انفك حصار قريش بصبر المسلمين ولكن لماذا "عام الحزن" ؟!(26)
تضحيات السيدة خديجة وأبي طالب مع النبي (ص) (26):
كان العام الذي خرج فيه النبي (ص) من شعب أبي طالب بعد حصار استمر ثلاث سنين، من أشد الأعوام التي مرّت عليه منذ بداية البعثة النبوية الشريفة.فقد كان هذا العام عام الحزن لأن النبي (ص) فقد فيه عمه أبي طالب (رضوان الله عليه) وزوجته السيدة خديجة (عليها السلام)، وهما اللذان كانا ينصرانه بكل قوة وبكل ما يملكان في مواحهة التحديات والمخاطر التي واجهت النبي (ص) في دعوته.
اختلفت الروايات حول إسلام أبي طالب ..فهل كان مشركاً؟! (27)
إسلام أبي طالب (27):
المقال السابق تعرض للحديث عن تضحيات أبي طالب (رضوان الله عليه) نؤكد هنا أن أبا طالب توفي وقلبه مملوء بالإيمان، ولا شك عندنا أن الرجل قد أسلم بقلبه ولسانه وعمله، منذ الشهور الأولى لبعثة النبي (ص)، ولكنه كان يكتم إسلامه لاعتبارات تتعلق بحماية الدعوة وحركتها.والنصوص الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) في إسلام أبي طالب وإيمانه كثيرة جداً. وقد ألفّ العلماء كتباً عديدة عن إسلامه وتصديقه بالرسالة الإسلامية وصل عددها إلى أكثر من ثلاثين كتاباً.
يروي التاريخ أن أبا لهب كان العدو الأول للنبي (ص) كيف كان بهذه القوة؟!(28)
النبي (ص) يعرض الإسلام على القبائل العربية (28) :
أحد الأساليب التي اتبعها النبي (ص) في الدعوة إلى الدين الإسلامي هو أسلوب الاتصال الشخصي المباشر مع الأفراد والجماعات. ولقد عمل بهذا الأسلوب على خطين.
بعد جهوده المضنية بايعوه ليلا وسراً على ألا يشركوا بالله أحداً ..من هم؟!! (29)
بيعة المسلمين للرسول (ص) (29) :
من المعلوم تاريخياً أن الإسلام دخل إلى المدينة المنورة (يثرب) بواسطة بعض الأفراد والجماعات الذين كانوا قد التقوا بالنبي (ص) أثناء وجودهم في مكة بهدف التجارة والحج، وخصوصا أولئك الذين بايعوا الرسول (ص) من قبيلتي الأوس والخزرج في بيعتي العقبة الأولى والثانية. فما هي بيعة العقبة الأولى وما هي بيعة العقبة الثانية؟..وكيف حصلت هاتان البيعتان وفي أي ظروف؟.
ما دام الإسراء والمعراج حقيقة ممكنة فلماذا ارتد بعض المسلمين عن الإسلام؟!(30)
الإسراء والمعراج (30) :
المشهور بين المؤرخين أنه في السنة الثالثة عشر للبعثة النبوية الشريفة، وقبل الهجرة إلى المدينة المنورة بستة أشهر تقريبا، كان الإسراء والمعراج. الإسراء لرسول الله (ص) من مكة إلى المسجد الأقصى والمعراج من هناك إلى السماء. وقصة الإسراء والمعراج كما ترويها النصوص الدينية التاريخية، هي أن النبي (ص) وبينما كان ذات ليلة نائما في دار أم هاني بنت أبي طالب جاءه جبرائيل ومعه راحلة يقال لها "البراق".
قريش تآمرت على النبي (ص) ففداه علي بن أبي طالب بنفسه(32)
الهجرة إلى المدينة المنورة (32) :
مهّد النبي (ص) للهجرة إلى المدينة المنورة ببيعتين مع أهل المدينة، هما بيعتا العقبة الأولى والثانية. ويبدو أن النبي (ص) بعد إبرامه هاتين البيعتين سمح للمسلمين وخاصة أولئك الذين كانوا يتعرضون للتعذيب والاضطهاد من قبل قريش والمشركين بالهجرة إلى المدينة.
النبي (ص) يهجر مكة بعد تفاقم اضطهاد قريش أم أن هناك أسباباً أخرى؟!(33)
أسباب الهجرة إلى المدينة المنورة (33) :
أمضى النبي (ص) ثلاثة عشر سنة بعد بعثته الشريفة في مكة يدعو إلى الله سبحانه وتعالى ويواجه تحديات المشركين وقرر في هذه السنة الهجرة إلى المدينة المنورة. فهاجر إليها مع من بقي من المسلمين في مكة، بعد أن سبقه في الهجرة إليها معظم المسلمين.
أهالي المدينة المنورة نادوا الرسول (ص) بالهجرة إليهم(34)
أسباب اختيار المدينة المنورة للهجرة إليها (34) :
لقد كان لاختيار رسول الله (ص) للمدينة المنورة ليهاجر إليها المسلمون الأوائل وقاعدة لدعوتهم الإسلامية أسباباً موجبة لهذا الاخيتار، ولم يختر مثلا مدينة أخرى مثل الطائف أو الحبشة أو غيرهما من المدن المجاورة لمكة المكرمة.. في الحقيقة أن هناك عدة عوامل وأسباب أوجبت على نبي الإسلام اختيار المدينة بالتحديد.
ما هو أول عمل يقوم به النبي (ص) في المدينة المنورة بعد الهجرة؟!(35)
عمل الرسول (ص) في بناء مجتمع المدينة المنورة (35)
باشر رسول الله (ص) عند وصوله إلى المدينة المنورة، بعدما سبقه إليها العدد الأكبر من المسلمين، بعدد من الأعمال الأساسية لبناء المجتمع السياسي الإسلامي.وكان من أيرز هذه الأعمال : الأول بناء مسجد في المدينة، والثاني المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، والثالث تحديد نوع العلاقة بين المسلمين وبين غيرهم، والرابع عقد معاهدة تعاون وعدم اعتداء مع يهود المدينة، والخامس تكوين الجيش والقوة المسلحة القادر على حماية الدولة والدفاع عن كيان الإسلام والمسلمين، والسادس بناء الجهاز الإداري.
نبي الإسلام (ص) يقدّم للبشرية أنبل نموذج إنساني في مجتمع المدينة(36)
الرسول (ص) يؤاخي بين المهاجرين والأنصار في بناء مجتمع المدينة المنورة (36) :
العمل الثاني الذي قام به النبي (ص) بعد هجرته إلى المدينة المنورة، هو المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار. وكانت هذه الخطوة الأولى من ناحية تنظيم المجتمع الإسلامي. فقد دعا الرسول أصحابه جميعا، من المهاجرين والأنصار، بعد خمسة أشهر، أو ثمانية أشهر، إلى التآخي فيما بينهم، وقال لهم : "تآخوا في الله أخوين أخوين". فتآخى هو مع الإمام علي بن أبي طالب (ع)، حيث أخذ بيده وقال :"هذا أخي".