كلمة في الملتقى الثاني للمبادرات الثقافية الشبابية في اطار فكر الامام القائد 23-6-2024
- المجموعة: نشاطات ولقاءات
- 23 حزيران/يونيو 2024
- اسرة التحرير
- الزيارات: 719
الشيخ دعموش: المقاومة لا تأبه للتهديدات وعلى أتمّ الاستعداد للذهاب الى أبعد الحدود.
لفت نائب رئيس المجلس التنفيذ في حزب الله الشيخ علي دعموش الى أن المقاومة طوّرت عملياتها كمًّا ونوعًا، وأدخلت أسلحة جديدة الى المعركة، وعطّلت جزءًا مهمًا من منظومة العدو الدفاعية والتجسسية، وأصبحت أكثر إيلامًا للعدو، إلى حد اعتراف العدو بالعجز عن مواجهة مسيرات المقاومة الانقضاضية والاستخبارية التي باتت تدخل إلى عمق الكيان وتعود بمعلومات ومعطيات عسكرية مهمة، وهذا إنجاز كبير للمقاومة.
وخلال رعايته الملتقى الثاني للمبادرات الثقافية الشبابية العاملة في اطار فكر الامام الخامنئي بحضور المستشار الثقافي الايراني السيد كميل باقر في قاعة بلدية الغبيري، رأى الشيخ دعموش أن أهمية هذا المستوى العالي من أداء المقاومة، تكمن في كونه يصعّب على العدو قرار شن حرب واسعة، لأنه يعرف أن المقاومة تملك من السلاح والقدرات والمعلومات عن نقاطه الحساسة، ما يجعل أي معركة واسعة مع حزب الله معركة خاسرة سيدفع فيها العدو أثماناً كبيرة.
وشدد على أن المقاومة لا تأبه للتهديدات، وهي على أتمّ الاستعداد للذهاب الى أبعد الحدود إذا أراد العدو شن حرب واسعة على لبنان، ويجب أن يعرف العدو أنّه في موقع الضعف والهزيمة، وليس في موقع من يفرض شروطه. مؤكدًا أن المقاومة لن تدع هذا العدو المأزوم يُحقّق أهدافه في لبنان.
نص الكلمة
بسم الله الرحمن الرحيم
نبارك لكم عيد الغدير ونسأل الله ان يجعلنا من المتمسكين بولاية علي(ع) ونهجه وقيمه، وهذا اللقاء يستمد روحانيته وبركته من اجواء هذه المناسبة الجليلة.
بداية اتوجه بالشكر الجزيل لمكتب حفظ ونشر اثار الامام الخامنئي في لبنان وللمستشارية الثقافية للجمهورية الاسلامية في ايران على هذا اللقاء المبارك، واتوجه بالشكر الكبير للمستشار الثقافي الاخ العزيز سماحة السيد كميل باقر على رعايته واحتضانه ودعمه لهذه المبادرات الشبابية كما اتوجه بالشكر والتقدير للأخوة والاخوات العاملين في اطار هذه المبادرات الذين يهتمون ويساهمون في نشر فكر الامام القائد(دام ظله الوارف) والتعريف بشخصيته الفريدة للمجتمع اللبناني وللاجيال وللنخب.. التقدير لهم ولكم على كل الجهود التي تبذلونها وعلى كل الانجازات التي تحققونها، ونسأل الله لهم التوفيق والتسديد لمواصلة العمل في هذه المبادرات وتوسيعها وتطويرها لتشكل جبهة ثقافية حقيقية فاعلة ومؤثرة، كما نسأل الله ان يجعل جهودكم خالصة لوجه الله وفي صحائف اعمالكم وذخيرة لكم يوم لا ينف مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم.
عندما نريد ان نبحث في شخصية الامام الخامنئي سنجد انفسنا امام شخصية علميّة وقياديّة وحضاريّة عظيمة، امام عالم وفقيه ومرجع صاحب فكر نيّر وإرادة قويّة وبصيرة ثاقبة، يتكلم بلسان الحق ويقذف بمنهج الحق ومدرسة القيم والمعنويات على باطل حضارة الغرب المادية فيدمغه، ويقف على رأس أمّة تتعرّض لمختلف أشكال الظلم والمكائد والحصار والاستهداف من قبل الاعداء الذين يستخدمون في هذه المواجهة مختلف الامكانات والوسائل الإعلامية والسياسية والثقافيّة والاقتصادية والعسكرية والامنية والحرب النفسية.
وعندما نتعمق في فكر هذه الشخصية سنجد ان هذا الفكر يتميز بعدة خصاص:
اولا: الشمولية: فبمراجعة سريعة لخطابات الامام القائد وأبحاثه وكتبه وبياناته وما كُتِب حول فكره وقيادته وتجربته، سنرى أنّ لدى الامام الخامنئي منظومة فكرية واسعة غنية وكاملة، استوعب مختلف مجالات الفكر والمعرفة، فهو تحدث في الفكر الاسلامي بابعاده المختلفة، وفي العلم والأخلاق والتربية وإدارة الدولة وبناء المجتمع الإسلامي وقضايا الأمة وبناء الحضارة الإسلامية، وتحدث بالتفصيل في السياسة والسياسة الخارجيّة والاقتصاد والاقتصاد المقاوم والتصنيع العسكري والرياضة والعلوم الإنسانيّة والأدب والشعر والرواية والفن، والأبحاث التخصصيّة في العدالة والمرأة والشباب والأسرة والجامعة والحوزة والنموذج الاسلامي للتقدم والتطور .. ولديه رؤى وافكار في كل هذه المجالات وغيرها، ونادراً ما نجد قضية في هذه المجالات لم يتحدّث عنها أو لم يوجّه فيها ويبيّن فيها مقترحاته واراءه وافكاره، خصوصا ان الامام القائد يلتقي بشكل دائم مع مختلف طبقات الشعب والمسؤولين وذوي الاختصاصات المتنوعة، ويتحدّث في مناسبات عديدة رئيسية ومستجدة، ولديه الكثير من النشاطات والجلسات العلميّة والدروس الحوزويّة ومحاضرات في التفسير والفقه والتاريخ وتحليل السيرة، وكتابات عديدة كتبها قبل الثورة وبعدها، فسر فيها مباني واصول الحضارة الاسلامية وشرح فيها مباني الثورة الاسلامية واهدافها واهداف ومقاصد النظام الاسلامي؛ وبين فيها نهج الإمام الخميني وانجازاته الكبرى.
هذه الشمولية وهذه المنظومة الفكرية الواسعة والغنية هي من الخصائص الاساسية لفكر الامام القائد التي قد لا نجدها في الكثير من العلماء والمفكرين، وهي تصلح بالتأكيد لتكون مرتكزًا لبناء الحضارة الاسلامية الجديدة..
ثانيا: الاصالة: ففكر الامام القائد هو فكر اصيل نقي صافٍ، وليس فكرا التقاطيا او استحسانيا او استنسابيا او متحجرا، فكر يسلك السلوك المنهجيّ المنضبط ضمن المعايير والقواعد الصحيحة، لإنتاج الفكر من مصادره المعرفيّة الخاصّة.. فكر يستند الى اصول ومبادىء وقواعد ومعايير وضوابط ومفاهيم الاسلام ، والى فكر وقيم محمد بن عبدالله (ص) وائمة اهل البيت(ع)، ويستمد معالمه وخصائصه وقوته وجذوره ونقاءه وصفاءه وسعة أُفقه من تعاليمهم ومعارفهم وسيرتهم وتجربتهم النقية والاصيلة .
ثالثا: الاستقلالية: والاستقلال الفكري، بمعنى ان للقائد شخصية فكرية مستقلة ، ، فهو لا يتأثر بالغالبية الفكرية السائدة، ولا يبني رؤاه الفكرية تبعا للأراء والافكار المتسالم عليها لدى الآخرين، وانما يفكر ويبحث ويتأمل بشكل مستقل، وبمعزل عما هو متداول ومطروح، ليصل بنفسه الى الفكرة التي يختارها بحسب المباني والاصول العلمية التي يعتمدها، وهذه الميزة، على حد تعبير سماحة الشيخ بناهيان في الملتقى الاول، هي أهم سمة قد يمتلكها عالم الدين القائد الذي يقود الناس ويرشدهم، وقد نقل سماحة الشيخ عن الامام القائد نقلا عن احد اولاده: ان القائد في مرحلة الشباب سمع الكثير عن فضائل امير المؤمنين(ع) وكان يقول قررت ان اطالع بنفسي واقرأ كل ما هو متوافر في التاريخ عن حياة امير المؤمنين لكي لا احكم عليه بناء على كلام الآخرين عنه، بل اصل الى ادراك عظمته بنفسي .
وهذه النقطة هي ابداع في الفكر وانتاج المعرفة.
رابعا: الاستراتيجية: التفكير الاستراتيجي، فالقائد يتميز بفكر تحليلي استراتيجي ولديه قدرة علمية تحليلية قد لا يمتلكها العديد من العلماء والمفكرين قد يمتلك البعض قدرة تفكير عالية وتكون لديه رؤية تحليلية عالية ولكنه ليس استراتيجيا في تفكيره وليس بمقدوره ان تشخيص الاهم فالاهم من الامور ولا يمكنه النظر في الامور نظرة استراتيجية بينما الامام القائد في تفكيره وتشخيصه للامور يملك مثل هذه النظرة ويحدد المسؤوليات وفقا لرؤاه الاستراتيجية العميقة.
هذه بعض الخصائص الفكرية التي تميز بها الامام القائد، وبالتأكيد هناك معالم وميزات اخرى يمكن للانسان ان يكتشفها عندما يتعمق اكثر فاكثر في جوانب هذه الشخصية الفريدة .
ما اريد ان اؤكد عليه في هذه الفرصة هو اننا امام هذا الفكر المتنور والواسع والشامل امام هذه المنظومة الفكرية الغنية والكاملة قد لا نستطيع بمبادرات محدودة ان نحيط ونظهر ونبرز كل جوانبها ومجالاتها وابعادها .
ولذلك لا بد من تحديد أولويات للعمل عليها، اولويات تتناسب مع الواقع اللبناني وحاجاته الفكرية والثقافية للعمل عليها في هذه المرحلة .
لقد سجلت بعض العناوين التي أرى ان العمل عليها يخدم ساحتنا من جهة، ويبرز أهمية وأصالة وعمق الفكر الذي يملكه القائد من جهة اخرى، لان ساحتنا والأجيال والشباب والنخب والباحثون والقادة والعلماء بحاجة الى التعرف على فكر الامام القائد فيها، والاستلهام من شخصيّته العلميّة والقياديّة والحضاريّة .
وهذه العناوين هي :
1- علاقته بالقران الكريم
2- ثقافة اداء التكليف
3- نظرته للشباب
4- رؤية الامام القائد لتجسيد الوحدة بين المسلمين .
5- موقفه من القضية الفلسطينية ورؤيته للحل.
6- المقاومة وحركات المقاومة
7- فكرة الاقتصاد المقاوم
8- البراءة من المشركين
9- نظرة القائد الى الطوائف الاخرى غير المسلمة واسلوب تعامله معهم لاسيما نظرته للمسيحيين وزيارته لبيوتهم وعوائلهم في المناسبات .
10- رسالته إلى الطلاب الجامعيين المنتفضين في اميركا والغرب.
رسالة القائد للجامعيين تأتي في سياق ملاقاة التحول الذي بدأ يظهر لدى الشباب الغربي حيال اسرائيل والقضية الفلسطينية..
فنحن نشهد بفضل الله سبحانه وتعالى وبركة الجهاد والتضحيات منذ طوفان الأقصى وصاعداً، تحوّلات في الرأي العام العالمي اتجاه نصرة القضية الفلسطينية والتخلي عن دعم الكيان الصهيوني، وهذا أمر بالغ الأهمية في تكوّن رأي عام عالمي جديد مغاير لما كان عليه الحال سابقاً بخصوص هذه القضية.
والتحرك الطلابي في الجامعات الأمريكية هو جزء لا يتجزأ من مجمل التحول الذي بدأت تشهده الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة وخاصة منذ العدوان الاسرائيلي على غزة، حيث بدأنا نشهد تراجعاً ملحوظاً في نسب التأييد للكيان الصهوني لمصلحة التأييد للقضية الفلسطينية، ويعود الفضل الأساسي في ذلك إلى تراجع تأثير وسائل الإعلام التقليدية المسيطر عليها من قبل اللوبي الصهيوني لمصلحة تصاعد تأثير منصات التواصل الاجتماعي وما يعرف بالصحافة الشعبية، ولاسيما في أوساط الشباب والأجيال.
لا أريد أن أستغرق في الحديث عن التحولات، لكن أعتقد أن رسالة القائد تلاقي هذا التحول، وأعتقد أن من مسؤوليتنا جميعاً أن نلعب دور الوسيط في ايصال مضمون هذه الرسالة إلى العالم.
هذه هي اهم العناوين التي ارى ان من المهم والمفيد التركيز عليها من قبل الاخوة والاخوات العاملين في هذه المبادرات المهمة، ونحن في حزب الله على اتم الاستعداد للتعاون معكم في كل هذه العناوين وفي غيرها ويشرفنا رعاية ودعم كل هذه المبادرات بكل الامكانات المتاحة والتعاون معكم في هذه المهمة الجليلة التي تكتسب اهمية خاصة بالنسبة لنا .
اختم ببعض التوصيات التي قد تنفع في هذا المجال:
1-قد يكون من المفيد تقسيم المبادرات إلى مجموعات على ان تعنى كل مجموعة بجانب خاص من فكر القائد وتركز عليه بان تركز مثلا مجموعة على تبيان نظرة الامام للشباب واخرى على رؤية الامام في الاقتصاد المقاوم وثالثة على نظرته للطوائف غير المسلمة وبهذه الطريقة يمكن ان تستوعب هذه المجموعات في عملها ومبادراتها اكبر قدر ممكن من الجوانب الفكرية للقائد بشكل مركز اكثر.
2- يجب ان تستخدم في مبادراتنا كل الوسائل الممكنة المنبر، وسائل الأعلام المختلفة وسائل التواصل الورش الدورات الندوات البرامج الحوارية الاعمال الوثائقية المعارض المسرح السينما الخ وان لاتقتصر على وسيلة دون اخرى لان كل هذه الوسائل مهمة في التعريف بهذه الشخصية وابعادها الفكرية والسياسية.
نحن راينا حجم تاثير الأفلام الوثائقية في التعريف بشخصية القائد من خلال الفيلم الذي عرضته المنار والصراط قبل فترة عن شخصية الامام القائد ولاقى نسبة مشاهدات كبيرة جدا في لبنان وخارج لبنان وايضا من خلال الوثائقيات التي تعرضها المستشارية في بعض المناسبات.
3- ينبغي أن تستهدف المبادرات كل الشرائح والفئات الاجتماعية والمهنية ، الطلاب لا سيما الجامعيين الشباب التعبئة الكتاب الاعلاميين الشعراء النخب الثقافية والأكاديمية النقابات اصحاب المهن الحرة مراكز الأبحاث والدراسات .. الخ .
4- انا ادعو ان لا تكون المبادرات في بيئتنا فقط مع التاكيد على إعطاء هذه البيئة الاولوية بل ان تمتد إلى ساحات اخرى في الداخل والخارج ان امكن إلى بقية الطوائف والأحزاب والتيارات انطلاقاً من ان فكر القائد استوعب الجميع وخاطب الجميع وتعامل مع الجميع .
اليوم مبادراتكم وجبهتكم الثقافية تقف في مواجهة الحرب الفكرية والثقافية التي يشنها العدو على مجتمعنا، تماما كما تقف جبهة المقاومة في مواجهة الحرب العسكرية الصهيونية على بلدنا وعلى غزة، وفي كلا الجبهتين هناك تضحيات.
نحن في المقاومة نقدم تضحيات وشهداء أعزاء يرتقون في هذه المواجهة، وهذا أمر طبيعي في معركة من هذا النوع، لكن المقاومة طوّرت عملياتها كمًا ونوعًا، وأدخلت أسلحة جديدة، وعطّلت جزءًا مهمًا من منظومة العدو الدفاعية والتجسسية، وأصبحت أكثر إيلامًا للعدو، وقد وصل الأمر بالعدو إلى حد الاعتراف بالعجز عن مواجهة مسيرات المقاومة الانقضاضية والاستخبارية التي باتت تدخل إلى عمق الكيان وتعود بمعلومات ومعطيات عسكرية مهمة، وهذا إنجاز كبير للمقاومة
هذا المستوى العالي من أداء المقاومة أهميته أولاً، أنه يصعّب على العدو الصهيوني القرار بشن حرب واسعة، لأنه يعرف أن المقاومة تملك من القدرات والأداء المتميز ما يجعل اي معركة واسعة مع حزب الله هي معركة خاسرة، وسيدفع العدو فيها أثماناً كبيرة"، وأضاف: "ثانياً، إن هذا المستوى من الأداء والعمليات النوعية سيزيد الضغط على العدو لإيقاف العدوان على غزة، لأنه يعرف أن هذه الجبهة هي جبهة مساندة لغزة، ولن تتوقف قبل وقف العدوان عليها،
المقاومة أثبتت من خلال أدائها في الميدان أنها لا تأبه للتهديدات ، وأنها على أتم الاستعداد للذهابالى ابعد الحدود إذا أراد العدو شن حرب واسعة على لبنان، ويجب أن يعرف العدو أنّه في موقع الضعف والهزيمة وليس في موقع من يفرض الشروط والمقاومة لن تدع هذا العدو المأزوم يُحقّق أهدافه في لبنان.
نسأل الله لكم المزيد من التوفيق والتسديد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.