الثلاثاء, 07 05 2024

آخر تحديث: الجمعة, 03 أيار 2024 10pm

المقالات
خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان لن يُعوّض عجز الاحتلال عن تحقيق...

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي...

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

الشيخ دعموش: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في...

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

الشيخ دعموش: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير...

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

الشيخ دعموش: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات...

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع...

خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

الشيخ دعموش: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة...

  • خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

    خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

  • خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

    خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

  • خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

    خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

  • خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

    خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

  • كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

    كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

  • اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

    اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

  • خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

    خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 3-5-2024: التمادي في العدوان على لبنان لن يُعوّض عجز الاحتلال عن تحقيق أهدافه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 26-04-2024: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-4-2024: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-4-2024: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير شيئاَ. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات والتداعيات. الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع الثمن. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 5-4-2024: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة الخداع والنفاق ما لم تُترجم هذه الضغوط المزعومة بوقف العدوان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-3-2024: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024: نحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا وأهلنا إلى أقصى حد. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-3-2024: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-3-2024 المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-3-2024: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. الشيخ دعموش في رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو استهداف. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-3-2024: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. الشيخ دعموش في رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-2-2024: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 23-02-2024: العدوانية الاسرائيلية في غزة ولبنان لا يردعها ولا يسقط اهدافها شيء سوى المقاومة والحضور في الميدان ومواجهة القتل بالقتل والتدمير بالتدمير والتصعيد بالتصعيد. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 16-02-2024: العدو الصهيوني مأزوم في لبنان والمقاومة مصممة على ‏مقابلة التصعيد بالتصعيد. الشيخ دعموش في الاحتفال السنوي لجمعية البر والتقوى 9-2-2024: وقف العدوان على غزة هو الخيار الوحيد لوقف ‏جبهة لبنان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 09-02-2024: العدو وصل إلى طريق ‏مسدود واستمرار العدوان لن يؤدي إلا ‏إلى المزيد من الفشل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 2-1-2024: المقاومة وجهت للعدو رسائل نارية وأفهمته أنّه لا يمكن أن يتمادى في عدوانه على لبنان من دون أن يلقى الرد الحاسم الشيخ دعموش في اسبوع الحاج حسين مرجي: توسيع العدوان على لبنان لن يكون نزهة. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 26-1-2024: التهويل والتهديد للبنان لن يقدم أو يُؤخّر شيئًا ولن يُثني المقاومة عن دعم غزّة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-1-2024: التهديدات والرسائل التي ‏يحملها الموفدون إلى لبنان لن تقفل جبهة الجنوب طالما استمر العدوان ‏على غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-1-2024: من يريد مساعدة "إسرائيل" على الخروج من ورطتها عليه الضغط على العدو لوقف عدوانه قبل الضغط على لبنان أو الحديث عن أي شيء آخر. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيدين عبدالله الاسمر وعباس رمال 10-1-2024: إذا فرض العدو الحرب علينا فسنُريه من قدراتنا وبأسنا ما يجعله يندم على جرائمه وعدوانه. الشيخ دعموش في أسبوع الشهيد عبد الجليل حمزة في بلدة الخضر 07-01-2024: عمليّة ميرون نوعيّة واستراتيجيّة هزّت الكيان الصهيوني. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين علي غزالة في بلدة عدلون 06-01-2024: المقاومة لن تقبل بفرض قواعد جديدة تمكّن العدو من التمادي في جرائمه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 05-01-2024: كلّ جرائم العدو لن تُثني المقاومة عن القيام ‏بواجبها. الشيخ دعموش في الذكرى الرابعة للشهيد سليماني في مجمع السيدة زينب: العدوان على غزة زادنا قناعة وتمسكًا بخيار ‏المقاومة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-12-2023: المقاومة في لبنان أوقعت العدو في حرب استنزاف يومية حقيقية. الشيخ دعموش في ملتقى شهيد القدس الثاني الشبابي 28-12-2023: المقاومة في غزة ولبنان مصممة على مواصلة المعركة مهما بلغت التضحيات. الشيخ دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد احمد الحاج علي 23_12_2023: الواقع في جنوب لبنان تحدده المقاومة وليس العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-12-2023: ‏المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي اعتداءات جديدة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد حمد يوسف في عين بعال 18_12_2023: الهمجية الإسرائيلية الأميركية لا تردعها إلاّ القوة ومعادلات المقاومة الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-12-2023: العدوان على غزة محكوم بالفشل الشيخ ‏دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد علي حسن الاتات: إذا فكّر العدو مجددًا بالاعتداء على بلدنا سنصنع انتصارًا جديدًا لوطننا وأمتنا الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-12-2023: المقاومة أدخلت العدو في حرب استنزاف حقيقية وهو أعجز من أن يفرض إرادته على لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-12-2023: المقاومة في غزة والمنطقة لن تدع ‏الإسرائيلي يحقّق أهدافه. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد احمد مصطفى من حولا: المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي استهداف أو اعتداء على لبنان الشيخ دعموش في حفل العباءة الزينبية من الدوير: إذا استأنف العدو عدوانه فستريه المقاومة من بأسها ما لم يرَه من قبل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 24-11-2023: العدو الصهيوني لم يقبل بالهدنة إلا بعدما فشل في كسر المقاومة وفي كسر إرادة أهل غزة. الشيخ دعموش في الاعتصام التضامني الكبير مع غزة في الضاحية الجنوبية: إذا استمر العدوان على غزة فلا يمكن ضمان عدم توسع الحرب وتصبح كل الاحتمالات مطروحة. الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة 17-11-2023: سنواصل دعمنا ونصرتنا لغزة وسنستمر في استنزاف العدو على الحدود الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 10-11-2023: التوغل البري في غزة لن يحقق للعدو أهدافه ولن يوصله إلى نتيجة. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد علي ابراهيم رميتي في مجمع الامام علي الشياح: المقاومة لن تتسامح مع استهداف المدنيين وستردّ بشكل حاسم الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين وليد ذيب في شقرا: نقوم بما تُمليه علينا طبيعة المواجهة مع العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 03-11-2023 : التفويض الغربي للعدو بالحرب المدمرة على غزة سيبقى وصمة عار في تاريخ أميركا والغرب والدول المطبعة . الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 27-10-2023: لن نترك واجبنا في نصرة غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 20-10-2023: الكيان الصهيوني الغاصب زائل حتمًا. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-10-2023: الثبات والصمود في المواجهة الدائرة في غزة كفيل بأفشال أهداف العدو وحلفائه. الشيخ دعموش من بر الياس: السكوت عما يجري في غزة خيانة كبرى ولن نتردد في فعل كل ما نستطيعه من أجل نصرة الشعب الفلسطيني. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-9-2023: لولا المقاومة لكان لبنان اليوم مازال تحت الاحتلال. الشيخ دعموش: الإمام موسى الصدر كان صاحب رؤية جهادية وسياسية واضحة، كان يدعو الدولة إلى تسليح الجنوبيين من أجل الدفاع عن أرضهم لأنه كان يدرك حجم الأطماع الإسرائيلية في لبنان. الشيخ دعموش: تعلمنا من الإمام السيد موسى الصدر المقاومة وأن أرضنا المحتلة لا يمكن استعادتها الا بالجهاد والقتال والشهادة والتضحيات. الشيخ دعموش: الإمام الصدر كان من أشد الحريصين على سيادة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي وعيشه المشترك والإيمان به وطنًا نهائيًا لجميع أبنائه. الشيخ دعموش: نحنعلى درب هذا الإمام الكبير والعزيز سنواصل طريق المقاومة لنحمي بلدنا وخيراتنا وثرواتنا، ولن نتخلى عن فلسطين والقدس. الشيخ دعموش: لن نألو جهدًا على المستوى الداخلي للتخفيف من معاناة أهلنا والحفاظ على الاستقرار والسعي لبناء دولة قوية وعادلة، دولة خالية من الفساد والسرقات الشيخ دعموش: هناك فريق سياسي يدعو جهارًا نهارًا إلى المواجهة والفتنة ويُريد رئيسًا يجمع حوله ما يُسمى بالمعارضة من أجل مواجهة حزب الله ليحقق من حيث يدري أو لا يدري أهداف العدو الإسرائيلي في لبنان. الشيخ دعموش: هذا المنطق يكشف عن عقل يريد تخريب البلد والقضاء على كل أمل بالوصول إلى حل للأزمات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها البلد. الشيخ دعموش: لن نقبل بوصول رئيس للجمهورية يُحقّق أهداف أعداء لبنان ويكون منصة للفتنة والحرب الأهلية كما يريد فريق التحدي والمواجهة الشيخ دعموش: ما نريده انتخاب رئيس لكل اللبنانين يحفظ وحدتهم وسلمهم الأهلي ويعمل على إنقاذ البلد وإخراجه من أزماته. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 25-8-2023: الحصار الأميركي على لبنان فشل. الشيخ دعموش: سياسة العقوبات والحصار والتجويع هي سياسة قديمة جديدة، يستخدمها المستكبرون لإخضاع الشعوب وبهدف السيطرة والهيمنة. الشيخ دعموش: هذه السياسة تستخدمها أميركا اليوم ضد الشعوب والدول الرافضة للخضوع من أجل فرض شروطها وإملاءاتها. الشيخ دعموش: استمرار الوجود الأميركي وتعزيزه، في شمال شرقي سوريا، هو لحماية "داعش" وتشديد الحصار على سوريا. الشيخ دعموش: إننا على ثقة بأنّ الشعب السوري والقيادة السورية سيتجاوزون هذه المرحلة من دون خضوع واستسلام. الشيخ دعموش: لن تثنينا الحملات الإعلامية الخبيثة عن التمسك بسلاح المقاومة والعمل بما تمليه علينا المصلحة الوطنية. الشيخ دعموش: حزب الله أولويته الأولى إنقاذ البلد وانتخاب رئيس للجمهوريّة وإعادة انتظام مؤسسات الدولة، لتقوم بدورها في خدمة الناس ومعالجة أزماتهم. الشيخ دعموش: حزب الله يعمل بكلّ أمل على إيجاد المخارج والحلول للازمات، انطلاقًا من حرصه على وحدة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي

النبي (ص) يدعو عشيرته الأقربين فيتخلوا عنه غير علي وأبيه(17)

المرحلة العلنية من الدعوة - دعوة العشيرة (17) :

محمد رسول الله وخاتم الأنبياء والرسل إن النبي (ص) بقي منذ بعثه الله بالرسالة الاسلامية نحو ثلاث سنين يتستر في الدعوة إلى الدين، ويتحاشى الانكشاف أمام الرأي العام. وقد أطلق بعض المؤرخين على هذه المرحلة اسم "السرية".

 وهذه المرحلة كانت ضرورية من أجل إعداد الكوادر والحفاظ على مستقبل الدعوة. وقد أسلم خلال هذه المرحلة مجموعة من الأشخاص بلغ عددهم أربعين رجلا تقريبا.

 

ويقول المؤرخون إنه بعد هذه السنوات الثلاث الأولى، بدأت مرحلة جديدة وخطيرة وصعبة، هي مرحلة الدعوة العلنية إلى الإسلام. وبدأ النبي (ص) هذه المرحلة بخطوتين. الأولى، إعلان الدعوة أمام الأقربين من عشيرته، ودعوتهم إلى الإيمان برسالته وإنذارهم. والخطوة الثانية هي إعلان الدعوة أمام عامة الناس بمن فيهم قريش، ودعوة الجميع إلى الإسلام والإيمان.

الدعوة الأولى - العشيرة الأقربون
وانذر عشيرتك الأقربينفي هذا المقال، سوف يقتصر الحديث عن الدعوة الأولى، وهي دعوة العشيرة. فقد أمر النبي (ص) أولا أن يظهر هذه الدعوة أمام عشيرته قبل غيرهم، بقوله تعالى :"وانذر عشيرتك الأقربين". هذه الأية التي نزلت بعد ثلاث سنين من السرية، تأمر النبي (ص) بهذا الأمر أولا، لا مطلق عشيرته أو مطلق الناس. وعشيرته الأقربون هم إما بنو هاشم أو عبد المطلب.

ولذلك يقول المؤرخون إنه لمّا نزلت هذه الأية الكريمة استدعى النبي (ص) ابن عمه علي بن أبي طالب وأمره بصنع الطعام وأن يعدّ لبناً ويدعو له بني هاشم وبني عبد المطلب، ليكلمهم ويدعوهم إلى الإسلام، ويبلغهم ما أمر به. ففعل الإمام علي (ع) ما طلبه منه الرسول (ص).

وأتوا إليه، وهم أربعون رجلا أو أقل بواحد أو أزيد بواحد، وكان فيهم أعمام النبي (ص) وأبي طالب والحمزة، والعباس وأبو لهب، وأبناؤهم. فأحضر لهم الإمام علي (ع) الطعام فأكلوا حتى شبعوا. ويبدو أن الاجتماع كان في بيت النبي نفسه، لأن علياً كان عند رسول الله (ص) في بيته آنذاك. وجاء عن الإمام علي (ص) أنه قال :"والذي نفس علي بيده إن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدمت لجميعهم". في إشارة إلى أن ما قدمه لهم جميعا من طعام، استطاعة رجل واحد منهم أن يأكله ولكنّ الله قد بارك في الطعام بحيث إنما يكفي لرجل واحد أكل منه الجميع وشبعوا. وكان ذلك معجزة وكرامة تظهر صدق الرسول (ص) أمامهم.

فلما فرغوا من الطعام، وأراد النبي أن يكلمهم ويدعوهم إلى الإسلام، بادر عم النبي (ص) أبو لهب إلى الكلام وقال :"لقد سحركم صاحبكم". في إشارة إلى معجزة الطعام. فتفرق القوم ولم يكلمهم الرسول (ص) بما أراد.

علي(ع)  يتصدر المسؤولية

الإمام علي عليه السلام ابو الآئمة وفي اليوم الثاني أمر الرسول الإمام علي أن يفعل كما فعل في اليوم الأول، وقال له:"يا علي، قد رأيت كيف سبقني هذا الرجل إلى الكلام، فاصنع لنا في غد كما صنعت بالأمس، واجمعهم لعلي أكلمهم بما أمرني الله به". فصنع الإمام علي (ع) لهم الطعام. وبعدما اكلوا واشربوا قال لهم النبي (ص) :" يا بني عبد المطلب إني لكم نذير من الله عز وجل، إني أتيتكم بما لم يأت به أحد من العرب. فإن تطيعوني ترشدوا وتفلحوا وتنجحوا، إن هذه مائدة أمرني الله بها فصنعتها لكم كما صنع عيسى ابن مريم لقومه فمن كفر بعد ذلك منكم فإن الله يعذّبه عذاباً شديدا، واتقوا الله واسمعوا ما أقول لكم. واعلموا يا بني عبد المطلب إن الله لم يبعث رسولا إلا جعل له أخا ووزيرا ووصياً ووارثا من أهله. ولقد جعل لي وزيرا كما جعل للأنبياء من قبلي. وإن الله قد أرسلني للناس كافة وأنزل علي "وأنذر عشرتك الأقربين". ثم قال لهم :"لقد جئتكم بخير الدنيا والأخرة ولقد أمرني ربي أن أدعوكم إلي.. فأيكم يؤزرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصي وخليفتي فيكم من بعدي؟". فأحجم القوم عن الكلام غير علي (ع) فقام، وهو أصغرهم سناً، وقال :"أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه". فامره رسول الله (ص) بالجلوس، وكرّر عليهم قوله الأول وسؤاله إليهم، فلم يستجب له أحد من الحاضرين غير علي (ع). فلمّا رأى النبي (ص) سكوتهم المطبق وإصرار علي (ع) على الإجابة أخذ برقبته وقال :"إن هذا أخي ووصي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا".

فقام القوم عندئذ وهم يضحكون ويقولون لأبي طالب :"لقد أمرك محمد أن تسمع لابنك وتطيعه !!..". وحسب بعض النصوص، فإن النبي قال :"هذا أخي ووصي وخليفتي من بعدي" بدل "وخليفتي فيكم". ولقد روي بهذا النص في كتاب "كنز العمال" الجزء 15، الصفحة 16 و17 و113 و130. وفي مسند أحمد ابن حنبل، الجزء الأول، الصفحة 59، ورواه أيضاً بهذا النص ابن اسحاق والبيهقي في كتاب "دلائل النبوة" وغيره. كما روى حديث دعوة عشيرة الرسول (ص) ونصّ النبي عن الإمام علي (ص) وتسلمه الخلافة، معظم المصادر الإسلامية وحتى الكتب الصادرة منذ زمن غير بعيد، مثل كتاب "حياة محمد" لمحمد حسنين هيكل، في الطبعة الأولى في الصفحة 104.

ومهما يكن، فرغم معظم الذين حضروا هذا الاجتماع لم يستجيبوا للنبي (ص) سوى علي بن أبي طالب، إلا إن رسول الله (ص) خرج من ذلك الاجتماع بوعد أكيد من أبي طالب بالنصر والعون. فأبو طالب لما شاهد موقف أبي لهب قال له :"والله لننصرنه ثم لنعيننه"، ثم توجه إلى النبي وقال :"يا بن أخي إذا أردت أن تدعو إلى ربك فأعلمنا حتى نخرج معك بالسلاح". هذا خلاصة ما ذكره المؤرخون فيما يرتبط بدعوة النبي لعشيرته الأقربين إلى الإسلام في بداية المرحلة العلنية من الدعوة.

ونقف بدورنا في تحليل هذا الحدث عند النقاط الأتية :
وإنك لعلى خلق عظيم... محمد رسول الله وأعظم وأشرف المخلوقينأولا : لماذا تخصيص العشيرة بالدعوة أولا قبل غيرها؟. والجواب، إن الاصلاح يجب أن يبدأ من الداخل، لأنه إذا استطاع النبي (ص) استقطاب عشيرته الأقربين استطاع تثبيت أولى الدعائم للدعوة ونشر الرسالة الإسلامية، فيتمكن بعد ذلك من التوجه إلى غيرهم بقدم ثابتة وعزم راسخ وإرادة مطمئنة. وربما تصبح دعوته بعد ذلك أنفع وأسرع إلى التصديق بها وأكثر تأثيرا في القلوب والنفوس.

ثانيا: إن فائدة دعوة العشيرة أولا كانت على الأقل دفع أبناء عشيرته إلى الدفاع عنه بدافع القرابة، على فرض أنهم لم يؤمنوا برسالته ولم يقبلوا بدعوته.

ثالثا: إن بدعوته لعشيرته يستطيع النبي (ص) أن يكتشف ويعرف مدى الدعم الذي سوف يلاقيه فيما يدعو إليه، ومدى استعداد البنية الداخلية من أقربائه للتحمل معه والوقوف إلى جانبه، وبذلك يستطيع أن يقدّر مواقفه ويقدم أو يحجم على فعل ما على أساس من ذلك.

رابعا: إن اختيار النبي لعلي (ع) ليتولى هو الضيافة للأقربين من عشيرة النبي (ص) مع وجود أخرين أكثر وجاهة سلطة وشهرة وتأثيرا في المدعوين من علي وأكبر من علي سنا، مثل أبي طالب وجعفر وغيرهما، وإن كان علي أنذاك صغير السن، إلا أنه كان في الواقع كبيرا في عقله ووعيه، وفي فضائله وخصائصه، عاليا في روجه ونفسه، وكبيرا في آماله وأهدافه. ولذلك كان هو الوحيد الذي استجاب ليؤازر النبي (ص) ويعاونه على هذا الأمر. ولذلك أيضا فقد رأه النبي (ص) أهلا لأن يكون أخاه ووصيه ووزيره وخليفته من بعده، لأنه تربى في بيته وعاش معه وكان يتبعه اتباع الفصيل أثر أمه. يرفع له من كل يوم من أخلاقه وعلمه.

خامسا: إن حديث الدار، أو حديث العشيرة، هو أول أعلان لرسول الله (ص) بخلافة علي من بعده. منذ تلك المرحلة التي كانت الدعوة فيها في بداياتها. والاعلان عن خليفة علي(ع) في مطلع الدعوة للرسالة الاسلامية وبداية أمر النبوة يفيد أن هذين المنصبين ليسا بأمرين منفصلين في اليوم الذي يعلن فيه الرسول (ص) عن رسالته ونبوته يعين وصيته وخليفته. مما يعني أن النبوة والإمامة تشكلان قاعدة واحدة. وإن هذين الموقعين ليسا إلا حلقتين متصلتين لا يفصل بينهما شيء، وأن الإمامة هي امتداد واستمرار لخط النبوة والرسالة.

الشيخ علي دعموش