ليتحقق لولا دماء الشهداء الأبرار, وصبر وثبات ووعي عوائل الشهداء وأمهات الشهداء وآباء الشهداء وأخوانهم وأخواتهم وأقربائهم وأبناء بلداتهم.
لقد كانت الحماسة لدى شبابنا وأخواننا المجاهدين عالية جداً, هناك من كان يتوسل للمشاركة في هذه المواجهة ولم يتح له ذلك لعدم الحاجة، والذين شاركوا من المجاهدين كان اندفاعهم نحو الشهادة لافتاً في هذه المواجهة.
بعض الشهداء كتب في وصيته: سيدي اقتلني فيك وارزقني الشهادة في سبيلك.. إلهي للشهادة أهلها وأنا لست منهم لكن أملي بكرمك وجودك وفيضك الذي لا ينقطع اقنعني أنك ستأخذ بيدي ولو كنت متأخراً في السير إليك, إلهي إن لم توفق للشهادة إلا المخلصين فمن لمن أبصر قلبه وقصرت يداه, سيدي ما ظني بك أن تحرمني حاجة أفنيت عمري في طلبها فإن لم أكن أهلاً للدعاء فأنت أهل للإجابة.
بهذا الوعي وبهذه الروحية أقدم المجاهدون على المواجهة والشهادة.
المجاهدون الذين لم يعرفوا التعب بالرغم من الجهد الذي قدموه في المعركة وبالرغم من قساوة المعركة, هؤلاء لم يعرفوا الكلل ولا التعب، كانوا يقاتلون بحماسة حسينية ويندفعون نحو كرامة الشهادة.
من شأن الانتصار في القصير أن يجنب لبنان انتقال الإرهاب إليه, الانتصار في القصير يمكن أن يسرع في الحلول السياسية للأزمة السورية, الانتصار في القصير سيساهم في التخفيف من معاناة الشعب من التكفيريين, وليعلموا أن من يهزم في القصير وفي سوريا هو أعجز من أن ينقل المعركة إلى لبنان, وكما كانت معركة القصير مدوية في حماوتها ستكون مدوية بنتائجها وانعكاساتها الجهادية والسياسية وغيرها.
والحمد لله رب العالمين