الإثنين, 06 05 2024

آخر تحديث: الجمعة, 03 أيار 2024 10pm

المقالات
خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان لن يُعوّض عجز الاحتلال عن تحقيق...

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي...

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

الشيخ دعموش: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في...

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

الشيخ دعموش: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير...

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

الشيخ دعموش: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات...

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع...

خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

الشيخ دعموش: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة...

  • خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

    خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

  • خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

    خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

  • خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

    خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

  • خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

    خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

  • كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

    كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

  • اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

    اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

  • خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

    خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 3-5-2024: التمادي في العدوان على لبنان لن يُعوّض عجز الاحتلال عن تحقيق أهدافه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 26-04-2024: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-4-2024: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-4-2024: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير شيئاَ. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات والتداعيات. الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع الثمن. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 5-4-2024: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة الخداع والنفاق ما لم تُترجم هذه الضغوط المزعومة بوقف العدوان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-3-2024: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024: نحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا وأهلنا إلى أقصى حد. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-3-2024: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-3-2024 المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-3-2024: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. الشيخ دعموش في رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو استهداف. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-3-2024: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. الشيخ دعموش في رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-2-2024: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 23-02-2024: العدوانية الاسرائيلية في غزة ولبنان لا يردعها ولا يسقط اهدافها شيء سوى المقاومة والحضور في الميدان ومواجهة القتل بالقتل والتدمير بالتدمير والتصعيد بالتصعيد. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 16-02-2024: العدو الصهيوني مأزوم في لبنان والمقاومة مصممة على ‏مقابلة التصعيد بالتصعيد. الشيخ دعموش في الاحتفال السنوي لجمعية البر والتقوى 9-2-2024: وقف العدوان على غزة هو الخيار الوحيد لوقف ‏جبهة لبنان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 09-02-2024: العدو وصل إلى طريق ‏مسدود واستمرار العدوان لن يؤدي إلا ‏إلى المزيد من الفشل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 2-1-2024: المقاومة وجهت للعدو رسائل نارية وأفهمته أنّه لا يمكن أن يتمادى في عدوانه على لبنان من دون أن يلقى الرد الحاسم الشيخ دعموش في اسبوع الحاج حسين مرجي: توسيع العدوان على لبنان لن يكون نزهة. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 26-1-2024: التهويل والتهديد للبنان لن يقدم أو يُؤخّر شيئًا ولن يُثني المقاومة عن دعم غزّة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-1-2024: التهديدات والرسائل التي ‏يحملها الموفدون إلى لبنان لن تقفل جبهة الجنوب طالما استمر العدوان ‏على غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-1-2024: من يريد مساعدة "إسرائيل" على الخروج من ورطتها عليه الضغط على العدو لوقف عدوانه قبل الضغط على لبنان أو الحديث عن أي شيء آخر. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيدين عبدالله الاسمر وعباس رمال 10-1-2024: إذا فرض العدو الحرب علينا فسنُريه من قدراتنا وبأسنا ما يجعله يندم على جرائمه وعدوانه. الشيخ دعموش في أسبوع الشهيد عبد الجليل حمزة في بلدة الخضر 07-01-2024: عمليّة ميرون نوعيّة واستراتيجيّة هزّت الكيان الصهيوني. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين علي غزالة في بلدة عدلون 06-01-2024: المقاومة لن تقبل بفرض قواعد جديدة تمكّن العدو من التمادي في جرائمه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 05-01-2024: كلّ جرائم العدو لن تُثني المقاومة عن القيام ‏بواجبها. الشيخ دعموش في الذكرى الرابعة للشهيد سليماني في مجمع السيدة زينب: العدوان على غزة زادنا قناعة وتمسكًا بخيار ‏المقاومة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-12-2023: المقاومة في لبنان أوقعت العدو في حرب استنزاف يومية حقيقية. الشيخ دعموش في ملتقى شهيد القدس الثاني الشبابي 28-12-2023: المقاومة في غزة ولبنان مصممة على مواصلة المعركة مهما بلغت التضحيات. الشيخ دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد احمد الحاج علي 23_12_2023: الواقع في جنوب لبنان تحدده المقاومة وليس العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-12-2023: ‏المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي اعتداءات جديدة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد حمد يوسف في عين بعال 18_12_2023: الهمجية الإسرائيلية الأميركية لا تردعها إلاّ القوة ومعادلات المقاومة الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-12-2023: العدوان على غزة محكوم بالفشل الشيخ ‏دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد علي حسن الاتات: إذا فكّر العدو مجددًا بالاعتداء على بلدنا سنصنع انتصارًا جديدًا لوطننا وأمتنا الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-12-2023: المقاومة أدخلت العدو في حرب استنزاف حقيقية وهو أعجز من أن يفرض إرادته على لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-12-2023: المقاومة في غزة والمنطقة لن تدع ‏الإسرائيلي يحقّق أهدافه. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد احمد مصطفى من حولا: المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي استهداف أو اعتداء على لبنان الشيخ دعموش في حفل العباءة الزينبية من الدوير: إذا استأنف العدو عدوانه فستريه المقاومة من بأسها ما لم يرَه من قبل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 24-11-2023: العدو الصهيوني لم يقبل بالهدنة إلا بعدما فشل في كسر المقاومة وفي كسر إرادة أهل غزة. الشيخ دعموش في الاعتصام التضامني الكبير مع غزة في الضاحية الجنوبية: إذا استمر العدوان على غزة فلا يمكن ضمان عدم توسع الحرب وتصبح كل الاحتمالات مطروحة. الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة 17-11-2023: سنواصل دعمنا ونصرتنا لغزة وسنستمر في استنزاف العدو على الحدود الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 10-11-2023: التوغل البري في غزة لن يحقق للعدو أهدافه ولن يوصله إلى نتيجة. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد علي ابراهيم رميتي في مجمع الامام علي الشياح: المقاومة لن تتسامح مع استهداف المدنيين وستردّ بشكل حاسم الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين وليد ذيب في شقرا: نقوم بما تُمليه علينا طبيعة المواجهة مع العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 03-11-2023 : التفويض الغربي للعدو بالحرب المدمرة على غزة سيبقى وصمة عار في تاريخ أميركا والغرب والدول المطبعة . الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 27-10-2023: لن نترك واجبنا في نصرة غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 20-10-2023: الكيان الصهيوني الغاصب زائل حتمًا. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-10-2023: الثبات والصمود في المواجهة الدائرة في غزة كفيل بأفشال أهداف العدو وحلفائه. الشيخ دعموش من بر الياس: السكوت عما يجري في غزة خيانة كبرى ولن نتردد في فعل كل ما نستطيعه من أجل نصرة الشعب الفلسطيني. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-9-2023: لولا المقاومة لكان لبنان اليوم مازال تحت الاحتلال. الشيخ دعموش: الإمام موسى الصدر كان صاحب رؤية جهادية وسياسية واضحة، كان يدعو الدولة إلى تسليح الجنوبيين من أجل الدفاع عن أرضهم لأنه كان يدرك حجم الأطماع الإسرائيلية في لبنان. الشيخ دعموش: تعلمنا من الإمام السيد موسى الصدر المقاومة وأن أرضنا المحتلة لا يمكن استعادتها الا بالجهاد والقتال والشهادة والتضحيات. الشيخ دعموش: الإمام الصدر كان من أشد الحريصين على سيادة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي وعيشه المشترك والإيمان به وطنًا نهائيًا لجميع أبنائه. الشيخ دعموش: نحنعلى درب هذا الإمام الكبير والعزيز سنواصل طريق المقاومة لنحمي بلدنا وخيراتنا وثرواتنا، ولن نتخلى عن فلسطين والقدس. الشيخ دعموش: لن نألو جهدًا على المستوى الداخلي للتخفيف من معاناة أهلنا والحفاظ على الاستقرار والسعي لبناء دولة قوية وعادلة، دولة خالية من الفساد والسرقات الشيخ دعموش: هناك فريق سياسي يدعو جهارًا نهارًا إلى المواجهة والفتنة ويُريد رئيسًا يجمع حوله ما يُسمى بالمعارضة من أجل مواجهة حزب الله ليحقق من حيث يدري أو لا يدري أهداف العدو الإسرائيلي في لبنان. الشيخ دعموش: هذا المنطق يكشف عن عقل يريد تخريب البلد والقضاء على كل أمل بالوصول إلى حل للأزمات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها البلد. الشيخ دعموش: لن نقبل بوصول رئيس للجمهورية يُحقّق أهداف أعداء لبنان ويكون منصة للفتنة والحرب الأهلية كما يريد فريق التحدي والمواجهة الشيخ دعموش: ما نريده انتخاب رئيس لكل اللبنانين يحفظ وحدتهم وسلمهم الأهلي ويعمل على إنقاذ البلد وإخراجه من أزماته. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 25-8-2023: الحصار الأميركي على لبنان فشل. الشيخ دعموش: سياسة العقوبات والحصار والتجويع هي سياسة قديمة جديدة، يستخدمها المستكبرون لإخضاع الشعوب وبهدف السيطرة والهيمنة. الشيخ دعموش: هذه السياسة تستخدمها أميركا اليوم ضد الشعوب والدول الرافضة للخضوع من أجل فرض شروطها وإملاءاتها. الشيخ دعموش: استمرار الوجود الأميركي وتعزيزه، في شمال شرقي سوريا، هو لحماية "داعش" وتشديد الحصار على سوريا. الشيخ دعموش: إننا على ثقة بأنّ الشعب السوري والقيادة السورية سيتجاوزون هذه المرحلة من دون خضوع واستسلام. الشيخ دعموش: لن تثنينا الحملات الإعلامية الخبيثة عن التمسك بسلاح المقاومة والعمل بما تمليه علينا المصلحة الوطنية. الشيخ دعموش: حزب الله أولويته الأولى إنقاذ البلد وانتخاب رئيس للجمهوريّة وإعادة انتظام مؤسسات الدولة، لتقوم بدورها في خدمة الناس ومعالجة أزماتهم. الشيخ دعموش: حزب الله يعمل بكلّ أمل على إيجاد المخارج والحلول للازمات، انطلاقًا من حرصه على وحدة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي

"بدر" لماذا كان حولها هذا الجدل التاريخي بين الإسلام والمستشرقين؟!(40)

معركة بدر الكبرى النتائج والدروس (40)

كانت معركة بدر المعركة الأولى في الإسلام بقيادةا لنبيفي السابعَ عشَرَ من شهر رمضان المبارك, وفي السنة الثانية من الهجرة الى المدينة, كانت معركةُ بدر, تلك المعركةُ التي مثّلت أولَ صدامٍ مسلّح بين المسلمين ومشركي مكة, وفيها أثبت المسلمون قدرتَهم وكفاءتهم في تحقيق انتصار كبير كانت له انعكاساتُه الإيجابية على حركة الإسلام والمسلمين.

 


ولعل أبرزَ نتائج هذه المعركة, أنها:
أوّلاً: عزّزت ثقة المسلمين والمستضعفين بأنفسهم, وثبّتت إيمان المترددين في إسلامهم وعقيدتهم وذلك بكسر شوكة أكبرِ قوة طاغية في شبه الجزيرة العربية.
ثانياً: أنها جعلت من المسلمين قوةً مرهوبةَ الجانب عند القبائل العربية المشركة.
ثالثاً: شجعت الكثيرين على الدخول في الدين الإسلامي بعد أن كانت قريش تشكل الحاجزَ النفسيَ والماديَ لهم.
رابعاً: أنها فتحتِ الأبوابَ أمام رسول الله(ص) والمسلمين في الانطلاق بحرية أكبر في نشر الدعوة الإسلامية.

الدلالات والعبر لمعركة بدر :

وفي معركة بدر أكثرُ من محطة للحديث, إن على مستوى الشبهات التي أثيرت حولها من قبل المستشرقين وغيرهم, أو لجهة الدَّلاَلاَتِ والعبرِ والدروسِ المستفادةِ منها. ونحن هنا نتحدث عن بعض هذه المحطات في ثلاث نقاط:


النقطة الأولى: بعض المستشرقين يتحدثون عن معركة بدر أنها لم تكن في بدايتها إلا محاولةً من  المسلمين للإستيلاء على القافلة التجارية لقريش التي كانت قادمةً من الشام للحصول على ما فيها من بضاعة وأموال, وبذلك يحاول هؤلاء أن يصوّروا لنا أن هذه المعركة لا تختلف عن الغزوات الجاهلية التي كان يقوم بها العربُ في جاهليتهم من أجل الاستيلاء على أموال الآخرين, ويحاولُ هؤلاء أن يوجّهوا النقد للنبي(ص) وللإسلام فيعطوه الوجه العدواني الذي يعملُ على إتباع أسلوب الغزو من أجل الغنيمة لا من أجل الوصول إلى الأهداف الكبيرة التي جاء بها والتي تتمثلُ فيها القيمُ والمبادئُ الأخلاقيةُ والإنسانية.

الغايات الحقيقية لملاحقة قافلة قريش :

اهل بيت النبي كانوا دائما في صدارة أي معركة يخوضها المسلمون الأوائلولكن الواقع أن ملاحقة المسلمين لقافلة قريش التجارية في بدايات المعركة لم تكن من أجل الغنيمة والحصولِ على المال, وإنما كان الهدف من ذلك:

أولاً: جرُ المشركين إلى معركة مضمونةِ النتائج لمصلحة الإسلام ويبرزُ فيها المسلمون على أنهم قوةٌ في المنطقة, من أجل أن يُحقَ اللهُ الحقَ بكلماته ويقطعَ دابر الكافرين وتوضيح ذلك: أنه عندما يتعرض المسلمون لقافلة قريش فإن قريشاً لن تقف مكتوفةَ الأيدي تجاه ذلك بل إن ذلك سيدفعُها إلى قتال النبي(ص) والدخولِ معه في صراع مسلح من أجل حماية أموالها والحفاظِ عل طريقها التجاري الحيوي لئلا تقع هذه الطريق تحت سيطرة المسلمين, وهذا ما كان يريده رسولُ الله (ص) وهو أن يجرَّ قريشاً إلى معركة مسلحة.

أما ما هي الغاية من جر قريشٍ إلى معركة من هذا النوع فهي أن الوقت قد حان لابتداء الصراع المسلح بين الشرك والإسلام, وبين المسلمين والمشركين, فأراد الله ورسولُهُ أن تَحدُثَ هذه المعركةُ من أجل قهر المشركين والتغلبِ عليهم وإظهارِ الإسلام على أنه قوةٌ في المنطقة يُحسبُ لها حسابُها, وأن المسلمين لم يعودوا ضعفاء وإنما القوةُ إلى جانبهم وأن قريشاً هي التي في موقع الضعف وليست في موقع القوة.

ثانياً: إن الهدف من ملاحقة القافلة أيضاً كان الضغطَ على قوة قريش التجارية والاقتصادية, ولذلك فإن مواجهة قافلة قريش من قبل المسلمين لم تكن على الطريقة الجاهلية في الغزو الذي كان يستهدف الحصولَ على المال من أجل الحاجة إلى المال, بل كان الهدف من اللجوءِ إلى هذا الأسلوب, باعتباره أسلوباً من أساليب الحصار الاقتصادي والمضايقةِ التجارية لقريش من أجل الإيحاء بان النبي(ص) والمسلمين في موقع القوة وأنهم قادرون على مضايقةِ قريش إن هي استمرت في محاربة الاسلام فيدفعُها ذلك إلى أن تمتنع عن التمادي في مؤامراتها ضد الإسلام والمسلمين.هذا كله في النقطة الاولى.

النقطة الثانية: إننا نلاحظ في معركة بدر أن المسلمين كانوا يملكون قوةً روحية من إيمان وإخلاص وارتباطٍ بالله وثقةٍ به, كما أنهم كانوا يملكون قوةً مادية من سلاح ومال وخبرة عسكرية وإمكانات مادية أخرى وإن كانت محدودةً وضعيفةً بالقياس إلى قوة قريشٍ المادية.

هذان العنصران عنصرُ الإيمان وعنصرُ القوة المادية كانا متوافرين في بدر وأصحابها ومجاهديها وقد ساهما معاً في تحقيق الانتصار الكبيرِ في هذه المعركة. وما نستفيدُهُ من ذلك هو أنه لا الإيمانُ وحده كافٍ في كسب المعركة ولا القوةُ الماديةُ وحدها كافية, وإنما الإيمانُ عنصرٌ ضروريٌ في المعركة, والقوةُ الماديةُ عنصرٌ ضروريٌ أيضاً.

أن يتحلى المقاتلون والمجاهدون بالإيمان والثقةِ بالله والارتباطِ به والاعتمادِ عليه واللجوء إليه في حالات الشدة فذلك أمرٌ ضروريٌ ومطلوبٌ في المعركة التي يراد لها أن تنتصر لأن ذلك هو الذي يجعلُ الإنسانَ يحصلُ على قوةٍ روحية ومعنويةٍ تبعدُهُ عن حالات الخوف والقلق وتدفعُهُ إلى الثبات والتضحية في سبيل الله.

وأن يكون لدى المقاتلين قوةٌ ماديةٌ من سلاح وعتادٍ وخبرةٍ وكفاءة قتالية وإعدادٍ جيد وتخطيطٍ دقيق فذلك أمرٌ ضروريٌ ومطلوبٌ أيضاً, لأن الله جعل عملية النصر والهزيمة خاضعةً للوسائل الطبيعية المحكومةِ للاسباب المادية إلى جانب الأسباب الروحية, فالذي لا يملك القوةَ المادية ووسائلَ المعركة وأسبابَ الانتصار لا ينتصر وإن كان على حق. ولذلك أكد القرآنُ الكريم على ضرورة الإعداد العسكري من أجل تحصيل القدرةِ على مواجهة العدو من جهة وتحطيمِ القوةِ المعنويةِ له من جهة ثانية, عندما قال تعالى "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوَ الله وعدوَكم...".

يشهد المؤرخون على أن سيف علي بن أبي طالب جلب النصر في كل المعارك التي خاضها الرسولالرسول يحرص على مشاركة أهل بيته في الحروب :

النقطةُ الثالثة: إننا نلاحظ أن النبي(ص) في معركة بدر قدَّمَ أهلَ بيته وأقرباءَه إلى القتال أولاً, فقد أمر في بداية المعركة حمزةَ وعلياً وعبيدةَ بنَ الحارث بالخروج إلى ساحة القتال أولاً لمبارزة الأعداء, وهؤلاء الثلاثة هم من أهل بيته (ص) لأن حمزةَ عمُ النبي وعلياً ابنُ عمه كما أن عبيدةَ ابنُ عمه الحارثِ بنِ عبدِ المطلب.

ولهذا السلوك النبوي دَلاَلاَتُهُ الكبيرة, لأنه عندما يبدأُ الرسولُ بأهل بيته في القتال فإنه بذلك يكون قد أثبت لكل المسلمين بالفعل وبالممارسة لا بالقول فقط, أنه لا يريدُ أن يجعلَ منهم وسيلةً للوصول إلى أهدافه الخاصة, وإنما هناك هدفٌ كبير وقضيةُ حق وعدل لا بد أن يساهم الجميعُ في العمل من أجلها, ويكون قد أثبت أيضاً أنه هو (ص) شريكٌ لهم في كل شيء في السرّاء والضرّاء وفي الشدة والرخاء فهو يضحي ويقدِّمُ في سبيل القضية والهدفِ قبل أن يُطلبَ التضحيةَ من غيره بل هو يحاولُ أن يدافعَ عن غيره ولو بأهل بيته وأقربِ الناس إليه.

وهذا ما يجبُ أن يكون مثلاً أعلى وأسوةً حسنة لكل قيادة إسلامية ولكل قائدٍ سياسي ولكل صاحبِ هدف فإن عليه هو أولاً أن يقدمَ التضحيات فإذا احتاج إلى مساعدة الآخرين وطَلبَ منهم أن يشاركوا في التضحية في سبيل الهدف او القضية فإن طلبَه منهم يكون له مبرراتُهُ, ويرى الناسُ كلُ الناس فيه انه صادقٌ ومخلصٌ وجادٌ ومحقٌ في طلبه, وليس للقائد أن يجلس في برجه العاجي هو وأولادُهُ وأهلُ بيته وأصحابُه ثم يصدّرٌ أوامرَه للآخرين دون أن يرى نفسه مسؤولاً عن التحرك في اتجاه الهدف إلا في حدود الكلمات والخطابات وإصدار الأوامر والمواقف.

الشيخ علي دعموش