الاساءة للنبي محمد (ص) بين الماضي والحاضر
- المجموعة: 2015
- 16 كانون2/يناير 2015
- اسرة التحرير
- الزيارات: 2739
العداوة لرسول الله (ص) بدأت منذ أن بعثه الله رسولاً، وقد بين الله في العديد من الآيات أنواع وأشكال الإساءة والأذية التي تعرض لها رسول الله (ص) خلال مراحل الدعوة, سواء الإساءات المادية التي كانت تنال من جسده وذاته ووجوده المقدس, أم الإساءات المعنوية التي كانت تنال من كرامته وسمعته وصورته المشرقة، كما بين الله عاقبة ومصير ومآل مَنْ استهزأ به وأساء إليه.
خلاصة الخطبة:
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة: الإرهاب الذي يستهدف قدسية الأنبياء ليس أقل من الإرهاب الذي يستهدف قتل الأبرياء.
لفت سماحة الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة: الى أن كل الذين أساءوا لرسول الله (ص) واستهزؤوا به عبر العصور ما كان لهم من حجة ولا من مبرر سوى العداوة والأحقاد والبغضاء والحسد والانتقام وتشويه الصورة .
وقال: اليوم يتابع الغربيون والحاقدون على نبي الإسلام من فرنسيين ودانماركيين وأمريكيين وتكفيريين وغيرهم معركة الإساءة لرسول الله (ص) وتشويه صورته. فهؤلاء لا يملكون في مواجهة الإسلام ونبي الإسلام وقرآن المسلمين سوى إطلاق الإهانات والاتهامات ووضع الرسوم المسيئة وإنتاج الأفلام المهينة، وهذا دليل ضعفهم وضعف منطقهم , فعندما لا يستطيعون مواجهة الحجة بالحجة والمنطق بالمنطق يلجأون الى إطلاق الشتائم والإهانات والى مثل هذه الأساليب المشينة, والله سبحانه سينتقم منهم كما انتقم من المشركين والمنافقين الذين أساءوا للنبي(ص) من قبل،وقد يسلط عليهم متطرفين وارهابيين للإنتقام منهم .. لأن الله يضع أحياناَ الظالمين في مواجهة الظالمين والإرهابيين في مواجهة الإرهابيين .
ورأى: ان إعادة نشر الرسوم المسيئة لنبينا (ص) من قبل مجلة (شارلي إيبدو) في فرنسا هو عمل منحط وشنيع ولا أخلاقي ويتنافى مع أبسط القيم الإنسانية, وهو أيضاً عمل إرهابي بامتياز يوازي في بشاعته الجرائم التي يرتكبها الإرهابيون بحق الأبرياء, فالإرهاب الذي يستهدف الكرامات والنيل من صورة ومقام وقدسية الأنبياء والرموز الدينية والمعتقدات والأديان السماوية والمقدسات الإنسانية ليس أقل من الإرهاب الذي يستهدف قتل الأبرياء ونشر الدمار وإشاعة الخوف والرعب بين الناس.
وأكد: ان ما قامت به المجلة الفرنسية مجدداً هو إساءة لأكثر من مليار ونصف مسلم في العالم، بل هو إساءة لكل المؤمنين بالرسالات السماوية.. ولا يمكن تبرير هذا العمل المشين تحت أي اعتبار أو ذريعة.
معتبراً: ان هذا العمل القبيح لن يخفف من الارهاب والتطرف بل سيسهم بشكل مباشر في دعم الإرهاب والتطرف والمتطرفين، ويدفع نحو المزيد من عمليات الانتقام.
نص الخطبة
يتحدث القرآن الكريم في العديد من الآيات عن الإساءات التي تعرض لها الأنبياء والرسل على مر العصور في إطار الصراع الدائر بين الإيمان وبين الكفر وبين الأنبياء وبين مكذبيهم ومخالفيهم .
يقول تعالى: [يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزءون]. ياسين/3.
ويقول في آية أخرى: [وما يأتيهم من نبي إلا كانوا به يستهزءون]. الزخرف/ 7.
ويقول في آية ثالثة: [أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون]. البقرة/ 87.
فالله سبحانه يخبر في هذه الآيات وغيرها أنه قد أُسيء إلى الأنبياء والرسل واستُهزئ بهم وكُذبوا واتُهموا، بل شُردوا وقتلوا من قبل أعدائهم ومخالفيهم.
وهذه الإساءات حصلت لمعظم الأنبياء والرسل منذ آدم والى نبينا خاتم الأنبياء والرسل محمد(ص).
ونبينا محمد (ص) نال النصيب الأكبر من الإساءة والاستهزاء والأذى، سواء من المشركين والكافرين، أم من أهل الكتاب، أم من المنافقين والمرتدين، بل حتى من بعض من يدعي اتباعه والإيمان به.
لقد استُهزئ بنبينا(ص) من قبل هؤلاء جميعاً في حياته وبعد وفاته حتى قال (ص): ما أُوذي نبي مثل ما أُوذيت.
وقد أخبر الله عن ذلك في القرآن الكريم:
فقال تعالى عن نبينا (ص):[وإذا رءاك الذين كفروا إن يتخذونك إلا هُزُواً]. الأنبياء/ 36.
ويقول في آية أخرى: [وإذا رَأَوك إن يتخذونك إلا هزواً أهذا الذي بعث الله رسولاً]. الفرقان/ 41.
كانوا إذا رأوه (ص) استهزءوا به, وسخروا منه, وأظهروا له العداوة والبغضاء، وكشفوا عن أحقادهم واحتقارهم له..
والعداوة لرسول الله (ص) بدأت منذ أن بعثه الله رسولاً، وقد بين الله في العديد من الآيات أنواع وأشكال الإساءة والأذية التي تعرض لها رسول الله (ص) خلال مراحل الدعوة, سواء الإساءات المادية التي كانت تنال من جسده وذاته ووجوده المقدس, أم الإساءات المعنوية التي كانت تنال من كرامته وسمعته وصورته المشرقة، كما بين الله عاقبة ومصير ومآل مَنْ استهزأ به وأساء إليه.
من الإساءات التي تعرض لها النبي (ص) خلال مسيرته المباركة: اتهامه بالسحر والشعوذة، فإن المشركين والكافرين لم يملكوا أمام قوة المعاجز التي كان يأتي بها النبي (ص) إلا أن يرموه بالسحر والشعوذة.
هكذا فعلوا عندما أتاهم بمعجزة انشقاق القمر كما في سورة القمر: [اقتربت الساعة وانشق القمر, وإن يروا آية يُعرضوا ويقولوا سحر مستمر].
وهكذا فعل الوليد بن المغيرة أحد كبار المشركين عندما تلا النبي (ص) عليه سورة حم السجدة [فقال إن هذا إلا سحر يؤثر إن هذا إلا قول البشر]. المدثر/ 24 ـ 25.
ومن الإساءات : اتهامه (ص) بالجنون والشعر، كما قال تعالى: [ويقولون أئِنَّا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون بل جاء بالحق وصدق المرسلين]. الصافات/ 26 ـ 27.
ومنها: اتهامه بالضلال والغواية وانه ينطق ويتكلم بما ينسجم مع أهوائه ومصالحه وطموحاته وليس بالوحي الإلهي, وقد دافع الله عنه بقوله تعالى: [والنجم إذا هوى, ما ضل صاحبكم وما غوى, وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي]. النجم/ 1 ـ 4.
ومن الإساءات لشخصه (ص) : تعييره بالأبتر, أي منقطع النسل, لعدم وجود ولد ذكر يعقبه ويحفظ نسله من بعده، وهذا كان يُشكّل نقصاً في العرف الجاهلي .
فقد ناداه عمرو بن العاص وقال له: يا أبا الأبتر, إني لأشنأك أي أبغضك، فأنزل الله تعالى: [إنا أعطيناك الكوثر, فصلّي لربك وانحر, إن شانئك هو الأبتر].
ومن الإساءات أيضاً: تعيير النبي (ص) بأتباعه والمؤمنين به , حيث كانوا في بداية الدعوة من الفقراء والبسطاء والناس العاديين، تماماً كما عيّر فرعونُ موسى بأتباعه، فقال له كما حكى القرآن: [وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي]. هود/27.
ولعل من أشد أنواع الإساءة على رسول الله (ص) تلك الإساءات والإهانات التي كان يوجهها المنافقون له (ص) , لأن هؤلاء كانوا محسوبين في الظاهر على المسلمين ويعيشون داخل المجتمع الإسلامي, وهؤلاء كانوا يثيرون الفتن, وينشرون الشائعات، ويعاونون اليهود والمشركين, ويخونون النبي (ص) ويتآمرون عليه، وقد كشف الله نفاقهم وأساليبهم في آيات عديدة. فقال تعالى: [وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون, الله يستهزء بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون]. البقرة/ 14 ـ 15.
وكانوا يستهزؤون بكل ما يأمر به النبي (ص), بالصلاة والأحكام والتشريعات:
يقول الله عنهم : [وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزواً ولعباً, ذلك بأنهم قوم لا يعقلون]. المائدة/ 58.
ويقول تعالى في آية أخرى: [ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب, قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون]. التوبة/ 65.
هذا بعض مما تعرض له النبي (ص) من إساءات، وهناك إساءات أخرى كثيرة واجهها النبي(ص) خلال مراحل الدعوة . . تحدث عنها القرآن وكشف عنها التاريخ ..
وكل الذين أساءوا لرسول الله (ص) واستهزؤوا به ما كان لهم من حجة ولا من مبرر سوى العداوة والأحقاد والبغضاء والحسد والانتقام وتشويه الصورة .
واليوم يتابع الغربيون والحاقدون على نبي الإسلام من فرنسيين ودانماركيين وأمريكيين وتكفيريين وغيرهم هذه المعركة .. معركة الإساءة لرسول الله (ص) وتشويه صورته. فهؤلاء لا يملكون في مواجهة الإسلام ونبي الإسلام وقرآن المسلمين سوى إطلاق الإهانات والاتهامات ووضع الرسوم المسيئة وإنتاج الأفلام المهينة، وهذا دليل ضعفهم وضعف منطقهم , فعندما لا يستطيعون مواجهة الحجة بالحجة والمنطق بالمنطق يلجأون الى إطلاق الشتائم والإهانات والى مثل هذه الأساليب المشينة , والله سبحانه سينتقم منهم كما انتقم من المشركين والمنافقين الذين أساءوا للنبي(ص) من قبل،وقد يسلط عليهم متطرفين وارهابيين للإنتقام منهم .. لأن الله يضع أحياناَ الظالمين في مواجهة الظالمين والإرهابيين في مواجهة الإرهابيين , فإنه ما تجرأ قوم على الله ورسوله واستهزؤوا بأنبياء الله ورسله والمقدسات إلا انتقم الله منهم .
يقول تعالى: [ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا يستهزؤون].
ويقول في آية اخرى: [ولقد استهزئ برسل من قبلك فأمليت للذين كفروا ثم أخذتهم فكيف كان عقاب].
وفي آية أخرى: [ذلك جزاؤهم جهنمُ بما كفروا واتخذوا آياتي ورسلي هزواً].
هذا هو مصير من أساء للأنبياء والرسل عبر العصور.. وهذا ما سيكون مصير من يسيء إلى رسول الله (ص) لأن سنة الله لا تتبدل ولا تتحول [سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ولا تجد لسنتنا تحويلاً]. الإسراء/77.
إن إعادة نشر الرسوم المسيئة لنبينا (ص) من قبل مجلة شارلي إيبدو في فرنسا هو عمل منحط وشنيع ولا أخلاقي يتنافى مع أبسط القيم الإنسانية, وهو عمل إرهابي بامتياز يوازي في بشاعته الجرائم التي يرتكبها الإرهابيون بحق الأبرياء, فالإرهاب الذي يستهدف الكرامات والنيل من صورة ومقام وقدسية الأنبياء والرموز الدينية والمعتقدات والأديان السماوية والمقدسات الإنساينة ليس أقل من الإرهاب الذي يستهدف قتل الأبرياء ونشر الدمار وإشاعة الخوف والرعب بين الناس, فكلاهما ارهاب وعدوان على الانسان.
ما قامت به المجلة الفرنسية مجدداً هو إساءة لكل المسلمين .. لأكثر من مليار ونصف مسلم في العالم، بل هو إساءة لكل المؤمنين بالرسالات السماوية ولا يمكن تبرير هذا العمل المشين تحت أي اعتبار أو ذريعة.
هذا العمل القبيح لن يخفف من الارهاب والتطرف بل سيسهم بشكل مباشر في دعم الإرهاب والتطرف والمتطرفين، ويدفع نحو المزيد من عمليات الانتقام.
والحمد لله رب العالمين