الإثنين, 06 05 2024

آخر تحديث: الجمعة, 03 أيار 2024 10pm

المقالات
خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان لن يُعوّض عجز الاحتلال عن تحقيق...

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي...

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

الشيخ دعموش: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في...

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

الشيخ دعموش: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير...

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

الشيخ دعموش: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات...

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع...

خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

الشيخ دعموش: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة...

  • خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

    خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

  • خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

    خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

  • خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

    خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

  • خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

    خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

  • كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

    كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

  • اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

    اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

  • خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

    خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 3-5-2024: التمادي في العدوان على لبنان لن يُعوّض عجز الاحتلال عن تحقيق أهدافه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 26-04-2024: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-4-2024: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-4-2024: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير شيئاَ. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات والتداعيات. الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع الثمن. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 5-4-2024: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة الخداع والنفاق ما لم تُترجم هذه الضغوط المزعومة بوقف العدوان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-3-2024: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024: نحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا وأهلنا إلى أقصى حد. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-3-2024: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-3-2024 المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-3-2024: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. الشيخ دعموش في رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو استهداف. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-3-2024: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. الشيخ دعموش في رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-2-2024: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 23-02-2024: العدوانية الاسرائيلية في غزة ولبنان لا يردعها ولا يسقط اهدافها شيء سوى المقاومة والحضور في الميدان ومواجهة القتل بالقتل والتدمير بالتدمير والتصعيد بالتصعيد. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 16-02-2024: العدو الصهيوني مأزوم في لبنان والمقاومة مصممة على ‏مقابلة التصعيد بالتصعيد. الشيخ دعموش في الاحتفال السنوي لجمعية البر والتقوى 9-2-2024: وقف العدوان على غزة هو الخيار الوحيد لوقف ‏جبهة لبنان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 09-02-2024: العدو وصل إلى طريق ‏مسدود واستمرار العدوان لن يؤدي إلا ‏إلى المزيد من الفشل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 2-1-2024: المقاومة وجهت للعدو رسائل نارية وأفهمته أنّه لا يمكن أن يتمادى في عدوانه على لبنان من دون أن يلقى الرد الحاسم الشيخ دعموش في اسبوع الحاج حسين مرجي: توسيع العدوان على لبنان لن يكون نزهة. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 26-1-2024: التهويل والتهديد للبنان لن يقدم أو يُؤخّر شيئًا ولن يُثني المقاومة عن دعم غزّة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-1-2024: التهديدات والرسائل التي ‏يحملها الموفدون إلى لبنان لن تقفل جبهة الجنوب طالما استمر العدوان ‏على غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-1-2024: من يريد مساعدة "إسرائيل" على الخروج من ورطتها عليه الضغط على العدو لوقف عدوانه قبل الضغط على لبنان أو الحديث عن أي شيء آخر. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيدين عبدالله الاسمر وعباس رمال 10-1-2024: إذا فرض العدو الحرب علينا فسنُريه من قدراتنا وبأسنا ما يجعله يندم على جرائمه وعدوانه. الشيخ دعموش في أسبوع الشهيد عبد الجليل حمزة في بلدة الخضر 07-01-2024: عمليّة ميرون نوعيّة واستراتيجيّة هزّت الكيان الصهيوني. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين علي غزالة في بلدة عدلون 06-01-2024: المقاومة لن تقبل بفرض قواعد جديدة تمكّن العدو من التمادي في جرائمه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 05-01-2024: كلّ جرائم العدو لن تُثني المقاومة عن القيام ‏بواجبها. الشيخ دعموش في الذكرى الرابعة للشهيد سليماني في مجمع السيدة زينب: العدوان على غزة زادنا قناعة وتمسكًا بخيار ‏المقاومة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-12-2023: المقاومة في لبنان أوقعت العدو في حرب استنزاف يومية حقيقية. الشيخ دعموش في ملتقى شهيد القدس الثاني الشبابي 28-12-2023: المقاومة في غزة ولبنان مصممة على مواصلة المعركة مهما بلغت التضحيات. الشيخ دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد احمد الحاج علي 23_12_2023: الواقع في جنوب لبنان تحدده المقاومة وليس العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-12-2023: ‏المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي اعتداءات جديدة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد حمد يوسف في عين بعال 18_12_2023: الهمجية الإسرائيلية الأميركية لا تردعها إلاّ القوة ومعادلات المقاومة الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-12-2023: العدوان على غزة محكوم بالفشل الشيخ ‏دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد علي حسن الاتات: إذا فكّر العدو مجددًا بالاعتداء على بلدنا سنصنع انتصارًا جديدًا لوطننا وأمتنا الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-12-2023: المقاومة أدخلت العدو في حرب استنزاف حقيقية وهو أعجز من أن يفرض إرادته على لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-12-2023: المقاومة في غزة والمنطقة لن تدع ‏الإسرائيلي يحقّق أهدافه. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد احمد مصطفى من حولا: المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي استهداف أو اعتداء على لبنان الشيخ دعموش في حفل العباءة الزينبية من الدوير: إذا استأنف العدو عدوانه فستريه المقاومة من بأسها ما لم يرَه من قبل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 24-11-2023: العدو الصهيوني لم يقبل بالهدنة إلا بعدما فشل في كسر المقاومة وفي كسر إرادة أهل غزة. الشيخ دعموش في الاعتصام التضامني الكبير مع غزة في الضاحية الجنوبية: إذا استمر العدوان على غزة فلا يمكن ضمان عدم توسع الحرب وتصبح كل الاحتمالات مطروحة. الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة 17-11-2023: سنواصل دعمنا ونصرتنا لغزة وسنستمر في استنزاف العدو على الحدود الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 10-11-2023: التوغل البري في غزة لن يحقق للعدو أهدافه ولن يوصله إلى نتيجة. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد علي ابراهيم رميتي في مجمع الامام علي الشياح: المقاومة لن تتسامح مع استهداف المدنيين وستردّ بشكل حاسم الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين وليد ذيب في شقرا: نقوم بما تُمليه علينا طبيعة المواجهة مع العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 03-11-2023 : التفويض الغربي للعدو بالحرب المدمرة على غزة سيبقى وصمة عار في تاريخ أميركا والغرب والدول المطبعة . الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 27-10-2023: لن نترك واجبنا في نصرة غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 20-10-2023: الكيان الصهيوني الغاصب زائل حتمًا. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-10-2023: الثبات والصمود في المواجهة الدائرة في غزة كفيل بأفشال أهداف العدو وحلفائه. الشيخ دعموش من بر الياس: السكوت عما يجري في غزة خيانة كبرى ولن نتردد في فعل كل ما نستطيعه من أجل نصرة الشعب الفلسطيني. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-9-2023: لولا المقاومة لكان لبنان اليوم مازال تحت الاحتلال. الشيخ دعموش: الإمام موسى الصدر كان صاحب رؤية جهادية وسياسية واضحة، كان يدعو الدولة إلى تسليح الجنوبيين من أجل الدفاع عن أرضهم لأنه كان يدرك حجم الأطماع الإسرائيلية في لبنان. الشيخ دعموش: تعلمنا من الإمام السيد موسى الصدر المقاومة وأن أرضنا المحتلة لا يمكن استعادتها الا بالجهاد والقتال والشهادة والتضحيات. الشيخ دعموش: الإمام الصدر كان من أشد الحريصين على سيادة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي وعيشه المشترك والإيمان به وطنًا نهائيًا لجميع أبنائه. الشيخ دعموش: نحنعلى درب هذا الإمام الكبير والعزيز سنواصل طريق المقاومة لنحمي بلدنا وخيراتنا وثرواتنا، ولن نتخلى عن فلسطين والقدس. الشيخ دعموش: لن نألو جهدًا على المستوى الداخلي للتخفيف من معاناة أهلنا والحفاظ على الاستقرار والسعي لبناء دولة قوية وعادلة، دولة خالية من الفساد والسرقات الشيخ دعموش: هناك فريق سياسي يدعو جهارًا نهارًا إلى المواجهة والفتنة ويُريد رئيسًا يجمع حوله ما يُسمى بالمعارضة من أجل مواجهة حزب الله ليحقق من حيث يدري أو لا يدري أهداف العدو الإسرائيلي في لبنان. الشيخ دعموش: هذا المنطق يكشف عن عقل يريد تخريب البلد والقضاء على كل أمل بالوصول إلى حل للأزمات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها البلد. الشيخ دعموش: لن نقبل بوصول رئيس للجمهورية يُحقّق أهداف أعداء لبنان ويكون منصة للفتنة والحرب الأهلية كما يريد فريق التحدي والمواجهة الشيخ دعموش: ما نريده انتخاب رئيس لكل اللبنانين يحفظ وحدتهم وسلمهم الأهلي ويعمل على إنقاذ البلد وإخراجه من أزماته. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 25-8-2023: الحصار الأميركي على لبنان فشل. الشيخ دعموش: سياسة العقوبات والحصار والتجويع هي سياسة قديمة جديدة، يستخدمها المستكبرون لإخضاع الشعوب وبهدف السيطرة والهيمنة. الشيخ دعموش: هذه السياسة تستخدمها أميركا اليوم ضد الشعوب والدول الرافضة للخضوع من أجل فرض شروطها وإملاءاتها. الشيخ دعموش: استمرار الوجود الأميركي وتعزيزه، في شمال شرقي سوريا، هو لحماية "داعش" وتشديد الحصار على سوريا. الشيخ دعموش: إننا على ثقة بأنّ الشعب السوري والقيادة السورية سيتجاوزون هذه المرحلة من دون خضوع واستسلام. الشيخ دعموش: لن تثنينا الحملات الإعلامية الخبيثة عن التمسك بسلاح المقاومة والعمل بما تمليه علينا المصلحة الوطنية. الشيخ دعموش: حزب الله أولويته الأولى إنقاذ البلد وانتخاب رئيس للجمهوريّة وإعادة انتظام مؤسسات الدولة، لتقوم بدورها في خدمة الناس ومعالجة أزماتهم. الشيخ دعموش: حزب الله يعمل بكلّ أمل على إيجاد المخارج والحلول للازمات، انطلاقًا من حرصه على وحدة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي

ما هو أول عمل يقوم به النبي (ص) في المدينة المنورة بعد الهجرة؟!(35)

عمل الرسول (ص) في بناء مجتمع المدينة المنورة  (35)

مسجد قباء قديماباشر رسول الله (ص) عند وصوله إلى المدينة المنورة، بعدما سبقه إليها العدد الأكبر من المسلمين، بعدد من الأعمال الأساسية لبناء المجتمع السياسي الإسلامي.وكان من أيرز هذه الأعمال : الأول بناء مسجد في المدينة، والثاني المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، والثالث تحديد نوع العلاقة بين المسلمين وبين غيرهم، والرابع عقد معاهدة تعاون وعدم اعتداء مع يهود المدينة، والخامس تكوين الجيش والقوة المسلحة القادر على حماية الدولة والدفاع عن كيان الإسلام والمسلمين، والسادس بناء الجهاز الإداري.

العمل الأول : بناء المسجد

أول مؤسسة اهتم النبي (ص) بإنشائها هي مؤسسة المسجد. فمنذ اليوم الذي وصل فيه إلى المدينة باشر ببناء المسجد، حيث شارك ببنائه بيده الشريفة، إلى جانب المسلمين حتى أتموا بنائه. ولم يكن المسجد في عهد الرسول (ص) مجرد مكان للعبادة والتعبد وحسب، وإنما كان مركزاً للعبادة والتعليم والتوجيه الثقافي والتفقه بالدين. وكان مركزاً أيضاً للحكم والإدارة. وبقي المسجد كذلك زمناً طويلاً بعد وفاته.

فلم يكن لحكومة النبي (ص) مقر خاص أو قصر معين، وإنما كان المقر الوحيد والعام في الدولة هو المسجد. ولا تذكر مصادر السيرة النبوية أن الرسول (ص) خرج بمهات إدراية وقيادية عندما كان في المدينة في منزله أو في مكان أخر غير المسجد. وإنما كان يمارس دوره قائداً ورجل سلطة، ويؤدي جميع مهماته المتعلقة بالدعوة والدولة والناس، في المسجد. ففيه كان يستقبل الوفود ويبتّ في أمور الحرب والسلم، ويقضي بين الناس، وفيه أيضا كان يكلف المبعوثين من قبله في مهمات دبلوماسية وسياسية وعسكرية وغيرها.

وكان أول مسجد بني في الإسلام هو مسجد "قباء"، في قرية قباء القريبة من المدينة المنورة. فقد كانت هذه القرية هي المحطة الأخيرة التي نزل فيها رسول الله (ص) خلال رحلة الهجرة قبل دخوله إلى المدينة، وبقي فيها أربعة أيام ينتظر قدوم الإمام علي (ع)، حيث كان لا يزال في مكة يؤدي الأمانات إلى أهلها نياية عن الرسول (ص) بتكليف منه.
وفي أثناء إقامة الرسول في قرية "قباء" أسس مسجد هذه القرية على أساس التقوى كما أشار القرآن الكريم إلى ذلك بقوله تعالى :"لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه".

مجتمع المدينة : الأنصار والمهاجرون

داخل مسجد قباء في المدينة المنورةوقد يتساءل الإنسان عن سر أن يكون أول عمل يقوم به الرسول (ص) هو بناء المسجد في دولة الإسلام، مع أن هناك أعمالاً قد تكون لها الأولوية على المسجد؟!.. في الواقع أن أولوية بناء المسجد كانت ناشئة من الحاجة إلى إيجاد مركز يتم فيه إعداد المسلمين وتربيتهم فكريا ونفسيا وأخلاقيا وسياسيا حتى يستطيعوا تكوين مجتمع متماسك قوي ذي هدف واحد ومصير واحد. وليصبح هذا المجتمع قادرا على تحمل مسوؤلية الدعوة الإسلامية والدفاع عنها والقادر على مواجهات كل التحديات.

ولقد كان المسلمون في المدينة فئتين، مهاجرين وهو من ترك وطنهم الأصلي مكة، وأنصارا، وهم المسلمون من أهل المدينة الذين بايعوا الرسول (ص) على النصرة والجهاد. ولقد كان لكل من هاتين الفئتين ظروفها الخاصة المعنوية والنفسية والمعيشية، التي تختلف عن ظروف وأوضاع الفئة الأخرى. ولو أخذنا المهاجرين على حدى فإنهم كانوا من جماعات قبلية متنوعة ومن مستويات مختلفة فكريا واجتماعيا وماديا. كما كانوا يختلفون في تطلعاتهم ومشاعرهم وعلاقاتهم، وجمعياً تركوا أوطانهم وأصبحوا بلا مال وبلا مسكن.

أما الأنصار، لو نظرنا إليهم على حدى، فإنهم كانوا فئتين متنافستين، أوس وخزرج. وقد كانت الحروب ببنهما قائمة على قدم وساق إلى عهد قريب من دعوة النبي. وعندما هاجر النبي (ص) إلى المدينة أراد صهر الجميع، المهاجرون والأنصار، رغم كل هذه الاختلافات والتفاوت والتباين بينهم، في إطار واحد هو الإسلام، ليصبحوا مجتمعاً واحدا، وجسدا واحدا، في توادهم وفي تراحمهم وفي تعاونهم. وأن تتوحد جهودهم وأهدافهم وحركتهم ومواقفهم في الحياة. فكان المسجد الذي به ومن خلاله تحقيق كل هذه العوامل الضرورية لبناء المجتمع الإسلامي.

المسجد يوحّد بين المسلمين :

مسجد قباء اليومكان المسجد ولا يزال حتى الأن في عصرنا الراهن، بعد مرور مئات السنين، أفضل وسيلة لوحدة الثقافة والفكر والعقيدة والدين، حينما يفترض أن تكون الثقافة من مصدر واحد وتخدم هدفاً واحداً في جميع مراحل الحياة مع الشعور بالقدسية والإرتباط الروحي بالله عزّوجل.

والمسجد من ناحية أخرى، هو وسيلة لشيوع الصداقات بين المسلمين، وبث روح المحبة والمودة بينهم. فحين يلتقون مع بعضهم البعض عدة مرات يومياً في المسجد في جو روحي وحميم يشعرون من خلاله بالمساواة، وحينما تتساقط كل مظاهر الجاه والسلطة والمال وغيرها، ويقف الجميع بين يدي الله عزّوجل بخضوع وخشوع، الغني والفقير، الزعيم والإنسان العادي، العالم والجاهل، حين يقف الجميع كذلك في المسجد، فإنه لا بد من ترسخ أوصال المحبة والتأخي والتآلف بينهم. ويشعر كل منهم بأنه في مجتمع يبادله المودة والمحبة والتعاطف، وأن له إخواناً يهتمون به ويعيشون همومه وقضاياه ومشاكله. ويمكنه الاستناد إليهم في وقت الشدائد.

إن اهتمام الإسلام بالمسجد وإعطائه هذه الأولوية إلى درجة أن يكون أول عمل يقوم به النبي (ص) في قرية قباء، ثم في المدينة المنورة، يدل بوضوح على أن الإسلام يريد منا أن نتعامل مع المسجد بصفته مؤسسة دينية ثقافية وفكرية وجهادية تماماً، كما تعامل معه رسول الله (ص)، وأنه يجب أن يبقى المسجد مؤسسة يتخرّج منها المؤمنون الواعون والمجاهدون.

الشيخ علي دعموش