الخميس, 28 03 2024

آخر تحديث: الجمعة, 22 آذار 2024 1pm

المقالات
خطبة الجمعة 22-3-2024: اموال خديجة في خدمة الاسلام

خطبة الجمعة 22-3-2024: اموال خديجة في خدمة الاسلام

الشيخ دعموش: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب...

خطبة الجمعة 15-3-2024: الصبر في مواجهة التحديات

خطبة الجمعة 15-3-2024: الصبر في مواجهة التحديات

الشيخ دعموش: المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. رأى نائب رئيس المجلس...

خطبة الجمعة 8-3-2024: ضيافة الله في الشهر الكريم

خطبة الجمعة 8-3-2024: ضيافة الله في الشهر الكريم

الشيخ دعموش: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. رأى نائب رئيس المجلس...

رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024

رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024

الشيخ دعموش: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. أشار...

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024

الشيخ دعموش من الحلوسية: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو...

خطبة الجمعة 1-3-2024: المساجد ودورها في المواجهة

خطبة الجمعة 1-3-2024: المساجد ودورها في المواجهة

الشيخ دعموش: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. رأى نائب رئيس...

رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-02-2024

رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-02-2024

الشيخ دعموش: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان بمناسبة ولادة...

  • خطبة الجمعة 22-3-2024: اموال خديجة في خدمة الاسلام

    خطبة الجمعة 22-3-2024: اموال خديجة في خدمة الاسلام

  • خطبة الجمعة 15-3-2024: الصبر في مواجهة التحديات

    خطبة الجمعة 15-3-2024: الصبر في مواجهة التحديات

  • خطبة الجمعة 8-3-2024: ضيافة الله في الشهر الكريم

    خطبة الجمعة 8-3-2024: ضيافة الله في الشهر الكريم

  • رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024

    رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024

  • كلمة في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024

    كلمة في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024

  • خطبة الجمعة 1-3-2024: المساجد ودورها في المواجهة

    خطبة الجمعة 1-3-2024: المساجد ودورها في المواجهة

  • رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-02-2024

    رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-02-2024

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-3-2024: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-3-2024 المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-3-2024: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. الشيخ دعموش في رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو استهداف. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-3-2024: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. الشيخ دعموش في رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-2-2024: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 23-02-2024: العدوانية الاسرائيلية في غزة ولبنان لا يردعها ولا يسقط اهدافها شيء سوى المقاومة والحضور في الميدان ومواجهة القتل بالقتل والتدمير بالتدمير والتصعيد بالتصعيد. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 16-02-2024: العدو الصهيوني مأزوم في لبنان والمقاومة مصممة على ‏مقابلة التصعيد بالتصعيد. الشيخ دعموش في الاحتفال السنوي لجمعية البر والتقوى 9-2-2024: وقف العدوان على غزة هو الخيار الوحيد لوقف ‏جبهة لبنان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 09-02-2024: العدو وصل إلى طريق ‏مسدود واستمرار العدوان لن يؤدي إلا ‏إلى المزيد من الفشل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 2-1-2024: المقاومة وجهت للعدو رسائل نارية وأفهمته أنّه لا يمكن أن يتمادى في عدوانه على لبنان من دون أن يلقى الرد الحاسم الشيخ دعموش في اسبوع الحاج حسين مرجي: توسيع العدوان على لبنان لن يكون نزهة. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 26-1-2024: التهويل والتهديد للبنان لن يقدم أو يُؤخّر شيئًا ولن يُثني المقاومة عن دعم غزّة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-1-2024: التهديدات والرسائل التي ‏يحملها الموفدون إلى لبنان لن تقفل جبهة الجنوب طالما استمر العدوان ‏على غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-1-2024: من يريد مساعدة "إسرائيل" على الخروج من ورطتها عليه الضغط على العدو لوقف عدوانه قبل الضغط على لبنان أو الحديث عن أي شيء آخر. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيدين عبدالله الاسمر وعباس رمال 10-1-2024: إذا فرض العدو الحرب علينا فسنُريه من قدراتنا وبأسنا ما يجعله يندم على جرائمه وعدوانه. الشيخ دعموش في أسبوع الشهيد عبد الجليل حمزة في بلدة الخضر 07-01-2024: عمليّة ميرون نوعيّة واستراتيجيّة هزّت الكيان الصهيوني. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين علي غزالة في بلدة عدلون 06-01-2024: المقاومة لن تقبل بفرض قواعد جديدة تمكّن العدو من التمادي في جرائمه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 05-01-2024: كلّ جرائم العدو لن تُثني المقاومة عن القيام ‏بواجبها. الشيخ دعموش في الذكرى الرابعة للشهيد سليماني في مجمع السيدة زينب: العدوان على غزة زادنا قناعة وتمسكًا بخيار ‏المقاومة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-12-2023: المقاومة في لبنان أوقعت العدو في حرب استنزاف يومية حقيقية. الشيخ دعموش في ملتقى شهيد القدس الثاني الشبابي 28-12-2023: المقاومة في غزة ولبنان مصممة على مواصلة المعركة مهما بلغت التضحيات. الشيخ دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد احمد الحاج علي 23_12_2023: الواقع في جنوب لبنان تحدده المقاومة وليس العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-12-2023: ‏المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي اعتداءات جديدة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد حمد يوسف في عين بعال 18_12_2023: الهمجية الإسرائيلية الأميركية لا تردعها إلاّ القوة ومعادلات المقاومة الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-12-2023: العدوان على غزة محكوم بالفشل الشيخ ‏دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد علي حسن الاتات: إذا فكّر العدو مجددًا بالاعتداء على بلدنا سنصنع انتصارًا جديدًا لوطننا وأمتنا الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-12-2023: المقاومة أدخلت العدو في حرب استنزاف حقيقية وهو أعجز من أن يفرض إرادته على لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-12-2023: المقاومة في غزة والمنطقة لن تدع ‏الإسرائيلي يحقّق أهدافه. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد احمد مصطفى من حولا: المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي استهداف أو اعتداء على لبنان الشيخ دعموش في حفل العباءة الزينبية من الدوير: إذا استأنف العدو عدوانه فستريه المقاومة من بأسها ما لم يرَه من قبل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 24-11-2023: العدو الصهيوني لم يقبل بالهدنة إلا بعدما فشل في كسر المقاومة وفي كسر إرادة أهل غزة. الشيخ دعموش في الاعتصام التضامني الكبير مع غزة في الضاحية الجنوبية: إذا استمر العدوان على غزة فلا يمكن ضمان عدم توسع الحرب وتصبح كل الاحتمالات مطروحة. الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة 17-11-2023: سنواصل دعمنا ونصرتنا لغزة وسنستمر في استنزاف العدو على الحدود الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 10-11-2023: التوغل البري في غزة لن يحقق للعدو أهدافه ولن يوصله إلى نتيجة. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد علي ابراهيم رميتي في مجمع الامام علي الشياح: المقاومة لن تتسامح مع استهداف المدنيين وستردّ بشكل حاسم الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين وليد ذيب في شقرا: نقوم بما تُمليه علينا طبيعة المواجهة مع العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 03-11-2023 : التفويض الغربي للعدو بالحرب المدمرة على غزة سيبقى وصمة عار في تاريخ أميركا والغرب والدول المطبعة . الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 27-10-2023: لن نترك واجبنا في نصرة غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 20-10-2023: الكيان الصهيوني الغاصب زائل حتمًا. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-10-2023: الثبات والصمود في المواجهة الدائرة في غزة كفيل بأفشال أهداف العدو وحلفائه. الشيخ دعموش من بر الياس: السكوت عما يجري في غزة خيانة كبرى ولن نتردد في فعل كل ما نستطيعه من أجل نصرة الشعب الفلسطيني. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-9-2023: لولا المقاومة لكان لبنان اليوم مازال تحت الاحتلال. الشيخ دعموش: الإمام موسى الصدر كان صاحب رؤية جهادية وسياسية واضحة، كان يدعو الدولة إلى تسليح الجنوبيين من أجل الدفاع عن أرضهم لأنه كان يدرك حجم الأطماع الإسرائيلية في لبنان. الشيخ دعموش: تعلمنا من الإمام السيد موسى الصدر المقاومة وأن أرضنا المحتلة لا يمكن استعادتها الا بالجهاد والقتال والشهادة والتضحيات. الشيخ دعموش: الإمام الصدر كان من أشد الحريصين على سيادة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي وعيشه المشترك والإيمان به وطنًا نهائيًا لجميع أبنائه. الشيخ دعموش: نحنعلى درب هذا الإمام الكبير والعزيز سنواصل طريق المقاومة لنحمي بلدنا وخيراتنا وثرواتنا، ولن نتخلى عن فلسطين والقدس. الشيخ دعموش: لن نألو جهدًا على المستوى الداخلي للتخفيف من معاناة أهلنا والحفاظ على الاستقرار والسعي لبناء دولة قوية وعادلة، دولة خالية من الفساد والسرقات الشيخ دعموش: هناك فريق سياسي يدعو جهارًا نهارًا إلى المواجهة والفتنة ويُريد رئيسًا يجمع حوله ما يُسمى بالمعارضة من أجل مواجهة حزب الله ليحقق من حيث يدري أو لا يدري أهداف العدو الإسرائيلي في لبنان. الشيخ دعموش: هذا المنطق يكشف عن عقل يريد تخريب البلد والقضاء على كل أمل بالوصول إلى حل للأزمات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها البلد. الشيخ دعموش: لن نقبل بوصول رئيس للجمهورية يُحقّق أهداف أعداء لبنان ويكون منصة للفتنة والحرب الأهلية كما يريد فريق التحدي والمواجهة الشيخ دعموش: ما نريده انتخاب رئيس لكل اللبنانين يحفظ وحدتهم وسلمهم الأهلي ويعمل على إنقاذ البلد وإخراجه من أزماته. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 25-8-2023: الحصار الأميركي على لبنان فشل. الشيخ دعموش: سياسة العقوبات والحصار والتجويع هي سياسة قديمة جديدة، يستخدمها المستكبرون لإخضاع الشعوب وبهدف السيطرة والهيمنة. الشيخ دعموش: هذه السياسة تستخدمها أميركا اليوم ضد الشعوب والدول الرافضة للخضوع من أجل فرض شروطها وإملاءاتها. الشيخ دعموش: استمرار الوجود الأميركي وتعزيزه، في شمال شرقي سوريا، هو لحماية "داعش" وتشديد الحصار على سوريا. الشيخ دعموش: إننا على ثقة بأنّ الشعب السوري والقيادة السورية سيتجاوزون هذه المرحلة من دون خضوع واستسلام. الشيخ دعموش: لن تثنينا الحملات الإعلامية الخبيثة عن التمسك بسلاح المقاومة والعمل بما تمليه علينا المصلحة الوطنية. الشيخ دعموش: حزب الله أولويته الأولى إنقاذ البلد وانتخاب رئيس للجمهوريّة وإعادة انتظام مؤسسات الدولة، لتقوم بدورها في خدمة الناس ومعالجة أزماتهم. الشيخ دعموش: حزب الله يعمل بكلّ أمل على إيجاد المخارج والحلول للازمات، انطلاقًا من حرصه على وحدة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي

بنو اسرائيل والافساد في الارض (23)

العباد والمجاهدين سوف يدخلون المسجد الاقصى في القدس مرتين ،وان دخولهم هذا سوف يكون على نحو واحد في المرتين معاً اي بالجهاد والقوة والقهر والغلبة (كما دخلوه اول مرة ) وليس بالتسويات المذلة ،ولا باتفافيات ومعاهدات السلام الوهمية التي قد ترفع الاحتلال ظاهراً ولكنها تبقي عليه حقيقة وواقعاً .

 

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الاسراء : وقضينا الى بني اسرائيل في الكتاب  لتفسدن في الارض مرتين ولتعلن علواً كبيراً ،فإذا جاء وعد أولهما بعثنا عليكم عباداً لنا اولى بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولا،ثم رددنا لكم الكرة عليهم وامددناكم باموال وبنين وجعلناكم اكثر نفيراً،ان احسنتم احسنتم لأنفسكم وان اسأتم فلها فإذا جاء وعد الاخرة

ليسُئوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه اول مرة وليتبروا ما علو ا تتبيراً،عسى ربكم ان يرحمكم وان عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيراً ) 4/8.

المعنى الاجمالي لهذه الايات ان الله سبحانه وتعالى اخبر واعلم بني اسرائيل في الكتاب الذي انزله على نبيهم وهو التوراة انهم سيرتكبون فسادين اجتماعيين كبيريين يقود كل منهما الى الطغيان والعدوان والاحتلال والاستكبار في الارض، وان الله سينتقم منهم في الدنيا قبل الاخرة فيسلط  عليهم بعد كل افساد واحتلال رجالا اشداء اولى بأس شديد يذلونهم بالقتل والاسر ويذيقونهم جزاء فسادهم واستكبارهم ويجبرونهم على دفع ثمن اعتداءاتهم واحتلالهم للارض والمقدسات غالياً،وفي التفاصيل فان الايات تشير الى اربعة احداث هامة ترتبط ببني اسرائيل وافسادهم في الارض المقدسة وفي فلسطين :

الحدث الاول:  ان بني اسرائيل سوف يفسدون في الارض ويعلون علوا كبيرا وهذا هو الافساد الاول لبني اسرائيل التي اشارت اليه الايات بقوله تعالى : ( لتفسدن في الارض مرتين ولتعلن علوا كبيراً ) وطبعا ليس المقصود بافسادهم هنا الافساد بمعناه العام الذي يشمل الكفر والكذب واكل الربا وتدبير المؤامرات واشعال نار الحرب ونحو ذلك ،فان هذه الامور هي ديدن بني اسرائيل ودينهم وجزء من حركتهم وعقليتهم في كل عصر وفي كل جيل ، وقد قال الله تعالى فيما قال عنهم : (وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا .. الى ان يقول  : كلما اوقدوا نارا للحرب اطفئها الله ويسعون في الارض فسادا الله لا يحب المفسدين )  الماءدة 64.

اذا ليس المقصود بافسادهم الافساد العام هذا ،وانما المقصود الافساد الخاص وهو الحكم والسيطرة والاحتلال لاراضي الاخرين ومقدساتهم ،فحكمهم واحتلالهم هو الافساد بالذات بدليل قوله تعالى (ولتعلن علوا كبيرا ) اذن معنى قوله تعالى ( لتفسدن في الارض مرتين ولتعلن علوا كبيرا ) انكم يا بني اسرائيل ستحكمون مرتين وتتخذون الحكم وسيلة للفساد الكبير الذي لا يقاس به اي فساد ،فتستبيحون المقدسات ،وتنتهكون الحرمات ،وتتستهينون بالقيم والاخلاق ،وبكل حق من حقوق الله  والانسان .

والحدث الثاني الذي تشير اليه الايات : هو أن عبادا لله مجاهدين أولى بأس شديد سوف يحاربون بني اسرائيل بعد فسادهم وارهابهم واحتلالهم ،فينتصرون عليهم ،ويطأون بلادهم ويلاحقونهم في ديارهم جزاء على بغيهم وارهابهم ،ويدخلون المسجد الاقصى في القدس فاتحين ، وقد اشار الله الى ذلك بقوله : (فاذا جاء وعد اولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا اولى بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا ) والجوس خلال الديار يعني وطئها والتردد فيها بغية ملاحقة من فيها .

 والحدث الثالث : من الاحداث التي اشارت اليها الايات  هو : ان بني اسرائيل بعد ان يعيشوا مرارة الهزيمة والذل على ايدي المجاهدين الاشداء في المرة الاولى ستعود الكرة والغلبة لهم على اعدائهم ، فبعد مدة زمنية طويلة نسبيا من محنتهم الاولى تكثر اموالهم واولادهم ،فيجهزون جيشا كبيرا يكون اعظم من جيش اولئك العباد الاشداء ،وعندما تقع  المواجهة بين الطرفين من جديد يستطيع اليهود ان يتغلبوا على اعدائهم وتكون الكرة لهم في هذه المرة ،فيعودون من جديد الى الطغيان والافساد،ويعودون من جديد الى احتلال الارض والمقدسات ،وهذا هو الافساد الثاني الذي اشار اليه تعالى بقوله : (ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم باموال وبنين وجعلناكم اكثر نفيرا).

الحدث الرابع : هو انه بعد أن يعود بنو اسرائيل الى الافساد والاحتلال من جديد يعود اولئك العباد الاشداء الى قتالهم ومقاومتهم ،وبفعل تضحياتهم وارادتهم وعزمهم على مقاومة فساد بني اسرائيل يستطيع هؤلاء المجاهدون ان يحققوا نصراً اكيداً على اليهود فيفتكون بهم ويذلونهم بالقتل والاسر والتشريد والتدمير ويدخلون من جديد بالقوة الى المسجد الاقصى في القدس كما دخلوه في المرة الاولى ،وهذا ما اشار اليه تعالى بقوله : ( فاذا جاء وعد الاخرة "اي موعد الافساد الثاني " ليسوؤا وجوهكم " اي يبعث الله عليكم من يذلكم بحيث تظهر اثار الذل والمحنة على وجوهكم حزناً وكأبة " وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا) .

والذي يبدو من التدقيق في جملة (وليتبروا ما علوا تتبيرا ) هو ان المجاهدين في هذه المرة اي المرة الثانية يذيقون بني اسرائيل اشد الوان الهلاك والدمار والعذاب ،فهذه المرة تكون أشد على اليهود من الكرة الاولى لآن التتبير يعني الاهلاك والتدمير والابادة شبه الكاملة .

هذا هو حصيلة ما تضمنته الايات بالنسبة الى الاحداث الهامة التي تقع بين اليهود وبين من يسخرهم الله لمعاقبتهم على افسادهم واستكبارهم واحتلالهم للقدس والاراضي الاسلامية  المقدسة .

والتدقيق في  عبارات الايات يجعلنا نستوحي منها عدة امور ترتبط بالاحداث التي ذكرناها :

الامر الاول : ان حصول الافساد الاول والثاني من بني اسرائيل ،ثم الانتقام منهم على أيد رجال اشداء أولي بأس شديد ،هو امر حتمي لا خلف فيه ولا مرد له ،فهو واقع حتماً وجزماً عاجلاً ام أجلاً ، وهذا ما نستفيده من كثرة المؤكدات الواردة في بعض كلمات وجمل الايات ،فلاحظ قوله تعالى مثلاُ (وقضينا ) الذي يشير الى حتمية صدور الافساد من بني اسرائيل لكن لا على سبيل الجبر والاكراه،وإنما على سبيل الاخبار بما هو حتمي الوقوع بحسب ما يعلمه الله من احوالهم واوضاعهم وعقليتهم ، ثم اتى بلام الابتداء ونون التوكيد في اكثر من مورد فقال تعالى : (لتفسدن ،ولتعلن ) يؤكد حصول الافساد والاستكبار من بني اسرائيل .ثم قال تعالى (إذا جاء وعد الآخرة) ولم يقل :وقت او موعد ليؤكد ايضاً حصول ذلك منهم لان الوعد يقتضي الوقوع والتحقق جزماً لانه لا خلف للوعد،ثم الحق ذلك بكلمة ( بعثنا ) ولم يقل : سنبعث ليشير بذلك الى ان مواجهة ومقاومة فساد بني اسرائيل واحتلالهم للارض والمقدسات امر حاصل لا محالة ،فهو يخبر عن وقوعه وحصوله كأنه واقع حاصل ، ثم عاد وأكد وقوع وحصول ذلك كله بقوله نعالى (وكان وعداً مفعولا) اي لا مناص منه ولا محيص عنه .

الامر الثاني : ان المستفاد من الايات هو : ان من سوف تجري لهم مع بني اسرائيل هذه الاحداث هم جماعة واحدة ،فالذين يواجهون اليهود في المرة الثانية بعد افسادهم الثاني هم من نفس الفئة والجماعة  الذين يواجهون اليهود في المرة الاولى بعد افسادهم الاول، وذلك لان الضمائر في كلمة (جاسوا –عليهم –وليسوؤا – وليدخلوا- ودخلوه-وليتبروا) الواردة في الايات كل هذه الضمائر ترجع الى جماعة واحدة عبرعنها بقوله تعالى : (عباداً لنا ) فانه ليس في الايات ما يصلح مرجعاً لهذه الضمائر غير جملة (عباداً لنا ).

الامر الثالث :ان المقصود  ب :( عباداً لنا ) الذين سيواجهون اليهود وفسادهم واحتلالهم ،هم قوم مؤمنون مجاهدون ،لان ذلك هو الظاهر من قوله تعالى : (بعثنا ) وقوله (عبادا لنا ) لان البعث من قبل الله والعباد له لم يستعملا في القران الا في مقام المدح والثناء الا ما شذ وندر.

وعلى هذا الاساس فان المؤمنين هم من سيقفون في مواجهة طغيان اليهود واستكبارهم واحتلالهم ،وسيدفعهم ايمانهم والتكليف الشرعي الالهي الى القيام بذلك العمل الجهادي المقاوم ، وبذلك يصح ان يقال كما في الاية (بعثنا عليكم ) لان اوامر الله هي التي دفعتهم وحركتهم للقيام بمقاومة اليهود ،فالله هو المحرك والباعث لهم للقيام  بذلك .

الامر الرابع : انه يستفاد من هذه الايات ايضاً : ان هؤلاء العباد والمجاهدين سوف يدخلون المسجد الاقصى في القدس مرتين ،وان دخولهم هذا سوف يكون على نحو واحد في المرتين معاً اي بالجهاد والقوة والقهر والغلبة (كما دخلوه اول مرة ) وليس بالتسويات المذلة ،ولا باتفافيات ومعاهدات السلام الوهمية التي قد ترفع الاحتلال ظاهراً ولكنها تبقي عليه حقيقة وواقعاً .

واذا كان تحرير الارض والمقدسات ودخول القدس الشريف لا يكون الا بالفعل الجهادي المقاوم وبقوة السلاح  وبالإرادة القوية والعزيمة الراسخة فهذا يتطلب منا جميعاً وفي يوم القدس العالمي استعداداً فعلياً وعملياً وعلى جميع المستويات لمواجهة هذا الاستحقاق الجهادي الكبير .

وآخر دعوانا ان الحمد الله رب العالمين .