حقوق الزوج في الإسلام
- المجموعة: 2013
- 12 نيسان/أبريل 2013
- اسرة التحرير
- الزيارات: 803
الرجل هو مدير البيت الزوجي وقائد المؤسسة الزوجية والأسرة ومن هذا الموقع فهو يتصرف بما تمليه عليه مصلحة المؤسسة, فقد يأمر هنا وينهي هنا.. ومن حقه الأخلاقي على زوجته وأفراد أسرته, الطاعة والانقياد طالما أنه لا يأمر بما فيه معصية لله.
خلاصة الخطبة
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة: نتطلع إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية لها كامل الصلاحيات وتتمثل فيها كل الكتل البرلمانية بحسب أحجامها
شدد سماحة الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة: على أنه برغم كل حفلات التحريض والتشويه والاستفزاز والاستدراج وحفلات السباب والشتائم والافتراءات والأكاذيب والتهم المزيفة والشائعات المغرضة, صبرنا وتحملنا, لأننا حريصون على استقرار البلد وعلى السلم الأهلي، ومقتنعون بأنه في هذا البلد لا يمكن لأحد أن يلغي أحداً, وأن قدرنا أن نعيش كلبنانيين سوياً في إطار وحدة وطنية جامعة.
وقال: اليوم انطلاقا ًمن هذا القناعة ومن أن استقرار الساحة اللبنانية هو مطلب وطني في ظل الظروف المحيطة, ولأننا حريصون على تنفيس الاحتقان وأجواء التشنج والتوترفي البلد, تعاطينا بإيجابية عندما طرح اسم تمام سلام وسميناه لرئاسة الحكومة, كونه شخصية جديرة وغير مستفزة.
وأكد: أننا نتطلع إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية يكون لها كامل الصلاحيات الإجرائية, وتتمثل فيها القوى والكتل البرلمانية بحسب أحجامها لأن في ذلك مصلحة للبنان وللبنانيين جميعاً.
نص الخطبة:
قال تعالى: [الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم].
في الأيام القادمة نلتقي بذكرى شهادة السيدة فاطمة الزهراء (ع) وما يعرف بالأيام الفاطمية, وهي أيام حزن وألم ومصيبة, نستحضر فيها مأساة الزهراء ومظلوميتها، كما نستحضر فيها قيم الزهراء وكمالها الإنساني.
لأن الزهراء (ع) هي نموذج المرأة الكاملة التي جسدت في ذاتها وفي شخصيتها كل القيم الإيمانية والأخلاقية والإنسانية.
كما أنها في حياتها الزوجية مع علي (ع) كانت تجسيداً حياً للزوجة المثالية التي تراعي حقوق زوجها وواجباتها كزوجة تجاه زوجها, حتى أن أمير المؤمنين (ع) عندما كان يتحدث عن علاقته بالزهراء (ع) وعلاقة الزهراء به كان يقول: فوالله ما أغضبتها ولا أكرهتها على أمر حتى قبضها الله عز وجل, ولا أغضبتني ولا عصت لي أمراً، ولقد كنت أنظر إليها فتنكشف عني الهموم والأحزان.
أية علاقة أسمى من أن يدخل الرجل إلى بيته فينظر إلى زوجته فتنكشف عنه الهموم والأحزان وضغوط الحياة ومتاعبها.
عندما تراعي الزوجة حقوق زوجها وتقوم بواجباتها تجاه زوجها فإنها ستجعل من الحياة الزوجية حياة مستقرة وهادئة.
ومن هنا أدخل إلى حقوق الزوج بعد أن تحدثت في الأسبوع الماضي عن حقوق الزوجة. وأنا قلت الاسبوع الماضي:
الإسلام لم يجعل الحقوق الزوجية امتيازاً ولا سلاحاً بيد أحد الطرفين يستقوي به على الآخر, بل هي حقوق متبادلة ومتوازنة بينهما.
هذه الحقوق تبقى حبراً على ورق ما لم يتم الالتزام بها من الطرفين, لأن هناك تفلتاً من الالتزامات في بعض الاحيان وتجاوزاً وتعدياً على الحقوق الزوجية.
ارتفاع نسبة الطلاق في لبنان وبعض دول المنطقة, وكثرة القضايا الخلافية في المحاكم الشرعية, هو مؤشر واضح على هذه التجاوزات وعلى عدم مراعاة الحقوق مما يؤدي إلى وقوع الخلافات بين الزوجين.
إن حق الرجل على زوجته أمر عظمه الإسلام إلى درجة اعتبره من أعظم الحقوق بين الناس.
فعن رسول الله (ص): أعظم الناس حقاً على المرأة زوجها، وأعظم الناس حقاً على الرجل أمه.
وأول حق من حقوق الزوج على زوجته هو:
1 ـ حق الطاعة والقوامة.
الرجل هو مدير البيت الزوجي وقائد المؤسسة الزوجية والأسرة ومن هذا الموقع فهو يتصرف بما تمليه عليه مصلحة المؤسسة, فقد يأمر هنا وينهي هنا.. ومن حقه الأخلاقي على زوجته وأفراد أسرته, الطاعة والانقياد طالما أنه لا يأمر بما فيه معصية لله.
وهنا على الزوجة أن تسعى لرضا زوجها, وأن لا تخرج عن طاعته, ولا تغضبه, ولا تعمل ما يؤلمه.
فعن رسول الله (ص): ويل لامرأة أغضبت زوجها, وطوبى لامرأة رضي عنها زوجها.
فإذا كان الزوج لا يرضى أن يدخل بيته من يكره فلا ينبغي للمرأة أن تخالفه في ذلك.
كما أنه لا ينبغي أن تسيء خلقها معه أو تسمعه الكلمات غير اللائقة.
قال رسول الله (ص): أيما امرأة آذت زوجها بلسانها لم يقبل الله عنها صرفاً ولا عدلاً ولا حسنة من عملها حتى ترضيه.
وحق الطاعة الواجبة يمكن حصرها في أمرين أساسيين:
1 ـ حق الطاعة عندما يدعوها للاستمتاع، فإن الإسلام أوجب على المرأة إجابة زوجها إلى حاجته.. وتهيئة نفسها له, وكلما كانت الحياة مستقرة من هذه الناحية كلما كانت بعيدة عن الخطر.
ورد في الحديث عن الصادق (ع): أتت امرأة إلى رسول الله (ص) فقالت: ما حق الرجل الزوج على المرأة؟ فقال (ص): أن تجيبه إلى حاجته، ولا تعطي شيئاً إلا بإذنه, فإن فعلت فعليها الوزر وله الأجر، ولا تبيت ليلة وهو عليها ساخط, قالت: يا رسول الله وإن كان ظالماً قال: نعم.
حتى لو كان الزوج ظالماً فإن على المرأة أن تجيبه إلى حاجته وذلك:
أولاً: لأن امتناعها سيؤدي عملياً إلى ازدياد ظلمه, بينما بقاءها على سلوكها العادي قد يوفر إمكانية الإصلاح فيما بينهما.
وثانياً: ارتكاب الزوج لعمل محرم وهو ظلم زوجته, لا يبيح للمرأة أن ترتكب حراماً بالمقابل.
قد تسأل المرأة كيف أسلمه نفسي وهو ظالم لي؟
والجواب: هذا صحيح, لكن في بعض الأحيان يمكن للإنسان أن يتجرع الدواء المر إذا كان سبباً للشفاء، فقد يكون قيامها بهذا الأمر سبباً لعودة الحياة إلى طبيتها وإصلاح الرجل وردعه عن ظلمه.
ومن جهة أخرى, فإن هذا هو تكليفها الشرعي الذي ينبغي أن تقوم به, وهو وإن كان صعباً وشاقاً عليها إلا أنها ستؤجر عليه.
2 ـ حق الطاعة عندما يدعوها لعدم الخروج من المنزل فليس لها أن تخرج بدون إذنه.
فعن الصادق (ع): جاءت امرأة إلى رسول الله (ص) فقالت: يا رسول الله ما حق الزوج على المرأة فقال: أكثر من ذلك، قالت فخبرني عن شيء منه؟ قال: ليس لها أن تصوم إلا بإذنه تطوعاً، ولا تخرج من بيته بغير إذنه, وعليها أن تتطيب بأطيب طيبها, وتلبس أحسن ثيابها, وتتزين بأحسن زينتها, وتعرض نفسها عليه غدوة وعشية, وأكثر من ذلك حقوقه عليها.
إرضاء الزوج واستقباله بوجه بشوش والتعاطي معه بأخلاق حسنة وعدم تكليف الزوج فوق طاقته كل ذلك من الحقوق الأخلاقية التي ينبغي للمرأة أن تراعيها مع زوجها.
ولا بد من الإلفات إلى أن القوامة لا تعني أفضلية الرجال على النساء, القوامة هي مسؤولية زائدة على الرجال, لأن البيت كما أي مؤسسة لا يمكن أن يُدار من قائدين, وقد اختار الله الزوج لإدارة شؤون المنزل لما ميزه من إمكانية تغليب العقل على العاطفة بخلاف المرأة, وقد أشار الله إلى ذلك: [بما فضل الله بعضهم على بعض] والتفضيل هنا تفضيل بالتكليف وزيادة المسؤولية وليس بالمنزلة والمكانة ورفعة الشأن.
ومن هنا فإن الله أراد للإنسان وخصوصاً في القضايا الكبيرة والحساسة أن يغلب العقل على العاطفة والمشاعر والأحاسيس والانفعالات.
خلال كل السنوات الماضية وفي الأشهر الأخيرة نحن تصرفنا بعقلانية تجاه كل ما كان يثار ضد المقاومة وحزب الله في لبنان وفي خارج لبنان.
وبرغم كل حفلات التحريض والتشويه والاستفزاز والاستدراج وحفلات السباب والشتائم والافتراءات والأكاذيب والتهم المزيفة والشائعات المغرضة, صبرنا وتحملنا, لأننا حريصون على استقرار البلد وعلى السلم الأهلي، ومقتنعون بأنه في هذا البلد لا يمكن لأحد أن يلغي أحداً, وأن قدرنا أن نعيش كلبنانيين سوياً في إطار وحدة وطنية جامعة.
واليوم انطلاقا ًمن هذا القناعة وانطلاقاً من أن استقرار الساحة اللبنانية هو مطلب وطني في ظل الظروف المحيطة, ولأننا حريصون على تنفيس الاحتقان وأجواء التشنج والتوتر التي يعيشها البعض في لبنان.
انطلاقاً من كل ذلك تعاطينا بإيجابية عندما طرح اسم تمام سلام وسميناه لرئاسة الحكومة, كونه شخصية جديرة وغير مستفزة، واليوم نتطلع إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية يكون لها كامل الصلاحيات الإجرائية, وتتمثل فيها القوى والكتل البرلمانية بحسب أحجامها لأن في ذلك مصلحة للبنان وللبنانيين جميعاً.
والحمد لله رب العالمين