عقد "هدنة" الحديبية كانت ذكاء من النبي (ص) خسّر قريش أهم قبائلها(47)
غزوة الحديبية - 2 (47)
يعبر عن المعاهدة التي أبرمت في الحديبية بين رسول الله (ص) والمشركين حَسَبَ المصطلح الفقهي الإسلامي بـ"الهُدنة", لأن الهُدنة هي المعاقدة على ترك الحرب وتجميدِ حال الصراع مع العدو مدةً معينة, وهذا ما حصل في الحديبية حيث وقَّعَ النبيُ (ص) صُلحاً مؤقتاً مع المشركين مدتُهُ عشرُ سنوات.
كيف اعتمد النبي (ص) الحرب النفسية وعنصر المفاجأة في فتح مكة؟!(48)
فتح مكة (48)
بعد مرور حوالي السنتين على صلح الحديبية أقدمت قريشٌ على نقضه وذلك عندما انضمت إلى حلفائها من قبيلة كِنَانَة التي أقدمت على مهاجمة قبيلة خزاعة حليفةِ المسلمين مخالفةً بذلك الهُدنةَ القائمةَ بين الطرفين , فاستنصرت قبيلةُ خزاعة رسولَ الله.
قبيلتا "هوازن" و"ثقيف" : "فرغ لنا محمد، فلا ناهية له دوننا والرأي أن نغزوه(49)
معركة حنين (49 )
ولّدَ فتحُ مكة والانتصارُ العظيمُ الذي حققه المسلمون على قريش وقاعدتِهم الوثنيةِ الكبرى في المنطقة ردَّ فعلٍ عنيفاً لدى القبائل المشركة في شَمال الحجاز وعلى رأسها قبيلتا هوازن وثقيف, فقد رأتْ هذه القبائلُ أن تتحرك لتوجيه ضربةٍ للمسلمين قبل أن يستفحل الخطر وتجدَ هذه القبائلُ نفسَها محاطةً بالمسلمين من كل مكان.
ماذا فعل الرسول (ص) بسبايا المشركين بعد معركة حنين ؟!..(50)
النبي يحاصر الطائف (50):
بعدما مُني المشركون من قبيلتي "هوازن" و"ثقيف" وغيرِهما بهزيمة نكراء على أيدي المسلمين في معركة "حنين" وفروا من ساحة المعركة توجه المشركون بقيادة مالكِ ابنِ عوف صوبَ الطائف, بينما تجمع بعضُهم في منطقة تدعى أوطاس, وتوجهت فئةٌ أخرى منهم نحو منطقة تسمى نخلة.
هل تصدق أنّ اليهود قدموا إلى الجزيرة العربية انتظاراً لظهور النبي (ص)؟!(51)
تاريخ اليهود القديم في شبه الجزيرة العربية (51) :
قد يسأل الكثيرون منكم، كيف كان وضع اليهود في شبه الجزيرة العربية عندما أعلن الرسول (ص) عن دعوته للإسلام، وكيف تجلت مواقفهم منه ومن الرسالة؟!..وعندما نريد أن نتحدث عن ذلك فلا بد من أن نتعرف بدايةً إلى أصل اليهود وأسمائهم وأوضاعِهم قبل ظهور الإسلام, ولا بد أن نتعرف أيضاً على تاريخ وجودهم في شبه الجزيرة العربية مقدمةً "للحديث عن موقفهم من الإسلام", وموقفِ الإسلام منهم.
اليهود في عهد النبي (ص) كانوا يؤمنون أول النهار ويكفرون في آخره ..!(52)
اليهود في مواجهة الإسلام (1) - (52)
قلنا في المقال السابق إن اليهود كانوا ولا يزالون أشدَّ الناس عداوة وحقداً على الإسلام والمسلمين، وقد كفروا بالنبي (ص) ولم يؤمنوا بالإسلام بل وقفوا في مواجهة هذا الدين من أول يومٍ ظهر فيه على الرُغم من كل الحقائق التي كانوا يعرفونها ويروجون لها عن الإسلام قبل مبعث النبي استناداً إلى ما بشرت به توراتُهم وكتُبُهم.
أحبار اليهود وقصص قربان تأكله النار و"ليكلّمنا الله"..!!(53)
اليهود في مواجهة الإسلام (2)- (53)
ذكرنا في المقال السابق إن اليهود كانت لديهم محاولاتٌ متعددة للقضاء على الإسلام وإنهم اتبعوا أساليبَ متنوعة لمواجهة المدِّ الإسلامي في عهد النبي (ص)، حيث ذكرنا من تلك الأساليب اسلوبَ بثِّ الشكوك في الإسلام وتشكيكِ ضُعفاءِ الإيمان بعقيدتهم وإسلامهم بغيةَ إضلالهم وارتدادهم عن دينهم، وفي هذا المقال نذكر بعضاً من ممارساتهم العدوانيةِ والإرهابية في مواجهة الإسلام والمسلمين.
اليهود انتظروا ظهوره ولمّا لم يكن النبي (ص) "إسرائيلياً"حاربوه(54)
اليهود في مواجهة الإسلام (3) - (54)
من المعلوم أن رسالة النبي (ص)، رسالةَ الإسلام، جاءت إلى الناس جميعاً. يقول الله سبحانه وتعالى (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً) الأعراف:158. فقد كانت رسالةُ النبي (ص) إلى العرب أولاً لينقذهم من عبادة الأوثان والأصنام واقترافِ الآثام، وكانت رسالتُهُ لليهود أيضاً لإصلاح ما طرأ على دينهم من بدع ولتقويم سلوكهم وأخلاقهم وما أصابهم من فسادٍ وانحراف عن أصول دينهم.
اليهود نقضوا العهود فاستحقوا العقاب من النبي (ص)(55)
موقف النبي (ص) من اليهود (الاغتيالات) - (55) :
تعرّفنا في المقالات الماضية إلى تاريخ إقامة اليهود في منطقة الحجاز وفي المدينة المنورة تحديداً وإلى موقفهم من الإسلام وخلفيات هذا الموقف الذي اتسم بالرفض والكفر به، كما تعرفنا إلى بعض محاولاتهم وممارساتهم وأساليبهم العدائية التي واجهوا بها الإسلام والمسلمين بغية القضاءِ عليه أو الحدِ من امتداده وانتشاره وتأثيره ونفوذه.
يهود بني قينقاع والمسلمون في المدينة حكاية "تعايش غادر"(56)
الإسلام في مواجهة اليهود- غزوة بني قينقاع (56)
في هذا المقال وما بعده نتحدث عن الحروب الشاملة التي خاضها النبيُ (ص) والمسلمون معه ضد اليهود الذين تآمروا على الإسلام ونقضوا عهودَهم ومواثيقَهم. فمن المعلوم أن ممارساتِ اليهود المعاديةَ والتخريبيةَ قد هيأت الجو للتخلص بالتدريج وعلى مراحل من بغيهم وإفسادهم ومكرهم وتآمرهم، وكان أولُ ما قام به النبي (ص) هو مواجهةَ قبيلةِ بني قينقاع اليهودية وإعلانَ الحرب عليهم لإجلائهم عن المدينة المنورة.